تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
883 - حين نمر في تجارب وتحيط بنا الصعوبات ونعبر في ضيقات نسعى الى الله ، نلتفت اليه ، نطلب عونه وفرجه وخلاصه . نرفع قلوبنا وصلواتنا اليه . نشكو ضيقاتنا ونصرخ آلامنا اليه . كأنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس بما نعانيه . يعلو صراخنا لنلفت نظره ، ونطلب تدخله بسرعة ، نستعجله ، نطلب النجاة بسرعة . ساعات التجربة ثقيلة قاسية ، نستحث الله ليختصرها وينهيها في اسرع وقت . حين كان التلاميذ بالسفينة وسط العاصفة والامواج تضرب السفينة تكاد تحطمها ، شعروا بالخطر ، خافوا أن تغلبهم العاصفة ، وكان المسيح في المؤخرة على وسادة ٍ نائما ً ، لم توقظه الريح ولا الموج ولا صخب البحر الهائج ، فايقظوه هم وقالوا له : " «يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» " (مرقس 4: 38 ) وسط خوف الموت لم يدركوا ما يقولون . طبعا ً يهمه سلامتهم . تصوروه نائما ً لا يبالي ، لكنه ليس نائما ً ، هو يبالي وكان لا بد يتدخل وينقذهم . وتدخل : " فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ! اِبْكَمْ!». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ . وَقَالَ لَهُمْ : «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ ؟»
ونحن نمر في عواصف الحياة ننشغل بالعواصف ، نحاول مواجهتها ، نقاومها ، لكننا فجأة نتذكر الله ، نتصوره نائما ً لا يبالي ولا يهتم . وحين نصرخ له يُسرع لنجدتنا ويسكّن الريح ويُسكت العاصفة . نحن في خوفنا نعجّله ونستعجله ليتدخل سريعا ً ، وهو يرى ذلك عدم ايمان ٍ به . نصرخ مع داود النبي ونقول : " يَا رَبُّ ، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ . " ( مزمور 40 : 13 ) ويُسرع الرب ، لا ينتظر حتى ينفذ صبرنا وتنهار مقاومتنا ويتحطم رجائنا . يقول داود النبي في المزمور 30 " عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ . " ساعات الالم لن تطول ، الزمن ملكه والوقت في يده ، وهو يُسرع الى معونتنا .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
884 - على مر العصور والتاريخ كان هنالك دوما ً أناس يسعون الى التشكيك في وجود الله ، ويحاولون زرع بذور الشك في قلوب المؤمنين . ومنذ سنوات ليست ببعيدة راح بعض رواد الفضاء يتباهون ويسخرون قائلين بأنهم بحثوا عن الله في الفضاء الخارجي فلم يجدوا له أثرا ً . وهكذا منذ زمن نوح والمشككون ينادون بهذه التشكيكات . يعتبر المزمور 74 إلتماسا ً لله كي يعلن نفسه للاشخاص الذين لا يؤمنون بوجوده ِ ، فإن شعرت يوما ً بالاحباط بسبب صمت الله وعدم رده ِ على من يتبجحون بالقول انه لا يوجد اله ، فسوف تجد ان هذا المزمور يجيب عن حيرتك وتساؤلك

مزمور 74 : 9 ، 12 ، 18 – 23
9 آياتنا لا نرى. لا نبي بعد ، ولا بيننا من يعرف حتى متى
.
.
.

12 والله ملكي منذ القدم ، فاعل الخلاص في وسط الأرض
.
.
.
18 اذكر هذ ا: أن العدو قد عير الرب ، وشعبا جاهلا قد أهان اسمك

19 لا تسلم للوحش نفس يمامتك . قطيع بائسيك لا تنس إلى الأبد

20 انظر إلى العهد ، لأن مظلمات الأرض امتلأت من مساكن الظلم

21 لا يرجعن المنسحق خازيا. الفقير والبائس ليسبحا اسمك

22 قم يا الله . أقم دعواك . اذكر تعيير الجاهل إياك اليوم كله

23 لا تنس صوت أضدادك ، ضجيج مقاوميك الصاعد دائما


غالبا ً ما يعتقد الاشخاص الذين يكرهون الله انهم يستطيعون القضاء عليه عن طريق القضاء على من يؤمنون به . وللاسف الشديد ما يزال هذا الموقف سائدا ً في وقتنا الحاضر في بعض البلدان والأماكن . ورغم ذلك ينبغي على المؤمنين الا يشعروا بالاحباط أو الفشل لأن هذه المحاولات لن تنجح ، بل ينبغي علينا كمؤمنين ان نسعى لترك انطباع ٍ ايجابي ٍ في مجتمعاتنا عن طريق العناية بالناس بذات الطريقة التي كان يفعلها يسوع . وبأن نكون بنعمة الله وقدرته ِ قدوة ً حسنة ً لجميع جيراننا ومعارفنا .
ما الذي يمكنك القيام به لاعلان الحق ؟ وما هي التغييرات التي ينبغي عليك القيام بها في نمط حياتك لكي تعكس صورة المسيح امام اصدقائك وزملائك في العمل وجيرانك ؟

