تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
811 - للعالم اسلوب ٌ للربح والخسارة والاخذ . كل ما تاخذه ربح وكل ما تعطيه خسارة . ولله اسلوب ٌ يختلف تماما ً بخصوص الربح والخسارة ، كل ما تعطيه ربح وما تقدمه افضل . وحتى تحقق في العالم ربحا ً فانت تقبض وتحصل وتستولي وتجمع وتكدّس وتخزّن . ولكي تحقق ربحا ً في العالم الروحي فانت تعطي وتبذل وتضحي وتتنازل وتترك وتنفق . وفي سبل الربح والاخذ في العالم تأخذ ما ليس حقك وتحصل على ما تريد بكل الوسائل . اذا وقف في طريقك من يهدد حصولك على ما تريد ، تحاربه ، تهاجمه وتحطمه وتسحقه . تريد لنفسك الاكثر والاوفر ، تضع نفسك في اول الصف في المقدمة قبل غيرك . في الحياة الروحية تكسب حين تخسر ، تنجح حين تفشل ، تعلو حين تخضع وتتضع . مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا ، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ يجدها . اذا وضعت نفسك رفعك الله ومجدك . قال المسيح : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا." ( لوقا 14: 26 ) وقال له بطرس " هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ." فاجاب يسوع وقال : " كُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. " بيوتا ً واخوة ً واخوات وامهات واولادا ً وحقولا ً مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الابدية . هذه هي اساليب الربح والخسارة الروحية " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ " (أعمال الرسل 20: 35 ) تجارة ٌ مختلفة ٌ عن تجارة العالم ، أن تعطي ، ان تهب ، أن تقدم ، ان تضحي وتبذل . تقديم الكل ، كل شيء ، لا يغلو شيء ولا يُحجب شيء عن المسيح . ترك الصيادون شباكهم وقواربهم ، تركوا صيد السمك فجعلهم صيادي ناس . أَخْلَى المسيح نَفْسَهُ ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ . وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. (أهل فيلبي 2: 7 – 11 ) لا تتاجر تجارة العالم بالاخذ والصراع للحصول على ما لا حق لك فيه . تاجر تجارة الله ، إعطه قلبك ليملئه ، حياتك لتربحها ، رأسك ليكلله ُ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
812 - من المرجح ان الشخص الاكر سلبية ً من بين معارفك ليس هو الشخص المفضل لديك ، فعادة ً ما ننفر من الاشخاص السلبيين ويكون لدينا مخزون ٌ من الجُمل والعبارات الجاهزة لصدهم وابعادهم عنّا مثل : ارجو ان تتركني وشأني أو : انت بارع ٌ حقا ً في احباط الآخرين . كان الكثيرون من العبرانيين اشخاصا ً سلبيين ومحبطين للآخرين ، وكانت مواقفهم السلبية هذه تؤدي في نهاية المطاف الى عواقب وخيمة ومدمرة ، ويمكننا ان نرى من خلال هذه الآيات الاضرار البالغة التي يمكن ان تنشأ عن المواقف السلبية

سفر العدد 11 : 2 – 11
2 ولم يكن ماء للجماعة فاجتمعوا على موسى وهارون

3 وخاصم الشعب موسى وكلموه قائلين : ليتنا فنينا فناء إخوتنا أمام الرب

4 لماذا أتيتما بجماعة الرب إلى هذه البرية لكي نموت فيها نحن ومواشينا

5 ولماذا أصعدتمانا من مصر لتأتيا بنا إلى هذا المكان الرديء ؟ ليس هو مكان زرع وتين وكرم ورمان ، ولا فيه ماء للشرب

6 فأتى موسى وهارون من أمام الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع وسقطا على وجهيهما، فتراءى لهما مجد الرب

7 وكلم الرب موسى قائلا

8 خذ العصا واجمع الجماعة أنت وهارون أخوك، وكلما الصخرة أمام أعينهم أن تعطي ماءها ، فتخرج لهم ماء من الصخرة وتسقي الجماعة ومواشيهم

9 فأخذ موسى العصا من أمام الرب كما أمره

10 وجمع موسى وهارون الجمهور أمام الصخرة، فقال لهم: اسمعوا أيها المردة، أمن هذه الصخرة نخرج لكم ماء

