إن كان الله يطلب من خدامه أن تكون أفكارهم منطلقة نحو السماويات فهو لا ينس إحتياجاتهم الزمنية " أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" (مت 33:6) فالله لم يعطيهم ميراثاً أرضياً لكنه لم يتركهم بلا مدن يسكنون فيها (أع 4:6)
ومسارح للمدن = هى ساحات حول المدن او ضواحى هذه المدن وهذه تكون لبهائمهم العدد 3: آية3:-
هذه المسارح أبعادها 1000 ذراع، 2000 ذراع ورقم 1000 يشير للسماويات فكل ما يخص خدام الله يجب أن يتسم بالطابع السماوى. والألف ذراع تخصص كمساكن للعبيد وحظائر للمواشى والأغنام والحيوانات ومخازن للغلال والثمار وربما زرعوا بها بساتين وكروم. والألفى ذراع تستخدم كمراعى للماشية والأغنام ولزراعة نباتات لأكل الحيوانات وغالباً هى حقول المسارح (لا34:25)
واللاويين لا يزرعون بأنفسهم فهم مهتمون بالخدمة لكن عبيدهم يزرعون لهم.
العدد 6- 7: الآيات 7،6:-
42 مدينة للاويين، مرة أخرى تشير للـ42 جيلاً من إبراهيم للمسيح. وكأن مدن اللاويين تشير إلى أن خدمة اللاويين هى مجرد محطات مؤقتة تدخل بالنفس البشرية من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة حتى تدفعها إلى أورشليم العليا فى حشن الآب السماوى. وهذا هو عمل الخدام أن يدخلون بكل نفس بشرية إلى حياة الشركة مع الله فى إبنه بالروح القدس.
48 مدينة = 12×4. تشير لأن المسيح فى كل مكان نجده كملجأ لنا (الكنيسة ورقمها 12 هى جسد المسيح)
6 مدن للملجأ = كان القاتل يهرب لمدن الملجأ أى ينفى من وطنه وهكذا نحن نفينا من أحضان الآب السماوى (حتى مات عنا رئيس كهنتنا). ونلاحظ أن الهرب كان لمدن اللاويين فقط ومدن اللاويين هى نصيب الرب، والرب خصص هذه المدن فالله ملجأنا. وكان اللاويين يحمون القلتل بحسب الشريعة وهو يعيش وسطهم. ولذلك كان قتل إنسان يحتمى بمدن الملجأ هو إهانة لله (الله أمين وعادل إن إعترفنا بخطايانا يغفرها لنا). ولا يوجد أى سلاح يحمى القاتل داخل الملجأ سوى كلمة الله ووعده وهذا يشير إلى أن وعد الله وكلمته فيها حماية كلفية لنا إن إعترفنا بخطايانا (عب 18:6 + فى9:3). ويسوع هو ملجأنا والله أرسل لنا كهنته يرشدوننا لطريق الخلاص، وإقامة الدعوى أمام الشيوخ يشبه الإعتراف أمام الرب فى حضور الكهنة.(مز 17،16،9:59 + 3:61 + 7:71) ورقم 6 يشير لأيام العمل الكاملة للإنسان، وكأن الإنسان معرض فى عمله أن يخطىء لهذا يجد كل أيام غربته فى الله ملجأ لهُ. أذرع الله مفتوحة لهُ كل أيامه، لا يغلقهما أبداً. العدد 12: آية12:-
الولى = هو أقرب إنسان للشخص ولهُ أن يطالب بدمه إذا قُتل ويفديه إذا بيع أو أُسِرَ، أى يفكه، ويفدى أملاكه المباعة أو المرهونة إذا عجز عن فكها والولى للمؤمنين هو الرب يسوع وهو ولى... كفؤ (أى 25:19 + أم 24،10:18 + زك 12:9) فالله هو الملجأ العدد 14: آية 14:-
3 مدن شرق الأردن، 3 مدن غرب الأردن. فبغض النظر عن أن جاد ورأوبين أخطأوا إذ إختاروا لأنفسهم فإن الله أعد لهم ملجأ. والمدن موزعة فى كل مكان لأن يسوع ملجأنا فى كل مكان. كل إنسان يستطيع أن يهرب إليه.