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
885 - حين تُهاجم ويُعتدى عليك ، تغضب وتثور وترد الهجوم والاعتداء طبعا ً . ويزداد غضبك وتتصاعد ثورتك اذا كان الهجوم ظالما ً والاعتداء مجحفا ً . هذا طبيعي ، رد فعل ٍ غريزي في الانسان . والحيوان ، ألا يتقاتل الحيوان هكذا ؟ هذا صحيح ، لكن الانسان يتميز بالادراك والقدرة على السيطرة على غرائزه ِ ، لذلك فالانسان مطالب ٌ بالتحكم بغضبه والتأني في انثقامه . وكلما زاد تحكمه في غرائزه كلما ابتعد عن الحيوانية واقترب الى الانسانية . التماسك وقت الغضب قوة ، رباطة الجأش قدرة ٌ وشجاعة . حين كان المسيح يُحاكم امام رئيس الكهنة لطمه ُ واحد ٌ من الخدام . خادم ٌ يلطم ابن الله ، ملك الملوك ورب الارباب . لم يثر المسيح ، لم يغضب لكرامته ِ ، لم ينتقم منه ، بالعكس ، كلمه بكل العقل والمنطق وقال : " إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي ؟» " (يوحنا 18: 23 ) صبر ٌ نادر وطول اناة ٍ عجيبة . البعض يتصورها ضعفا ً . الضعف هو السقوط في الغضب والتردي في دائرة الانتقام . في كل وقت المحاكمة امام الكهنة وامام بيلاطس وهيرودس كان المسيح صامتا ً ، صمت ٌ قوي ٌ ايجابي ، صمت ٌ اقوى من اي صخب ٌ او ضجة . يقول القديس بولس الرسول في رسالته لاهل رومية : " لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. " (رومية 12: 19 ) الانتقام للشر الذي يحل بنا عمل الله . الله لا يتغاضى ولا يتهاون ، لا يتركنا فريسة ً للظلم ، ولا يريدنا ان نقاوم الظلم بانفسنا ، بايدينا وحدنا . بالعكس هو يطالبنا بأن نُطعم عدونا اذا جاع ونسقيه اذا عطش . ويوصينا ويقول : " لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ. " (رومية 12: 21 ) وحين نفعل ذلك ، حين نقاوم الشر بالخير ، ونترك له مهمة الانتقام ، ينصفنا ، يرد لنا حقوقنا ، يحفظ لنا كرامتنا .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
886 - حين نتلفت حولنا نجد بالناس عيوبا ً واخطاء ً وانحرافات تصدم العين وتعكر المزاج وتثير النفس . وحين نوجه لهم النقد والتوجيه واللوم يغضبون . وبدلا ً من السماحة ورحابة الصدر يهاجمون ويتهجمون . يقول المسيح لنا وللناس : " لا تدينوا لكي لا تدانوا لانكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون و بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم . و لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك و اما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها " ( متى 7 : 1 – 3 ) العلاقات الانسانية متشابكة ، ونحن نعيش في العالم جيرانا ً متقاربين ، كلنا سواء ، خُلقنا من أصل ٍ واحد ، ونعيش في عالم ٍ واحد مهما اختلفت الاقطار وتباينت اللغات . نحن اخوة في الشكل والخلق والملامح والسمات . مهما كانت اختلافاتنا نتنفس نفس الهواء ويجري في عروقنا نفس الدم . مهما تعددت اجناسنا نفرح ونحزن ونغضب ونصفو وندين ونُدان . ويوصينا الله ان لا ندين لأننا سنُدان وألا ننتقد لأننا سنُنتقد . ويوضح لنا انه بالكيل الذي نكيل به يُكال لنا ، والقذى الذي نراه في عيون الغير موجود ٌ كخشبة ٍ في عيوننا . وانه لا يجب ان ننفق الحياة والعمر ندين الغير ونحاول ان نخرج القذى من عيونهم . يقول المسيح : " كيف تقول لاخيك دعني اخرج القذى من عينك و ها الخشبة في عينك يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك و حينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين اخيك " ( متى 7 : 4 ، 5 ) المعاملات بين البشر والعلاقات بين الاخوة والناس كصدى الصوت يرتد لمرسله . الخير يرتد خيرا ً والشر يرتد شرا ً والنقد يرتد نقدا ً . الله يريدنا ان نصلح عيوننا لنرى جيدا ً ونتعامل جيدا ً مع اخوتنا . هكذا نعيش ونتعايش معا ً في سلام ٍ وراحة وتفاهم ٍ وتكامل .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
887 - هل تحب ان تتصفح الكتب في المكتبة العامة ، او ان تلتقي باحد الاصدقاء ، او ان تستريح على الاريكة ، او ان تتمشى بين الاشجار ؟ فاحيانا ً تصبح حياتنا مضغوطة ً بكل انواع المشاغل ، لهذا ما احوجنا الى اللجوء لمكان ٍ ينعشنا بين الحين والآخر . فما هو المكان الذي يوفر لك شعور بالانتعاش ؟ يتحدث المزمور 84 عن المكان الذي يمكننا ان نلتجأ اليه حينما نشعر بحاجتنا لانعاش انفسنا

مزمور 84 : 1 – 8
1 ما أحلى مساكنك يارب الجنود

2 تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب. قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي

3 العصفور أيضا وجد بيتا ، والسنونة عشا لنفسها حيث تضع أفراخها ، مذابحك يارب الجنود ، ملكي وإلهي

4 طوبى للساكنين في بيتك ، أبدا يسبحونك. سلاه

5 طوبى لأناس عزهم بك . طرق بيتك في قلوبهم

6 عابرين في وادي البكاء ، يصيرونه ينبوعا. أيضا ببركات يغطون مورة

7 يذهبون من قوة إلى قوة. يرون قدام الله في صهيون

8 يارب إله الجنود ، اسمع صلاتي ، واصغ يا إله يعقوب. سلاه

( ما احب مساكنك يا ربنا القدير . تذوب نفسي شوقا الى ديار الرب . قلبي وجسمي يرنمان للاله الحي . العصفور يجد له بيتا ً واليمامة ُ عشا ً لتضع افراخها عند مذابحك يا ربنا القدير . يا ملكي والهي . هنيئا ً للمقيمين في بيتك ، هم على الدوام يهللون لك هنيئا ً للذين عزتهم بك وبقلوبهم يتوجهون اليك ، يعبرون في وادي الجفاف فيجعلونه عيون ماء بل بركا ً يغمرها المطر . ينطلقون من جبل ٍ الى جبل ليروا اله الآله في صهيون . يا ربنا القدير استمع صلاتي ، اصغي اله يعقوب )