11 ورفع موسى يده وضرب الصخرة بعصاه مرتين ، فخرج ماء غزير، فشربت الجماعة ومواشيها


بعد ان رأى العبرانيون العديد من المعجزات العجيبة واختبروا حضور الله في وسطهم فانهم ما زالوا يتذمرون ويتمردون على الرب . قد نتعجب كيف انهم كانوا بهذا العمى وهذا الجهل ، لكن السنا نفعل مثلهم في كثير ٍ من الأحيان ؟ فعلى الرغم من مرور مئات السنين على الدلائل والاثباتات وعلى الرغم من ترجمات الكتاب المقدس والاكتشافات الاثرية والدراسات التاريخية المؤيدة لما جاء فيه ِ الا ان الناس ما يزالون حتى يومنا هذا يتذمرون على الله ويسلكون في طريقهم الخاص بهم .
اذا كنت في اغلب الاحيان غير راض ٍ او متشككا ً او متذمرا ً او مصابا ً بالمرارة في قلبك َ فعليك ان تحترس من نفسك . فمن شأن هذه المواقف أن تشوه نظرتك للامور وتجعلك معاديا ً لله . يمكنك النجاة من هذا الفخ عن طريق اختيار موقف ٍ افضل . هل سبق لله ان ارشدك وحماك ؟ هل سبق له ان استجاب لصلواتك ؟ هل تعرف اشخاصا ً اختبروا بركات ً عظيمة ً وشفاء ؟ هل تعرف قصصا ً من الكتاب المقدس عن الطريقة التي قاد بها الله شعبه ُ ؟ ركز افكارك على الاشياء التي فعلها الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
813 - دعا السيد عبيده فاصطفوا امامه وسلمهم وزناته . اعطى الاول خمس وزنات واعطى الثاني وزنتين من المال ، وجاء الثالث فوضع في يده وزنة ً واحدة ً كاملة . وسافر السيد ، إئتمن عبيده على ماله ، على وزناته ، على امواله وشؤونه . وفي حماس ٍ وشعور بالمسؤولية اسرع الاول أخذ الوزنات الخمس وتاجر بها . تحين فرص الربح جازف وكافح ، عمل وتعب وعرق ، وفي النهاية جمع ما ربح لسيده . وفعل الثاني كما فعل الاول ، وزنتان ثمينتان اوكله السيد عليهما ، وثق به فيهما ، دخل معترك التجارة والمغامرة ، تاجر واشترى وباع وجمع ارباحه لحين عودة سيده . اما الثالث فنظر الى ما بين يديه ، وزنة واحدة يتيمة رآها هزيلة ً قليلة . خاف إن جازف وغامر وتاجر يفقدها ، فإن عاد سيده يطلبها لا يجدها . طمرها ونام فوقها . تمدد بكسل ٍ على الارض متخاذل اليدين والرجلين . وجاء السيد ، جاء يجمع ما ترك لعبيده من وزنات وما ربحوه فوقها . وقف الاول مزهوا ً يقدم لسيده وزناته الخمس وخمس وزنات أخر ربحها من تجارته بها ، ووقف الثاني فرحا ً يقدم لسيده وزنتيه الاثنتين ووزنتين أخريين كسبهما من تعبه . واثنى السيد على عبديه ولم يحاسب الثاني لماذا لم يربح خمس وزنات مثل زميله الاول . كلاهما تاجر ، كلاهما غامر ، كلاهما تعب وعرق وكافح ، واثمر كفاحهما ربحا ً . وقال لكل منهما : " نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. " (متى 25: 21 ) وتقدم صاحب الوزنة الواحدة ورفع الوزنة الى سيده ، اعادها له ، ها هي وزنتك يا سيد ، لم تنقص ، لم تُفقد ، لم تضع ، ها هي كما اعطيتني اياها . خفت منك ، خفت من المغامرة والمتاجرة ، خفت من التعب والكفاح ، خفت ُ فاخفيتها . لم يسرق الرجل ، لم يختلس ، لم يكن خائنا مبددا ً لما اعطاه سيده . كان كسلانا ً . لم يستخدم الوزنة ، لم يستعملها ، لم يستثمرها ، لم يظهرها ، طمرها في الأرض . صاحب الخمس وزنات عبقري ، مواهبه نادرة ، امكانياته عظيمة ، حقق ربحا ً كبيرا ً . وصاحب الوزنتين رجل ٌ كفء متميز ، ليس في عبقرية زميله لكنه نشط ، ضاعف رأسماله . أما صاحب الوزنة الواحدة فهو رجل ٌ مهمل وكسول وخائف ، غالبيتنا من اصحاب الوزنة الواحدة . الله اعطاك الوزنة الواحدة ، لتستخدمها ، لتعمل بها . الله يحتاج الى وزنتك الواحدة ، الله يحتاج الى الاشياء الصغيرة ، الى لسان موسى ، الى خمس خبزات وسمكتين .
"نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ... . اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ "
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
814 - اذا سبق لك وأن وشاركت في مباراة ٍ رياضية ٍ في احدى العطلات فلا بد انك ادركت اهمية وجود كابتن او قائد ٍ ناجح ٍ للفريق ، وإن كنت تنتمي للفريق الذي يفتقر للقيادة الناجحة فمن المرجح ان نتيجة المباراة ستكون مأساوية ً بالنسبة لك وللفريق باكمله . إن القادة الذين يتخذون قرارات خاطئة بصورة ٍ مستمرة ٍ يسببون القلق والألم لاتباعهم ، لهذا من الضروري للغاية ان يتم اختيار القادة بعناية ٍ وتدقيق .
لنقرأ ما تقوله كلمة الرب

