تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1037 - كثيرا ً ما نقول بنوع ٍ من العصبية : انا لست ُ قلقا ً لكني متوتر ٌ قليلا ً . الحياة مليئة ً بمسببات القلق والتوتر ، فمنها السريع الزوال والمزمن والخفيف والحاد والمتعلق بالاوضاع المادية والمتعلق بالعلاقات ، وما الى ذلك وإن بقينا نفكر في هذه الاشياء فلا بد ان نصاب بالجنون ، كما انها قد تؤثر سلبا ً على ايماننا بالله وتجعلنا نتسائل : هل يهتم بنا الله حقا ً ؟ وهل هو مستعد لفعل اي شيء ٍ لمساعدتنا على الخروج من هذه الازمة ؟

متى 6 : 19 – 21
19. ((لا تجمعوا لكم كنوزا على الأرض ، حيث يفسد السوس والصدأ كل شيء ، وينقب اللصوص ويسرقون.
20. بل اجمعوا لكم كنوزا في السماء ، حيث لا يفسد السوس والصدأ أي شيء ، ولا ينقب اللصوص ولا يسرقون .
21. فحيث يكون كنزك يكون قلبك.

متى 6 : 24 – 27
24. ((لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ، لأنه إما أن يبغض أحدهما ويحب الآخر، وإما أن يتبع أحدهما وينبذ الآخر. فأنتم لا تقدرون أن تخدموا الله والمال.
25. لذلك أقول لكم : لا يهمكم لحياتكم ما تأكلون وما تشربون ، ولا للجسد ما تلبسون. أما الحياة خير من الطعام، والجسد خير من اللباس؟
26. أنظروا طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن، وأبوكم السماوي يرزقها. أما أنتم أفضل منها كثيرا؟
27. ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟


كان يسوع يعرف انه من الطبيعي أن يقلق تلاميذه ُ بشأن توفير الاحتياجات الأساسية للحياة ، لهذا فقد أكد لهم ثانية ً أن الله سيسدد لهم احتياجاتهم . إن قلقنا على احتياجاتنا لا يجدي نفعا ً بل هو يتجاهل حقيقة ان الله قادر ٌ على تسديد هذه الاحتياجات . لم يطلب يسوع من تلاميذه ِ أن يكونوا كسالى أو ان لا يعملوا ، بل اوصاهم ان يثقوا بالله وأن لا يقلقوا .
افعل ما يمكنك فعله بشأن الامور التي تهمك والتي تعنيك ، لكن في الوقت نفسه ِ يجب عليك ان تُدرك بأن الله الذي يحبك ويهتم بك َ قادر ٌ على تسديد كل احتياج ٍ لديك ، فهو لن يسمح لاحتياجاتك بأن تطغى عليك ، لهذا حين يهاجمك القلق اتبع هذه الخطوات الثلاث :
اولا - أخبر الله بمخاوفك وقلقك واسأله ان يسدد احتياجاتك .
ثانيا ً – افعل ما يمكنك فعله كانسان ٍ للتخلص من مخاوفك وقلقك .
ثالثا ً – ثق في صلاح الله ، ولا تنسى ان الله يهتم بك اكثر من اهتمامك انت بنفسك ، وانه سيوفر لك كل ما تحتاج اليه في حينه ِ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1038 - حين تتراكم السُحب وتتجمع وتخفي الشمس نشعر بالخوف والقلق . متى تعود الشمس وتصفو السماء وينزل المطر ، متى ؟ وفي وقت الخوف والقلق ننسى ان هناك شمسا ً خلف السحاب . كل ما نعرفه هو ما نراه ، غمام ، سواد ، ظلام . ثم فجأة تظهر الشمس ونطمئن بعض الوقت . وما ان نرى غمامة ً في حجم الكف حتى نفزع من جديد ونقلق . مع ان الشمس هناك ، دائما ً هناك ، وستشرق ، دائما ً ستشرق . كان النبي ايليا هاربا ً من وجه الملك آخاب واختبأ في بيت أرملة ٍ فقيرة . وجاع ، وطلب طعاما ً ولم يكن في البيت ما يكفي ، كل ما كان لدى المرأة " مِلْءُ كَفّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ " ( 1 ملوك 17 : 12 ) وعملت من ذلك كعكة للنبي وقدمتها له . ولدهشتها وجدت ان كوار الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص . واستمرت هي وابنها تستخدم الدقيق والزيت لطعامهما دون ان يتوقف عطاء الله حتى انتهت المجاعة . وامام الجموع الجائعة لم يجد التلاميذ الا خمس خبزات ٍ وسمكتين ن لكنها تزايدت وتكاثرت في يد المسيح ، رغيف ٌ وراء رغيف وسمكة ٌ وراء سمكة . ونحن في حياتنا نركز نظرنا على الكوار الفقير والزيت القليل ونخاف الجوع . ونركز على الخبزات الخمس والسمكتين ونخشى خوار الجموع . وراء الكوار والكوز اله ٌ يعد باستمرار العطاء . وراء الخمس خبزات والسمكتين اصابع تبارك وتوزع . حين تتزايد السحب ويختفي النورتأكد ان الشمس هناك . حين تصعب الحياة وتشح البركات ثق ان الله موجود . الشمس لا بد ان تُشرق من جديد . والله لا بد ان يُنقذ قبل " الْهَزِيعِ الرَّابعِ " ( متى 12 : 25 ) الشمس دائما ً تُشرق وتُتنير وتُدفئ وتطرد الغيوم . الله دائما ً يصدق ويهب ويُعطي ويملأ الحياة . لا تخشى السحب إن تجمعت ، ولا تخشى الصعوبات إن ثَقُلَت . فالشمس ُ هناك دائما ً ، دائما ً هناك . والله هناك ، دائما ً هناك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1039 - اليوم وأنت تبدأ طريقك لعلك سمعت من يقول لك : اذهب الله معك ، اذهب الرب يصحبك ، الله يقويك ، الروح القدس يشملك بقوته . وهذا يجعلك تخطو طريقك في تفاؤل ٍ واقدام وعزم ٍ وبهجة . شعورك بصحبة الله ورفقة الروح القدس يجعل الطريق سهلا ً والحياة رائعة . الروح القدس يصعب معرفته وفهمه وادراك اسراره ِ على الكثيرين . كثيرون عاشوا بقوة الروح القدس وامتلئوا به واختبروه لكنهم لم يقدموا لنا تعريفا ً له او شرحا ً لطبيعته او تحليلا ً لاعماله . لتعرف الروح القدس لا تحتاج لوضعه ِ في انبوبة اختبار أو تحت المجهر . لتعرف الروح القدس لا تحتاج ان تفحصه ُ وتحلله ُ وتقيس ابعاده ُ واعماقه . معرفة الروح القدس تكون بالاختبار ، بالتجربة ، بالمعايشة . الروح القدس ليس روحا ً من الله ، ليس رسولا ً او مبعوثا ً او انبثاقا ً منه ، الروح القدس هو ذات الله ، هو الله الروح القدس . امتلائك بالروح القدس امتلاء ٌ بالله ذاته . حصولك عليه يعني حياة الله فيك . هو الله يوجد فيك ، يحيا فيك ، يتحرك فيك . الله الآب خلقك ، الله الابن فداك ، الله الروح القدس يحيا فيك . الله الخالق خلق الانسان ، الله المسيح حمل خطاياه وفداه ، الله الروح القدس يتصل بالانسان ويحيا فيه . وهو وحده الله . الله بذاته الآب والابن والروح القدس ، ذات ٌ لا صفات أو أعمال . الله الروح القدس فيك يحكّمك . الله الروح القدس فيك َ ِيُرشدك . الله الروح القدس فيك يقويك . الله الروح القدس فيك يشهد بك . الله الروح القدس فيك َ يُعين صلاتك . الله الروح القدس فيك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1040 - نبدأ جميعنا منذ سنوات الدراسة الأولى في القلق من ان بعض الصداقات يمكن ان تسبب لنا بعض الحرج ، وفي غالبية الاحيان فااننا نميل الى مصاحبة الاشخاص الذين سيرفعون من قيمتنا او مكانتنا في أعين الناس . لم يكن يسوع يهتم بمكانته الاجتماعية ، بل اننا نراه في هذه القراءة يخاطر بسمعته امام الناس ويدخل الى بيت متى الذي كان يعمل في جباية الضرائب لكي يتناول معه الطعام . لكنه بهذا كان يساعد شخصا ً آخر دون ان يبالي بما قد يقوله الناس عنه

