تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
867 - قد تزرع نبتة ً ما في حديقة منزلك وتعتني بها ، ثم تموت في النهاية . وقد تقلع نوعا ً من الشوك من حديقتك فيعود للظهور ثانية ً بعد بضعة اسابيع . ينطبق هذا المبدأ ايضا ً على ما يزرعه الناس في قلوبهم .
ما اشبه الكراهية والمرارة بالاشواك ذات الجذور الطويلة التي تنمو في قلب الانسان وتُفسد حياته ُ بكاملها . تحذرنا كلمة الله كما ورد في الرسالة الى العبرانيين من المرارة فتقول : " اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ ، مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ . لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا ، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ . " ( عبرانيين 12 : 14 ، 15 ) لا تسمح لجذور المرارة ِ والكراهية بالنمو في قلبك . اعترف لله بمرارتك وخطيتك .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
868 - ربما تعرفنا جميعنا على بعض الاصدقاء في اوقات الرخاء ، لكن صداقة هؤلاء لا تعدو عن كونها سرابا ً . فطالما انك ميسور الحال وخال ٍ من الهموم فانهم يحبونك ويقفون الى جانبك ويضحكون على مواقفك الطريفة . اما اذا فقدت وظيفتك او شعبيتك فسوف يتبخر هؤلاء الاصدقاء من حولك بنفس السرعة التي يتبخر بها راتبك الشهري ، وعادة ما تكون الضربات الناجمة عن امثال هؤلاء الزائفين مؤلمة ً وموجعة ً كثيرا ً لانها تصيبك في الوقت ٍ الذي تكون فيه اكثر ضعفا ً .
هاجم ابليس دوافع ايوب قائلا ً : بأن السبب الوحيد لاستقامته ِ وصلاحه ٍ هو انه لا يملك سببا ًُُ يجعله ينقلب على الله كما ورد في سفر ايوب الاصحاح الاول والعدد التاسع . لقد كان كل شيء ٍ يسير على ما يُرام مع ايوب ، لكن ابليس اراد ان يثبت بأن ايوب لم يكن يعبد الله بدافع المحبة فحسب بل بدافع العطايا التي كان الله يغدقها عليه .
هناك الكثيرين مؤمنون بالله في اوقات الرخاء فقط حيث تسير الامور على خير ما يرام . وفي الحقيقة يمكن للمحن ان تقضي على مثل هذا الايمان السطحي ، لكنها تقوي الايمان الحقيقي لانها تجعل المؤمنين يعمقون جذورهم في الله لكي يصمدوا في وجه العواصف .
ما هو عمق ايمانك ؟ اضرب بجذور ايمانك عميقا ً في الله حينما تكون الاجواء مشمسة ًلكي تتمكن من الصمود والثبات حينما تهب العواصف .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
869 - في اوقات المحن والضيقات يتلقى المرء كما ً هائلا ً من النصائح يفوق حاجته او رغبته ُ ، وغالبا ً ما تكون بعض هذه النصائح مفيدة لكن الجزء الاكبر منها يكون ضارا ً .. في هذا المقطع من الكتاب المقدس يتلقى ايوب مشورة رديئة ، ففي الجولة الاولى من النقاش بين ايوب واصدقائه بدأ هؤلاء الاصدقاء بالتعبير عن اعتقادهم الشخصي بانه لا بد وان يكون قد اخطأ مما جلب عليه كل هذا الالم ، لكن ايوب لا يعتقد ذلك :


