تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
903 - الشيطان لا يكل ولا يتعب . يحوم حولنا ، يدور ويدور لا يهمد . يزأر ، يعلو زئيره ويدوي عاليا ً . يوصينا القديس بطرس الرسول في رسالته الاولى الاصحاح الخامس والعدد الثامن " اصحوا و اسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو "
- زئير الأسد مخيف ، يرعب .
- الاسد الذي يزأر لا يرعب
- الزئير يرعب طبعا ً
- لكن الاسد الذي يزأر لا يرعب ، ليس هو الذي ينقض على الفريسة
- فمن الذي ينقض عليها اذن ؟
- الاسود الاخرى الصغيرة الشابة . الاسد الذي يزأر هو الاسد العجوز
- الاسد العجوز ضعيف ، تكسرت انيابه وترهلت عضلاته
- لا يبقى له الا الزئير فيزأر ويصخب ليرعب الفريسة . تهرب منه ، تجري بعيدا ً عنه . يتابعها بزئيره ويدفعها نحو الاسود الشابة القوية المتربصة لها ، ما ان تقترب منها حتى تنقض عليها وتقتلها ، والاسد العجوز يكون له نصيب . يبقى له ما تتركه الاسود القوية . فهو لا يخيف زئيره فقط هو الذي يخيف ، وهذا يعطينا الاطمئنان أن الشيطان مهما تجبر فهو عجوز ٌ ضعيف ٌ مهزوم ، تمت هزيمته ُ تحت الصليب ، وكل ما يستطيعه هو الزئير . زئير يخيفنا به حتى نسقط خوفا ً . لذلك يبادر القديس بطرس فيقول : " فقاوموه راسخين في الايمان " ونحن نقدر ان نقاومه بقوة الايمان بالله . راسخين ، ثابتين ، لا يهزنا زئيره ولا يرعبنا صوته . لا يتعدى ان يكون مثل اسد السيرك ، صوت ٌ عال ٍ فقط . يستعرض قوته وصوته ، يخيف الصغار فقط ، ويضحك الكبار . لا نخشاه ، فقاموه . قاموا ابليس فيهرب منكم .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
904 - يعتبر كل شخص ٍ مدينا ً بالفضل ولو جزئيا ً لشخص ٍ آخر على تعليمه ِ درسا ً قيما ً أو مهارة ً ما . ورغم ان البعض يعترفون بالدور الذي لعبه ذلك الشخص في حياتهم ، الا ان البعض الآخر ينسبون الفضل لانفسهم على كل ما حققوه من انجازات ٍ ونجاح . يتحدث المزمور 115 عن اعطاء الفضل لمن يستحقه ُ بالفعل . وسوف تلاحظ ان كاتب هذا المزمور يحرص تماما ً على اعطاء المجد لله على ما يراه من حوله ُ من نجاح ، وبالتالي فهو لا ينسب الشهرة لنفسه ِ . اثناء قرائتك لهذا المزمور تعلم هذا الدرس القيّم عن تمجيد الله


