تفسير سفر أيوب - الأصحاح 40 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1- 5:
الأيات 1-5:- "فاجاب الرب ايوب فقال، هل يخاصم القدير موبخه ام المحاج الله يجاوبه، فاجاب ايوب الرب وقال، ها انا حقير فماذا اجاوبك وضعت يدي على فمي، مرة تكلمت فلا اجيب ومرتين فلا ازيد".

بعد أن أعطي الله لأيوب الدرس، سكت الله وأعطي أيوب فرصة ليتأمل فيما سمعه. ولكن أيوب سكت ولم يتكلم. ولما سكت أيوب تكلم الله= فأجاب الرب أيوب مع أن أيوب لم يكن قد تكلم قيل أن الرب أجاب، فالله يعرف ما في القلوب دون أن يفتح الإنسان فمه. وكان أيوب بعد ما قيل في خجل شديد، وربما كان شاعراً أنه تجرأ علي الله ولابد أن الله سوف يطرده من حضرته ويخاصمه للأبد. ولكننا نجد الله يطمئن هذا القلب القلق من خصام الله. هل يخاصم القدير موبخه= وكلمة موبخه تعني لائمه، ولاحظ أنه لم يقل هنا من العاصفة. فهذه الكلمة كانت في هدوء بلا غضب لتعطي هدوءاً لقلب أيوب. فحينما يقول أن الله تكلم من العاصفة فهذا يعني أن الله تكلم في غضبه. والله في محبته يعرف متي يستخدم أسلوب القسوة مع الخاطئ ليخاف ويتوب، ومتي يستخدم أسلوب الحب ليطمئن القلب الذي في حالة جزع.

ها أنا حقير فماذا أجاوبك= هنا يظهر أن الدرس الذي أعطاه الله لأيوب قد أتي بثماره. هنا شفي أيوب تماماً وتاب. وضعت يدي علي فمي= أي لن أتكلم ثانية

مرة تكلمت فلا أجيب ومرتين فلا أزيد= أي في جهلي وكبريائي تكلمت سابقاً كثيراً. ولكن الآن بعد أن تاب أيوب تماماً يقول لن أتكلم وقارن مع 37:31 + 3:23 الآن في توبته رأي الله القدوس البار المحب، ورأي نفسه في نجاستها وجهلها وكبريائها فذاب خجلاً، راي تحديه لله السابق وكلامه الصعب من نحو الله، وها هو يري الله وقد إحتمل كل كلامه السابق، بل أتي ليعاتبه ويعلمه ويكمله ويشفيه فأسكته جلال الله وتواضعه بالمقارنة مع تعاليه وهو الحقير أمام الله. هو لم يتب من محاولات أصحابه، أما أمام الله فتاب توبة حقيقية وهذا هو عمل الله، لذلك قال النبي "توبني يارب فأتوب". فصوت الله الذي يدعو للتوبة أقوي وأعلي من صوت الإنسان وقادر علي أن يقنع الإنسان الخاطئ بالتوبة. والتائب الحقيقي يشعر أنه حقير جداً أمام الله ويكون كارهاً لنفسه حز 31:36. وبقدر ما عظم نفسه أمام الناس يحتقر نفسه أمام الله. فأيوب حين قارن نفسه بأصحابه وجد نفسه عظيماً فجادلهم ولم يقتنع بكلامهم، أما حين يقف أمام الله سيدرك حقيقة خطيته فيحتقر نفسه، حين نقف أمام نور الله يكشف نوره خبايا قلوبنا النجسة فتحتقر ذواتنا. لذلك لم يستطع أيوب أن ينطق أمام الله. لقد سببت كلمة الله تحولاً جذرياً في تفكير أيوب عجزت محاولات أصحابه أن يعملوه. وحين أتت كلمة الله إنتهي نزاع الألفاظ. لقد أظهر الله قدراته لأيوب فرأي أنه يستطيع أن يثق بإله مثل هذا، وأقتنع أيوب أن عنآية الله به كانت أكثر شمولاً ودقة مما تصورها. وحتي هذه اللحظة كانت آلام أيوب كما هي ومشاكله كما هي، ولكن حدث شئ جديد في داخله، لقد شفي من جروح قلبه أي كبريائه وإحساسه بأن الله ظلمه. هو لم يأخذ رداً علي تساؤلاته، لماذا حدث ما حدث ولكنه شعر أنه في سلام طالما كان في يد الله مهما حدث. لقد كان عمل الله ورد الله عليه سبباً في حالة من السلام الداخلي والتسليم الهادئ اللذان ملئا قلبه. لقد تأثر أيوب وسلم نفسه لإله له قدرة علي رعآية خليقته كلها (كواكب وحيوانات) فكم بالأولي البشر. وكم وكم يجب علينا أن نسلم لإلهنا الذي فدانا علي الصليب.