سفر ايوب 4 : 1 – 17

1 فأجاب أليفاز التيماني وقال

2 إن امتحن أحد كلمة معك، فهل تستاء ؟ ولكن من يستطيع الامتناع عن الكلام

3 ها أنت قد أرشدت كثيرين ، وشددت أيادي مرتخية

4 قد أقام كلامك العاثر، وثبت الركب المرتعشة

5 والآن إذ جاء عليك ضجرت، إذ مسك ارتعت

6 أليست تقواك هي معتمدك، ورجاؤك كمال طرقك

7 اذكر: من هلك وهو بريء ؟ وأين أبيد المستقيمون

8 كما قد رأيت: أن الحارثين إثما، والزارعين شقاوة يحصدونها

9 بنسمة الله يبيدون، وبريح أنفه يفنون

10 زمجرة الأسد وصوت الزئير وأنياب الأشبال تكسرت

11 الليث هالك لعدم الفريسة، وأشبال اللبوة تبددت

12 ثم إلي تسللت كلمة، فقبلت أذني منها ركزا

13 في الهواجس من رؤى الليل ، عند وقوع سبات على الناس

14 أصابني رعب ورعدة، فرجفت كل عظامي

15 فمرت روح على وجهي، اقشعر شعر جسدي

16 وقفت ولكني لم أعرف منظرها، شبه قدام عيني. سمعت صوتا منخفضا

17 أالإنسان أبر من الله ؟ أم الرجل أطهر من خالقه



كان بعض ما قاله اليفاز في ايوب صحيحا ً وبعضه خاطئا ً . فصحيح ان الذين يشجعون على الخطية ويسببون المتاعب سيعاقبون في النهاية ، لكن من الخطأ القول بأن الصالحين والابرياء لا يعانون ابدا ً . بما اننا نعيش في عالم ٍ ساقط فليس بالضرورة ان يكون الاشخاص الذين يحبون الله ويطيعون وصاياه في مأمن ٍ من المعاناة . ورغم ان المعاناة ليست تجربة ً سارة الا انه ينبغي علينا ان نتبنى موقفا ً ايجابيا ً حينما نمر بازمة ٍ مماثلة ٍ عالمين ان الله سيستخدم هذا الظرف لتغيير شخصيتنا لنصبح اكثر شبها ً بالمسيح . كذلك يجب علينا ان ننظر الى المعاناة باعتبارها اختبارا ً لامانتنا مع المسيح .
اذا كنت تعاني من مرض ٍ مؤلم ٍ للغاية او حزن ٍ شديد فلا تتعجل في لوم نفسك على معاناتك بل اتكل على الله وعلى صلاحه ِ . اطلب ان يعلّمك وأن يرشدك الطريق في هذه الازمة .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
869 - في اوقات المحن والضيقات يتلقى المرء كما ً هائلا ً من النصائح يفوق حاجته او رغبته ُ ، وغالبا ً ما تكون بعض هذه النصائح مفيدة لكن الجزء الاكبر منها يكون ضارا ً .. في هذا المقطع من الكتاب المقدس يتلقى ايوب مشورة رديئة ، ففي الجولة الاولى من النقاش بين ايوب واصدقائه بدأ هؤلاء الاصدقاء بالتعبير عن اعتقادهم الشخصي بانه لا بد وان يكون قد اخطأ مما جلب عليه كل هذا الالم ، لكن ايوب لا يعتقد ذلك :


سفر ايوب 4 : 1 – 17

1 فأجاب أليفاز التيماني وقال

2 إن امتحن أحد كلمة معك، فهل تستاء ؟ ولكن من يستطيع الامتناع عن الكلام

3 ها أنت قد أرشدت كثيرين ، وشددت أيادي مرتخية

4 قد أقام كلامك العاثر، وثبت الركب المرتعشة

5 والآن إذ جاء عليك ضجرت، إذ مسك ارتعت

6 أليست تقواك هي معتمدك، ورجاؤك كمال طرقك

7 اذكر: من هلك وهو بريء ؟ وأين أبيد المستقيمون

8 كما قد رأيت: أن الحارثين إثما، والزارعين شقاوة يحصدونها

9 بنسمة الله يبيدون، وبريح أنفه يفنون

10 زمجرة الأسد وصوت الزئير وأنياب الأشبال تكسرت

11 الليث هالك لعدم الفريسة، وأشبال اللبوة تبددت

12 ثم إلي تسللت كلمة، فقبلت أذني منها ركزا

13 في الهواجس من رؤى الليل ، عند وقوع سبات على الناس

14 أصابني رعب ورعدة، فرجفت كل عظامي

15 فمرت روح على وجهي، اقشعر شعر جسدي

16 وقفت ولكني لم أعرف منظرها، شبه قدام عيني. سمعت صوتا منخفضا

17 أالإنسان أبر من الله ؟ أم الرجل أطهر من خالقه



كان بعض ما قاله اليفاز في ايوب صحيحا ً وبعضه خاطئا ً . فصحيح ان الذين يشجعون على الخطية ويسببون المتاعب سيعاقبون في النهاية ، لكن من الخطأ القول بأن الصالحين والابرياء لا يعانون ابدا ً . بما اننا نعيش في عالم ٍ ساقط فليس بالضرورة ان يكون الاشخاص الذين يحبون الله ويطيعون وصاياه في مأمن ٍ من المعاناة . ورغم ان المعاناة ليست تجربة ً سارة الا انه ينبغي علينا ان نتبنى موقفا ً ايجابيا ً حينما نمر بازمة ٍ مماثلة ٍ عالمين ان الله سيستخدم هذا الظرف لتغيير شخصيتنا لنصبح اكثر شبها ً بالمسيح . كذلك يجب علينا ان ننظر الى المعاناة باعتبارها اختبارا ً لامانتنا مع المسيح .
اذا كنت تعاني من مرض ٍ مؤلم ٍ للغاية او حزن ٍ شديد فلا تتعجل في لوم نفسك على معاناتك بل اتكل على الله وعلى صلاحه ِ . اطلب ان يعلّمك وأن يرشدك الطريق في هذه الازمة .