المزمور المائة و الخامس عشر

1 ليس لنا يارب ليس لنا ، لكن لاسمك أعط مجدا ، من أجل رحمتك من أجل أمانتك

2 لماذا يقول الأمم: أين هو إلههم

3 إن إلهنا في السماء . كلما شاء صنع

4 أصنامهم فضة وذهب ، عمل أيدي الناس

5 لها أفواه ولا تتكلم . لها أعين ولا تبصر

6 لها آذان ولا تسمع . لها مناخر ولا تشم

7 لها أيد ولا تلمس . لها أرجل ولا تمشي ، ولا تنطق بحناجرها

8 مثلها يكون صانعوها ، بل كل من يتكل عليها

9 يا إسرائيل ، اتكل على الرب . هو معينهم ومجنهم

10 يا بيت هارون ، اتكلوا على الرب . هو معينهم ومجنهم

11 يا متقي الرب ، اتكلوا على الرب . هو معينهم ومجنهم

12 الرب قد ذكرنا فيبارك. يبارك بيت إسرائيل. يبارك بيت هارون

13 يبارك متقي الرب ، الصغار مع الكبار

14 ليزد الرب عليكم ، عليكم وعلى أبنائكم

15 أنتم مباركون للرب الصانع السماوات والأرض

16 السماوات سماوات للرب ، أما الأرض فأعطاها لبني آدم

17 ليس الأموات يسبحون الرب ، ولا من ينحدر إلى أرض السكوت

18 أما نحن فنبارك الرب من الآن وإلى الدهر. هللويا



يصلي كاتب المزمور 115 أن يتمجد اسم الله لا اسم الامة :" ليس لنا يارب ليس لنا ، لكن لاسمك أعط مجدا ، من أجل رحمتك من أجل أمانتك " لاحظ عدم وجود تواضع ٍ زائف ٍ هنا فالكاتب لم يفعل شيئا ً سوى انه دعا الى الالتفات الى عظمة الله وتقديم الحمد له باخلاص . من الطبيعي ان نسعى للحصول على الثناء والتقدير على الاشياء التي نقوم بها ، لكن عوضا ً عن ذلك يجب علينا ان نطلب من الله ان يمجد اسمه هو وليس اسمنا نحن ُ . فما من احد يستطيع ان يلومنا على الانطباع الجيد الذي تركناه ُ من خلال قيامنا بواجباتنا واعمالنا . لكن المشكلة الحقيقية تكمن في ان نحاول جعل الآخرين يمتدحوننا نحن عوضا ً عن رفع الحمد والشكر لله .
قبل ان تصلي فكر في الطرف الذي سينال الثناء اذا استجاب الرب لطلبتك . اطلب من الله ان يمجّد اسمه هو من خلال انجازاتك ونجاحك . وحينما تحقق النجاح تذكر ان ترجع الفضل الى الله ، وان تشكره وتحمده ُ على محبته ِ وامانته ِ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
905 - العالم يسعى للسلام لأن كل مكان بالارض مشحون ٌ بالحرب . حرب ٌ بين الدول ، دول ٌ مجاورة تتحارب ، وحرب داخل الدول ، في الدولة الواحدة فرق ٌ تتصارع ، وحرب ٌ داخل البيوت ، في البيت الواحد افراد ٌ يتشاحنون . وكلما علا صوت الحرب ، كلما ارتفعت الاصوات التي تدعو للسلام . والسلام نادر ٌ لا يتحقق . مفاوضات ، مشاورات . كل ما يصل اليه المتحاربون اتفاق ٌ على وقف اطلاق النار لفترات قصيرة ، يستردون فيها انفاسهم ويجددون سلاحهم ويجمعون ذخيرتهم ويحاربون . منذ دخلت الخطية جوف الانسان وهو يتقاتل " لاَ سَلاَمَ ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ " (إشعياء 48: 22 ) السلام ينبع من الداخل ، السلام من الله ، سلامنا يعتمد على الله . وعدنا المسيح بالسلام ، سلام الله لا سلام العالم . قال : " سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ. " (يوحنا 14: 27 ) السلام من الله الخالق لا المخلوق . لو كان السلام من المخلوق ، من الانسان الآخر لما تحقق السلام ابدا ً . يكون هذا السلام مرتبط ٌ ومتصل ٌ بهذا الانسان الآخر . أكون سالما ً ، حين يريد هو لي السلام . غير سالم ، حين لا يريد لي السلام . سلامي الحقيقي هو الذي يأتي لي من الله . لن اشعر بالسلام ولن احس بالسلامة الا به . يصورون السلام بحمامة ٍ وديعة بفمها غصن زيتون . كانت رسول السلام والأمان بعد انحسار ماء الطوفان عن الارض وظهور شجرة الزيتون . والحمامة ضعيفة ، والصقور الجارحة الدامية تطاردها ، ويتعثر السلام . من اجمل الصور التي تعبّر عن السلام صورة عاصفة عاتية وفي وسط الصورة صخرة ٌ صامدة بها حفرة بنى فيها عصفور ٌ عشه ُ ونام ، نام مطمئنا ً . وسط العاصفة أمان ٌ وسلام من الله ، سلام ٌ جعل العصفور ينام مطمئنا ً ، هذا هو السلام الحقيقي ، السلام الذي من الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
906 - لكل شخص ٍ منا نظرته ُ للموت ، فالبعض يرحب بقدومه ِ ، والبعض الآخر يخشونه ويحاولون اطالة حياتهم على الارض قدر الامكان ، لكن ما الذي ينبغي على المؤمنين ان يفكروا به بهذا الشأن ؟ هل ينبغي علينا ان نرحب بقدومه ِ أم ان نخشاه ؟ لقد اوشك كاتب المزمور 116 على الموت فخاف على حياته ِ ، لكنه لم يكتفي بالقلق على ذلك فحسب بل صرخ الى الله قائلا ً : نجني ... وبالفعل فقد انقذه الله من الموت ، وعندها ما كان من كاتب المزمور الا ان سبّح الله على ذلك . يتحدث كاتب هذا المزمور كثيرا ً عما تعلمه . إقرأه ُ أنت ايضا ً وتعلّم منه


