العدد 1- 2: ما ضايق رؤساء اليهود هو تبشير التلاميذ بقيامة المسيح الذى صلبوه وهذا يعنى أنهم قتلة. وهذا التبشير حرك بعثة كبيرة للقبض على التلاميذ، من الكهنة وقائد جند الهيكل وهو المسئول عن أمن ونظام الهيكل فى الداخل والخارج وكان كاهناً يلى رئيس الكهنة ولم يكن ضابطاً عسكرياً. والصدوقيون = ومنهم رؤساء الكهنة ولهم علاقات حسنة مع السلطة الرومانية وكانوا يساعدون الرومان فى إخماد الثورات. ولأنهم لا يعتقدون فى القيامة من الأموات أهاجهم بشارة التلاميذ بأن المسيح قد قام. ضف إلى ذلك خوفهم على شعبيتهم ومصادر أموالهم. العدد 3: هذه أول مرة يقضى فيها تلميذ للمسيح ليلته فى السجن. وبهذا بدأ الإضطهاد الرسمى للمسيحية وبدأت سلسلة الألام. ولاحظ أنهم وضعوهم فى الحبس إذ لا يجوز المحاكمة فى المساء، هنا إحترموا هذا القانون اليهودى أمّا مع المسيح فظلت المحاكمة طوال الليل. العدد 4: فى مقابل الألام نجد أن الكنيسة تنمو. فالألام لا تمنع نمو الكنيسة بل تساعد على نموها. العدد 5- 7: هؤلاء المجتمعون هم هيئة السنهدريم أى مجلس المشورة أو إدارة وهى كلمة أرامية. والسنهدريم هو أعلى محكمة فى إسرائيل وهم (70 شيخ + رئيس الكهنة فيصبح العدد الإجمالى 71. وكان تقسيمهم كالتالى 24 كاهناً + 24 شيخاً + 22 كاتباً) ومنهم فريسيين وصدوقيين. وكانوا 70 على غرار نظام السبعين شيخاً أيام موسى. والسنهدريم عقد أول إجتماع له سنة 200 ق.م. وإستمرت سلطاته حتى الحرب مع الرومان سنة 70م. وأيام الرومان كان لهم أن يحكموا بالإعدام على أن يوافق الوالى. ونلاحظ هنا أن الله رتب لرسله أن يشهدوا له داخل السنهدريم.
بأية قوة صنعتما هذا = إذاً فقد أقروا بالمعجزة فالكل رآها. وهم ربما ظنوا أنها قوة سحرية أو بقوة بعلزبول كما قالوا عن المسيح سابقاً. وبأى إسم = ربما تصوروا أنه بإسم أحد الأنبياء. بأى قوة صنعتما = السؤال فيه صيغة السخرية. العدد 8- 10: حينئذ إمتلأ بطرس مع الروح القدس = هذا هو وعد المسيح (مت 19:10 + لو 14:21) أن لا نهتم إذا وقفنا أمام ملوك وولاة فالروح القدس يعطينا فى ذلك الوقت ما نتكلم به، فعلينا أن لا نخاف أو لا نهتم. وهذا ما حدث لبطرس، بل هو وجه إتهاماً لشيوخ السنهدريم بأنهم صلبوا من أتى ليشفيهم ويشفى كل الشعب. الذى صلبتموه = هذا حكم السنهدريم على المسيح الذى أقامه الله = وهذا هو حكم الله على المسيح. وواضح بهذا أن بطرس يريد أن يقول لقد كان حكمكم باطل، فلقد أبطله الله بأن أقام المسيح، وهو يوجه لهم إتهاماً بأنهم وقفوا ضد الله. ونلاحظ أن رؤساء الكهنة ومجمع السنهدريم حينما قال بطرس أن الله أقام المسيح لم يجسروا أن يقولوا له وللتلاميذ أنكم سرقتموه والحراس نيام فهم يعلمون أنهم دفعوا رشوة للحرس ليقولوا ذلك. إمتلأ بطرس من الروح = هو سبق وإمتلأ يوم الخمسين، ولكن هذه تعنى قوة جديدة أعطاها له الروح القدس وحكمة وفهم وقوة للرد على السنهدريم. من أجل إحسان = هذه سخرية من المجمع وتعنى أننى أحاكم من أجل إحسان عملته. العدد 11: الإقتباس من (مز 22:118). وقد إستخدم المسيح نفسه هذه الآية