العدد 1: آية (1): "اسمعوا هذا يا جميع الشعوب. أصغوا يا جميع سكان الدنيا."
هي دعوة لكل سكان الأرض ليسمعوا كلمة الله "ومن له أذنان لسمع فليسمع".
العدد 3: آية (3): "فمي يتكلم بالحكم ولهج قلبي فهم."
هو سمع صوت الله (الحكمة) ويردده ليسمعه كل واحد فيحيا. فحكمة المرنم هنا ليست خبرة إنسانية مجردة وإنما هبة الله الآب القادر أن يملأ العقل والقلب بالحكمة.
العدد 4: آية (4): "أميل أذني إلى مثل وأوضح بعود لغزي."
هنا نجد المرنم جالساً عند قدمي المخلص مثل مريم أخت لعازر يسمع الأمثال التي يستخدمها ليشرح بها، فتتهلل أعماقه بها فينشدها بفرح كما بمزمار وعود. لغزي= فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز (1كو12:13). ولأننا لا نستطيع أن ندرك السمائيات فهي لم تراها عين ولم تسمع بها أذن يستخدم الله الأمثال للشرح.
العدد 5: آية (5): "لماذا أخاف في أيام الشر عندما يحيط بي أثم متعقّبيّ."
النفس البشرية تميل إلى الخوف من يوم الشر الذي فيه تحل كارثة من تدبير الأشرار، الأقوياء المتكلين على قوتهم وثروتهم. ولكن المرنم يريد أن يعطي نصيحة، أن لا نخاف من تدبير إنسان، ولكن نخاف من وجود خطية في حياتنا (رو5:2).
العدد 7- 8: الآيات (7،8): "الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه. وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر."
المرنم يرى عبث الأتكال على المال والثروة في الحياة اليومية، وهنا نراه يقول وبالأولى فإن المال وغيره من الأمور الزمنية لا يمكن أن يفدينا من الموت أو يبررنا أمام الله، أو يدخل بنا لشركة الميراث الأبدي. أما من فدانا فهو حمل الله. وبدمه وليس بذهب ولا فضة. والتوبة فقط هي ما تجعلنا نستفيد من هذا الدم، وبأعمالنا الصالحة نكون كالعذارى الحكيمات، فمن يملك مالاً لا يظن أن ماله سيخلصه بل يستخدمه في عمل الصلاح. فكريمة هي فدية نفوسهم= نفس الإنسان عزيزة جداً لدى من يحبه ويتمنى كل إنسان أن يفدي نفسه إذا أتت ساعة الموت حتى لا يموت فمن يموت لا يرجع ثانية= فغلقت إلى الدهر= أي من يموت يغلق على نفسه للأبد. ولكن كل أموال الأصحاب لن يفدي نفس من الموت. لن يفدي نفس أحد سوى دم المسيح الذي كانت عيون أنبياء العهد القديم عليه كفادي للنفوس. والمسيح مات مرة ليقدم فداءً أبدياً للنفوس (عب25:9،26 + 12:10)، فكانت فدية نفوس البشر هي نفسه وهي كريمة جداً. وهذا الفداء عمل مرة واحدة ولن يتكرر فغلقت إلى الدهر أي انتهت مشكلة موت الإنسان وانفصاله عن الله، لقد أغلق المسيح بفدائه هذه المشكلة للأبد.
العدد 9: آية (9): "حتى يحيا إلى الأبد فلا يرى القبر."
المسيح الفادي سيحيا إلى الأبد، وهو جالس الآن بعد أن تمم فدائه للبشر عن يمين الله. ولذلك فكل من يثبت فيه لن يرى الموت.
العدد 10: آية (10): "بل يراه. الحكماء يموتون. كذلك الجاهل والبليد يهلكان ويتركان ثروتهما لآخرين."
هنا نرى أن الحكماء والجهلاء.. الخ الكل يموت، لا تنفع أحد ثروته أو حكمته. البليد= المتكاسل في عبادته وفي فعل الخير. الجاهل= الذي لا يفهم ما هو لمنفعته.
العدد 11: آية (11): "باطنهم أن بيوتهم إلى الأبد مساكنهم إلى دور فدور. ينادون بأسمائهم في الأراضي."
في ظن الناس أنهم يعيشون للأبد في بيوتهم، لذلك يبنون بيوتهم ويبحثون عن المجد العالمي ليكون لهم صيت= ينادون بأسمائهم في الأراضي= هم يتناسون حقيقة الموت.
العدد 12: آية (12): "والإنسان في كرامة لا يبيت. يشبه البهائم التي تباد."
ما يجب أن يلاحظه كل واحد أن كرامة الإنسان لن تدوم، بل يموت ويدفن كالبهائم.
بالرغم من وضوح هذه الحقيقة، فإن البشر لا يفهمونها. فالجيل السابق يبني مجداً وثروة ويموت وينتهي، ويأتي الجيل الجديد ليعمل نفس الشيء. ولنلاحظ أن الكتاب لا يعترض على أن يكون للإنسان ثروة ومجد. ولكن لا يكون هذا على حساب خلاص نفسه.
العدد 14: آية (14): "مثل الغنم للهاوية يساقون. الموت يرعاهم ويسودهم المستقيمون. غداة وصورتهم تبلى. الهاوية مسكن لهم."
مثل الغنم للهاوية يساقون= هم يكنزون أموالاً ومقتنيات وفي النهاية يموتون وبهذا هم يشبهون الغنم التي يطعمونها لتسمن ثم يذبحونها= الموت يرعاهم. ويسودهم المستقيمون غداةً= في فجر يوم القيامة يظهر المستقيمون في مجد. بينما الشرير تكون الهاوية مسكن له= ولن ينفعه مجده أو ثروته الأرضية.
العدد 15: آية (15): "إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني. سلاه."
نجد فيها خلاصة هذا المزمور. المسيح الذي يفدي نفسي من الجحيم. فالمسيح نزل إلى الجحيم وأخذ نفس المرنم ومعه أنفس كل الصديقين الذين كانوا فيه.
العدد 16- 20: الآيات (16-20): "لا تخش إذا استغنى إنسان إذا زاد مجد بيته. لأنه عند موته كله لا يأخذ. لا ينزل وراءه مجده. لأنه في حياته يبارك نفسه. ويحمدونك إذا أحسنت إلى نفسك. تدخل إلى جيل آبائه الذين لا يعاينون النور إلى الأبد. إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد."
يعود النبي ويذكر المتكلين على أموالهم بحقائق النهاية. ويعطي نصيحة لأولاد الله= لا تخشى إذا استغني إنسان= لا تخف من أصحاب السلطة والغنى ولا تتملقهم. فعند موت هذا الغني= لا ينزل وراءه مجده. لأنه في حياته يبارك نفسه هذا الغني مثل كل أولاد العالم يفرح ويمجد نفسه إذا امتلك كثيراً من حطام هذه الدنيا بل هو ينصح الآخرين بأن يتملكوا ليكونوا أقوياء، ويمدح من يفعل= ويحمدونك إذا أحسنت إلى نفسك بأن تمتلك كثيراً. ونكرر ليس عيباً أن نكون أغنياء في المال وفي الكرامة الزمنية وفي العلم.. الخ. ولكن على كل إنسان أن يسأل نفسه وماذا امتلكت وماذا كنزت للعالم الآخر. فمن لا يكنز في السماء يقال عنه= إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد. وكل واحدٍ بحسب ما أكتنز يدخل إلى جيل أبائه. فمن كانت كل كنوزه أرضية لا يعاينون النور إلى الأبد.