المزمور المائة و السادس عشر

1 أحببت لأن الرب يسمع صوتي ، تضرعاتي

2 لأنه أمال أذنه إلي فأدعوه مدة حياتي

3 اكتنفتني حبال الموت . أصابتني شدائد الهاوية. كابدت ضيقا وحزنا

4 وباسم الرب دعوت : آه يارب ، نج نفسي

5 الرب حنان وصديق ، وإلهنا رحيم

6 الرب حافظ البسطاء. تذللت فخلصني

7 ارجعي يا نفسي إلى راحتك ، لأن الرب قد أحسن إليك

8 لأنك أنقذت نفسي من الموت ، وعيني من الدمعة ، ورجلي من الزلق

9 أسلك قدام الرب في أرض الأحياء

10 آمنت لذلك تكلمت : أنا تذللت جدا

11 أنا قلت في حيرتي : كل إنسان كاذب

12 ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي

13 كأس الخلاص أتناول ، وباسم الرب أدعو

14 أوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه

15 عزيز في عيني الرب موت أتقيائه

16 آه يارب، لأني عبدك أنا عبدك ابن أمتك. حللت قيودي

17 فلك أذبح ذبيحة حمد ، وباسم الرب أدعو

18 أوفي نذوري للرب مقابل شعبه

19 في ديار بيت الرب ، في وسطك يا أورشليم . هللويا


الله يبقى قريبا ً منا حتى عندما نواجه الموت ، فموت المرء يهم الله ، وهو لا ينظر للامر باستخفاف ولا يعتبره امرا ً ثانويا ً . حينما يموت شخص ٌ عزيز ٌ على قلوبنا قد نشعر بالغضب او اننا متروكون ، لكن الله يعتبر كل مؤمن ٍ عزيزا ً عليه ، وهو يختار بكل عناية ٍ الوقت المناسب الذي يدعوه فيه الى محضره ِ
اجعل هذا الحق يرشدك حينما يمرض احد احبائك مرضا ً خطيرا ً ، او حينما يتعرض لاصابة ٍ تهدد حياته ُ ، وليكن هذا الحق منبع عزاء ٍ لك عند موت احد احبائك ، فالله يرى كل نفس ٍ ويعتني بها ، وما من أحد ينظر الى الموت نظرة ً جادة أكثر من الله
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
907 - حولنا اشياء كثير تحيّر العقل ، يصعب فهمها . نقبلها ولا ندرك غورها . ضوء الشمس ، كيف يسافر حتى يصل الينا ؟ كيف تبقى النجوم في الفلك ، كيف لا تسقط ؟ الارض ، كيف تدور ، باطنها كيف يغلي بالحمم ؟ العين كيف تفصل الالوان ، والاذن كيف تترجم الاصوات ؟ هذه البديهيات البسيطة صعبة ٌ عسرة التفسير ؟ منذ بدء مرحلة التعلم ونحن نسبح في بحر المعرفة ذراعا ً ذراعا ً . وكلما كبرنا ونضجنا كلما زاد فهمنا نقطة نقطة على قدر ما تحتويه عقولنا . وفي حياتنا الروحية اشياء اكثر لا نفهمها . كيف يحبنا الله هكذا ؟ كيف يغفر لنا خطايانا ؟ كيف يسامحنا ؟ كيف يتغير الخاطئ وتصبح له طبيعة جديدة ؟ كيف وكيف وكيف ؟ رأى بطرس المسيح متزرا ً بمنشفة منحنيا ً امامه يريد ان يغسل رجليه فاندهش . قال " «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ!» (يوحنا 13 : 6 ) اجابه المسيح وقال : " «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ» " لم يسعفه عقله بتفسير ما حدث فرفض ذلك بحدة . قال للمسيح : " «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا " ونظر يسوع في عينيه وأكّد : ستفهم فيما بعد .
كل ما علينا مغلق ٌ علينا فهمه ُ الآن سنفهمه فيما بعد .
" فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. " ( 1 كورنثوس 13: 12 ) الآن ونحن هنا على الارض لا نفهم ، لكن هناك حين نلتقي بالرب سنفهم . لا نعلم الآن لكن سنفهم فيما بعد .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
908 - العالم اصبح صغيرا ً ، بكل اتساعه ، بكل قاراته ، بكل محيطاته وبحاره ، صغير ، يمكن ان نلف حوله ُ في ساعات او ايام معدودة . الطائرات السريعة جعلت السفر بين البلاد سهلا ً متاحا ً . بعض الاجرائات واسافر الى اي بلد وادخلها وازورها . مال ٌ يغطي ثمن التذكرة ، وجواز سفر ، تأشيرة دخول ٍ للبلد . بعض الملابس في الحقيبة ، والى هناك . دخول اي بلد من بلاد العالم سهل ، لا صعوبة . ودخول السماء وملكوت الله أسهل . لا اجرائات ، لا جهد ، لا تحتاج الى مال ٍ وتذكرة ، ولا تحتاج الى تأشيرة دخول ولا ملابس ولا متاع . دخول السماء لا يعتمد على ما نعمله بل على عمل الله لنا . حين جاء نيقوديموس الى المسيح ليلا ً يسأله عن ملكوت السماوات ، قال له المسيح : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ»." (يوحنا 3: 3 ) وهذا الذي لا يقدر عليه الانسان في قدرة الله " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " ( يوحنا 3: 16 ) دخول ملكوت السماوات بالميلاد ، الميلاد الروحي
" اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." (يوحنا 3: 6 ) والميلاد الروحي هو عمل الله نحصل عليه بالايمان ، الايمان بالمسيح .
يقول يوحنا الرسول : " كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ " ( 1 يوحنا 5 : 1 )
" وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ. " (يوحنا 1: 12 ، 13 )
اولاد الله ، هؤلاء لهم الحق في ملكوت الله . لا حاجة لهم لدخول السماء الى اي اجراءات . دخولهم السماء اسهل من دخول اي بلد ٍ في العالم .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
909 - كاتب المزمور 120 هو شخص ٌ كانت لديه بعض الافكار عن القتال ، فقد رأى الكثير من العنف وكان يأمل في بعض السلام ، لكن الفرصة امامه ضئيلة ، على الاقل ليس من خصومه ِ واعدائه ِ . اثناء قرائتك لهذا المزمور تعلّم ان تكون صانعا ً للسلام

المزمور المائة و العشرون

1 ترنيمة المصاعد. إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي

2 يارب، نج نفسي من شفاه الكذب ، من لسان غش

3 ماذا يعطيك وماذا يزيد لك لسان الغش

4 سهام جبار مسنونة مع جمر الرتم

5 ويلي لغربتي في ماشك ، لسكني في خيام قيدار

6 طال على نفسي سكنها مع مبغض السلام

7 أنا سلام ، وحينما أتكلم فهم للحرب


كتب كاتب هذا المزمور : انا بالسلم انادي وهم بالحرب ينادون (أنا سلام ، وحينما أتكلم فهم للحرب ) يشعر الكثيرون بهذا الشعور لكنم يفضلون الدفاع عن ما يؤمنون به عوضا ً عن التراجع او المساومة في سبيل السلم . فبالنسبة لامثال هؤلاء فإن مجد المعركة يكمن في الانتصار ، لكن حين يفوز احدهم بهذه الطريقة فلا بد من وجود طرف خاسر . على النقيض من ذلك فإن مجد صنع السلام يكمن في حقيقة انه قد يجعل الطرفين رابحين . إن صنع السلام هو طريق الله كما ورد في انجيل متى 5 : 9 " طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون " لذلك ينبغي علينا نحن ايضا ً ان نسعى لصنع السلام عن طريق محاولة حل النزاعات بكل عناية ٍ وبالصلاة دون اللجوء الى العنف . لكن في الوقت نفسه يجب علينا ان نتذكر دوما ً ان السلام الذي يكون بأي ثمن ٍ ليس سلاما ً . لذلك لا يجدر بنا ان نتخلى عن مبادئ الله من اجل تحقيق سلام اقل شأنا ً .
عندما تدخل في نزاع او خصام مع شخص ٍ آخر ابحث عن الاشياء التي يمكنكما الاتفاق عليها ، وابدأ من تلك النقطة بالبحث عن حل ٍ يفيد الطرفين ويرضي الله .
كن صانع َ سلام .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
910 - منذ أخطأ الانسان انفصل عن معاينة الله . كان آدم وحواء في الجنة يرفلان بمحبة الله ، حتى دخلتهما الخطية ونجستهما وطردتهما من وجه الله . وعاش الانسان يشتاق لأن يتمتع بمجد الله . تكلم الله مع موسى في علّيقة ٍ محترقة ٍ بالنار ، وسَمِع موسى صوت الله . صعِد الى الجبل وأملاه الله شريعته . كلّم الرب موسى وجها ً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه . سمع صوتا ً وتحدث معه ، لكنه لم يره . لم تسقط عينه ُ عليه لأن الانسان لا يرى الله ويعيش (سفر الخروج 33: 20 ) وفي شوق ٍ ولهفة صرخ موسى للرب وقال : " أَرِنِي مَجْدَكَ " انزوى موسى النبي في نقرة ٍ في صخرة واجتاز الله ورأى موسى ورائه . وبولس الرسول أُختطف الى الفردوس وعاين مجد الله . سمع كلمات ٍ لا يُنطق بها ولا يسوغ لانسان ٍ أن يتكلم بها . هكذا كتب عن رؤياه الى أهل كورنثوس ( 2 كورنثوس 12: 4 ) والمسيح يسوع الذي يقول الكتاب المقدس عنه انه بهاء مجد الله ورسم جوهره (عبرانيين 1: 3 ) اظهر على جبل التجلي لمحة ً من مجده ِ وجلاله حين اخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد الى الجبل . وصارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه ُ مبيضا ً لامعا ً ، وظهر معه موسى وايليا بمجد ٍ ايضا ( لوقا 9 : 28 – 36 ) ً . ورأى التلاميذ لمحة ً من المسيح وجلاله . كل انسان ٍ مؤمن يسعى لأن يرى لمحة ً من مجد المسيح . سنرى مجد المسيح ، سنراه قطعا ً ، حين يجيء في مجده وجميع الملائكة القديسين معه ، حين يجلس على كرسي مجده . في ذلك اليوم حين تُظلم الشمس والقمر ، حين تسقط النجوم وتتزعزع قوات السماء ، حينئذ ٍ يأتي المسيح على سحاب السماء بقوة ٍ ومجد ٍ كثير ، ويجمعنا من على وجه الارض لنعاين مجد المسيح ( متى 24 ) ونشاركه مجده . ثم نكون معه في مجده الى ابد الآبدين .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
911 - هل تنظر المجتمعات الحالية الى الاطفال نظرة ً صحيحة ؟ قد تكون الاجابة صعبة ً بعض الشيء ، فلم يسبق في تاريخ البشرية أن كانت هناك قوانين أشد صرامة ً من القوانين الحالية فيما يتعلق بإسائة معاملة الاطفال ، ولم يسبق في تاريخ الكون أن حظي الاطفال بمثل هذه الفرص الممتعة التي تتاح للاطفال في وقتنا الحاضر ، لكن من جانب آخر لم يسبق أيضا ًأن أُجريت عمليات إجهاض ٍ بهذه الكثرة ، ولم يسبق للاطفال ان قضوا سنواتهم الأولى في دور الحضانة كما يحدث الآن . إن كان هناك وقت ٌ نحتاج فيه بالحاح ٍ لمزمور ٍ عن العائلة فهو وقتنا الحاضر ، وهذا هو ما يقدمه الله لنا في المزمور 127 ، ومن بين اللألئ الكامنة في هذا المزمور سوف تجد عبارة ً شاملة ً عن الابناء تعبّر بوضوح ٍ عن فكر الله من نحوهم . اثناء قرائتك لهذا المزمور فكر فيما اذا كان ذلك يتطلب بعض التعديل على موقفك :

