يعلن موقع الكنيسة العربية عن قيامه برحلة روحية فى أيام الصـــــــــــــوم الكبيـــــــــــر

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات في الأسبوع الأول من الصوم الكبير

التوبة هي هدف الأسبوع الأول:

أولاً: الخطية و الذات:

الخطية مدمرة للإنسان "كل الرأس مريض ليس فيه صحة" (أش 5:1).

ازدواج الشخصية والرياء هما بداية البعد عن الله "كالفضة المغشوشة " (إش 1: 22)

الذات هي أخطر عدو في رحلة الصوم "كفوا عن الإنسان" (إش 2: 23).

"لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ..." (مت 6: 25).


ثانيا: التوبة و الاعتراف

• الاعتراف بالخطية ضرورة للتوبة- والاعتراف دعوة من الله وبدون الاعتراف تضعف قوة الصوم، لذلك تقرأ لنا الكنيسة من سفر إشعياء هذه الأقوال: "هلم نتحاجج يقول الرب: إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" (إش 18:1).

• الاعتراف والصوم كلاهما صلب للذات: "ادخل إلى الصخرة، اختبئ في التراب من أمام هيبة الرب" (إش 2: 10).



ثالثا: الإيجابية في التوبة:

• "تعلموا فعل الخير" (إش 1: 17).

لا بد في الصوم من الإكثار من عمل الخير:

طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم

والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم.

• "صهيون تفدى بالحق و تائبوها بالبر" (إش 1: 27).

فالصوم أروع مجال لظهور بر الله في حياة التائبين. ما أجمل التوبة التي تؤهل الإنسان لبر الله.

• التوبة مسيرة في نور الرب "هلم فنسلك في الرب" (إش 2: 5).

فالسلوك في وصايا السيد المسيح الرب- المكملة لمسيرة التوبة هي مسيرة في نور الرب.

• الإنسان التائب يجذب النفوس البعيدة للحياة مع الله "وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب، إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله..." (إش 2: 3).

• في أول الرحلة الله يسألني: أنت تعبد كم إله؟ هل بالحقيقة تؤمن بإله واحد؟... الله أم المال؟ الله أم الجسد؟ الله أم اللبس؟ الله أم المظاهر؟ الله أم الذات.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الصوم والجسد
لقداسه البابا




++ ما هو تعريف الصوم من الناحية الجسدية؟

الصوم هو إنقطاع عن الطعام فترة من الوقت، يعقبها طعام خال من الدسم الحيواني.



++فترة الانقطاع في الصوم (الصوم الانقطاعي)،




لابد من فترة إنقطاع (الصوم الانقطاعي)، لأننا لو اكلنا من بدء اليوم بدون انقطاع، لصرنا نباتيين وليس صائمين. وحتي الصوم في اللغة هو الإمتناع أو الإنقطاع. فلا بد إذن أن نمتنع عن الطعام لفترة معينة.

فترة الإنقطاع عن الطعام تختلف من شخص لآخر.

وذلك لأسباب كثيرة نذكر من بينها:

1- يختلف الناس في درجتهم الروحية. فهناك المبتدئ الذي لا يستطيع أن ينقطع عن الطعام لفترة طويلة. واكثر من هؤلاء الناسك الذي يستطيع ان يطوي الأيام صوماً، كما كان يفعل آباؤنا الرهبان و المتوحدون و السواح.

2- يختلف الصائمون في سنهم. فمستوي الطفل أو الصبي في الصوم، غير مستوي الشاب أو الرجل الناضج، غير ما يستطيعه الشيخ أو الكهل.


3- يختلف الصائمون أيضاً في صحتهم، فما يحتمله القوي غير ما يحتمله الضعيف. كما أن المرضي قد يكون لهم نظام خاص، أو يعفون من الانقطاع حسبما تكون نوعية امراضهم وطريقة علاجهم.

4- يختلف الصائمون كذلك في نوعية عملهم. فالعض يقومون بأعمال تحتاج إلي مجهود جسدي كبير. والبعض أعمالهم مريحة يجلسون فيها إلي مكاتبهم بضع ساعات في اليوم. واحتمال هؤلاء للانقطاع غير احتمال أولئك.

5- هناك أيضا نظام التدرج. فقد يبدأ الصائم الأسبوع الأول من صومه بدرجة إنقطاع معينة، تزداد علي مر الأسابيع، حتى يكون إنقطاعه في آخر الصوم أعلي بكثير من نقطه البدء. وهذا التدرج نافع وينصح به الآباء الروحيون.

علي انه قد يوجد حد ادني لهذا الإنقطاع.

وربما يختلف هذا الحد الأدنى من صوم إلي آخر. فالصوم الكبير مثلاً يكون حده الأدني أعلي من باقي الأصوام. والحد الأدني في أسبوع الآلام يكون أعلي مما في الصوم الكبير نفسه والبعض كانوا يطوون الفترة من بعد خميس العهد إلي قداس العيد. وأيام البرامون في أصلها تطوي أيضا. أما الضعفاء فلهم تسهيل خاص. ومع كل ذلك، فيمكننا ان نضع قاعدة هامة وهي:

فترة الإنقطاع تكون حسب إرشاد أب الاعتراف.

وذلك حتى لا يبالغ فيها البعض فتتبعهم جسدياً، وقد تتعبهم روحياً أيضا إذ تجلب لهم أفكارًاً من المجد الباطل. كما أن العض من الناحية الإخري قد يتهاون بطريقة تفقده فائدة الصوم. والأفضل ان يشرف أب اعتراف علي هذا الأمر. علي أنه من جهة النظام العام للكنيسة في فترة الإنقطاع، نود أن نسأل سؤالاً:

هل هناك علاقة بين الإنقطاع عن الطعام والساعة التاسعة؟

يبدو أن هناك علاقة.. لنه في طقس الكنيسة الخاص بصلاة الساعة التاسعة نلاحظ إختيار فصل الإنجيل الخاص بمباركة الطعام بعد فترة من الجوع (لو 9: 10-17). وواضح أننا في صلاة الساعة التاسعة نذكر موت السيد المسيح علي الصليب، فلماذا إذن هذا الفصل من الإنجيل الخاص بمباركة الطعام؟ يبدوا أن نظام الإنقطاع كان عموماً إلي الساعة التاسعة، فيصلي الناس هذه الساعة بإنجيلها المناسب، ثم يتناولون طعامهم. ولما كانت غالبية السنة صوماً، ولكي لا يتغير نظام الصلاة اليومية بين الإفطار و الصوم، بقي هذا الفصل من الإنجيل علي مدار السنة.. حتى في الأيام التي ليس فيها إنقطاع، يذكرنا بمباركة الرب للطعام قبل الكل أياً كان الموعد..

و المعروف ان الساعة التاسعة من النهار هي الثالثة بعد الظهر، علي اعتبار أن النهار يبدأ علي الأغلب من السادسة صباحا. وعلي آيه الحالات، لا داعي لاستفاضة في بحث هذه النقطة، مادامت فترة الإنقطاع تتغير من شخص إلي آخر، كما إننا تركنا تحديدها لأب الإعتراف ولحالة الصائم الروحية...

والمهم عندنا هو الوضع الروحي لفترة الانقطاع.

فلا نريد ان ندخل في شكليات أو في قوانين خاصه بفترة الانقطاع، إنما نريد أن نتحدث عن الطريقة التي يستفيد بها الإنسان روحياً من فترة إنقطاعه عن الطعام. لأنه قد ينقطع إنسان عن الطعام إلي التاسعة من النهار أو غلي الغروب أو إلي ظهور النجم، ولا يستفيد روحياً، إذ كان قد سلك بطريقة غير روحية. فما هي الطريقة الروحية إذن؟

1- ينبغي أن تكون أن تكون فترة الانقطاع فترة زهد ونسك.

فلا تهتم فيها بما للجسد. أي لا تكون منقطعاً عن الطعام، وتظل تفكر متي تأكل.. إنما ينبغي أن تكون فترة الإنقطاع فترة زاهدة ناسكة، ترتفع فيها تماماً عن مستوي الكل وعن مستوي المادة وعن مستوي الطعام.

2- وبعد فترة الإنقطاع لا تأكل بشهوة.

فالذي ينقطع عن الطعام، ثم يأكل بعد ذلك ما يشتهيه، أو يتخير أصنافاً معينة تلذ له، هذا لا يكون قد أخضع جسده أو أمات شهواته. وإذ يأكل بشهوة، أو إذ يأكل ما يشتهي، يدل علي انه لم يستفيد روحياً من فترة الإنقطاع، ولم يتعلم منها الزهد و النسك..! أنظر ما قاله دانيال النبي عن صومه " لم آكل طعاماً شهياً "(دا 10:3). وهكذا يكون يهدم ما يبنيه، بلا فائدة..! وليس الصوم هو أن نبني ونهدم ثم نبني ثم نهدم، بغير قيام..!

3- ولا تترقب نهاية فترة الانقطاع، لتأكل.

أن جاء موعد الكل، فلا تسرع إليه. وحبذا لو قاومت نفسك، ولو دقائق قليلة وانتظرت. أو إن حل موعد تناولك للطعام، قل لنفسك: نصلي بعض الوقت ثم نأكل، أو نقرأ الكتاب ونتأمل بعض الوقت ثم نأكل، ولا تتهافت علي الطعام.. الزهد الذي كان لك أثناء فترة الإنقطاع، فليستمر معك بعدها. فهذه هي الفائدة الروحية التي تنالها.

أجعل روحياتك هي التي تقودك، وليس الساعة.

وادخل إلي العمق. العمق الذي في الامتناع عن الطعام. الذي الإرتفاع عن مستوي الكل، وعن مستوي الماده، وعن مستوي الجسد. وبالنسبة إلي فترة الإنقطاع وموعدها، حبذا لو وصلت بك إلي الشعور بالجوع فهذا أفيد جداً.



++عنصر الجوع في الصوم




كثيرون ينقطعون عن الطعام، ثم يأكلون دون أن يشعروا بالاحتياج إلي الطعام، ودون أن يشعروا بالاحتياج إلي الطعام، ودون أن يصلوا إلي الشعور بالجوع، وغلي احتمال الجوع والصبر عليه واخذ ما فيه من فوائد روحية. وقدم لنا الكتاب أمثله للجوع في الصوم:

السيد المسيح صام حتى جاع، وكذلك الرسل.

قيل عن السيد المسيح له المجد في صومه الأربعيني إنه " جاع أخيرا " (مت 4: 2). وحسب روايه معلمنا لوقا البشير "لم يأكل شيئاً في تلك الأيام. ولما تمت جاع أخيراً" (لو 4: 2). وذكر عن السيد المسيح أنه جاع، في مناسبة أخري، في أثنين البصخة (مر11: 12). ولكت لعل البعض يقول أن مستوي صوم السيد صعب علينا، فلنتحدث عن صوم البشر، وفيه أيضاً عنصر الجوع. قيل عن القديس بطرس الرسول إنه " جاع كثيرً واشتهي أن يأكل "(أع 10: 1). وفي حديث القديس بولس الرسول عن خدمته هو وزملائه، قال " في تعب وكد، في أسهار مراراً كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام مراراً كثيرة "(2كو 11: 27). وقال أيضا " تدربت ان اشبع وان أجوع "(في 4: 12).

وقد طوب الله حالة الجوع فقال:

" طوباكم أيها الجياع الآن، لأنكم ستشبعون "(لو 6: 21).

وأن كان جوع لعازر المسكين قد أهله للجلوس في حضن أبينا إبراهيم، علي اعتبار أنه استوفي تعبه علي الأرض علي الرغم من أن ذلك كان بغير إرادته، فكم بالأكثر ينال خيراً في الأبدية من قد جاع ههنا بإرادته، نسكاً وزهداً،وتقرباً إلي الله.

وقد درب الرب شعبه في البرية بالجوع.

وقال لهذا الشعب " وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب هذه الأربعين سنه في القفز.. فإذنك واجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك لكي يعلمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما خرج من فم الرب يحيا الإنسان "(تث 8:2،3) إن الذي يهرب من عبارة "أذلك وأجاعك"، ستهرب منه عبارة "واطعمك المن في البرية"… علي أن بني إسرائيل تذمروا علي تدريب الجوع، فهلكوا في البرية

إن الصوم يصل إلي كماله، في الجوع واحتماله.

فإن كنت لا تجوع، فأنت لم تصل إلي عمق الصوم بعد. وإن اطلت فترة إنقطاعك حتى وصلت غلي الجوع، ثم أكلت مباشرة، فأنت إذن لم تحتمل الجوع ولم تمارسه. وبالتالي لم تنل الفوائد الروحية التي يحملها الجوع.

فما هي الفضائل الروحية التي يحملها الجوع؟

الذي يمارس الجوع، يشعر بضعفه عن الغرور و الشعور بالقوة والثقة يذل الجسد، فتذل النفس، وتشعر بحاجتها إلي قوة تسندها، فتلجأ غلي الله بالصلاة وتقول له: أسند يارب ضعفي بقوتك الإلهية، فأنا بذاتي لا أستطيع شيئا.

صلاة الإنسان وهو جائع، صلاة أكثر عمقا.

أن الجسد الممتلئ بالطعام، لا تخرج منه صلوات ممتلئة بالروح. ولذلك دائماً تمتزج الصلاة بالصوم، ويمتزج الصوم و الصلاة. وحينما يريد الناس ان يصلوا في عمق، نراهم يصومون. وهكذا صلوات الناس في أسبوع الآلام لها عمقها، وحتي القراءات كذلك حينما تقال بصوت خافت من الجوع.. إن تسجيل لحن من ألحان البصخة، خلال أسبوع الآلام، يكون له عمق لن الذي سجله كان صائماً، وله روحيات الصوم.. وتسجيل نفس اللحن في غير أيام الصوم، وصاحبة مفطر، يجعل اللحن يفقد الكثير من عمقه الروحي، وربما يتحول إلي مجرد أنغام وموسيقي. إن الله يحب أن يشعر الإنسان بضعفه، لكيما ينسحق قلبه. والجوع يساعد علي الشعور بالضعف. ولذلك تصلح فيه المطانيات، ولا تصلح لمن هو ممتلئ بالطعام. نصيحتي لك: أن شعرت بالجوع فلا تأكل. وإنما أحتمل وخذ بركة الجوع.إن السيد المسيح صام أربعين يوماً وجاع أخيرا. ولما نصحه الشيطان ان يأكل رفض أن يأكل علي الرغم من جوعه. واعطانا بذلك درساً.. لذلك أحتمل الجوع وأيضا:

إن شعرت بالجوع، لا تهرب منه.