كان كاتب المزمور 84 يتوق بعمق ٍ للمثول في محضر الله . وفي الحقيقة انه كان يحب الرب كثيرا ً الى درجة انه كان يحسد العصافير لانها كانت قادرة ً على بناء اعشاشها بالقرب من المذبح . كما كان يدرك ان الله يكافئ طالبيه بمكافئات مجزية . وقد كان هذا هو الترياق او العلاج المناسب الذي يقدمه كاتب هذا المزمور لهذا العالم الصاخب العديم المعنى . وكما هو حال كاتب هذا المزمور ينبغي علينا نحن ايضا ً ان نكون تواقين لمعرفة الله معرفة ً حميمة . ونحن نشكر الله لاننا لسنا بحاجة ٍ لزيارة الهيكل للتواصل مع الله ، فبسبب موت المسيح وقيامته صار بامكاننا اليوم ان نتقابل مع الله في اي مكان ٍ وزمان . فإن كنا اولاد له فهذا يعني ان الروح القدس يسكن فينا ، وحضوره معنا على الدوام ، وكل ما ينبغي علينا القيام به هو ان نلتجأ اليه بالصلاة لكي نستمتع بالمثول في محضره ِ ، كما ورد في الرسالة الى العبرانيين 4 : 16 " فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه "
حينما تلهيك مشاغل هذه الحياة ، حاول ان تبتعد قليلا ً لقضاء بعض الوقت الانفرادي مع الله ، وتأكد ان الأمر يستحق المحاولة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
888 - خلق الله الانسان وتوج به خليقته ُ ، ميزه ُ عن كل ما خلق . جعله ُ سيدا ً على الخليقة ، جعله يتسلط على كل شيء . وضع فيه روحه ُ وخصه بعقل ٍ يُدرك وارادة ٍ حرة . يقول المسيح : "
فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. " (متى 17: 20 )
ويقول ايضا ً : " كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " (مرقس 9: 23 )
كل شيء ، لا شيء لا يقدر عليه المؤمن . ينقل الجبال ، ليس بالمعنى الحرفي طبعا ً وليس بقوة الانسان بل بقوة الله الذي يؤمن به الانسان .
قال المسيح ايضا ً لتلاميذه ِ : "
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا . " (يوحنا 14: 12 )
وعد ٌ عظيم باعمال ٍ عظيمة من الله العظيم للانسان المؤمن . في الحزن والهم الذي يقتل الناس ويحطم حياتهم ، يفرح المؤمن بالرب . في مواجهة المشاكل والحروب والصراع الذي يصرع الاقوياء ، ينتصر المؤمن ويغلب بالرب . حتى في وادي ظل الموت وسط الظلام الذي يزلزل النفوس لا يخاف المؤمن ولا يرتعب . وسط الحاجة وحين تُغلق كوى الخير وتجف الارض يشبع المؤمن بالله ويرتوي برحمته ِ . المؤمن يتسلح بقوة الله ويلبس قدرة الله فلا يقف في وجهه ِ صعب ولا يعوق حياته ُ عائق . كل موارد الله له ، كل خزائن السماء في متناول يده . يعد الله المؤمنين باتاحة كل شيء ٍ لهم . يقول المسيح للمؤمنين : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " (يوحنا 14: 13 ) لا لإمتياز ٍ لنا وفضل ٍ فينا وصلاح ٍ وبر ٍ وعمل ٍ صالح ، بل كما يقول المسيح " لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْن ِ. " الايمان بالله قوة ٌ لا حد لها
" كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ "
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
889 - يمكنك ان تعرف الكثير عن المرء من خلال طريقته في حفظ وعوده ِ او الاخلال بها ، فكل وعد يحفظه هذا الشخص يجعله محبوبا ً اكثر لديك ويعزز شخصيته في نظرك ويعزز الثقة بينك وبينه . من جانب ٍ آخر فإن كل وعد ٍ يخل به هذا الشخص يخيّب املك فيه ويجعلك تتسائل عن شخصيته ِ ويهدم الثقة بينك وبينه . يحتفل المزمور 89 ببعض الوعود التي قطعها اعظم حافظ وعود ٍ على الاطلاق : الله .. فالوعود التي حفظها الله هنا لم تجعله محبوبا ً لدى كاتب المزمور فحسب بل ينبغي ان تجعله محبوبا ً لديك انت ايضا ً
مزمور 89 : 1 – 8
1 بمراحم الرب أغني إلى الدهر. لدور فدور أخبر عن حقك بفمي

2 لأني قلت: إن الرحمة إلى الدهر تبنى. السماوات تثبت فيها حقك

3 قطعت عهدا مع مختاري ، حلفت لداود عبدي

4 إلى الدهر أثبت نسلك ، وأبني إلى دور فدور كرسيك. سلاه

5 والسماوات تحمد عجائبك يارب ، وحقك أيضا في جماعة القديسين

6 لأنه من في السماء يعادل الرب . من يشبه الرب بين أبناء الله

7 إله مهوب جدا في مؤامرة القديسين ، ومخوف عند جميع الذين حوله

8 يارب إله الجنود، من مثلك ؟ قوي، رب، وحقك من حولك


لقد وعد الله ان يحفظ عرش داود كما ورد في المزمور 89 : 29 " وأجعل إلى الأبد نسله ، وكرسيه مثل أيام السماوات " ورغم ان بني اسرائيل عصوا الله بصورة مستمرة على مدى التاريخ الا ان الله وعد بانه لن ينكث بوعوده ِ لداود . ومن خلال تذكيرات الله وصبره وتحذيراته ظلت فئة ٌ قليلة ٌ او بقية ٌ قليلة ٌ من شعب الله امينة ً له على الدوام . وبعد ذلك بعدة قرون جاء المسيح ، الملك الابدي من نسل داود ، تماما ً كما وعد الله .
نحن جميعا ً لدينا مصادر قلق مختلفة في حجمها ، فهنالك اشياء ٌ تقلقنا كثيرا ً وهناك اشياء ٌ تقلقنا بعض الشيء ، وهناك اشياء ٌ لا تعدو عن كونها مصادر ازعاج فقط . وفي هذه كلها يمكننا ان نثق بأن الله سيساعدنا على التغلب على ما يقلقنا لانه خلصنا من اكبر مصدر ٍ للقلق الا وهو الخطية . لهذا يمكننا ان نثق بأن الله سيخلّصنا بحسب وعده ِ لنا كما ورد في الرسالة الى العبرانيين 6 : 13 – 18
13 فانه لما وعد الله ابراهيم اذ لم يكن له اعظم يقسم به اقسم بنفسه

14 قائلا اني لاباركنك بركة و اكثرنك تكثيرا

15 و هكذا اذ تانى نال الموعد

16 فان الناس يقسمون بالاعظم و نهاية كل مشاجرة عندهم لاجل التثبيت هي القسم

17 فلذلك اذ اراد الله ان يظهر اكثر كثيرا لورثة الموعد عدم تغير قضائه توسط بقسم

18 حتى بامرين عديمي التغير لا يمكن ان الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجانا لنمسك بالرجاء الموضوع امامنا .


إن الله جدير ٌ بالثقة تماما ً ، لذلك ضع ثقتك فيه في اوقات الشدة واجلس هادئا ً مطمئنا ً عالما ً أن الله يحفظ وعوده دائما ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
890 - كل ما به حياة ينمو يتقدم يكمل . الجماد وحده يتجمد ، اما كل حي ، نبات او حيوان او انسان فينمو ويتقدم نحو الكمال ، لأن بكل حي حياة ، والحياة تقدم ونمو . يقول الكتاب المقدس في الرسالة الى العبرانيين 6 : 1 " لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ " التقدم دائما ً الى الامام ، الى اعلى ، الى الكمال . ويوصينا الله كاولاد الله الحي ان نتقدم الى الكمال ، والكمال كمال الله وحده . وتقدمنا يكون نحو الله الكامل . لا يوجد انسان ٌ كامل الا المسيح . يقول القديس بولس الرسول في رسالته الى افسس 4 : 12 ، 13 " لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ ، إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ. "
هذه هي الدعوة الى التقدم الى الكمال . ومقياس الكمال قياس قامة ملء المسيح . وما دام الله الكامل فينا فنحن نتقدم الى الكمال . يقول المسيح في انجيل القديس متى 5 : 48 " فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ." ولا نتقدم الى الكمال بالوقوف على اصابع اقدامنا ، نشب ونتطاول ونرفع قامتنا ، لا بجهدنا ننمو ، لا بقوتنا نكمل بل بالحياة التي فينا ، بالله الحي فينا . يقول القديس بولس الرسول في رسالته الى غلاطية : " فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ . فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ " (غلاطية 2: 20 ) حياة الايمان هذه ترفعني ، تقدمني ، تدفعني الى الكمال . الله يريدنا كاملين كما هو كامل ويحيا بروحه ِ الكامل فينا فيحركنا نحو الكمال ، وذلك ليس بقوتنا بل بقوته ِ ، ولا بحياتنا بل بحياته ِ . بقوته ِ وبحياته نتقدم الى الكمال .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
891 - ما اسهل ان يطير الوقت ُ حينما نقضيه في نشاط ٍ ممتع ، لهذا لا عجب ان يبلغ الكثيرون سن الشيخوخة وهم يتسائلون بتعجب : اين ذهبت السنون ؟ والحقيقة هي انك كلما عشت لفترة اطول بدا وكأن الوقت يمضي اسرع . المزمور التسعون هو تأمل ٌ للنبي موسى حول انقضاء الزمن . إن ما يقوله ُ هنا هو حكمة ٌ خالصة ٌ يجب ان تدفعنا لا الى تثمين الوقت الذي نقضيه فحسب بل ايضا ً الى قضاء حياتنا في الورع والتقوى

