العدد 1- 2: إله المجد= بهذا يكون قد دحض عن نفسه تهمة التجديف. ويظهر من قوله إله المجد أن الله له كل المجد والهيكل لا يضيف له شيئاً. فيما بين النهرين= إذاً فالله غير ملتزم بمكان أى بأمة إسرائيل فى أرض الميعاد. العدد 3- 4: الواضح من تك 1:12. أن الله ظهر لإبراهيم فى أرض حاران. ولكن نفهم من تك 7:15+ نح 7:9 أن الله ظهر لإبراهيم أولاً فى أور ليخرجه منها. وخروج إبراهيم من أور كان أول خطوة لإنسان يتبع الله فى خطة الخلاص العظمى لتكوين شعب إسرائيل الذى سيأتى منه المسيح. قصة بدأت بطاعة إبراهيم وإنتهت بطاعة المسيح حتى الموت. وفى المقابل عدم طاعة إسرائيل لله. وغالباً فالذى عَوّق إبراهيم فى حاران هو تارح أبوه لذلك قال= بعد ما مات أبوه. العدد 5: واضح هنا أن الوعد بالميراث بوجود نسل لإبراهيم يرث الأرض. وكان هناك وعد لإبراهيم بوجود نسل. والنسل الذى له الوعد بالميراث هو المسيح الذى جعله وارثاً لكل شئ. فميراث الأرض، أرض الميعاد كان رمزاً لميراث أمجاد السماء لنسل إبراهيم بالإيمان أى المسيحيين وكان ذلك بواسطة عمل المسيح. لاحظ أنه يركز على أن إبراهيم لم يمتلك الأرض فهو يرفع أفكارهم بعيداً عن أهمية إمتلاك الأرض فأرض كنعان رمز لأرض أخرى هى السماء. هذه هى خطة الله أن ينقل أولاده لمجد السماء. العدد 6: هذا التغرب رمز لتغرب أولاد آدم بعد طرده من الجنة. العدد 7: هذه الدينونة لفرعون رمزاً لدينونة إبليس. ومدة الإستعباد هذه كان الله فيها يهذب ويعد شعب إسرائيل ويفصله عن العادات الوثنية المنتشرة فى المنطقة. والهدف هو يعبدوننى فى هذا المكان= هذه قيلت لموسى فى خر 12:3. والله يقولها عن جبل سيناء وليس الهيكل. إذاً الله يمكن عبادته فى كل مكان هنا نرى قوة الوعد فالشعب نما وتقوى فى أثناء عبوديته فى مصر. ونرى أيضاً أهمية الضيقات فى نمو شعب الله. العدد 8: فى آية 5 الله وَعَدَ إبراهيم بالميراث له ونسله قبل أن يعطيهم عهد الختان والله اختار إبراهيم وهو غير مختون وأعطاه الوعد. وبذلك يكون الوعد أثبت من الختان. وكان الختان بعد ذلك هو علامة الإيمان، هو ختم العهد. العدد 9: كما حسد الإخوة يوسف، حَسَدَ رؤساء الكهنة المسيح وصلبوه مر 10:15. وكما صنع الله من المكيدة ضد يوسف خلاصاً هكذا صنع من المكيدة ضد المسيح خلاصاً. والله كان مع يوسف فى أرض مصر بينما كان الإخوة فى أرض الميعاد، فما معنى ما تفهموه أنتم من أن الله مرتبط بأرض الميعاد، فيوسف المحبوب من الله ملك على مصر. العدد 10: وهكذا رفع الله المسيح المصلوب ليجلس عن يمينه وصار رأساً للكنيسة. وكما ملك يوسف على المصريين خارج أرض الميعاد ملك المسيح على الأمم. والمعنى أن الله مع أولاده ويحول ضيقاتهم لمجد. العدد 11- 14: لاحظ أن إخوة يوسف هم الذين ذهبوا إليه جائعين مع سبق رفضهم وأذيتهم لهُ فهل يفهم هذا السامعين فى المجمع ويذهبوا فى إيمان للمسيح الذى رفضوه ولاحظ أن الجوع الذى حدث فى كنعان، أرض الميعاد التى يعتبرونها مقدسة بينما كان الشبع فى مصر خارج أرض الميعاد حيث يوسف هناك. لو كان المجمع قد ترك إسطفانوس يشرح ما يريد لكان قال لهم أنتم الآن فى مجاعة لرفضكم المسيح فإذهبوا إليه تجدون الشبع لكنهم للأسف سدوا أذانهم آية 57.
