تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
998 - افترض انك وصلت الى طريق ٍ مسدود . فانت تعتقد يقينا ً ان الله لن يسامحك ولن يستخدمك ، ولا يهمه سواء عشت حتى يوم ِ غد ٍ او لم تعش . فماذا ستفعل حينئذ ٍ ؟ يحتوي هذا الجزء من سفر حزقيال على اجابة ٍ عن هذا السؤال . لاحظ تغير موقف الشعب اتجاه الله ، فقد بدأ الشعب بالاصغاء وصار الله يتجاوب معهم ايضا ً . اما نقطة التحول فهي ان الاعداء سيهلكون وان الاوقات الحلوة ستعود . وهكذا فقد أُتيحت لهم فرصة ٌ اخرى للرجوع الى الله والتمتع بحياة ٍ جديدة

حزقيال 33 : 1 – 12
1. وقال لي الرب:
2. ((يا ابن البشر، قل لبني شعبك: إذا جلبت الحرب على أرض ما فاختار الشعب رجلا وجعلوه رقيبا لهم.
3. ثم رأى الرجل جيش العدو مقبلا على البلاد ونفخ في البوق وأنذر الشعب.
4. فإن سمع السامع صوت البوق وما تنبه، ثم جاء الجيش وقتله، فدمه يكون على رأسه،
5. لأنه سمع صوت البوق وما تنبه له. فلو كان تنبه له لنجا بنفسه.
6. أما إذا رأى الرقيب جيش العدو مقبلا وما نفخ في البوق وما أنذر الشعب، فجاء الجيش وقتل واحدا منهم، فهذا الواحد يكون قتل بخطيئة الرقيب ومن يد الرقيب أطلب دمه.
7. ((وأنت يا ابن البشر، جعلتك رقيبا على بيت إسرائيل فتسمع الكلمة من فمي وتنذرهم عني.
8. فإذا قلت للشرير: يا شرير موتا تموت، وقصرت أنت عن إنذاره، فهذا الشرير يموت في إثمه، لكني من يدك أطلب دمه.
9. أما إذا أنذرت الشرير ليتوب عن طريقه وما تاب، فإنه يموت في إثمه، وتكون خلصت نفسك.
10. ((وأنت يا ابن البشر، فقل لشعب إسرائيل: أنتم قلتم: معاصينا وخطايانا علينا ونحن نفنى بها، فكيف تريدنا أن نحيا؟
11. قل لهم: حي أنا، يقول السيد الرب، لا أكون مسرورا بموت الشرير، لكن بتوبته عن شره فيحيا. فتوبوا، توبوا عن طرقكم الشريرة، فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل.
12. ((وأنت يا ابن البشر قل لبني شعبك إن بر البار لا ينقذه إن هو ارتكب معصية ، وشر الشرير لا يهلكه إن هو تاب عن شره ، والبار لا يقدر أن يحيا في بره السابق إن هو خطئ .


ينبغي علينا ان نعرف ان الله لا يستمتع بمعاقبة البشر ، كما انه لا يتخلى عنا حينما نضل طريقنا ونبتعد عنه . فكل تحذير ٍ من الله انما يرمي الى ارجاعنا الى حظيرته لانه يفضّل ان نتوب عن خطايانا ، وأن نطلب غفرانه ، وأن نبدأ في اتبّاعه ِ من جديد .
حينما تُخطئ لا تسمح ابدا ً لابليس ان يُقنعك بأن حالتك ميؤوس ٌ منها ، وأن مصيرك الابدي هو الانفصال عن الله ، بل اعترف بخطاياك واقبل ارشاد الله لك ، ولا تعد عصيانك السابق يمنعك من الرجوع الى حضن الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
999 - الاحمال الثقيلة تقصّر الخطوات وتعثّر المسيرة . الحمل ُ عبء ٌ وتعب يُثقل البدن . الهموم والاحزان تُؤلم النفوس وتجرح القلوب . الهم عبء ٌ يعتصر ويوجع القلب . الخطايا والذنوب تحجب الفرح وتُبعد البهجة . الخطية سمٌ يسري ويؤذي النفس . لراحة البدن نخفف الاحمال فتطول الخطوات وتعتدل المسيرة . لراحة القلب نطرد الهموم فيستريح القلب ويصفو . لراحة النفس نعترف بالخطايا والذنوب فتُشفى النفس . قد نستطيع تخفيف الاحمال وطرد الهموم . ويستطيع الرب فقط غفران الخطايا ومحو الذنوب . يقول الوحي المقدس على لسان اشعياء النبي : " قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ. " ( اشعياء 44 : 22 ) فلا يقوى الغيم على الصمود لغفران الله ولا السحاب لمحبته . مهما ثَقُلت خطايانا و تضخمت ذنوبنا وعظُمت آثامنا ، يقول الله : " إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ." ( اشعياء 1 : 18 ) غفران الله اعظم من أي خطية . دم المسيح يغطي جميع خطايا البشر . والطريق الى الحصول على الغفران والتمتع بتطهير دم المسيح هو الاعتراف بخطايانا . يقول يوحنا الرسول : " إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." ( 1 يوحنا 1 : 19 ) إن ثَقُلت أحمالك وتعثرت خطواتك ، قف وانزل بعضها عن كتفيك ، وسر في طريقك خفيفا ً . إن زادت همومك واحزانك وثقُل قلبك ، قف وارفع وجهك للرب ، يُعِد البهجة اليك وتتمتع بحياتك . أما اذا تراكمت خطاياك وقيدت نفسك ، وازعجت ضميرك ، فاعترف بعجزك وألق ٍ بخطاياك تحت الصليب ، تصفو ايامك . لا تحتفظ بخطاياك في قلبك ، ازفرها خارجا ً . لا تدعها تتراكم فتتعذب روحك ، اعترف بها أولا ً بأول ، واحيا مبررا ً بارا ً ، مطهرا ً طاهرا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1000 - تتطلب منا الوظيفة في بعض الاحيان ان نتخذ بعض القرارات الاخلاقية الهامة . هذا الموقف شبيه ٌ بذاك الذي واجهه شدرخ وميشخ وعبدنغو . فقد كان كل واحد ٍ من هؤلاء يشغل منصبا ً هاما ً في حكومة بابل . كما انه كان ينبغي عليهم ان يتخذوا ً قرارا ً هاما ً ايضا ً ، لكن العاقبة التي ترتبت على معارضتهم لرئيسهم كانت خطيرة ً للغاية . فقد كان قرارهم بفعل الصواب هنا يعني الموت بالنسبة لهم