وهكذا تصالح كل الأتقياء القديسين مع الله بعد أن تخاصموا معه أر 1:12 + مز 21:73-28. فقال أرمياء "أبر أنت يارب من أن أخاصمك"
العدد 6- 14:
الأيات 6-14:- "فاجاب الرب ايوب من العاصفة فقال، الان شد حقويك كرجل اسالك فتعلمني، لعلك تناقض حكمي تستذنبني لكي تتبرر انت، هل لك ذراع كما لله وبصوت مثل صوته ترعد، تزين الان بالجلال والعز والبس المجد والبهاء، فرق فيض غضبك وانظر كل متعظم واخفضه، انظر الى كل متعظم وذلله ودس الاشرار في مكانهم، اطمرهم في التراب معا واحبس وجوههم في الظلام، فانا ايضا احمدك لان يمينك تخلصك".

رأينا أيوب في توبته كيف قال أنا حقير، وكيف تواضع بين يدي الله. ولكن الله المعلم الذي يعرف مكنونات قلب عبيده وتلاميذه رأي أن أيوب مازال محتاجاً لدرس آخر حتي يكون تأثير كلام الله عليه كاملاً وتكون توبته بلا رجعة ويتصالح مع الله مصالحة تكون بلا تردد ولباقي أيام عمره. وعاد الله لنبرة الصوت الغاضبة= فأجاب الرب أيوب من العاصفة. وفي (7) لقد كنت تجادلني بشدة والأن تشدد وحاول الإجابة علي أسئلتي. وفي (8) لعلك تناقض حكمي= أي حين نسب الظلم إلي الله كان كأنه قد نقض حكم الله. وكل من يتذمر علي الرب كأنه يناقض حكمه. فالتذمر علي أحكام الله تعني أن المتذمر يظن أنه يعرف أكثر من الرب، وأنه لو كان في مكان الرب لكان تدبيره غير تدبير الرب، لكن كان تدبيره سيكون بطريقة أفضل. تستذنبني لكي تتبرر أنت= الله يلوم أيوب هنا أنه في خلال حواره مع أصحابه أراد حتي يبرر نفسه ويظهر باراً أمامهم أن يلقي باللوم علي الله. فأيوب نظر إلي بره وإفتخر به وكان غايته إظهار ذلك أمام أصحابه فلم يهتم بأن يظهر الله كأنه أخطأ معه. وعلي كل إنسان أن يقول مع داود "لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت مز 4:51 + دا 7:9.

ولقد تكلم الله سابقاً عن عمله العجيب في الفلك والخليقة الحيوانية، والآن يتكلم عن النظام الأدبي في العالم وأنه وحده القادر علي السيطرة علي الأشرار.

ففي (9) هل لك ذراع كما لله= الذراع دليل القوة. فكيف نختلف مع الله القدير القوي وبصوت مثل صوته ترعد= لاحظ أن الله الأن يتكلم من العاصفة وبصوت مخيف كالرعد، وأيوب خائف من هذا الصوت. ولنعلم أن كل قوة الإنسان أمام قوة الله ما هي إلا أشواك أمام نار هائلة. فنحن لا نستطيع أن نعمل شيئاً بدونه ولكنه يستطيع أن يعمل كل شئ بدوننا. ونلاحظ أن صوت الله ليست قوته في رعده المخيف فقط بل في قوة إقناع صوت الله لقلوبنا. فأصحاب أيوب فشلوا في إقناعه بالتوبة بينما نجح صوت الله في ذلك. وتحدي الله لأيوب هنا معناه: لقد نسبت الظلم لي يا أيوب، فهل تستطيع بقوتك أن تأخذ حكم العالم وتديره بذراعك، وهل لك صوت يرعب الأشرار، أو صوتك قادر أن يدعوهم للتوبة.

