- إنضم
- 7 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 4,593
- مستوى التفاعل
- 192
- النقاط
- 63
1075 - حولنا في العالم اشياء كثيرة جميلة ، اشياء تخطف البصر وتُلفت النظر . وجميل أن نرى كل ما هو جميل ٌ ونسعد به . جميل ٌ ان نرى ونتأمل ونتمتع ، لكن الخطر كل الخطر حين تزوغ العين ويتعلق القلب ويتمسك بما حوله . الخظر أن نقبض بكل اصابعنا على ما حولنا ونتعلق به . فكل ذلك زائل ، الجميل لا بد أن يفقد جماله ، النافع لا بد ان ينتهي نفعه . لكل شيء ٍ نهاية ، وكل ما له نهاية باطل ، والتمسك بالباطل قبض الريح . كان سليمان الحكيم يمتلك ما لم يمتلكه ُ انسان قبله أو بعده . ثروة ٌ لم يحصل انسان ٌ على مثلها . حكمة ٌ لم يتصف بها بشر ٌ غيره . قوة ٌ وسلطان ٌ ومجد وطول أيام ، ووجد ذلك كله ُ باطلا ً وقبض الريح . خلق الله آدم ، وخلق له بيتا ً جنة عدن ، وزينها بكل ما هو جميل ٌ وحسن . وكان بيتا ً أبديا ً دائما ً . وأخطأ آدم ضد الله وعصاه . وانقطعت العلاقة بين الانسان والله . وطُرد آدم من الجنة ، فقد بيته ، ألقى به الله خارجا ً وهوى الى الأرض . وأراد آدم أن يبني لنفسه ِ بيتا ً بديلا ً . عمل في الأرض بكل قوة . أراد أن يبني على الأرض جنة ً جميلة ً حسنة ، وتفنن في تجديد الأرض . بنى بيوتا ً وقصورا ً شامخة ، زرع حقولا ً وبساتين غنّاء . استعاض عن الشمس بالثريا ، وعن قوة الله بالطاقة لصيانة عالمه . حقق كل شيء ٍ أراده ، أنشأ وأقام وخلق ، الا الدوام ، الا البقاء ، الا الأبدية . كل ما عمله يزول ، يمسه ُ الفناء والموت ، فيفنى ويموت معه . كله ُ تراب والى تراب يعود . كل شيء ٍ يمضي وينتهي . يقول يوحنا الرسول : " لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. ....... وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. " ( 1 يوحنا 2 : 15 ، 17 ) محبة العالم تمسك ٌ بالعالم واعتماد ٌ على العالم وقبض اليد على ما بالعالم . والعالم سيمضي وكل ما به سينتهي ، وكل جماله ِ وحسنه ِ سيزول . وحين ينتهي العمر ويسكن الجسد ينفلت كل شيء ٍ من بين الاصابع ، ولا يبقى في قبضة اليد شيء ، يزول الزائل . فاسعَى للباقي ، اصنع مشيئة الله ، تثبت الى الابد .