لا تهرب من الشعور بالجوع، عن طريق الانشغال ببعض الأحاديث، أو ببعض المسليات، أو عن طريق النوم، لكي تمضي فترة الجوع دون ان تشعر بها.. فإنك بالهروب من الجوع، إنما تهرب من بركاته ومن فوائده الروحية، وتهرب من التدريب علي فضيلة الاحتمال وفضيلة قهر الجسد.. إننا نريد أن نستفيد من الجوع، وليس أن نهرب منه.

إن ضغط عليك الجوع، قل إنك لا تستحق الأكل.

قل لنفسك: أنا لا أستحق آكل بسبب خطاياي. وهكذا تنسحق فسك من الداخل، في الوقت الذي يسحقها فيه أيضاً تعب الجسد. وهكذا تتخلي عنك الكبرياء والخيلاء والعجب بالذات. وإن يصلي. أما الشبعان كثيراً ما ينسي الصلاة ولذلك غالبية المتدينين يصلون قبل الأكل. وقليلون هم الذين يصلون بعد الانتهاء من الأكل أيضاً، إلا في الرسميات..

تدريب الجوع في الصوم، ينبغي أن يكون بحكمة.

حقاً إن الذين شعروا بالفائدة الروحية التي تأتي من الجوع، كانوا يطيلون مدته.. علي إني لا أقصد بهذا التدريب المبالغة فيه، بحيث يصل الصائم إلي وضع لا يستطيع أن يقف فيه علي قدميه للصلاة من شدة الإعياء. وقد يفضل أن يصلي وهو ساجد، ليس عن خشوع وإنما طلباً للراحة واسترخاء الجسد في تعب إنما يجب السلوك في هذا التدريب بحكمة، في حدود احتمال الجسد. ومع ذلك أقول لك كلمة صريحة وهي:

لا تخف من الجوع، فهو لا يستمر معك

فالمعدة كلما تعطيها أزيد من احتياجها تتسع لتحتمل ما هو أكثر.. ويزداد اتساعها في حالا الترهل، مع ضعف جدران المعدة. وإن لم تعطها ما يصل بها إلي الامتلاء تشعر بالجوع، فإن صبرت علي الجوع ولم تعط المعدة ما يملؤها، تبدأ في أن تكيف نفسها وتنكمش. وبتوالي التدريب لا تعود تتسع لكثير.. ولا يستمر الجوع، فالقليل يشعرها بالشبع. والإنسان الحكيم هو الذي يضبط نفسه، ويحفظ نظام معدته، فهو لا يكثر من تناول الطعام حتى تترهل معدته، ولا يبالغ في منع الطعام عنها بحيث تنكمش إلي وضع أقل من احتياج جسده.

فالإعتدال في هذا الأمر نافع وفيه حكمة.

تابع


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
++الصوم والسهر



الامتلاء بالطعام يساعد علي ثقل الجسد، وبالتالي علي النوم. أما الصائم فيكون جسده خفيفاً، غير مثقل بعمليات الهضم، ويمكنه السهر. والصوم مع السهر يعطي استضاءة للفكر. وكل القديسين الذين اتقوا الصوم، اشتهروا أيضاً بالسهر. نلاحظ ان التلاميذ بعد العشاءين، ثقلت عيونهم بالنوم وهم في البستان، ولم يستطيعوا أن يسهروا مع الرب ولا ساعة واحدة (مت 26: 40). وأنت يا أخي، ليس من صالحك أن يأتي الختن في نصف الليل فيجدك نائماً، بينما الكتاب يقول " طوبي لأملئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين (لو 12: 37). تدريب إذن علي الصوم، فالصوم يتمشي مع السهر. ونقصد بالسهر، السهر مع الله، وقضاء الليل في الصلاة.



++نوع الطعام في الصوم




تحدثنا في الصوم عن الجوع وفترة الإنقطاع، بقي أن أحدثكم عن نوع الطعام. ويهمني هنا أن أذكركم بقول دانيال النبي عن صومه:

"لم آكل طعاماً شهياً" (دا 10: 3). لذلك إن صمت، أعطيت جسدك ما يشتهيه، لا تكون قد صمت بالحقيقة. إبعد إذن عن المشتهيات لكي تقهر جسدك وتخضعه لإرادتك. لا تطلب صنفاً مختاراً بالذات، ولا تطلب أن تكون طريقه صنع الطعام بالأسلوب الذي يلذ لك. وإن وضع أمامك - دون أن تطلب - صنف من الذي تحبه نفسك، لا تكثر منه في أكلك.. ولا أريد أن أقول لك كما قال أحد الآباء القديسين " إن وضع أمامك طعام تشتهيه، فافسده قليلاً ثم كله ". ولعله يقصد بإفساده، أن تضيف عليه كمثال شيئاً يغير طعمه.. علي الأقل: مثل هذا الصنف المشتهي، لا تاكل كل ما يقدم لك منه. وكما قال أحد الآباء " إرفع يدك عنه، ونفسك ما تزال تشتهيه ". أي أن جسدك يطلب أن يكمل أكله من هذا الصنف، وأنت تضبط نفسك وتمنعها عنه.

هنا ونقف أمام أسئلة كثيرة يقدمها البعض:

هل النباتين والمسل الصناعي يحل آكله في الصوم أو لا؟ هل الجبنه الديمكس طعام صيامي أم فطاري؟ هل السمك نأكله في هذا الصوم أم لا نأكله؟ ما رأيك في الشوكولاته الصيامي؟.. إلخ

أسئله كثيرة يمكن الإجابة عليها من جهة تركيب تلك الأطعمة، ويمكن من ناحية أخرى أن تٌبحَث روحيا: فالسمن النباتي، إن كانت مجرد زيت نباتي مهدرج تكون طعاماً نباتياً يتفق مع حرفية الصوم. أما عن كنت تأكلها شهوة منك في طعام السمن، فالأمر يختلف: تكون من الناحية الشكلية صائماً، ومن الناحية الروحية غير مستفيد.

ونحن لا نريد ان نأخذ من الصوم شكلياته.

كذلك الجبنة الديمكس، المقياس هو: هل يوجد في تركيبها عنصر حيواني؟ هذا من الناحية الشكلية. ولكن روحياً: هل أنت تحب الجبنة وتصر علي أكلها منفذاً رغبات جسدك في الصوم ؟ وكذلك بالنسبة للشوكولاته الصيامي: هل أنت تشتهي هذا الصنف بالذات؟ ولماذا لا تستبدله بكوب من الكاكاو؟ أما السمك، فهو أصلاً طعام حيواني. وقد صرح به للضعفاء الذين لا يحتملون كثرة الأصوام. ولكن لا يصرح به في أصوام الدرجة الأولي. ومع ذلك:

إن اشتهي جسدك سمكاً في الصوم، أي صوم، فلا تعطه.

ليس فقط السمك، بل كل المشتهيات مهما كانت حلالاً. لأنك في الصوم تضبط شهواتك.

أليس الزواج حلالاً؟ ولكن الصائمين يبعدون عن المعاشرات الجسدية في الصوم ضبطاً لأنفسهم (1 كو 7:5). بل هكذا فعل أيضاً الملك دار يوس الأممي (دا 6:8).



++الطعام النباتي




تحدثنا في الصوم عن فترة الإنقطاع وعن الجوع، بقي ان نتحدث عن الطعام النباتي في الصوم، ونشرح كيف انه نظام إلهي، وأنه الأصل في الطبيعة، إذ أن أبانا آدم كان نباتياً، وامنا حواء كانت نباتية. وكذلك أولادهما إلي نوح.

إن الله خلق الإنسان نباتياً.

فلم يكن آدم وحواء يأكلان في الجنة سوي النباتات: البقول والثمار. وهكذا قال الله لآدم وحواء " إني قد أعطيتكم كل بقل يبذر بذراً علي وجه كل الأرض. وكل شجر فيه ثمر شجر يبذر بذراً، لكم يكون طعاماً "(تك 1: 29). بل حتى الحيوانات إلي ذلك الحين كانت نباتية أيضا، إذ قال الرب " ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء، وكل دابة علي الأرض فيها نفس حية، أعطيت كل عشب أخضر طعاماً (تك 1: 30).
وبعد طرد الإنسان من الجنة، بقي أيضاً نباتياً.

ولكنه إلي جوار البقول وثمار الأرض، أعطي أن يأكل من عشب الأرض، أي من الخضراوات، فقال له الرب بعد الخطية " وتأكل عشب الحقل "(تك 3: 18). ولم نسمع أن أبانا آدم مرض بسب سوء التغذية، ولا امنا حواء. بل نسمع ان أبانا آدم - وهو نباتي - عاش 930 سنة (تك 5:5). وهكذا طالت أعمار أبنائه وأبناء أبنائه في هذه الأجيال النباتية..(تك5).

ولم يصرح للإنسان بأكل اللحم بعد فلك نوح.

وحدث ذلك في زمن مظلم كان فيه " شر الإنسان قد كثر علي الأرض " حتى " حزن الرب أنه عمل الإنسان وتأس في قلبه "، واغرق العالم بالطوفان (تك 6:5، 6). وهكذا بعد رسو الفلك، قال الله لأبينا نوح وبنيه " كل دابه حية تكون لكم طعاماً، كالعشب الأخضر، دفعت إليكم الجميع. غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه " (تك 9:3،4). ولما قاد الله شعبه في البرية، إطعامه طعاماً نباتياً.

وكان هذا الطعام النباتي هو المن "وهو كبذر الكزبره أبيض، وطعمه كرقاق بعسل" (خر 16: 31). وكان الشعب يلتقطونه ويطحنونه أو يدفونه في الهاون كما كانوا أيضاً يطبخونه في القدور ويعملونه ملأت. وكان طعمه كطعم قطايف بزيت (عدد 11: 8).

ولما صرح لهم باللحم، فعل ذلك بغضب.

وكان ذلك التصريح بسبب شهوتهم، وتذمرهم علي الطعام وطلبهم اللحم بدموع. فأعطاهم الرب شهوتهم، وضربهم ضربه عظيمة " وإذ كان اللحم بعد بين أسنانهم قبل أن ينقطع، حمي غضب الرب علي شعب، وضربهم ضربة عظيمة جداً، فدعي أسم ذلك الموضوع قبروت هتأوة (أي قبور الشهوة) لأنهم هناك دفنوا القوم الذين اشتهوا "(عدد11، 33، 34).

والأكل النباتي كانا أيضاً طعام دانيال النبي وأصحابة.

إذ كانوا يأكلون القطاني أي البقول (دا 1:12)، هؤلاء الذين وضعوا في قلوبهم ألا يتنجسوا بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه (دا 10: 3).

وكان الطعام النباتي آكل حزقيال النبي في صومه.

وفعل ذلك بأمر إلهي، إذ قال له الرب " وخذ أنت لنفسك قمحاً وشعيراً وفولاً وعدساً ودخناً وكرسنة (حز 4:9).

والطعام النباتي طعام خفيف، هادئ ومهدئ.

ليس فيه ثقل اللحوم،دهونها وشحومها، بكل تأثير ذلك علي صحة الجسد ونلاحظ أنه حتى في الحيوانات: المتوحشة منها هي آكله اللحوم، والأليفة منها هي آكله النباتات. والمعروف أن النباتيين أكثر هدوء في طباعهم من آكلي اللحوم. و العجيب أن غالبية الحيوانات التي نأكلها هي من الحيوانات آكله النباتات كالبهائم والغنام و الماعز و الطيور الداجنة.

وتلك الحيوانات النباتية لم تضعف بالطعام النباتي.

بل إننا قد نصف الإنسان بأن صحته كالجمل أو كالحصان، وهما نباتيان. وكانوا قديماً يقيمون رياضة هي مصارعة الثيران، لإثبات القوة بمصارعة هذه الحيوانات الجبارة في قوتها، وهي نباتية. إذن أكل النبات لا يضعف الأجساد.

وقد طالت أعمار النباتيين، ومنهم المتوحدون و السواح.

كان برنارد شو الكاتب المشهور نباتياً، وقد عاش 94 سنة ولم يصبه أي مرض طوال حياته.. وما أكثر النباتيين الذين طالت أعمارهم. و القديس الأنبا بولا اول السواح، عاش ثمانين سنة كسائح لم ير خلالها وجه إنسان، أي عاش حوالي المائة سنة. وغالبية السواح عاشوا اعماراً طويلة. ولم يكن هؤلاء نباتيين فحسب، بل كانت حياتهم كلها زهداً، وكانت أطعمتهم زهيدة. ومع ذلك كانت صحتهم قوية. و القديس الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان عاش 105 سنة، وكانت حياته صوماً مستمراً، وكان قوياً في صحته يمشي عشرات الأميال ولا يتعب..

موضوع الطعام النباتي لا أريد أن أبحثه علمياً بل عملياً، في حياة البشرية منذ آدم..

حقاً إن الأحماض الأمينية الرئيسية موجودة بغني في البروتين الحيواني أكثر مما في البروتين النباتي، التي توجد فيه علي أية الحالات بنسب أقل، ولكنها كانت كافية لكل الذين ذكروناهم، وعاش بها الرهبان و النباتيون في صحة قوية. ومع ذلك لا ننسي أن الكنيسة تسمح في بعض الأصوام بالسمك، ولا شك أنه يحوي بروتيناً حيواناً. كما ان هناك فترات طويلة من الإفطار.

لا تخف إذن من الصوم، فالصوم يفيد الجسد.



تابع


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
++فائدة الصوم للجسد



للصوم فوائد عديدة للجسد، نذكر بعضاً منها فيما يلي:

1- الصوم فترة راحة لبعض أجهزة الجسد.