آمين

تامل رااااااااااااااااااااااائع
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
870 - ما هو اكثر شيء ٍ تريده من اصدقائك ؟ فكر بشكل ٍ خاص في اوقات الحاجة والاكتئاب والهزيمة والتشويش والضعف . ما الذي تريد من اصدقائك ان يفعلوه في اوقات ٍ كهذه ؟ . في الجولة الثانية من النقاش بين ايوب واصدقائه يذكر ايوب بصورة غير مباشرة قائمة ً بالطرق التي يمكن لاصدقائه ِ ان يستخدموها لتعزيته . لكن للاسف الشديد لم ينتبه اصدقائه لتلميحه هذا بل راحوا يقسون عليه اكثر فاكثر

سفر ايوب 16 : 1 – 17
1 فأجاب أيوب وقال

2 قد سمعت كثيرا مثل هذا. معزون متعبون كلكم

3 هل من نهاية لكلام فارغ ؟ أو ماذا يهيجك حتى تجاوب

4 أنا أيضا أستطيع أن أتكلم مثلكم ، لو كانت أنفسكم مكان نفسي ، وأن أسرد عليكم أقوالا وأنغض رأسي إليكم

5 بل كنت أشددكم بفمي ، وتعزية شفتي تمسككم

6 إن تكلمت لم تمتنع كآبتي، وإن سكت فماذا يذهب عني

7 إنه الآن ضجرني. خربت كل جماعتي

8 قبضت علي. وجد شاهد . قام علي هزالي يجاوب في وجهي

9 غضبه افترسني واضطهدني. حرق علي أسنانه. عدوي يحدد عينيه علي

10 فغروا علي أفواههم. لطموني على فكي تعييرا. تعاونوا علي جميعا

11 دفعني الله إلى الظالم، وفي أيدي الأشرار طرحني

12 كنت مستريحا فزعزعني ، وأمسك بقفاي فحطمني، ونصبني له غرضا

13 أحاطت بي رماته. شق كليتي ولم يشفق. سفك مرارتي على الأرض

14 يقتحمني اقتحاما على اقتحام. يعدو علي كجبار

15 خطت مسحا على جلدي، ودسست في التراب قرني

16 احمر وجهي من البكاء ، وعلى هدبي ظل الموت

17 مع أنه لا ظلم في يدي، وصلاتي خالصة



كان يُفترض باصدقاء ايوب ان يواسوه في محنته ِ هذه ، لكن عوضا ً عن ذلك فقد راحوا يتهمونه بانه هو من جلب هذه المعاناة على رأسه ِ ، وقد بدأ ايوب برده ِ الثاني على اليفاز واصفا ً اياه هو وصديقيه بانهم معزون متعبون . تكشف لنا كلمات ايوب عن طرق ٍ افضل لتعزية المتألمين :
اولا – لا تتحدث لمجرد رغبتك في الحديث فحسب .
ثانيا ً – لا تعظ بتقديم اجابات سطحية جاهزة .
ثالثا ً – لا تتهم ولا تنتقد .
رابعا ً – ضع نفسك مكان الشخص الآخر .
خامسا ً – قدم العون والتشجيع .