مزمور 90 : 1 – 10 ، 16 ، 17
1 صلاة لموسى رجل الله . . يارب ، ملجأ كنت لنا في دور فدور

2 من قبل أن تولد الجبال ، أو أبدأت الأرض والمسكونة، منذ الأزل إلى الأبد أنت الله

3 ترجع الإنسان إلى الغبار وتقول : ارجعوا يا بني آدم

4 لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعد ما عبر، وكهزيع من الليل

5 جرفتهم . كسنة يكونون . بالغداة كعشب يزول

6 بالغداة يزهر فيزول . عند المساء يجز فييبس

7 لأننا قد فنينا بسخطك وبغضبك ارتعبنا

8 قد جعلت آثامنا أمامك ، خفياتنا في ضوء وجهك

9 لأن كل أيامنا قد انقضت برجزك . أفنينا سنينا كقصة

10 أيام سنينا هي سبعون سنة ، وإن كانت مع القوة فثمانون سنة ، وأفخرها تعب وبلية ، لأنها تقرض سريعا فنطير
.
.
.
16 ليظهر فعلك لعبيدك ، وجلالك لبنيهم

17 ولتكن نعمة الرب إلهنا علينا ، وعمل أيدينا ثبت علينا، وعمل أيدينا ثبته .


كان موسى شخصا ً مناسبا ً لكتابة الكلمات التالية : علّمنا ان ايامنا معدودة فتدخل الى قلوبنا الحكمة " إحصاء أيامنا هكذا علمنا فنؤتى قلب حكمة " . فقد اختبر رجل الله موسى الحياة من جميع جوانبها ، ولعله كان يعرف اكثر من سائر البشر كيفية الاستفادة من الاوقات القصيرة في الحياة .
ما لم ندرب انفسنا على تثمين الوقت باعتباره ِ كنزا ً نفيسا ً فلن ندرك ابدا ً مدى قِصَر الحياة ، لكن حينما تتقدم بنا السنون ولا يعود لدينا سوى القليل من الوقت فسوف نندم على الأوقات التي أضعناها هدرا ً .
للاستفادة قدر الإمكان من وقتك على الارض تجنب تلك الانشطة التي لا تفيد أحدا ً ، وتعلّم ان تدير وقتك بطريقة ٍ أفضل .
اطرح على نفسك الأسئلة التالية :
ما الذي اريد تحقيقه ُ في حياتي قبل ان اموت ؟
ما هي الخطوة الصغيرة التي يمكنني ان اقوم بها اليوم لتقريب من تحقيق غايتي تلك ؟
اطلب مشورة الله فيما يتعلق باهدافك فإن لم يرشدك الى شيء ٍ آخر ، إعقد العزم على تحقيق تلك الاهداف مستندا ً الى قوة الله ونعمته ِ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
892 - الشك اعدى اعداء الانسان . الشك يخلق القلق والقلق يقود الى التردد والخوف والاحجام والتجمد . اليقين بعكس ذلك يدفع الى الشجاعة والاقدام والحركة والتطور . المسيحية ديانة يقين ، ديانة ايمان ٍ وثقة ٍ وتأكد ، لا تتعامل مع ربما ، ولعل ، وليت ، وحبذا ، وأظن . المسيحية صخرة ايمان ٍ واثق ، لانها مبنية ٌ على شخص المسيح ذاته . والمسيح هو ، هو أمسا ً واليوم والى الأبد . المسيحية ليست مجموعة شرائع وتنظيمات ، ليست فلسفة ، ليست علما ً . المسيحية لا تعتمد على اشياء بل على شخص الرب يسوع المسيح . يقول القديس بولس الرسول في رسالته الثانية لتلميذه ِ تيموثاوس " لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ " ( 2 تيموثاوس 1: 12 ) بمن آمن به ، بالمسيح نفسه . ويضيف قائلا ً " وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ. " اليوم الذي تنتهي فيه ايامي هنا ، ويبدأ يومي هناك في السماء ، حيث يوجد هو من أؤمن به . قال ووعد تلاميذه ُ ، ويقول لنا ويعدنا " حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " (يوحنا 14: 3 ) فذلك اليوم لنا ليس رهيبا ً مخيفا ً بل رائعا ً مباركا ً ننتظره بلهفة وشوق . في يقين ٍ وثقة يؤكد بولس الرسول " أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ " الزائل العرضة للسقوط والانهيار والهدم ، لكن " فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ." ( 2 كورنثوس 5: 1 ) أبدي ، ثابت ٌ ، دائم ٌ من الله لنا نحن المؤمنين به . البيت رمز اطمئنان ٍ واستقرار ٍ وضمان ، وهو يضمن لنا ذلك البيت ، ونحن نثق ونؤمن به . لهذا نعيش اليقين في المسيح الذي نبني عليه ايماننا ورجائنا . لا نخشى المستقبل . مستقبلنا معه ، عنده ُ ، فنحيا اليوم يقين الغد . اليوم ُ له والغد ُ له .
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
893 - نواجه كل يوم اعمالا ً علينا ان نعملها ، بعضها نقدر عليه وبعضها لا نقدر عليه . نكافح ونجاهد لنعمل ما هو في استطاعتنا ونبحث عن من يعيننا لنعمل ما ليس في استطاعتنا . نتوجه الى الناس ونتوجه الى الله ، وقد لا نجد العون عند الناس لكن الله لديه كل العون ، كل المقدرة ، لا يصعب عليه شيء . كل شيء مستطاع عند الله " غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ». " ( لوقا 18: 27 ) والمؤمن ، كل شيء مستطاع للمؤمن حين يطلب المعونة من الله ، حين يصلي ، حين يدعوه ويقول : أعنّي يا رب ، يستجيب الله ويعين المؤمن على عمل لا يستطيع ان يعمله وحده ، فالمستطاع عند الله ، وكل شيء ٍ مستطاع عنده مستطاع للمؤمن إن صلى بايمان وطلب معونته . يقول القديس بولس الرسول إن الله " الْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ " ( أفسس 3: 20 ) حين نصلي يعمل الله كل شيء ، وحين لا نصلي نعمل نحن ُ كل شيء ، وشتّان بين عمل الله وعملنا ، لا يصعب عليه ِ شيء ، ونحن يصعب علينا الكثير . الصلاة بايمان تحرك يد الله القادرة تنقل الجبال ، ويصبح المستحيل سهلا ً ممكنا ً . الله قادرٌ ان يفعل كل شيء لنا . يقول المسيح : " ٍوَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ." (يوحنا 14: 13 )
تذكر .. حين تصلي يعمل الله كل شيء ، وحين لا تصلي تعمل انت كل شيء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
894 - ما هي الاشياء التي لا تحبها ؟ إن ذكرت جميع فئات الاشياء التي يشملها هذا السؤال ، الاطعمة ، الاماكن ، البرامج التلفزيونية ، الافكار ، الهيئات والمؤسسات ، الاشخاص ، فسوف تخرج بقائمة ٍ طويلة ٍ للغاية ، وهذا هو حالنا جميعا ً ، فالكثير من الأشياء التي نفعلها من يوم ٍ لآخر تنطوي على مشاعر المحبة ِ أوالكراهية . يقدم لنا المزمور 97 المعيار الصحيح الذي يتيح لنا اختيار الاشياء . ليس عدم محبتها فحسب بل وكرهها ايضا ً ، اجل كرهها . فلا يفترض بك ان تندهش من ان على المؤمنين ان يُبغضوا بعض الاشياء ن فسوف ترى ان بعض انواع الكراهية مرغوب ٌ وجيد
مزمور 97 : 1 – 12
1 الرب قد ملك، فلتبتهج الأرض، ولتفرح الجزائر الكثيرة