المزمور المائة و السابع والعشرون

1 ترنيمة المصاعد. لسليمان . إن لم يبن الرب البيت ، فباطلا يتعب البناؤون . إن لم يحفظ الرب المدينة ، فباطلا يسهر الحارس

2 باطل هو لكم أن تبكروا إلى القيام، مؤخرين الجلوس ، آكلين خبز الأتعاب. لكنه يعطي حبيبه نوما

3 هوذا البنون ميراث من عند الرب ، ثمرة البطن أجرة

4 كسهام بيد جبار، هكذا أبناء الشبيبة

5 طوبى للذي ملأ جعبته منهم . لا يخزون بل يكلمون الأعداء في الباب



يقدّر الله الاطفال كثيرا ً ، وحينما يهب الله الزوجين ابناء ً فهو يمنحهما بذلك بركة ً ويعطيهما خيرا ً ويكافئهما ، لذلك ينبغي علينا ان نقدّر الاطفال وأن نعاملهم كعطايا ثمينة . الابناء ليسوا مصادر تشويش وازعاج بل هم فرصة ٌ لتشكيل المستقبل . فكثيرا ً ما نعامل ابنائنا باعتبارهم عبئا ً عوضا ً ان نعاملهم كبركة ٍ من عند الله .
اذا كان لديك ابناء فيما يمكنك القيام به اليوم للتعبير عن مقدار محبتك العظيمة من نحوهم وعنايتك بهم . وإن لم يكن لديك ابناء ففكر كيف يمكنك مساعدة الاطفال في كنيستك وفي الحي الذي تسكن فيه وفي وسط اقاربك . ابدأ منذ اليوم في تقدير الاطفال والعناية ِ بهم .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
912 - جاء الرجل بابنه ِ الذي به روح اخرس ٍ وقدمه للمسيح ، وقال له بكل ما بقلبه ِ من لوعة على ابنه ِ الذي صرعه الروح امامه : " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا " (مرقس 9: 22 )
واجابه يسوع : " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ "
وقال الرجل : " أُومِنُ يَا سَيِّدُ ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي " وشُفي الصبي ... الايمان يصنع المعجزات . حين جاء المسيح الى قبر لعازر وطلب ان يرفعوا الحجر ، ارتعبت مرثا وقالت " يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ ." (يوحنا 11 : 39 ) فقال يسوع : " إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟ " وآمنت ، وخرج لعازر من القبر حيا ً ، فبالايمان اقام المسيح الميت . نعم ، الايمان يصنع المعجزات ، الايمان نفسه معجزة . ان تثق بما يرجى بامور ٍ وتوقن لا تُرى ، معجزة " وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." (عبرانيين 11: 1 ) بدون ايمان لا يمكن ان نرضي الله " وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ " (عبرانيين 11: 6 ) آمن نوح وبنى الفُلك وعاش وعمّر العالم بعد الطوفان . آمن ابراهيم وقدم ابنه ذبيحة ً لله وحُسب له برا ً " فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا " (رومية 4: 3 ) . آمن موسى واختار ان يُذل مع شعب الله على ان يُدعى ابن ابنة فرعون " بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ " (عبرانيين 11: 24 ) بالايمان خطا افراد الشعب الى البحر الاحمر ، الايمان جعلهم يروا الله يشق البحر فخطوا الى الامام . في العاصفة حين جاء المسيح ماشيا ً على البحر ، شل الخوف التلاميذ . قال لهم : " تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " (متى 14: 27 )
وصاح بطرس وقال " يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ " برغم استحالة ما رآه كان الايمان يملأ قلبه ، وما ان سمع صوت المسيح يقول اليه تعال حتى قفز من السفينة الى الماء . علم ان الماء سيحمل ثقله . نزل بقدميه ليمشي على الماء . ومشى ، جعل الايمان الماء يحمله ، الايمان بمن يمشي امامه ُ على البحر جعله يمشي هو ايضا ً على الماء . هكذا الايمان . قال المسيح لتلاميذه : " لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. " (متى 17 : 20 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
913 - لسنا بحاجة للكثير من التفكير بحثا ً عن امثلة ٍ ونماذج ترينا اهمية الاتحاد وفوائده ُ ، فالفرق الغنائية او الرياضية او المسرحية او العائلات ستعمل على نحو ٍ أفضل اذا كان هناك اتحاد ٌ او انسجام ٌ بين اعضائها . ما هي جوانب حياتك التي تعتمد على الاتحاد ؟ حينما يتوجب علينا ان نعمل مع الآخرين فربما نحتاج الى ما يذكرنا باهمية الاتحاد او الانسجام . ويعتبر المزمور 133 مناسبا ً لهذا الغرض ، لهذا يحسن بك ان تقرأه ُ وتتأمله ُ

