تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
980 - في شجاعة ٍ وقوة جاء ايليا النبي للملك آخاب وقال له : حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ ُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي . ولم يكن مطر ٌ على الارض لسنوات . ومرة اخرى تحدى الملك على جبل الكرمل . طلب نارا ً من السماء . سقطت نار الرب واكلت المحرقة وآمن الشعب بالرب الاله . وكما حبس الله المطر ، اتى بمطر ٍ عظيم على الارض . وكان ايليا نبي الله وسط ذلك كله قويا ً شجاعا ً شامخا ً . حتى اعلنت الملكة ايزابل الحرب عليه ففزع وهرب الى البرية ، وجلس تحت رتمة ٍ وطلب الموت لنفسه وقال : "قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي " ( 1 ملوك 19 : 4 ) دخل قلبه الشك ونسي جبل الكرمل . خاف ونام وانتظر الموت . حين كان معتمدا ً على الله انتصر وحين نظر الى نفسه ضعف وانهزم . وجائه صوت الله وقال : " مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟» "
اجاب : «غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا»." نسى الله الذي اغلق كوى السماوات وعاد وفتحها . تصور ان الله الذي انزل ناره من السماء لتأكل الحجر والماء ، تصوره تغير ، تبدل ، ضعف ، تركه وحده . الله هو ، هو امسا ً واليوم والى الابد . ايماننا هو الذي يتغير . اعتمادنا عليه هو الذي يتبدل . يد الله معك . لا تتركك ، لست وحدك ابدا ً . هو معك لا يهملك ولا يتركك . لا تهرب الى البرية ، ابق في حضرته . لا تخف من اعدائك . لا تختبئ لا تفزع . الله يسألك : لماذا انت تحت رتمة الشك والخوف ؟ قم اصعد الى جبل الكرمل ، استعد ايمانك وانتظر نصر الله . الله معك ينصرك ، نصرك الامس وينصرك اليوم وسينصرك الى الابد .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
981 - حينما يتشاجر الاصدقاء كما يفعلون عادة ً فانهم بذلك يقطعون السلك الناقل لتيار الصداقة بينهم . ولاعادة توصيل هذا التيار ينبغي ان يعتذر بعضهم من بعض وان يصلحوا الخلاف القائم بينهم . والشيء نفسه ينطبق على علاقتنا مع الله . رغم اننا السبب في قطع ذلك التيار في جميع الحالات . تتحدث هذه الآيات عن مبادرة الله في اصلاح علاقته مع شعب يهوذا . فرغم انهم سيقضون بضع سنوات في بابل عقابا ً لهم على خطاياهم الا ان الله يؤكد لهم ثانية ً ان هذا السبي لن يدوم الى الابد ، وكدليل ٍ على هذا الوعد يقوم النبي إرميا بشراء ارض ٍ في يهوذا


إرميا 31
10 – 14
10. إسمعوا كلمة الرب أيها الأمم ونادوا بها في الجزر البعيدة. قولوا: ((من بدد بني إسرائيل يجمعهم ويحرسهم كراع قطيعه .
11. الرب الإله افتداهم فكهم من يد لا يقوون عليها .
12. فيجيئون ويرنمون في أعالي صهيون ، ويقبلون على خيرات الرب ، على الحنطة والخمر والزيت وصغار الغنم والبقر، وتكون حياتهم كجنة ريانة ، ولا يعودون يذبلون من بعد .
13. فتفرح العذراء في المراقص ، والشبان والشيوخ جميعا ، وأحول نواحهم إلى طرب وأعزيهم وأفرحهم بعد حزن،
14. وأملأ الكهنة من الدسم ، وشعبي يشبع من خيراتي)).




الناس الذين لا يعرفون الله جيدا ً عادة ً ما يفترضون احد هذين الافتراضين الخاطئين :
اولا : البعض يفترضون ان الله يحبهم كثيرا ً جدا ً الى درجة انه لا يبالي بالخطايا التي يقترفونها . كما انهم لا يؤمنون بالجحيم ولا يعتقدون ان الله سيعاقب اي شخص
ثانيا ً : البعض الآخر يفترضون ان الله ظالم ٌ مستبد ، ويتخيلون انه من المستحيل على الله ان يحب اشخاص مثلهم لانهم خطاة ٌ لابعد الحدود . كما انهم لا يؤمنون بالسماء بالنسبة لهم على الاقل ، و لا يصدقون ان الله يمكن ان يقبل اي شخص ٍ بمثل هذا السوء .
تتحدث نبوات النبي إرميا في هذه القراءة عن هذا الافتراض الثاني . لكن رغم ان الله يبغض الخطية الا انه يحبنا لدرجة انه مستعد ٌ للخروج والبحث عنا كي يعيدنا اليه ، فهو يريدنا ان نتوب عن خطايانا وان نرجع اليه كي نخلص . كما انه لا يحقد علينا ولا يعود يذكر اية خطية ٍ اقترفناها سابقا ً بل انه يغفر لنا ويطرح خطايانا في اعماق البحر حينما نتوب .


( اقرأ سفر إرميا 30 – 33 )
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
982 - هل جربت الالم ؟ هل زار قلبك الحزن ؟ هل غزت الدموع عيونك ؟ هل سالت على وجنتيك ؟ كلنا جرب الألم وذاق الحزن واجهش بالبكاء وامتلئت عيونه بالدموع . العالم الذي نعيش فيه عالم الم وحزن وبكاء ودموع . الله يعدنا بعالم بلا الم ولا حزن ولا بكاء ولا دموع . عالم لا موت فيه ، عالم ٍ بلا موت . عالم يسكن فيه الله مع الناس . يصفه يوحنا الرائي ويقول عنه :
" سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً " ( رؤيا 21 : 1 )
" وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ "
ما اجمل ذلك المكان حيث لا دموع . ما اروع ان يسكن الله معنا ونحن معه . وحيث يكون الله لا يكون موت وحزن ولا بكاء . حيث يكون الله تكون الحياة والفرح والبهجة . يده تمسح كل دمعة ٍ ، ستختفي الدموع . العيون الممتلئة بالبكاء تجف وتخف . القلوب المنكسرة بالحزن تسعد وتهنأ لأن الله سيكون معنا . هو فرحنا . وسنكون نحن معه نتمتع به . في المساء هنا يبيت البكاء وفي الصباح هناك يكون ترنم . إن امتلئت عيونك بالدموع واغرورقت بها ، إن حلت غلالة ٌ على بصرك وحجبت رؤيتك ، جفف عيونك وامسح دموعك ، تصفو وتنجلي وتبصر بالايمان السماء الجديدة وتحيا منتظرا ً بالرجاء يوم يسكن الله معك . ويُطرد الموت والوجع والحزن والصراخ . تعال يا رب لا تتباطئ . جميع الناس هنا يبكون . اسرع يا رب اسرع حتى تتوقف الدموع وتصفو العيون .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
983 - لكل عائلة صلة ٌ خاصة ٌ بالماضي ، فبعض العائلات تتذكر جذورها العرقية ويمكنها ان تخبرك عن تراثها الذي تفخر به . وبعض العائلات الاخرى تسرد قصصها المفضلة عن الصراعات التي خاضها اجدادهم واجداد اجدادهم