وضيق عظيم= هذا ما سيحدث لليهود بسبب رفضهم للمسيح سنه 70م على يد تيطس. وبدأ الضيق بمجاعة عظيمة أثناء الحصار ثم هلاك ودمار لإصرارهم على الرفض. وليتهم كانوا استفادوا من درس إسطفانوس عن إخوة يوسف الذى ذهبوا إليه ساجدين. وفى المرة الثانية إستعرف يوسف= هذه نبوة عن إيمان اليهود قبل المجئ الثانى. ويفهم من كلام إسطفانوس أن أرض كنعان لم تنقذ يعقوب وبنيه من الجوع بل أنقذهم يوسف المرفوض من خارج أرض كنعان. وفى آية (11) يقول أباؤنا فأباء اليهود هم أباء المسيحيين. 75 نفساً= (حسب السبعينية) وهم 66 نفس جاءوا مع يعقوب +9 أنفس هم عائلة يوسف فى مصر. العدد 15- 16: إسطفانوس يضغط القصة. فإبراهيم إشترى مغارة المكفليه حيث دفن فيها بعض الأباء، ويعقوب إشترى فى شكيم حيث دفِن يوسف. وواضح أن إسطفانوس دمج القصتين، وهذا الدمج فى الحديث كان معروفاً عند العبرانيين ويتركوا للسامع أن يملأ الفراغ فى الأحداث المعروفة. ولكن الإشارة هنا أن كل ما إمتلكه إبراهيم فى أرض الميعاد قبر إشارة لغربتنا فى هذا العالم. ودليل إيمان الأباء فى وعد الله بميراث الأرض إصرارهم على دفن موتاهم فيها. العدد 17- 18: بركة الرب جعلت الشعب ينمو، هذا الشعب الذى سيرث أرض كنعان والله سمح بهذا الفرعون القاسى حتى يفطمهم عن قدور اللحم وعن أرض مصر فيفكروا فى العودة بعد أن تمم الله مخططه فى جعلهم شعب. والملك الأخر هو أحمس الذى طر د الهكسوس. أطفالهم منبوذين= جعلهم يلقون بهم فى النهر. والمعنى أن الضيق الذى يواجهه المسيحيين إلآن من اليهود سيكون سبباً فى نمو الكنيسة وفطامها عن أورشليم. وكل ضيقة يسمح بها الله ليفطمنا عن محبة العالم. العدد 20- 21: وكان جميلاً جداً= الأصل اليونانى جميلاً بالله أو نحو الله، أى أن هيئة الولد كان فيها مسحة إلهية سرية عب 23:11. أدركها أبواه بل وإبنة فرعون نفسها. ولاحظ أن موسى العظيم لم يتربى فى هيكل بل فى بيت وثنى. العدد 22: لقد سمح الله لموسى أن يتدرب على أيدى علماء مصر فى كل فنون العلم والأدب فهو سيصير ملكاً وسط شعبه، هذا إعداد إلهى لموسى. وواضح من كلام إسطفانوس أنه لا يجدف على موسى بل يظهر عظمة موسى من يوم ميلاده وفى إمكانياته ومع هذا رفضوه وثاروا عليه وهكذا عملوا مع المسيح.
الأقوال= الناموس الذى وضعه. الأعمال= معجزاته وقيادته للشعب. العدد 23- 28: يفتقد إخوته= ربما كان موسى يخطط لثورة عسكرية ضد فرعون وبدأ إعداد العدة وسط الشعب، فلما مات المصرى وصل لفرعون أن موسى يتزعم ثورة وسط اليهود لذلك طلب قتله. وهذا اليهودى يقول له من أقامك رئيساً= لتقود هذه الثورة. وهذا إن دل على شئ فسيدل على انهم عشقوا العبودية والذل فى مصر من اجل قدور اللحم. وعموماً فالله سمح بهذا ليكمل إعداد موسى ويكمله بالتواضع فيصير قائداً مثالياً يفهم أن خلاص الشعب بيد الله وليس بيده هو. وأيضاً ليزداد ذل الشعب فيصرخ طالباً الخروج والخلاص، إذ كان لابد لهم أن يقتنعوا بأن الخروج أنسب لهم، وبدون هذا الذل ما كانوا فكروا أو قبلوا الخروج. مظلوماً= ربما من مسخره.