المزمور المائة و الثالث والثلاثون

1 ترنيمة المصاعد. لداود . هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معا

2 مثل الدهن الطيب على الرأس ، النازل على اللحية ، لحية هارون ، النازل إلى طرف ثيابه

3 مثل ندى حرمون النازل على جبل صهيون . لأنه هناك أمر الرب بالبركة ، حياة إلى الأبد



وصف داود الاتحاد بانه مبهج ٌ للقلب . وللاسف الشديد فإن الاتحاد لا يتحقق بدون جهد ، بل في الحقيقة انه يكلّف الكثير ، فنحن نميل بطبيعتنا الى الاختلاف واحداث الانقسامات على امور ٍ هامة في بعض الاحيان ، وعلى امور تافهة ٍ في احيان ٍ أخرى . ويتطلب التغلب على هذه الطبيعة جهدا ً وتعبا ً منا . لكن الاتحاد هام ٌ لدرجة ٍ تستحق معها مثل هذا الجهد لاحداث هذا التغيير وذلك للاسباب التالية :
1 – انه يجعل المؤمن مثالا ً ايجابيا ً يشجع الآخرين على التشبه بنا .
2 – انه يساعدنا على ان نعمل معا ً كجماعة من المؤمنين كما هو قصد الله لنا ، ومن شأن هذا ان يمنحنا الفرصة لتذوق طعم السماء مسبقا ً .
3 – انه يجدد الخدمة َ وينعشها وذلك بسبب قلة التوتر الذي يستنفذ طاقتنا عادة ً .

إن العيش في اتحاد ٍ وانسجام ٍ لا يعني بالضرورة ان يتفق المؤمنون على كل شيء ، لكن لا بد لنا من ان نتفق على الشيء الأكثر أهمية ، ألا وهو هدفنا النهائي في الحياة : أن نحب الله وبعضنا بعضا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
914 - خلق الله عيوننا لنرى ما حولنا ومن حولنا ، ونرى انفسنا ايضا ً ..... وننشغل بالنظر الى عيوب الغير ، ولا نرى عيوبنا . نعد اخطاء الآخرين ولا نذكر اخطائنا . قال المسيح : " وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا ؟ " ( متى 7: 3 ) مع ان الخشبة اكبر من القذى . الخشبة في عيني تملؤها بالدموع ، ونقطة الدمع كالعدسة ، حين ننظر من خلالها تتضخم المرئيات ، فنرى القذى التي في عين أخي كبيرة ً ضخمة ، ولا نرى الخشبة التي في عيني ، ليست في مجال رؤيتي . ويقول المسيح : " أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ ! " نقطة الدمع تضخّم حجم القذى في عين اخيك ، وتمنع رؤية الخشبة التي في عينك . ما أسوأ إدانة الآخرين والحكم عليهم بدون وجه حق . نفعل ذلك لنهرب من دينونة انفسنا . مع ان المسيح يقول : " «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. " يريدنا المسيح ان ننظر ايجابيا ً للغير . النظرة الايجابية تجمّل ، والنظرة السلبية تشوه الصورة وتشوه الحياة . أحسن نظرتك للناس تحسُن نظرة الناس اليك ، بنفس النظرة ونفس الكيل ، نفس الدينونة . أخرج الخشبة قبل ان تحاول ان ترى القذى .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
915 - متى كانت آخر مرة انتقدك فيها احدهم ؟ كيف كانت ردة فعلك ؟ كيف تتمنى لو كانت ردة فعلك آنذاك ؟ ما هي الخصومات التي سببها ذلك الموقف ؟ يواجه غالبية الناس صعوبة ً في تقبل الانتقاد حتى لو كان مصدره ُ شخص ٌ يعرف ما الذي يقوله ُ كما فعل داود في العديد من المزامير ، فانه يتحدث مع الله في المزمور 141 عن اعدائه ِ الكثيرين . اثناء قرائتك سوف ترى ان داود يعرف بانه يستطيع التغاضي عن اتهامات اعدائه ِ وافترائاتهم واكاذيبهم ، ومع ذلك هناك انتقاد ٌ واحد ٌ لا يستطيع التغاضي عنه

المزمور المائة و الحادي والأربعون

1 مزمور لداود. يارب ، إليك صرخت. أسرع إلي . أصغ إلى صوتي عندما أصرخ إليك

2 لتستقم صلاتي كالبخور قدامك . ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية

3 اجعل يارب حارسا لفمي . احفظ باب شفتي

4 لا تمل قلبي إلى أمر رديء ، لأتعلل بعلل الشر مع أناس فاعلي إثم ، ولا آكل من نفائسهم

5 ليضربني الصديق فرحمة ، وليوبخني فزيت للرأس . لا يأبى رأسي . لأن صلاتي بعد في مصائبهم

6 قد انطرح قضاتهم من على الصخرة ، وسمعوا كلماتي لأنها لذيذة

7 كمن يفلح ويشق الأرض ، تبددت عظامنا عند فم الهاوية

8 لأنه إليك يا سيد يارب عيناي . بك احتميت . لا تفرغ نفسي

9 احفظني من الفخ الذي قد نصبوه لي، ومن أشراك فاعلي الإثم

10 ليسقط الأشرار في شباكهم حتى أنجو أنا بالكلية



قال داود انه يدين بالفضل لأي شخص ٍ بار ٍ يسعى لتقويمه ( العدد 5 من المزمور ) ِ . فقد كان يعرف انه رغم عدم قبول الناس للانتقاد الا انه باستطاعة كل شخص ٍ ان يستفيد من الانتقادات الصحيحة اذا ما قبلها بتواضع . وبحسب نصيحة داود يجب علينا القيام بالخطوات الثلاث التالية لقبول النقد السليم :
اولا ً – لا ترفضه ُ
ثانيا ً – اعتبره ُ لطفا ً
ثالثا ً – ابقى صامتا ً ، لا ترد على الشخص الآخر