إرميا 35 : 5 – 19
5. ووضعت أمام الركابيين أباريق ملأى من الخمر وكؤوسا وقلت لهم: ((إشربوا خمرا)).
6. فقالوا: ((نحن لا نشرب خمرا، لأن يوناداب بن ركاب أبانا أوصانا قائلا: لا تشربوا خمرا أنتم ولا بنوكم إلى الأبد،
7. ولا تبنوا بيتا ولا تزرعوا زرعا ولا تغرسوا لتعيشوا أياما كثيرة على وجه الأرض التي أنتم فيها متغربون.
8. فسمعنا ليوناداب أبينا في كل ما أمرنا به أن لا نشرب خمرا كل أيام حياتنا، نحن ونساؤنا وبنونا وبناتنا،
9. وأن لا نبني بيوتا لنسكنها ولا يكون لنا كرم ولا حقل ولا زرع.
10. وسكنا في الخيام وسمعنا وعملنا بكل ما أمرنا به يوناداب أبونا،
11. فلما غزا نبوخذنصر ملك بابل هذه الأرض قلنا: تعالوا ندخل أورشليم من وجه جيش البابليين وجيش الآراميين، فسكنا في أورشليم)).
12. ثم قال الرب إله إسرائيل لإرميا:
13. ((إذهب وقل لرجال يهوذا ولسكان أورشليم: ((ألا تتأدبون فتسمعوا لكلامي يقول الرب ؟
14. بنو يوناداب بن ركاب سمعوا لكلام أبيهم أن لا يشربوا خمرا، فهم لا يشربون إلى هذا اليوم. أما أنتم فما سمعتم لكلامي الذي كلمتكم به مرارا وتكرارا،
15. وأرسلت إليكم جميع عبيدي الأنبياء بغير انقطاع أقول: إرجعوا عن طريق الشر وأصلحوا أعمالكم ولا تتبعوا آلهة أخرى لتعبدوها، فتسكنوا في الأرض التي أعطيتها لكم ولآبائكم، فما أصغيتم ولا سمعتم لي.
16. وبنو يوناداب بن ركاب يعملون بوصية أبيهم، أما هذا الشعب فما سمعوا لي.
17. لذلك سأجلب على بيت يهوذا وعلى جميع سكان أورشليم كل الشر الذي تكلمت به عليهم، لأني كلمتهم فما سمعوا، ودعوتهم فما أجابوا)).
18. وقال إرميا لبيت الركابيين: ((قال الرب القدير إله إسرائيل: ((بما أنكم سمعتم لوصية يوناداب أبيكم وحفظتم أحكامه وعملتم بجميع ما أمركم به،
19. لذلك لا ينقطع ليوناداب بن ركاب رجل من نسله يخدمني كل الأيام)).


بصفتنا مسيحيين فنحن اصحاب تقليد ٍ عائلي ٍ عريق ٍ ومجيد في طلب وجه الله والعيش من اجله . ورغم انه لا يجدر بنا ان نقلد آبائنا الأوائل من منطلق التقاليد فقط لكن يمكننا ويجب علينا ان نتعلم من خلال قدوتهم الحسنة . فينبغي علينا ان نطلب الله من كل قلوبنا وان نطيع كلمته في كل جانب ٍ من جوانب حياتنا حتى ولو اقتضى الامر ان نموت من اجل الرب يسوع المسيح .
خصص بعض الوقت للتأمل في تراثك الروحي الشخصي . اترك بعض الذكريات الروحية الجميلة التي يمكن لابنائك واحفادك ان يتأملوا بها في المستقبل ليستمدوا منها بعض القوة والالهام .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
984 - الانسان كثير الترحال ، يتنقل من مكان ٍ الى مكان . وفي كل مرة يخرج من بيته لانتقال ٍ او سفر يخشى مخاطر الطريق ومفاجئاته وحوادثه وشره . كثيرة ٌ هي حوادث الطريق ، وكثيرة ٌ ضحاياه وقتلاه . برا ً أو بحرا ً أو جوا ً ، لا أمان في أي مكان . البعض يحجم ويمتنع ويخشى الحركة والتنقل ، لكنه لا يمكن ان يهرب من قدره وينجو ويسلم . النجاة والسلام فقط في كنف الله ورعايته وحفظه . يعدنا الله كما وعد يعقوب في سفر التكوين 28 : 15 " وَهَا أَنَا مَعَكَ ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ" يا له من وعد ٍ بالامان . هو معنا في السفر والذهاب . يحيط بنا ويحوطنا بيده حيثما نذهب . لا نخشى خطرا ً يسعى الينا ونحن نسافر برا ً . ولا نخاف انقلاب الموج وهيجان البحر والعواصف حين نتنقل بحرا ً . ولا نرتعب ونحن طائرين معلقين بالهواء مرتحلين جوا ً . يده ُ تصل الى كل مكان وتحمينا من كل شر ، وسوف يردنا الى بيوتنا سالمين آمنين . لا يتركنا في نومنا وفي يقظتنا ، في بقائنا وفي سفرنا . انت محفوظ ٌ في كفه اينما ذهبت . كفه ُ تَسع العالم كله ، الكون كله . إن انتقلت من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ، إن عبرت من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، حركتك في نطاق عنايته . لن تخرج عن مجال اهتمامه ورعايته . سافر اينما شئت وانتقل الى حيثما اردت ، فهو معك ، وهو يحفظك في خروجك و دخولك ، في بقائك وانتقالك .