في المرة القادمة التي يعاني فيها شخص ٌ عزيز عليك ، جرب اقتراحات ايوب لتعزيته ، عالما ً ان هذه الاقتراحات صدرت عن شخص كان بحاجة ٍ للكثير من التعزية .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
871 - قد يتسائل الطفل عن قرارات ابويه الحكيمين والمحبين قائلا ً : لماذا يجب ان انظف اسناني ؟ أو : لماذا ينبغي علي َّ أن اتناول الخضروات . أما الآباء والامهات الحكماء فيصرّون على ان يقوم ابنائهم بما هو في صالحهم سواء أقدموا تفسيرا ً لذلك ام لا ، فهم يفهمون اكثر من ابنائهم بما لا يقاس . من الطبيعي ان نعرف ما يجري في حياتنا لأن هذه المعرفة تعطينا احساسا ً بالأمان والطمأنينة . إن كان الله سيجيب على كل اسئلتنا فلن يكون قد خضعنا للاختبار كما ينبغي ، فماذا لو قال الله لايوب : اسمع يا ايوب سوف يختبرك ابليس ويبتليك بالمصائب لكنك ستُشفى في النهاية وتسترجع كل ما فقدته ُ .
تعلّم ان تثق في الله الصالح وليس في صلاح الحياة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
872 - هل تشعر بسعادة وانت ذاهب الى عملك وزملائك ؟ او تشعر بتخوف ٍ وقلق ؟ لعل عملك شاق ٌ او بينك وبين احد خصومة . نعم هذا يدعو الى القلق والتخوف ، والخوف والقلق يعكّر صفو القلب ويطرد السعادة . الخصام في القلب مرارة تكدّر اليوم . بادر بالمصالحة واقتل الخصام ، حتى لو كان هو سبب الخصام . الخصام يتم بين طرفين ، الشجار يحدث بين فريقين . ولينتهي الخصام يبادر طرف الى حله . ويوصينا المسيح ان نغفر ونصفح ونصلي لمن يسيء الينا . قال : " أحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، " (متى 5: 44 ) المُساء اليه هو الذي يبادر بالمصالحة . هكذا يوصينا الرب . جاء الرسول بطرس الى المسيح يوما ً وسأله وقال : " يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» " (متى 18: 21 ) اجابه يسوع وقال له : " لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. " اي الى ما لا نهاية . لا نحصي ولا نعد مرات الصفح بل نصفح دائما ً . الله نفسه حين اخطأ اليه آدم وعصا امره وكسر وصيته ، بادر الله نفسه بالمصالحة فارسل ابنه يسوع المسيح كفارة ً عن خطايا آدم وذريته من بعده . يقول بولس الرسول : " إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. " ( 2 كورنثوس 5 : 19 ) وانت هل اخطأ اليك اخوك خطية ً اعظم من خطيتك الى الله ؟ فإن كان الله صالحك ، ألا تصالح اخاك ؟ مهما كانت قسوة اسائته وعدد مرات خطأه ، اذهب وصالحه . الصلح يبني سلاما ً وراحة ً لك قبل ان يحقق السلام مع اخيك . الحقد والكراهية والخصام تُدمي القلب وتُحزن النفس وتجعل حياتك تعسة ، وطريقك وعرا ً ، وقلبك منكسرا ً . اذهب الى عملك وابحث عن زميلك ، واصنع معه سلاما ً . صالحهُ ، اغفر له . سامحه ُ ، اصفح عنه وصافحه ُ ، لأن الله يغفر لنا ذنوبنا اذا غفرنا نحن للمذنبين الينا . فيكون يومك بلا خصام ٍ ولا قلق .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
873 - هل تشعر احيانا ً بالغيظ والغضب وانت ترى الشر ينتصر والشرير ينجح ؟ حين ترى الظالم يتمادى والسارق يغتني والكذاب يعلو والمنافق يلمع ؟ ترى ذلك وتتعجب ، القيم تهوي والمُثُل تسقط والاخلاقيات تُداس بالأقدام . وتتسائل احيانا ً : ألا يرى الله ، ألا يبالي ؟ ألا يهتم ، ألا يتدخل ؟ طبعا ً الله يبالي ويهتم ويتدخل في حينه وبطريقته . لا حسب ما نريد نحن ونرى بل حسب ما يريد هو ويرى . ويقول داود النبي في مزاميره : " لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ." ( مزمور 37 : 1 ، 2 ) الحشيش عمره قصير والعشب اخضراره مؤقت ، ثم يأتي الوقت الذي يراه الرب ويقطعه ويحرقه بالنار . فلا تشغل بالك به ، لا تغر منه او تغضب عليه وانتظر الرب . اتكل على الرب وافعل الخير " وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. " ( مزمور 37 : 4 ) لا بد من نهاية للظلم وعقاب ٌ للشر ، فالله صالح ٌ ولا يقبل الإثم . يقول داود النبي :
" لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ، وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. " ( مزمور 37 : 9 )
" اَلْقَلِيلُ الَّذِي لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ. " ( مزمور 37 : 16 )
لذلك لا تغر من نجاح الشرير ولا تغضب من تكبره وتجبره . الغيرة والغضب حصى وتراب يعكر صفو حياتنا وسلامنا " الْغَيْرَةُ وَالْغَضَبُ يُقَلِّلاَنِ الأَيَّامَ ، وَالْغُمَّةُ تَأْتِي بِالشَّيْخُوخَةِ قَبْلَ الأَوَانِ. " (يشوع بن سيراخ 30: 26 ) انظر الى الله واطلب نعمته لتغمرك ، وروحه القدوس ليملئك . تنسكب نعمته ويغمرك روحه ، كما ينسكب الزيت فيغطي الحصى أو كما يفرز القوقع البحري سائله ُ على الرمل داخله فيحوله لؤلؤا ً غاليا ً . اتكل على الرب ، انتظر الله ، تلذذ بنعمته وروحه . واسأل روح الله القدوس ليفيض ويطرد غضبك وعش حياتك متكلا ً على الله متلذذا ً به . انتظره فإن الله سوف يخرج مثل النور برّك . انتظره فلا بد انه سوف يخرج حقك مثل الشمس في الظهيرة . " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي،\ وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ." ( مزمور 37 : 5 ، 6 ) لا تصر باسنانك وتحزن اليوم فالله سوف ينصرك غدا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
874 - في اوقات الخوف يبدو الانتظار عذابا ً ، وقد كتب داود المزمور السابع والعشرون في وقت ٍ كان يشعر به بخوف ٍ شديد ، ورغم ذلك فهو لم يفزع ولم يهلع بل طلب وجه الله وعرض قضيته ُ أمامه ُ ، وانتظر بصبر ٍ ، الى أن ينجيه الرب ، فالجميع يعرف ان الخوف يدفع المرء الى اتخاذ قرارات ٍ متسرعة وبعيدة عن الحكمة ويجعله يتصرف قبل الأوان ، كذلك فإن الخوف يجعل الناس عديمي الصبر ومتهورين . اثناء قرائتك لهذا المزمور تعلّم من داود كيف تأتي بمخاوفك عند قدمي الرب .


