الر على الشبهات في سفر المزامير

    1. الرد على الشبهات للقس منيس عبد النور قال المعترض الغير مؤمن: هناك تناقض بين مزمور 102: 24 أقول: يا إلهي، لا تقبضني في نصف أيامي وهذا يظهر أن عمر الإنسان محدَّد من الله, ولكن جاء في أفسس 6: 2 و3 أكرم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد، لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض مما يُظهر أن العمر غير محدود ,

      وللرد نقول بنعمة الله : معروفة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله وقد حَتَمَ بالأوقات المعيَّنة وبحدودٍ مسكنهم (أعمال 17: 26), ولا يخفى عن علمه السابق وعن قضائه شيء, وهناك عوامل لتنفيذ قضائه منها الطاعة التي تعطي طول العمر، كما قال: لا تَنْسَ شريعتي، بل ليحفظ قلبك وصاياي، فإنها تزيدك طول أيام وسني حياة وسلامة (أمثال 3: 1 و2), لا تناقض هناك، بل أن المعروف عند الله منذ الأزل أنه سيكرم والديه، هو الذي منحه الله منذ الأزل طول العمر, غير أن طول الأيام لا يعني حقاً كثرة سني العمر، فقد يعيش إنسان خمسين عاماً تكون كلها مثمرة وراضية، يشعر الإنسان فيها أنه عاش ليس فقط خمسين سنة بل مائة وخمسين, وعندما يحين أجله يحمد الله ويشعر بالرضا، إذ أنه يموت شبعان الأيام، وكأنما أطال الله عمره, بينما هناك من طال عمره حتى بلغ المائة، وحين يحين أجله يشعر أنه مات ناقصاً عمراً، أو أن العمر فرّ من بين يديه, ومن يكرم أباه وأمه يعطيه الله حياة هانئة يطول معها شعوره بالسعادة,

    2. حل مشاكل الكتاب المقدس للقس منسى يوحنا بين مز 102 : 24 ، اف 6: 1-3 ففى الاول ان العمر محدود لان المرتل يقول (يا الهى لا تقبضنى فى نصف ايامى وفى الثانى انه غير محدود لانه يعد من يكرمون الاباء والامهات بان يكونوا طوال الاعمار على الارض.

      فنجيب : ان الصواب بحسب تعاليم الكتاب المقدس ان العمر غير محدود وفى ذلك قال الشيخ التقى جرجس بن العميد : (ان النبى الذى نطق بالمزمور 102 بالروح القدس جعله مبنيا على قول موسى (مز 90 : 10) (ايام سنينا هى سبعون سنه. وان كانت مع القوه فثمانون سنه وافخرها تعب وبليه) فلما علم الناطق بالمزمور 120 ان اكبرالبشر لا يعمرون اكثر من هذا السن، وان السن الوسطى من هذه السنين انما هو الاربعون او الخمسه والثلاثون وهو النصف الذى تظهر فيه غلبه الشبق والجهل والتهور على الانسان لغلبه الماده الصفراء على مزاجه تقدم الناطق بهذا المزمور قبل بلوغه هذا السن او فى وقت حصوله فيه. فسال الله المهله عليه واللطف والرفق لبشريته الى حيث ينجو من وقت التطور والطيش اللازم لطبيعه هذا السن. ثم ان الناطق بهذا المزمور علم الاتين بعد التيقظ فى هذا السن والحذر من الغفله فيه وما يجب على المعلمين ترتيب المتعلمين فيه.                                                                                                وقد ظهر بهذا البرهان الواضح ان الناطق بهذا المزمور من قبل الروح القدس لم يرد بقوله ان للانسان عمرا مقدرا محتوما. ثم نقول فى قول موسى النبى (ايام سنينا هى سبعون سنه وان كانت مع القوه فثمانون سنه) ففى الكفايه فى اثبات القول بان الاعمار غير مقدره ولا محتومه. وهذا بعينه الذى اقتضى ارسال الله اشعياء النبى لحزقيال الملك لما زاد فى ايامه خمسه عسر سنه لانه تعالى فاعل بالاراده والمشيئه (2 مل 20 : 1 – 15). (... ولو كان النبى فى المزمور102 يرى العمر محدودا مقدرا لا يمكن الزياده فيه ولا النقص منه كان سؤاله هذا السؤال لا فائده فيه وكان نوعا من الهذر لان الذى قدره الله وقد امضاه، فلو سال السمائيون والارضيون فيه فلا سبيل الى تغييره ونقضه. وانما لما علم النبى بروح النبوه ان القول بالقضاء والقدر فى هذه القضيه محال سال الله المهلك عليه والرفق به وعلمنا حسن. واجب الاعتقاد فى هذه القضيه وان نسال الله اللطف بضعفنا واعانتنا على الاسباب الموصله الى سلوك اوامره الصالحه والذى شهد به اشعياء النبى (38 : 1 – 8) فى خبره مع حزقيا النبى وقول سليمان بن داود فيه الدلاله الواضحه على ذلك (يا ابنى لا تنس شريعتى بل ليحفظ قلبك وصاياى. فانها تزيدك طول ايام وسنى حيوه وسلامه) (ام 3 : 1 و2، 10 : 27).

    أسفار الكتاب المقدس
    أعلى