إنها فترة تستريح فيها كل الأجهزة الخاصة بالهضم و التمثيل، كالمعدة والأمعاء و الكبد والمرارة، هذه التي يرهقها الأكل الكثير، والطعام المعقد في تركيبه و بخاصة الأكل المتواصل أو الذي في غير مواعيد منتظمة، كمن يأكل ويشرب بين الوجبات، في الضيفات وفي تنازل المسليات و الترفيهات وما أشبه. فترتبك أجهزته إذ يدخل طعام جديد يحتاج إلي هضم، علي طعام نصف مهضوم،، علي طعام أوشك أن ينتهي هضمه..! أما في الصوم ففي خلال فترة الانقطاع تستريح أجهزة الجسم هذه. وفي تناول الطعام تصلها أطعمة خفيفة لا تتعبها. وكذلك يريحنا في الصوم تدريب (عدم الأكل بين الوجبات). وما أجمل ان يتعود الصائم هذه التدريب، ويتخذه كمنهج دائم حتى في غير أوقات الصوم، إلا في الحالات الاستثنائية. من فوائد الصوم أيضا للجسد أن:

2- الطعام النباتي يريح من مشكلة الكوليسترول.

ما أخطر اللحوم بشحومها ودهونها في أزادة نسبة الكوليستيرول في الدم، وخطر ذلك في تكوين الجلطات، حتى ان الأطباء يشددون جداً في هذا الأمر، ويقدمون النصائح في البعد عن دسم اللحم و البيض والسمن وما إلي ذلك، حرصاً علي صحة الجسد، وبخاصة بعد سن معينة وفي حالات خاصة، وينصحون أيضاً بالطعام النباتي، ويحاولون علي قدر الطاقة إرجاع الإنسان إلي طبيعته الأولي وإلي طعام جنة عدن.. ومن فوائد الصوم أيضاً للجسد أنه:

3- بالصوم يتخلص الصائم من السمنة و البدانه و الترهل.

هذه البدانه التي يحمل فيها الإنسان كمية من الشحوم و الدهون، ترهقه وتتعب قلبه الذي يضطر أيضاً أن يوصل الدم إلي كتل من الأنسجة فوق المعدل الذي أراد له الله أن يعوله.. بالإضافة إلي ما تسببه السمنة من أمراض عديدة للجسد. ويصر الأطباء من أجل صحة الجسد علي إنقاص وزنه. ويضعون له حكماً لابد أن يسير عليه يسمونه الريجيم. ، ويأمرون الإنسان البدين - الذي يعتبرونه مريضاً - بان يضبط نفسه في الأكل، بعد أن كان يأكل بلا ضابط.

إن الصائم الذي يضبط نفسه، لا يحتاج إلي ريچيم.

والصوم كعلاج روحي، أسمي من العلاج الجسدي، لأنه في نفس الوقت يعالج الروح و الجسد و النفس معاً.. ليت الإنسان يصوم بهدف روحي، من اجل محبته لله، وسيصلح جسده تلقائياً أثناء صومه. فهذا افضل من ان يصوم بأمر الطبيب لكي ينقص وزنه.. حقاً إنها لمأساة، أن الإنسان يقضي جزاءاً كبيراً من عمره، يربي أنسجة لجسمه، ويكدس في هذا الجسم دهوناً وشحوماً… ثم يقضي جزءاً آخر من عمره في التخلص من هذه الكتل التي تعب كثيراً في تكوينها واقتنائها..! ولو كان معتدلاً، ولو عرف من البدء قيمة الصوم و نفعه، ما أحتاج إلي كل هذا الجهد في البناء و الهدم.. لعل هذا يذكرني بالتي تظل تأكل إلي أن يفقد جسدها رونقه. ثم ينصحها الأطباء ان تصوم وتقلل الكل وتتبع الريجيم. وهكذا تقلل الأكل، ليس من اجل الله، وإنما من أجل جمال الجسد . فهي لا تآكل، وفي نفس الوقت لا تأخذ بركة الصوم، لأنها ليست محبة في الله تفعل هذا..! أما كان الجدار بكل هؤلاء أن يصوموا، فتستفيد أجسادهم صحياً، ولا تفقد رونقها، وفي نفس الوقت تسمو الروح وتقترب غلي الله. صوموا إذن لأجل الله، قبل أن يرغمكم العالم علي الصوم بدون نفع روحي. ولعلمن فوائد الصوم أيضاً، وبخاصة فترات الانقطاع و الجوع، أن:

4- الصوم يساعد علي علاج كثير من الأمراض.

ومن أهم الكتب التي قرأتها في هذا المجال، كتاب ترجم إلي العربية سنة 1930 باسم (التطبيب بالصوم) للعالم الروسي ألكسي سوفورين وقد ذكر هذا العالم أن الصوم يساعد علي طرد السموم من الجسم بعمليات الأخراج المختلفة، إلا أن جزءاً قد يتبقي الصوم لطرده..ويقول هذا العالم أيضاً إن الجسم في صومه، إذ لا يجد ما يكفيه من غذاء، تتحلل بعض أنسجته، وأولها الدهون و الشحوم والأنسجة المصابة و المتقيحة، وهكذا يتخلص منها الجسد. وقد جاء هذا العالم أن الصوم الإنقطاعي الطويل المدي، بنظام خاص، يعالج كثيراً من الأمراض. وغني اعرض بحثه للدراسة كرأي لعالم إختبر ما ورد في كتابه.. هل هناك فوائد أخري يقدمها الصوم للجسد؟ نعم:

5- الصوم يجعل الجسد خفيفاً ونشيطاً.

آباؤنا الذين أتقنوا الصوم، كانت أجسادهم خفيفة، وأرواحهم منطلقة. كانت حركاتهم نشطة وقلوبهم قوية، كانوا يقدرون علي المشي في اليوم عشرات الكيلومترات دون تعب. يتحركون في البرية كالأياثل. ولم تثقل أذهانهم بل كانت صافيه جداً. وهكذا منحهم الصوم نشاطاً للجسد و للروح وللذهن. وقد وجدوا في الصوم راحتهم، ووجدوا فيه لذتهم، فصارت حياتهم كلها صوماً.

6- لا يقل أحد إذن إن الصوم أو الطعام النباتي يضعف الصحة، لنه في الواقع يقويها. أليس الصوم مجرد علاج للروح، إنما هو علاج للجسد أيضاً. ولم نسمع ابداً ان الطعام النباتي قد أضعف أحدا إن دانيال و الثلاثة فتية لم يأكلوا لحماً من مائدة الملك، واكتفوا بأكل البقول فصارت صحتهم أفضل من غيرهم (دا 1: 15). والآباء السواح، وآباء الرهبنة الكبار، كانوا متشددين جداً في صومهم، ولم نسمع أبداً أن الصوم أضعف صحتهم، بل كانت قوية حتى في سن الشيخوخة. وأبونا آدم لم يقل أحد إنه مرض وضعف بسبب الطعام النباتي، وكذلك أمنا حواء، وكل الآباء قبل فلك نوح.. فاطمئنوا إذن علي صحتكم الجسدية

الذي يتعب الجسد ليس هو الصوم، بل الأكل.

تتعب الجسد كثرة الأكل، والتخمة، وعدم الضوابط في الطعام، وكثرة الخلاط غير المتجانسة في الطعام، ودخول أكل جديد علي أكل لم يهضم داخل الجسد. كما يتعب الجسد أيضا الطاقات الحرارية الزائدة التي تأتي من أغذية فوق حاجة الإنسان. وما أكثر الأمراض التي سببها الأكل.

لذلك يجب أن تتحرروا من فكرة أن الصوم يتعب الصحة.

إنها فكرة خاطئة، ربما نبتت أولاً من حنو الأمهات الزائد علي صحة أبنائهن حينما كانت الأم تفرح إذ تري إبنها سميناً وممتلئ الجسم، وتظن أن هذه هي الصحة! بينما قد يكون السمين أضعف صحة من الرفيع حنو الأمهات الخاطئ كان يمنع الأبناء من الصوم، أو كان يخيفهم من الصوم. ونقول إنه حنو خاطئ، لأنه لا يهتم بروح الإبن كما يهتم بجسده، كما لو كانت أولئك الأمهات أمهات لأجساد أبنائهن فقط.وفي إشفاق الأم علي جسد إبنها كانت تهتم بغذاء هذا الجسد، دون أن تلتفت إلي غذاء روحه!

ومع ذلك سمعنا عن أطفال قديسين كانوا يصومون.

ولعل من أمثله هؤلاء القديس مرقس المتوحد بجبل أنطونيوس الذي بدأ صومه منذ طفولته المبكرة، واستمر معه كمنهج حياة. وكذلك القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذي كان في طفولته يعطي طعامه للرعاه ويظل منتصباً في الصلاة وهو صائم حتى الغروب وهو بعد التاسعة من عمره. كان الصوم للكل كباراً وصغاراً. منحهم صحة وقوة.

وقد خلص أجسادهم من الدهن و الماء الزائدين.

وهكذا حفظت لنا كثير من اجساد القديسين دون أن تتعفن. بسبب البركة التي حفظ بها الرب هذه الأجساد مكافأة علي قداستها، هذا من جهة. ومن جهة أخري لأن الأجساد كانت بعيدة عن أسباب التعفن، بسبب التعفن قلة ما فيها من رطوبة ومن دهن. قد تحفظ اللحوم فترة طويلة بلا تعفن، إذا شوحوها (قددوها) أي عرضوها للحرارة التي تطرد ما فيها من ماء وتذيب ما فيها من دهن، فتصبح في جفاف يساعد علي حفظها. إلي حد ما هكذا كانت أجساد القديسين بالصوم، بلا دهن بلا ماء زائد، فلم يجد التلف طريقاً إليها..

تابع


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
++الصوم ليس مجرد فضيلة للجسد



الصوم ليس مجرد فضيلة للجسد بعيداً عن الروح. فكل عمل لا تشترك فيه الروح لا يعتبر فضيلة علي الإطلاق. فما هو عمل الجسد في الصوم؟ وما هو عمل الروح؟ الصوم الحقيقي هو عمل روحي داخل القلب أولاً.


وعمل الجسد في الصوم، هو تمهيد لعمل الروح أو هو تعبير عن مشاعر الروح.

الروح تسمو فوق مستوي المادة و الطعام، وفوق مستوي الجسد معها في موكب نصرتها، وفي رغباتها الروحية. ويعبر الجسد عن هذا بممارسة الصوم.

إن قصرنا تعريفنا للصوم علي إنه إذلال للجسد بالجوع و الأمتناع عما يشتهي، نكون قد أخذنا من الصوم سلبياته، وتركنا عمله الإيجابي الروحي.

الصوم ليس جوعاً للجسد، بل هو غذاء للروح.

ليس الصوم تعذيباً للجسد، أو استشهاداً للجسد، أو صليباً له، كما يظن البعض، إنما الصوم هو تسامي الجسد ليصل إلي المستوي الذي يتعاون فيه مع الروح.

ونحن في الصوم لا نقصد أن نعذب الجسد، إنما نقصد ألا نسلك حسب الجسد، فيكون الصائم إنساناً روحياً وليس إنساناً جسدانياً. الصوم هو روح زاهده، تشرك الجسد معها في الزهد والصوم ليس هو الجسد الجائع، بل الجسد الزاهد.

وليس الصوم هو جوع الجسد، إنما بالأكثر هو تسامي الجسد وطهارة الجسد ليس هو حالة الجسد الذي يجوع ويشتهي أن يأكل، بل الذي يتخلص من شهوة الكل ويفقد الأكل قيمته في نظره.. الصوم فترة ترفع فيها الروح، وتجذب الجسد معها.

تخلصه من أعماله وأثقاله، وتجذبه معها إلي فوق، لكي يعمل معها الرب بلا عائق. والجسد الروحي يكون سعيداً بهذا.

الصوم هو فترة روحية، يقضيها الجسد و الروح معاً في عمل روحي. يشترك الجسد مع الروح في عمل واحد هو عمل الروح.

يشترك معها في الصلاة و التأمل و التسبيح و العشرة الإلهية.

نصلي ليس فقط بجسد صائم، أنما أيضا بنفس صائمة.

بفكر صائم وقلب صائم عن الشهوات والرغبات، وبروح صائمة عن محبة العالم، فهي ميتة عنه، وكلها حياة مع الله، تتغذي به وبمحبته.

الصوم بهذا الشكل هو الوسيلة الصالحة للعمل الروحي. هو الجو الروحي الذي يحيا فيه الإنسان جميعه، بقلبه وروحه وفكره وحواسه وعواطفه.

الصوم هو تعبير الجسد عن زهده في المادة و الماديات، واشتياقه إلي الحياة مع الله. وهذا الزهد دليل علي اشتراك الجسد في عمل الروح، وفي صفاتها الروحية وبه يصبح الجسد روحياً في منهجه، وتكون له صورة الروح.

في الصوم لا يهتم الإنسان بما للجسد به أيضاً في حالته الروحية.



++لا تهتموا بما للجسد



في حديث الرب عن الغذاء الروحي، نسمعه يقول:

إعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية (يو 6: 27). وبعد هذا يحدثهم عن الخبز النازل من السماء، الخبز الحقيقي، خبز الله، خبز الحياة (يو 6: 32 - 35). إنه هنا يوجه إلي الروح وغذائها ويقود تفكيرنا في اتجاه روحي، حتى لا ننشغل بالجسد وطعامه. وحينما ذكر عبارة " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " (مت 4: 4). إنما أراد بهذا أنه ينبغي للإنسان ألا يحيا جسدانياً يعتمد علي الخبز كطعام له، ناسياً الروح وطعامها. وعن طعام الروح هذا قال لتلاميذه " لي طعام لآكل لستم تعرفونه " (يو 4: 32). وهنا يخطر علي فكرنا سؤال هو:



هل كان المسيح علي الجبل صائماً أو يتغذي.