10407232_805770272789210_1523791550551571762_n.jpg
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
985 - سواء أردت القيام برحلة ٍ ما او رغبت في قضاء اجازتك في مكان ٍ ما او اردت انجاز احد المشاريع فإن هذه كلها اعمال ٌ ونشاطات ٌ تتطلب تخطيطا ً ، فالتخطيط يجعل انجاز المهام اسهل لكن في بعض الاحيان لا تكون الخطط كافية ً بذاتها لتحقيق النجاح . نقرأ هنا عن يوحانان الذي كانت لديه بعض الخطط المسبقة . وكغيره من الاسرائيليين الصالحين اراد يوحانان من الله ان يبارك خططه ، لهذا فقد طلب من النبي إرميا أن يصلي لاجله ِ . لكن سرعان ما ظهر شيء ٌ بغيض ٌ حالما بدأ الله في كشف الدوافع الحقيقية ليوحانان


إرميا 42 : 1 – 6 ، 19- 20
إرميا 43 : 1 – 3
1. وتقدم جميع قادة الجيوش ويوحانان بن قاريح وعزريا بن هوشعيا وجميع الشعب ، من صغيرهم إلى كبيرهم ،
2. وقالوا لإرميا النبي: ((نتضرع إليك أن تصلي إلى الرب إلهك لأجل من بقي منا، وهم قليل من كثير، كما ترانا عيناك.
3. فيخبرنا الرب إلهك كيف نسلك وماذا نعمل)).
4. فقال لهم إرميا النبي: ((سمعتكم وسأصلي إلى الرب إلهكم كما تطلبون وأخبركم بما يجيبكم الرب، ولا أكتم عنكم شيئا)).
5. فقالوا لإرميا: ليكن الرب إلهك شاهدا علينا أننا نعمل بكل الكلام الذي يرسله إلينا.
6. إن خيرا أو شرا، لأن السماع لصوت الرب إلهنا الذي نطلب منك الصلاة إليه أفضل لنا.
.
.
.
19. ((وقال لكم الرب يا بقية شعب يهوذا: لا تذهبوا إلى مصر، ها أنا أنذرتكم الآن.
20. فأنتم تخطئون خطأ جسيما يكلفكم حياتكم إن ذهبتم إلى هناك .


1. ولما فرغ إرميا من مخاطبة الشعب بكل هذا الكلام الذي أرسله إليهم به الرب إلههم
2. قال له عزريا بن هوشعيا ويوحانان بن قاريح وجميع الرجال بوقاحة: ((أنت تكذب. لم يرسلك الرب إلهنا لتقول لنا: لا تذهبوا إلى مصر لتتغربوا هناك.
3. لكن باروخ بن نيريا حرضك علينا لتسلمنا إلى أيدي البابليين ، فنقتل أو نسبى إلى بابل)).


حضر يوحانان وجماعته الى النبي لإرميا وطلبوا منه ان يصلي لاجلهم كي يبارك الله خططهم . لكنهم لم يكونوا مهتمين بالفعل بما يريده الله بل ارادوا موافقته على خططهم الشريرة .
يبدو اننا نحن البشر نعاني من هذه المشكلة ألا وهي ان نطلب موافقة الله على رغباتنا عوضا من ان نطلب منه تشكيل رغباتنا بحسب مشيئته . فلا يجب علينا ابدا ً ان نضع خططا ً ما لم نكن مستعدين لقبول تدخل الله فيها وتغييره لها. لذلك حينما نطلب مشيئة الله يجب علينا ان نقول : لتكن مشيئتك .
تحدث مع الله وضع اهدافك وخططك بين يديه وهو سيبارك قراراتك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
986 - اذا نظرنا حولنا ونحن في اعمالنا اليومية نُصدم ونُحبط . البعض يعمل بايد ٍ مرتخية متكاسلة وينال مكافأة الرؤساء . والبعض الآخر يعمل بأمانة وجدية وينال التأنيب والعقاب . ويفقد الانسان ايمانه ، ويختل مقياسه ويكفر بمبادئه ، ويتسائل : ما فائدة الاخلاص وما جدوى الحماس ؟ وتنتقل العدوى ويعم الغش ويسود الاهمال . لكن الله يُعلن لنا في سفر اخبار الايام الثاني الاصحاح 15 : 7 " فَتَشَدَّدُوا أَنْتُمْ وَلاَ تَرْتَخِ أَيْدِيكُمْ لأَنَّ لِعَمَلِكُمْ أَجْرًا " الله لا يحب الايدي المرتخية والارجل المتعثرة الضعيفة ، ويكافئ كل من نشددت يداه وقويت رجلاه . العمل في المسيحية هو للرب وليس للناس . يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل كولوسي 3 : 23 – 25
" وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ . وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ ، وَلَيْسَ مُحَابَاةٌ. " فلو امكن خداع الناس لا يمكن خداع الله . وإن كان البعض يتكاسل ويهمل بايد ٍ مرتخية ، فالله يرى ويكافئ بعدل ويعاقب بحق وليس محاباة . التعب ليس باطلا ً في الرب . الله يرى تعبك ويقدره ويُسر به وبك ، حتى وإن لم يرى الانسان ذلك ولم يذكره ُ . حين وضع الله آدم في الجنة ، وضعه ليعملها ويحفظها . وحين اخرجه الله الى الارض جعله يعرق ليأكل خبزه وسلحه بالقوة والقدرة والعقل والابتكار . وعلمه كيف يستغل كل امكانياته لخدمته . والله يستحق منا ان نعمل بكل الجد والجهد . وهو يعدنا بان يرى عملنا ويكافئ تعبنا ، فلا تنتظر مكافئة الناس وتقديرهم لعملك . انظر الى الله وكرّس عملك له . وما اسعد من يسعد في عمله ِ للرب . وما اشقى من يشقى في عمله للناس . فاعمل من القلب للرب لا للناس .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
987 - لقد عملت اللقاحات على وقاية الناس من العديد من الامراض القاتلة مثل شلل الاطفال والنكاف والدفتيريا . كما ان المضادات الحيوية ساعدت في تخفيف التهديدات التي تشكلها بعض الجراثيم والفيروسات مثل الطاعون والتهابات الحلق الشديدة . وهكذا يبدو ان العلم قد جرد الموت من بعض اسلحته المخيفة ، وهو يسعى الى القضاء على ما تبقى منها بما في ذلك الامراض المستعصية مثل السرطان والايدز . ورغم ان ايجاد علاج ٍ لهذه الامراض يبدو صعبا ً للغاية الا ان الامل يبقى موجودا ً وقائما ً . لا تستهدف جميع الامراض الجسد ، فبعضها يستهدف النفس . فالكبرياء مثلا ً هو احد هذه الامراض التي تستهدف النفس . والجزء الاخير من نبوة إرميا يتحدث عن بابل التي كانت مصابة ً بداء الكبرياء