متى 9 : 1 – 13
1. فركب يسوع القارب وعبر البحيرة راجعا إلى مدينته.
2. فجاءه بعض الناس بكسيح ملقى على سرير. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للكسيح: ((تشجع يا ابني، مغفورة لك خطاياك)).
3. فقال بعض معلمي الشريعة في أنفسهم: ((هذا الرجل يجدف! )).
4. وعرف يسوع أفكارهم، فقال: ((لماذا تظنون السوء في قلوبكم؟
5. أيما أسهل؟ أن يقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامش؟
6. سأريكم أن ابن الإنسان له سلطان على الأرض ليغفر الخطايا)). وقال للكسيح: ((قم واحمل سريرك واذهب إلى بـيتك)).
7. فقام الرجل وذهب إلى بيته.
8. فلما شاهد الناس ما جرى، خافوا ومجدوا الله الذي أعطى البشر مثل هذا السلطان.
9. وسار يسوع من هناك، فرأى رجلا جالسا في بيت الجباية اسمه متى. فقال له يسوع: ((إتبعني)). فقام وتبعه.
10. وبينما يسوع يأكل في بيت متى، جاء كثير من جباة الضرائب والخاطئين وجلسوا مع يسوع وتلاميذه.
11. ورأى بعض الفريسيـين ذلك، فقالوا لتلاميذه: ((لماذا يأكل معلمكم مع جباة الضرائب والخاطئين ؟))
12. فسمع يسوع كلامهم، فأجاب: ((لا يحتاج الأصحاء إلى طبـيب ، بل المرضى.
13. فاذهبوا وتعلموا معنى هذه الآية: أريد رحمة لا ذبـيحة. وما جئت لأدعو الصالحين ، بل الخاطئين))


حاول بعض الفريسيين جاهدين ان يمسكوا خطأ ً واحدا ً على الرب يسوع . في هذه المناسبة رأى هؤلاء ما يبدو وكأنه فرصة ٌ ذهبية ٌ للايقاع بالرب يسوع في ورطة ٍ سياسية ٍ الا وهي التواطؤ مع الخطاة والمجرمين ، لكن يسوع صعقهم في شيئين :
اولا – انه لم يهتم بصورته ِ ومظهره ِ .
ثانيا ً – انه اثبت لهم خطأهم هم .

ربما يلاحظ الآخرون رفاقنا الذين نختلط بهم بصورة ٍ دائمة ، لكن لا ينبغي علينا ان نهتم لهذا الأمر طالما اننا نؤثر في رفاقنا بطريقة ٍ ايجابية ولا نتأثر بهم بطريقة ٍ سلبية . صحيح ٌ ان سمعتك قد تتأثر سلبا ً على الأرض لكنها لن تتأثر في السماء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1041 - نعيش في عالم ٍ كله صخب ٌ وضجة وسرعة وتسابق وحركة ونشاط ٌ محموم . الضجة تصدم الأذن وتسبب الصداع وتهدد بالصمم . والسرعة والحركة والنشاط يمزق الصدر ويهدد سلام القلب . والناس في حياتهم اليومية غارقون في الصخب ، محمولون على تيار الحركة السريعة ، لا يستطيعون اسكات الضجيج مهما أغلقوا آذانهم . ولا يستطيعون تخفيف سرعة الحركة مهما قاوموا التيار . ووسط الضجة لا نسمع حديث من يتحدث . ووسط سرعة الحركة لا نتمتع بما يجري حولنا . الاصوات العالية تمنع صوت الله من أن يصل الينا ، فلا نسمعه . الحركات السريعة تحملنا بعيدا ً وتحرمنا من رؤية الله وحضرته . فإن اردنا سماع صوت الله فلنسكت أمامه . يقول زكريا النبي : " اُسْكُتُوا يَا كُلَّ الْبَشَرِ قُدَّامَ الرَّبِّ " ( زكريا 2 : 13 ) وإن شئنا رؤية مشيئة الله فلنتوقف ونهدأ . يقول الله على لسان داود النبي : " كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. " ( مزمور 46 : 10 ) حين نُصمت صوت العالم وضجيجه حولنا يتكلم الله معنا . حين نوقف الحركة السريعة الجارفة حولنا يمكننا رؤية الله . الصمت الذي يحيط بنا يتكلم ، والهدوء الذي يلف حولنا يتحرك . حين تُنصت للصمت تسمعه ، للصمت صوت . وحين تتأمل الهدوء تراه ، للهدوء حركة . تحتاج الى وقت ٍ تسكت فيه . يقول سليمان الحكيم : " لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. " ( جامعة 3 : 7 ) وتحتاج الى أوقات ٍ تكف فيها وتتوقف . قال الله لشعبه أمام البحر : " قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " ( خروج 14 : 13 ) هل تريد أن تسمع صوت الله يتحدث اليك ؟ أسكت ، اصمت امامه . هل تريد ان تتمتع بخلاص الله ينجّيك ويُتقذك ؟ كُف ، قف ، انتظره . ما أجمل واروع صوت الله والعالم حولك صامت . ما أعظم وأمجد عمل الله والعالم حولك جامد . الله يتكلم دائما ً وسط الضجيج وفي لحظات السكوت . والله يعمل دائما ً وسط الحركة وفي اوقات السكون . لكنك تسمع صوته ُ أفضل وانت ساكت ٌ أمامه . وتستطيع ان تراه يتحرك أوضح وانت ساكن ٌ في حضرته . تعلّم السكوت والصمت . حاول ان تقف وتنتظر .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1042 - البعض يضعون نفسهم في مواقف شك ٍ تصيبهم بحالة ٍ من الشلل ، فقد يصلي هؤلاء طلبا ً للسلام ثم يفعلون ما يجعلهم يشعرون بالسلام ويقولون : انا اعرف ان ما افعله يبدو جنونيا ً لكني اشعر بالسلام بشأن ذلك . وإن فارقهم السلام فقد يبدأون في النظر الى الآخرين في محاولة ٍ منهم لاستعادة الطمأنينة بانهم ما زالوا يسلكون الطريق الصحيح