2 السحاب والضباب حوله . العدل والحق قاعدة كرسيه

3 قدامه تذهب نار وتحرق أعداءه حوله

4 أضاءت بروقه المسكونة. رأت الأرض وارتعدت

5 ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب ، قدام سيد الأرض كلها

6 أخبرت السماوات بعدله ، ورأى جميع الشعوب مجده

7 يخزى كل عابدي تمثال منحوت ، المفتخرين بالأصنام. اسجدوا له يا جميع الآلهة

8 سمعت صهيون ففرحت، وابتهجت بنات يهوذا من أجل أحكامك يارب

9 لأنك أنت يارب علي على كل الأرض. علوت جدا على كل الآلهة

10 يا محبي الرب، أبغضوا الشر. هو حافظ نفوس أتقيائه. من يد الأشرار ينقذهم

11 نور قد زرع للصديق ، وفرح للمستقيمي القلب

12 افرحوا أيها الصديقون بالرب ، واحمدوا ذكر قدسه .


من احب الرب يُبغض الشر كما ورد في المزمور 97 : 10 " يا محبي الرب ، أبغضوا الشر " وهذا يعني انه ينبغي على الاشخاص الذين يرغبون حقا ً في ان يرضوا الله ان يعيدوا توفيق رغباتهم مع رغبات الله وعندها سوف تبدأ عواطف هؤلاء بالتغير ، اي انهم سوف يبدأون في حب الاشياء التي يحبها الله وبغض الاشياء التي يبغضها الله ، وهكذا كلما زادت محبة هؤلاء لله زادت كراهيتهم للخطية .
إن لم تكن تحتقر افعال الاشخاص الذي يستغلون الآخرين ، او إن كنت معجبا ً بالاشخاص الذين لا يهتمون سوى بانفسهم ، او إن كنت تحسد الاشخاص الذين يحققون النجاح بأية وسيلة ، فاعلم ان رغباتك لا تتوافق مع رغبات الله ، لذلك ينبغي عليك ان تتعلم ان تحب طُرق الله ، وان تُبغض الشر بجميع اشكاله ِ وصوره ِ . ليس الخطايا الظاهرة فحسب بل وايضا ً الخطايا التي يسهل اعتبارها مقبولة ً أو التي يسهل التغاضي عنها .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
895 - الانسان دائما ً يبحث عن الخير . ينام يحلم به ، ويستيقظ يسعى اليه . احيانا ً ينجح ويجده ، وكثيرا ً يفشل ويتوه عنه ، لكنه لا يكف ولا يكل بحثا ً عن الخير . ويقول الله لك على لسان اشعياء النبي : " قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ " (إشعياء 3: 10 ) الخير في متناول يد الصدّيق . ليس في متناول يده ِ فقط ، بل هو يتبعه ُ ، الخير يتبع الصدّيق . يقول داود النبي " إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي " ( مزمور 23 : 6 ) الخير يتبعك ، يتبع الصدّيق ، كل من يؤمن بالله ويحبه . برغم سيادة الشر على العالم ، لكن كل الاشياء للمؤمن خير . يحوّل الله شر العالم الذي حولك الى خير . يقول القديس بولس الرسول " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ." (رومية 8: 28 ) يؤكد بولس الرسول ذلك بصيغة يقين : ( نحن نعلم ) هو يعلم ، ونحن ُ ايضا ً نعلم أن الاشياء جميعها معا ً تتجمع وتتفق ، تتكاتف وتعمل لخيرنا ولخير كل من يحبون الله ، لكل المؤمنين المدعوين حسب قصده ِ ، فالخير حولنا كل الخير ، في كل الاشياء . الاشياء التي تبدو شرا ً هي خير ٌ لنا . خيرنا لا يعتمد على الظروف حولنا ولا على الناس بل على الله ، على الله الذي يحبنا الذي يقول لنا : خير ، خير ، خير . ويدفع الخير ويسوقه ليتبعنا كل ايام حياتنا . فلا تبحث عن الخير ، الخير يتبعك ، مع كل خطوة ٍ يُغدق الله خيره ُ عليك . وفي كل شيء ، كل شيء ٍ يعمل لخيرك . تمتع وانعم بالخير ، اليوم وكل يوم .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
896 - من الرائع ان نرى الاطفال يدافعون عن اخوانهم واقاربهم حينما يلعبون معا ً في الخارج ، لكن لا ينبغي ان نندهش من هذا الامر لأن شرف العائلة يجعل افرادها يتكاتفون معا ً اكثر من اي شيء ٍ آخر . لكن هل لاحظت كيف يختلف الامر بين افراد العائلة الواحدة ؟ فسرعان ما ينخفض مستوى اللطف والاحترام بصورة ٍ ملحوظة فيما بينهم داخل البيت . لقد عرف داود تماما ً كيف ان افراد العائلة الواحدة يمكن ان يعاملوا بعضهم بعضا ً بطريقة ٍ سيئة وقد كتب في المزمور 101 صلاة ً طلب فيها من الله ان يساعده على التصرف السليم في بيته ِ ، وهي صلاة ٌ يمكن لجميع افراد العائلة ان يستفيدوا من قرائتها وتطبيقها