لما كملت له أربعين سنة= مدة 40 سنة هذه من التقليد اليهودى.
من أقامك رئيساً= تدل على أن من أنقذه موسى بالأمس نشر القصة. وبدلاً من أن يشكروا موسى هاجوا عليه. وكما خلصهم يوسف بعد أن ناله منهم ضرر، خلصهم موسى بعد أن نال منهم ضرر. وهكذا المسيح. وإشارة إسطفانوس لقول اليهودى لموسى من أقامك رئيساً هو تمهيد للتوبيخ الذى سيوجه لمجمع السنهدريم فى آية 51، وآية 35. العدد 29: وصار غريباً= بعد أن كان أميراً. وهذا ما أثر فى نفس موسى فسمى إبنه جرشوم بمعنى غربة. وهذا رمز للمخلص الذى أخلى ذاته أخذاً صورة عبد. العدد 30: ملاك الرب هو الأقنوم الثانى فى أحد ظهوراته فى العهد القديم بدليل فى آية 31 صار إليه صوت الرب والرب تعنى يهوه. إذا المتكلم هو يهوه نفسه. ولماّ تكلم قال أنا إله إبراهيم. آية 32 والنار إشارة لطبيعة الله فالكتاب يقول إلهنا نار آكلة. وكما لم تحرق النار العليقة هكذا حل فى بطن العذراء دون ان تحترق العذراء. فالعليقة إشارة للتجسد. وكان هذا الظهور لموسى بداية قصة الخروج من مصر. وكان تجسد المسيح بداية قصة الخلاص من عبودية إبليس. ولاحظ هنا أن الله يظهر لموسى فى سيناء وليس أرض الموعد. فالله ليس مقيداً بمكان. العدد 31- 33: إله إبراهيم وإله أسحق وإله يعقوب= المعنى أنه حان وقت تنفيذ الوعود التى كانت للأباء. فالله له مخطط بدأ بالأباء إبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى الآن يكمل هذا المخطط. فإرتعد موسى= والله أخبره بعد ذلك لا يرانى الإنسان ويعيش.. أما وجهى فلا يُرى خر 20:33-23. ووجه الله بمعنى شخص او كيان الله الفائق. وهنا نرى أن الله يقدس المكان الذى يحل فيه. ارض مقدسة= ولاحظ أن هذه الأرض كانت هى سيناء فأينما يحل الله يصير المكان مقدساً، فما معنى ان تكون أورشليم فقط أرضاً مقدسة بل يمكن السجود لله فى أى مكان. خلع الحذاء= رمز للتخلى عن الخطايا فالحذاء رمز للإحتكاك بقاذورات العالم ومحبة الأمور الزمنية الميتة. العدد 34: السخرة عملت عملها والشعب الآن مقتنع بالخروج. فالله لا يجبر أحد على شئ بل يقنعه به. نزلت= الله موجود فى كل مكان ولكن قوله نزلت إشارة لإهتمامة تعالى بالبشر الموجودين على الأرض. وفيه إشارة للتجسد. العدد 35: بعد أن أظهر لهم عظمة موسى وعلاقته بالله وتكليف الله لهُ يظهر لهم تذمرهم ورفضهم لموسى العظيم، وهكذا إستمروا فى رفضهم لله فى شخص المسيح. وفادياً= أى مخلصاً ومنقذاً ومع هذا رفضوه وهذا ما صنعوه بالمسيح المخلص. هذا موسى= تكرار اسم موسى هنا كان للغت النظر للتشابه بين موسى والمسيح فى عملية الخلاص والرفض لكليهما من قبل الشعب. المجمع إتهم إسطفانوس بأنه يجدف على موسى. وهو هنا يقول بل من تذمر على موسى هم أباءكم أما أنا فأعرف قدره. العدد 36: كما صنع موسى عجائب صنع المسيح عجائب والهدف إقناع الشعب بان يسير وراء الله والنتيجة دائماً عناد ورفض وتذمر لمن أحبهم وسعى لخلاصهم. العدد 37: طالما أن موسى تنبأ عن المسيح إذا لا مناقضة بين موسى والمسيح هنا نرى موسى ليس مجرد رمز للمسيح بل كان شاهداً للمسيح وتنبأ عنهً. وكان يُعِدْ الطريق أمامه بإعداد شعب يأتى منه المسيح. والقصد أنه إذا أتى المرموز إليه ينتهى دور الرمز، إذا أتى المسيح ينتهى دور موسى. ولاحظ أن بقية كلام موسى فى هذه النبوة أن من لا يسمع كلام هذا النبى فإن الله سيحاسبه. وبهذا فهو يدين من يحاكموه ويحذرهم مهدداً.