دانيال 3 : 8 – 18
8. وتقدم بعض البابليين ووشوا باليهود ،
9. فقالوا لنبوخذنصر الملك: ((عشت أيها الملك إلى الأبد.
10. أنت أيها الملك: أصدرت أمرا بأن كل من يسمع صوت البوق والناي والقيثار والرباب والدف والمزمار وسائر أنواع المعازف يقع ساجدا لتمثال الذهب .
11. والذي لا يقع ساجدا يلقى في وسط أتون نار متقدة .
12. لكن هناك من اليهود رجالا وليتهم على أعمال إقليم بابل، وهم شدرخ وميشخ وعبدنغو، استهانوا بك أيها الملك ولم يعبدوا آلهتك ولا سجدوا لتمثال الذهب الذي أقمته)).
13. فأمر نبوخذنصر بغضب شديد أن يحضر شدرخ وميشخ وعبدنغو، فحضروا إلى أمام الملك.
14. فقال لهم: أحقا، يا شدرخ وميشخ وعبدنغو أنتم لا تعبدون آلهتي ولا تسجدون لتمثال الذهب الذي أقمته ؟
15. فالآن ستسمعون صوت البوق والناي والعود والرباب والدف والمزمار وسائر أنواع المعازف وحالما تسمعونه تقعون ساجدين للتمثال الذي صنعته. وإن لم تسجدوا، ففي الحال تلقون في أتون النار المتقدة، وما من إله ينقذكم من يدي)).
16. فأجابه شدرخ وميشخ وعبدنغو: ((يا نبوخذنصر الملك ، لا حاجة بنا أن نرد عليك في هذا الأمر.
17. فإلهنا الذي نعبده هو قادر على إنقاذنا من أتون النار المتقدة ومن يدك أيها الملك .
18. وفي أية حال ، فاعلم أيها الملك أننا لن نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي أقمته)) .


تم توجيه الامر الى شدرخ وميشخ وعبدنغو بأن يسجدوا لصنم ٍ وأن يعبدوه ، لكنهم رفضوا الانصياع لهذا الامر . وحتى عندما وُجِهوا بالتهديد رفضوا ذلك رفضا ً قاطعا ً . وفي تلك اللحظة كان باستطاعتهم ان يستخدموا اية اعذار ٍ لتبرير سجدودهم لذلك الصنم في سبيل انقاذا حياتهم . لكن عوضا ً عن اختلاق الاعذار أصر هؤلاء الرجال الثلاثة شدرخ وميشخ وعبدنغو على اطاعة الله .
لا تختلق اعذارا ً لقراراتك الخاطئة بل افعل ما فعله هؤلاء الرجال الثلاثة وكن شجاعا ً في فعل الصواب . وحينما تفعل ذلك اعلم ان الله سيكون مسرورا ً بطاعتك ، وثق بانه سيُخرج من هذا الامر شيئا ً صالحا ً في نهاية المطاف .



 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1001 - هل تسمع صوت الله ؟ الله دائما ً يتكلم ، يكلمك . يلذ لله ان يتحدث مع اولاده ، وينتظر منا ان نسمعه " مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ. " ( متى 11 : 15 ) تصخب حولنا الاصوات ويكثر المتكلمون وتملأ آذاننا الكلمات والمتكلمون . ونجد انفسنا في مهب الافكار والآراء والتعليم والتعليمات . ويتوه الفكر وتتعثر الخطوات وتنحرف المسيرة لاننا لا نسمع صوت الله . إن أصغيت السمع تسمع مهما علت الاصوات حولك . إن أخلصت السعي لتسمع لميزت صوته وعرفت نبراته . في منتصف الليل والنوم يُثقل اجفان صموئيل الصغير ، ناداه الله : صموئيل صموئيل . وفي تعثر ووهن تاه فهمه واخطأ معرفة مصدر الصوت . وذهب الى عالي الكاهن ثلاث مرات وقال : " هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي " ( 1 صموئيل 3 : 8 ) وفي المرة الرابعة كان اكثر يقظة وادراكا ً فسمع صوت الله وقال : تكلم يا رب لأن عبدك سامع . وكلمه الله ونقل كلامه كما اوصاه .
في وسط ضجيج العالم يكلمك الله في كتابه ِ المقدس . يكلمك الله في احاديث الاصدقاء . يحدثك الآن بواسطتنا ويصل صوته الى قلبك . لا تسد اذنك ولا تغلق قلبك . كما قال صموئيل قل له : تكلم يا رب لأن عبدك سامع . وحين يكلمك سيملأ اسماعك باحلى الكلمات . ويملأ قلبك باعظم البركات . فكلام الله احلى الكلام . وبركات الله اعظم البركات . ومن له اذنان للسمع فليسمع .

[YOUTUBE]hLzba1utYMA&feature=youtube_gdata[/YOUTUBE]
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1002 - من الغريب كيف اننا لا نقدر قيمة بعض الاشياء الا بعد فقداننا لها ، فابنائنا يكبرون و يتركوننا للالتحاق بالدراسة او العمل ، وعندها فقط نشعر ان البيت اصبح هادئا ً اكثر مما ينبغي . وسواء سلمنا بذلك ام لا فإن شيئا ً ما قد جاء وذهب وها نحن نشعر باننا نفتقده الآن . يواصل النبي عاموس التنبؤ ضد اسرائيل ويهوذا . وتعلن كلماته عن شيء ٍ ثمين ٍ على وشك ان يفقدوه الا وهو كلمة الله . فحتى تلك اللحظة لم يكونوا قد رأوا قيمة كلمة الله

عاموس 8 : 4 – 14
4. إسمعوا هذا أيها الذين يبغضون البائسين ويبيدون المساكين في الأرض،
5. القائلون: ((متى يمضي رأس الشهر فنبيع ما يباع ، وينقضي السبت فنفتح سوق الحنطة ، فنصغر القفة ، ونكبر المثقال ونستعين بموازين الغش.
6. وبذلك نقتني الفقراء بالفضة والبائس بنعلين ، ونبيع نفاية الحنطة)).
7. بجاه يعقوب أقسم الرب: ((لا أنسى عملا من أعمالهم إلى الأبد،
8. أفلا ترتجف الأرض لأجل ذلك وينوح كل ساكن فيها؟ أفلا تعلو كلها كنهر، ثم تفيض وتنحسر كنهر مصر؟
9. ويكون في ذلك اليوم أني أغيب الشمس عند الظهيرة وأجلب الظلمة على الأرض في النهار الضاحي.
10. وأحول أعيادكم نواحا وجميع أغانيكم مراثي، وأجعل المسح على كل حقو والقرع على كل رأس، وأجعل أوائل أيامكم كمناحة على وحيد وأواخرها كيوم مر.
11. ((ستأتي أيام أقول أنا السيد الرب ، أرسل فيها الجوع على الأرض ، لا الجوع إلى الخبز ولا العطش إلى الماء بل إلى استماع كلمة الرب،
12. فينزحون من بحر إلى بحر ومن الشمال إلى المشرق، ويطوفون في طلب كلمة الرب فلا يجدون.
13. في ذلك اليوم يغمى على العذارى الحسان وعلى الشبان من العطش.
14. وأولئك الذين يقسمون بأثيما، إلهة السامرة والذين يقسمون قائلين: حي هو إلهك يا دان، وإلهك يا بئر سبع، يسقطون ولا يقومون من بعد)).