سفر العدد 27 : 15 – 23

15 فكلم موسى الرب قائلا

16 ليوكل الرب اله ارواح جميع البشر رجلا على الجماعة

17 يخرج امامهم و يدخل امامهم و يخرجهم و يدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها

18 فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح و ضع يدك عليه

19 و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة و اوصه امام اعينهم

20 و اجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة بني اسرائيل

21 فيقف امام العازار الكاهن فيسال له بقضاء الاوريم امام الرب حسب قوله يخرجون و حسب قوله يدخلون هو و كل بني اسرائيل معه كل الجماعة

22 ففعل موسى كما امره الرب اخذ يشوع و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة

23 و وضع يديه عليه و اوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى



طلب موسى من الله ان يعين قائدا ً قادرا ً على قيادة الشعب في المعارك والعناية باحتياجاتهم ايضا ً وقد استجاب الله لموسى عن طريق تعيينه ليشوع الذي كان رجلا ً فيه روح الرب ، وهكذا قام موسى بتقديم يشوع الى الشعب بصفته قائدهم الجديد واوكله بالخدمة التي امره الله بها ، كما انه اخبرهم بوضوح ان يشوع يمتلك السلطة والمقدرة على قيادة الامة .
قد نجد أنفسنا جميعا ً في موقف ٍ يتعين علينا فيه ان نختار قادة ً او ان نشارك في تدريبهم وتنميتهم ، وبسبب الاهمية البالغة للقادة فإن نوعية الاشخاص الذين نختارهم وكيفية اختيارنا لهم يمكن ان تحدث فرقا ً كبيرا ً ، لذلك حينما نرى تغييرا ً وشيكا ً في القيادة او حينما يكون لنا دور ٌ في اختيار القادة ينبغي علينا ان نحذو حذو موسى
اولا : ان نطلب من الله شخصا ً قادرا ً ومتعاطفا ً
ثانيا ً : ان نفوض هذا الشخص وندعمه في مهامه الجديدة هذه .
ما هي الطرق والوسائل التي تنتهجها لاعداد قادة في بيتك وفي عملك وفي كنيستك وفي مجتمعك ؟ ما الذي يمكنك فعله للتأثير عليهم كي يسلكوا في القيادة بحسب مشيئة الله ؟

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
815 - حين استيقظت من نومك هذا الصباح بماذا استقبلت اليوم ؟ كيف اصبحت ؟ هل كنت فرحا ً مرحا ً ؟ هل نفسك مستريحة راضية ؟ هل عُزف لحن الراحة داخلك ؟ أم قمت من نومك وجبال الهموم على كتفيك ؟ هل تنتشر المرارة والحزن في جوفك ؟ شعر داود النبي بذلك فصرخ الى الله وقال : " يَا إِلهِي ، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ " (سفر المزامير 42: 6 ) نفسي منحنية ، نفسي منكسرة ، رأسي مثقّل ٌ بالهم ، قلبي مشحون ٌ بالحزن ، نفسي منحنية ٌ في َّ . لم يسمع ردا ً ، زاد صراخه ُ الى الرب :
" غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا ....... . كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ. ...... لِمَاذَا نَسِيتَنِي ؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِينًا مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ ؟ ....... عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ ، بِقَوْلِهِمْ لِي كُلَّ يَوْمٍ : «أَيْنَ إِلهُكَ ؟ "
نمر في اوقات عصيبة ونجد الله نسينا ، تركنا ، صم اذانه ُ عنا ، اهملنا وابتعد عنا . توالت المصائب على ايوب ، خراب ، موت اولاد ، مرض ٌ ، الم ٌ ، اين الله ؟ اين هو ؟ المؤمن يسير فوق الشوك ، يواجه الحراب والحروب ، يسقط في الحفرة ، اين الله ؟ اين ؟ قد يكون سبب انحناء النفس مرضا ً ألم ّ بك ، قد يكون العدو قد مس جسدك . المرض هاجمك ، صرعك ، القى بك في الفراش ضعيفا ً عاجزا ً فانحنت نفسك . قد يكون سبب انحناء النفس غدرا ً وخيانة ً لحقت بك ، قد خانك َ صديق إئتمنته ، ادار لك ظهره ُ وخاصمك أو انقلب عليك وطعن ظهرك فانحنت نفسُك . قد يكون سبب انحناء النفس احتياجا ً ماديا ً يضغط عليك ، ضيق يد ٍ في مواجهة طلب ٍ ملح . يدك فارغة لا تحتكم على ما يجب دفعه فانحنت نفسك . ويتوجع داخلك ، ينزف مرارة ً طعمها علقم . يرتفع قلبك بالصراخ ، يمتلئ قلبك بالانين . كل الناس تمر في ذلك ، انت ليس معصوما ً مما عاناه قبلك داود حين قال : " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيّ َ؟ ارْتَجِي اللهَ ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ. " ترجى الله ، الجأ الى الله ، اذهب الى حضرة الله ، احمده واطلب خلاصه وعونه . الله لم يخلقنا للألم ، الله لم يصنعنا للموت ، الله جبلنا لنفرح ولنحيا . تمسك بالمسيح ، اثبت فيه ، ركز عواطفك واهتماماتك في شخصه ، اثبت . لا تتأرجح في علاقتك به ، لا تتذبذب ، لا ترخي قبضتك ، تمسك به جيدا ً . انضم الى نصرته ، اركب مركبته ، لا تتخاذل وتتراجع ، تمسك بقيامته . موكب المنتصرين مكان الفرح والنصرة والغلبة ، سر في موكب نُصرته . وسط القديسين تجد التأييد والتشجيع والتعضيد ، عش شَرِكة القديسين .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
816 - اذا كنت ستستعرض السنوات العشرين الماضية من حياتك فما الذي ستركز عليه ؟ الاوقات الممتعة ام المصائب أم الرحلات العائلية أم الصراعات والآلام أم اللحظات العظيمة ؟ سفر التثنية هو الموضع الذي نجد فيه العبرانيين يجلسون لاستذكار السنوات الماضية بما فيها من احداث ٍ حلوة ومريرة . يستعرض موسى هنا شرائع الله وكيف احسن الشعب او اخفق في اطاعة هذه الشرائع اثناء ترحالهم