مزمور 27 : 1 – 6 ، 14

1 لداود. الرب نوري وخلاصي، ممن أخاف ؟ الرب حصن حياتي ، ممن أرتعب

2 عندما اقترب إلي الأشرار ليأكلوا لحمي ، مضايقي وأعدائي عثروا وسقطوا

3 إن نزل علي جيش لا يخاف قلبي. إن قامت علي حرب ففي ذلك أنا مطمئن

4 واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر إلى جمال الرب، وأتفرس في هيكله

5 لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته. على صخرة يرفعني

6 والآن يرتفع رأسي على أعدائي حولي ، فأذبح في خيمته ذبائح الهتاف . أغني وأرنم للرب
.
.
.
.
.
14 انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك ، وانتظر الرب


اراد رجال داود منه ان يقتل الملك شاول ، لكن داود كان يعرف ما ينبغي عليه فعله ُ لأن تتميم وعود الله سيتحقق في الوقت الذي سيعينه الرب بنفسه ِ ، لهذا فقد وضع داود ثقته ُ في الله رغم خوفه ِ . وقد تعين على داود ان ينتظر ستة عشر عاما ً قبل أن يُتوج ملكا ً . لإن انتظار الله ليس بالأمر الهين ، فقد يبدو ان الله لا يستجيب لصلواتنا أو انه لا يشعر بصعوبة الموقف الذي نمر فيه ، لكن يجب علينا ان ندرك إن معرفة الله تفوق معرفتنا نحن . وتحثنا الآيات كما ورد في مراثي إرميا 3 : 24 – 26 على الاستمرار في ارتجاء الرب وانتظاره ِ لأن الله كثيرا ً ما يستخدم الانتظار لانعاشنا وتجديد قوانا وتعليمنا .

مراثي إرميا 3 : 24 – 26
24 نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ.
25 طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ.
26 جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ.

لقد وثق داود بأن الله سيفعل الأفضل ، ويجدر بك انت ايضا ً أن تثق بتوقيت الله ، وان تُحسن استخدام أوقات الانتظار الصعبة عن طريق محاولة معرفة ما يريد الله ان يعلّمك إياه .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
875 - ما هي نوعية الاشخاص الذين ترافقهم ؟ كيف تصف مجموعة اصدقائك ؟ هل لهم تأثير ٌ ايجابي ٌ عليك ، ام انك تفعل اشياء لا تعجبك حينما تكون برفقتهم ؟ يرينا المزمور 16 من هم الاشخاص الذين يجب علينا ان نرافقهم ، وبالمناسبة فهم ليسوا ممن يتمتعون بشعبية واسعة او نفوذ كبير . . في هذا المزمور نرى ان داود يسعى للتعرف على نوع ٍ معين ٍ من الاشخاص ، وهو النوع الذي ينبغي علينا نحن ايضا ً ان نسعى لرفقته . لنقرأ كلمة الرب :

مزمور 16 : 1 – 11

1 مذهبة لداود. احفظني يا الله لأني عليك توكلت

2 قلت للرب: أنت سيدي . خيري لا شيء غيرك

3 القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم

4 تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر. لا أسكب سكائبهم من دم ، ولا أذكر أسماءهم بشفتي

5 الرب نصيب قسمتي وكأسي . أنت قابض قرعتي

6 حبال وقعت لي في النعماء، فالميراث حسن عندي

7 أبارك الرب الذي نصحني ، وأيضا بالليل تنذرني كليتاي

8 جعلت الرب أمامي في كل حين ، لأنه عن يميني فلا أتزعزع

9 لذلك فرح قلبي ، وابتهجت روحي. جسدي أيضا يسكن مطمئنا

10 لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فسادا

11 تعرفني سبيل الحياة . أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد .




يحاول البعض ان يؤثروا في اصدقائهم عن طريق القول بانهم يعرفون بعض المشاهير ، فإن حدث والتقوا مصادفة ً بأحد المشاهير فسوف يحرصون على ذكر تلك الواقعة في كل مناسبة من اجل تعزيز مكانتهم . وقد يسعى البعض لقضاء بعض الوقت مع اشخاص معينين وذلك لتعزيز صورتهم . اما الاشخاص الافاضل حقا ً فلا يفعلون ذلك ، فهم لا يحاولون ان يكونوا مشهورين او معروفين على نطاق ٍ واسع بل يسعون جاهدين لأن يعيشوا بحسب مشيئة الله .
احترس من فخ السعي لمرافقة شخص ٍ ما لمجرد تعزيز مكانتك ، وتذكر انه رغم أن مرافقة بعض اصحاب السوء قد تكون ممتعة ً في بادئ الأمر ، الا ان هذه المتعة ستتحول الى صراع ٍ روحي ٍ إن سعيت لارضاء الله لاحقا ً ، لذلك اتبع مثال داود واسعى لرفقة أولئك الذين يمكنهم ان يساعدوك على ان تنمو روحيا ً ، أي الاشخاص المكرسون لله ممن يتمتعون بنظرة ٍ سليمة ٍ للحياة كما في المزمور 16 : 3