متى 11 : 2 – 15
2. وسمع يوحنا وهو في السجن بأعمال المسيح، فأرسل إليه بعض تلاميذه
3. ليقولوا له: ((هل أنت هو الذي يجيء، أو ننتظر آخر؟))
4. فأجابهم يسوع: ((ارجعوا وأخبروا يوحنا بما تسمعون وترون:
5. العميان يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يتلقون البشارة.
6. وهنيئا لمن لا يفقد إيمانه بـي)).
7. فلما انصرف تلاميذ يوحنا، تحدث يسوع للجموع عن يوحنا فقال: ((ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟ أقصبة تهزها الريح؟
8. بل ماذا خرجتم ترون؟ أرجلا يلبس الثياب الناعمة؟ والذين يلبسون الثياب الناعمة هم في قصور الملوك!
9. قولوا لي: ماذا خرجتم تنظرون؟ أنبـيا؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبي.
10. فهو الذي يقول فيه الكتاب: أنا أرسل رسولي قدامك، ليهيّئ الطريق أمامك.
11. الحق أقول لكم: ما ظهر في الناس أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن أصغر الذين في ملكوت السماوات أعظم منه.
12. فمن أيام يوحنا المعمدان إلى اليوم، والناس يبذلون جهدهم لدخول ملكوت السماوات، والمجاهدون يدخلونه.
13. فإلى أن جاء يوحنا كان هناك نبوءات الأنبـياء وشريعة موسى.
14. فإذا شئتم أن تصدقوا، فاعلموا أن يوحنا هو إيليا المنتظر.
15. من كان له أذنان ، فليسمع


كانت مهمة يوحنا المعمدان التي اوكله الله بها هي ان يهيئ الناس للمسيا الآتي . أما الآن وهو في السجن لم تكن خدمته ُ تسير كما يتمنى ، فهل كان مخطئا ً بشأن يسوع ؟ لم يتوصل يوحنا المعمدان الى استنتاجه الخاص به عن يسوع اعتمادا ً على انطباعاته ِ او مشاعره الشخصية ، بل انه ذهب الى المصدر ، اي الرب يسوع نفسه ِ للحصول على الحقائق التي سيبني عليها قراره ُ ، وينبغي علينا نحن ايضا ً ان ننتهج نفس الاسلوب في تعاملنا مع شكوكنا . حينما تساورك الشكوك ارجع الى المصدر الحقيقي . فعوضا ً عن الاعتماد على مشاعرك او قناعاتك ، ابحث عن الدليل في كلمة الله بأن المسيح هو المسيا ابن الله . فإن درست اقوال الرب يسوع المسيح وافعاله ُ ، فسوف يتجدد ايمانك ويتقوى .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1043 - حين خرجت اليوم ، خرجت قاصدا ً مكانا ً او عملا ً او مهمة ً تتوجه اليها . وفي الطريق اشياء كثيرة يمكن ان تبعدك عن قصدك ، وهدفك وطريقك . لو استسلمت لها وتبعتها لوجدت نفسك منحرفا ً بعيدا ً عما خرجت اليوم لاجله . الاضواء والالوان ، الاصوات والالحان ، المغريات والمشهيات ، تصرخ ، تدعو ، تنادي ، تجذب . لكن الهدف ايضا ً يبرق امامك يشير الى الطريق ، يوحي ويوصي بالانتظام والالتزام . التفكير لازم ٌ للوصول ، الاصرار يقود الى الهدف . التحديد والثبات يحفظ الارجل على الطريق . جياد السباق يوضع على وجهها قناع ٌ يوجه نظرها الى نقطة الوصول لتجري نحوها . لا يلتفتون يمنة ً او يسرة ، يركضون الى الامام ، الى نهاية السباق ، محطة الوصول الهدف . وانت تتجه اليوم ، اتجه الى هدفك ، لا تته يمنة ً أو يسرة ، اتبع هدفك ، اتجه نحوه . لا تبذل جهدا ً بلا طائل ، لا تضيّع وقتا ً بلا فائدة ، لا تنحرف ، تقدم للامام . هكذا فعل بولس الرسول ، ركّز بصره ُ نحو هدفه . حدد وسعى وأصر على الوصول اليه . لم تعوّقه صعوبات ، لم تجرفه تيارات ، لم تجذبه اغرائات . يقول في رسالته الى فيلبي 1 : 20 " حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي " هذا هو هدفه ، قصده الذي ينتظره ويسعى نحوه " حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي أَنِّي لاَ أُخْزَى فِي شَيْءٍ ، بَلْ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ كَمَا فِي كُلِّ حِينٍ " لا يعطّله ُ أو يفصله ُ أو يُبعده ُ عما يريد أي شيء ، بل دائما ً في كل وقت يتقدم :
" كَذلِكَ الآنَ ، يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي ، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ. " تعظيم المسيح يجعله ُ لا يدّخر جهدا ً أو يضيع وقتا ً أو يخشى شيئا ً . الحياة والموت لا يبعدانه عن هدفه ، بالعكس يدفعانه نحوه فيقول : " لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. " ( فيلبي 1 : 21 )
هل حولك انوار تتلألأ تُبعد عينيك عن هدفك ؟ هل بجوارك اصوات ٌ تتعالى تصم أذنيك عن دعوتك ؟ هل في حياتك اشياء تجذبك بعيدا ً عن تمجيد الله ؟ هل على طريقك عوائق تفصلك وتبعدك عن تعظيم المسيح ؟ الهدف الذي تسعى اليه يشير الى ان تتجه نحوه . قصد الله لحياتك أولى وأهم وأعظم من كل ما حولك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1044 - كثيرا ً ما نستخدم كلمة انتبه ، لاسيما حينما نحذر اطفالنا من خطر ٍ ما . ورغم انه من الجيد عادة ً ان ننتبه ونحذر الا ان هذا قد يسبب لنا بعض المشاكل في ايماننا . في هذا المقطع يخطو واحد ٌ من اكثر تلاميذ المسيح اندفاعا ً وتهورا ً بضع خطوات ٍ بالايمان ، لكن للاسف فقد واجه مشكلة ً عويصة ً حينما بدأ ينظر من حوله ِ وينتبه لخطواته ِ

متى 14 : 22 – 36
22. وأجبر التلاميذ لوقته أن يركبوا السفينة ويتقدموه إلى الشاطئ المقابل حتى يصرف الجموع.
23. ولما صرفهم صعد الجبل ليصلي في العزلة. وكان في المساء وحده هناك.
24. وأما السفينة فقد ابتعدت عدة غلوات من البر، وكانت الأمواج تلطمها، لأن الريح كانت مخالفة لها.
25. فعند آخر الليل ، جاء إليهم ماشيا على البحر.
26. فلما رآه التلاميذ ماشيا على البحر، اضطربوا وقالوا: ((هذا خيال! ))ومن خوفهم صرخوا.
27. فبادرهم يسوع بقوله: ((ثقوا. أنا هو، لا تخافوا! ))
28. فأجابه بطرس: ((يا رب، إن كنت إياه ، فمرني أن آتي إليك على الماء )).
29. فقال له: ((تعال! ))فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء آتيا إلى يسوع.
30. ولكنه خاف عندما رأى شدة الريح ، فأخذ يغرق ، فصرخ: ((يا رب، نجني! ))
31. فمد يسوع يده لوقته وأمسكه وهو يقول له: ((يا قليل الإيمان ، لماذا شككت ؟ ))
32. ولما ركبا السفينة، سكنت الريح ،
33. فسجد له الذين في السفينة وقالوا: ((أنت ابن الله حقا ! )).
34. وعبروا حتى بلغوا البر عند جناسرت .
35. فعرفه أهل تلك البلدة، فأرسلوا بالخبر إلى تلك الناحية كلها ، فأتوه بجميع المرضى ،
36. وأخذوا يسألونه أن يدعهم يلمسون هدب ردائه فحسب ، وجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء .


حينما رأى التلاميذ الرب يسوع يمشي على الماء لم يصدقوا أعينهم . وقد طلب بطرس من الرب يسوع أن يأمره بالمشي على الماء . وقد كانت هذه خطوة َ ايمان ٍ عظيمة ً من بطرس . وحينما دعاه الرب يسوع للمشي على الماء نزل بطرس بالفعل من السفينة وبدأ بالسير على سطح الماء . لكن حالما بدأ بطرس بتحويل عينيه عن الرب يسوع والنظر من حوله ِ الى الامواج العالية بدأ يغرق . كما نرى من خلال مثال بطرس فإن ايمان المرء لا يبقى ثابتا ً على الدوام . فالاشخاص الذين يركزون انظارهم على مشاكلهم سيجدون ان ايمانهم يتناقص شيئا ً فشيئا ً . أما الاشخاص الذين يركزون انظارهم على الرب يسوع فسوف يرون أن ايمانهم يتزايد .
لا تلتفت لضعفك َ ولا للظروف غير المواتية من حولك َ ، بل حافظ على ايمانك واحرص على تنميته ِ عن طريق تثبيت نظرك على الرب يسوع المسيح .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1045 - يضع الكثيرون بعض المعايير لعمل الله كشرط اساسي ٍ لايمانهم به حيث تجدهم يقولون : اذا حل الله هذه المشكلة فقط فلن اواجه مشكلة ً في أن أؤمن به . وعادة ً ما يتطلب ايمان هؤلاء ان يروا ظهورا ً معجزيا ًأو ان يختبروا عملا ً عجيبا ً . البعض يشترطون امورا ً كهذه على الله لكن فئة ً قليلة ً فقط هي التي حاولت بجد ٍ اكثر مما حاول الفريسييون والصدوقييون . فنحن نرى كيف انهم كانوا يطالبون الرب يسوع بمعجزة ، لكن يسوع كان يمضي ويتركهم يتخبطون وسط شكوكهم

متى 16 : 1 – 12
1. وأقبل إليه بعض الفريسيـين والصدوقيـين ليجربوه، فطلبوا منه أن يريهم آية من السماء.
2. فأجابهم: ((تقولون عند غروب الشمس: سيكون صحو، لأن السماء حمراء كالنار.
3. وعند الفجر تقولون: اليوم مطر، لأن السماء حمراء على سواد. منظر السماء تعرفون أن تفسروه، وأما علامات الأزمنة فلا تقدرون أن تفسروها.
4. جيل فاسد فاسق يطلب آية، ولن يكون له سوى آية يونان)). ثم تركهم ومضى.
5. ولما عبر التلاميذ إلى الشاطئ المقابل، نسوا أن يتزودوا خبزا،
6. فقال لهم يسوع: ((انتبهوا، إياكم وخمير الفريسيـين والصدوقيـين)).
7. فقالوا في أنفسهم: ((يقول هذا لأننا ما تزودنا خبزا)).
8. فعرف يسوع وقال لهم: ((يا قليلي الإيمان ، كيف تقولون في أنفسكم: لا خبز معنا؟
9. أما فهمتم بعد؟ ألا تذكرون الأرغفة الخمسة للخمسة الآلاف وكم قفة ملأتم ؟
10. والأرغفة السبعة للأربعة الآلاف وكم سلة ملأتم؟
11. كيف لا تفهمون أني ما عنيت الخبز بكلامي ؟ فإياكم وخمير الفريسيـين والصدوقيّين! ))
12. ففهم التلاميذ أنه قال لهم يجب أن يتجنبوا تعاليم الفريسيين والصدوقيين لا خمير الخبز.


لم تنجح المعجزات على الاطلاق باقناع الاشخاص المتشككين ، فقد الزم هؤلاء انفسهم بعدم الايمان . وفي وقتنا الحاضر يطالب الكثيرون بدليل ٍ على وجود الله او قدرته ِ ، لكنهم بطلباتهم هذه انما يحاولون اخفاء الموضوع الرئيسي الا وهو انهم اختاروا ان لا يؤمنوا بالله . لكن إن لم نؤمن ان الله قادر ٌ على عمل المعجزات فلن نتمكن ابدا ً من تصديق المعجزة حين حدوثها .
اذا كنت تشك في المسيح بسبب انك لم ترى معجزة ً فاسأل نفسك ما اذا كانت المعجزة في حد ذاتها ستقتعك حقا ً ام انها ستزيد من شكوكك أكثر فاكثر . فقد قال الرب يسوع : " طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا " ( يوحنا 20 : 29 ) وهكذا فإن رؤية عمل الله في حياتك تبدأ حينما تخطو خطوة ايمان ٍ معه ُ وتؤمن بأن يسوع هو ابن الله وانه هو الطريق الوحيد للخلاص .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1046 - غضب ٌ ، ارهاق ٌ ، احباط ٌ ، اهاناتٌُ ، انتكاسات . بعض الاشخاص لديهم الاستعداد لتحمل جميع هذه الاشياء وما هو اكثر منها في سبيل ٍ وعد ٍ بمكافئة ٍ ما في نهاية الأمر . لكن بدون مقابل ٍ مستقبلي من نوع ٍ ما قد لا تجد شخصا ً واحدا ً يمكن ان يقبل بمثل هذه الصعوبات والضيقات . المكافأة هي من الامور التي تقلق بطرس في هذه القراءة . فبعد ان تحدث الرب يسوع بصورة ٍ مدهشة عن الاغنياء والخلاص ، يبدأ بطرس بالتساؤل عن فرصته ِ هو في الخلاص

متى 19 : 16 – 29
16. وإذا برجل يدنو فيقول له: ((يا معلم، ماذا أعمل من صالح لأنال الحياة الأبدية ؟ ))
17. فقال له: ((لماذا تسألني عن الصالح؟ إنما الصالح واحد. فإذا أردت أن تدخل الحياة، فاحفظ الوصايا )).
18. قال له: ((أي وصايا ؟ ))فقال يسوع: ((لا تقتل ، لا تزن ، لا تسرق ، لا تشهد بالزور.
19. أكرم أباك وأمك ))و ((أحبب قريبك حبك لنفسك )).
20. قال له الشاب: ((هذا كله قد حفظته ، فماذا ينقصني ؟ ))
21. قال له يسوع: ((إذا أردت أن تكون كاملا، فاذهب وبع أموالك وأعطها للفقراء ، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني )).
22. فلما سمع الشاب هذا الكلام ، انصرف حزينا لأنه كان ذا مال كثير .
23. فقال يسوع لتلاميذه : ((الحق أقول لكم: يعسر على الغني أن يدخل ملكوت السموات .
24. وأقول لكم : لأن يمر الجمل من ثقب الإبرة أيسر من أن يدخل الغني ملكوت الله )) .
25. فلما سمع التلاميذ هذا الكلام دهشوا دهشا شديدا وقالوا: ((من تراه يقدر أن يخلص ؟ ))
26. فحدق إليهم يسوع وقال لهم : ((أما الناس فهذا شيء يعجزهم ، وأما الله فإنه على كل شيء قدير )).
27. فقال له بطرس : ((ها قد تركنا نحن كل شيء وتبعناك، فماذا يكون مصيرنا ؟ ))
28. فقال لهم يسوع : ((الحق أقول لكم : أنتم الذين تبعوني ، متى جلس ابن الإنسان على عرش مجده عندما يجدد كل شيء ، تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر عرشا ، لتدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر .
29. وكل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو بنين أو حقولا لأجل اسمي ، ينال مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية.