سفر التثنية 4 : 1 – 9
1 فالآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها، لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب إله آبائكم يعطيكم

2 لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه، لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها

3 أعينكم قد أبصرت ما فعله الرب ببعل فغور. إن كل من ذهب وراء بعل فغور أباده الرب إلهكم من وسطكم

4 وأما أنتم الملتصقون بالرب إلهكم فجميعكم أحياء اليوم

5 انظر. قد علمتكم فرائض وأحكاما كما أمرني الرب إلهي، لكي تعملوا هكذا في الأرض التي أنتم داخلون إليها لكي تمتلكوها

6 فاحفظوا واعملوا. لأن ذلك حكمتكم وفطنتكم أمام أعين الشعوب الذين يسمعون كل هذه الفرائض، فيقولون: هذا الشعب العظيم إنما هو شعب حكيم وفطن

7 لأنه أي شعب هو عظيم له آلهة قريبة منه كالرب إلهنا في كل أدعيتنا إليه

8 وأي شعب هو عظيم له فرائض وأحكام عادلة مثل كل هذه الشريعة التي أنا واضع أمامكم اليوم

9 إنما احترز واحفظ نفسك جدا لئلا تنسى الأمور التي أبصرت عيناك ، ولئلا تزول من قلبك كل أيام حياتك. وعلمها أولادك وأولاد أولادك .


اعطى الله الشعب العبراني العديد من الشرائع وامرهم ان يحفظوها وان يعلموها لابنائهم كما ورد في سفر التثنية 4 : 8 ، 9 . هل ما تزال هذه الشرائع ملزمة ً للمسيحيين اليوم ؟ لقد وضع الله شرائعه هذه لارشاد الشعب الى توقيره ِ وعبادته ِ ولكي يساعدهم على رؤية خطاياهم ومعالجتها بالطريقة الصحيحة . إن لشرائع الله مقاصد ٌ على الدوام لكن في بعض الحالات يكون القصد منها قد تم ، فعلى سبيل المثال امر الله العبرانيين ان يمارسوا الذبائح الحيوانية في عباداتهم لكي يتلقوا المغفرة ولكي يعبّروا عن شكرهم له ، لكن المسيح جاء وقدم الذبيحة الكاملة والنهائية عن الخطية ، وبالتالي ينبغي علينا الآن أن نأتي اليه ِ طلبا ً للغفران . وهكذا ما يزال المبدأ قائما ًُُ ، الاقتراب من الله طلبا ً للمغفرة وتقديم الشكر له رغم ان الطريقة اي الذبائح الحيوانية لم تعد مستخدمة .






 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
817 - رياضيات ٌ جديدة ، فلسفات ٌ جديدة ، نظريات ٌ جديدة . يبدو ان لدى كل شخص ٍ شيءً يريد تسويقه ُ ، لهذا فالناس يتسابقون لعرض ما هو جديد ومطور كي يدفعوا الآخرين للشراء ، وللاسف الشديد فان هذا الاسلوب مستخدم ٌ في تسويق الدين ايضا ً حيث تجد الآلهة الباطلة والعبادات الزائفة معروضة ٍ بطريقة ٍ جذابة ومغلفة بأبهى صورة واجمل شكل . قد يكون هذا من اسباب تحذير الله لشعبه ِ بشأن الانبياء والمعلمين الكذبة .
لنقرأ من كلمة الله :

سفر التثنية 13 : 1 – 11

1 إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلما، وأعطاك آية أو أعجوبة

2 ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا: لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها

3 فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم، لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم