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
876 - كثيرون لا يعبئون بمشاكل الآخرين . لا يثير اهتمامهم احتياجات الناس . كثيرون لا يفكرون الا في ذواتهم . يهربون من التضحية من اجل الغير . يظنون ان الراحة تكمن في الابتعاد عن المتاعب التي تجلبها خدمة الآخرين . كثيرون يعيشون لانفسهم فقط . لا يكترثون بما يصيب غيرهم من آلام . يكتفون بتحليل المواقف وابداء الرأي والنقد ، وربما ينطقون ببضعة كلمات ٍ للمشاركة التي لا تكلفهم شيئا ً . لكن الذي عرف حقا ً حب الرب يسوع لا يقدر ان يظل واحدا ً من أولئك . الذي عرف حب الرب يسوع وسمح له ان يهيمن على كل حياته هو بالفعل شخص ٌ مختلف ، لا يعرف الا ان يبذل ويبذل ويبذل من اجل خير الناس وراحتهم . الرب يسوع في مركز حياته ، يشع فيها من نوره ليعكس حبه للناس ، والروح القدس الذي يسكن فيه يعطيه القدرة على العطاء بسخاء . وكل مشكلة او صعوبة نساهم في حلها من اجل الغير تحمل لنا غمرا ً من الفرح ، وكل دمعة ٍ نمسحها من عين باكية تعود لنا بفيض ٍ جديد ٍ من البهجة ، وكلما زاد عطائنا زادت افراحنا بالملك الذي علّمنا طريق الحب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
877 - ما الذي يمكن ان يرعب المرء اكثر من ان يكون محاطا ً بعدو ٍ يضغط عليه من جميع الجهات كما ورد في المزمور 56 : 2 – 7 . لقد واجه داود هذا الموقف بالتحديد عدة مرات ، لكن بما انه رجل ٌ يثق بالله ثقة ً عظيمة فاليك ما تعلمه عن التعامل مع مشاعر الخوف :
اولا : تذكر ان الله معك .
ثانيا ً : ثق في حماية الله لك .
ثالثا : ً احمد الله على تتميمه لوعوده .
رابعا ً : استخدم المصادر التي اتاحها الله لك .

غالبا ً ما يأتي خوفنا من مبالغتنا في تقدير قوة اعدائنا وعدم ثقتنا بمواردنا العظيمة الكامنة في الله والكنيسة .
حينما تواجه اضطهادا ،ً أو حينما تفتقر للامان ، أو حينما تعاني من صعوبات الحياة ابدأ على الفور بتطبيق خطوات معالجة الخوف التي طبقها داود واهزم مخاوفك .

مزمور 56 : 1 – 11
1ارحمني يا الله لأن الإنسان يتهممني، واليوم كله محاربا يضايقني

2 تهممني أعدائي اليوم كله، لأن كثيرين يقاومونني بكبرياء

3 في يوم خوفي، أنا عليك أتكل

4 الله أفتخر بكلامه. على الله توكلت فلا أخاف. ماذا يصنعه بي البشر

5 اليوم كله يحرفون كلامي. علي كل أفكارهم بالشر

6 يجتمعون، يختفون، يلاحظون خطواتي عندما ترصدوا نفسي

7 على إثمهم جازهم. بغضب أخضع الشعوب يا الله

8 تيهاني راقبت. اجعل أنت دموعي في زقك. أما هي في سفرك

9 حينئذ ترتد أعدائي إلى الوراء في يوم أدعوك فيه. هذا قد علمته لأن الله لي

10 الله أفتخر بكلامه. الرب أفتخر بكلامه

11 على الله توكلت فلا أخاف. ماذا يصنعه بي الإنسان

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
878 - في المدن قد تجد بعض الهدوء في الصباح الباكر ، لكن إن اردت احساسا ً حقيقيا ً بالسكون فيجب عليك ان تذهب الى المناطق الريفية . فهل ادركت يوما ً الفرق بين الهدوء النسبي والصمت المطبق ؟ فالصمت الحقيقي يخلو من اي اصوات خلفية ، فليس هناك من يقود سيارته ُ او يصرخ ، وليس هناك همهمة ٌ او ازيز ٌ او طنين ٌ يأتيك من بعيد . ومن الرائع انه ما تزال هناك بعض الاماكن على الارض يمكن للمرء ان يختبر فيها معنى الصمت الحقيقي


مزمور 46 : 1 – 3 ، 8 – 11
1 الله لنا ملجأ وقوة. عونا في الضيقات وجد شديدا

2 لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار

3 تعج وتجيش مياهها. تتزعزع الجبال بطموها.
.
.
.
8 هلموا انظروا أعمال الله، كيف جعل خربا في الأرض

9 مسكن الحروب إلى أقصى الأرض. يكسر القوس ويقطع الرمح. المركبات يحرقها بالنار

10 كفوا واعلموا أني أنا الله. أتعالى بين الأمم، أتعالى في الأرض

11 رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب.