قد لا تروق مكافئات الله لأولئك الاشخاص الذين يشبهون ذلك الشاب الغني والذين يرغبون في الحصول على مكافأة ٍ فورية . حينما تخدم الله لا تنتظر مكافئات فورية من مال ٍ أو راحة ٍ أو مكانة ، بل كن مستعدا ً لانتظار المكافأة الأعظم ألا وهي قضاء الابدية في محضر الله . وفوق هذا كله ِ اخدم الله بدافع امتنانك لما صنعه ُ الله لاجلك وبدافع محبتك لشخصه ِ وليس بدافع المكافئات التي سيمنحك اياها .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1047 - هل سبق لك ان التقيت بشخص ٍ يبدو في مظهره ِ انيقا ً جدا ً كعارضي الازياء في المجلات في حين ان مواقفه ُ وسلوكياته ِ بشعة ٌ وقبيحة ولا تعكس شيئا ً آخر سوى الخطية ؟ من المدهش كيف ان المظهر الخارجي للشخص يمكن ان يختلف كثيرا ً عن شخصيته ِ الحقيقية . يوجه الرب يسوع كلامه ُ الى بعض الفريسيين والصدوقيين ، لكن يمكننا ان ندرك بسهولة ٍ ان هذه الكلمات تنطبق على اي شخص ٍ يهتم بتفاهات الحياة اكثر من اهتمامه بما يرضي الله

متى 23 : 25 – 36
25. الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تطهرون ظاهر الكأس والصحن، وباطنهما ممتلئ بما حصلتم عليه بالنهب والطمع.
26. أيها الفريسي الأعمى! طهر أولا باطن الوعاء، فيصير الظاهر مثله طاهرا.
27. الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! أنتم كالقبور المبَّـيضة، ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ بعظام الموتى وبكل فساد.
28. وأنتم كذلك، تظهرون للناس صالحين وباطنكم كله رياء وشر.
29. الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تبنون قبور الأنبـياء وتُـزينون مدافن الأتقياء،
30. وتقولون: لو عشنا في زمن آبائنا، لما شاركناهم في سفك دم الأنبـياء.
31. فتشهدون على أنفسكم بأنَّـكم أبناء الذين قتلوا الأنبـياء.
32. فتمموا أنتم ما بدأ به آباؤكم.
33. أيها الحيات أولاد الأفاعي! كيف ستهربون من عقاب جهنم؟
34. لذلك سأرسل إليكم أنبـياء وحكماء ومعلمين، فمنهم من تقتلون وتصلبون، ومنهم من تجلدون في مجامعكم وتطاردون من مدينة إلى مدينة،
35. حتى ينزل بكم العقاب على سفك كل دم بريء على الأرض، من دم هابـيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين المذبح وبيت الله.
36. الحق أقول لكم: هذا كله سيقع على هذا الجيل


ادان الرب يسوع الفريسيين والقادة الدينيين بسبب اخفائهم لفسادهم وجشعهم وراء مظهرهم الخارجي الحسن . لكنهم كانوا في الوقت نفسه ِ يتبنون مواقف وسلوكيات ٍ تهين الله الذي اعطاهم تلك الشريعة ، مثل الجشع والخداع وظلم الآخرين والتظاهر والكبرياء ، وهذا هو جوهر الرياء ان تحاول الظهور بمظهر ٍ يختلف عن حقيقتك . إن التظاهر بانك مؤمن ٌ يختلف تمام الاختلاف عن ان تكون مؤمنا ً بالفعل . هل تتظاهر بانك مؤمن ؟ هل تحاول ان تتستر على خطاياك ؟ احرص على فحص مواقفك ودوافعك الداخلية عوضا ً عن الانشغال بمظهرك الخارجي . لا تكن مثل الفريسيين ولا تكن واحدا ً من المرائين .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1048 - الله موجود ٌ منذ الأزل . وهو باق ٍ الى الأبد . هو الألف والياء ، البداية والنهاية . هو الألف والياء ، الأول والآخر . كلمته ُ هي الأولى والأخيرة . لا تسبق كلمته ُ كلمة ولا تلي كلمته ُ كلمة . كلام الانسان مهما كانت حكمته ُ لا يتعدى كلام الله . وأعمال الانسان مهما عَظُم عمله ُ لا تعطّل عمل الله . الانسان لا يد له في موعد أو مكان مولده ِ . وليس له اي قدرة في تحديد موعد أو مكان مماته . مهما انتفخ وتجبّر وعلا وتشامخ . مهما علا صوته وارتفع ضجيجه ، فهو " بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. " ( يعقوب 4 : 14 ) ، هو تراب يرفعه ُ الهواء للحظة ثم سرعان ما يخبو وسرعان ما يهبط . الانسان يحيا بين قوسين من إرادة الله ومشيئته ، لا يتعداهما ، لا يخرج منهما ، لا يسبق لحظة مولده ولا يبقى بعد موته . الله الذي أتى به الى الأرض يأخذه اليه حين يشاء . وطوال وجوده ِ هنا فهو محصور ٌ بإرادة الله وقصده . خلق الله آدم بقدرته ِ وحده دون تدخل غيره . ويأتي ابناء آدم بمشيئته وحده دون تدخل غيره . حين عصى آدم الله دمر حياته وسلامه . وحين يُخطئ ابناء آدم الى الله يدمرون حياتهم وسلامهم . وكما كانت حياة آدم وسلامه ُ في يد الله ، ما تزال حياة ابناء آدم وسلامهم في يد الله . لتعد حياتك الى الصورة التي يريدها الله لك ، ليعد سلام الله يملأ قلبك وعقلك ويضمن أبديتك ،عد الى حضرة الله واعترف بوجوده ، سلّم حياتك لله واخضع لمشيئته . هو الله ، الألف والياء ، البداية والنهاية . هو الله الألف والياء ، الأول والآخر .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1049 - قد يقول البعض عن فتاة ٍ ما : يا للأسف فهذه ِ الفتاة تمتلك قدرات هائلة لكنها اضاعت موهبتها هدرا ً . لا يكتفي يسوع بتوبيخ الاشخاص الذين يهملون المواهب التي أعطاهم اياها الله ، فهو يستخدم هنا قصة ً عن الاستثمار لكي يبين لجمهوره ِ انه حينما يعطينا الله شيئا ً ما فانه يتوقع منا ان نستثمره