وفي (10) يسخر الله من أيوب داعياً إياه أن يتزين ويلبس اللبس الملوكي حتي يحكم العالم، فهل تستطيع يا تري مهما تزينت بالبهاء أن ترعب الأشرار.

وفي (11-13) دعوة لأيوب، بل تحدي أن يخفض كل متعظم شرير متكبر ظالم وأن يحبسهم في الظلام ويدوسهم. لقد إشتكي أيوب أن الله يترك الأشرار ينعمون والله يقول له أرني قوة ذراعك ودسهم أنت. ولنعلم أن الله في مجده وبهائه وبذراعه قادر وحده أن يفعل هذا، هو وحده الذي يرعب الأشرار ويدوسهم فلا يخرجون لإتمام مقاصدهم. وقادر وحده أن يحبس وجوههم في الظلام= أي في غياهب السجون، وإن لم يكن هنا في سجون العالم ففي ظلام السجون الأبدية في الجحيم. إن الخطية التي تضايق الله جداً هي خطية الكبرياء فهي خطية إبليس. والله وحده هو القادر أن يخفض وجوه المتكبرين حين يسقط غضبه عليهم. إطمرهم في التراب ألم يصنع هذا بجيش فرعون وأهل سدوم وعمورة ثم مع قورح وداثان وجماعتهما. والمقصود بالتراب بالأكثر أن يميت الأشرار فيذهبوا للتراب. الله وحده القادر أن يذل الأشرار لكنه وحده الذي يحدد الميعاد وهو "ملء الزمان". ليس هذا فقط فالإنسان في ضعفه يتصور أن كل ظالم يجب أن ينتقم منه الله بأن يقتله، لكن الله له طرق أخري، فهو وحده الذي يعلم ما في القلوب، وهل قلب هذا الظالم يمكن أن يتحول بالتوبة، هنا لا يقتله الله بل يعطيه فرصة للتوبة، فالله لا يسر بموت الخاطئ بل بأن يرجع ويحيا حز 23:18. ونري هذا مع بولس الرسول، فهل كان الله يجب عليه أن يقتله حين قاد المسيحيين للقتل في دمشق وحين كان راضياً بقتل إسطفانوس، وهل كان الله عليه أن يقتل موسي الأسود أثناء شروره، وربما نتصور أن الله كان يجب عليه إفناء الدولة الرومانية لأنها إضطهدت المسيحيين لكن الله حولها للمسيحية. "ولنعلم أن طرق الله غير طرق الإنسان"

وفي (14) كان أيوب قد إعترض علي حكم الله فعليه أن يثبت أنه قادر أن يحكم الكون كله حكماً حسناً، وأحسن من حكم الله، وفي هذه الحالة سيعترف له الله= فأنا أيضاً أحمدك= أي أقر بقوتك وقدرتك وقوة ذراعك. هذه سخرية من أيوب. وما علينا سوي أن نعترف بأننا في حمآية ذراع الله في أمان.
العدد 15- 24:
الأيات 15-24:- "هوذا بهيموث الذي صنعته معك ياكل العشب مثل البقر، ها هي قوته في متنيه وشدته في عضل بطنه، يخفض ذنبه كارزة عروق فخذيه مضفورة، عظامه انابيب نحاس جرمها حديد ممطول، هو اول اعمال الله الذي صنعه اعطاه سيفه، لان الجبال تخرج له مرعى وجميع وحوش البر تلعب هناك، تحت السدرات يضطجع في ستر القصب والغمقة، تظلله السدرات بظلها يحيط به صفصاف السواقي، هوذا النهر يفيض فلا يفر هو يطمئن ولو اندفق الاردن في فمه، هل يؤخذ من امامه هل يثقب انفه بخزامة".

