يذكر هنا إسم أون بن فالت ولا يذكر بعد ذلك فربما قدم توبة العدد 2: آية2:-
من بنى إسرائيل = هذا ما يجعلنا نفهم أن الثورة كانت تشمل رؤساء من كل الأسباط تأثروا بثورة قورح وداثان وأبيرام. مدعوين للإجتماع = تعنى منتخبين العدد 3: آية3:-
هذا الكلام يشبه من يقول الآن " كلنا ملوك وكهنة فلماذا يرتفع الكهنة علينا"
وهؤلاء لم يفهموا أن الكهنوت والخدمة عموماً إتضاع وليس إرتفاع فالخادم الحقيقى متضع يبحث عن الخدمة ويلجأ لله فى الصلاة لا يشغله منصب ولا رئاسة. وإن أختير للرئاسة يفهم أنها مسئولية سيدينه الله عليها وليست منصباً يتباهى به. أما الخادم المزيف فيطلب مجد نفسه ويكون هذا بذراع بشرى كما حدث هنا. أما الخادم الحقيقى فهو يلجأ لله ليحكم لهُ فى الظلم الواقع عليه. الخادم الحقيقى متضع والخادم المزيف متكبر. العدد 4: آية4:-
هنا يظهر موسى كخادم حقيقى فهو سقط على وجهه أمام الله ليحكم لهُ العدد 7: آية7:-
كفاكم يا بنى لاوى = هذه رد على قولهم لموسى وهرون (3) كفاكما العدد 9: آية9:-
إذاً لكل واحد خدمته وعليه أن يقوم بها بأمانة العدد 11: آية11:-
هذه صفة أخرى للخادم الحقيقى فالتذمر من الشعب ليس هو ضد الخادم بل ضد الله العدد 12: آية12:-
داثان وأبيرام فى كبريائهما رفضا أن يذهبا ليقابلا موسى العدد 13: آية13:-
أصعدتنا من أرض تفيض لبناً وعسلاً = يقصدون مصر وهم هنا يسخرون من أن الرب وصف أرض الميعاد بأنها تفيض لبناً وعسلاً فهم يصفون أرض العبودية بأوصاف أرض الميعادبينما مصر مشهورة بالبصل والثوم. وهؤلاء ظنوا أنهم سيبقون فى البرية إلى الأبد. العدد 14: آية14:-
هل تقلع أعين هؤلاء القوم = لها معنيين الأول أنه بعد أن أحضرتنا لهذا القفر لم يبق لك أن تفعل سوى هذا والثانى أنك جعلت القوم كالعميان يسيرون وراءك كيفما شئت العدد 15: آية15:-
موسى هنا فى غيظه يظهر كمدافع عن الكهنوت كنظام إلهى يحاولون إغتصابه. وقوله لا تلتفت إلى تقدمتهما = إشارة لحادثة رفض قرابين قايين وموسى هو كاتب القصة ودليل أن موسى لم يغتاظ لأجل كرامته أنه عاد وتشفع لهم. العدد 19: آية19:-
قورح يجمع كل الجماعة ليساندوه. وهذه غباوة فهل يقووا على الله العدد 24- 25: آية25،24:-
حينما عَلِمَ موسى بنيه الله فى ضرب المتمردين ذهب هو لداثان وأبيرام اللذان سبقا فرفضاهما الذهاب لموسى. وهذا من تواضع موسى ومحبته وهنا يعطيهم فرصة أخيرة إعتزلوا = حين نعتزل الأشرار وشرهم ننجو من مصيرهم. العدد 30: آية30:-
هبطوا أحياء إلى الهاوية= الهاوية هنا تشير إلى المكان أو يصير تحت الأرض قبراً لهم ولا تشير الجحيم. فهو قال وكل ما لهم. والمنازل والأمتعة لا تذهب للجحيم قد إزدروا بالرب = فمن يعتدى على نظام وضعه الله يزدرى بالله العدد 35: آية35:-
النار أكلت قورح وكل من بخر بإستخدام المجمرة ولكن فى آية (31) قوله كل من كان لقورح = يعنى كل من سار وراء فتنة قورح
فنحن هنا أمام عقوبتين النار أكلت من إغتصب الكهنوت والأرض فتحت فاها لمن دخله الكبرياء النار كانت لقورح. وفتح الأرض فاها لداثان وأبيرام وأولادهم وكل مالهم
ويبدو أن قورح خلال هذه الفتنة كان لهُ إقامة وسكن عند داثان وأبيرام بدون زوجته وأولاده فأولاد قورح لم يهلكوا فى هذه الفتنة فهم بالتأكيد أبرياء ورفضوا خطية أبيهم قورح. بل تكون من أولادهم مغنين فى الهيكل ولهم مزامير (راجع 11:26) لكن أولاد داثان وأبيرام ما توامع أبائهم. الله وحده يعلم القلوب ويعرف من يُضْرَبْ ومن ينجو من العقاب. وهذا رد آخر على تحمل الأبناء لذنوب أبائهم (راجع تث 6:11 + مز 18،17:106) ولاحظ هلاك كل واحد بالعنصر الذى أخطأ به. فقورح قدم ناراً فى مجمرته فإحترق بنار وداثان وأبيرام إرتفعا بقلبيهما فى كبرياء فسقطوا تحت الأرض وشابهوا الشياطين فالشياطين هم من يهبطوا تحت الأرض. والعكس فمزامير أولاد قورح كلها فرح فهم لم يقاوموا كأبيهم. العدد 37: آية37:-
الله يكلف العازار بجمع المجامر ولم يكلف هارون فهارون لا يجب أن يتنجس بلمسه الموتى. العدد 38: آية38:-
المجامر كانت تذكارات لعقوبات الرب كما كان قسط المن تذكاراً لإحساناته.
لذلك يقول بولس الرسول " أنظروا لنهاية سيرتهم (عب 7:13). ولاحظ أن الله يعتبر أن حتى هذه المجامر لأنه قد قُدَم فيها بخور لإسمه فهى قد تقدست
صارت قصة قورح وداثان وأبيرام عبرة حتى أن بنات صلغماد قالوا نحن لمسنا من أولادهم العدد 41: آية41:-
الجماعة كلها تتذمر على موتهم مما يكشف عن مدى تأثيرهم. والعجيب أنهم لم يرتدعوا فطبيعة الإنسان أنه دائم التذمر. العدد 46- 48: الآيات 46-48:-
موسى يشفع فى شعبه. وهرون يبخر بسرعة وسط الجماعة ليتوقف الوبأ ونرى هنا أن مجد الرب قد ظهر بنفس الطريقة التى ظهر بها سابقاً يوم تكريس هرون (لا23:9)
وهو يظهر هنا ليثبته فى عمله أمام هؤلاء المتذمرين. وهنا هرون وقف رمزاً للمسيح حين وقف بين الأحياء والأموات. وها هم المتذمرين قد إتهموا موسى وهرون بأنهم يريدون قتلهم وإحتقروا كهنوت هرون ولكن هنا نجد هرون هو الذى أنقذهم بكهنوته.