لم يكن الشعب يريد ان يفعل اي شيء ٍ فيما يتعلق بكلمة الله . وحينما ارسل الله بمقتضى نعمته ِ انبياء ً مثل عاموس لتحذيرهم للالتفات الى كلمة الله ، فقد تجاهلوا ذلك ايضا ً لانهم لم يريدوا سماع ما يقوله الله لهم ، وهكذا لا عجب انه سيجيء اليوم الذي يتوقون فيه الى كلمة الله .
رسالة عاموس هذه تخاطبنا نحن ايضا ً ، فحينما نزدري بالكتاب المقدس فاننا نظلم انفسنا ، فإن اهملنا كلمة الله كما فعل شعب اسرائيل فسوف يأتي اليوم الذي نحتاجها فيه فلا نجدها . لهذا فإن كيفية معاملتنا لكلمة الله في كل يوم تصنع ُ فارقا ً كبيرا ً في حياتنا .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1003 - ما اعظم رحمة الله و ما اروع محبته . هو الرحمن الرحيم ، المحب العظيم . كثيرا ً ما ننسى رحمته ونغفل محبته ، مع انه دائما يُظهرها ويُعلنها . يقول داود النبي : " الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ . لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا. لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. " ( مزمور 103 : 8 - 13 ) خرج الابن الضال حاملا ً نصيبه من المال وسافر تاركا ً اباه . وبذر ماله واسرف وعمل كل الشرور وأهان شيبة والده . وجاع واحتاج وصارع الخنازير ليحصل على طعامهم ويملأ بطنه خرنوبا ً . وفي قاع الذل والمهانة ِ واليأس رجع الى نفسه وبدت في مخيلته صورة ابيه . رأى عينيه تفيضان رحمة ، وملامحه ُ تنطق حبا ً ، وابتسامته تحمل عفوا ً . وعاد ، وإذ لم يزل بعيدا ًرآه ابوه فتحنن ، وركض وعانقه وقبّله وقبله ُ . وفي حضن ابيه ادرك ان رحمته ُ قوية . مثل ارتفاع السموات فوق الارض ، ومحبته ُ جارفة طردت امامها كل خطاياه وآثامه . كبعد المشرق عن المغرب ابعدها . والبسه الحلة الأولى وجعل في يده خاتما ً ، وصنع وليمة ، وفرح جميع من في البيت بالابن العائد . هذه رحمة الرحمن الرحيم ، لي ولك ولجميعنا ، ولكل ابن ٍ يعود الى ابيه من متاهات الارض وطرقها . لتتمتع بتلك الرحمة وتنعم بهذه المحبة وتحيا وسط النعمة ، تعال ، أفق ، انظر حولك ، تجد خرنوب الخنازير يخرج الجوف وينجس القلب ويتعس المعيشة . انظر الى ابيك الرحيم وعد اليه وارتشف محبته . ويحتويك في حضنه ويقبّلك ويقبلك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1004 - تنطوي كلمة اعتراف على معان ٍ يعسر فهمها بالنسبة للكثير من الناس ، فالبعض يعتقد انها عادة ٌ دينية ٌ عفا عليها الزمن ، والبعض الآخر ما زالوا يحتفظون ببعض الذكريات السعيدة عن الاوقات التي شعروا فيها براحة ضميرهم بعد الاعتراف . وهنالك ايضا من يفكرون في الذل الذي قد ينشأ عن فضح خطاياهم السرية امام الجميع . لكن ماذا عنك انت ؟ ما هي الدلالات التي تخطر ببالك حينما تسمع كلمة اعتراف

دانيال 9 : 4 – 11 ، 19
4. صليت إلى الرب إلهي واعترفت فقلت : أيها السيد الإله العظيم الرهيب ، حافظ العهد والرحمة للذين يحبونك ويعملون بوصاياك ،
5. إننا خطئنا وأثمنا وفعلنا الشر وتمردنا وزغنا عن وصاياك وأحكامك ،
6. وما سمعنا لعبيدك الأنبياء الذين كلموا باسمك ملوكنا ورؤساءنا وآباءنا وجميع شعب أرضنا .
7. لك أيها السيد الحق في ما فعلت ، ولنا سواد الوجه كما في هذا اليوم ، نحن رجال يهوذا وسكان أورشليم وجميع شعب إسرائيل ، القريبين منهم والبعيدين ، في جميع البلدان التي طردتهم إليها لخيانتهم لك .
8. فلنا أيها السيد سواد الوجه ، ولملوكنا ورؤسائنا وآبائنا ، لأننا خطئنا إليك ،
9. ولك أيها السيد إلهنا الرحمة والسماح لأننا تمردنا عليك ،
10. ولم نسمع لصوتك أيها الرب إلهنا ، فنسلك في شرائعك التي وضعتها أمام عيوننا بأيدي عبيدك الأنبياء .
11. فتعدى جميع شعب إسرائيل شريعتك ، وزاغوا غير سامعين لصوتك ، فانصبت علينا اللعنة المكتوبة في شريعة موسى عبدك ، لأننا خطئنا إليك .
.
.
.
19. أيها السيد إسمع . أيها السيد سامح . أيها السيد أصغ وافعل ، لا تتأخر، وذلك لأجلك يا إلهي ، لأن إسمك دعي على مدينتك وعلى شعبك .




كان دانيال يحب الله ويريد ان يعمل مشيئته ، لكن حتى دانيال اخطأ الى الله وشارك في خطيئة عصيان شعبه ، لهذا نرى في صلاته ِ انه يتحمل مسؤولية الخطايا التي اقترفها هو وشعبه ُ ، ولم يحاول ايجاد الاعذار والمبررات لهم ، ولم يحاول التغاضي عما حدث . هذا هو نمط الاعتراف الذي ينبغي على كل مؤمن ان يتبعه . فحينما نصلي يجب علينا ان نعترف بخطايانا لله دون ان نحاول انكار ضعفاتنا او الخطايا التي نقترفها .
كن صادقا ً وامينا ً مثل دانيال . اعترف بخطاياك لله وكن نقيا ً وطاهرا ً ومرتاح البال ومتأهبا ً لخدمته ِ ، متمتعا ً بغفران الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1005 - هل تخاف ؟ ومن لا يخاف . الظلام مخيف خصوصا ً اذا كان الانسان وحده . حينئذ ٍ تتضخم الاصوات وتصبح اعاصير وزلازل وانفجارات . المرض مخيف خصوصا ً اذا كان خبيثا ً لا علاج له . حينئذ ٍ تقسو الآلام ويصبح الوخز طعنا ً والجُرح نزيفا ً . ويزيد من قسوة الخوف الفراغ حولك . ويصعّد حدته الشعور بالوحدة . في وسط الخوف يقول الله :
" لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ" ( تكوين 26 : 24 )
" لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ . قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي " ( اشعياء 41 : 10 )
هكذا وعد الله شعبه ُ بلسان اشعياء النبي . لم يعد الشعب وحده . لا فراغ حوله يرن فيه الخوف . لم يكن على الشعب ان يتلفت حوله باحثا ً عن معين فهو الله . لا يحتاج الى أيد ٍ يمسك بها فيد الله تحتويه . لا ينقص الشعب قوة فقوة الله ويمينه تعضّده . ولا تقدر على مواجهة قوة الله قوة ، ولا الموت . يقول داود النبي : " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا" ( مزمور 23 : 4 ) حيث الله لا خوف ، هو يطرد كل خوف . حيث الله الأمان ، كل الأمان . يقول لك ولي ولجميع المؤمنين : " ثِقُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " ( مرقس 6 : 50 ) وهو لن يتركنا ، لن يهملنا ، لن ينسانا . لانه معك ومعي ومع جميع المؤمنين كل الأيام الى انقضاء الدهر . ( متى 28 : 20 ) هل ما تزال خائفا ً ؟ الخوف لن يتوقف عن محاولة اخافتنا ، لكن ايماننا بوجود الله معنا يطرد الخوف . الظلمة لن تتوقف عن مطاردتنا ، لكن النور لا بد ان يطرد الظلمة . لا يتفق وجود الله والخوف . الخوف يهرب حين يحل الله . لا خوف من خطر او مرض او معاناة ، فالله موجود ، قائم ، يحمي . ولا يتفق وجود الله والظلمة . الظلمة تهرب حين يحل النور ، الله هو النور .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1006 - يمكنك ان تدرك مدى اعجاب الجماهير وولائهم لفريق ٍ رياضي ٍ ما وذلك من خلال طريقتهم في التصرف حينما يخسر هذا الفريق . كما يمكنك ان تعرف مدى تعلّق الحبيبين ببعضهما البعض من طريقة تصرفهما حينما يبتعدان عن بعضهما . في هذه القراءة يدفع النبي هوشع ثمنا ً باهظا ً من اجل الحفاظ على علاقته بالله . وكان مستعدا ً دائما ً لاطاعة الله بصرف النظر عن الثمن الذي يتطلبه ذلك