نبياً مثلى = هذا من ناحية الجسد. العدد 38: فى الكنيسة= الكنيسة هى إكليسيا باليونانية وهى ترجمة لكلمة الجماعة فى العبرية. هذا هو الذى كان= أى موسى. فى الكنيسة فى البرية= وسط الجماعة. مع الملاك الذى يكلمه= أى الله نفسه يهوه أو الأقنوم الثانى الإشارة هنا لكلام الله مع موسى بعد الخروج. ومع أبائنا= فالله كلم الأباء فى سيناء. الذى قبل أقوالاً حية= أى الناموس فكلمة الله دائماً حية وفعالة عب 12:4 (فهل بهذا القول يكون إسطفانوس مجدفاً على الناموس). لاحظ هنا تصوير إسطفانوس أن الكنيسة هى إجتماع الله مع شعبه فى أى مكان وليس فى أورشليم فقط. وهكذا المسيح فى وسط كنيسته فى غربتها فى هذا العالم. العدد 39: جماعة إسرائيل أرادات رجم موسى ليعودوا إلى مصر ( عد 1:14-4،10) وهكذا فعلوا بالمسيح. رجعوا بقلوبهم إلى مصر= أى ضلوا وإنحرفوا وإشتاقت قلوبهم لخيرات مصر وللشهوات الحسية وأخيراً تمردوا. العدد 40: الأباء أرادوا لهم آلهة تتقدمهم واليهود الحاليين بقيادة قيافا قالوا ليس لنا ملك إلاّ قيصر. العدد 41: هنا وصل إسطفانوس لتصوير تمرد الأباء على الله ورجوعهم بقلوبهم لعبودية مصر ولخطايا مصر. والعجل هو تقليد للعجل أبيس الإله المصرى. العدد 42- 43: راجع رو 28:1 فإماّ أن يطلب الإنسان الله فيعطيه ذهناً مفتوحاً ليسير فى طريق القداسة أو نترك الله ونعطيه القفا فينحط ذهننا وتنغلق عيوننا. وهذا ما حدث لإسرائيل إذ تركوا الله نجدهم وقد إنحطوا لعبادة الأوثان هو 17:4،18 وإسطفانوس هنا يقتبس من عا 25:5-27 جند السماء= هى فى نظامها وكثرتها كجيش منظم يديره الله ويضبطه كضابط الكل ولها ناموس يديره الله ويضبطه كضابط الكل ولها ناموس يديرها وضعه الله ولا تخطئه. وهم عبدوا الشمس والقمر والنجوم. رمفان= الإله زحل SATURN ورمزوا له بصورة نجم. مولوك= هو إله بنى عمون ومولوك تعنى ملك وعبده إسرائيل بعد دخولهم أرض الموعد وكان له تمثال نحاس يوقدون فيه ناراً إلى أن يحمر ويقدمون أولادهم ذبائح له خيمة مولوك= بالتباين مع خيمة الشهادة.