عندما تسمع نقدا ً ما حاول ان تطبق هذه النصائح الثلاث لانها ستساعدك في السيطرة على نفسك وتجعل رد فعلك بنّاء ً لا هداما ً مهما كانت الدوافع من وراء ذلك النقد .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
916 - قلنا ان الحق خط ٌ مستقيم لا ينحني او يتعرج او يلتوي . الشيطان لا يحب الحق لأنه كذاب ٌ وابو الكذاب يريد الخط ملتويا ً لكنه يعرف اننا بالطبيعة لا نحب الالتواء ، فيحاول ان يزخرف ويشكّل الخط الملتوي في شكل ٍ مقبول . يجعله ُ هلالا ً او دائرة او رسما ً هندسيا ً . لا يريد ان نكتشف ونكشف كذبه فنهرب منه . يجرنا ورائه ، يقول بعض الحق ، لا كل الحق ، فنسير مقادين بالحق الذي قاله حتى يجرفنا الى الخطية . يجرنا من اقتناع الى اقتناع الى الهاوية . حين جاء الى آدم وحواء مزج قليلا ً من الحق بكثير ٍ ٍ من الكذب فخدعهما ، من عدم الأكل من شجرة الى عدم الأكل من كل شجر الجنة . سلماه سمعهما لأنه فيما يقول بعض الحق ، ثم انتقل الى الكذبة ، الكذبة التي يحبان ان يسمعاها . قال لهما : " لَنْ تَمُوتَا" ( تكوين 3 : 4 ) بل تنفتح عيونكما وتعرفان الخير والشر . ورمى اليهما الطُعم : " وَتَكُونَانِ كَاللهِ " وصدّقاه . صدّقا القليل من الحق والكثير من الكذب ، وسقطا ، واسقطانا جميعا ً معهما . مهما جمّل الخط الملتوي لا تقبل الا الخط المستقيم . مهما قال لك بعض الحق اطلب كل الحق ولا شيء غير الحق . يقول داود النبي : "
حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ، وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْحَقَّ ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ. إِلَى الأَبَدِ يُحْفَظُونَ. " ( مزمور37 : 27 ، 28 ) ويقول ايضا ً : " طَرِيقَ الْكَذِبِ أَبْعِدْ عَنِّي ...... . اخْتَرْتُ طَرِيقَ الْحَقِّ. جَعَلْتُ أَحْكَامَكَ قُدَّامِي. " ( مزمور 119 : 27 ، 30 ) بهذا تهزم الشيطان ، بالحق ، لأن سلاحه ُ هو الكذب ، حتى لو استخدم بعض الحق ليجرك خلفه ُ الى الخداع والكذب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
917 - يمكنك ان تميز الشخص الذي يدّعي بأنه يعرف كل شيء ( ابو العرّيف ) من خلال طريقته ِ في المراوغة والتملص من الاعتراف بالخطأ . فعادة ً ما يستخدم مثل هذا الشخص معرفته للتأثير في الآخرين ، وهو يستخدم كلمات ٍ وعبارات ٍ لن يفهمها الآخرون لمجرد اشباع غروره ِ برؤيتهم يعترفون بسعة ثقافته ِ ومعرفته . لكن غالبا ً ما يكون امثال هؤلاء الاشخاص هم الفئة التي يتهرب الآخرون من الاختلاط بهم في المناسبات الاجتماعية . وقد تلحظ ان الحق المقدم هنا هو شيء ٌ خطر ببالك من قبل ، لكن احدا ً لم يعبّر عنه بالكلمات


سفر الامثال 1 :
2 – 7
20 – 27

2 لمعرفة حكمة و ادب لادراك اقوال الفهم

3 لقبول تاديب المعرفة و العدل و الحق و الاستقامة

4 لتعطي الجهال ذكاء و الشاب معرفة و تدبرا

5 يسمعها الحكيم فيزداد علما و الفهيم يكتسب تدبيرا

6 لفهم المثل و اللغز اقوال الحكماء و غوامضهم

7 مخافة الرب راس المعرفة اما الجاهلون فيحتقرون الحكمة و الادب
.
.
.
.
.
20 الحكمة تنادي في الخارج في الشوارع تعطي صوتها

21 تدعو في رؤوس الاسواق في مداخل الابواب في المدينة تبدي كلامها

22 قائلة الى متى ايها الجهال تحبون الجهل و المستهزئون يسرون بالاستهزاء و الحمقى يبغضون العلم