هوشع 1 : 2 – 11
2. لما بدأ الرب يتكلم بلسان هوشع ، قال الرب لهوشع : ((خذ لك امرأة زنى ، وليكن لك منها أولاد زنى . لأن أهل الأرض كلهم يزنون في الخفية عني أنا الرب)).
3. فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم ، فحبلت وولدت له ابنا .
4. فقال الرب لهوشع: ((سمه يزرعيل ، لأني بعد قليل أعاقب بيت ياهو على الدماء التي سفكها ياهو في يزرعيل ، وأضع حدا لمملكة بيت إسرائيل .
5. وفي ذلك اليوم أكسر قوس بني إسرائيل في وادي يزرعيل)) .
6. ثم حبلت جومر ثانية وولدت بنتا ، فقال الرب لهوشع : ((سمها ((لا رحمة)) ، لأني لا أعود أرحم بيت إسرائيل ، بل أجعلهم نسيا منسيا .
7. أما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم ، أنا الرب إلههم ، ولكن لا أخلصهم بالقوس ولا بالسيف ولا بالخيل ولا بالفرسان ولا بأدوات الحرب كلها)).
8. ولما فطمت جومر ابنتها ((لا رحمة)) ، حبلت وولدت ابنا
9. فقال الرب لهوشع : ((سمه ((لا شعبي)) ، لأن لا شعب إسرائيل لي ، ولا أنا له)).
10. سيكون عدد بني إسرائيل كرمل البحر الذي لا يقاس ولا يعد، وفي الموضع الذي قيل لهم فيه: ما أنتم بشعبي ، يقال لهم : أنتم أبناء الله الحي.
11. ويجتمع بيت يهوذا وبنو إسرائيل جميعا ويختارون لهم رئيسا واحدا، وينمون في أرضهم، فيكون اليوم الذي يزرعهم فيه الله يوما عظيما.


في كثير ٍ من الاحيان كان الله يطلب من انبيائه ِ ان يطيعوه طاعة ً غير عادية . وبالنسبة للنبي هوشع كان ذلك يقتضي الزواج من امرأة ٍ ستخونه في يوم ٍ ما ، لكن رغم كل شيء كان لدى الله اسبابه التي جعلته يأمر النبي هوشع بالقيام بذلك . فقد كان الله مزمعا ً ان يستخدم هذا الزواج كدرس ٍ حي ٍ يوضح خيانة شعب اسرائيل له على الرغم من امانته ِ هو لهم .
أطع الله دوما ً حتى ولو لم تكن تفهم مقاصده ُ واهدافه ُ . فقد اعطانا الله هذه الاوامر او الوصايا لما فيه خيرنا ونفعنا . وهو سيكافئنا باكثر مما نستحق إن نحن ُ أطعناه . ما الذي امرك َ الله بالقيام به ولم تفعله ُ ؟ اطعه ُ استجابة ً لمحبته ِ لك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1007 - كلنا نحاول ان نعرف مشيئة الله لنا . حين نواجه اختيارا ً نسعى لأن نعرف اي اختيار يريده الله . ونبحث ونسأل ونصلي ونفكر ونستفسر بحثا ً عن مشيئة الله . ومشيئة الله ليست خافية ً مخفية . الله يعلن مشيئته لنا دائما ً بالروح القدس . الروح القدس فينا يطهر لنا مشيئة الله . لا تبحث عن مشيئة الله ، مشيئة الله يكشفها لك روح الله . واعمل مشيئة الله حين تعرفها . قال يسوع المسيح لتلاميذه : " طَعَامِي ( اي هدفي ) أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي " ( يوحنا 4 : 34 ) ونحن على مثال المسيح يجب ان يكون اول اهدافنا هو عمل مشيئة الله . ولكل مؤمن ٍ منا لدى الله مشيئة . لكل واحد ٍ عند الله قصد . يكتب بولس الرسول في رسالته الى اهل افسس 2 : 10 " لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا. " مشيئة الله لنا وقصده ُ لحياتنا محدد ٌ منذ ان خلقنا . والانسان السعيد هو الذي يعيش ويسلك حسب قصد الله . الذي يعيش في غير خطة الله ومشيئته يشقى ويتعب . يجاهد عبثا ً ضد التيار ، يقاوم ، يخور ، ينهار . اما الذي يعيش في قصد الله فكل ما يواجهه يكون لخيره ِ وسعادته وهنائه . يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل رومية 8 : 28 " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. " تتكاتف وتتظافر وتتناسق الاشياء كلها معا ً لخيرنا . نحن المدعوون حسب قصد الله . الحياة في مشيئة الله التي يعلنها لنا الروح القدس تسير في سلاسة ٍ وانسجام ٍ روحي ٍ رائع . لا نشاز فيها بل ملحمة ُ خير ٍ رائعة . عش في مشيئة الله واعمل حسب قصد الله ، تحيا الحياة التي يريدها لك الله في سلام ٍ وخير ٍ وبهجة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1008 - غالبا ً ما يستغرق اتخاذ القرارات الهامة وقتا ً طويلا ً ، ففي العادة لا يقدم المرء على الزواج او على شراء بيت او على الانجاب لمجرد فكرة ٍ عابرة . لكن من ناحية اخرى فإن بعض الامور تتطلب قرارا ً حاسما ً وفوريا ً ، فالفرصة المتاحة اليوم قد تضيع غدا ًًُ . تحتوي الآيات الكتابية لهذا اليوم على عرض ٍ من الله لانتهاز اللحظة الآنية