فأنقلكم إلى ما وراء بابل= فى نبوة عاموس وردت فأسبيكم إلى ما وراء دمشق. فعاموس قال نبوته قبل سبى بابل بكثير. وربما كان الأراميون أو الأشوريون هم الأعداء الظاهرون وقت النبوة لذلك يشير النبى إلى السبى بقوله ما وراء دمشق. ولكن قوله ما وراء دمشق يعنى أن السبى سيكون أبعد بكثير من دمشق، هناك بابل التى لم تكن معروفة وقت عاموس وهى أخطر بكثير من أرام وأبعد بكثير من دمشق. ولأن بابل لم تكن معروفة لم يذكرها بالإسم. ولكن بعد أن أصبح معروفاً ان السبى حدث إلى بابل فإسطفانوس يذكره هنا بالإسم. ومعروف من النبوات أن السبى إلى بابل حصل لهم كعقوبة (أى على يهوذا) على عباداتهم للأوثان. العدد 44- 45: الخيمة هى خيمة الاجتماع حيث يجتمع الله مع شعبه. وكان الله يجتمع مع شعبه فى البرية وفى الخيمة حتى أيام داود. خيمة الشهادة= قوله الشهادة إشارة إلى لوحى الشريعة، والتابوت سمى تابوت الشهادة. أدخلها أباؤنا= أدخلوها لأرض كنعان حيث كان ملوك الأمم يملكون. وهو بهذا يشير لأن الله لا يحب أرض كنعان لذاتها، فقد ملك عليها ملوك أشرار، ولكن الله يحبها لو سكن فيها قديسين. إذ تخلفوا عليها= صاروا خلفاء فى ملكها للأمم الذين طردوا منها. على المثال الذى= قوة الخيمة أنها تحمل ظل السماويات. العدد 46- 47: حينما بنى داود له بيتاً فخماً أراد أن يبنى لله بيتاً والله أخبره أنه من نسله من سيبنى الهيكل. وهذه نبوة عن المسيح الذى يبنى هيكل جسده. وكان سليمان رمزاً للمسيح. فالله لا يهتم أن يكون له بيت من الرخام والذهب، بل الله يريد قلوب تحبه، قلوب مقدسة يرتاح فيها، وهذه أعدها المسيح كهياكل لله بأن أرسل الروح القدس، وصار المؤمنين يعبدون الله ويسجدون له بالروح والحق. الذى وجد نعمة= داود وجد نعمة أمام الله، وواضح من الكلام أن سليمان ليس الأعظم من داود ومع هذا بنى الهيكل. العدد 48- 50: العلىّ= من هو فوق الكل ساكن سماء السموات. السماء كرسى الله والأرض موطئ قدميه= هذه مأخوذة من إش 1:66،2 وقارن مع مت 34:5،35 + 22:23. لا يسكن فى هياكل مصنوعات الأيادى= فهو يملأ كل مكان ولا يحده مكان. وهذه الآية رددها بطرس فيما بعد 24:17 وسليمان بعد أن أتم أفخم بناء قال هل يسكن الله حقاً على الأرض 1مل 27:18 + 2أى 6:2 + 18:6. ولكن الله يقول أنه يسكن مع المنسحق والمتواضع أش 15:57. إسطفانوس هنا يريد أن يقول أن الله لا يحده الهيكل الذى تفتخرون به بل هو يقدس كل مكان يرفع فيه الإنسان قلبه. ونفهم ان سليمان بنى الهيكل كمكان سكنى لله ولكن الأصح أن الله موجود فى كل مكان بدليل أش 1:66،2. وما قاله الله لداود من قبل. فإن كان إسطفانوس قد قال إن الهيكل له وضع مؤقت فله سند فى نبوة إشعياء هذه. وهنا إسطفانوس يشرح لهم أن الله لا يحتاج للهيكل بل الإنسان يحتاج للهيكل ليتحول الإنسان لمكان يرتاح فيه الله، وإن فشل هيكل سليمان فى هذا فلا داعى لوجوده. العدد 51: قارن مع خر 9:32،10 + 3:33،5 + 8:34،9 + تث 6:9. إذاً تهمة أن الشعب صلب الرقبة أى غير مطيع هى تهمة قديمة ( الطاعة يكنى عنها بإحناء الرأس). هو يتهمهم أنهم فى حرفيتهم أغلقوا أذانهم وقلوبهم وعيونهم فلم يعرفوا المسيح وصلبوه. هم إتهموه أنه يجدف على ناموس موسى فأحال التهمة عليهم وأنهم هم الذين يعصون كلام الله. إتهموه بالتجديف على الهيكل وكانت إجابته أن الهيكل مبنى مؤقت. اتهمهم أنهم يهتمون بختان الجسد وليس بختان القلب. غير المختونين بالقلوب= هى تهمة أيضاً قديمة لا 41:26 +تث 16:10 + أر 4:4 + 26:9. وغلف القلب هو نجاسه القلب وعدم طاعة الله ونقض العهد مع الله، هو موقف عدائى مع الله. وغلف الأذن= أر 10:6 إذاً هو أيضاً تهمة قديمة ضد اليهود ومعناها أن الأذن لا تسمع إنذارات الرب بل تتلذذ بنجاسات العالم والمعارف الشيطانية. هذه الصفات القديمة والتى مازالت فيهم هى التى جعلتهم لا يسمعون كلام المسيح ولا يطيعونه بل يصلبوه فهم لم يفهموه. إن دفاع إسطفانوس كان دفاع عن المسيح والمسيحية وإلقاء التهمة على اليهود المعاندين. أنتم دائماً تقاومون الروح القدس= قارن مع أش 9:63،10. والروح القدس يشهد بالأنبياء عن المسيح. العدد 52: هذا ما قاله المسيح عليهم مت 29:23-34 فاليهود إضطهدوا كل الأنبياء الذين تنبأوا عن المسيح. العدد 53: هذا تقليد يهودى أن الناموس أعطى بواسطة ملائكة وهذا ما قاله بولس أيضاً عب 2:2 + غل 19:3. وربما فهموا هذا من مز 17:68 + تث 1:33-4 ترجمة سبعينية، فالسبعينية ترجمت قديسيه لملائكة. وواضح أن إسطفانوس هنا يريد أن يقول أنكم لو حفظتم الناموس لكنتم قد عرفتم المسيح. وهذا هو وضع تلاميذ المسيح إذ هم عرفوه وتبعوه وأحبوه إذ كانوا ملتزمين حقاً بقلوبهم بطاعة الناموس. العدد 54: هذا= أى 1) عدم لياقة الهيكل لسكنى الله
2) إتهامهم بقتل الأنبياء والمسيح.
