11. ومن يعبده ألا يخزى؟ والذين يصنعونه بشر؟ فليجتمعوا كلهم ويحضروا للقضاء، فينزل بهم الرعب والخزي معا.
12. فالحداد يصنع التمثال من الحديد، يقلبه في الجمر ويهيئه بالمطارق ويصوغه بذراعه القوية حتى يجوع فيخور عزمه، ولا يشرب ماء فيتعب.
13. والنجار يصنعه من الخشب. يمد الخيط ويضع بالمخرز علامة في الخشب، ويسويه بالإزميل ويرسمه بالبيكار ويصنعه على شكل إنسان وجمال بشر ليوضع في البيوت.
14. وربما قطع لصناعته أرزا، أو اختار السرو والبلوط وسواهما من أشجار الغاب، أو غرس الصنوبر وانتظر المطر حتى ينميه
15. بعضه يكون للإنسان وقودا يتدفأ به أو يخبز خبزا على جمره وبعضه الآخر يعمل منه تمثال إله ويسجد له.
16. وربما أحرق نصف الخشب بالنار ليشوي لحما ويشبع ويتدفأ ويقول: ((ما أهنأ أن أتدفأ وأرى نارا)).
17. وأما نصفه الآخر فيصنع منه تمثال إله ويسجد له ويركع ويصلي ويقول: ((أنقذني، فأنت إلهي!))
18. هؤلاء لا يعلمون ولا يفهمون، لأن الله أغلق عيونهم لئلا يبصروا وقلوبهم لئلا يفهموا.
19. لا أحد منهم يتأمل في قلبه، فيقول عن علم وفهم: ((أحرقت نصف الخشب بالنار وخبزت خبزا على جمره وشويت لحما وأكلت، والآن أأصنع من بقيته وثنا؟ فكيف أسجد لجذع شجرة؟))
20. خير له أن يقتات رمادا. ضلله قلبه المغرور، فلا ينقذ نفسه ولا يقول: ((هذا إله كاذب، أما صنعته أنا بيميني؟))
21. وقال الرب:((أذكر هذا يا يعقوب، يا إسرائيل عبدي: أنا جبلتك عبدا لي ولن أنساك أبدا.
22. محوت كالسحاب معاصيك، وكالغمام جميع خطاياك. إرجع إلي يا إسرائيل، فأنا الرب افتديتك)).
23. رنمي أيتها السماوات فالرب فعل، واهتفي يا أعماق الأرض! إندفعي بالترنيم أيتها الجبال، أيتها الغابات وكل أشجارها! الرب افتدى يعقوب، وفي إسرائيل تمجد.
24. أنا الرب فاديك، ومن الرحم جبلتك. أنا الرب صنعت كل شيء.نشرت السماوات وحدي وبسطت الأرض بنفسي.