والجواب هو: كان صائماً من جهة الجسد. وكان يتغذي من جهة الروح. كان له طعام آخر لا يعرفه الناس. وبهذا الطعام استطاعت الروح أن تحمل الجسد الصائم طوال الأربعين يوماً، التي لم يهتم فيها الرب بطعام الجسد، أو ترك الجسد يتغذي بطعام الروح... إنه يعطينا درساً أن نهتم بما للروح، وليس بما للجسد. وفي هذا المجال نضع أمامنا كلام الوحي الإلهي علي فم معلمنا القديس بولس الرسول إذ:

بشرح موضوع الاهتمام بما للجسد وما للروح.

فيقول " أذن لا شي من الدينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح "
وهذا ما نريد أن نسلك فيه في الصوم وفي كل حياتنا. ويتابع الرسول شرحه فيقول (فإن الذين هم حسب الجسد، فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين هم حسب الروح، فبما للروح يهتمون " (رو 8: 5).

فهل أنت يهتم بما للروح أم بما للجسد؟

هل يهمك نموك الروحي، أم رفاهية بصحة الروح، فسيمنحك الرب صحة الجسد أيضاً في فترة الصوم كما شرحنا قبلاً ولكن الخطورة في الاهتمام بالجسد هي تلك العبارات الصعبة:

لأن اهتمام الجسد هو موت، لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله (رو 8: 6، 7) من يستطيع |أن يحتمل هذا الكلام، ويظل سالكاً حسب الجسد؟! هوذا الرسول يقول أيضاً " فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله " (رو 8:*). " فإذن أيها الأخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد..

" لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون "

" أما إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون "(رو 8: 12، 13). حسن قول الرسول هذا. فنحن في الصوم لا نميت الجسد، إنما نميت أعمال الجسد، نميتها بالروح لنحيا. نحن لا نعذب الجسد، أنما لا نسلك حسب الجسد..لا نعطي للجسد نعطي للجسد شهوات ورغبات، إنما نعطيه تسمياً، وأرتفاعاً عن المادة، وتسليم ذاته لروح. لأن الرسول يقول: "ولكن اهتماماً الجسد هو حياة وسلام " (رو 8: 6). هذا هو الصوم. لذلك أمام عبارات الرسول نسأل:

هل أنت في الصوم تهتم بما للروح؟

هذا ما نود إن نخصص له الفصول المقبلة، لكي يكون صومنا روحانياً ومقبولاً أمام الله. ولكي لا نركز إهتماماً في الجانب الجسدي من الصوم، ونغفل العمل الروحي، ولكي نفهم الصوم بطريقة روحية، ويكون لنا فيه منهج روحي لنفعنا.. وإن كان الصوم ليس هو مجرد جوع للجسد، إنما هو بالأحرى غذاء للروح. فلنبحث عن أغذية الروح فما هي؟ وهل تنالها الصوم أم لا؟

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
روحانيات الصوم الكبير المقدس

أما وقد دخلنا موسم الجهاد الروحي للصوم الكبير فلا بد من تنبيه المؤمنين لكيفية الممارسة الروحية الصحيحة ليكون صومهم مقبولا وينالون الفائدة الروحية المرجوة منهم لخلاص النفس والجسد وللتقدم في حياة الإيمان حتى بلوغ ملء قامة المسيح كما يورد الرسول بولس .
طريقة الصوم الأصلي كما تسلمناه من آبائنا القديسين وكما رسمته الكنيسة هو الانقطاع التام عن الأكل والشرب من الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وحتى الثانية عشرة ظهر اليوم التالي وبعد الثانية عشرة ظهرا نتناول كل ما هو غير حيواني أي أكل نباتي خال من كل حيوان أو ناتج حيوان .
يستثنى من الانقطاع التام عن الأكل والشرب يومي السبت والأحد وذلك لأنها أيام فرح يوم السبت مقدمة القيامة والأحد قيامة الرب لكن لا نكسر الصوم بل نأكل كل ما هو نباتي .
هذا من حيث الجسد لكن ماذا من حيث الروح ؟
طريقة صوم الجسد هي آخر مرحلة للصوم فينبغي أولا وجود النية الصافية للصوم .
فالصوم لأجل الصحة مرفوض والصوم لأجل الريجيم والتنحيف مرفوض والصوم لخفض الكوليسترول والدهنيات الثلاثية مرفوض نية الصوم الحقيقية طلب مرضاة الله ومغفرة الخطايا وقمع شهوات الجسد لتسمو الروح محلقة تطلب التنقية والعيش في الشركة الكاملة مع الله .
في الصوم يجب استغلال فترة الانقطاع عن الأكل والشرب في أعمال مقدسة فيجب حضور الصلوات الخاصة بالصوم في الكنيسة ولا ننسى هنا أهمية الصلوات الفردية ومطالعة الكتب المقدسة وخاصة المزامير والإكثار من الركوع والسجود والتأمل بقدر المستطاع وتقليل الكلام ما أمكن ولا ننسى تناول القربان المقدس خلال الصوم فهو يقوي النفس ويشجع على كل أعمالك الروحية .
الصوم بدون صلاة ناقص ولا يفي بالغرض السامي منه لهذا لا يقل أحد أنه صائم لكنه لا يصلي فرديا وجماعيا فلا فائدة من صومه .
الصوم بمفهومه الواسع هو صوم الجسد واللسان ( وهو الأهم ) وصوم الحواس وقمع كل الشهوات وهنا أُحذر من حروب الشيطان فالصائم تكثر عليه حروب الشيطان حيث يُزَين له الخطيئة أنها تافهة لا ينظرها الله ومختلف الحيل والأساليب كي يُخرب على المؤمن صومه لهذا يجب أن ننتبه لأنفسنا ونحذر الشيطان وألاعيبه التي قد نسقط فيها .
أريد من هذا كله أن أصل لنتيجة واحدة قاطعة أن نعيش بسلام مع الله ومع القريب بل ومع أنفسنا .
أما ذوي الأمراض كأمراض القلب والسكري والضغط والأمراض التي تستلزم أدوية صباحية لا نحرمهم من لذة العشرة مع الرب فترة الانقطاع وننصحهم كالتالي :
كُل قليلا من الطعام في الصباح وخذ دواءك ثم انقطع كالمعتاد حتى الثانية عشرة ظهرا وكأنك لم تأكل هذا مجرد اقتراح ويمكن مراجعة أب الاعتراف لطلب النصح والمشورة .
لا تحرم نفسك لذة المعاشرة مع الله .
أما من جهة الطعام فلا تتشدد في طلب ما تشتهيه نفسك فالصوم قمع للشهوات فإن أكلت ما تشتهيه نفسك فقد أفسدت هدف صومك كل أي شيء ولا تهتم كثيرا بما تأكل أو ما تشرب ولا تنسى القديس دانيال النبي حين قال ( لم آكل طعاما شهيا قط ) .

إحذر الغضب والنرفزة إنها تقودك لأعمال لن ترضى عنها عندما تهدأ .
هذه بعض الإرشادات لمن يجهلها آمل من رب المجد أن يجعلنا نصوم على ما يرضاه وأن يكون صوم المؤمنين مقبولا وليملأ نور تلك القيامة حياتكم وقلوبكم آمين
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
محبـــــــــــــــــة الله
814886463.jpg

في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا ( 1يو 4: 10 )
تؤكد الكتب المقدسة ـ كقاعدة ـ على محبة الله تجاهنا أكثر من محبتنا نحن لله ( يو 3: 16 ؛ رو5: 8؛ أف2: 4،5؛ 1يو4: 10). فنحن لم نحب الله، لكنه هو أحبنا. لم تنبع المحبة فينا لكن في الله. لقد كان مستحيلاً تماماً لنا أن نحب الله لهذين السببين التاليين:

(1) كنا كارهين لله: فلم نكن نتصف بالمحبة لله، لكن بما هو مُضاد لها ـ الكراهية والعِداء له. وتُخبرنا رومية5: 10 أننا كنا أعداء لله وكان يجب أن نتصالح معه. وفي كولوسي1: 21 نقرأ أننا كنا قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة. كنا بعيدين عن الله، أعداء وكارهين له، لذلك كان يجب أن نُستحضر إلى علاقة جديدة معه.

(2) كنا أمواتاً خطاة: لم يكن شيء فينا يطلب الله. ولا اشتياق لله أو شعور بالمحبة تجاهه، لا شيء من ذلك. كنا أمواتاً روحياً، أمواتاً بالذنوب والخطايا، لم نُظهر أية إجابة لمحبة الله، وكان يجب أن نُستحضر لحياة جديدة لنكون قادرين على فهم تلك المحبة.

ولكن الله أحبنا بالرغم من فسادنا العميق ـ فمن ناحية كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا، وبالتالي فنحن غير قادرين على الاستجابة لمحبة الله (أفسس)؛ ومن الناحية الأخرى كنا عائشين في الخطية ولذلك نكره الله (رومية). وبالرغم من حالتنا المائتة والفاسدة هذه، لكن الله أحبنا، ومحبته نبعت منه، لم تكن بسبب أي صفة جاذبة من جانبنا، لكنها نبعت من قلبه. إن محبة الله هي التي اتجهت إلينا حين لم نكن نفكر فيه، بل حين لم نُظهر إلا العداء تجاهه. وسبب تلك المحبة الإلهية، المحبة الأبدية التي لا تتغير ولا تعتمد علينا، هو تلك الحقيقة أن "الله محبة" ( 1يو 4: 8 ،16). إنه يحب لأن المحبة هي طبيعته وخاصيته. ولهذا السبب عملت محبته مع أولئك الذين لم يكونوا يستحقون تلك المحبة، وبحثت عن طرق ووسائل لتسترجع أولئك الذين هم غرض تلك المحبة ـ رغم عدم استحقاقهم ـ إلى خلائق جديدة تستجيب لتلك المحبة. فيا للنعمة!

هوجو باوتر

 

ramzy1913

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 يوليو 2009
المشاركات
4,071
مستوى التفاعل
158
النقاط
0
الإقامة
القاهرة -- الزاوية الحمراء
سلام ونعمة://
الصوم اقدم وصية

الصوم هو اقدم وصية عرفتها البشرية .
فقد كانت الوصية التى اعطاها الله لابينا أدم ,هى أن يمتنع عن الاكل من صنف معين بالذات ,من شجرة معينة (تك 2 :16 - 17 )بينما يمكن ان يأكل من باقى الاصناف .
وبهذا وضع الله حدودا للجسد لا يتعداها .
فهو ليس مطلق الحريه ,يأخذ من كل ما يراه , ومن كل ما يهواه .... بل هناك ما يجب ان يمتنع عنه , اى ان يضبط ارادته من جهته . وهكذا كان على الانسان منذ البدء ان يضبط جسده .
فقد تكون الشجرة جيدة للاكل , وبهجة للعيون , وشهية للنظر "(تك 3 :6 ). ومع ذلك يجب الامتناع عنها .
وبالامتناع عن الاكل ,يرتفع الانسان فوق مستوى الجسد , ويرتفع ايضا فوق مستوى المادة .
وهذه هى حكمة الصوم .

ولو نجح الانسان الاول فى هذا الاختبار ,وانتصر على رغبة جسده فى الاكل وانتصر على حواس جسده التى رأت الشجرة فإذا هى شهية النظر ....
لو نجح فى تلك التجربة , لكان ذلك برهانا على ان روحه قد غلبت شهوات جسده , وحينئذ كان يستحق ان ياكل من شجرة الحياة .
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


++أصوام باطلة ومرفوضة


لقداسه البابا

ليس كل صوم مقبولاً من الله. فهناك أصوام باطلة، لا تعتبر بالحقيقة أصوامأ، وهي مرفوضة من الله. وقد قدم لنا الكتاب أمثلة من هذه الأصوام المرفوضة.

1- منها الصوم الذي لكسب مديح الناس.


الصوم المكشوف الظاهر، الذي يشاء أن يكون مكشوفاً لكي يراه الناس ويمتدحوه. وعن هذا الصوم قال السيد الرب في عظته علي الجبل: " ومتي صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتي صمت، فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخطاء. فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية "(مت 6: 16-18) هذا الصوم الذي لمديح الناس، ليس لأجل الله، ولا نصيب لله فيه. لذلك هو صوم باطل.

2- وصوم الفريسي الذي وقف مثال آخر لصوم غير مقبول.


هذا الفريسي الذي وقف أمام الله يتباهي بفضائله ويقول " أصوم يومين في الأسبوع وأعشر جميع أموالي ". وفي نفس الوقت كان يدين العشار قائلاً عن نفسه " لست مثل سائر الناس الظالمين الخاطفين الزناه ولا مثل هذا العشار ". لذلك لم يخرج من الهيكل مبرراً، مثلما خرج العشار المنسحق القلب (لو 18: 9-14). وهذا المثل يرينا ان الصوم الذي لا يمتزج بالتواضع والانسحاق هو صوم مرفوض من الله لأن صاحبه يظن في نفسه أنه بار، ويحتقر الآخرين (لو 18: 9).

3- الصوم الذي هدفه خاطئ، صوم غير مقبول.


ومن أمثله هذا الصوم أولئك اليهود الذين صنعوا اتفاقاً فيما بينهم " وحرموا أنفسهم قائلين إنهم لا يأكلون ولا يشربون حتى يقتلوا بولس. وكان الذين صنعوا هذا التحالف نحو الأربعين " أع 23: 12، 13). وطبعاً كان صومهم هذا خطية بل لا نستطيع أن نسميه صوماً بالمعني الروحي.

4- صوم الشعب الخاطئ أيام ارمياء النبي.

هؤلاء لم يقبل الرب صومهم بل قال عنهم لأرميا النبي " لا تصل لأجل هذا الشعب للخير حين يصومون لا أسمع صراخهم. وحين يصعدون محرقه وتقدمه لا أقبلهم . بل بالسيف والجوع والوبأ أنا أفنيهم" (أر 14: 11، 12) . هؤلاء لم يقبل الرب أصوامهم ولا صلواتهم ولا محرقاتهم، لأنهم كانوا يعيشون في الشر، وقلوبهم لم تكن طاهرة قدامه..

أذن الصوم البعيد عن التوبة هو صوم غير مقبول.