اشعياء 55 : 1 – 9
1. وقال الرب: ((تعالوا إلى المياه يا جميع العطاش ، تعالوا يا من لا فضة لهم وكلوا، أطلبوا خمرا ولبنا بغير ثمن.
2. لماذا تصرفون فضة لغير الخبز، وتتعبون في عملكم لغير شبع ؟ إسمعوا لي وكلوا الطيبات وتلذذوا في طعامكم بالدسم .
3. أميلوا آذانكم وتعالوا إلي. إسمعوا فتحيا نفوسكم: أعاهدكم عهدا أبديا ، عهد رحمتي الصادق لداود .
4. جعلته رقيبا للأمم وقائدا ووصيا عليهم .
5. يدعو شعوبا لا يعرفها وتتبعه أمم لا تعرفه. الرب قدوس إسرائيل إلهه ، وهو الذي مجده)).
6. أطلبوا الرب ما دام يوجد ، أدعوه ما دام قريبا .
7. إن تخلى الشرير عن طريقه وفاعل الإثم عن أفكاره ، وتاب إلى الرب فيرحمه ، وإلى إلهنا فيغمره بعفوه .
8. لا أفكاري أفكاركم يقول الرب ، ولا طرقكم طرقي .
9. كما علت السماوات عن الأرض ،علت عن طرقكم طرقي ، وأفكاري علت عن أفكاركم .


قال النبي اشعياء لشعبه ِ ان لا يتوانوا عن دعوة الله طالما هو قريب ( اشعياء 55 : 6 – 7 ) لقد اراد منهم ان يتجاوبوا مع الله دونما ابطاء ٍ طالما ان الفرصة َ متاحة ٌ امامهم . إن الله لا يظهر بين الحين والآخر ثم يتركنا . كما انه لا ينتظر الى ما لا نهاية بينما نفكر نحن فيما اذا كنا سنتجاوب معه أم لا . لهذا فإن التأخير المتعمد في اتخاذ القرار بشأن قبول المسيح او عدم قبوله يعتبر اختبارا ً لصبر الله .
لا تختبر صبر الله ، ولا تنتظر الى ان تصبح مستعدا ً لدعوته ِ الى حياتك . إن قبول الله في مرحلة ٍ متأخرة ٍ من الحياة يمكن ان يكون اصعب بكثير ٍ من قبوله ِ في هذه اللحظة . والأسوأ من هذا هو ان يوافيك الموت بغتة ً ، او ان يرجع المسيح لادانة الأرض قبل اتخاذك القرار الحاسم فيما يتعلق باتبّاعه ِ ، لذلك اطلب وجه الله الآن طالما انك تستطيع وقبل فوات الأوان ، فسوف يأتي يوم ٌ يكون الأوان فيه قد فات بالفعل .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1009 - ونحن نسير في دروب الحياة نشعر بالارهاق والتعب ، ونجد الايام تمر بطيئة ً متراخية ونحن ننوء تحت اثقال الحياة . ولكل ٍ منا متاعبه ، ولكل ٍ منا اثقاله . قد تختلف لكن احدا ً لا ينجو منها . يصرخ ايوب في سفره ِ متأوها ً متوجعا ً ويقول : " اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا. ...... إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً ، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ ، فَأَقْصِرْ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحْ ، إِلَى أَنْ يُسَرَّ كَالأَجِيرِ بِانْتِهَاءِ يَوْمِهِ. " ( ايوب 14 : 1 ، 5 ، 6 ) أجل كل ٍ منا محسوب ٌ بدقة ، وهذه ِ رحمة ٌ من الله ، لأن الحياة قاسية والايام كلها تعب ٌ وشقاء ٌ وعناء . وفي سيره ِ في دروب الحياة يتقدم ، يقترب من محطة الوصول . يتحرك عمره ُ نحو الخروج الى حيث يغوص في الابدية . ومهما حقق من نجاح ووصل الى انتصار ٍ وشهرة فهو يشتهي الراحة ويترجى النهاية . كالأجير ، الاجير الذي يُفلح الارض ويعرق ويتعب ويشقى فيراقب الشمس وهي تتحرك في كبد السماء تدنو نحو الغروب . ويتمنى ان تُسرع فينتهي اليوم وينتهي معه تعبه . هكذا المؤمن الذي يعرف ان في نهاية الحياة حياة ً ابدية . والذي يعاني ويقاسي ايام غربة ٍ صعبة ً جافة ينظر وينتظر ، يطلب ويترجى العودة . يحسب الساعات ويعد الايام والسنين ويتعجل نهايتها لكي يُسر كما يُسر الاجير بانتهاء يومه .
هل تحس بالغربة في ارض التعب ؟ هل تشعر بالرغبة في انتهاء اليوم ؟ تأكد ان الراحة لن توجد الا هناك على الشاطئ حيث ينتظرك الله مادا ً ذراعيه لك ، يمسح دمعك ويجفف عرقك ويُعد لك مكانا ً مريحا ً . في بيته ِ ، بيتك الذي اعده لك ، ووفر به كل وسائل راحتك ، في نهاية اليوم التي حددها لك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1010 - بالكاد يحدث اي شيء ٍ للصخور الساحلية التي تضربها الامواج مرارا ً وتكرارا ً ، فالماء لا يقارن بالصخور . صحيح ٌ ان الامواج تلطم الصخور بصورة ٍ مستمرة لكن الصخور تفوز ، ومع ذلك لا بد للامواج ان تترك اثرا ً ضئيلا ً على الصخور في كل مرة ٍ تلطمها فيها . وهكذا إن رجعت بعد سنوات طويلة فسوف ترى التأثير المتراكم لامواج البحر على الصخور ، حيث انها تنحتها وتبليها . كان حال النبي اشعياء مثل حال تلك الامواج المتواصلة ، فقد تابع التحدث مع شعبه ِ مرة ً تلو الأخرى محذرا ً اياهم من عواقب افعالهم ومذكرا ً اياهم بحاجتهم للتغيير ، لكنهم كانوا اشبه بتلك الصخور ، اي انهم لم يستجيبوا له آنذاك ، لذلك فقد ركع على ركبتيه وراح يصلي لاجلهم

اشعياء 62 : 1
1. لأجلك يا صهيون لا أسكت ، لأجلك يا أورشليم لا أهدأ حتى يخرج كالضياء حقك وكمصباح متقد خلاصك.
اشعياء 62 : 6 – 12
6. على أسوارك يا أورشليم أقام الرب حراسا لا يبتعدون نهارا ولا ليلا. أذكروا الرب لا تهدأوا،
7. ولا تدعوا الرب يهدأ إلى أن يثبت دعائم إسرائيل ويجعلها تسبيحة في الأرض.
8. حلف الرب بيمينه وأقسم بذراع جبروته: ((لن يأكل أعداؤك قمحك ويشرب الغرباء خمرة تعبك،
9. بل الذين يجنونه بحمد يأكلونه، ويشربه جامعوه في دياري المقدسة)).
10. هيا اعبروا من الأبواب. هيئوا طريق الشعب، مهدوه ونقوه من الحجارة، وارفعوا الراية للشعوب.
11. الرب أذاع إلى أقاصي الأرض أن قولوا لابنة صهيون: ((ها مخلصك الرب آت جزاؤه معه وأجرته تتقدمه)).
12. شعبك يدعى مقدسا، شعبك الذي افتداه الرب. وأنت لا تدعين يا أورشليم المدينة المهجورة بعد اليوم، بل المدينة المطلوبة من الجميع.