إرميا 50 : 25 – 34
25. فتح الرب خزائن أسلحته وأخرج آلات غضبه، لأن له مهمة في أرض البابليين.
26. إنقضوا عليها من كل جانب وافتحوا أهراءها وكوموا قمحها وأبيدوها ولا تكن لها بقية.
27. أفنوا جميع ثيرانها وأنزلوها للذبح. ويل لسكان بابل! حان يوم عقابها.
28. ((إسمعوا صوت الهاربين الناجين من أرض بابل ليخبروا في أورشليم أن الرب إلهنا انتقم لهيكله.
29. ((إستدعوا إلى بابل أصحاب القسي، ولينزل عليها رماة السهام من كل جانب، ولا تدعوا أحدا ينجو، جازوها بحسب أفعالها وعاملوها بمثل ما عاملت الآخرين، لأنها تجبرت على الرب قدوس إسرائيل.
30. ((لذلك يسقط شبانها في ساحاتها ويهلك جميع رجالها المحاربين في ذلك اليوم يقول الرب.
31. ((أنا عدوك أيها الباغي. جاء يوم عقابك.
32. سيعثر الباغي ويسقط ولا أحد يقيمه ، وأشعل نارا في مدنه فتأكل كل ما حولها)).
33. وقال الرب القدير: ((بنو إسرائيل وبنو يهوذا مظلومون جميعا، والذين سبوهم تمسكوا بهم ورفضوا أن يطلقوهم .
34. لكن فاديهم قوي . الرب القدير اسمه . فهو يتولى دعواهم ليريح الأرض ويزعج سكان بابل .



كانت خطية بابل البارزة هي الكبرياء او الغطرسة . وقد يأتي الكبرياء بسبب عجزنا عن رؤية حاجتنا للاتكال الكامل على الله في كل شيء . او قد يأتي بسبب اصرارنا على عدم حاجتنا لخالقنا وادارة ظهورنا له .
نحن نعتمد على الله في كل جانب ٍ من جوانب حياتنا سواء ادركنا ذلك ام لم ندركه ، لكن هناك اناسا ً لا يتواضعون ولا يعترفون بتاتا ً بهذه الحقيقة ، لهذا فان الله يقاوم المتكبرين . وبسبب طبيعتنا الخاطئة تجدنا نميل الى التمسك بكبريائنا ، لكن هنالك خطوات ٍ يمكننا اتخاذها للتغلب على هذا المرض بفضل معونة الله ونعمته ِ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
988- تعددت الطرق وتقاطعت وتنوعت وتفاوتت . ويقف الانسان امام ذلك كله محتارا ً ضائعا ً . كثيرا ً ما يفقد الطريق ويضل ويتوه ، ويتلفت حوله يبحث عن مرشد ٍ يرده ويقوده . وحين تتوغل وسط غابة ٍ متشابكة ٍ مظلمة ، حين تخوض اقدامك في رمال ٍ غائرة ٍ متحركة ، قف وانتظر خلاص الرب . هو يعرف الطريق وهو سيقودك فيها . لا تعتمد على البشر فهم تائهون ضالون ايضا ً . لا تستشر انسانا ً فالاعمى حين يقود اعمى يسقطان معا ً . يعدك الرب بالهداية والارشاد والقيادة . يقول في سفر اشعياء 58 : 11 " وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ " في كل وقت ، دائما ً ، ليلا ً ونهارا ً . في اي وقت تأتي اليه وتطلبه ، يسرع اليك ويمد يده لك ويقودك الى الطريق ، ويسندك في الطريق ، يخطو امامك وبجوارك . مهما اظلم السبيل وتعرج المسار وصعب المشي . ينير ويعين ويقوي ويوجه ويقود . يسدد خطانا ويمهد طرقنا ويحفظ خطواتنا . إن سلمته القيادة سلمت ، إن ائتمنته على نفسك أمنت . لا ضلال ولا ضياع في اتباعه . لا خوف ولا حزن ولا خطر في ظله . انظر اليه امامك واتبعه ُ . سر معه وامسك يده لا تتركه . استودعه طريقك يهدك . سلمه قيادتك يحمك . اسمع صوته ونفذ تعليماته تسر ولا تعثر قدمك ، تسلك ولا تفقد طريقك ، هو معك أمامك حولك ، دائما ً معك ، امامك ، حولك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
989 - هناك العديد من الاسباب التي تدفع الناس للذهاب الى كنيسة معينة ، فالبعض يذهب الى هذه الكنيسة بالتحديد بسبب مبناها الجميل والمريح ، والبعض الآخر يذهب الى تلك الكنيسة تحديدا ً بسبب عظات راعيها ، والبعض يذهب الى تلك الكنيسة دون سواها بسبب مدارس الاحد والبرامج التعليمية المفيدة . ومن ناحية ٍ نظرية ٍ فان الجميع يذهبون الى الكنيسة لعبادة الله . يبدو ان شعب اورشليم كانوا يذهبون الى الهيكل لاسباب ٍ اخرى غير عبادة الله . وفي سفر المراثي يكشف النبي إرميا عن السبب الذي جعل الله يتخلى عن بيته المقدس ، وبالطبع فالسبب يتعلق بممارسات العبادة لدى الشعب

مراثي إرميا 2 : 7 – 11
7. سئم الرب مذبحه وتخلى عن بيته المقدس . سلم أسوار قصورها إلى يد العدو . فهتفوا في بيت الرب كما في يوم عيد .
8. قصد الرب أن يدمر أسوار بنت صهيون . مد الخيط وما رد يده عن أن يمحقها محقا فأبكى الأبراج والحصون حتى ذبلت جميعا.
9. غاصت في الأرض أبوابها. دمر وحطم أقفالها. ملكها ورؤساؤها في الغربة ولا شريعة هناك. حتى أنبياؤها لا يرون رؤيا من عند الرب.
10. شيوخ بنت صهيون يقعدون على الأرض صامتين . ألقوا رمادا على رؤوسهم واتزروا بالمسوح ، وعذارى أورشليم يحنين رؤوسهن إلى الأرض.
11. كلت من الدموع عيناي وأحشائي امتلأت مرارة . كبدي انسكبت على الأرض لخراب بنت شعبي . الأطفال أغمي عليهم في ساحات المدينة.