متى 25 : 14 – 29
14. ((ويشبه ملكوت السماوات رجلا أراد السفر، فدعا خدمه وسلم إليهم أمواله،
15. كل واحد منهم على قدر طاقته. فأعطى الأول خمس وزنات من الفضة، والثاني وزنَــتين، والثالث وزنة واحدة وسافر.
16. فأسرع الذي أخذ الوزنات الخمس إلى المتاجرة بها، فربح خمس وزنات.
17. وكذلك الذي أخذ الوزنتين، فربح وزنتين.
18. وأما الذي أخذ الوزنة الواحدة، فذهب وحفر حفرة في الأرض ودفن مال سيده.
19. وبعد مدة طويلة، رجع سيد هؤلاء الخدم وحاسبهم.
20. فجاء الذي أخذ الوزنات الخمس، فدفع خمس وزنات معها وقال: يا سيدي، أعطيتني خمس وزنات، فخذ خمس وزنات ربحتها.
21. فقال له سيده: أحسنت، أيها الخادم الصالح الأمين! كنت أمينا على القليل، فسأقيمك على الكثير: ادخل نعيم سيدك.
22. وجاء الذي أخذ الوزنتين، فقال: يا سيدي، أعطيتني وزنَــتين، فخذ معهما وزنتين ربحتهما.
23. فقال له سيده: أحسنت ، أيها الخادم الصالح الأمين! كنت أمينا على القليل ، فسأقيمك على الكثير: ادخل نعيم سيدك.
24. وجاء الذي أخذ الوزنة الواحدة، فقال: يا سيد، عرفتك رجلا قاسيا، تحصد حيث لا تزرع ، وتجمع حيث لا تبذر،
25. فخفت. فذهبت ودفنت مالك في الأرض ، وها هو مالك.
26. فأجابه سيده: يا لك من خادم شرير كسلان ! عرفتني أحصد حيث لا أزرع وأجمع حيث لا أبذر،
27. فكان عليك أن تضع مالي عند الصيارفة ، وكنت في عودتي أسترده مع الفائدة .
28. وقال لخدمه: خذوا منه الوزنة وادفعوها إلى صاحب الوزنات العشر،
29. لأن من كان له شيء، يزاد فيفيض . ومن لا شيء له، يؤخذ منه حتى الذي له.



إن الله يعطينا مهارات ٍ ومالا ًُ ووقتا ً وغير ذلك من الموارد . والله ايضا ً لا يعطينا أكثر من طاقتنا وقدرتنا . وكما ان ذاك السيد كافأ العبدين الذين استثمرا ماله ُ بطريقة ً حسنة ، فإن الله يكافئنا حينما نستخدم مواهبنا في خدمته ِ . وكما ان ذاك السيد عاقب الخادم الكسلان الذي لم يستثمر ماله فإن الله يأخذ منا الاشياء التي نرفض ان نستخدمها لخدمته ِ . لقد اعطى الله كل فرد ٍ منا العديد من المواهب والقدرات لكي نستخدمها في خدمته ِ . استثمر هذه المواهب في خدمته ِ وخدمة الآخرين ، فإن فعلت ذلك فسوف يكافئك الرب ويباركك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1050 - عادة ً ما يتم تدوين الكلمات الأخيرة التي ينطق بها العظماء والمشاهير لتُصبح مصدر تأمل ٍ للأجيال اللاحقة . يحتوي هذا المقطع الأخير من انجيل متى على الكلمات الأخيرة التي نطق بها الرب يسوع . كانت كلمات المسيح ترن بنبرة الانتصار ، وقد كان سبب ذلك هو انه قد غلب الموت ، وانه أكمل المهمة التي أوكله بها الآب . وفيما يستعد الرب يسوع للعودة الى ابيه فإنه يُعطي تلاميذه ُ مهمة ً أخيرة ً ينبغي عليهم القيام بها

متى 28 : 1 – 8
1. ولما انقضى السبت وطلع فجر يوم الأحد، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى تنظران القبر.
2. فإذا زلزال شديد قد حدث. ذلك بأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء إلى الحجر فدحرجه وجلس عليه.
3. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج.
4. فارتعد الحرس خوفا منه وصاروا كالأموات.
5. فقال الملاك للمرأتين: ((لا تخافا أنتما. أنا أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب.
6. إنه ليس ههنا، فقد قام كما قال. تعاليا فانظرا الموضع الذي كان قد وضع فيه.
7. وأسرعا في الذهاب إلى تلاميذه وقولا لهم: إنه قام من بين الأموات، وها هوذا يتقدمكم إلى الجليل، فهناك ترونه. ها إني قد بلغتكما )).
8. فتركتا القبر مسرعتين وهما في خوف وفرح عظيم، وبادرتا إلى التلاميذ تحملان البشرى.

متى 28 : 16 – 20
16. وأما التلاميذ الأحد عشر، فذهبوا إلى الجليل، إلى الجبل الذي أمرهم يسوع أن يذهبوا إليه.
17. فلما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم ارتابوا.
18. فدنا يسوع وكلمهم قال: ((إني أوليت كل سلطان في السماء والأرض.
19. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،
20. وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به، وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم )).

قبل مغادرة الرب يسوع المسيح الارض وانطلاقه ِ الى السماء أعطى تلاميذه ُ بعض التوجيهات الختامية : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم " ورغم ان الرب يسوع أعطى هذا الأمر لتلاميذه ِ قبيل صعوده ِ الى السماء الا ان امره هذا ما يزال ينطبق على جميع المؤمنين اليوم . قد يعتقد البعض ان مشاركة الخبر السار عن الرب يسوع المسيح مع الآخرين هو عمل المبشرين المتفرغين ، الا ان هذا ليس ما قاله الرب يسوع على ذلك الجبل . يمكننا أن نتلمذ آخرين عن طريق توصيل رسالة الأنجيل لهم ، لهذا يستطيع جميع المؤمنين ان يوصلوا الخبر السار عن الرب يسوع المسيح الى الآخرين ، وقد منحنا الله جميعنا مواهب متعددة ً ومختلفة ً يمكننا استخدامها لتوصيل قصة يسوع للعالم كل ٌ بطريقته ِ الفريدة .

اقرأ انجيل متى من الاصحاح 26 الى الاصحاح 28
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1051 - حينما تتعرف الى شخص ٍ جديد فمن المرجح انك تستقبله ُ استقبالا ً حارا ً وتصافحه بحماس ، لا سيما اذا كانت هناك رابطة ٌ عاطفية ٌ او صداقة ٌ متبادلة ٌ بينكما ، لكن ماذا لو ان ذلك الشخص كان مصابا ً بمرض الايدز ، هل ستشعر حينذاك بالصدمة ِ والهلع ؟ كان مرض البرص يترك هذا الانطباع السلبي لدى الناس في زمن الرب يسوع المسيح . وقد كان البُرْص اشخاصا ً نجسين ومنبوذين في المجتمع ، لهذا لم يكن احد ٌ يجرؤ على الاقتراب منهم ابدا ً ، لكن على الرغم من العواقب الاجتماعية والبدنية ، الا ان الرب يسوع نبع المحبة ِ والحنان اقترب من شخص ابرص ولمسه ُ . أفلا يجب ان تدفعنا محبة يسوع وحنانه ُ الى الاقتراب من الاشخاص المنبوذين في المجتمع في وقتنا الحاضر ؟

مرقس 1 : 35 – 45
35. وقام قبل الفجر مبكرا، فخرج وذهب إلى مكان قفر، وأخذ يصلي هناك.
36. فانطلق سمعان وأصحابه يبحثون عنه ،
37. فوجدوه. وقالوا له: ((جميع الناس يطلبونك)).
38. فقال لهم: (( لنذهب إلى مكان آخر، إلى القرى المجاورة، لأبشر فيها أيضا ، فإني لهذا خرجت)).
39. وسار في الجليل كله ، يبشر في مجامعهم ويطرد الشياطين .
40. وأتاه أبرص يتوسل إليه، فجثا وقال له:((إن شئت فأنت قادر على أن تبرئني)).
41. فأشفق عليه يسوع ومد يده فلمسه وقال له: ((قد شئت فابرأ))
42. فزال عنه البرص لوقته وبرئ.
43. فصرفه يسوع بعد ما أنذره بلهجة شديدة
44. فقال له:((إياك أن تخبر أحدا بشيء، بل اذهب إلى الكاهن فأره نفسك، ثم قرب عن برئك ما أمر به موسى، شهادة لديهم)).
45. أما هو، فانصرف وأخذ ينادي بأعلى صوته ويذيع الخبر، فصار يسوع لا يستطيع أن يدخل مدينة علانية، بل كان يقيم في ظاهرها في أماكن مقفرة، والناس يأتونه من كل مكان.