فالله يريد القلب النقي، أكثر مما يريد الجسد الجائع. والإنسان الذي يصوم فمه عن الطعام، ولا يصوم قلبه عن الخطايا، ولا يصوم لسانه عن الأباطيل، فصوم هذا الإنسان باطل، حتى إن يسلم جسده ليحترق فلا ينتفع شيئاً (1 كو 13: 3)

5- والصوم العيد عن الرحمة و الصدقة، غير مقبول


وقد شرح الرب هذا الأمر لإشعياء النبي، فقال له " يقولون لماذا صمنا ولم تنظر؟ ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟.. ها إنكم للخصومة و لنزاع تصومون.. أمثل هذا يكون صوم اختاره.. هل تسمي هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب؟! أليس هذا صوماً أختاره: حل قيود الشر، فك عقد النير، وإطلاق المسحوقين أحرارا.. أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل الماسكين التائهين إلي بيتك.." (أش 58: 3- 7). فالذي يصوم، حتى ولو كان صوماً بتذللك بالمسوح و الرماد، يحني فيه كالأسلة رأسه، هو صوم غير مقبول، أ لم يكن ممتزجاً بأعمال الرحمة وبنقاوة القلب...

6- والصوم الذي ليس لأجل الله، صوم باطل.


فقد يصوم إنسان، لأن الأطباء أمروه بهذا. وقد يصوم آخر من أجل رشاقة جسده وحسن منظرة وكلاهما ليس من أجل الله، ولا ينتفع روحياً بصومه. وقدوم إنسان ثالث، بأسلوب إضراب عن الطعام، وليس بهدف روحي، ولا من أجل الله.. كما يمتنع رابع عن الطعام حزناً أو يأساً، ولا نستطيع أن نعتبر أحداً من هؤلاء صائماً بالحقيقة. نعود ونقول: كل صوم ليس هو من أجل الله، وليس هو بسبب روحي، لا يمكن أن نعتبره صوماً علي الإطلاق، ولا يقبله الله.

فما هو الصوم الروحي المقبول أمام الله؟

هو الصوم الذي تكون فيه علاقة عميقة مع الله. الصوم الذي تشعر فيه بالله في حياتك، هو الفترة المقدسة التي تشعر أن الله يملكها، وأنها مخصصة كلها لله، وان وجود الله ظاهراً جداً خلالها في كل تصرفاتك، وعلاقتك بالله تزداد وتنمو في كل يوم من أيام الصوم، بمتعة روحية تشتهي بسببها أن يطول صومك ولا ينتهي. لعل هذا يجعلنا نفحص سؤال هاماً وهو: ما علاقة الله بصومك؟!



++ما علاقة الله بصومك؟!




ما الذي آخذه الله من صومك؟ وما الذي أخذته أنت من الله؟ ماذا أعطيت الله في صومك، وماذا أعطاك؟ هل كان صومك فتره غير عادية في حياتك؟ أياماً مقدسة شعرت فيها بيقظة روحية تدعوك أن تذوق وتنظر ما أطيب الرب؟ هل اختبرت فيها كيف تسلك حسب الروح وليس حسب الجسد؟

ليس الصوم هو تغيير طعام بطعام.


وليس هو امتناع فتره معينة عن الطعام.. كل هذه مجرد وسائل، ولكنها ليست هي جوهر الصوم. فجوهر الصوم هو انطلاق الروح من مطالب هذا الجسد، لكي يسمو الجسد معها، ويرتفع الإنسان بعيداً عن ثقل المادة، متجهين معاً في اتجاه واحد هو محبة الله، والتمتع بعشرته. هذا هو الصوم المقدس، أي المخصص لله. ثلاثة أشياء لابد أن تخصصها لله في صومك، إن أردت ان تقدس هذا الصوم لله.

في الصوم تخصص القلب و الفكر والإرادة لله.



فلا يكون كل صومك هو انشغال بالأكل والشرب. وإنما امتناعك عن الأكل والشرب، وضبطك فيما تآكل وتشرب، إنما هو تدريب لهذه الإرادة كيف تقوي، ولا تكون قاصرة علي موضوع الطعام فحسب، وإنما إرادتك التي نجحت في السيطرة علي الطعام، تقدم ذاتها لله في كل شئ.

فلا تريد إلا ما يريده الله..


وهذه هي الحكمة من الصوم. أن منع النفس عن الكل، يمتد إلي أن يصير منعاً عاماً عن كل ما يغضب الله.. فلا يكفي أن تمنع نفسك عن الأطعمة الحيوانية، أو عن الكل عموماً، وتبقي بلا ضابط في خطايا معينة ! إنما في صومك قدم إرادتك لله في كل تصرفاتك وقل له " لتكن لا إرادتي بل إرادتك".

إبحث إذن أين تشرد إرادتك بعيدا عن الله.

وركز علي هذه النقطة بالذات لكي تنجح فيها، وتقدم لله إرادة صالحة ترضيه وهذا التدريب الذي تسلك فيه أثناء الصوم، سوف يصحبك بعده أيضاً. لأنه من غير المعقول أن تضبط نفسك في البعد عن خطايا معينه أثناء الصوم، ثم تبيح هذا الأمر لنفسك عندما ينتهي الصوم! وإلا فما الذي تكون قد استفدته من صومك؟!

أحرص أن يكون الصوم قد غير فيك شيئاً.


لا تأخذ من الصوم مجرد تغيير الطعام، إنما تغيير الحياة إلي أفضل.. تغيير النقائص التي فيك، والضعفات التي تحسها في علاقتك مع الله و الناس. لأنه ماذا تستفيد أن قهرت نفسك خلال خمسة وخمسين يوماً في الصوم الكبير، وخرجت من الصوم كما كنت تماماً قبله، دون أن تكون علاقة حب مع الله، وعلاقة حب مع الله، وعلاقة ثابت فيه؟!

تأمل كم صوماً مر عليك، وأنت كما!


كم هي الأصوام، التي صمتها، منذ أن عرفت الله حتى الآن؟ كم سنة مرت عليك، وفي كل سنة عدد من الأصوام، مع أربعاء وجمعة في كل أسبوع. تأمل لو كنت في كل صوم منها تنجح إرادتك، ولو في الانتصار علي نقطة ضعف معينه حتى تصطلح مع الله فيها وتذوق حلاوة مشيئته.. تري لو سلكت هكذا، كم كنت تري حصاد حياتك وفيراً في الروحيات، وكم كانت علاقتك بالله تزيد وتتعمق...

لا تأخذ من الصوم شكلياته، بل ادخل إلي العمق.


فليس الصوم مجرد شكليات ورسميات، ولا هو مجرد فروض أو طقوس، إنما هو نعمة أعطت لنا من الله، ونظمتها الكنيسة لخيرنا الروحي. لأجل تنشيط أرواحنا، وتذكيرنا بالمثالية التي ينبغي أن نسلك فيها، وتدريبنا علي " القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب "(عب 12: 14).

الصوم إذن فترة مقدسة مثالية غير عادية.

يحتاج إلي تدبير روحي من نوع خاص يتفق مع قدسيتها. حالماً يبدأ الصوم نشعر أننا دخلنا في حياة لها سموها، وفي أيام غير عادية نتدرب فيها علي حياة الكمال. ولذلك لا يجوز أن تمر علينا شأنها كباقي الأيام... إنها صفحة جديدة في علاقتنا مع الله، ندخلها بشعور جديد وبروح جديدة.. حقاً إن كل أيام حياتنا ينبغي أن تكون مقدسة. ولكن فترة الصوم هي أيام مقدسة غير عادية. وإن سلكنا فيها حسناً، سنصل غلي قدسية الحياة كلها.. إنها فتره نتفرغ فيها لله علي قدر إمكاننا، ونعمق علاقتنا به.

هل سمعتم عن الصوم الذي يخرج الشياطين؟


وكيف قال الرب عن الشياطين " هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم (مت 17: 21). فأي صوم هذا الذي لا تستطيع الشياطين أن تحتمله فتخرج؟ أهو مجرد الامتناع عن الطعام؟ كلا بلا شك. بل إنها العلاقة القوية التي تربط الصائم بالله، هذه التي لا يحتملها الشيطان.. الدالة التي بين الإنسان والله، دالة الحب وصلة الروح التي حرم منها الشيطان، ما ان يراها حتى يتعب ويذهب.. القلب الملتصق بالله في الصوم، هذا يراه الشيطان فيهرب.

فهل قلبك ملتصق بالله في الصوم؟


هل تعطيه قلبك كما تعطيه إرادتك؟ وهل تشعر بحبه أثناء الصوم؟ هل هذا الحب طابع واضح في صلواتك وتاملاتك أثناء الصوم؟ وهل من أجل محبته نسيت طعامك وشرابك، ولم تعد تهتم بشيء من هذا؟

وكأنك تقول لجسدك أثناء صومك:


أنا لست متفرغاً لك الآن. أكلت أو لم تأكل، هذا موضوع لم يعد يشغلني أو يهمني... " لكل شئ تحت السموات وقت ". وليس هذا هو وقتك.. أنا الآن مشغول بعمل روحي مع الله. فتعال اشترك معنا، أن أردت أن يكون لك كيان في هذا الصوم. أما الطعام فليس الان مجاله. طعامي الآن هو كل كلمة تخرج من فم الله. هذه هي مشاعر من يقول في صومه مع القديس يوحنا الرائي:

كنت في الروح في يوم الرب (رؤ 1: 10).

ولا شك أن يوم الصوم هو يوم للرب. فهل انت " في الروح " أثناء صومك؟ هل نسيت جسدك تماماً بكل ماله من رغبات ومطالب واحتياجات، وفضلت أن تحيا في الروح خلال فترة الصوم؟ ليس للجسد عندك سوي الضروريات التي لا قيام له بدونها.. وكأنك تقول مع بولس الرسول " في الجسد أم خارج الجسد، ليست أعلم. الله يعلم "(2كو 12: 3).

هل يكون فكرك منشغلاً بالله في صومك؟

في أثناء القداس الإلهي ينادي الأب الكاهن قائلاً " أين هي عقولكم "؟ ويجيب الشعب " هي عند الرب ". وانا اريد ان أسأل نفس السؤال أثناء الصوم " أين هي عقولكم "؟ أتستطيع ان تجيب " هي عند الرب "؟ أليس الصوم فترة مقدسة لله، مخصصة له، يجب فيها ان ينشغل الفكر بالله وحده؟ افحص يا أخي نفسك، وأبحث عن أفكارك اين هي أثناء الصوم.

هل مشاغل الدنيا تملأ فكرك أثناء الصوم؟


فأنت في دوامه العمل، وفي دوامة الأخبار، وفي دوامة الأحاديث مع الناس، لا تجد وقتاً لله تعطيه فيه فكرك! وربما تصوم حتى الغروب، وفكرك ليس مع الله، قد أرهقه الجولان في الأرض و التمشي فيها..! وربما تفكر في التافهات، وتتكلم عن التافهات، والله ليس علي فكرك، ولا تذكره إلا حينما تجلس لتآكل، فنصلي قبل الأكل، وتذكر الله وتذكر انك كنت صائماً! هل هذا صوم روحي يريح ضميرك؟! ليتك إذن تذكر قول داود النبي:

جعلت الرب أمامي في كل حين.

هو أمامي في كل عمل أعمله، وفي كل كلمة أقولها.إنه شاهد علي كل شئ. وأيضاً جعلته أمامي لأنه هدفي الذي لا أريد أن اتحول عنه لحظه واحدة وهو امامي لأنني من أجله وحده أصوم لكي لا أنشغل عنه بل اجعله أمامي كل حين.. أن كنت في الأيام العادية، ينبغي أن تضع الله أمامك في كل حين، فكم بالأكثر في فترات الصوم التي هي مخصصة لله ومقدسة له؟

إن كان الله ليس علي فكرك، فلست صائماً.

يوم الصوم الذي لا تفكر فيه في الله، اشطبه من أيام صومك، إنه لا يمكن أن يدخل تحت عنوان "قدسوا صوماً".. ولكن لعل البعض يسأل: كيف يمكنني تنفيذ هذا الأمر، وأنا أعيش في العالم، ولي مسئوليات كثيرة ينبغي أن أفكر فيها؟

إذن احفظ التوازن، وأمامك ثلاث قواعد:


1- لا تجعل مسئولياتك تطغي، بحيث تستقطب كل أفكارك، ولا تبقي في ذهنك موضعاً لله.. أجعل لمسئولياتك حدوداً، وأعط لربك مجالاً.

2- كل فكر لا يرضي الله إبعده عنك، فهو لا يتفق مع المجال القدسي الذي تعيش فيه. وكما يقول القديس بولس الرسول " مستأسرين كل فكر لطاعة المسيح "(2 كو 10: 5). لذلك لا تنجس صومك بفكر خاطئ. فالفكر الذي يطيع المسيح استبقه معك، والذي لا يطيع اطرده عنك.

3- إشرك الله معك في أفكارك، وفي أهداف أفكارك. وقل:


أنا من أجل الله أفكر في هذا الموضوع.

أنت تفكر في مسئولياتك. حسناً تفعل. ولكن لا تجعلها منفصلة عن الله. الله هو الذي أعطاك هذه المسئوليات. وأنت من أجل تفكر فيها. ولا يكون فكرك فيها منفصلاً عن الله.. من أجل الله تفكر في شئون عملك. ومن أجله تفكر في دروسك ومذكراتك. ومن اجله تفكر في خدمتك وفي مسئوليتك العائلية. بشرط أن هذا التفكير كله لا يبعدك عن الله الذي هو الأصل والأساس. فكر في مسئولياتك العائلية. بشرط أن هذا التفكير كله لا يبعد عن الله الذي هو الأصل والأساس. فكر في مسئولياتك. وقل للرب أثناء ذلك:

إشترك في العمل مع عبيدك.


طالب مثلاً يذاكر أثناء الصيام. والله يشترك معه. هو يذاكر والله يعطيه الفهم، ويثبت المعلومات في ذهنة وفي ذاكرته. وهذا التلميذ يقول للرب " أنا يارب لا أستطيع أن أفهم من ذاتي. أنت تجلس معي وتفهمني،و أشكرك بعد ذلك لأنك كنت معي.. وأنا أذاكر يا رب، ليس من اجل العلم، ولا من أجل مستقبلي، إنما من أجلك أنت، لكي يعرف الكل أن أولادك ناجحون، وأن كل عمل يقومون به يكونون أمناء فيه، ويكون الرب معهم ويأخذ بيدهم، فيحبك الناس بسببهم..." تقول لله: من أجلك آكل، ومن أجلك أصوم.