4 وراء الرب إلهكم تسيرون، وإياه تتقون، ووصاياه تحفظون، وصوته تسمعون، وإياه تعبدون، وبه تلتصقون

5 وذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يقتل ، لأنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر، وفداكم من بيت العبودية ، لكي يطوحكم عن الطريق التي أمركم الرب إلهكم أن تسلكوا فيها. فتنزعون الشر من بينكم

6 وإذا أغواك سرا أخوك ابن أمك، أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك، أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلا: نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك

7 من آلهة الشعوب الذين حولك ، القريبين منك أو البعيدين عنك ، من أقصاء الأرض إلى أقصائها

8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ، ولا ترق له ولا تستره

9 بل قتلا تقتله. يدك تكون عليه أولا لقتله، ثم أيدي جميع الشعب أخيرا

10 ترجمه بالحجارة حتى يموت ، لأنه التمس أن يطوحك عن الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية

11 فيسمع جميع إسرائيل ويخافون ، ولا يعودون يعملون مثل هذا الأمر الشرير في وسطك


قد تبدو الافكار الجديدة التي يطرحها الآخرون جيدة ً في ظاهرها ، لكن ينبغي علينا ان نحكم عليها بحسب مطابقتها او عدم مطابقتها لكلمة الله . وحيث ان المعلمين الكذبة ما زالوا موجودين من حولنا اليوم فإن الحكيم هو من يفحص افكار هؤلاء في ضوء كلمة الله .
حينما يزعم الناس انهم يتكلمون بكلام الله في يومنا هذا فعليك بفحص ما يقولون من الجوانب التالية :
هل يقولون الحق ؟
هل يركزون على الله ؟
وهكذا حينما تسمع فكرة ً جديدة ً وجذابة افحصها بعناية قبل ان تتحمس كثيرا ً لها .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
818 - يتوق الناس لمعرفة المستقبل ، لهذا فإن غالبية الصحف اليومية تعرض الابراج الفلكية والتوقعات التي يكتبها اشخاص ٌ يزعمون انهم يعرفون المستقبل . وفي بعض البلدان يتم الاعلان عن خطوط هاتف ٍ تعمل على مدار الساعة للتحدث مع وسطاء روحيين . وهكذا فان هؤلاء الاشخاص المخادعين يجنون المال بسبب وجود من يصدقهم .

لنقرأ من كلمة الله

سفر التثنية 18 : 9 – 16
9 متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك، لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم

10 لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرافة، ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر

11 ولا من يرقي رقية ، ولا من يسأل جانا أو تابعة ، ولا من يستشير الموتى

12 لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب. وبسبب هذه الأرجاس ، الرب إلهك طاردهم من أمامك

13 تكون كاملا لدى الرب إلهك

14 إن هؤلاء الأمم الذين تخلفهم يسمعون للعائفين والعرافين. وأما أنت فلم يسمح لك الرب إلهك هكذا

15 يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون

16 حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا: لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضا لئلا أموت
.
.
.
.
.
.
20 وأما النبي الذي يطغي ، فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي

21 وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب

22 فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب ، بل بطغيان تكلم به النبي ، فلا تخف منه .



كان العبرانيون يميلون بطبيعتهم لاعمال الظلمة التي كانت تمارس في الديانات الكنعانية ولربما فكروا في انفسهم قائلين : ما الخطأ في تجريب هذه الطرق ؟ ولكن ابليس هو من يقف وراء اعمال السحر والشعوذة ، لهذا فقد نهى الله شعبه ُ تماما ً عن كل ما يتعلق بهذه الممارسات كما ورد في سفر التثنية 18 : 9 – 14
لا يزال الناس في يومنا هذا مفتونين بما تقوله لهم الابراج الفلكية . وغالبا ً ما يكون الدافع وراء اهتمامهم هذا هو رغبتهم في معرفة المستقبل والتحكم في مجرياته ِ .وقد يفكروا قائلين : ما الضرر في ذلك ؟
يخبرنا الله عن كل ما نحتاج لمعرفته عن المستقبل ، لهذا فنحن لسنا بحاجة للجوء الى مصادر السحر والشعوذة للحصول على معلومات ٍ خاطئة بل ينبغي علينا طلب ارشاد الله وهداية الروح القدس من خلال الكتاب المقدس والكنيسة .



