تفسير سفر المزامير - الأصحاح 114 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1- 2:
الآيات (1،2): "عند خروج إسرائيل من مصر وبيت يعقوب من شعب أعجم. كان يهوذا مقدسه. وإسرائيل محل سلطانه."

الله أخرج الشعب من مصر. وأقام وسطهم، وكان يجب عليهم كشعب لله، والله في وسطهم أن يلتزموا بحفظ وصاياه. هو قدَّسهم بالدم (دم الذبائح) وقدسهم بحلوله وسطهم. وكان إسرائيل محل سلطانه= وكل ملك أو سلطان يحكم شعبه بوصايا وقوانين. وكانت قوانين الله هي وصاياه إن التزموا بها يتقدسون. ويقول يهوذا أولاً، لأن الهيكل أقيم في يهوذا. وكل من يسكن الله فيه يتقدس.
العدد 3:
آية (3): "البحر رآه فهرب. الأردن رجع إلى خلف."

البحر هرب= والبحر يشير للعالم. ولقد كانت الشياطين تهرب من أمام المسيح (مت29:8-32) والبحر الأحمر إنشق أمامهم رمزاً لهذا. أما رجوع الأردن فيشير لكسر شوكة الموت. لذلك صارت المعمودية وهي موت مع المسيح وقيامة معه مزموراً لها بعبور البحر وعبور الأردن.


العدد 4- 8:
الآيات (4-8): "الجبال قفزت مثل الكباش والآكام مثل حملان الغنم. ما لك أيها البحر قد هربت وما لك أيها الأردن قد رجعت إلى خلف. وما لكن أيتها الجبال قد قفزتنّ مثل الكباش وأيتها التلال مثل حملان الغنم. أيتها الأرض تزلزلي من قدام الرب من قدام اله يعقوب. المحول الصخرة إلى غدران مياه الصوان إلى ينابيع مياه."

سؤال المرنم ما لك أيها البحر قد هربت= يشير أن ما حدث لم يكن شيئاً طبيعياً بل ناتج عن الحضور الإلهي الذي تتزعزع امامه قوات الطبيعة. فالبحر ينشق. والجبال تقفز. ولقد تزلزت الأرض فعلاً حينما تكلم الله مع الشعب لدرجة أن موسى نفسه إرتعب "ارتجف كل الجبل جداً" (خر18:19 + عب18:12-21). والمرنم هنا يُصوَّر الجبال الشاهقة بأنها كحملان وكباش تقفز أمام الله. والأرض تتزلزل قدام مجده وحضوره. وتفهم بطريقة رمزية فالملوك الجبابرة المتكبرين قد ارتاعوا أمام شعب الله (يش9:2-11) وتفهم أنه أمام الحضور الإلهي فالقديسين بقاماتهم العالية كالجبال يكونون في فرح كمن يقفز. وزلزلة الأرض تفهم بأن من يسمع كلام الرب وهو في خطاياه يتزلزل ويرتعب (أع25:24) بل نفهم أنه أمام إيمان شعب الله تنتقل الجبال (مت21:21). فمهما كانت المشاكل أمام شعب الله فهي كلا شئ (زك7:4). لذلك قال بولس الرسول "استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني" وهل كان أحد يتصوَّر في بداية المسيحية على يد 12 تلميذ خائفين أن تنتشر المسيحية في كل العالم، وكيف اندحرت قوة الشياطين ومقاومتهم للكنيسة وكانت كلا شئ. وبنفس المفهوم كيف تنهار جبال الشكوك وتيارات الشهوة في داخل نفس الإنسان بعمل الروح القدس. (2كو5:10). المحول الصخرة إلى غدران مياه= إشارة للروح القدس الذي انسكب بعد عمل المسيح.


أعلى