حينما نذهب الى الكنيسة ونعبد الله ينبغي علينا ان نفحص دوافعنا من وراء قيامنا بذلك . فإن كنا نذهب الى هناك لأي سبب آخر غير عبادة الله فيجب علينا اعادة ترتيب اولوياتنا وتعديل دوافعنا من ذهابنا للكنيسة . كذلك هناك ثلاث خطوات ٍ يمكننا اتباعها لتركيز انظارنا على عبادة الله وتسبيحه ِ :
اولا – يمكننا ان نتأمل في الله اثناء مشاركتنا في الخدمة في كل يوم احد .
ثانيا ً – يمكننا ان نتجاهل اية اشياء ٍ يمكن ان تلهينا اناء الخدمة .
ثالثا ً – يمكننا ان نسمح للخدمة بأن تسبي عقولنا وقلوبنا بحيث تخلق فينا شعورا ً بالدهشة ِ والتعجب من عظمة الله واعماله العظيمة .
حينما تذهب الى الكنيسة قرر ان تعبد الله من كل قلبك وتمتع بالشركة مع المؤمنين الآخرين ، فالله يهتم بعبادتنا القلبية له اكثر مما يهتم بمكان او طريقة العبادة .


( اقرأ مراثي ارميا من الاصحاح 1 – 5 )

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
990 - نحن شعب ٌ مضياف كريم نسعد باستضافة الناس . ويسعد الناس بنا وباستضافتنا لهم وعلاقتنا بهم . قبل الفصح بستة ايام كان المسيح في زيارة لعازر واختيه . وكان المسيح قد اقام لعازر من الموت وصنعوا له عشاء . كانت مرثا الاخت الكبرى تخدم المدعوين . شعلة حركة ٍ ونشاط ٍ وحيوية في خدمة المسيح . ولعازر كان في الصدارة وسط المتكئين ، اعلان ٌ لقدرة المسيح ، حياته ُ اعتراف بالمعجزة . أما مريم الصغرى فاخذت قارورة طيب ناردين خالص ٍ كثير الثمن ودهنت قدمي المسيح ومسحت قدميه بشعرها . ملئت البيت برائحة خضوعها واتضاعها ومحبتها . علاقات ٌ وثيقة ٌ عميقة صادقة ٌ امينة ٌ قوية . كل ٌ عبّر عن علاقته ِ بالمسيح بشكل ٍ متميز . مرثا بخدمتها ، لعازر بحياته ، مريم باتضاعها . ونحن في علاقتنا بالمسيح نُعلن سيادته ُ لنا ، بالخدمة او بالحياة او بالخضوع . وفي علاقتنا بالناس نعلن محبتنا لهم ، في بسمة ، في كلمة ، في لمسة ، في خدمة . سهلة إن صدرت من قلب ٍ صاف ٍ يحب . صعبة مستحيلة إن صدرت من قلب ٍ جاف . في تلك الليلة احس الناس بمحبة لعازر واختيه . سعدوا بها وابتهجوا . ملئت رائحة الطيب انوفهم . انتشوا وفرحوا الا صاحب القلب الحاقد يهوذا . اعترض وانتقد وأدان واتهم واكتئب .واليهود الممتلئون بالحسد ، المشحونون بالشر ، تشاوروا ليقتلوا المسيح ولعازر ، يقتلوا الحب .
اين انت من المسيح ؟ تخدم ، تحيا ، تخضع ؟ تسعد ، تفرح ، تبتهج ؟ تشارك الفرحة ام تعكّر صفوها ؟ تفتح قلبك وحياتك له تدعوه ام تغلق قلبك وحياتك عنه ؟ سؤال ٌ يحسب جوابه لك او عليك . ارجو ان يُحسب لك .
 

sherihan81

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
817
مستوى التفاعل
445
النقاط
0
895 - الانسان دائما ً يبحث عن الخير . ينام يحلم به ، ويستيقظ يسعى اليه . احيانا ً ينجح ويجده ، وكثيرا ً يفشل ويتوه عنه ، لكنه لا يكف ولا يكل بحثا ً عن الخير . ويقول الله لك على لسان اشعياء النبي : " قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ " (إشعياء 3: 10 ) الخير في متناول يد الصدّيق . ليس في متناول يده ِ فقط ، بل هو يتبعه ُ ، الخير يتبع الصدّيق . يقول داود النبي " إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي " ( مزمور 23 : 6 ) الخير يتبعك ، يتبع الصدّيق ، كل من يؤمن بالله ويحبه . برغم سيادة الشر على العالم ، لكن كل الاشياء للمؤمن خير . يحوّل الله شر العالم الذي حولك الى خير . يقول القديس بولس الرسول " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ." (رومية 8: 28 ) يؤكد بولس الرسول ذلك بصيغة يقين : ( نحن نعلم ) هو يعلم ، ونحن ُ ايضا ً نعلم أن الاشياء جميعها معا ً تتجمع وتتفق ، تتكاتف وتعمل لخيرنا ولخير كل من يحبون الله ، لكل المؤمنين المدعوين حسب قصده ِ ، فالخير حولنا كل الخير ، في كل الاشياء . الاشياء التي تبدو شرا ً هي خير ٌ لنا . خيرنا لا يعتمد على الظروف حولنا ولا على الناس بل على الله ، على الله الذي يحبنا الذي يقول لنا : خير ، خير ، خير . ويدفع الخير ويسوقه ليتبعنا كل ايام حياتنا . فلا تبحث عن الخير ، الخير يتبعك ، مع كل خطوة ٍ يُغدق الله خيره ُ عليك . وفي كل شيء ، كل شيء ٍ يعمل لخيرك . تمتع وانعم بالخير ، اليوم وكل يوم .