كان الناس يخشون البُرْص كثيرا ً، وهكذا إن اصيب أحد الاشخاص بهذا النوع المزمن من البرص فسوف يبقى كذلك الى ان يموت ، كما ان الشريعة َ كانت تقول ان الاشخاص المصابين بالبرص نجسون ولا يمكنهم ممارسة النشاطات الدينية والاجتماعية . وهكذا لم يكن للاشخاص المصابين بداء البرص أية ُ مكانة اجتماعية . لا بد انك تعرف اشخاصا ً مصابين بمرض ٍ خطير ٍ كالأيدز أو باعاقة ٍ ما أو بظرف صعب كالفقر المدقع . ان رد الفعل الطبيعي الناشئ عن الخوف او الاشمئزاز سيمنعك من الاقتراب من هؤلاء الاشخاص بطريقة ٍ فعالة ، لكن محبة الله تطالبنا بان نكون ودودين ولطيفين ، لذلك اذهب واظهر محبتك لشخص ٍ منبوذ .

 

ابانوب برنس

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2014
المشاركات
274
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
1.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1052 - اذا حاولت في يوم ٍ ما ان تزرع حديقة بيتك فلا بد انك تعرف ان كل نبتة ٍ وكل زهرة ٌٍ هي كائن ٌ حي ٌ ٌ مستقل ٌ بذاته . فكل نوع من النباتات ينمو بطريقة مختلفة ، وكل موسم يمكن ان يختلف تماما ً عن الموسم الذي يليه ، لكنك تبقى تأمل ألأفضل في كل موسم .

مرقس 4 : 1 – 9
1. وعاد إلى التعليم بجانب البحر، فازدحم عليه جمع كثير جدا، حتى إنه ركب سفينة في البحر وجلس فيها، والجمع كله قائم في البر على ساحل البحر.
2. فعلمهم بالأمثال أشياء كثيرة. وقال لهم في تعليمه:
3. ((إسمعوا ! هوذا الزارع خرج ليزرع.
4. وبينما هو يزرع، وقع بعض الحب على جانب الطريق، فجاءت الطيور فأكلته.
5. ووقع بعضه الآخر على أرض حجرة لم يكن فيها تراب كثير، فنبت من وقته لأن ترابه لم يكن عميقا.
6. فلما أشرقت الشمس احترق، ولم يكن له أصل فيبس.
7. ووقع بعضه الآخر في الشوك، فارتفع الشوك وخنقه فلم يثمر.
8. ووقعت الحبات الأخرى على الأرض الطيبة، فارتفعت ونمت وأثمرت، بعضها ثلاثين، وبعضها ستين، وبعضها مائة)).
9. وقال: ((من كان له أذنان تسمعان فليسمع !)).

مرقس 4 : 14 – 20
14. الزارع يزرع كلمة الله.
15. فمن كانوا بجانب الطريق حيث زرعت الكلمة، فهم الذين يسمعونها فيأتي الشيطان لوقته ويذهب بالكلمة المزروعة فيهم.
16. وهؤلاء هم الذين زرعوا في الأرض الحجرة، فإذا سمعوا الكلمة قبلوها من وقتهم فرحين،
17. ولكن لا أصل لهم في أنفسهم، فلا يثبتون على حالة. فإذا حدثت بعد ذلك شدة أو اضطهاد من أجل الكلمة، عثروا لوقتهم.
18. وبعضهم الآخر زرعوا في الشوك، فهؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة،
19. ولكن هموم الحياة الدنيا وفتنة الغنى وسائر الشهوات تداخلهم فتخنق الكلمة، فلا تخرج ثمرا.
20. وهؤلاء هم الذين زرعوا في الأرض الطيبة، فهم الذين يسمعون الكلمة ويتقبلونها فيثمرون الواحد ثلاثين ضعفا والآخر ستين وغيره مائة)).


كما يوضح هذا المثل ، ليس كل من يسمع كلمة الله يقبلها . لكن هناك فئة ً قليلة ً تقبل كلمة الله وتبقيها في قلبها لتنتج حياة بِر ٍ وقداسة .
حينما تسمع أو تقرأ كلمة الله ، هل تقسّي قلبك وترفض ان تؤمن بما سمعته ُ او قرأته ُ ، أم ان اهتمامات هذا العالم تلهيك عن الانتباه الى رسالة الله ؟ اذا كنت تعاني من أحد هذين الأمرين اليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لقبول كلمة الله بفرح :
اولا - لا تغلق باب قلبك في وجه رسالة الله .
ثانيا ً - احترس من مصادر الالهاء في هذا العالم .
ثالثا ً - اعلم انه رغم ان بعض اجزاء كلمة الله يمكن ان تجلب الفرح الى قلبك ، الا ان بعض الاجزاء الاخرى منه يمكن ان تجلب الحزن لا سيما حينما تفحص حياتك في ضوء كلمته ِ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1053 - يعيش كل شخص ٍ منا في اطار حدود ٍ ملموسة ، ويمكن القول الشيء نفسه عن الجانب الاخلاقي والروحي . لم يكن الشاب المذكور في هذه القراءة واعيا ً للحاجز الذي وضعه حول قلبه ِ ، وقد قرع الرب يسوع على هذا الحاجز ، لكن الشاب لم يكن مستعدا ً لهدم هذا الحاجز ولا حتى عمل ثغرة ٍ فيه ، وقد أدى هذا الى مشكلة ٍ عويصة

مرقس 10 : 17 – 31
17. وبينما هو خارج إلى الطريق، أسرع إليه رجل فجثا له وسأله: ((أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟))
18. فقال له يسوع: ((لم تدعوني صالحا ؟ لا صالح إلا الله وحده.
19. أنت تعرف الوصايا: ((لا تقتل ، لا تزن ، لا تسرق ، لا تشهد بالزور، لا تظلم، أكرم أباك وأمك)).
20. فقال له: ((يا معلم هذا كله حفظته منذ صباي)).
21. فحدق إليه يسوع فأحبه فقال له: ((واحدة تنقصك: اذهب فبع ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني)).
22. فاغتم لهذا الكلام وانصرف حزينا، لأنه كان ذا مال كثير.
23. فأجال يسوع طرفه وقال لتلاميذه: ((ما أعسر دخول ملكوت الله على ذوي المال)).
24. فدهش تلاميذه لكلامه فأعاد يسوع لهم الكلام قال: ((يا بني، ما أعسر دخول ملكوت الله !
25. لأن يمر الجمل من ثقب الإبرة أيسر من أن يدخل الغني ملكوت الله)).
26. فاشتد دهشهم وقال بعضهم لبعض: ((فمن يقدر أن يخلص؟))
27. فحدق إليهم يسوع وقال: ((هذا شيء يعجز الناس ولا يعجز الله، فإن الله على كل شيء قدير)).
28. وأخذ بطرس يقول له: ((ها قد تركنا نحن كل شيء وتبعناك)).
29. فقال يسوع: ((الحق أقول لكم: ما من أحد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أما أو أبا أو بنين أو حقولا من أجلي وأجل البشارة
30. إلا نال الآن في هذه الدنيا مائة ضعف من البيوت والإخوة والأخوات والأمهات والبنين والحقول مع الاضطهادات، ونال في الآخرة الحياة الأبدية.
31. وكثير من الأولين يصيرون آخرين، والآخرون يصيرون أولين)).