عن نفسه (مر 7:12-11 + مت 42:21-44 + أش 14:8-16 + 16:28 + رو 32:9،33 + 1بط 3:2-5 + أف 20:2-23). فالمسيح حجر ربط بين عهدين قديم وجديد وبين يهود وأمم وبين السماء والأرض. العدد 12: هم سألوا عن الإسم الذى استخدمه الرسل لشفاء الأعرج. وبطرس يرد أنه لا يوجد سوى إسم المسيح الذى به لا نشفى من أمراضنا الجسدية فقط بل به نخلص أى نشفى روحياً. ما قاله بطرس هنا هو دعوة للسنهدريم ليؤمنوا فيشفوا. العدد 13: مجاهرة = تشير لكلام بطرس بثقة وعدم إضطراب وجسارة والكلمة الأصلية تشير للحديث بحرية وإنطلاق.
عديما العلم = أى لم يتعلما فى مدارس الربيين. وما أدهشهم إستخدام بطرس للنبوات، وهم يظنون أن لا أحد يفهمها سوى الربيين (يو 15:7) ولكن الله يفتح الذهن ليفهم العامى كلام الكتاب (لو 45:24). أليس هذا هو عمل الروح القدس، أن يعلمنا كل شئ.
كانا مع يسوع = المسيح يحيا فى رُسِلهِ. المحكمة بدأ يسيطر عليها الشعور بوجود يسوع فتلاميذه لهم نفس صفاته (الجرأة والعلم والمعجزات). العدد 14: ما أغلق المناقشة أن الأعرج الذى شُفِىَ هو خير شاهد لبراءتهما. وكان الأعرج الذى شفى جريئاً فهو لم يتركهما ويهرب. العدد 15- 16: المجمع = هو السنهدريم أى المحكمة العليا.. وهناك سؤال.. من الذى أخبر التلاميذ بما دار سراً فى جلسة المداولة؟ غالباً هو بولس تلميذ غمالائيل. العدد 17- 18: هنا نرى خوفهم ورعبهم من إسم يسوع الذى صلبوه. ولكن كيف ينكرون الحق؟ لابد أن الشيطان الذى حركهم ليصلبوا المسيح مازال مسيطراً عليهم. بهذا الإسم = نلاحظ أنهم تحاشوا ذكر إسم يسوع رُعباً منه. فهم رفضوا الخلاص لأنهم طلبوا مجد الناس. العدد 19- 20: الروح القدس أعطى التلاميذ جرأة ليعلنوا إصرارهم على الشهادة بإسم يسوع الذى أحبوه وشاهدوا قيامته بعد صلبه. العدد 21- 22: واضح هنا تخبط المحكمة. وربما هم أطلقوها حتى يستميلوهما فلا يتكلما بإسم المسيح. وربما خوفاً من الجماهير الذين إنبهروا بالمعجزة. العدد 23- 24: هم يصلون لرفع القضية لله، الإله الصانع السماء والبحر = أى أنت ضابط الكل ولك السلطان المطلق على كل الخليقة بما فيها السلطات الكائنة مثل مجمع السنهدريم والرومان. ما قاله لهما رؤساء الكهنة = أى لا يعلما بإسم يسوع. العدد 25- 28: الإقتباس من مز2. فتاك = تترجم عبد أو فتى إشارة لجسد المسيح الذى أخذه من العذراء. مسحته = حل عليه الروح القدس وتخصص ككاهن وكذبيحة إثم عن الناس. ومعنى صلاتهم أن العالم هائج على المسيح ومن يتبع المسيح. وكما إنتصر المسيح ستنتصر كنيسته. العدد 29- 30: هنا يرفعوا أمام الله قضيتهم إذ بدأ الإضطهاد ضدهم وهم يطلبون قوة ومعونة ليكملوا شهادتهم عن المسيح. ولاحظ أنهم لم يطلبوا توقف الإضطهاد ضدهم. العدد 31: تزعزع المكان = إعلان عن حضور الروح القدس الذى هو فوق الطبيعة الزائلة. فطبيعة المادة أنها من عدم وستزول. وأمام عمل الله الحقيقى يتزعزع الباطل. هم طلبوا قوة الله وكانت زعزعة المكان إستجابة من الله أنه حاضر بقوته وأن العالم كله يتزعزع أمامه. المكان يتزعزع أما التلاميذ فيمتلئون بالروح.
