تفسير سفر المزامير - الأصحاح 93 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1:
آية (1): "الرب قد ملك. لس الجلال. لبس الرب القدرة. ائتزر بها. أيضاً تثبتت المسكونة لا تتزعزع."

الرب قد ملك= قبل الصليب كان الشيطان قد استعبد البشر، وبعد الصليب استرد المسيح شعبه واشتراه بدمه ليحررهم من إبليس ويملك هو عليهم. وهذا غير ملكه الأزلى على كل العالم. ليس الجلال. لبس القدرة= حين أظهر قوته في خلاص أتباعه، تحقق الكل أنه ملك. والجلال الذل لبسه هو جسده الممجد الذي قام به من الأموات ثم صعد به إلى السموات ليجلس به عن يمين الآب. لقد ظهر الآن قوة لاهوته في جسده بعد أن كان قد أخلى ذاته أخذاً صورة عبد. وثبت كنيسته حتى لا تتزعزع= تثبتت المسكونة= بعد أن انتشرت الكنيسة في كل المسكونة. وكان المسكونة أي كل بنى آدم مضطربين كالعميان يتخبطون في الضلال الذي زرعه إبليس فثبت المسيح كنيسته على صخرة الإيمان به، ولن تقدر أبواب الجحيم أن تزعزعها. الله أعطى آدم جسداً له جلال وبهاء، ولكنه بالخطية تعرى وفقد جلاله، فجاء المسيح وأخذ جسده من آدم ليتعرى هو ثم يلبس الجلال ليلبسنا نحن إياه بعد أن فقدناه. ولم يلبس فقط جسداً ممجداً بل قدير قادراً على أن يرعب أعدائه.
العدد 2:
آية (2): "كرسيك مثبتة منذ القدم. منذ الأزل أنت."

كرسيك مثبتة منذ القدم. منذ الأزل أنت= هذا الكلام موجه لمن قيل له في آية (1) أنه صار ملكاً، فمع أنه تنازل وأخلى ذاته أخذاً صورة عبد، لكنه هو يهوه، الله الذي كرسيه= عرشه ثابت من قبل تجسده وهو أزلي لا بداية له، وأيضاً أبدي. وهذه الآية نفسها تقريباً في (مز6:45 + عب8:1 وبنفس المفهوم 1يو1:1،2) ونصلي بهذه الآية في الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة، ساعة دفن المسيح لنذكر أنه هو الله الأزلي الأبدي الجالس على عرشه.


العدد 3:
آية (3): "رفعت الأنهار يا رب رفعت الأنهار صوتها ترفع الأنهار عجيجها."

الأنهار= تشير للروح القدس (يو37:7-39). الذي عَمِلَ في الرسل فارتفعت أصواتهم في كل المسكونة= ترفع الأنهار عجيجها. لتنتشر مملكة المسيح لقد انتشر تلاميذ المسيح في كل المسكونة، وكل منهم يفيض من بطنه نهر ماء ليحيي المائتين من غير المؤمنين الوثنيين.


العدد 4:
آية (4): "من أصوات مياه كثيرة من غمار أمواج البحر الرب في العلى أقدر."

لم يسكت إبليس أمام انتشار ملكوت الله، بل هاج وأهاج العالم ضد الكنيسة، وثار الاضطهاد ضد الكنيسة= غمار أمواج البحر. ولكن هنا آية تعطي إطمئنان= في العُلى أقدر. أي الله في العلى هو أقدر وأعظم من مؤامرات إبليس وحروبه. والدليل استمرار الكنيسة بعد كل هذه المؤامرات الشيطانية. البحر هو إشارة للعالم باضطرابه وشدائده ومحنه وشهواته (الماء المالح).
العدد 5:
آية (5): "شهاداتك ثابتة جداً ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام."

شهاداتك ثابتة جداً= كل النبوات التي قيلت عن المسيح تحققت تماماً. ببيتك تليق القداسة= لقد حررنا المسيح واشترانا وملك علينا وصرنا شعبه فما هو واجبنا؟ أن نسلك بقداسة وطهارة كل أيامنا. حتى يستمر علينا ذلك الثوب الذي أخذناه في المعمودية ولا نوجد عراة فنطرد إلى خارج (راجع مثل عرس ابن الملك) فمن لم يوجد عليه ثوب العرس طردوه (مت1:22-14).
أعلى