في الحقيقة لم اكن اعلم بوجود تأملات رائعة وعميقة ولا بمثل هذه الحكم المفيدة
في هذا الموضوع. والان بعد ان قرأت بعضا منها .. سأتصفح البقية .. واتابع جديدها :)

واصلي ان تكون هذه التأملات والحكم سبب تحرير وشفاء وخلاص لكثيرين
في اسم يسوع آمين

اشكرك على مجهودك الاكثر من رائع عزيزي fauzi
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
في الحقيقة لم اكن اعلم بوجود تأملات رائعة وعميقة ولا بمثل هذه الحكم المفيدة
في هذا الموضوع. والان بعد ان قرأت بعضا منها .. سأتصفح البقية .. واتابع جديدها :)

واصلي ان تكون هذه التأملات والحكم سبب تحرير وشفاء وخلاص لكثيرين
في اسم يسوع آمين

اشكرك على مجهودك الاكثر من رائع عزيزي fauzi
الرب يباركك

شكرا sherihan81
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
991 - افترض ان لديك صديقا ً او قريبا ً او جارا ً اقترف الكثير من الاخطاء الغبية في الماضي . ورغم الثمن الباهظ الذي دفعه مقابل هذه الاخطاء الا انه على ما يبدو لم يتعلم الدرس بعد ، والآن يوشك هذا الشخص على اقتراف خطأ جسيم ، فهل ستحذره ؟ كان النبي حزقيال يواجه موقفا ً مشابها ً ، فعلى الرغم من تحذيرات العديد من الانبياء للشعب بأن الله عازم ٌ على معاقبتهم على شرورهم وخطاياهم الا انهم رفضوا الاصغاء الى هذه التحذيرات واستمروا في الخطية . لهذا ارسل الله النبي حزقيال لتوصيل رسالته الى اليهود المسبيين . وقد قال الله لحزقيال : انه إن لم يقم بتوصيل رسالته ِ لهؤلاء فسوف يدفع هو ايضا ً اجرة خطاياهم

حزقيال 2 : 1 – 10
3 : 1 – 4
1. فقال لي: ((يا ابن البشر، قف على قدميك فأتكلم معك)).
2. ولما كلمني دخل في الروح ، وأقامني على قدمي وسمعت صوته.
3. وقال لي: ((يا ابن البشر، سأرسلك إلى بني إسرائيل ، إلى شعب تمردوا علي وعصوني ، هم وآباؤهم ، إلى هذا اليوم.
4. فتقول لهؤلاء البنين الذين عاندوا وقست قلوبهم : هذا ما قال السيد الرب.
5. وسواء سمعوا أو لم يسمعوا لأنهم شعب متمرد ، فسيعلمون أن بينهم نبيا .
6. وأنت يا ابن البشر، فلا تخف منهم ولا من كلامهم ، وإن كانوا عليك قراصا وشوكا وكانت سكناك بين العقارب . لا تخف من كلامهم ولا من وجوههم المرعبة ، وإن كانوا شعبا متمردا .
7. فكلمهم بكلامي ، سواء سمعوا أو لم يسمعوا لأنهم تمردوا علي .
8. وأنت يا ابن البشر، فاسمع ما أكلمك به ولا تكن مثل هؤلاء المتمردين . إفتح فمك وكل ما أعطيك)) .
9. فنظرت فإذا بيد ممدودة إلي وفيها ورقة من كتاب .
10. فنشرتها اليد أمامي ، وفيها مراث ونواح وويل مكتوبة على الوجهين .

حزقيال 3 : 1 – 4
1. فقال لي: ((يا ابن البشر، كل ما يقدم إليك . كل هذه الورقة واذهب كلم بيت إسرائيل)) .
2. ففتحت فمي ، فأطعمني هذه الورقة
3. وقال لي : ((يا ابن البشر، أطعم جوفك واملأ أحشاءك من هذه الورقة التي أعطيك إياها)). فأكلتها فصارت في فمي حلوة كالعسل .
4. وقال لي: ((يا ابن البشر، إذهب إلى بيت إسرائيل وكلمهم بكلامي .



كان حزقيال يشعر بالمرارة ِ والغضب على شعب الله ، وقد يكون بامكاننا ان نتفهم ذلك . فحزقيال لم يكن واثقا ً من ان هذا الشعب سيصغي له هو الآخر ، ومع ذلك فقد قام النبي حزقيال بتوصيل رسالة الله وتحذيراته ِ لهم وذلك على حساب راحته ِ هو .
ربما تشعر بنفس مشاعر النبي حزقيال حينما يهزأ الآخرون بكلمة الله ، لكن لا ينبغي عليك ان تشعر بالاحباط او بالفشل ، فإن ضل احد المؤمنين عن طريق الله ، حدثه عن الحق حتى ولو لم يكن يصغي اليك ، او حتى ولو بدا لك انه لم يأخذ بنصيحتك .

( اقرأ حزقيال من الاصحاح 1 – 3 الى العدد السابع والعشرين )
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
992 - البعض يعتبر الصلاة فرضا ً او ركنا ً او فريضة ً دينية . الصلاة علاقة ٌ واتصال ٌ وشركة ٌ بين الانسان والله . لذلك فهي اصعب واهم واعظم عنصر في حياتنا الروحية . الوعظ والتعليم ودراسة الكتاب وعمل الخير والعطاء عناصر هامة ، لكنها جميعها تعامل ٌ واتصال ٌ بين انسان ٍ وانسان ، اما الصلاة فهي اتصال ٌ بين الانسان والله ، ممارستها اهم من ممارسة اي نشاط ٍ روحي ٍ آخر . الصلاة تحرك يد الله ، تنقل الجبال ، تصنع المعجزات . الصلاة تجعل الله يعمل ، وعمل الله لا حدود لعمله . يعدنا المسيح بالعمل فيقول : " إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ." ( يوحنا 14 : 14 ) كان ايليا انسانا ً تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة ان لا تمطر فلم تمطر ، ثم صلى ايضا ً فاعطت السماء مطرا ً واخرجت الارض ثمرها . الصلاة قوة ٌ للمؤمن لا تقف في وجهها قوة . القوة ليست في الصلاة بل في الله سامع الصلاة . بها ينفذ الله قصده ومشيئته ُ ويصنع بنا المعجزات . حين اجتمع المسيح بتلاميذه ِ قبل ان يتركهم وضع في ايديهم سلاحا ً قويا ً . قال لهم : " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي . وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ." ( يوحنا 14 : 12، 13 ) لذلك فالصلاة ليست مجرد فريضة ٍ روحية نمارسها كعادة بل هي عمل ٌ خطير ٌ هام ٌ له آثار ٌ ونتائج عظيمة . ولاهميتها طلب التلاميذ من المسيح ان يعلّمهم ان يصلوا . ويوصينا المسيح ان نصلي معا ً . قال : " إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " ( متى 18 : 19 ) ولما اجتمع الرسل بعد صعود المسيح ورفعوا بنفس ٍ واحدة صوتا ً الى الله " وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ " ( اعمال 4 : 31 ) يحفزنا المسيح ويقول : " إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي . اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. " ( يوحنا 16 : 24 ) اطلبوا تأخذوا .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
993 - يتحمل الاشخاص الذين يتحدثون بالنيابة عن غيرهم مسؤولية تمثيل هؤلاء تمثيلا ً صحيحا ً وصارما ً . لا عجب اذن ان الله غضب من تلك الزمرة من الانبياء الكذبة ، فقد ادعى هؤلاء انهم يمثلون الله ، لكن الرسالة التي حملوها الى الشعب لم تكن تشبه وصايا الله لا من قريب ٍ ولا من بعيد . لهذا فقد ارسل الله مندوبه حزقيال لينقض كلامهم ويفضح اكاذيبهم . ومن المؤكد ان رسالة حزقيال لم تكن تحمل اخبارا ً مفرحة ً لهؤلاء الانبياء الكذبة الذين اساؤوا الى الله