إمتلأ الجميع = الإنسان المؤمن صار مسكناً لله فلا يتزعزع بل الله من محبته يملأه من روحه. ونحن فى حاجة إلى الإمتلاء المستمر المستمر بالصلاة بلجاجة، مثل المصباح المحتاج دائماً لملئه بالزيت. ونحن نسمع هنا أنهم إمتلئوا وسمعنا سابقاً أنهم إمتلئوا (4:2). إذاً الإمتلاء عملية مستمرة نحصل بها على نعمة فوق نعمة (يو 16:1) وعلى مزيد من القوة، هنا نرى الكنيسة تحول ألامها ومشقاتها إلى صلاة تعطيها مزيداً من الملء. العدد 32: لما ظهرت جسامة الخدمة ما عاد الرسل يهتمون بأملاكهم بل باعوا كل شئ ليتفرغوا للخدمة (مت 29:19 + مر 29:10،30) هنا نجد أقوال السيد المسيح التى حركتهم لترك كل شئ، فمن وجد اللؤلؤة كثيرة الثمن يبيع كل اللألئ ليشتريها. هم ذاقوا طعم الإمتلاء من الروح القدس فحسبوا كل شئ نفاية وتجردوا عن ممتلكاتهم. وتجردهم عن ممتلكاتهم سهل الكرازة لهم فى كل العالم إذ لم يعودوا مرتبطين بأورشليم فهم لا يمتلكون فيها شيئاً. وعموماً حينما تصل الكنيسة لمستوى الوحدة كجسد واحد وروح واحد تختفى الذاتية والفردية والإحساس بالملكية والأنانية. وكان هذا طلب المسيح فى (يو 17) أن يصير الكل واحداً.
والنمط الذى طلبه المسيح للوحدة فى الكنيسة هو نفس النمط الذى عليه الوحدة داخل الثالوث (يو 21:17،22). وهذه قال عنها المسيح "كل ما هو لى فهو لك" (يو 10:17). والمعنى أن كل ما هو لى يكون للآخر وما هو للآخر يكون لى. وهناك مفهوم آخر. فالإبن أتى ليستعلن مجد الآب ويشهد للآب ويمجد الآب (يو 4:17 + 34:4). والآب يمجد الإبن ويشهد له (يو 5:17 + مت 17:3 + مت 5:17 + يو 28:12،29،30) والروح القدس يشهد للمسيح ويمجده (يو 26:15 + يو 14:16،15). فكل أقنوم يشهد ويمجد الآخر، هذه هى المحبة التى يطلبها الله فينا. وهذه هى الوحدة التى يطلبها فينا. العدد 33: بقوة عظيمة = هذا نتيجة طبيعية لإمتلائهم بالروح الذى كان ثمرة طبيعية لصلواتهم التى إستجابها الله. العدد 34- 35: الأغنياء وفروا إحتياجات الفقراء، لقد صارت الكنيسة سماء على الأرض. العدد 36- 37: هنا نتعرف على برنابا الذى سيرافق بولس الرسول، وأنه باع ما يمتلكه هو أيضاً وربما كانت ممتلكاته فى قبرص. فاللاوى لا حق له أن يمتلك أرضاً فى إسرائيل. وغالباً كانت أملاك برنابا ضخمة تستحق الإشارة لأنه ترك كل هذا.