مزمور 101
1 لداود. مزمور رحمة وحكما أغني . لك يارب أرنم

2 أتعقل في طريق كامل . متى تأتي إلي ؟ أسلك في كمال قلبي في وسط بيتي

3 لا أضع قدام عيني أمرا رديئا. عمل الزيغان أبغضت. لا يلصق بي

4 قلب معوج يبعد عني. الشرير لا أعرفه

5 الذي يغتاب صاحبه سرا هذا أقطعه. مستكبر العين ومنتفخ القلب لا أحتمله

6 عيناي على أمناء الأرض لكي أجلسهم معي. السالك طريقا كاملا هو يخدمني

7 لا يسكن وسط بيتي عامل غش . المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عيني

8 باكرا أبيد جميع أشرار الأرض ، لأقطع من مدينة الرب كل فاعلي الإثم


غالبا ً ما يؤدي العيش بالقرب من الاقرباء الى بعض المنازعات والخصومات ، وحيث ان المكان الذي يربطنا فيه علاقات حميمة اكثر من غيره ِ هو البيت ، فقد تكون بيوتنا من الاماكن التي يصعب علينا فيها ان نكون مهذبين ولطيفين . ففي غالبية العائلات يشعر الابوان والابناء بمزيد ٍ من الحرية داخل بيوتهم مما يدفعهم لخلع اقنعة السلوك الطيب عن وجوههم والبدء في معاملة بعضهم البعض بقدر ٍ اقل من الاحترام واللطف الذي يظهرونه لاصدقائهم او زملائهم في العمل او حتى الغرباء . ولا بد ان داود كان يعاني من هذه المشكلة في بيته ِ مما دفعه ُ لرفع هذه الصلاة الى الله ملتمسا ً معونته ُ .
اتبع مثال داود وارفع صلاتك الى الله بشأن سلوكك ومواقفك تجاه افراد عائلتك . اطلب من الله ان يعينك على التمثل بالمسيح في البيت لكي تتمكن من اظهار المحبة الحقيقية لعائلتك ، ومعاملتهم بكل لطف ٍ واحترام .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
897 - الحياة تتغير ، تتجدد ، تتطور ، والانسان يتغير ، يتجدد ، يتطور مع الحياة . اليوم يختلف عن الامس ، والغد سيختلف عن اليوم . عدم التغيير تجمد ، والتجمد موت ، والانسان يحب التغيير ، يفضّل الانتقال من حال ٍ الى حال . ينتقل من الجهل الى العلم ، ومن المرض الى الصحة ، ومن الفقر الى الغنى ، ويحب دائما الانتقال من الادنى الى الاعلى . يتقدم ، يتطور ، ينمو ، يسير الى الامام حتى يصل الى نقطة النهاية حين ينتقل من الحياة الى الموت ، آخر نقلة ، أسوأ نقلة ، لكننا نحن المؤمنين إنتقلنا نقلة ً عكسية ، من الموت الى الحياة . هكذا يقول القديس يوحنا الرسول : " نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ " ( 1 يوحنا 3 : 14 ) كنا امواتا ً ، امواتا ً بالخطايا ، الخطية موت . يقول بولس الرسول "
اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ " (أفسس 2: 4 ، 5 ) هذا هو التغيير العجيب ، النقلة الغريبة من الموت الى الحياة . عادة ً تقود الحياة الانسان الى الموت ، لكن المسيح قلب العادة ، غلب الموت ، قام من الموت وبقيامته نقوم . ، بحياته ِ نحيا . يقول الكتاب المقدس انه " بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ " (رومية 5: 12 ) هذا الانسان هو آدم أبو البشرية " لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. " (رومية 6: 23 ) الحياة الابدية في المسيح يسوع مخلّص البشرية . الذي يؤمن بالمسيح يحيا ، ينتقل من الموت الى الحياة . من له الابن له الحياة ، يؤكد ذلك يوحنا الرسول ويكتبه : " كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً " ( 1 يوحنا 5 : 13 ) فالمؤمن ينتقل من الموت الى الحياة ، الحياة الابدية .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
898 - حينما اصلي لا يبدو ان الله يستمع الى صلاتي . حينما اقرأ الكتاب المقدس فانه يبدو مملا ً وعديم الحياة . هل سبق لواحدة ٍ من هاتين الفكرتين ان خطرت ببالك ؟ تأمل في كلمات المزمور 105 التي تستذكر العديد من العجائب التي فعلها الله لشعب اسرائيل في القديم ، المعجزات التي ساعدتهم ، والدينونات التي نزلت على اعدائهم . فداود يعرف جيدا ً معنى الجفاف الروحي ، ويعرف ان تذكّر اعمال الله يمكن ان يساعد المؤمن على التغلب على هذه الأوقات العصيبة