الله كلي القدرة والقوة . يقول المزمور 46 انه على صوت الله تموج الارض كما ورد في العدد 6 . فقوة الله تفوق اقوى قوى الطبيعة بما لا يقاس كما ورد في الاعداد 2 ، 3 وتفوق قوة البشر ايضا ً كما ورد في العددين 6 و 9 لذلك ما احوجنا لتوقيره ِ والسكون في محضره ِ واجلاله ِ على قدرته ِ وجلاله ِ كما ورد في العدد 10 . مع كل هذه المشغوليات والاعباء التي نعيشها يوميا ً ، لماذا ينبغي علينا ان نخصص وقتا ً للسكون امام الله ؟ وما هي فوائد الصمت في محضر الله ؟ . إن لحظات السكون في محضر الله هي فرصة ٌ لنا لنسيان جميع هذه المشغوليات التي تمنعنا من الدخول الى محضره ِ وهي فرصة للتركيز على صلاح الله ورحمته ِ وقدرته ِ وقوته ِ .
خصص وقتا ً في كل يوم ٍ للصمت في محضر الله وتفكر في عظمته ِ . اصمت واهدأ امام الله لكي تتمكن من تمجيده ِ وتعظيمه ِ ، واستفد من هذا السكون كفرصة ٍ رائعة ٍ لعبادة الله .
 

Violite

New member
إنضم
30 مارس 2014
المشاركات
6
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
حكم رائعه استفديد منها كثير
باركك الرب يااخ فوزي
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
879 - جاء المزمور الحادي والخمسون نتيجة قرار صعب ، لكنه صحيح ٌ في الوقت نفسه ، فداود يعترف هنا بخطاياه لكي يستعيد علاقته ُ مع الله . كما تشتمل المزامير الاخرى على قرارات ٍ صعبة ٍ عن كيفية العيش لله والارتباط به ، فعلاقتنا مع الله يمكن ان تواجه العقبات كما هو حال علاقاتنا البشرية ، وهذا يتطلب منا الاعتراف والمصالحة

مزمور 51 : 7 – 13 ، 16 ، 17
7 طهرني بالزوفا فأطهر . اغسلني فأبيض أكثر من الثلج

8 أسمعني سرورا وفرحا ، فتبتهج عظام سحقتها

9 استر وجهك عن خطاياي ، وامح كل آثامي

10 قلبا نقيا اخلق في يا الله، وروحا مستقيما جدد في داخلي

11 لا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني

12 رد لي بهجة خلاصك، وبروح منتدبة اعضدني

13 فأعلم الأثمة طرقك، والخطاة إليك يرجعون



.
.
16 لأنك لا تسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها. بمحرقة لا ترضى

