تفسير سفر المزامير - الأصحاح 101 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1- 2:
الآيات (1،2): "رحمة وحكماً أغنى. لك يا رب أرنم. أتعقل في طريق كامل. متى تأتي إلىَّ."

رحمة وحكماً أغنى= لاحظ أن الرحمة تسبق الحكم، وهذا ما يجعلني اسبح أن رحمتك شملتني. وأما الحكم فكان على أعدائي (إبليس وأتباعه) لرحمتك وحكمك اسبحك يا رب (سبعينية). وقد يسمح الله لأولاده ببعض الأحكام والتجارب في هذا العالم ليرحمهم في اليوم الأخير، فهو يؤدب أولاده الذين يحبهم في هذا العالم. ونحن نسبح الله أن رحمنا إذ نفذ حكمه في ابنه ليخلصنا نحن. والرحمة تعطينا رجاء وفرح والحكم يعطينا خوف مقدس فلا نتهور في طريق الخطية وهذا التوازن يساعدنا في طريقنا. أتعقل في طريق كامل= أسلك في وصايا الله. متى تأتي إلىَّ= حين قال داود أنه يسلك في طريق كامل ذكر خطاياه وضعفه فقال متى تعينني يا رب، وبروح النبوة رأي المسيح الكامل الذي سيعطي الكمال لكنيسته فقال متى تأتي إلىّ. ونحن في العهد الجديد، لنا نفس المنطق، متى نخلع هذا الجسد الذي تسكن فيه الخطية (رو23:7،24). في وسط بيتي= المرائي يسلك بكمال أمام الناس، أما داود فيسلك بكمال حتى وهو في بيته، لأنه يشعر دائماً حتى وهو وحده أنه أمام الله فيخشى أن يغضبه.


العدد 3- 8:
الآيات (3-8): "لا أضع قدام عيني أمراً رديئاً عمل الزيغان أبغضت. لا يلصق بي. قلب معوج يبعد عني. الشرير لا أعرفه. الذي يغتاب صاحبه سراً هذا أقطعه. مستكبر العين ومنتفخ القلب لا احتمله. عيناي على أمناء الأرض لكي أجلسهم معي. السالك طريقاً كاملاً هو يخدمني. لا يسكن وسط بيتي عامل غش. المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عيني. باكراً أبيد جميع أشرار الأرض لا قطع من مدينة الرب كل فاعلي الإثم."

لا أضع قدام عيني أمراً رديئاً= أي قد أخطئ سهواً أو ضعفاً ولكنني لا أخطط للشر، ولا أصنعه بتعمد. وكان لا يريد أن يعرف ويلتصق بالأشرار (مز 1) فلا شركة للنور مع الظلمة. وتاريخ داود في الكتاب المقدس يشهد بهذا فهو كان يرفض الأشرار، بل كان يحب أن يحيط نفسه بالأمناء مع الله= أمناء الأرض. ونجد أن صديق داود كان يوناثان القديس الحلو. باكراً أبيد جميع أشرار الأرض= أي سريعاً وعاجلاً. وعلى كل منا أن يفعل هذا في أرضه أي جسده فنبيد كل أفكار الشر وكل خطايانا وشهواتنا وأعمالنا الشريرة.


أعلى