حزقيال 13 : 4 – 14
4. أنبياؤكم يا شعب إسرائيل كالثعالب بين الخرائب.
5. ما صعدوا يوما لسد ثغرة في الجدار، ولا بنوا جدارا لكم، حتى يدافعوا عنكم في القتال في يوم الرب.
6. إنما رؤياهم الباطل والعرافة الكاذبة. قالوا: يقول الرب، والرب ما أرسلهم، وانتظروا منه أن يتم كلامهم.
7. أما رأيتم رؤيا باطلة ونطقتم بعرافة كاذبة كلما قلتم: يقول الرب، وأنا ما تكلمت؟
8. ((لذلك هكذا قال السيد الرب: فبما أن كلامكم باطل ورؤياكم كذب، فأنا خصمكم، يقول السيد الرب.
9. فتكون يدي على الأنبياء الذين رؤياهم الباطل وعرافتهم الكذب، فلا يكونون في عداد شعبي، ولا يسجلون في سجل بيت إسرائيل، ولا يدخلون أرض إسرائيل، فيعلمون أني أنا السيد الرب.
10. أضلوا شعبي بقولهم: سلام! وما من سلام. فكانوا كلما بنى شعبي حائطا طينوه برديء الطين.
11. فقل للمطينين برديء الطين إن الحائط يسقط. يكون مطر جارف، وتنزل حجارة برد، وتهب ريح عاصف
12. فيسقط أفلا يقال لكم حين يسقط: أين الطين الذي طينتم به؟
13. لذلك سأجعل ريحا عاصفة تهب بغضبي، ومطرا جارفا ينزل بغيظي، وحجارة برد تسقط بسخطي لخراب المدينة.
14. فأهدم الحائط الذي طينتموه برديء الطين وألصقه بالأرض، فينكشف أساسه وتسقط المدينة وتفنون أنتم في وسطها فتعلمون أني أنا هو الرب.


قد ننخدع احيانا ً ونقع في الفخ بسبب رغبتنا في جذب اهتمام الآخرين لنا ، او في ان نكون محبوبين ، او ان نظهر بمظهر اصحاب النفوذ والسلطان . وقد انخدع الانبياء الكذبة بالطريقة نفسها بسبب رغبتهم في اجتذاب المعجبين اليهم عوضا ً عن السعي لمرضاة الله .
كن حذرا ً في طريقة تمثيلك لله امام الآخرين ، واحرص على ان تكون الرسالة التي تنقلها نابعة ً بالفعل من كلمة الله وليس من آرائك ومعتقداتك الشخصية . لذلك كن مدققا ً في معتقداتك وفي طريقة تعبيرك عنها امام الآخرين .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
994 - حين نوجه السؤال للكثيرين : هل انت مؤمن ؟ يكون الرد دائما ً : الحمد لله انا مؤمن . كثيرون لا يدركون معنى ما يقولون . هم يرددون ما سمعوه من غيرهم دون التأمل والتعمق . الايمان اسهل ما في حياتنا الروحية إن لامسنا سطحه . والايمان اصعب ما في حياتنا الروحية إن دخلنا الى عمقه .
- أُؤمن ان الله موجود ، ودليلي ما حولي من خليقة تُبهر
- لكن ما اثر ذلك في علاقتك بالله وخليقته ؟
العبرة ليست بماذا أُؤمن وانما العبرة بمن أُؤمن . لا موضوع الايمان بل مضمون الايمان .
جاء الى المسيح قائد مئة يطلب عونه ُ لشفاء غلامه ، ووعده المسيح بالذهاب معه ليشفيه . وقال الرجل لستُ مستحقا ً لذلك " لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي . لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: اءْيتِ! فَيَأْتِي ، وَلِعَبْدِي َ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ»." ( متى 8 : 8 ، 9 ) وتعجب المسيح وأُعجب بما قاله ، رأى امامه انسانا يؤمن به ، يؤمن بسلطانه على المرض والموت ، يؤمن بقدرته على قول كلمة ٍ فيبرأ الغلام . فقال : " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!"
وجائته امرأة ٌ كنعانية صارخة " ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا»." ( متى 15 : 22 ) فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ ، لا احتقارا ً بل اختبارا ً ." فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي "
" فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب "
" فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهاَ " وتعجب المسيح واُعجب بما قالته ، رأى امامه امرأة ً تؤمن به ، تؤمن بسلطانه على المرض والموت ، تؤمن بقدرته على اطعام الجميع ، وقال لها : " يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ." هذا هو الايمان في عمقه ، الايمان بالقوي القادر صاحب السلطان الذي بيده ِ لا كل شيء ٍ فقط بل كل شيء ٍ يتصل بي . هو الخالق ، نعم ، هو خالقي ، هو السيد ، نعم هو سيدي ، هو المخلّص ، نعم هو مخلّصي . هو ابونا ، نعم ، هو ابي . هل كذلك بالنسبة لك ؟ فانت مؤمن .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
995 - كان بعض اليهود في زمن النبي حزقيال يسيئون معاملة ابنائهم الى درجة حرمانهم في فرصتهم في الحياة أي قتلهم . في هذه المقاطع الكتابية يواجه حزقيال الشعب بواحدة ٍ من ممارساتهم الشنيعة والبغيضة الا وهي تقديم ابنائهم ذبائح للاوثان . لكن الشيء المريع اكثر من هذا هو ما كانوا يفعلونه بعد التضحية بابنائهم . في هذه القراءة الكتابية يمكنك ان ترى أيضا ً شعب الله وهم يحاولون التملص من مسؤوليتهم عن خطاياهم ، فهم يقولون : ان هذا ليس عدلا ً ، وانهم لم يذنبوا ، وانهم لا يستحقون هذا العقاب ، لكن النبي حزقيال لا يقبل بهذه الاعذار الواهية