17 ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره


هل قامت الخطية في يوم ٍ ما بدق اسفين ٍ بينك وبين الله مما جعلك تراه بعيدا ً عنك ؟ لقد ادت خطية داود الى حرمانه من التمتع بأي شيء بما في ذلك خلاص الله كما ورد في المزمور 51 فقد قام الله بمواجهة داود بحادثة زناه مع بَثْشَبَعَ ، وعندها لم يستطع داود ان ينكر ذلك بل صرخ تائبا ً ، وفي صلاته هذه فانه يعترف بخطيئته ويصرخ قائلا ً : رد لي سروري بخلاصك " رد لي بهجة خلاصك " ان الله يريدنا ان نكون مطيعين لكلمته لنتمكن من الاستمتاع بعلاقة ٍ حميمة ٍ معه ُ ، لكن حينما نعصي الله ونحاول التستر على خطايانا عوضا ً عن الاعتراف بها فاننا بذلك نُحدث شرخا ً في علاقتنا به وندق اسفينا ً بيننا وبينه اكثر فاكثر لذلك اعترف بأية خطية ٍ تقف بينك وبين الله . قد يتوجب عليك ان تتحمل العواقب كما حصل مع داود لكن كن واثقا ً ان الله سيرد اليك بهجة شركتك معه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
880 - حين اعلن الملاك لمريم عن ولادتها للمسيح قال : " وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ . هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى " (لوقا 1: 31 ، 32 ) واعلن ليوسف خطيبها انها ستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياه ُ ( متى 1 : 20 ، 21 ) . وكما اننا نطلق الاسماء على مسمياتها لتعبّر عنها ، هكذا أُطلق اسم يسوع على المخلّص ، واسم يسوع اسم ٌ فوق كل اسم . يقول بولس الرسول ان الله اعطى المسيح اسما ً فوق كل اسم ( فيلبي 2: 9 ) باسم يسوع خرجت الشياطين هاربة ، وباسم يسوع صُنعت قوات ومعجزات . هذا الاسم ، اسم يسوع المسيح هو الطريق الى الخلاص " وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ " (أعمال الرسل 4: 12 ) هو الطريق الوحيد لعبور الهوّة بين الانسان الخاطئ والله القدوس ، يعبر عليه كل من يرغب في الحصول على غفران خطاياه والتبرير من الإثم ، لهذا اصبح اسم يسوع المسيح هو الطريق الى الحصول على الخلاص . اسم المسيح هو كلمة السر التي تفتح ابواب السماء والحياة الابدية "
لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ ، خَلَصْتَ. " (رومية 10: 9 ) المسيح عاش بلا خطية حياة ً طاهرة كاملة ، لم يقترف شرا ً ولم يصنع اثما ً ، لذلك كان هو الكفارة الوحيد الذي حمل خطية البشر ومات عنها على الصليب . هو وحده ُ الطريق ولا احد يأتي الى الله الا به . إن اردت خلاصا ً من ذنوبك ونجاة ً لتفسك ، تعال الى الله باسم يسوع ، يقبل توبتك ويغفر ذنبك . وانت في طريقك ارفع قلبك اليه وتعال اليه نادما ً على خطاياك ، تائبا ً عنها . اطلب الصفح باسم يسوع المسيح ، تخلص وتتبرر وتتحرر . بلا تردد ، لا تؤجل ، تعال اليه الآن ، فاسمه ُ يغيّر حياتك ويضمن خلاصك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
881 - هل يحدد الله خطواتنا ومصيرنا ويدفعنا في طريق ٍ يحدده ؟ أم يترك لنا الحبل على الغارب ، نحيا حسب مشيئتنا دون تدخل منه ؟
الله جل جلاله ُ يحترم ارادتنا وحريتنا ، لكنه يوجهنا حسب معرفة ٍ وقصد ٍ ومشيئة ٍ صالحة ٍ لنا ، كالطفل لو تركنا له حريته مطلقة لتردى في مشاكل قاتلة ، ولو قيدناه نقتله . حريته محدودة بفهمه ونضجه وادراكه ووعيه . والله يسمح للصدف ان يكون لها دور في حياتنا ، لكنها صدف ٌ مقصودة ، له قصد ٌ فيها ، لا يتركها رعناء تتلاعب بنا . الصدف في يد الله الذي يعرف ويدبّر صالحنا . يحرّكها في نطاق ارادته ومشيئته ِ وقصده ِ لنا . ويقول القديس بولس الرسول في رسالته الى افسس : " لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها " ( افسس 2 : 10 ) لا عشوائية ولا تلقائية ، ولا غوغائية محكومة بصدف ٍ غير محكومة ، بل حسب تدبير ٍ حكيم ٍ محكم .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
882 - ها هي الشائعات تملأ المدينة ، وأنت المستهدف ، فالناس يقولون عنك كلاما ً لاذعا ً أشد من سم العقارب . ورغم ان كل ما يُقال عنك هو مجرد كذب ٍ وتلفيق ، ألا انك كلما حاولت وقف الشائعات بدوت مذنبا ً أكثر فاكثر . يتحدث المزمور التاسع والستون عن الاضرار التي يمكن للشائعات ان تُحدثها ، لكنه يقدم رجاء ً لأولئك الذين صارت حياتهم عرضة ً لطوفان الشائعات المؤذية . إن الناس لا يحبون من يبدو في حال ٍ أفضل من حالهم . فاذا كان الناس الذين يلحظون ايمانك لا يحبون ذلك ، فقد يكرهونك بسببه ، وقد يتطرفون في كراهيتهم هذه الى درجة السعي للايقاع بك في المشاكل أو تسبيب الاحراج لك . لكن المزمور 69 يقدم صلاة ً لمثل هذه الاوقات

مزمور 69 : 4 – 8 ، 12 – 14
4 أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب. اعتز مستهلكي أعدائي ظلما. حينئذ رددت الذي لم أخطفه

5 يا الله أنت عرفت حماقتي، وذنوبي عنك لم تخف

6 لا يخز بي منتظروك يا سيد رب الجنود. لا يخجل بي ملتمسوك يا إله إسرائيل

7 لأني من أجلك احتملت العار. غطى الخجل وجهي

8 صرت أجنبيا عند إخوتي، وغريبا عند بني أمي
.
.
.
12 يتكلم في الجالسون في الباب، وأغاني شرابي المسكر

13 أما أنا فلك صلاتي يارب في وقت رضى. يا الله، بكثرة رحمتك استجب لي، بحق خلاصك

14 نجني من الطين فلا أغرق. نجني من مبغضي ومن أعماق المياه


حينما يعاني بعض المؤمنين من اضطهاد ٍ كذاك الذي تعرض له داود ، فانهم يُجَرّبون بترك الله أو الاستسلام لمتاعب الحياة أو حتى الاختباء ، لكن عوضا ً عن الهرب من الله كأوقات كهذه ينبغي علينا ان نهرب اليه لأنه سيمدنا بالقوة لمواجهة التجربة ولأنه سينقذنا من أيدي اعدائنا .
حينما تتعرض للاضطهاد بسبب ايمانك بالرب يسوع ، واظب على الصلاة لله بصرف النظر عن مشاعرك أو مدى صعوبة الموقف ، فالله يعدك بأنه سيسمع صلاتك وينقذك . ولا تنسى ابدا ً أن الله هو صديقك الاكثر وفاء ً واخلاصا ً ، لذلك لا تهرب منه ابدا ً ، لا سيما في اوقات حاجتك اليه ، بل اهرب اليه ِ .
 
أعلى