حنقوا= مع أن وجهه كان كملاك أما هم فصاروا كوحوش متعطشة للدماء. العدد 56: السموات مفتوحة لتستقبل الشهيد الشاهد الأمين. لقد أدانته محكمة الأرض وبرأته محكمة السماء التى يراها الآن أمام عينيه. وكانت الرؤيا التى رآها فرصة أخيرة ليشهد بها أمام هذا الجمع عن يسوع إبن الإنسان القائم عن يمين الله. والذى أخبر لوقا بكل ما دار هو بولس الرسول والذى كان حاضراً هذه المحاكمة. ولكن منظر وجه إسطفانوس وكلماته صارت حيه لا تنسى من ذاكرته (أع 20:22). وكان ما قاله إسطفانوس هنا هو ترديد لما قاله دانيال النبى دا 13:7،14. وكان اليهود يفهمون هذه النبوة أنها على المسيح. قائما عن يمين الله= لا تعارض بين القول قائماً والقول جالساً. فقائماً أى متواجداً، وهو متواجد فى حالة جلوس أى المساواة فى الكرامة والمجد. العدد 57- 58: واضح أنه لم يصدر حُكم ضد إسطفانوس، بل ما حدث كان حالة ثورة وهياج حركها إبليس. وهنا رئيس الكهنة كان قد إنتهز فرصة غياب بيلاطس فى قيصرية ونفذ حكم الرجم متعللاً
1) أنه لم يصدر حكم رسمى من المجمع بالقتل.
2) أنها حالة هياج عام لم يستطع رئيس الكهنة أن يقاومه.
أخرجوه خارج المدينة= كما نص الناموس كعقوبة للمجدف لا 13:24-16. سدوا أذانهم= حتى لا يسمعوا بقية دفاعه وشهادته فتتندس أذانهم. وشرح بقية الآية تجده فى حياة بولس الرسول. العدد 59- 60: هنا نرى إسطفانوس يقول ما قاله المسيح على الصليب، لم يكن هنا يقلد المسيح إنما كان المسيح يحيا فى إسطفانوس غل 20:2.
أيها الرب يسوع إقبل روحى= داود يقول فى مز 5:31 فى يدك أستودع روحى ويقولها لله وبهذا نفهم أن إسطفانوس فهم أن يسوع هو الله. ونقارن هذا مع ما قاله المسيح " يا أبتاه فى يديك أستودع روحى (لو 46:23) وبهذا أيضاً نفهم أن إسطفانوس فهم أن كل ما للآب هو للابن، فيمكن إذاً أن نستودع له أرواحنا كما الآب أيضاً. هو كان يستشهد ويموت وهو يصلى.
صرخ بصوت عظيم= هذا دليل أن الروح الذى فيه أعطاه قوة. وغفران إسطفانوس لمن يرجمونه هو دليل حياة المسيح الغافر فيه ومن لا يَغْفِر لا يُغْفَر له أيضاً. بل بغفرانه هذا أكمل شهادته عن المسيح، فإسطفانوس شهد للمسيح فى حياته كما فى موته.
رقد= هذا هو الإسم الجديد للموت بعد قيامة المسيح " لعازر حبيبنا قد نام يو 11:11 وشتان الفرق بين رقاد القديسين وهم يرون السماء مفتوحة وموت الأشرار فى رعب.