حزقيال 23
36 – 39
46 – 49
36. وقال لي الرب: ((يا ابن البشر ألا تدين أهولة وأهوليبة ؟ فاخبرهما بأرجاسهما .
37. فكل منهما زنت ويداها ملطختان بالدم . زنت بعبادة الأصنام ، وبنوها الذين ولدتهم لي قدمتهم طعاما إكراما للأصنام .
38. وفعلت بي هذا أيضا : نجست بيتي المقدس في الوقت نفسه ودنست يوم السبت .
39. كانت تذبح بنيها لأصنامها وتدخل بيتي المقدس في الوقت نفسه لتدنسه . نعم ، هكذا فعلت في وسط بيتي .
.
.
.
46. وهذا ما قال السيد الرب. ((إصعد إليهما بجموع الشعب وأسلمهما للرعب والنهب.
47. فيرجمهما الجموع بالحجارة، ويقطعونهما بسيوفهم، ويقتلون بنيهما وبناتهما، ويحرقون بيوتهما بالنار.
48. فأنهي فجورهما من هذه الأرض ، وتتعظ جميع النساء ولا يفجرن مثلهما.
49. وهكذا يرتد فجورهما عليهما، فتحملان تبعة عبادتهما الأصنام ، وتعلمان أني أنا هو السيد الرب)).



قد لا يتم قتل الاطفال في وقتنا الحاضر عن طريق تقديمهم ذبائح للاوثان ، لكنهم يعانون بطرق ٍ واساليب مختلفة في كثير ٍ من الاحيان . فهنالك من يسيئون لابنائهم عن طريق التنفيس عن غضبهم عليهم . والبعض يسيء لهم جنسيا ً ، والبعض يسيء اليهم عن طريق اهمالهم وعدم قضاء اي وقت ٍ معهم ، والبعض ينغمسون في ملذاتهم الشخصية ولا يوفرون لابنائهم ابسط مقومات الحياة . وهكذا فهناك الكثير من الطرق المعاصرة والحديثة لاضطهاد الاطفال والتضحية بهم .
والمؤسف في الامر ان الأطفال لا حول لهم ولا قوة ، وبالتالي فهم يعجزون عن الدفاع عن انفسهم في وجه مثل هذه الاسائات . لذلك لا ينبغي علينا ان نسيء معاملة الاطفال بأية طريقة ٍ كانت بل يجب علينا ان نعاملهم باعتبارهم عطايا ثمينة ورائعة من الله .

( اقرا حزقيال من الاصحاح 18 – 24 )



 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
996 - لم ينجو احد ٌ من لدغة ِ حزن ، يسري في الدم ، يضغط على الانفاس . الحزن مؤلم ، قاس ٍ ، كريه ، اسود . لا يلف المحزون بردائه ِ فقط بل ينشره على من حوله . واسباب الحزن كثيرة متعددة تتنوع بتنوع الناس . وآثاره ودرجاته ُ مختلفة ٌ متغيرة تختلف وتتدرج باختلاف البشر . لكن الطريق الى التغلب عليه وطرده طريق ٌ واحد . الطريق هو الايمان بمن اختبر الحزن وجربه وذاق مرارته ولدغته . جاء احد رؤساء المجمع الى المسيح وخر عند قدميه واخبره ان ابنته ُ الصغيرة تحتضر ، وطلب منه ان يأتي ويشفيها . كان الحزن يلفه بغلالته . نظرات الرجل تعوي ، ملامحه تتلوى ، لحيته ترتجف . كان في منتهى الحزن . وادرك المسيح حزنه واهتز قلبه وتحنن عليه وتبعه . وفي الطريق اتاهم من ينعي موت الابنة . وتوقف الرجل ، وهوى الحزن بنصله ِ الى اعماق الرجل وتمزق داخله وانفجرت لوعته . صرخت دموعه ، ونزفت مسامه ُ حزنا ً اسود ، وانهار . رأى المسيح ذلك وادرك ما يعانيه الرجل ، وقال : " لاَ تَخَفْ ! آمِنْ فَقَطْ " ( مرقس 5 : 36 ) رفع عينيه الكسيرتين الى وجه المسيح والتقت نظراتهما . شد عوده ورفع رأسه وخفق قلبه واتسعت خطواته . وعلا صوت المسيح على الصراخ والعويل والضجيج ولطم الوجوه وهو يقول : " لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ لكِنَّهَا نَائِمَةٌ " ومد يده وامسك بيد الفتاة وصاح : " قُومِي ". وفر الحزن من الغرفة وانفجر داخل البيت فرح . قامت الصبية ، ومشت ، واعطوها فاكلت . وتغيرت ملامح الاب المثلوم واتسعت خطوط وجهه . وخرج من مسامه ِ شُعاع بهجة ، وامتلأ الجميع بالفرح . آمن الرجل بمصدر الفرح ومختبر الحزن ، فقامت ابنته وعادت فرحته ُ .
مهما تنوع واختلف وتراكم وتضاعف وثَقُل ، آمن فقط ، فيهرب الحزن ويعم الفرح .


[YOUTUBE]kdld6uZE1So[/YOUTUBE]
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
997 - تصادفنا على الطريق هموم ٌ وتصادمنا اوجاع . لا احد معصوم ٌ منها ولا يوجد من ينجو ويهرب ابدا ً . ومنا من يحتضن همومه ويرقد تحتها عاجزا ً شاكيا ً يائسا ً . ومنا من يرفضها ويقفز على قدميه وينتصب قويا ً شامخا ً . الفرق ليس فينا بل في من نراه ونلجأ اليه وقت الشدائد . من يلجأ للعاجز ، عاجز . من يعتمد على القادر ، قادر . يقول داود النبي : " عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي ، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي." ( مزمور 94 : 19 ) عندما يختفي الفرح يرسل الرب روحه ُ القدوس ليملئنا بفرح ٍ خاص ومجيد ، وعزاء ٍ غريب ٍ عجيب لا يدركه العالم او يفهمه . يرون الحزانى متعزين والكسرى مجبورين والمهمومين مبتسمين ، لانهم يلجأون الى القادر الذي يعزي ويجبر ويُسعد . أما من يلجأ الى العاجز فلن يختبر أي عزاء . في وسط الهموم الجأ اليه ، يُعنك ويعزيك . يقول داود النبي : " أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ." ( مزمور 121 : 1 ، 2 ) الرب حافظك ، يحفظك من كل شر ، يحفظ نفسك .

 
أعلى