حينما نحذر الآخرين او ننصحهم فانهم لا يصغون الينا احيانا ً ، وفي كثير من الاوقات يكون باستطاعتنا ان نرى العواقب الاليمة التي ستحل عليهم رغم انهم يرفضون رؤية الخطر القادم . لكن بعد ان نكون قد حذرناهم ونصحناهم ورجوناهم يبقى لدينا خيار ٌ واحد الا وهو ان نصلي لاجلهم . لهذا فقد علّم يسوع تلاميذه ان يصلوا قائلين : " لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ " ( متى 6 : 10 ) قد لا تستطيع التحكم بالاشخاص الآخرين الذين هم على وشك اتخاذ قرارات حمقاء ، او الذين يلهون ويعبثون بطريقة ٍ لا بد وان تجلب العواقب الاليمة على رؤوسهم ، لكنك تستطيع على اقل تقدير ان تصلي لاجلهم . واظب على الصلاة بلجاجة من اجل الاشخاص الذين تحبهم .
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1011 - بعض الناس محصورون داخل ذواتهم ، لا يرون الا انفسهم ، لا يهتمون او يعنون بغيرهم . يقبضون ايديهم عن الغير ، يغلقون مخازنهم عن الآخرين . البخل شيمتهم والشح اسلوبهم والتقتير وسيلتهم للحياة . يعيشون تحيط الكراهية بهم ، ويرحلون مشيعين بالشماتة . يقول النبي سليمان الحكيم في امثاله ِ الاصحاح 11 : 25 "
النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى." فكلما اعطى الانسان زاد بركة ً وشبعا ً . كلما روى الانسان زاد خيرا ً وارتواء . اذا اعطيت الجائع طعاما ً يسد جوعه ، شبعت . واذا سقيت الضمآن ماء ً يطفئ عطشه ارتويت . إن فكرت في الآخرين واهتممت باحتياجاتهم يهتم بك الله . وإن اعطيت الغير مما في حوزتك ومخازنك ، ملئها لك . قال الرب يسوع المسيح : " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ " ( اعمال 20 : 35 ) هذه سمة المسيحية : " الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ. " ( 2 كورنثوس 9 : 7 ) قال المسيح وعلّم أن كل ما نعطيه للغير ونفعله ُ للآخرين عطاء ٌ له هو وفعل ً صالح ٌ له ، لانه يعتبر المحتاجين اخوته الاصاغر . وكل ما نفعله باخوته هؤلاء الاصاغر فبه نفعل ، وكل ما لا لم نفعله باحد اخوته هؤلاء الاصاغر فبه لم نفعل . إن ذكرت ُ الآخرين فالرب سيذكرني ، وإن ساعدت ُ الآخرين فالرب سيساعدني . إن سقيت جنته يحول نفسي الى جَنَّةٍ رَيَّا . واذا عاملت الغير كاخوة ٍ اصاغر له عاملني كأخ ٍ عزيز ٍ عليه . إن قارب البئر ان يجف ، إن شحت مائه ُ وقلّت ، سكب بعضها على النباتات الجافة حوله يفتح مسام جدرانه . ويعود الماء فيزداد في جوفه ويعلو ويطفح ويفيض . لأن المروي ايضا ً يُروى ، ولأن المعطي دائما ً يُعطى . لهذا يعدك الله ويطلب منك ان تفتح يدك بالعطاء ، فسوف يملئها لك بسخاء ، فالنفس السخية تُسمّن .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1012 - هناك الكثير من العقبات التي تعترض طريق الشباب : الخبرة الضئيلة وعدم النضج والافتقار للمهارات . ويا ليت الشباب يمتلكون بعض الحكمة الى جانب هذه الطاقات الكبيرة التي يتمتعون بها . اهلا ً بك في الاصحاحات الافتتاحية لسفر ارميا الذي يحتوي على نبوات رجل ٍ اعتبر صغيرا ً لا يصلح لأن يكون خادما ً لله .صحيح ٌ أن إرميا كان شابا ً صغيرا ً لكنك سترى هنا ان عمر المرء لا يهم حين يتعلق الأمر بخدمة الله ، فما يهم حقا ً هو قلبه ُ

إرميا 1 : 4 – 16
4. قال الرب لي :
5. ((قبل أن أصورك في البطن اخترتك، وقبل أن تخرج من الرحم كرستك وجعلتك نبيا للأمم)).
6. فقلت: ((آه ، أيها السيد الرب ! أنا لا أعرف أن أتكلم لأني صغير)).
7. فقال لي الرب: ((لا تقل : إني صغير . أينما أرسلك تذهب ، وكل ما آمرك به تقوله ،
8. لا تخف من مواجهة أحد ، فأنا معك لأنقذك .
9. ثم مد يده ولمس فمي وقال : ((ها أنا جعلت كلامي في فمك
10. وأعطيتك اليوم سلطة على الأمم وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك ، ولتنقض وتبني وتغرس
11. وقال لي الرب: ((ماذا ترى يا إرميا ؟)) فقلت: ((أرى غصن لوز)).
12. فقال: ((أحسنت فيما رأيت . فأنا ساهر على فعل ما أقول)) .
13. وقال لي الرب ثانية: ((ماذا ترى الآن ؟)) فقلت : ((أرى وعاء يغلي على موقد يتجه إلى الشمال)).
14. فقال: ((من الشمال يهب الشر على جميع سكان هذه الأرض .
15. سأدعو جميع ممالك الشمال ، فيأتون وينصب كل ملك من ملوكها عرشه عند مدخل أبواب أورشليم ومدن يهوذا .
16. وأتلو حكمي على شعبي جزاء جميع الشرور التي فعلوها ، لأنهم تركوني وأحرقوا البخور على مذبح آلهة أخرى وسجدوا لما صنعته أيديهم .