وكون مدن الملجأ من نصيب مدن رجال الكهنوت. كأن الله أراد أن يعرف الشعب أن غاية الكهنة هو إرشادهم إلى السيد المسيح الملجأ الحقيقى، فيه يختفى المؤمنون من الشر. العدد 15: آية15:-
للغريب وللمستوطن = هذا إشارة لعمومية الخلاص
تأمل روحى فى مدن الملجأ
إذا وُجِدَ القاتل سهواً خارج مدن الملجأ يكون عرضة لأن يقتله ولى الدم، إذاً هو فى خطر طالما هو خارج الملجأ، ونحن فى خطر طالما نحن لسنا فى المسيح ثابتين. وتقصير الشخص فى أن يصل لمدن الملجأ كان يسبب لهُ القتل، فكان على القاتل سهواً أن يلجأ بسرعة إلى أقرب مدينة ملجأ، إذ إشترط فى (تث 3:19) أن تكون الطرق المؤدية إلى مدن الملجأ صالحة، ويقال أن عرضها كان يبلغ حوالى 20 ذراعاً، وإذا كانت هناك مياه تعترضها تقام عليها الجسور. كما توضع لافتات مكتوب عليها " ملجأ... ملجأ " وكانت المدن موزعة فى كل الأرض حتى يسهل على كل من يرغب فى اللجوء أن يهرب إليها، وهذه الطرق تشير إلى أن طريق اللجوء للمسيح بالتوبة مفتوح وعلاماته واضحة ولنا سؤال! هل يمكن للقاتل سهواً أن يقول إن كان الله يريد أن يخلصنى فليخلصنى دون أن يجرى ويهرب ويحتمى بالملجأ؟ هذا غير صحيح. فكان عليه أن يجرى طالما الطريق مُعد ونحن علينا أن نجاهد وحتى الدم حتى نظل فى حماية دم المسيح. العدد 16- 21: الآيات 16-21:-
هنا القتل بتعمد، وفى هذه الحالة لا تنقذه مدن الملجأ. العدد 22- 23: الايات 23،22:-
هنا القتل بدون تعمد. ونجد فى تفسير لهذا فى (خر13:21). أن القاتل لم يقصد هذا بل الله هو الذى أراد " بل أوقع الله فى يده"
وفى (خر14:21) " ومن عند مذبحى تأخذه للموت " فيبدو أن قرون المذبح إستخدمت لنفس الغرض قبل تحديد مدن الملجأ. والمعنى أن لا قرون المذبح ولا مدن الملجأ تحمى القاتل بتعمد. العدد 24- 25: الآيات 25،24:-
كان القاتل يحاكم أمام الجماعة. بل فى آية 30 نجد أنه يجب أن يكون هناك شاهدين على الأقل أمام القضاء، لذلك أعتقد أنه ما كان لولى الدم أن يقتل القاتل إن لم يكن هناك شهود وأن يكون قد تم الحكم عليه من قبل الجماعة فليس كل من يريد أن يقتل فليقتل دون حكم صادر من الجماعة أى من القضاء
وكان الشخص القاتل يلجأ للمدينة ثم يعود ويعرض دعواه أمام شيوخ المدينة فيضمونه إليهم إن رأوه قد إعترف أنه قتل وتحققوا أن القتل ق دتم سهواً، وليس عن عمد.
ويبقونه فى مدينة الملجأ فى حمايتهم، داخل أسوار المدينة يقيم ولا يحق للولى أن ينتقم لدم القتيل. يبقى هكذا حتى يموت رئيس الكهنة فيحق له الخروج من المدينة. قد يقول البعض أنه سجين ولكنه سجين على رجاء ولكن لماذا ينتظر حتى موت رئيس الكهنة؟
1- كان القاتل سهواً يتمتع بكفارة وحماية رئيس الكهنة الذى يقدم كفارة عن الشعب كله وفى هذا يشير للمسيح الذى يشفع فينا بدالة دمه.
2- مدن الملجأ كلها تتبع اللاويين ورئيسهم هو رئيس الكهنة وكأن القاتل سجين رئيس الكهنة وحين يموت يصبح من حقه الخروج
3- لسمو مركز رئيس الكهنة فإنه حين يموت فالحزن عليه يبتلع أى حزن آخر فيترك الولى القاتل إذا خرج من مدينة الملجأ.
4- موت رئيس الكهنة يشير لموت رئيس الكهنة الحقيقى وهو المسيح الذى بموته عتقنا بالعتق من أجرة الخطية ووهبنا الحرية الكاملة وكان القاتل يعود لأحضان عائلته ونحن بموت المسيح رجعنا إلى حضن الآب السماوى. التشديد.......
لئلا يظن أحد أن شريعة مدن الملجأ تعنى التهاون مع جريمة القتل فالله يوضح خطورتها
1- لا تثبت سوى بشهادة شهود أكثر من واحد فعقوبتها الإعدام. وهذا يشير لأن عقوبة الخطية موت.
2- لا يمكن قبول فدية عن نفس القاتل المذنب للموت، حتى لا يظن الغنى أنه بامواله قادر أن يقتل ويدفع فدية... إنما من قتل يُقتل. فالنفس غالية جداً لا تفدى بمال.
3- التهاون فى عقاب القاتل يعتبر تدنيساً للأرض التى يقيمون فيها، والرب نفسه ساكن فى وسطها.
وإذا كانت هذه الشروط تعنى عدم الإستهتار بحياة الآخرين، فإن الخلاص بدم المسيح لا يعنى التهاون مع الخطية وإستخفافنا بإرتكابها فأجرة الخطية موت. العدد 25: آية25:-
تشير إلى أن القاتل سهواً لو لجأ للقضاء خارج مدينة الملجأ وحكموا إنه برىء يعيدونه لمدينة الملجأ يحتمى بها. العدد 31: آية31:-
القاتل المذنب للموت = أى الذى أذنب وذنبه أنه قتل ولابد أن يموت.