تفسير سفر المزامير - الأصحاح 106 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1:
آية (1): "هللويا. احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته."

لأن إلى الأبد رحمته= إذا تذكرنا خطايانا واعترفنا بها يرحمنا الله "ومن يقر بخطاياه يرحم" وهنا فلنسبح الله الذي مازال يقبلنا برحمته ولم يرفضنا حتى الآن.


العدد 2- 3:
الآيات (2،3): "من يتكلم بجبروت الرب من يخبر بكل تسابيحه. طوبى للحافظين الحق وللصانع البر في كل حين."

في (2) يتساءل من يستطيع أن يسبح الرب ويتكلم عن جبروته واقتداره وفي (3) يجيب بأنه هو الحافظ الحق والصانع البر. فطوبى لمثل هذا الإنسان الذي يسبح الله.


العدد 4- 5:
الآيات (4،5): "اذكرني يا رب برضا شعبك. تعهدني بخلاصك. لأرى خير مختاريك. لأفرح بفرح أمتك. لأفتخر مع ميراثك."

حين قال المرنم أن الحافظ الحق في كل حين هو الذي يستطيع أن يسبح الله، شعر بأنه غير قادر على حفظ الحق دائماً فهو ضعيف ومتقلب والعدو يحاربه دائماً فصرخ لله أذكرني يا رب برضا شعبك= أي اذكرني بحسب المحبة والرضا اللذان في قلبك نحو شعبك. تعهدني بخلاصك= أنا وحدي لا أستطيع دون معونة منك لأرى خير مختاريك= لكي يكون لي نصيب في الخير الذي سيكون لهم. ولكن هذه الآيات هي صرخة العهد القديم لتجسد المسيح ليأتي بالخلاص، وكأن المرنم يشتهي أن يرى هذه الأيام ويرى خير مختاري الله المؤمنين بالمسيح ويفتخر مع ميراث الله أي المؤمنين.
العدد 6- 38:
الآيات (6-38): "أخطأنا مع آبائنا أسأنا وأذنبنا. آباؤنا في مصر لم يفهموا عجائبك لم يذكروا كثرة مراحمك فتمردوا عند البحر عند بحر سوف. فخلصهم من اجل اسمه ليعرف بجبروته. وانتهر بحر سوف فيبس وسيرهم في اللجج كالبرية. وخلّصهم من يد المبغض وفداهم من يد العدو. وغطت المياه مضايقيهم واحد منهم لم يبق. فآمنوا بكلامه. غنوا بتسبيحه. أسرعوا فنسوا أعماله. لم ينتظروا مشورته. بل اشتهوا شهوة في البرية وجربوا الله في القفر. فأعطاهم سؤلهم وأرسل هزالا في أنفسهم. وحسدوا موسى في المحلّة وهرون قدوس الرب. فتحت الأرض وابتلعت داثان وطبقت على جماعة ابيرام. واشتعلت نار في جماعتهم. اللهيب احرق الأشرار. صنعوا عجلا في حوريب وسجدوا لتمثال مسبوك. وأبدلوا مجدهم بمثال ثور آكل عشب. نسوا الله مخلصهم الصانع عظائم في مصر. وعجائب في ارض حام ومخاوف على بحر سوف. فقال بإهلاكهم لولا موسى مختاره وقف في الثغر قدامه ليصرف غضبه عن اتلافهم. ورذلوا الأرض الشهية. لم يؤمنوا بكلمته. بل تمرمروا في خيامهم. لم يسمعوا لصوت الرب. فرفع يده عليهم ليسقطهم في البرية. وليسقط نسلهم بين الأمم وليبددهم في الأراضي. وتعلقوا ببعل فغور واكلوا ذبائح الموتى. وأغاظوه بأعمالهم فأقتحمهم الوبأ. فوقف فينحاس ودان فامتنع الوبأ. فحسب له ذلك برا إلى دور فدور إلى الأبد. واسخطوه على ماء مريبة حتى تأذى موسى بسببهم. لأنهم أمرّوا روحه حتى فرط بشفتيه. لم يستأصلوا الأمم الذين قال لهم الرب عنهم. بل اختلطوا بالأمم وتعلموا أعمالهم. وعبدوا أصنامهم فصارت لهم شركا. وذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان. واهرقوا دما زكيا دم بنيهم وبناتهم الذين ذبحوهم لأصنام كنعان وتدنست الأرض بالدماء."