حينما قال الرب يسوع لذلك الشاب الغني أن يبيع كل ما يملكه ، كشف الرب يسوع حقيقة اطاعة ذلك الشاب للشريعة وبالتالي كان يخرق الوصية الأولى . وكما قال الرب يسوع ما لم يتخلى ذلك الشاب عن الهه ِ الزائف ( المال ) فلن ينال الحياة الأبدية .
غالبا ً ما يؤدي التباهي بالصلاح والتقوى الى اقامة حاجز ٍ يحول دون اتّباع المسيح ، لأنه يصبح بمثابة اله ٍ باطل ٍ يعبده ُ المرء .
في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تمتلئ بالكبرياء أعد ترتيب اولوياتك . اعترف بوجود صنم ٍ في حياتك ، وأعط ِ المسيح المكانة الأولى في حياتك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1054 - قليلة ٌ هي الاشياء التي تُحبط المرء أكثر من الاعذار الواهية ، فربما تنزعج من السائق الذي يسير على مهل ٍ في الجانب المخصص للسرعة العالية من الطريق . وربما تشعر بالاحباط من الكنيسة التي لا تهتم لرعيتها . ومن المؤكد ان هناك أمورا ً معينة ً تسبب لك الاحباط انت أيضا ً. غضب الرب يسوع من الأشخاص والأشياء التي لم تحقق هدفها وغايتها . ويدون هذا المقطع الكتابي قصتين عن غضبه ِ . لكن الرب يسوع لم ينزعج مما حدث فحسب بل فعل شيئا ً ما بخصوص ذلك


مرقس 11 : 12 – 25
12. ولما خرجوا في الغد من بيت عنيا أحس بالجوع.
13. ورأى عن بعد شجرة تين مورقة، فقصدها راجيا أن يجد عليها بعض الثمر. فلما وصل إليها، ما وجد عليها غير الورق، لأن وقت التّين ما حان بعد.
14. فقال لها: ((لا يأكل أحد ثمرا منك إلى الأبد)). وسمع تلاميذه ما قال.
15. وجاؤوا إلى أورشليم، فدخل الهيكل وأخذ يطرد الذين يبـيعون ويشترون فيه. وقلب مناضد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام،
16. ومنع كل من يحمل بضاعة أن يمر من داخل الهيكل.
17. وأخذ يعلمهم فيقول: ((أما جاء في الكتاب: بيتي بـيت صلاة لجميع الأمم، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص؟))
18. وسمع رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة هذا الكلام، فتشاوروا كيف يقتلونه، وكانوا يخافونه لأن الشعب كله كان معجبا بتعليمه.
19. وعند المساء خرجوا من المدينة.
20. وبينما هم راجعون في الصباح، رأوا شجرة التين يابسة من أصولها.
21. وتذكر بطرس كلام يسوع فقال له: ((انظر، يا معلم! التّـينة التي لعنتها يبست)).
22. فقال لهم يسوع: ((آمنوا بالله.
23. الحق أقول لكم: من قال لهذا الجبل: قم وانطرح في البحر، وهو لا يشك في قلبه، بل يؤمن بأن ما يقوله سيكون، تم له ذلك.
24. ولهذا أقول لكم: كل ما تطلبونه في صلواتكم، آمنوا بأنكم نلتموه يتم لكم.
25. وإذا قمتم للصلاة وكان لكم شيء على أحد فاغفروا له، حتى يغفر لكم أبوكم الذي في السماوات زلاتكم.

في ذروة نشاط مدينة أورشليم تراجعت العبادة أمام التجارة ، وهكذا فقد تحولت الخدمة المثمرة الى اهداف ٍ أنانية . كذلك فإن المؤمنين الذين لا يسلكون بما يرضي الله هم عديمو الفائدة كشجرة التين التي لا تُعطي ثمرا ً ، فالاثمار الحقيقي يتطلب ايمانا ً حقيقيا ً .
اثناء مراقبتك لتصرفات الرب يسوع صاحب السلطان قارن حياتك بحياة أؤلئك الذين طردهم بسبب أنانيتهم وجشعهم . ما الذي يمكنك فعله لتوطيد علاقتك بالله وتعميق جذورك أكثر فاكثر لتحصل على المزيد من الغذاء الروحي منه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1055 - لا يستطيع الانسان ان يتوقف عن الكلام . الكلام تعبير ٌ عن الذات . حتى الابكم يتكلم ، يتكلم بالكتابة والاشارة والحركة . أحيانا ً تكون الكلمة نعمة واحيانا ً نقمة . لهذا يقولون اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . الكلمة اخطر سلاح لدى الانسان . الكلمة تغلب السيف وتكسره . وتبقى الكلمة حتى بعد غياب صاحبها تحيا بعد موته ِ واختفائه . قال المسيح :
" مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. " ( متى 12 : 34 )
" اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ " ( لوقا 6 : 45 )
" كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ . لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ " ( متى 12 : 36 ، 37 )
يحدث كثيرا ً أن تقول كلمة وتندم عليها وتتمنى لو لم تكن قد تعجلت بقولها . الكلمة تؤذي إن لم تكن في مكانها ، تؤلم وتوجع وتقتل . حين تكلم اصحاب ايوب معه ُ أثناء محنته تألم وقال : " حَتَّى مَتَى تُعَذِّبُونَ نَفْسِي وَتَسْحَقُونَنِي بِالْكَلاَمِ ؟ " ( ايوب 19 : 2 ) الكلام يبني ويهدم ، يشفي ويقتل ، يجبر ويحطم . الكلام الذي تحدثت به بالأمس يحيا معك اليوم وغدا ً ، فلا تستهن بكلمتك ، افحصها وادرسها وتمعن فيها قبل ان تُرسلها . قد تشجع انسانا ً يحتاج اليها ، وقد تُحبط آخر في غنى ً عنها . قد تقي ثائرا ً من أن يتعثر وقد تهوي بالآخر الى الهاوية . لن تضيع كلمتك في الهواء ، لن تذوب ، لن تذهب فارغة . كل كلمة ستُعطي عنها حسابا ً . قد تأتي بك الى الدينونة ، وقد تتبرر بها وتنجو . الله لا يحاسب على الكلمة كحروف تخرج من فم الانسان . الكلمة تخرج من القلب ، ومن فضلة القلب يتكلم الفم . لهذا فهي تدين ما بالقلب الشرير وتبرر ما بالقلب الصالح . الكلام المملح بالنعمة والرقة واللباقة نافع ٌ ومفيد ، يُسعد من حولك ويملأ حياتهم بالبهجة فيحبوك مستمعوك . أما الكلام الفارغ القاسي الموجع فيُتعس ويؤلم مستمعيك .

 
أعلى