23 ارجعوا عند توبيخي هانذا افيض لكم روحي اعلمكم كلماتي

24لاني دعوت فابيتم و مددت يدي و ليس من يبالي

25 بل رفضتم كل مشورتي و لم ترضوا توبيخي

26 فانا ايضا اضحك عند بليتكم اشمت عند مجيء خوفكم

27 اذا جاء خوفكم كعاصفة و اتت بليتكم كالزوبعة اذا جاءت عليكم شدة و ضيق



قد يمتلك الاشخاص الذين يدّعون معرفة كل شيء ٍ قدرا ً كبيرا ً من المعرفة لكنهم غالبا ً ما يفتقرون للحكمة . وسليمان يدعو امثال هؤلاء بالحمقى . قد يكون هناك جرّاح ٌ ماهر ٌ لكنه يعيش بطريقة ٍ حمقاء . اما الاشخاص الحكماء بالفعل فيدركون ان معرفتهم ليست كاملة ويلتجأون الى الله طلبا ً للمزيد من الحكمة والمعرفة . لإن كل ما نعرفه هو عطية من عند الله كي نستخدمه لخدمته ِ وخدمة الآخرين ، لذلك يجب علينا ان نستخدم معرفتنا بتواضع .
لا تتصرف كما لو انك ( ابو العرّيف ) حتى و لو كنت تمتلك قدرا ً هائلا ً من المعرفة ، ولا تنسى ان جميع المعرفة والحكمة هي من عند الله ، فاعط كل المجد له هو .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
918 - جلس صديق ٌ على مائدة صديقه الفيلسوف .
سأله : ماذا تريد ان تأكل ؟
قال : احلى شيء
أحضر له لسانا ً مطبوخا ً
ومرة ً اخرى سأله : ماذا تريد أن تأكل ؟
قال : أقبح شيء .
فاحضر له لسانا ً مطبوخا ً ايضا ً .
اللسان عضو ٌ خطير ٌ في جسد الانسان يتجمع فيه كل الخير ، ويتجمع فيه كل الشر . يقول يعقوب الرسول :
" مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ " ( يعقوب 3: 10 )
" بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ "
ويقول ايضا ً عن اللسان : " هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّمًا . هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ ؟ "
في اللسان نار . هكذا ، هكذا جُعل في اعضائنا اللسان الذي يدنّس الجسم كله . واللسان يعبّر عن ما يملأ القلب وينطق به الفم . قال المسيح للجمع : " اسْمَعُوا وَافْهَمُوا. لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ " (متى 15: 10 ، 11 )
" مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْب يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ "
" لِسَانُ الصِّدِّيقِ فِضَّةٌ مُخْتَارَةٌ " (أمثال 10: 20 ) كما يقول سليمان الحكيم . ولسان الشرير سهم ٌ قتّال كما يقول إرميا النبي : " لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ . بِفَمِهِ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلاَمٍ ، وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِينًا. " (إرميا 9: 8 )
ومن فضلة القلب يتكلم اللسان " مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ . " (متى 12: 34 )
القلب الشرير يُخرج شرا ً ، والقلب البار يُخرج بِرا ً
. ويقول داود النبي : " لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي ، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. " ( مزمور 139 : 4 )
الله يعرف خفايا القلب والكلمات المنقوشة على اللسان . ويدعو داود الله ويطلب منه تطهير قلبه وافكاره . يقول : " اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي . امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي . وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا. "( مزمور 139 : 23 ، 24 )
" قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. " ( مزمور 51 : 10 ) حين يتنقى القلب يتنقى اللسان ، وحين تستقيم الروح يستقيم اللسان ، فاللسان مرآة الداخل ، لا يتكلم من نفسه بل مما في القلب والروح . فاحفظ داخلك طاهرا ً ، يُصبح لسانك طاهرا ً .





 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
919 - تقدم لنا وسائل التكنولوجيا الحديثة معضلات ٍ اخلاقية ٍ جديدة ً في كل يوم تقريبا ً ، فهنالك حبوب الاجهاض ، وهنالك الصور الاباحية على الانترنت ، وهنالك الافلام السينمائية والتلفزيونية الرخيصة ، وغيرها . ومن المؤسف ان مثل هذه الاشياء تنتشر بسرعة ٍ كبيرة ٍ حتى قبل ان يعرف الناس خيرها من شرها ، او نفعها من ضررها . ومع ذلك فإن السعي لمزيد ٍ من البصيرة والحكمة يجيب عن هذه المشكلات حتى ولو لم تكن هناك آيات ٌ كتابية ٌ تتحدث بصورة ٍ مباشرة ٍ عن المشكلة المطروحة

سفر الأمثال 2 : 1 – 15

1 يا ابني ، إن قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك

2 حتى تميل أذنك إلى الحكمة ، وتعطف قلبك على الفهم

3 إن دعوت المعرفة ، ورفعت صوتك إلى الفهم

4 إن طلبتها كالفضة ، وبحثت عنها كالكنوز

5 فحينئذ تفهم مخافة الرب ، وتجد معرفة الله

6 لأن الرب يعطي حكمة . من فمه المعرفة والفهم

7 يذخر معونة للمستقيمين . هو مجن للسالكين بالكمال

8 لنصر مسالك الحق وحفظ طريق أتقيائه

9 حينئذ تفهم العدل والحق والاستقامة ، كل سبيل صالح

10 إذا دخلت الحكمة قلبك ، ولذت المعرفة لنفسك

11 فالعقل يحفظك ، والفهم ينصرك

12 لإنقاذك من طريق الشرير، ومن الإنسان المتكلم بالأكاذيب

13 التاركين سبل الاستقامة للسلوك في مسالك الظلمة

14 الفرحين بفعل السوء ، المبتهجين بأكاذيب الشر

15 الذين طرقهم معوجة ، وهم ملتوون في سبلهم




بعض الاشخاص يمتلكون بطبيعتهم بصيرة ً نافذة ً اكثر مما يمتلكون حسن تمييز . ويمتلك البعض الآخر معرفة ً أكثر مما يمتلكون فطرة ً سليمة ، لكن ما من أحد ٍ يولد حكيما ً ، كما ان النمو في الحكمة لا يحدث سريعا ً بل انه يتطلب جهدا ً متواصلا ً ، ولا يمكن بلوغه الا من خلال كلمة الله ، فهو يحتاج الى دراسة ٍ مستمرة ٍ لكلمة الله وقبولها وتطبيق مبادئها .
إسعى للحكمة ِ يوميا ً . أدرس كلمة الله وطبقها . اطلب من الله أن يجعل سعيك مثمرا ً ، وعندها سوف تندهش مما يمكنك تعلمه ، ومن الطريقة التي ستتغير بها حياتك .
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
920 - يحب البعض ان يتناولوا بقايا الطعام على العشاء ، أما البعض الآخر فلا يطيقون ذلك بل يفضلون تناول وجبة ٍ طازجة ٍ كل يوم . رغم ان بقايا الطعام قد تكون جيدة ً الا ان الانواع الاخرى من يقايا الامور يمكن ان تسبب مشكلة ً . فعلى سبيل المثال : إن اعطاء شريك الحياة بقايا وقتك عوضا ً عن تخصيص وقتك الحر له ليس بالفكرة الجيدة ، والشيء نفسه ينطبق على علاقتنا مع الله


