الر على الشبهات في سفر الخروج

    1. الرد على الشبهات للقس منيس عبد النور جاء في خروج 24: 4 فكتب موسى جميع أقوال الرب، وبكَّر في الصباح وبنى مذبحاً في أسفل الجبل و12 عموداً لأسباط إسرائيل الاثني عشر , ولكن جاء في عاموس 5: 25 هل قدمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يا بيت إسرائيل؟ وهذا تناقض ,

       (1) لو أنكر عاموس في هذه العبارة تقديم بني إسرائيل ذبائح لله في البرية على الإطلاق لكان مناقضاً لما جاء في خروج 24: 4 و غيرها في مواضع أخرى, ولكن الذي ينكره عاموس هنا هو تقديم بني إسرائيل ذبائح لله في كل مدة الأربعين سنة, ومع أن بني إسرائيل كانوا قد كرسوا أنفسهم لخدمة الله، إلا أنهم كانوا من حين إلى آخر يضلون عنه ويعبدون الأوثان، كما نرى أنهم أجبروا هارون أن يصنع لهم العجل الذهبي فعبدوه وقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر (خروج 32: 4), ومن هنا يتضح أن مدة الأربعين سنة التي قضوها في البرية لم تكن بجملتها خدمة متواصلة للإله الوحيد الحقيقي، بل في أوقات كثيرة نبذوا عمداً الوصية الأولى, (2) يجب أن نميّز بين معظم الشعب وقادته, فعندما نطبّق عبارة عاموس على معظم الشعب نجدها متفقة كل الاتفاق مع الإشارات العديدة الواردة في أسفار موسى الخمسة عن موقف إسرائيل الروحي بإزاء الله، والذي وصفه إشعياء في 43: 23, لأنه علاوة على عصيان الشعب على الله مراراً عديدة نرى أنهم لم يكونوا منقادين بكل قلوبهم وراء الله, كما نجد أيضاً في لاويين 17 أن كل من قدم ذبيحة من الشعب كان عليه أن يأتي بها إلى خيمة الاجتماع حتى لا يعود الشعب إلى تقديم الذبائح للشياطين التي كانوا قد زنوا وراءها (لاويين 17: 7) كذلك أيضاً حذَّرهم الله من عبادة الشمس والقمر والنجوم (تثنية 4: 19) ومن هذا نستنتج أن الأحوال المحيطة بالشعب وقتئذ سوَّغت لموسى أن يعطيهم إنذارات كهذه, (3) فيصحّ إذاً أن يُقال إن بني إسرائيل عبدوا الإله الحقيقي في البرية، كما يصحّ أن يُقال إن بني إسرائيل لم يقدموا لله ذبائح وتقدمات في كل مدة الأربعين سنة! وعندما نلاحظ القول أربعين سنة ونراعي أيضاً أن الشعب كان يختلف موقفه الروحي بإزاء الله عن موقف قادته، تزول المناقضة الظاهرية الوهمية بين الفصلين

    أسفار الكتاب المقدس
    أعلى