من أجلك آكل، لكي آخذ قوة أقف بها في الصلاة، وأسهر بها في التأمل، وأخدم بها أولادك، ويأخذ بها الناس فكرة أن أولادك أمناء في عملهم وأنا اصوم، لكي يمكن لروحي أن تلتصق بك دون عائق من الجسد. هكذا تكون في الصوم مع الله في كل عمل تعمله.

وتدخل في شركة مع المسيح الذي صام.


تشترك معه في الصوم، علي قدر ما تستطيع طبيعتك الضعيفة أن تحتمل. هو صام عنك، فعلي الأقل تصوم عن نفسك. وهو قد رفض هذا الخبز المادي، وأنت تشترك معه في رفض هذا الطعام البائد. وهو كان يتغذي بحبه للآب وعشرته معه، وأنت أيضاً تكون كذلك. وهو انتصر علي الشيطان أثناء صومه، وأنت تطلب إليه ان يقودك في موكب نصرته..

وبهذا يكون الصوم فترة غذاء روحي لك.

أخطر ما يتعب البعض في الصوم، أن يكون الجسد لا يتغذي و الروح أيضاً لا تتغذي وهذا الوضع يجعل الصوم فترة حرمان أو تعذيب، وليس هذا هو المعني الروحي للصوم. بل إن هذا الحرمان يعطي صورة قاتمه للصوم، إذ يقتصر علي حرمان الجسد (سلبياً) ويترك غذاء الروح من الناحية الإيجابية.

وغذاء الروح معروف وهو:

الصلاة، والتأمل، وقراءة الكتاب المقدس، وكل القراءات الروحية كأقوال الآباء وسير القديسين، والألحان والتسابيح، والإجتماعات والأحاديث الروحية و المطانيات،… وما أشبه. وغذاء الروح يشمل أيضاً المشاعر الروحية، ومحبة الله التي تتغذي بها الروح وكل أخبار الأبدية..

والروح إذا تغذي، تستطيع أن تحمل الجسد.


وهذا نراه واضحاً جداً في أسبوع الآلام، إذ تكون درجة النسك فيه شديدة وفترة الإنقطاع طويلة. ولكن الجسد يحتمل دون تعب، بسبب الغذاء التي تأخذه الروح خلال هذا الأسبوع من ذكريات آلام المسيح، ومن القراءات والألحان والطقوس الخاصة بالبصخة، وتركيز العقل في الرب وآلامه.. وكثيراً ما يقرأ الإنسان، ويشبع بالقراءة ولذتها، ويحين موعد الطعام، فلا يجد رغبة في أن يكمل القراءة. لأن الروح تغذت فحملت الجسد فلم يشعر بجوع.. إذن اعط الروح غذاءها أثنا الصوم. وكن واتقاً إن غذاء الروح سيعطي الجسد قوة يحتمل بها الصوم. كما أن صوم الجسد يعطي عمل الروح قوة إذ يكون عملا روحياً بزهد الجسد وزهد الفكر. ولذلك نجد:

صلوات الصوم اعمق، وقداسات الصوم أعمق.

هي صلوات خارجة من جسد صائم قد أسلم قيادته للروح. وهي صلوات خارجه من قلب صائم عن الماديات، ومن روح صائمه عن كل شهوة عالمية. لذلك تكون صلاة قوية. كصلوات الليل ونصف الليل التي يصليها الإنسان بجسد خفيف بعيد عن الأكل. آباؤنا في أصوامهم كانوا يهتمون بعمل الروح. فماذا عن أكلهم؟

كانوا أيضاً في تناول الطعام يهتمون بعمل الروح.


وذلك انهم كانوا يكلفون واحدا منهم يقرأ لهم شيئاً من سير القديسين وأقوال الآباء أثناء تناولهم للطعام، حتى لا ينشغلون بالأكل المادي ولا يتفرغون له، وحتي يكون لهم غذاؤهم الروحي أيضاً أثناء تناولهم غذاء الجسد. وهكذا تعودوا عدم التفرغ لعمل الجسد، وتعودوا سيطرة الروح علي كل عمل من أعمال الجسد. هناك وصايا تامر بالصوم. ولكن آباءنا لم يصوموا بسبب المر.

لم يصوموا طاعة و للوصية، إنما محبة للوصية.


الطاعة درجة المبتدئين. ولكن الحب هو درجة الناضجين و الكاملين. وآباؤنا لم يكن الصوم بالنسبة إليهم أمراً ولا فرضاً ولا طقساً، إنما كان لذة روحية، وجدوا فيها شبعاً، ووجدوا فيها راحة نفوسهم وأجسادهم.

وفي الصوم لم يقف آباؤنا عند حدود طاعة الوصية، وإنما دخلوا في روحانية الوصية..

وروحانية الوصية الخاصة بالصوم هو لخيرنا، ولولا ذلك ما أمرنا الله بالصوم وبالإضافة إلي ما قلناه، سنشرح هذا الأمر بالتفصيل بمشيئة الرب في الفصل المقبل الخاص (بالفضائل المصاحبة للصوم). أما ألان فسنتحدث عن أقدس أصوام السنة وهو الصوم الكبير.

 

ramzy1913

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 يوليو 2009
المشاركات
4,071
مستوى التفاعل
158
النقاط
0
الإقامة
القاهرة -- الزاوية الحمراء
[COLOR="Red"أحرص أن يكون الصوم قد غير فيك شيئاً.

لا تأخذ من الصوم مجرد تغيير الطعام، إنما تغيير الحياة إلي أفضل.. تغيير النقائص التي فيك، والضعفات التي تحسها في علاقتك مع الله و الناس. لأنه ماذا تستفيد أن قهرت نفسك خلال خمسة وخمسين يوماً في الصوم الكبير، وخرجت من الصوم كما كنت تماماً قبله، دون أن تكون علاقة حب مع الله، وعلاقة حب مع الله، وعلاقة ثابت فيه؟!

][/COLOR]
2kd95ef89061.gif
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


أرواحنا تشبع بالصوم

نيافة الأنبا موسي



1- الصوم وصية كتابية :


أوصانا بها السيد المسيح حينما قال لتلاميذه الأطهار: "حينما يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون" (مر 20:2)... ومنذ آدم وحواء فى جنة عدن، وكانا يأكلان من شجر الجنة دون أن يأكلا لحوماً أو أسماكاً، يؤكد العلم أن هذا الطعام هو الطعام الصحى. وقد كان الشعب القديم يصوم أربعة أشهر كل عام: الرابع والخامس والسابع والعاشر (زك 19:8) وكذلك كانوا يصومون يومين كل أسبوع (لو 12:8). وهكذا صلى الآباء الرسل وصاموا كثيراً (أع 2:13،3).




2- الصوم ضبط للجسد :


فمن الواضح والأكيد علمياً وعملياً أن اللحوم تعطى طاقة شهوية وطاقة غضبية أكثر من الأكل النباتى. كما أن فترة الإنقطاع عن الطعام، تضبط الجسد، مهما طلب أكلاً أمنعه عنه، وفى كل هذا ضبط للجسد "أقمع جسدى واستعبده" (1كو 27:9)، دون إضعاف للجسد فهو هيكل مقدس، "نقوته ونربيه" (أف 29:5)، وكذلك دون تدليل له، حتى لا يسيطر على الروح.



3- الصوم إنطلاق للروح :


فلا قيمة لصوم لا تصاحبه الصلوات والصدقات وأعمال المحبة، لهذا نجد إنجيل (رفاع الصوم) يتحدث عن الوسائط الثلاثة مرتبطة معاً: الصلاة، والصوم والصدقة. فإن كانت الصلاة هى علاقتى بالله، والصدقة علاقتى بالآخرين، فالصوم هو علاقتى بالجسد. والإنسان الروحى، كما يعلمنا قداسة البابا شنوده الثالث، هو من "تقود روحه جسده، ويقود الروح القدس روحه".



4 الصوم تقوية للإرادة :


فلاشك أن تحديد أنواع الطعام، بالأكل النباتى فى أيام الصوم الكبير ويونان والأربعاء والجمعة والبرامون، نوع من تقوية الإرادة، إذ تقول للجسد: لا، حينما يطلب طعاماً من نوع آخر، وفى فترة الإنقطاع إذا ما طلب الطعام أثناء هذه الفترة. وفى أصوام أخرى يسمح بالسمك. وهذا كله تدريب للإرادة لتقول لا للخطية...




5 الصوم شركة كنسية :



إذ يصوم الجميع كأسرة واحدة فى كل أنحاء الأرض وكأعضاء فى جسد مقدس، جسد المسيح، الكنيسة وفى هذا إحساس رائع بالشركة بين أعضاء الجسد الواحد، وبينهم وبين الأعضاء السمائية المقدسة، وفوق الكل رأس الكنيسة وعريسها، الرب يسوع.



6- الصوم مناسبات هامة :


فنحن نصوم معاً فى مناسبات هامة مثل :

صوم الميلاد : لنجهز أنفسنا لميلاد المسيح فينا.
صوم يونان : لنتوب مع شعب نينوى الممتاز.
الصوم الكبير : لنواصل التوبة مع الإبن الضال (بشاعة الخطية)، والسامرية (تكرار الخطية) والمفلوج (مدة الخطية)، والمولود أعمى (الخطية الجدية التى نتخلص منها بالمعمودية)، لننتصر مع المسيح فى أحد السعف، ونموت معه فى الصليب، لنقوم معه إلى حياة جديدة، ونصعد معه بقلوبنا إلى السمائيات، لننتظر مع الرسل قوة الروح فى العنصرة.
صوم الرسل : حين ننطلق للخدمة الصيفية.
صوم العذراء : حينما نقتدى بقداستها وفضائلها لنصل إلى قمة السنة الكنسية وهى عيد النيروز، حيث نحيا فرحة الشهادة وقوتها.

هذا ما قصدته الكنيسة حينما رتبت لنا الأصوام والأعياد

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus



الصوم الكبير
وتحديد موعد الصوم وموعد العيد



الصوم الكبير مدته 55 يوماً دعي بالكبير
لأنه يحتوي على ثلاث أصوام هي:

1. أسبوع الاستعداد أو بدل السبوت.

2. الأربعين يوماً المقدسة التي صامها الرب يسوع صوماً إنقطاعياً

3. أسبوع الآلام.

وفي هذا الصوم لا يؤكل السمك الذي يؤكل في الصوم الصغير (صوم الميلاد) وذلك زيادة في التقشف والتذلل أمام الله ونحن نمضي من وراء السيد المسيح مشاركين له في صومه عنا وفي تألمه وموته من أجلنا وهكذا نحمل الصليب معه بقدر استطاعتنا.

ويختلف موعد هذا الصوم من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد الذي يحدد في أي سنة من السنين بحسب قاعدة حسابية مضبوطة بحيث لا يأتي قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه وإنما في يوم الأحد التالي له حسب تعاليم كنيسة الإسكندرية والتي تبعها العالم كله في القرون الأولى للمسيحية بحيث لا يأتي المرموز إليه قبل الرمز وبحيث لا نعيد مع اليهود، مع الاحتفاظ بيومي الجمعة لتذكار صلب السيد المسيح والأحد لقيامته.

ولابد قي الصوم من الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت، وفترة الانقطاع هذه تختلف من شخص إلى آخر بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمون في سنهم واختلافهم أيضاً في نوعية عملهم ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثالثة من النهار فأن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن.

وأيضاً فأن الأب الكاهن هو الذي يحدد الحالات التي تصرح فيها الكنيسة للشخص بعدم الصوم ومن أهمها حالات المرض والضعف الشديد.

أما عن الأسماء التي تعرف بها أسابيع الصوم الكبير فهي تتفق مع قراءات هذه الأسابيع فلقد قسمت الكنيسة الصوم الكبير إلى سبعة أسابيع يبدأ كل منها يوم الاثنين وينتهي يوم الأحد، وجعلت لأيام كل أسبوع قراءات خاصة ترتبط بعضها البعض ويتألف منها موضوع عام واحد هو موضوع الأسبوع.


وموضوعات الأسابيع السبعة هي عناصر لموضوع واحد أعم هو الذي تدور حوله قراءات الصوم الكبير كلها وهو "قبول المخلص للتائبين".

الأحد الأول يدعى أحد الكنوز أو الهداية إلى ملكوت الله: فيه تبدأ الكنيسة بتحويل أنظار أبنائها عن عبادة المال إلى عبادة الله وإلى أن يكنزوا كنوزهم في السماء.

الأحد الثاني أحد التجربة: تعلمنا فيه الكنيسة كيف ننتصر على إبليس على مثال ربنا يسوع الذي أنتصر عليه بانتصاره على العثرات الثلاث التي يحاربنا بها وهي الأكل (شهوة الجسد) والمقتنيات (شهوة العيون) والمجد الباطل
(شهوة تعظم المعيشة).

الأحد الثالث أحد الابن الشاطر: فيه نرى كيف يتحنن الله ويقبل الخاطئ على مثال الابن الضال الذي عاد إلى أبيه.

الأحد الرابع أحد السامرية: يشير إلى تسليح الخاطئ بكلمة الله.

الأحد الخامس أحد المخلع: يرمز إلى الخاطئ الذي هدته الخطيئة وقد شدده المخلص وشفاه.

الأحد السادس أحد التناصر: فيه تفتيح عيني الأعمى رمزاً إلى الاستنارة بالمعمودية. منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

الأحد السابع أحد الشعانين : فيه نستقبل السيد المسيح ملكاً..

والصوم فترة نمو روحي ومن لا يشعر بذلك فأن مرجعه إلى أن صومه تم بطريقة خاطئة فهو إما جسداني لا روح فيه وإما اتخاذه غاية في ذاته بينما هو وسيلة توصل إلى الغاية، والغاية هي إعطاء الفرصة للروح. وللشعور بلذة وحلاوة الصوم يجب أن يقترن بالصلاة والصدقة والعمل بكل الوصايا وبهذا يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.. وسمات الصوم المقبول نجدها في ما جاء بسفر يوئيل النبي (2 : 2).