 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
819 - في مسارات الحياة ، في طرقها ، في دروبها ، في شوارعها ، في ازقتها نشعر بالخوف . اذا غابت الشمس نخاف ، اذا اظلم الجو نخاف ، اذا علا صوت العاصفة نخاف . الخوف جزء ٌ من غريزة الدفاع عن النفس ، تتحفز العضلات ، ترتفع الاذرع لترد الاعتداء . قد يكون الاعتداء ظاهرا ً او خفيا ً ، صاخبا ً او صامتا ً ، حقيقة ً او خداعا ً . لكن الخوف طبيعي . ويرتعش الجسد ، يخفق القلب ، تتابع الانفاس . هل رأيت الخوف ؟ هل تستطيع ان تصف ملامحه ؟ هل تلامست معه ؟ لا طبعا ً ، لا ، الخوف لا يُرى ، الخوف يغزونا من حيث لا نعرف ، الخوف يخرج من داخلنا . البعض لا يرى الخوف ، الشجاع المطمئن القوي المؤمن بالله العظيم . بطرس في السجن والاغلال في يديه وقدميه ملقى " إِلَى أَرْبَعَةِ أَرَابعَ مِنَ الْعَسْكَرِ " ً وسط خشونة الارض ورطوبة الغربة ، وسط الظلام في انتظار الصباح . في الصباح حين يقدمه الملك هيرودس للشعب ليفتكوا به ويعتدوا عليه . نام ، غلب اطمئنانه الخوف فنام نوما ً هادئا ً عميقا ً . لم يعرف بطرس الخوف لأنه كان يعرف من يؤمن به ، من بيده مصيره ، من يملك زمام الامور . وفي الليل اضاء نور ٌ ودخل الغرفة ملاك . ايقظه وكسر سلاسله وخرجا معا ً . لم يكن بطرس شجاعا ً فقد انكر سيده لكن هذه هي شجاعة الايمان . بولس الرسول سافر في البحر اسيرا ً على سفينة تحمل جندا ً واسرى . هاج على السفينة ريح ٌ زوبعته عاتية ، تلاعب بالسفينة واحاط بها الموج . فقد الربان سيطرته على السفينة التي كانت تُحمل على الريح ، حل بهم الخوف . اختفت الشمس ولم تظهر النجوم ولم يعرفوا اين تحملهم العاصفة . وسط الزوبعة وخطر الغرق والموت نام بولس الرسول نوما ً عميقا ً ورأى رؤيا . وقف به ملاك الله الذي يعبده والذي هو له في كل وقت . قال " لا تَخَفْ يَا بُولُسُ . يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ. " (سفر أعمال الرسل 27: 24 ) آمن بولس بمن بيده حبال العواصف ، آمن بمن يهدئ البحر أو يحركه . نام مطمئنا ً ، ترك الخوف وتمسك بايمانه . هذه هي شجاعة الايمان . المسيحييون الاوائل واجهوا الاضطهاد ، القوا بهم للوحوش الكاسرة . طافوا في جلود غنم وجلود ماعز معتازين مكروبين مذلين . قابلوا الموت بهتاف ، احترقوا وسط النار وهم يرتلون . لم يعرفوا الخوف ، ماتوا في شجاعة ، شجاعة الايمان .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
820 - يقال بأن الدعارة هي اقدم مهنة ٍ على وجه الارض لانها موجودة ٌ منذ وقت طويل ٍ جدا ، لهذا يفكر البعض قائلين : بما ان الدعارة ملحة ٌ لهذه الدرجة وبما انها استطاعت الصمود والبقاء كل هذا الوقت فما الخطأ فيها ؟ سوف نجد الاجابة عن هذا السؤال هنا من بين العديد من الشرائع الاخرى التي اعطاها الله للعبرانيين في هذه الفترة الحرجة من تاريخهم . كان الشعب يتلقى شرائع الله المتعلقة بعلاقاتهم مع الآخرين وكان الجنس من بين الاشياء التي ركز الله عليها ، لهذا من المهم للغاية الا نتغاضى عن ذلك . لنقرأ الآن كلمة الله :

سفر التثنية 23 : 17 – 25
17 لا تكن زانية من بنات إسرائيل ، ولا يكن مأبون من بني إسرائيل

18 لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب إلهك عن نذر ما ، لأنهما كليهما رجس لدى الرب إلهك

19 لا تقرض أخاك بربا ، ربا فضة ، أو ربا طعام، أو ربا شيء ما مما يقرض بربا

20 للأجنبي تقرض بربا، ولكن لأخيك لا تقرض بربا، لكي يباركك الرب إلهك في كل ما تمتد إليه يدك في الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها

21 إذا نذرت نذرا للرب إلهك فلا تؤخر وفاءه، لأن الرب إلهك يطلبه منك فتكون عليك خطية

22 ولكن إذا امتنعت أن تنذر لا تكون عليك خطية

23 ما خرج من شفتيك احفظ واعمل، كما نذرت للرب إلهك تبرعا، كما تكلم فمك

24 إذا دخلت كرم صاحبك فكل عنبا حسب شهوة نفسك ، شبعتك. ولكن في وعائك لا تجعل

25 إذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك ، ولكن منجلا لا ترفع على زرع صاحبك