ليس من المستغرب ان يشعر الناس بالمعاناة عند مواجهتهم لبعض التحديات الجديدة في الحياة ، وذلك بسبب شعورهم بانهم ما زالو صغارا ً او بسبب افتقارهم للكفاءة ِ او المقدرة ِ أو التدريب او الخبرة ، فقد اعتبر إرميا انه اصغر واقل خبرة ً من ان يحمل رسالة الله الى العالم ، لكن الله اخبره بأن لا يقلق وان ينطلق في مهمته ِ .
لا ينبغي علينا ان نسمح لمشاعر عدم الكفاءة بأن تمنعنا من القيام بالعمل الذي دعانا الله للقيام به ، بل يجب علينا ان نثق بأنه سيكون معنا دوما ً وبأنه سيعطينا الحكمة َ والمعونة اللازمتين لاكمال تلك المهمة .
حينما تجد نفسك تتجنب شيئا ً تعرف انه ينبغي عليك القيام به ، لا تحاول التملص من ذلك بحجة عدم كفائتك ، بل اطلب من الله ان يمدك بالشجاعة اللازمة للقيام بذلك ، وثق من كل قلبك بأنه سيزودك بالقوة التي تحتاجها لانجاز العمل .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1013 - خلق الله الماء للانسان والحيوان والنبات حياة . الجفاف موت ، والمطر ارتواء ٌ وانتعاش ٌ وهناء ، لكن الله يسمح احيانا ً ان يفيض الماء ، يُغرق ، ويُهلك ويُميت . ينهمر المطر مدرارا ً وتتفجر الينابيع وتطفح ، تغرق الارض ، والسيول تجرف كل ما يقف في طريقها فتدمره . حدث ذلك في الماضي في عهد نوح وأمات الطوفان كل حي . محا الله كل ما كان في الارض ما عدا نوح واللذين كانوا معه في الفلك . وبعد ان انزاحت المياه وجفت الارض وضع قوسا ً في السحاب . قوسا ً جميلا ً يحوي كل الالوان متدرجة ً متداخلة ً بشكل ٍ رائع . وقال الله لنوح : " هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ( تكوين 9 : 12 ) ميثاق حماية وعهد رعاية ، لا يكون طوفان ٌ يُهلك الانسان " فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَابًا عَلَى الأَرْضِ ، وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، " ( تكوين 9 : 14 ) حين تُظلم السماء وتتراكم السحب مثقلة ً بالمطر المهلك ، حينئذ ِ تظهر القوس بالوانها المتدرجة المتعددة المتداخلة تملأ السماء ، تشق ظلام السُحب ، تصرخ باعلى من الرعد ، تقول للانسان : هذا ميثاق الله ووعده ، لا يُهلك الارض ، فتكون القوس تأكيدا ً لعناية الله ورعايته واعلان ُ لمحبة الله للانسان . وسط الرعد والبرق والمطر يوجد الله . وسط الرعب والخوف والخطر تمتد يد الله ، تحمي ، تحفظ ، تُحيط ، تحتضن ، تمسك . يُرسل القوس تُعلن وجوده وتؤكد وعوده .
إن داهمتك السُحُب وانتشرت تملأ السماء . إن دوّى الرعد ولمع البرق كسيف ٍ مخضّب ٍ بالدماء ، أمعن النظر وسط السُحُب ، ارفع بصرك واخترق الظلام ، ستجد القوس ظاهرة ً قائمة تحتضن الارض وتحتضنك . تنشر الوانها ، تغمر الارض وتغمرك . تُذكّرك بميثاق الله وتحفظك في عناية الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1014 -الارض التي نعيش عليها ارض غربة . منذ ان خطا آدم على الارض ونحن نسله في ارض غربة . كلنا غرباء نعيش على ارض ٍ غريبة لا نملكها . قال الله للشعب منذ البداية : " لِيَ الأَرْضَ ، وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عِنْدِي " ( لاويين 25 : 23 ) يقول الوحي المقدس في رسالة العبرانيين عن ابراهيم : " بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. " ( عبرانيين 11 : 9 ) وقال داود النبي في مزمور 119 : 19 " غَرِيبٌ أَنَا فِي الأَرْضِ. " ويقول ايضا : " أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي. " ( مزمور 39 : 12 ) فكل انسان ٍ غريب ٌ على الارض . والغريب يحيا حياة الغريب ، يكون مستعدا ً للانتقال والترحال حين يتحتم الانتقال ، فلا يبني ويعمق جذوره في الارض . يسكن في خيام ٍ يسهل طيها وحملها على الظهر . لا يكنز ويضع ثروته في ممتلكات ٍ ثابتة . كانت اموالهم وثرواتهم تمشي على اقدام ٍ تتبعهم في شكل قطعان غنم ٍ وابل ومواشي . وحين يدعو الله الانسان ليعود اليه ويرحل من ارض الغربة ، كان ذلك امرا ً طبيعيا ً منتظرا ً لا يُدهش له ويرتعب . انسان العصر الحديث ينسى ذلك وينكره ، يقبض باستماتة ٍ على تراب الارض ، يغرس اياديه في طينها ، يستخدم الحديد والاحجار في بناء بيوته ويرفع الاسوار حولها . يمد جذوره في الاعماق وتمتد فروعه ُ في الفضاء ويتصور انه خالد فيكنز ويدّخر ويجمع ويخزّن . فاذا جاء الوقت وحل الزمان لانهاء الغربة والرحيل يفزع ويجري يسرة ً يمنة بما بناه وشيده ليبقيه ويحميه . فاذا بالزرع يُقلع والحصون تُهدم والاسوار تتهاوى . الكل يزول ، يذوب ، يضيع ، يطير ، ينفلت من بين اصابعه . ويقبض الهواء ، الخلاء ، الخواء ، الفراغ . لو عشت غريبا ً في ارض الزوال ، تحيا ابديا ً في ارض الخلود والبقاء ، في الوطن السماوي مع الله .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1015 - تعتمد محبة الناس للمتنبئين الجويين على دقة هؤلاء في التنبؤ بالحالة الجوية . لكن بعض الناس يكرهون المتنبئين الجويين لا بسبب دقة تنبؤاتهم او عدم دقتها بل لمجرد انهم يتنبؤون بأن الطقس سيكون سيئا ً . لكن رداءة الطقس ليست بسبب خطأ منهم ، لذلك أفلا يجدر بنا ان نلتمس لهم عذرا ً ؟ فهم على اقل تقدير يحذروننا من سوء الاحوال الجوية ، أليس كذلك ؟ كان النبي إرميا يحظى بنفس الاحترام الذي يحظى به المتنبئ الجوي الذي يتنبأ دائما ً بأن الطقس سيكون سيئا ً . فحتى ان الاشخاص الذين نشأ معهم إرميا لم يعودوا راغبين في وجوده ِ في المدينة ، بل انهم كانوا يتمنون موته ، لكن خلافا ً للمتنبئين الجويين لم يكن باستطاعة النبي إرميا ان يترك هذا العمل او هذه المنطقة لأن الله هو الذي وضعه ُ في هذا المكان ، لهذا كان على النبي إرميا ان يستمر في توصيل الاخبار السيئة للشعب .

إرميا 11 : 18 – 23
18. أعلمني الرب فعلمت ، وأراني فرأيت أعمالهم .
19. كنت أنا كخروف وديع يساق إلى الذبح ولا علم لي أنهم كادوا لي مكيدة . قالوا: لنتلف الشجرة مع ثمرها! لنقطعه من أرض الأحياء ولا يذكر اسمه من بعد!))
20. فيا ربنا القدير الذي يحكم بالعدل ويفحص المشاعر والأفكار دعني أرى انتقامك منهم . فإليك رفعت دعواي .
21. فقال الرب على رجال عناتوت الذين يطلبون حياتي ويقولون لا تتنبأ لئلا تموت بأيدينا:
22. ((أنا الرب القدير أعاقبهم ، فيموت الشبان منهم بالسيف وبنوهم وبناتهم بالجوع
23. لأني يوم أعاقبهم سأجلب عليهم شرا ولا تبقى منهم بقية)).

