تفسير سفر المزامير - الأصحاح 20 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1:
آية (1): "ليستجيب لك الرب في يوم الضيق. ليرفعك اسم إله يعقوب."

الله استجاب لداود في يوم شدته، وهكذا يستجيب لكل من يصرخ إليه. ولنفهم أن حياتنا على الأرض هي حرب متصلة، أعدائنا محيطين بنا (الشياطين) ولكن الله معنا. ويوم الضيق بالنسبة لنا هو حياتنا في هذا العالم، في كل تجربة وكل شدة. ويوم الضيق بالنسبة للمسيح كان يوم الصليب. ونحن في حياتنا الآن نشترك مع المسيح في صليبه. وذكره ليعقوب[*] فهو أبو الشعب كله والذي صارع مع الله. وبذلك نذكر أهمية الجهاد مع الله.


العدد 2:
آية (2): "ليرسل لك عوناً من قدسه ومن صهيون ليعضدك."

من قُدسهِ= تابوت العهد أو الخيمة في العهد القديم. والآن فالمسيح جالس عن يمين الآب ليعين كنيسته، بل هو ساكن فينا ونحن هيكله يستجيب كل من يدعوه. وهو ساكن في كنيسته صهيون= وهنا نرى أهمية صلاة الكنيسة عن الفرد، الكنيسة صلاتها فعالة (أع5:12).


العدد 3:
آية (3): "ليذكر كل تقدماتك ويستسمن محرقاتك. سلاه."

يذكر جميع ذبائحك= المرتل يقصد بالمعني المباشر، الذبائح التي كانت تقدم قبل المعركة لينصرهم الله. فالمصالحة مع الله غير ممكنة بدون دم. وذبيحتنا المقبولة التي يذكرها الله دائماً فنصير مقبولين هي ذبيحة المسيح. ويستسمن محرقاتك= فالله قبل ذبيحة المسيح. وعلى كل منا أن يقدم ذبائح ليقبلها الله (العبادة والتسبيح والنفس المنسحقة،..)


العدد 4:
آية (4): "ليعطِك حسب قلبك ويتمم كل رأيك."

ليعطِك حسب قلبك= شهوة قلب المسيح كانت خلاص البشر. وكانت إرادة قلب داود أن ينتصر وأعطاه الله سؤل قلبه، فإن كان طلب كل منا بقلبه الخلاص لنلناه. وكل من يسلك حسب إرادة الله يعطيه الله طلبة قلبه. ويستسمن محرقاته= كل ما يقدمه يبارك الله فيه ويقبله. فإن صلَّى يبارك الله في صلاته ويعلمه كيف تكون صلاته مقبولة ثم يقبل ما سيقدمه وتكون صلاته محرقة ذات رائحة لذيذة. ويعطيه الله قلباً نقياً يطلب طلبات نقية ثم يستجيب الله ويعطيه حسب قلبه النقي.

أما ذوو القلب الشرير سيعطيهم الله أيضاً حسب قلوبهم، ولما اشتهى بنو إسرائيل أن يكون لهم ملكاً يفتخرون به أمام الأمم أعطاهم الله شاول أطول وأعرض من في الشعب. وفي نهاية الأيام سيسمح الله بظهور ضد المسيح فهذا سيكون بحسب قلب البشر.


العدد 5:
آية (5): "نترنم بخلاصك وباسم إلهنا نرفع رايتنا ليكمل الرب كل سؤلك."

هنا اعتراف بخلاص الله لأنه خلَّص مسيحه داود وأقام المسيح ليقيمنا ويستجيب دائماً لطلباتنا. فمن يسير وراء المسيح دائماً يسبحه إذ يرى أعمال خلاصه، حقاً الطريق ضيق لكنه مفرح لذلك فعبيد الله يسبحونه على كل الفرح الذي يعطيه لهم. ومن يثبت نظره على الله لن ينشغل بعطاياه بل ينشغل به هو فيسبحه ويعترف بعمله العجيب. باسم إلهنا نرفع رأيتنا (ننمو سبعينية). الرايات هي رايات النصرة بالمسيح الغالب. ولأن القيامة يتبعها نمو مستمر، فالمسيحي في طريق خلاصه يمارس التوبة وينمو كل يوم إلى قامة ملء المسيح: نمو في محبة الله ومحبة الآخرين والقداسة والصلاة.. كل هذا باسم الله.


العدد 6:
آية (6): "الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلاص يمينه."

خلاص المسيح كان بقيامته وخلاصنا هو بقيامته وتوبتنا المستمرة لنثبت فيه.


العدد 7- 9:
الآيات (7-9): "هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل. أما نحن فاسم الرب إلهنا نذكر. هم جثوا وسقطوا أما نحن فقمنا وانتصبنا."

سلاح الأعداء قوي ولكن الله هو سلاحنا به نغلب ولا نسقط أبداً. وهنا نرى خلاص الكنيسة كلها ونصرتها في مسيحها المنتصر.
وهذا المزمور نصيه في الساعة الثالثة فالمسيح كان في ضيقته قد تخلى عنه الجميع ولكنه انتصر.


أسفار الكتاب المقدس
أعلى