ولمن يسأل عن تسمية الأصوام بأسماء مثل صوم الرسل فإننا نعلم أن كل الأصوام المقررة في الكنيسة تصام لله ومنها صوم الأباء الرسل وقد دعي بهذا الاسم لا لأنه خاص بهم أو أنه يصام لهم لأن الأصوام كلها عبادة لله، ولكن لأنهم أول من صاموه في بداية خدمتهم ويطلق عليه "صوم الخدمة" وأيامه تبدأ من اليوم التالي ليوم عيد العنصره (حلول الروح القدس) وتنتهي يوم 5 أبيب تذكار استشهاد الرسولين بطرس وبولس ويحدد أيامه يوم عيد القيامة المجيد الذي يتقدم ويتأخر بحسب القاعدة الحسابية المعروفة.
أما عن الشواهد الكتابية التي تتحدث عن الصوم في الكتاب المقدس فهي كثيرة جداً:

(خر34 :28 وقض 20 :26 و1 صم 7 :5، 6، 31 : 11 -13 و2 صم 1 :12، 12 :16 و1مل 19 : 8،21 :27 وعز 8 :21،23 ونح 1 : 4، 9 :1و أس 4 : 3، 16، 9 : 30، 31 ومز 35 :13 وأش 58 :3-7 وأر 36 :9و دا 9 :3،10 : 2،3 ويونان 3: 5، 7 ويوئيل 2 : 12،15و زك 8 : 19 ومت 4 :2، 6 : 16،9 :15،11 :18، 19 : 21 وأع 13 :1-3، 27 :9، 21 و1كو 7 :5 و2كو6 :5،11 :27).

وعن الانقطاع عن بعض الأطعمة:

أعطى الله الإنسان أن يأكل من بقول الأرض وأشجارها (تك 1: 29، 2: 16) ولم يسمح له بتناول اللحم إلا بعد الطوفان (تك 9: 3، 4) وهذه هي الطريقة التي استخدمها دانيال ورفاقه بأن يأكلوا فقط من بقول الأرض (القطاني) في صومهم (دا 1 : 12، 10 :2).

ومن هذه الشواهد نعلم أن رجال الله مارسوا الصوم بطريقتين:

الطريقة الأولى : مارسوه تبعاً للظروف والأحوال التي حدثت ومسهم فيها أو كاد البلاء فالتجأوا إلى الله بواسطة الصوم والنوح والتذلل ليدفعه عنهم، ويعلمنا الكتاب أن هذا الصوم مارسه تارة شخص واحد بمفرده، وتارة عائلة أو قبيلة فقط، وتارة مارسته الأمة كلها وقد جعل بعضه سنة دائمة (أس9 :3،31).

الطريقة الثانية : مارس الصوم رجال الله وشعبه كفريضة واجبة وجزء واجب للعبادة مثل الصلاة،وقد صامه الفرد منهم أو العائلة أو مجموع الأمة كما جاء في النصوص المتقدمة (الشواهد)

ومن غير المقبول أن يقبل المسيحي أحد طرق الصوم (صوم الفرد) ويرفض الصوم الآخر (صوم الجماعة) كما تعلم بعض الطوائف المحتجة معتمدة على وصية السيد المسيح بأن يكون الصوم خفياً لا يهدف إلى التباهي أو التظاهر (مت 6 : 17، 18). وهو ما نراه غير متعارضاً مع أصوامنا العامة (تماما كالصلاة فصلاة الكنيسة عامة - وهو ما تمارسه جميع الطوائف- لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع صلاة المخدع الفردية السرية). وكما تعلم الكنيسة أبنائها في الصلوات العامة أن تكون قلوبهم وأفكارهم في حضرة الله قائلة "ارفعوا قلوبكم" رغم وجودهم في وسط الجماعة هكذا تدعو الكنيسة أن يكون الصوم بهدف التذلل والتقرب من الله مصحوباً باقتناء الفضائل الروحية والصلوات الجماعية والفردية والصدقات السرية والمطانيات وغيرها من أشكال العبادة التي يطالبنا الله بها وليس بهدف الفخر أو التباهي أو التظاهر الذي تقاومه الكنيسة بكل قوة. ولا يمكننا أن نهمل جميع الشواهد الكتابية التي نرى فيها صوم الكنيسة عامة المرشدة بروح الله القدوس في أوقات محددة فقط لهاجس أن يصوم الشخص لهدف التظاهر.

وهو ما أكد عليه البروتستانت أنفسهم في كتاباتهم وقد جاء في كتاب "كشف الظلام في حقيقة الصلاة والصيام" المطبوع في بيروت سنة 1856م صفحة 108 ما يلي:

"الإنسان الذي يطالع الكتب المقدسة بفكر خال من الغرض لا يستطيع أن ينكر وجوب ممارسة الصوم فأننا نرى المخلص يكلم تلاميذه عن الصوم كإحدى الواجبات الدينية كما يتكلم عن الصلاة والصدقة".

وفي صفحة 111 من هذا الكتاب " وكذلك نرى وجوب الصوم مما يقتضيه كلام السيد المسيح من أن تلاميذه يصومون إذا ارتفع العريس عنهم " "وأيضاً علم المسيح بفائدة الصوم وفاعليته في ازدياد إيمان تلاميذه وقوتهم حيث يقول لهم "أن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة "" وبحسب ما كان يعلم الرب يسوع من وجهة وجوب الصوم هكذا كان يفعل وكذلك تلاميذه لم ينسوا هذه التعاليم بعد صعوده عنهم لأننا نقرأ في أعمال الرسل أنهم كانوا يصومون كما نجد في الرسائل أيضاً عدة إشارات إلى ذلك".


وبعد كل ما تقدم مما يؤكد على أهمية الصوم وضرورته وموافقته للكتاب المقدس ينبغي أن نعلم أن الصوم هو فترة روحية مقدسة يهدف فيها الصائم إلى سموه الروحي، وهذا يحتاج إلى بعض التداريب الروحية وهي تختلف من شخص إلى آخر بحسب احتياج كل إنسان وقامته الروحية ويستطيع أن يمارسها بإرشاد أب الاعتراف. وبإيجاز نجيب على من يقول أنه يستطيع الصوم عن الطعام ولكنه لا يستطيع أن يحفظ لسانه من الخطأ بما قاله مار اسحق " أن صوم اللسان خير من صوم الفم " وعليه أن يدرب لسانه على الصمت وإن لم يستطع يستخدم هذه التداريب الثلاثة: لا تبدأ حديث إلا لضرورة، أجب بإجابات قصيرة، اشغل فكرك بعمل روحي يساعدك على الصمت كالصلاة أو التأمل في آية من آيات الكتاب المقدس.

ولمن يقول: "ماذا أفعل إذا واجهتني الأفكار الشريرة أثناء الصوم؟ نقول لا تجعل للأفكار الشريرة مكان في ذهنك سواء في الصوم أو في عير الصوم كما قال أحد القديسين:" أنك لا تستطيع أن تمنع الطيور من الطيران فوق رأسك ولكنك تستطيع أن لا تدعها تعمل لها داخل رأسك عشاً" وذلك بالاستعانة الدائمة بالصلوات السهمية فحينما تجد فكراً شريراً يقترب منك أطلب من الله مباشرة أن يبعد عنك هذا الفكر وحاول الانشغال بأمر مفيد آخر أو حول فكرك إلى أمر إيجابي يخص حياتك الروحية أو الدراسية.

ولمن يحدد لنفسه تدريب روحي في بداية الصوم ولكنه لا يستطيع تنفيذه نقول له جاهد ولا تيأس وأعلم أن الصوم فترة حروب روحية كما حدث للسيد المسيح (مت 4) وهي أيضاً فترة انتصار لمن يشترك مع المسيح في حربه،وأعلم أن الشيطان عندما يرى صومك وتوبتك يحسد عملك الروحي فيحاربك ليفقدك ثمرة عملك يقول يشوع ابن سيراخ " يا ابني إن تقدمت لخدمة ربك هيئ نفسك لجميع المتاعب" ولذلك ابدأ تدريبك من جديد، وتأكد من مناسبة هذا التدريب لك من خلال استشارة أب الاعتراف، واعلم أن الصديق يسقط سبع مرات في اليوم ويقوم.

ولمن يسأل عن هل شرب السجائر يفطر في الصوم العادي أو الانقطاعي نقول أنه قطعاً يفطر في الصوم الانقطاعي، وشرب السجائر في حد ذاته مكروه جداً بل وخطيئة في أحيان كثيرة ويحسن الامتناع عنها بتاتاً بقوة الإرادة ولأن كل شئ مستطاع للمؤمن الذي يقول أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني حاول مرة ومرة بل ولو لزم الأمر مرات وقل للخطيئة لا تشمتي بي ياعدوتي فأني أن سقط أقوم. ولتكن فرصة الصوم مناسبة رائعة للتغلب على هذه العادة المكروهة وعلى غيرها مما يسيطر على حياتنا من أشياء تؤثر على حياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله.

أما عن الطلاب المغتربين وهل يحق لهم الصيام في غربتهم أم لا؟ فأننا نرى أن هذه حالات خاصة فمن استطاع الصوم كان مثله مثل دانيال النبي والفتيه الذين معه.. ومن لا يتاح له الطعام الصيامي يمكنه العرض على الأب الكاهن الذي يرشده إلى الطريقة المناسبة له، ففي بعض الأحوال يمكن أن تقوم المدن الجامعية بتقديم وجبات للطلاب الصائمين حينما يتقدم مجموعة من الطلاب بطلب ذلك، وفي حالات أخرى كان يستغني الطلاب عن اللحوم وما شابه في وجبتهم، وربما تتمكن بعض بيوت الطلبة التابعة للكنيسة في تقديم هذه الوجبات، أو يشترك مجموعة من الطلبة في إعدادها إذا سمحت الظروف. وإذا تعذر كل ذلك يستطيع أب الاعتراف أن يعطي تصريحاً بالفطر إذا رأى ضرورة لذلك.

ولمن يسأل لماذا سمح السيد المسيح للشيطان أن يجربه ثلاث مرات ؟ ولماذا لم يعاقبه ويقبض عليه فوراً في هذه الحالة ؟

نقول : أن ربنا يسوع المسيح عند ما تجسد أي أتخذ جسداً وتأنس أي صار إنسانا صائراً في شبه الناس.. مشابهاً لنا في كل شئ ما خلا الخطيئة.. وبعد معموديته وقبل بداية خدمته اقتيد بالروح أي بروحه القدوس إلى البرية ليجرب من إبليس بعد صوماً دام أربعين نهاراً وأربعين ليلة، وقد أنتصر عليه بكلمة الله المكتوبة فيما جربه به، ولم يعلن له لاهوته لأنه من المعلوم أن ربنا له المجد في تجسده أخفى لاهوته _وأن كان لم يفارق ناسوته – عن الشيطان من أجل إتمام عمل الفداء الذي جاء من أجله. لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد..لقد كان يمكنه معاقبة الشيطان ولكن كيف كان يكمل عمل الفداء ؟

وبعد فإننا نطمئن شبابنا خاصة وأبناء الكنيسة عامة إلى أن جميع أصوامنا مثلما تعلم به الكنيسة لا يختلف عن ما جاء به الكتاب المقدس لا كثيراً أو قليلاً.

كيف تعرف تاريخ يوم عيد القيامة والأعياد التي تتبعه:

لمعرفة تاريخ يوم عيد القيامة المجيد والأعياد التي تتبعه في أي سنة من السنين:

يؤخذ تاريخ السنة (سنة الشهداء) المراد معرفة تاريخ يوم عيد القيامة فيها ويطرح منه عدد (1) والباقي يقسم على (19) وباقي هذه القسمة يضرب في (11) والناتج يقسم على (30) والباقي من هذه القسمة يطرح من عدد (40) (قاعدة ثابتة) فيكون الباقي هو تاريخ يوم ذبح خروف الفصح فأن كان من (1 إلى 23) كان في شهر برمودة وإن كان من (25 إلى 30) كان في شهر برمهات ثم تبحث عن اسم هذا اليوم ويوم الأحد التالي له يكون هو يوم عيد القيامة المجيد.

ومثالاً هذه السنة سنة 1718 ش (2002م) :-

1718 – 1 =1717 ÷19=9 والباقي 7×11=77 ÷30 =2 والباقي 17 يطرح من (40) فيكون الباقي (23) هو يوم ذبح الخروف ويكون في شهر برمودة ويوافق يوم أربعاء والأحد التالي له 27 برمودة هو يوم عيد القيامة المجيد.

(ملاحظة :- اذا كان ناتج الضرب في (11) لا يقبل القسمة على (30) نعود إلى الرقم (11) ونطرحه من (40) وفي حالة ما اذا كان ناتج الطرح من (40) يزيد عن (30) تسقط منه عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ يوم ذبح خروف الفصح).


الأعياد التي تتبعه

1- لمعرفة تاريخ يوم عيد الصعود المجيد ترجع إلى تاريخ يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف تاريخه عدد (9) وتسقط من المجموع عدد (30) والباقي هو تاريخ عيد الصعود في شهر بشنس.

وإن كان عيد القيامة في برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (9) والناتج هو تاريخ عيد الصعود في شهر بشنس أيضاً وإن زاد الناتج عن (30) نسقط منه (30) والباقي هو تاريخ عيد الصعود في شهر بؤونه.

2-لمعرفة تاريخ عيد العنصرة ترجع إلى يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إليه عدد (19) وتسقط من المجموع عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بشنس.

وأن كان عيد القيامة في شهر برمودة تصيف إلى تاريخه عدد (19) والمجموع هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بشنس وان زاد المجموع عن (30) تسقط منه (30) فيكون الباقي هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بؤونة.

3- لمعرفة عدد أيام صوم الرسل ترجع إلى يوم عيد القيامة وتحدد كم يوماً مضت من الشهر فأن كان في شهر برمهات تأخذ باقي برمهات وتضيف إليه عدد (45) فيكون المجموع هو عدد أيام صوم الرسل. وإن كان العيد في برمودة تأخذ باقي برمودة وتضيف إليه عدد (15) فيكون المجموع هو عدد أيام صوم الرسل.