سفر الامثال 3 : 1 – 10
1 يا ابني ، لا تنس شريعتي ، بل ليحفظ قلبك وصاياي

2 فإنها تزيدك طول أيام ، وسني حياة وسلامة

3 لا تدع الرحمة والحق يتركانك . تقلدهما على عنقك . اكتبهما على لوح قلبك

4 فتجد نعمة وفطنة صالحة في أعين الله والناس

5 توكل على الرب بكل قلبك ، وعلى فهمك لا تعتمد

6 في كل طرقك اعرفه ، وهو يقوم سبلك

7 لا تكن حكيما في عيني نفسك . اتق الرب وابعد عن الشر

8 فيكون شفاء لسرتك ، وسقاء لعظامك

9 أكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك

10 فتمتلئ خزائنك شبعا ، وتفيض معاصرك مسطارا




يريدنا الله ان نكرمه ُ ببواكير غلالنا وتشير عبارة : " باكورات غلتك " الى اعطاء الرب اول وافضل نصيب ٍ من ثمارنا ومواردنا ، كما ورد في سفر التثنية 26( : 9 – 11 ) وبالنسبة للمؤمنين في وقتنا الحاضر فإن هذا يعني ان نقتطع نصيب الرب من اموالنا اولا ً قبل التصرف في دخلنا . وللاسف الشديد فإن الكثير من المؤمنين يعطون لله ما يتبقى معهم بعد سداد جميع المستحقات وشراء كل الحاجيات ، فإن بقي لديهم ما يقدمونه لله فانهم يفعلون ذلك . لكن الا يجدر بنا ان نعطي الله اول جزء ٍ من اموالنا ؟ فمن شأن هذا ان يُظهر ان الله هو صاحب المكانة الاولى في حياتنا ، وأن كل ما لدينا هو ملك ٌ له ، وبأننا لسنا سوى وكلاء على موارد الله . كما انه من شأن ذلك أن يستأصل الطمع من قلوبنا ، وأن يساعدنا على حسن التصرف بموارد الله ، وأن نظهر ايماننا بأن الله قادر على تسديد احتياجاتنا ، وان يفتح الطريق امامنا لتلقي بركات الله الخاصة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
921 - وانت تسير في الطريق اليوم هل تسير وحدك ام في رفقة احد ؟ إن كان لديك رفيق فانتما تتجاذبان الحديث ، تقتلان سأم الطريق . وإن كنت تسير وحدك فيجري داخلك حوار ، وتنتاب عقلك افكار . تسمع اصوات ، ذكريات ماضية ، وتعلو اصداء رؤى مستقبلية . اصوات ٌ واضحة ٌ تصدح ، لها صدى ، لها رنين ، لها نغم . وتسمع احيانا ً صوت المسيح يكلمك . صوت المسيح له نبرة ٌ خاصة ٌ مميزة ، نبرة ٌ رفيقة ٌ رقيقة تتهدج حبا ً . يعبر صوته السنين وهو يقول : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي" (يوحنا 15: 14 ) ونبرة ٌ رخيمة رحيمة تختلج عطفا ً . يعلو صوته ُ الجلي ، الغني وهو يقول : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ " ( متى 6 : 25 ) " لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَد " ( متى 6 : 34 ) ِ" اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. " ( متى 7 : 7 ) ونبرة ٌ قوية عفية تدوّي عونا ً ، وبصوت ٍ له سلطان وقدرة يملأ السماء والارض ، يملأ الزمن كله ، الازل والابد ، يقول : " أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " ( متى 14 : 27 ) ونبرة ٌ دائبة دائمة تتدرج تلازما ً . يمد امامنا وجوده ووعوده . يفرش تحت اقدامنا بساطا ً لا نهاية له ، يقول : " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " ( متى 28 : 20 ) صوت المسيح ، صوت الحبيب معك وفيك ولك بكل نبراته . صوته ُ اليوم رقيق ٌ يدعوك لتقبله ُ وتتبعه ُ . صوته ُ حبيب . وصوته ُ فيما بعد صارم ٌ يحاسبك ويعاقبك . صوته ُ رهيب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
922 - تقتضي عملية التغلب على التجارب أن نخاطب مشاعرنا دائما ً قائلين : أتدري انك لست بحاجة ً الى هذا الشيء ، بل كل ما في الامر انك راغب ٌ في الحصول عليه ؟
لكن الرغبات تعمل عملها في قلب الانسان . ولولا متعة الحصول على الاشياء لما كان هناك صراع ٌ في الاصل . وما من شك ٍ في ان هذا الصراع صعب ٌ ، فما من احد يرغب بالعيش دون تحقيق الاشياء التي يستمتع بها


سفر الامثال 4 : 10 – 27
4 :10 اسمع يا ابني و اقبل اقوالي فتكثر سنو حياتك

4 :11 اريتك طريق الحكمة هديتك سبل الاستقامة

4 :12 اذا سرت فلا تضيق خطواتك و اذا سعيت فلا تعثر

4 :13 تمسك بالادب لا ترخه احفظه فانه هو حياتك

4 :14 لا تدخل في سبيل الاشرار و لا تسر في طريق الاثمة

4 :15 تنكب عنه لا تمر به حد عنه و اعبر

4 :16 لانهم لا ينامون ان لم يفعلوا سوءا و ينزع نومهم ان لم يسقطوا احدا

4 :17 لانهم يطعمون خبز الشر و يشربون خمر الظلم

4 :18 اما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد و ينير الى النهار الكامل

4 :19 اما طريق الاشرار فكالظلام لا يعلمون ما يعثرون به

4 :20 يا بني اصغ الى كلامي امل اذنك الى اقوالي

4 :21 لا تبرح عن عينيك احفظها في وسط قلبك

4 :22 لانها هي حياة للذين يجدونها و دواء لكل الجسد

4 :23 فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة

4 :24 انزع عنك التواء الفم و ابعد عنك انحراف الشفتين

4 :25 لتنظر عيناك الى قدامك و اجفانك الى امامك مستقيما

4 :26 مهد سبيل رجليك فتثبت كل طرقك

4 :27 لا تمل يمنى و لا يسرة باعد رجلك عن الشر




يمكن لمشاعرنا وعواطفنا ان تسبب لنا الالم او المتعة . فمن ناحية يمكننا أن نرغب في الحصول على الاشياء الجيدة وان نستمتع بها ، مثل مساعدة احد الاشخاص على حل مشكلة ٍ ما ، او الاستمتاع بالحياة الجنسية في اطار العلاقة الزوجية . لكن من ناحية اخرى يمكننا ان نرغب في الحصول على اشياء خاطئة ، وان نحاول الاستمتاع بها ، مثل الكسل ، او العلاقات الجنسية خارج اطار العلاقة الزوجية . وهكذا فإن عواطفنا هي التي تحدد الاشياء التي يمكننا التمتع بها ، لكن ليس بالضرورة ان يكون الشيء الذي نتمتع به هو ما ينبغي علينا القيام به . لهذا يخبرنا سفر الامثال بضرورة حمايتنا لمشاعرنا ، والتأكد من التركيز على الرغبات التي تبقينا على الطريق السليم .
يعتقد الكثيرون أن الله يعارض المرح والمتعة ، لكنهم مخطئون في ذلك ، فالشيء الذي يعارضه الله هو ان نسمح لعواطفنا بأن تدير حياتنا .
 
أعلى