لم تتغاضى شريعة الله عن الزنا بل انها نهت عنه قطعيا ً . كانت جميع الديانات الاخرى المعروفة عند العبرانيين تشتمل على الزنا كجزء ٍ لا يتجزأ من طقوس العبادة ، لكن الزنا يشوه فكرة الله الاصلية عن الجنس وينظر الى الجنس باعتباره عملا ً جسديا ً مستقلا ً وليس التزاما ً مع شخص آخر ، كذلك فان الجنس خارج اطار العلاقة الزوجية يدمر العلاقة ، وقد حذر الله الشعب العبراني مرارا ً وتكرارا ً من ممارسة الجنس خارج اطار العلاقة الزوجية ، فالشباب يحتاجون لمن يحذرهم من اخطار ممارسة الجنس قبل الزواج كما ان الكبار يحتاجون لمن يذكرهم بأهمية العفة والوفاء الجنسي . ان الجنس هو فكرة الله في الاصل ، فقد اوجده للتناسل وللتعبير عن المحبة والمتعة في اطار العلاقة الزوجية ، لذلك استمتع بالجنس بالطريقة التي وضعها الله من اجلك .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
821 - زحفت السحابة السوداء وغطت زرقة السماء واخفت ضوء النهار . تابعتها العيون ، تركزت فيها ، التصقت بها ، اسودت رؤية العيون . انتشر الظلام ، لوّن الكون بلونه ِ الاسود الكئيب ، اسودت الحياة . صاحب الظلام انقباض ٌ في القلب . حزن ٌ ثقيل ٌ واكتئاب ٌ مر المذاق . صرخ كاتب المزمور الثاني والاربعين : " لماذا أنت منحنية يا نفسي ؟ ولماذا تئنين في ؟ " لم يسحقه هجوم عدو ، لم يطعنه الم مرض ، لم تلطمه ُ تجربة قاسية . ما جعل نفسه منحية تئن هو معايرات الناس واسئلتهم : اين الهه ؟ لماذا لا يوجد بجواره ؟ لماذا لا يسنده ويعينه ؟ لماذا يتركه ؟ اصعب ما يواجهه المؤمن هو حين يتصور نفسه مهملا ً من الهه . حين يفتح عينيه وسط المعركة فيجد نفسه وحده ونظرات الشامتين حوله . كل ابطال الايمان مرت بهم اوقات ٌ اهتز ايمانهم وهم يجدون انفسهم متروكين . كم من مرة ٍ واجه موسى عصيان الشعب ورفضه اتبّاع طريق الله . كم من مرة ٍ وقف امام الله يعتذر ويتوسط ويتشفع عن الشعب صُلب الرقبة . وفي وسط معاناته وضيقه ِ ويأسه ِ وحزنه هاجمه اليأس والاكتئآب ، وطلب الانسحاب والابتعاد والتخلي عن المسؤولية الثقيلة التي يحملها وحده . ايليا المكافح القوي الذي واجه آخاب بكل جبروته وايزابل زوجته . وهو يقف وحده امام انبياء البعل ويتحداهم ويهزمهم على جبل الكرمل لكنه فجأة يهرب امام ايزابل ، ويختفي ويتراجع ويصلي طالبا ً الموت . حتى المسيح وهو في وسط آالام حمله خطايا البشرية على كتفيه ، صرخ بكل ما بقلبه من معاناة : " إِلهِي ، إِلهِي ، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ؟ " في الجسد الانساني صرخ ، وكلنا بسبب ضعفنا الجسدي نصرخ . عندما نكون في سلام ٍ وقوة ، في صحة ٍ وعافية ، في نجاح ٍ ورفعة ، نغني اغاني التسبيح والشكر والافتخار والفخر ، أغان ٍ بهجة . لكن ما ان ينقلب الحال وتهاجمنا النكبات ، تنحني النفس وتئن . ابعد نظرك عن الغيمة السوداء ، اخترقها ، اقتحمها لترى الشمس . اطرد الظلام ، ادفعه ، ابعده ، افتح عينيك ترى النور . واجه معاييريك ، قف في وجه الشامتين بك ، تعال الى حضرة الله الحي . ترجى الله ، ترجى رحمته ، ترجى نعمته ، ترجى خلاص وجهه . هذا هو الايمان .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
822 - تخيل الموقف التالي انت تقود سيارتك بسرعة 70 كلم في الساعة في يوم ٍ غائم . فجأة ً تضيق الطريق امامك بسبب بعض الحفريات العميقة والخطرة على جانبي الطريق ، لكن الاشارات التحذيرية الموضوعة على طول الطريق تبقيك في مأمن من المخاطر . إن فكرت في اللعنات المذكورة في هذه الآيات على انها اشارات ٌ تحذيرية فسوف تدرك معناها الحقيقي . فإن ادركت ان هذه الاشارات تخدمك فلن يكون بمقدورك الا ان تفرح بوجودها لانها تساعد كل شخص ٍ على الطريق ، وتعتبر الاصحاحات المتبقية من هذا القسم من سفر التثنية خير دليل ٍ على ذلك
لنقرأ من سفر التثنية :
سفر التثنية 27 : 15 – 26
15ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالا منحوتا أو مسبوكا، رجسا لدى الرب عمل يدي نحات، ويضعه في الخفاء. ويجيب جميع الشعب ويقولون: آمين