مزمور 105 : 1 – 11
1 احمدوا الرب. ادعوا باسمه. عرفوا بين الأمم بأعماله

2 غنوا له. رنموا له . أنشدوا بكل عجائبه

3 افتخروا باسمه القدوس. لتفرح قلوب الذين يلتمسون الرب

4 اطلبوا الرب وقدرته . التمسوا وجهه دائما

5 اذكروا عجائبه التي صنع، آياته وأحكام فيه

6 يا ذرية إبراهيم عبده، يا بني يعقوب مختاريه

7 هو الرب إلهنا في كل الأرض أحكامه

8 ذكر إلى الدهر عهده ، كلاما أوصى به إلى ألف دور

9 الذي عاهد به إبراهيم، وقسمه لإسحاق

10 فثبته ليعقوب فريضة ، ولإسرائيل عهدا أبديا

11 قائلا: لك أعطي أرض كنعان حبل ميراثكم

عرف داود أن المؤمنين يعانون هم ايضا ً من جفاء قلوبهم اثناء رحلة ايمانهم مع الله ، لكنه اكتشف العلاج لهذه الحالة ايضا ً : تذكُّر الطريقة التي ساعد الله بها شعبه في الماضي ( مزمور 150 : 5 )
لقد كان الله يعمل بصورة ٍ دائمة ٍ في حياة شعبه ِ ، وسوف يستمر في القيام بذلك اليوم ايضا ً ، فالله ليس ببعيد بل هو قريب ٌ ، لهذا ينبغي علينا ان نلتمس الرب ونطلب وجهه ُ كل حين كما ورد في المزمور 105 : 4
حينما تشعر ببعدك عن الله تذكر اعماله في حياتك الشخصية تماما ً كما فعل داود ، وواظب على طلب الرب . اما إن لم تتمكن من تذكر هذه الامور فحاول ان تكتبها على ورقة واقرأ تذكيرات الكتاب المقدس باعمال الله الماضية . بعد ذلك صلي وارفع طلباتك واحتياجاتك الى الله واشكره على معونته .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
899 - تحيط بنا ظروف سيئة ، ضارة يحولها الله لصالحنا . يُخرج من الباطن المر حلاوة . يقول الكتاب المقدس انه " مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أُكْلٌ ، وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ " الآكل الشرس المتوحش المفترس يُخرج منه أُكلا ً . بدلا ً من يأكل ، يُؤكل . ويُخرج من الجيفة النتنة الميتة حلاوة . هو القادر على كل شيء ، يعمل كل شيء ٍ لصالحنا . كل شيء ٍ في يده . كل الخيوط بين اصابعه . نحن محفوظون في قبضته . الظالم مهما تجبر يحول الله ظلمه لفائدتنا . الباغي مهما تنمر يبدّل الله بغيه ُ لنُصرتنا . الطريق ليس دائما ً سهلا ً سويا ً تحت اقدامنا ، لكن الله يعبّد الطريق ويجعلنا نعبر فوق وعورته . جاع ايليا النبي ولم يكن لديه طعام ٌ يأكله ، فارسل الله له الطعام محمولا ً بمنقار غراب . الغراب الذي يخطف الطعام ، حمل الخبز واللحم وقدمه لايليا النبي . اختار الله غرابا ً لا حمامة لأنه قادر ٌ ان يجعل الغراب في رقة الحمامة . فجّر من قلب الصخر الأصم ينبوع ماء ليرتوي الشعب حين عطش . اسقط من الفضاء منا ً وسلوى ليُطعم الجوعى في البرية . جعل السحابة مظلة ً نهارا ً وحولها الى منارة ليلا ً . لا يصعب عليه شيء . يطوًع كل شيء ٍ لخيرنا وصالحنا وخدمتنا . لا تخشى الظلمة ، الله وسط الظلمة نور . الله يجعل الظلام نورا ً . لا تخشى العاصفة ، الله يحرك العاصفة ويبدلها بردا ً وسلاما ً . ولا تخف الموت ، الله يعبر وادي ظلال الموت بجوارك . لا ترتعب من الشيطان ، الله يحميك ويحفظك ويصونك . الآكل جعله ُ لك أُكلا ً ، والجافي جعل في قلبه ِ لك حلاوة . الظروف السيئة يبدلها صالحة . الصعوبات القاسية يجعلها سهلة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
900 - ما هو الشيء الذي جعلك تشعر بالقلق او الضيق مؤخرا ً ؟ لا تفكر بانك شخص ٌ سيء ٌ إن كنت تشعر بمثل هذه المشاعر ، فخصمنا ابليس يرسل تيارا ً مستمرا ً من المشاكل لكي يزعجنا ويضايقنا ، فهو يفرح حينما نقلق على افراد عائلاتنا او حينما نواجه ضيقا ً ماليا ً او حينما يصيبنا مرض ٌ ما او حينما نفقد وجهتنا الصحيحة في الحياة ، او حينما نتشاجر مع الآخرين او حينما نشعر بالقلق بسبب عواقب اخطائنا . يحتفل المزمور 107 بمعونة الله بالاشخاص الذين هم في محنة . وقد تكون بعض الظروف المذكورة في هذا المزمور شبيهة ً بظروفك

مزمور 107
1 احمدوا الرب لأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته

2 ليقل مفديو الرب، الذين فداهم من يد العدو

3 ومن البلدان جمعهم، من المشرق ومن المغرب، من الشمال ومن البحر

4 تاهوا في البرية في قفر بلا طريق. لم يجدوا مدينة سكن

5 جياع عطاش أيضا أعيت أنفسهم فيهم

6 فصرخوا إلى الرب في ضيقهم، فأنقذهم من شدائدهم

7 وهداهم طريقا مستقيما ليذهبوا إلى مدينة سكن

8 فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم

9 لأنه أشبع نفسا مشتهية وملأ نفسا جائعة خيرا

10 الجلوس في الظلمة وظلال الموت، موثقين بالذل والحديد

11 لأنهم عصوا كلام الله، وأهانوا مشورة العلي

12 فأذل قلوبهم بتعب. عثروا ولا معين

13 ثم صرخوا إلى الرب في ضيقهم، فخلصهم من شدائدهم

14 أخرجهم من الظلمة وظلال الموت، وقطع قيودهم

15 فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم

16 لأنه كسر مصاريع نحاس، وقطع عوارض حديد

17 والجهال من طريق معصيتهم، ومن آثامهم يذلون

18 كرهت أنفسهم كل طعام ، واقتربوا إلى أبواب الموت

19 فصرخوا إلى الرب في ضيقهم، فخلصهم من شدائدهم

20 أرسل كلمته فشفاهم، ونجاهم من تهلكاتهم

21 فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم

22 وليذبحوا له ذبائح الحمد، وليعدوا أعماله بترنم

23 النازلون إلى البحر في السفن ، العاملون عملا في المياه الكثيرة

24 هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العمق

25 أمر فأهاج ريحا عاصفة فرفعت أمواجه

26 يصعدون إلى السماوات ، يهبطون إلى الأعماق. ذابت أنفسهم بالشقاء

27 يتمايلون ويترنحون مثل السكران، وكل حكمتهم ابتلعت

28 فيصرخون إلى الرب في ضيقهم، ومن شدائدهم يخلصهم

29 يهدئ العاصفة فتسكن ، وتسكت أمواجها

30 فيفرحون لأنهم هدأوا ، فيهديهم إلى المرفإ الذي يريدونه

31 فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم

32 وليرفعوه في مجمع الشعب، وليسبحوه في مجلس المشايخ

33 يجعل الأنهار قفارا ، ومجاري المياه معطشة

34 والأرض المثمرة سبخة من شر الساكنين فيها

35 يجعل القفر غدير مياه، وأرضا يبسا ينابيع مياه

36 ويسكن هناك الجياع فيهيئون مدينة سكن

37 ويزرعون حقولا ويغرسون كروما، فتصنع ثمر غلة

38 ويباركهم فيكثرون جدا، ولا يقلل بهائمهم

39 ثم يقلون وينحنون من ضغط الشر والحزن

40 يسكب هوانا على رؤساء، ويضلهم في تيه بلا طريق

41 ويعلي المسكين من الذل، ويجعل القبائل مثل قطعان الغنم

42 يرى ذلك المستقيمون فيفرحون، وكل إثم يسد فاه

43 من كان حكيما يحفظ هذا، ويتعقل مراحم الرب




رغم اننا لا نعرف من الذي كتب المزمور 107 الا اننا نستطيع ان نتبين انه كان على دراية ٍ واسعة ٍ بالضيق الذي يصيب البشر . وقد وصف الكاتب اربعة انواع من الناس الذين يعانون ، وكيف ان الله اعانهم :
التائهون مزمور ( الاعداد 4 – 9 )
الاسرى الراغبون في التخلص من سوء حالهم ( الاعداد 10 – 16 )
المرضى ( الاعداد 17 – 20 )
البحارة الذين حاصرتهم العاصفة
قد تستطيع ان تقرن نفسك باحدى فئات هؤلاء الاشخاص ، فلا بد اننا اختبرنا جميعنا التيه و الضياع ، او ان احدهم امسك بنا ونحن نفعل شيئا ً خاطئا ً ، او اننا مرضنا او اننا خفنا على حياتنا . لكن مهما كانت هذه الضيقات والصعوبات لا يمكن لله ان يفقد السيطرة على الموقف بل انه يقدر دوما ً ان يعين من هم في ضيق .
حينما تشعر بالقلق الشديد اطلب معونة الله وثق بانه سيفعل الشيء المناسب ، لذلك يمكنك ان تطرح جميع احتياجاتك امامه ، وهو قادر ٌ ومستعد ٌ لتقديم يد العون لك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
901 - احيانا ً نتسائل ونتعجب : لماذا يا رب سمحت بالخطية ؟ الله قدوس ، لا يحب الخطية ، بار ٌ لا يحتملها . لكنه خلقها ، وخلق الشيطان ، العالم كله خلق ، وكان حسنا ً جدا ً لخدمة الانسان . أما الشيطان فتلاعب بآدم وغوى حواء وملأ العالم الجميل بالخطية والموت . كان الانسان في غنى ً عنه ، وفي غنى ً عن تلك الشجرة الملعونة وثمرتها التي جلبت علينا كل ذلك الشر .
ما هذا ؟ ماذا نقول ؟ هذا لغو ٌ باطل ، هل نسائل الله ؟
- لا نُسائل ، نسأل
- الله خلق ما خلق لخيرنا ، لصالحنا .
- وهل وراء الشيطان خير ٌ لنا او صلاح ؟
- لا بد ، الله لم يخلقه عبثا ً .
- لو لم يكن هناك شيطان لاستراح الانسان .
- استراح ، من اي شيء ؟
- من الجهاد ، من الكفاح من الحرب الضروس معه .
- لكن الله يقوينا .
- الشيطان قوي .
- الله الذي فينا اقوى منه . الله خلقه لننتصر عليه ونغلبه . فلو لم يكن موجودا ً لما ذقنا بهجة الانتصار على الشيطان ولا لذة مقاومة الشر وهزيمة الخطية . فالله خلقه لينصرنا عليه ، ويكمّلنا بحرية الارادة والاختيار . الانسان كامل الارادة . نعم ، توج الله خليقته ُ بالانسان الحر . ولو لم يكن هناك شيطان من كنا نختار لنعبد ونتبع ؟
- الله طبعا ً .
- طبعا ً لم يكن أمامنا اختيار الا هذا الاختيار ، وهذا ليس اختيارا ً . اختيار ٌ بلا حرية ، بلا تنوع . لو لم يكن هناك شيطان ولا خطية لكنا مؤمنين عدم خطية .
- مؤمنين عدم خطية ؟
- أدنى المؤمنين .
خلق الله الشيطان لنكون افضل المؤمنين .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
902 - تجري بعض المدارس اختبارات ٍ لقياس مستوى الذكاء عند الطلبة ، لكنها لا تجري اختبارات لقياس مستوى الحكمة لديهم . وهكذا قد يكون احدهم ذكيا ً لكنه احمق ٌ في الوقت نفسه ِ وذلك دون ان تظهر حماقته ُ على اوراق الامتحان . والآن إن اردت ان تكون حكيما ً فينبغي عليك ان تبحث عن مصدر الحكمة الحقيقي بنفسك . فما من احد يستطيع ارغامك على الامتلاء بالحكمة ما لم تكن انت راغبا ً في ذلك . اذن هل انت حكيم ٌ أم احمق ؟ سوف يساعدك المزمور 111 على تقييم حكمتك ، وإن لم تجد نفسك حكيما ً فسوف يساعدك هذا المزمور ايضا ً على السير في الاتجاه الصحيح

مزمور 111
1 هللويا. أحمد الرب بكل قلبي في مجلس المستقيمين وجماعتهم

2 عظيمة هي أعمال الرب . مطلوبة لكل المسرورين بها

3 جلال وبهاء عمله، وعدله قائم إلى الأبد

4 صنع ذكرا لعجائبه. حنان ورحيم هو الرب

5 أعطى خائفيه طعاما. يذكر إلى الأبد عهده

6 أخبر شعبه بقوة أعماله، ليعطيهم ميراث الأمم

7 أعمال يديه أمانة وحق. كل وصاياه أمينة

8 ثابتة مدى الدهر والأبد، مصنوعة بالحق والاستقامة

9 أرسل فداء لشعبه. أقام إلى الأبد عهده. قدوس ومهوب اسمه

10 رأس الحكمة مخافة الرب. فطنة جيدة لكل عامليها . تسبيحه قائم إلى الأبد


الطريقة الوحيدة لكي تصبح حكيما ً بالفعل تبدأ بتوقير الله ( عدد 10 ) . كذلك سفر الامثال الاصحاح الاول والعدد السابع " مخافة الرب رأس المعرفة اما الجاهلون فيحتقرون الحكمة و الادب " فكثيرا ً ما ننسى هذه الحقيقة ونعتقد بأن كوبا ً من الملاحظات الشخصية ونصف كوب ٍ من الفطرة السليمة وملعقة ً كبيرة ً من التعليم الجامعي الجيد سيمنحنا قدرا ً مناسبا ً من الحكمة . لكن الحكمة الحقيقية لا تأتي من أي ٍ من هذه المصادر البشرية ، فإن لم نعترف بأن الله هو المنبع الوحيد للحكمة فلن يكون لدينا أساس ٌ متين نعتمد عليه في اتخاذ القرارات الحكيمة ، وسوف نقوم غالبا ً باتخاذ قرارات حمقاء تقود لاخطاء جسيمة .
واظب على قراءة ودراسة كلمة الله لكي تتعرف على مبادئ الله وحقائقه الخالدة . وحالما تتعرف على هذه المبادئ والحقائق احرص على مراجعتها مرارا ً وتكرارا ً وافتح عقلك وقلبك لما يقوله الله لك ، فهو يريد ان يملئك بالحكمة .
 
أعلى