هنا يبدأ المرنم في ذكر خطايا الشعب وتمرده. وهنا يذكر تمردهم ويذكر خلاص الرب لهم مع أنهم تمردوا عند كل ضيقة تواجههم. وأنه في بعض الأحيان كان الرب مضطراً كأب حكيم أن يؤدبهم كأولاده. ومن أمثلة التأديب حين اشتهى الشعب أن يأكل لحماً وتذمروا أعطاهم الله فأكلوا، وحينما أكلوا بوحشية وبشهوة، لم ينفعهم ما أكلوه بل صار نقمة عليهم وقبلوا جزاء شهوتهم الرديئة هزالاً في أنفسهم. وحينما تمردوا على موسى وهرون فتحت الأرض وابتلعت داثان.. ومع ازدياد تذمرهم وبالذات حين أرسلوا الجواسيس لأرض الميعاد، وصدقوا كلام الجواسيس ورذلوا الأرض الشهية كان قرار الرب أن لا يدخل هذا الشعب أرض الميعاد= فرفع يده عليهم ليسقطهم في البرية. وتعلقوا ببعل فغور. وأكلوا ذبائح الموتى= بعل فغور أي سيد الفجور والذبائح. وبنات موآب ذهبن للشعب وأسقطوهن في الزنى معهن ثم في تقديم الذبائح لإلههن بعل فغور. وكان الشعب لحبة في خطية الزنى، يزنون مع بنات موآب ثم يقدمن الذبائح للآلهة الميتة ويأكلوا من هذه الذبائح، ليشتركوا في مائدة الشياطين (1كو15:10-22)، ومن يفعل هذا فهو يتحد بالشياطين الميتة ويحكم على نفسه بالموت، أما من يشترك في مائدة الرب فتكون له حياة. وأية (30) بسبب الخطية ضرب الله الشعب بالوبأ. حتى وقف فينحاس من سبط لاوي. ودان= قضى وحكم على المذنب. لا عن كراهية له بل غيرة على مقدس الرب قتله فامتنع الوبأ.
العدد 39- 46:
الآيات (39-46): "وتنجسوا بأعمالهم وزنوا بأفعالهم. فحمي غضب الرب على شعبه وكره ميراثه. وأسلمهم ليد الأمم وتسلط عليهم مبغضوهم. وضغطهم أعداؤهم فذلوا تحت يدهم. مرات كثيرة أنقذهم. أما هم فعصوه بمشورتهم وانحطوا بإثمهم. فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم‏. وذكر لهم عهده وندم حسب كثرة رحمته. وأعطاهم نعمة قدام كل الذين سبوهم."

نرى صورة الشعب ملخصة في تنجسوا بأعمالهم وزنوا بأفعالهم. ونرى أيضاً تأديب الرب وأسلمهم ليد الأمم. فصرخوا. فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم ونرى صورة حية لله الرحوم الذي بحسب كثرة رحمته كان يغفر لشعبه. بل كان يعطيهم نعمة قدام كل الذين سبوهم (كما حدث مع دانيال) حتى لا يفنيهم أعداؤهم.


العدد 47- 48:
الآيات (47،48): "خلّصنا أيها الرب إلهنا واجمعنا من بين الأمم لنحمد اسم قدسك ونتفاخر بتسبيحك. مبارك الرب اله إسرائيل من الأزل والى الأبد. ويقول كل الشعب آمين. هللويا."

هي صرخة الشعب المسبي في آلامه ليردهم من السبي سواء سبي بابل أو غيره. وهي صرخة العهد القديم ليأتي المسيح ويخلص. وصرختنا نحن ليظهر المسيح في مجيئه الثاني.


أعلى