بهيموث= فرس البحر(سيد قشطة). وهو موجود في أنهار إفريقيا ومنها نهر النيل. وهو ضخم جداً وفمه عريض وأنيابه ضخمة وجلده سميك وقاسى جداً حتي الرصاص لا يكاد يخترقه. ولا يأكل سوي العشب والنباتات.

صنعته معك¨= حتي لا يفتخر أيوب بل يتذكر أنه هو أيضاً من جملة خلائق الله. بل إن الله بوحي من روحه القدوس أتي بموضوع بهيموث بعد أن أثبت لأيوب عجزه عن أن يسيطر علي الأشرار، وذلك ليضعه مرة أخري أمام التساؤل، لقد إعترضت علي أن الظالمين يتحكمون في العالم، فهل تستطيع أن تدير أنت شئون العالم الأدبية وتسيطر علي الأشرار، إن كنت لا تستطيع أن تسيطر علي العالم المادي وعلي حيوان مثل بهيموث. وإذا فهمنا أن بهيموث يشير للشهوة داخل الإنسان نفهم أن الله قد خلق الإنسان وخلق معه الشهوة، ولكن حين خلق الله الشهوة كانت شهوة مقدسة وحب مقدس لم تلوثه الخطية، فإذا قال داود في المزمور مز 4:27 واحدة سألت من الرب وأياها ألتمس. أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي لكي أنظر إلي جمال الرب وأتفرس في هيكله. ويقول بولس الرسول "لي أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جداً في 23:1( رو 12:6+ غل 17:5+أف3:2+ 2 بط10:2+ لو15:22+ 1تس17:2+ مز20:119). فماذا كان الحال قبل السقوط؟ من المؤكد كانت شهوة آدم هي وجوده المستمر في حضرة الله. آدم يشتاق لله ويحب الله، هذه هي الشهوة التي خلق الله آدم بها. ولكن للأسف فسدت الصورة المثالية التي خلق الله الإنسان بها، وإنحرفت شهوة الإنسان.

يأكل العشب مثل البقر= مع كل حجمه وقوته فهو يتغذي علي العشب، مثل البقر، ولا يفترس الحيوانات ليأكلها. وفي آية (20) لأن الجبال تخرج له مرعي= طعامه النبات

وجميع وحوش البر تلعب هناك= لأنه حيوان نباتي فالحيوانات الصغيرة لا تخافه فهو لا يأكلها بل تلعب بجانبه. وهذا من صلاح الله فلو كانت الحيوانات الضخمة مثل سيد قشطة والفيل من أكلات اللحوم ما تركت حيوان حي بجانبها

ولو فهمنا أن بهيموث يشير للشهوة نفهم أن الجبال تخرج له مرعي= بأن شعب الله الذين هم كالجبال (أش 2:2)، هم الذين بحريتهم يقدمون المرعي لشهوتهم، إن تركوا لشهواتهم العنان ولكن الخطورة أن جميع وحوش البر تلعب هناك. فحيثما سمح إبن الله لشهواته أن تنطلق سيعرض نفسه لمخاطرة كثيرة من الوحوش المفترسة. ونحن نعلم أن خصمنا إبليس يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه.

ولنري قوة بهيموث يخفض ذنبه كأرزة= فعضلاته قوية وصلابته كالخشب عظامه أنابيب نحاس. جرمها حديد ممطول= مترجمة عن اليسوعيين "عظامه قصب من نحاس وغضاريفه حديد مطرق". وترجمتها الإنجليزية "عظامه قصب من نحاس وضلوعه حديد (قضبان حديدية). عروق فخذيه مضفورة= أي قوية ومتشابكة فعظامه وعروقه وأطرافه لو قورنت بباقي الحيوانات تظهر كأنها حديد ونحاس.

ملحوظة:- من يرفض أن يصوم حسب نظام كنيستنا أي علي الطعام النباتي ألا يلاحظ قوة هذا الحيوان وهو نباتي وهكذا الفيل مثلاً.