إرميا 12 : 2 ، 5 ، 6
2. أنت غرستهم فتأصلوا ونموا وأثمروا. أنت قريب من أفواههم وبعيد عن قلوبهم .
.
.
.

5. تجري مع المشاة فتتعب ، فكيف تسابق الفرسان ؟ وإن كنت تتعب في أرض الأمان ، فكيف تفعل في غور الأردن ؟
6. إن كان إخوتك وأهل بيت أبيك يغدرون بك ويصرخون وراءك بملء أفواههم ، فكيف تأتمنهم إذا كلموك بالخير؟




في وقتنا الحاضر يعارض الناس احيانا ً المؤمنين الذين يشاركون رسالة الخلاص وذلك لنفس الاسباب التي دفعت شعب عناتوت او عناثوث للتآمر على حياة النبي إرميا . وقد يكون من البديهي ان يميل المرء الى الصمت او الى تغيير الرسالة حينما يواجه مثل هذه المعارضة الشديدة ، لكن ينبغي علينا ان نكون امناء مع الله وامناء مع الدعوة التي دعانا اليها .
إن تحدثت مع الآخرين عن الله فلا تكن بغيضا ً او لحوحا ً او جلفا ً بل اتبع مثال النبي إرميا . تحدث بكل احترام ٍ معهم وقل الشيء المناسب في الوقت المناسب ، واحرص على ان تنقل لهم رأي الله وليس رأيك الشخصي . واخيرا ً اترك سلامتك وامنك بين يدي الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1016 - الحي حي ٌ بالحياة التي فيه . النبات حي لأن حياة ً خاصة تجري في فروعه ِ واوراقه . الحيوان والانسان حي ٌ بنسمة الحياة التي تجري في دمه وعروقه . وما ان تتوقف الحياة حتى يموت الحي ويهوي في التراب ، الا الانسان المخلوق بنعمة ٍ من الله الخالد . نقل الله الخلود الى نفسه فاصبحت نفسه ُ خالدة . ووفر الله للمؤمنين حياة ً ابدية في المسيح يسوع . يقول الرسول يوحنا في رسالته ِ الاولى 5 : 11 ، 12 " وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً ، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ." المؤمن بالمسيح ، الذي له ابن الله صُلب مع المسيح وقام ايضا ً بقيامة المسيح فيحيا لا هو بل المسيح يحيا فيه . في الجسد نحن احياء ٌ بالجسد . بالحياة الجسدية التي تحيي كل حي . في المسيح نحن ُ احياء ٌ بالروح . بالحياة الروحية الابدية التي لنا فيه . كان " يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " ( يوحنا 3 : 14 – 16 ) والحياة الابدية ليست خلود نفس الانسان ، الحياة الابدية هي عطية الله للمؤمن في المسيح يسوع . تبدأ حين تسلّم القلب له وتتبعه ، وتبقى الى ان تظهر مع المسيح في المجد . يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل كولوسي 3 : 3 ، 4 " لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ. " متى أُظهر المسيح حينئذٍ نُظهر نحن ايضا ً معه في المجد ، فنحيا الآن الحياة التي في المسيح ، والحياة التي في المسيح حياة ٌ ابدية ، تبدأ وتستمر هنا على الارض وتسمو وتستمر هناك في السماء في المجد ، هكذا يقول الله ، هذا ما يعدنا الله به .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
1017 - إن اردت مثالا ً عن الغضب فلا تبحث بعيدا ً عن النبي يونان ، فقد أضطر أخيرا ً للقيام بالمهمة التي اوكله الله بها ألا وهي تحذير شعب نينوى من غضب الله القادم . كان يونان يفضّل عدم القيام بذلك ، لهذا فقد شعر بالخسارة حينما سارت الامور على ما يرام ، لهذا فقد علّمه الله درسا ً قاسيا ً عن الغضب . في هذه الآيات سوف ترى صورة ً مدهشة ً عن رحمة الله ، كما انك سوف تجد دروسا ً تبين ان باب التوبة ِ مفتوح ٌ دائما ً ، وأن المؤمنين يغضبون احيانا ً لاسباب ٍ ليست صحيحة

يونان 4 : 1 – 11
1. وساء ذلك يونان كثيرا، فغضب
2. وصلى إلى الرب وقال: ((أيها الرب، قلت وأنا بعد في بلادي إنك تفعل مثل هذا، ولذلك أسرعت إلى الهرب إلى ترشيش. كنت أعلم أنك إله حنون رحوم بطيء عن الغضب، كثير الرحمة ونادم على فعل الشر.
3. فالآن أيها الرب خذ حياتي مني، فخير لي أن أموت من أن أحيا)).
4. فقال له الرب: ((أيحق لك أن تغضب ؟))
5. وخرج يونان من المدينة ، وجلس شرقي المدينة ونصب هناك مظلة وجلس تحتها في الظل ، حتـى يرى ما يصيب المدينة .
6. فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان ليكون على رأسه ظل ينقذه من الأذى ، ففرح يونان باليقطينة فرحا عظيما.
7. ثم أعد الله دودة عند الفجر في الغد، فضربت اليقطينة فيبست.
8. فلما أشرقت الشمس أعد الله ريحا شرقية حارة، فضربت الشمس على رأس يونان فأغمي عليه، فطلب الموت لنفسه وقال: ((خير لي أن أموت من أن أحيا)).
9. فقال الله ليونان: ((أيحق لك أن تغضب من أجل اليقطينة ؟)) فأجاب يونان: ((يحق لي أن أغضب إلى الموت)).
10. فقال الرب: ((أشفقت أنت على اليقطينة الـتي لم تتعب فيها ولا ربيتها، وإنما طلعت في ليلة ثم هلكت في ليلة
11. أفلا أشفق أنا على نينوى العظيمة الـتي فيها أكثر من مئة وعشرين ألف نسمة لا يعرفون يمينهم من شمالهم ، فضلا عن بهائم كثيرة ؟))


احيانا ً نتمنى ان يلحق الاذى والعقاب بالاشرار ، وحتى ان داود عبّر عن نفس هذه الامنية في العديد من المزامير التي كتبها ، لكن رحمة الله هي اكثر مما نظن او نفتكر ، وهو يشعر بالتعاطف مع الخطاة الذين نريد ان نعاقبهم ، وبمقتضى رحمة الله الواسعة فانه يضع خططا ً لجلب الخطاة اليه ، وقد ادرك داود هذه الحقيقة ، لهذا رغم انه ( أي داود ) كان يكره الاشرار الا انه كان يصلي ان يتمجد الله وأن يأتي الخطاة الى معرفة الرب .
صلي لاجل الاشخاص الذين يحتاجون الى معرفة الله . اكره افعالهم الشريرة لكن افعل كل ما تستطيع لاقناعهم باتّباع المسيح .
 
أعلى