4- لمعرفة يوم رفاع صوم نينوى ترجع إلى يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إليه العدد (20) ومن المجموع تسقط عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ رفاع صوم نينوى في شهر طوبة. وأن كان العيد في شهر برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (20) فيكون المجموع هو تاريخ رفاع صوم نينوى في شهر طوبة وأن زاد المجموع عن (30) نسقط منه (30) ويكون الباقي هو تاريخ رفاع الصوم في شهر أمشير.

5- لمعرفة يوم رفاع الصوم الكبير ترجع إلى تاريخ عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إلى تاريخه عدد (4) فيكون المجموع هو تاريخ يوم الرفاع في شهر طوبة وأن زاد عن (30) نسقظ منه (30) فيكون الباقي هو رفاع الصوم الكبير في شهر أمشير. وإن كان العيد في شهر برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (4) فيكون المجموع هو تاريخ يوم الرفاع في شهر أمشير وأن زاد عن (30) نسقط منه (30) فيكون الباقي هو تاريخ يوم رفاع الصوم الكبير في شهر برمهات.

معرفة اسم يوم النيروز:

لمعرفة اسم يوم ذبح خروف الفصح يلزم معرفة اسم أول يوم في السنة ولمعرفة ذلك :-

يؤخذ تاريخ السنة المراد معرفة اسم أول يوم فيها ويطرح منه عدد (4) والباقي يقسم على (28) وما يتبقى يضاف إليه ربعه بلا كسور ويقسم على (7) (إذا زاد عن السبعة) والباقي هو الرقم الذي يحدد اسم اليوم بحسب الجدول الآتي الذي يبدأ دائماً بيوم الأربعاء :-

الرقم 1 2 3 4 5 6 7
أربعاء خميس جمعة سبت أحد اثنين ثلاثاء

ومثالاً هذه السنة _ 1718 -4 = 1714 ÷28 =61 والباقي 6 +1 (الربع بلا كسور) =7 وهو رقم يوم الثلاثاء (بحسب الجدول) وقد كان أول السنة يوم ثلاثاء.ولمعرفة أسماء أوائل الشهور فأن لو كان أول توت يوم ثلاثاء فأن أول بابه يكون يوم خميس وأول هاتور يوم سبت وأول كيهك يوم الاثنين وهكذا الخ.. ويلاحظ أن أول شهر برمودة دائماً يوافق اسم أول يوم في أي سنة.

كما يلاحظ أن في السنة التي تلي الكبيسة وهي التي تقبل القسمة على أربعة بدون باق ينتقل اسم اليوم بدل من رقم واحد إلى رقمين.



 

انجي حنا

New member
عضو
إنضم
26 فبراير 2011
المشاركات
238
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
كل نة وانت طيب وربنا يعوض تعب محبتك
لكن انا مستغربة كتبت دة كلة!!!!!!!!!!!!!!!!!
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تأمل آخر فى إنجيل رفاع الصوم الكبير
946029358.jpg

لتكن مشيئتك (مت 6 : 11).


مشيئـــــــــــــة الله..

مشيئة الله تعلو عن مشيئتنا .. ولها أهدافها الحكيمة..
وتحمل لنا بركات جزيلة ... وعلينا واجبات تجاهها :

أولاً - أوصافها :

1- انها صالحة : يصفها بولس الرسول بذلك فيقول :
" لتختبروا ما هى إرادة ( = مشيئة ) الله الصالحة المرضية الكاملة " ( رو 12 : 2).

2 - وهى حنونة : يتضح ذلك من قول الرب : كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها .." (مت 23 : 37) .. هو يريد أن يحنو علينا كما تحنو الدجاجة على فراخها.

3 - وهى عادلة : يقول داود النبى : " أحكام الرب حق وعادلة كلها " ( مز 19 : 9).

ثانياً - أهدافها :

من أقوال بولس الرسول يتضح أن مشيئة الله تهدف إلى ما يأتى :

1 - قداستنا : هذه هى إرادة الله قداستكم " ( 1تس 4 : 3).
2 - خلا صنا " الله يريد أن جميع الناس يخلصون " (1تى 2 : 4 ).
3 - خيرنا : " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله " ( رو 8 : 28).

ثالثاً - بركاتها :

1- فيها سعادتنا : يوسف عندما خضع لمشيئة الله فقاوم إغراء الشيطان , وقف الرب بجانبه ورفعه إلى أسمى مقام.
2- تعظم مكانتنا عند الله : يوضح الرب يسوع ذلك فيقول : " من يصنع مشيئة الله هو أخى وأختى وأمى " ( مر 3 : 35).

3- يؤهلنا لدخول الملكوت : قال السيد المسيح :

" ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السموات , بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السموات " ( مت 7 : 21).

4 - يعطينا حياة الثبات والخلود :
كقول يوحنا الرسول : وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد " ( 1يو 2 : 17).

رابعاً : واجبنا تجاهها :

1 - التعرف عليها : من الكتاب المقدس , كقول السيد المسيح : " إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم .. " ( يو 7 :17).. وفى الصلاة , كداود النبى الذى كان يصلى قائلاً : " علمنى أن أعمل رضاك ( = مشيئتك ) " (مز 143 : 10 ).
وبحياة التوبة والقداسة , كوصية بولس الرسول : " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم , لتختبروا إرادة الله " ( رو 12 : 2).

2 - ألا نظلمها : فلا يصح أن يخطئ الشخص أو يهمل , ثم يقول : " هذه هى إرادة الله " .. ولا يصح أن يؤجل الشخص التوبة , ويقول : " لما ربنا يريد ".

3 - عدم مقاومتها : بولس الرسول يتساءل مستنكراً : " لأن من يقاوم مشيئته " ( رو 9 : 19).

4 - الصلاة من أجلها : قائلين كما تعلمنا الصلاة الربانية :
" لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض " ...
وفى هذه الطلبة قد يقصد من " السماء " و " الأرض " عدة أمور :

+ السماء قد تعنى الملائكة , والأرض قد تعنى البشر : أى يجب أن الإنسان ككل ( روحاً وجسداً ) لمشيئة الله فلا يشتهى الجسد ضد الروح.

+ السماء قد تشير إلى الروحانيين , والأرض قد تشير إلى الجسدانيين : أى كما يخدم الروحانيون الله بالخضوع لمشيئته فليخدمه الجسدانيون بإصلاح أنفسهم.

+ السماء قد تشير إلى المؤمنين , والأرض قد تشير إلى غير المؤمنين : أى يؤمن بالله خاضعين لمشيئته , فليؤمن غير المؤمنين.


عن كتاب :
تأملات فى أناجيل
قداسات آحاد الصوم الكبير.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
جمييييييييييييييييييييييييييييل جدا بجد
تسلم ايديكم
ربنا يعوضكم
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


تداريب الانسحاق والتذلُّل وقت الصوم


لقداسه البابا شنودة



أيام الصوم هي أيام انسحاق وتذلل أمام الله، لذلك درب نفسك علي ذلك حتى تصل نفسك إلي التراب والرماد. وذلك عن طريق التداريب الآتية:

أ‌- أبعد عن محبة المديح، وعن كلام الافتخار ومديح النفس.

ب‌- أستخدم كلام الانسحاق في صلواتك، مثل ترديدك لمزمور " يارب لا تبكتني بغضبك، ولا تؤدبني بسخطك "(مز 6).

ج- إذا جعت، أو جلست لتأكل، قبل لنفسك " أنا لا أستحق الطعام بسبب خطاياي، لأني فعلت كذا كذا.. أنا لست أصوم عن قداسة، وإنما عن مذلة داخل نفسي ". حاق، مهما وضعوا أمامه من مشتهيات، لا يجد رغبة في الأكل.

وأن ضغط عليه الجوع، يقول لنفسه: تب أولاً، حينئذ يمكنك أن تأكل.. وان وجد نفسه ما يزال في خطأ، يبكت ذاته قائلاً: هل هذا هو الصوم مقبول أمام الله؟! هل هذا تقديس للصوم؟!

د- أيام الصوم فرصة صالحة للأعتراف وتبكيت الذات أمام الله، وأمام أب الاعتراف. وداخل نفسك.

إنها فترة صراحة مع النفس، ومحاسبة للنفس، وتوبيخ وتأديب لها. أحرص فيها أن تجلب اللوم علي ذاتك.
وأهرب من كل تبرير للنفس في أية خطية، مهما سهلت التبريرات.

ه - أدخل في تداريب الإتضاع، وهي كثيرة جداً.

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


تدريبات في الصوم الكبير
قداسة البابا شنوده الثالث




لكي يكون هذا الصوم المقدس ذا أثر فعال فى حياتك الروحية، نضع أمامك بعض التداريب لممارستها، حتى إذا ما حولتها إلى حياة، تكون قد انتفعت فى صومك:


1- تدريب لترك خطية معينة من الخطايا التى تسيطر عليك، والتى تتكرر فى كثير من اعترافاتك. أو التركيز على نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة.. وكل إنسان يعرف تماماً ما هى الخطية التى يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر فى غالبية اعترافاته. فليتخذ هذه الخطايا مجالاً للتدرب على تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صوماً مقدساً حقاً.

وقد يتدرب الصائم على ترك عادة ما :

مثل مدمن التدخين الذى يتدرب فى الصوم على ترك التدخين، أو المدمن مشروباً معيناً، أصبح عادة مسيطرة لا يستطيع تركها، كمن يدمن شرب الشاى والقهوة مثلاً. أو الذى يصبح التفرج على التليفزيون عادة عنده تضيع وقته وتؤثر على قيامه بمسئولياته. كل ذلك وأمثاله تكون فترة الصوم تدريباً على تركه.
اسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجنى يارب من هذه الخطية. أنا معترف بأننى ضعيف فى هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت، لتكن فترة الصوم هذه هى صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها على خطاياك. درب نفسك خلال الصوم على هذا الصراع.



فمثلاً يذكر نفسه كلما وقع فى خطية النرفزة بقول الكتاب : "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 2:1). ويكرر هذه الآية بكثرة كل يوم، وبخاصة فى المواقف التى يحاربه الغضب فيها. ويبكت نفسه قائلاً: ماذا أستفيد من صومى، إن كنت فيه أغضب ولا أصنع بر الله؟!


2- التدريب على حفظ بعض المزامير من صلوات الأجبية، ويمكن إختيار مزمور أو إثنين من كل صلاة من الصلوات السبع، وبخاصة من المزامير التى تترك فى نفسك أثراً.


3- التدريب على حفظ أناجيل الساعات، وقطعها، وتحاليلها. علماً بأنه لكل صلاة 3 أو 6 قطع.


4- التدريب على الصلاة السرية بكل ما تحفظه، سواء الصلاة أثناء العمل، أو فى الطريق، أو اثناء الوجود مع الناس، أو فى أى وقت.


5- اتخاذ هذه الصلوات والمزامير والأناجيل مجالاً للتأمل حتى يمكنك أن تصليها بفهم وعمق.


6- تداريب القراءات الروحية: سواء قراءة الكتاب المقدس بطريقة منتظمة، بكميات أوفر، وبفهم وتأمل.. أو قراءة سير القديسين، أو بعض الكتب الروحية، بحيث تخرج من الصوم بحصيلة نافعة من القراءة العميقة.


7- يمكن فى فترة الصوم الكبير، أن تدرب نفسك على استلام الألحان الخاصة بالصوم أو بأسبوع الآلام، مع حفظها، وتكرارها، والتشبع بروحها...



8- يمكن أن تدرب نفسك على درجة معينة من الصوم، على أن يكون ذلك تحت إشراف أبيك الروحى.


9- هناك تدريبات روحية كثيرة فى مجالات المعاملات... مثل اللطف، وطول الأناة، واحتمال ضعفات الآخرين، وعدم الغضب، واستخدام كلمات المديح والتشجيع، وخدمة الآخرين ومساعدتهم، والطيبة والوداعة فى معاملة الناس.


10- تدريبات أخرى فى (نقاوة القلب): مثل التواضع، والسلام الداخلى، ومحبة الله، والرضى وعدم التذمر، والهدوء وعدم القلق، والفرح الداخلى بالروح، والإيمان، والرجاء.

 

ramzy1913

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 يوليو 2009
المشاركات
4,071
مستوى التفاعل
158
النقاط
0
الإقامة
القاهرة -- الزاوية الحمراء
سلام ونعمة://
الصوم الكبير ، أسبوع الإستعداد

في بداية الصوم الكبير لا تفكر في الأكل والشرب أو صعوبة الصوم أو سهولته
لكن أدخل إلى مخدعك وفكر كيف تقترب إلى الله وتتقدس في هذا الصوم
فرحلة الصوم سوف تبدأ بعد أن تدخل المخدع وتغلق بابك وليكن هذا الأسبوع أسبوع صلاة

2kd95ef89061.gif
 

روزي86

كتكوتة المنتدي
عضو مبارك
إنضم
3 أكتوبر 2009
المشاركات
45,853
مستوى التفاعل
1,167
النقاط
0
الإقامة
cairo
جميل اوي اوي

ربنا يعوض تعب محبتكم

وكل سنة وانتم طيبين

متابعه معاكم
 

grges monir

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
9 نوفمبر 2008
المشاركات
15,634
مستوى التفاعل
2,153
النقاط
113
الإقامة
فى قلب يسوع
في بدايةهذا الصوم المقدس يجب الا نفكرفي الأكل والشرب أو صعوبة الصوم أو سهولته، لكن ليدخل كل واحد الى مخدعة ويصلى بحرارة للة لان رحلة الصوم سوف تبدأ بعد أن تدخل المخدع وتغلق بابك..
الشيطان يريد ان يصيد كل أحد منا بصنارة معينة.. وهو يعترض طريق تقديسنا وسعادتنا دائماً ... في هذا الصوم نصرخ إلى الله بإيمان ليقطع عنا الخطية . ويعطينا إيماناً فوق مستوى التجارب وحصانة أمام تجارب العدو وضيقات العالم وشهوات الجسد.
 
أعلى