هو أول أعمال الله¨. الذي صنعه أعطاه سيفه= "هو أول طرق الله في الخلق" (بحسب ترجمة اليسوعيين والإنجليزية). قد تعني أنها اكبر أعمال الله من ناحية الخليقة الحيوانية. وسيفه هو أنيابه التي يقطع بها الحشائش كما بخجل.

أو إذا فهمنا أن بهيموث يشير للشهوة. فالله خلق فينا الشهوة، وهي في صورتها الأولي عبارة عن طاقة حب مقدسة كالسيف تقطع كل إرادة خاطئة وترفضها ويكفي أن نسمع قول بولس الرسول في( رو 35:8-39)، أو تري الشهداء ذاهبين لساحات الإستشهاد في فرح مسبحين لتعرف قوة شهوة الحب التي فاقت علي قوة رهبة الموت. ولكنها متي إنحرفت صارت قوة رهيبة مدمرة للإنسان وتصير كسيف يقطع ويدمر كل ما هو حلو ومفرح ومعزى فى حياته. (مراثى1:4) تحت السترات يضطجع= هو نبات ينمو في مصر علي شطوط النيل وأوراقه كبيرة وأزهاره منها ما هو أبيض ومنها ما هو أزرق (ومترجم في بعض الترجمات اللوتس)

ملحوظة:-

1. هو يضطجع في سلام لأنه آكل نباتات فالحيوانات لا تهرب منه، وهو لا يخاف من أحد، فمن

يُرعِب الآخرين يعيش هو أيضاً في رعب. ومن يحيا في سلام مع الأخرين لا يحمل لهم شراً يحيا

هو أيضاً في سلام مع نفسه.

2- هذا الحيوان لا يأكل اللحوم ولكن لشراهته يدمر كل ما هو أخضر، حتي أنه يبحث في الجبال عن

كميات تكفيه. وشهوة الإنسان إذا إشتعلت بالخطية تدمر كل ما هو أخضر فيه، أي كل ما هو

مفرح وحي فيه.

هوذا النهر يفيض فلا يفر هو، يطمئن ولو إندفق الأردن في فمه= يظهر نهمه في أن لا يكفيه أي كميات من الماء، بل هو يفرح كلما إزدادت كميات المياه ولو كانت كل نهر الأردن. وهو تصوير شعري يعبر عن نهمه وقوته وسعة معدته. ولكننا نفهمها بأسلوب روحي إذا فهمنا أن بهيموث يشير للشهوة ومحبة العالم فالإنسان الدنيوي لا يكتفي بما يملك، ومهما أخذ فهو يريد المزيد، ونلاحظ أن المسيح قال للسامرية عن العالم "من يشرب من هذا الماء يعطش يو 13:4 وأما من يعطش للماء الذي يعطيه المسيح فهو لا يعود يعطش لماء العالم بل تجري من بطنه أنهار ماء حي (قارن يو 14:4 مع يو 37:7، 38)

فالإنسان الدنيوي الذي يشتهي العالم، لا يكفيه كل العالم في نهمه، مثال:- سليمان حينما ترك نفسه وراء شهوة النساء، كان له 1000 زوجة وسرية. وداود بقدر ما كان له إشتهي بثشبع زوجة أوريا. أما يوسف الذي رفض الخطية فاض منه أنهار ماء حي أشبعت العالم. وكل من يرفض الخطية يمتلئ بل يفيض من الروح القدس علي الآخرين. أما هذا العالم بشهوته وأمجاده الزائلة فسيجف رؤ 12:16.

ونلاحظ أن كلمة الأردن معناها الذي ينزل إلي أسفل. إشارة للإنسان الذي لا يشبع من ثروات وشهوات هذا العالم السفلي. وآية (24) مع قوة بهيموث هل تستطيع يا أيوب أن تسيطر عليه أو تأخذ شيئاً من أمامه أو تثقب أنفه بخزامة
¨ إذا كان بهيموث يشير للجسد فالله صنع الجسد مع الروح الإنسانية، أي الجسد بشهواته خلق مع الروح

¨ إذا فهمنا بهيموث علي أنه الجسد تفهم أول أعمال الله علي أنها رأس أعماله وآدم هو رأس الخليقة

أسفار الكتاب المقدس
أعلى