تفسير سفر المزامير - الأصحاح 128 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1:
آية (1): "طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه."

العالم قد يعطي غني أو جاه، أما الله فيسكن وسط بيت الصديق، بل يسكن فيه فيكون هذا سبب بركة مادية له وأيضاً سبب سلام وفرح في حياته. ومن هو الرجل التقي الذي لم يصنع خطية فعلاً إلا المسيح. لذلك فهذا المزمور نبوة عن المسيح.


العدد 2:
آية (2): "لأنك تأكل تعب يديك طوباك وخير لك."

المسيح حين يجوع ويريد أن يأكل، فهو يطلب إيمان المؤمنين، وهو يشبع إذا رأى المؤمنين يدخلون للإيمان (يو31:4،32). وحين لعن التينة إذ كان جائعاً ولم يجد ثمراً لعنها لأنه كان يريد أن يشير للأمة اليهودية التي لا يجد فيها ثمر، بل سوف تصلبه وترفضه. (راجع أش11:53). ولكل مؤمن يتعب ويزرع بالدموع يحصد بالابتهاج ويأكل ويشبع.


العدد 3:
آية (3): "امرأتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك. بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك."

إذا فهمنا أن الرجل هو المسيح، فالمرأة هي كنيسته، والبنون هم المؤمنون. والمسيح شبه نفسه بالكرمة حين قال "أنا الكرمة وأنتم الأغصان، فالكنيسة هي الكرمة أي جسد المسيح ولماذا الكرمة بالذات، فكل عضو في الكنيسة يتغذى على جسد المسيح ودمه. وهنا نفهم المائدة أنها مائدة التناول. جوانب بيتك= البيت هو الكنيسة. غروس الزيتون= زيت الزيتون رمز للروح القدس الذي حل على الكنيسة، وأبناء الكنيسة يولدون من الماء والروح. وشجر الزيتون ينمو في البرية. ونحن كأولاد الله نحيا الآن في برية هذا العالم. إلا أن هذا المعنى الرمزي لا يلغي أن البيت الذي يتقي الله يسكن فيه الله ويباركه فعلاً.


العدد 4- 6:
الآيات (4-6): "هكذا يبارك الرجل المتقي الرب. يباركك الرب من صهيون وتبصر خير أورشليم كل أيام حياتك. وترى بني بنيك. سلام على إسرائيل."

الله يبارك الرجل المتقي الرب. ويريه خيراته وبركاته كل أيام حياته على الأرض، بل وفي السماء، وفي السماء سيرى بني بنيه وأبناء أبنائهم، فلا موت لمن يذهب للسماء. بل سنرى السابقين واللاحقين. ونعيش في سلام للأبد.


أعلى