16 ملعون من يستخف بأبيه أو أمه. ويقول جميع الشعب: آمين

17 ملعون من ينقل تخم صاحبه. ويقول جميع الشعب: آمين

18 ملعون من يضل الأعمى عن الطريق. ويقول جميع الشعب: آمين

19 ملعون من يعوج حق الغريب واليتيم والأرملة. ويقول جميع الشعب: آمين

20 ملعون من يضطجع مع امرأة أبيه، لأنه يكشف ذيل أبيه. ويقول جميع الشعب: آمين

21 ملعون من يضطجع مع بهيمة ما. ويقول جميع الشعب: آمين

22 ملعون من يضطجع مع أخته بنت أبيه أو بنت أمه. ويقول جميع الشعب: آمين

23 ملعون من يضطجع مع حماته. ويقول جميع الشعب: آمين

24 ملعون من يقتل قريبه في الخفاء. ويقول جميع الشعب: آمين

25 ملعون من يأخذ رشوة لكي يقتل نفس دم بريء. ويقول جميع الشعب: آمين

26 ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها. ويقول جميع الشعب: آمين


كانت اللعنات التي اراد الله من الشعب ان يذكروها هي بمثابة مجموعة من الاقسام او العهود التي ينطق بها الكهنة ويرددها الشعب التزاما ً منه بالامتناع عن الافعال الخاطئة كما ورد في سفر التثنية الاصحاح 27 : 15 – 26 ، وهكذا كان من يقولون آمين أي ليكن هكذا يتحملون مسؤولية افعالهم . احيانا ً حينما ننظر الى قائمة لعنات ٍ كهذه ِ قد يخيل الينا ان الله صارم ٌ للغاية وانه متأهب ٌ لسحق كل من يخالف شريعته ، لكن لا ينبغي علينا ان ننظر الى هذه القيود على انها تهديدات بل على انها تحذيرات ٌ نابعة ٌ من قلب الله المحب حول حقائق الحياة الواضحة . إن الاساءة الى الآخرين او الى الله انما تؤدي الى عواقب مأساوية ، وبسبب سعة رحمة الله فهو يطلعنا على هذه الحقيقة بوضوح . إن كلمات الله الحازمة تساعدنا على تجنب العواقب الوخيمة الناجمة عن اهمالنا لله او اسائتنا للآخرين ، فكما اننا نحذر ابنائنا من المواقد الساخنة والطرق المزدحمة كذلك فإن الله يحذرنا من التصرفات الخاطئة ويوصينا بالابتعاد عنها .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
823 - تمر بالامم والشعوب اوقات خطر ٍ وشر ٍ وحروب ومصاعب واضطرابات . ويكون العبء ثقيلا ً على الملوك والرؤساء والحكام ، الخطر يهدد الجميع . يهرع المسؤولون يبحثون عن مخرج ، يسعون لحلفاء يعينونهم وقت حرب الاعداء . ظهر شبح الحرب الاسود في الافق ، هدد الامة ، ارجف المملكة . اتجه الملك الى مصر القوية بجيشها ، جيشها القادر الكثير العدد ، فالى مصر . وسط الاستعدادات للحرب ، وسط جمع الجيوش وتجنيد الشباب يعلو صوت النبي بالتحذير الالهي : " وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إِلَى مِصْرَ لِلْمَعُونَةِ، وَيَسْتَنِدُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الْمَرْكَبَاتِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ، وَعَلَى الْفُرْسَانِ لأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ جِدًّا، وَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ. " (سفر إشعياء 31: 1 ) الله يريد الملك والشعب ان يتجهوا بالايمان نحو المصدر الحقيقي للقوة والنصرة . واما المصريون فهم اناس ٌ لا الهة ، وخيلهم جسدهم لا روح ، والرب يمد يده ، فيعثر المعين ويسقط المُعان ويفنيان كلاهما معا ً . هل يستطيع الله ؟ هل يشحن الملك بالحكمة ؟ هل يعضد الجيش بالقوة ؟ في وسط الضعف تظهر قوته ، في وسط الانهيار تمتد يده ، يملك " هُوَذَا بِالْعَدْلِ يَمْلِكُ مَلِكٌ، وَرُؤَسَاءُ بِالْحَقِّ يَتَرَأَّسُونَ. " فيملك المسيح
" وَيَكُونُ إِنْسَانٌ كَمَخْبَأٍ مِنَ الرِّيحِ وَسِتَارَةٍ مِنَ السَّيْلِ ، كَسَوَاقِي مَاءٍ فِي مَكَانٍ يَابِسٍ ، كَظِلِّ صَخْرَةٍ عَظِيمَةٍ فِي أَرْضٍ مُعْيِيَةٍ. " سوف تأتي مملكة الله وارادته تتم . سوف تتم مشيئته وتسود مملكته على الارض ، كما تتم ايضا ً في السماء . البعض يريد حماية ً من العاصفة ، البعض انهارا ًٌ تجري وتروي الضمأ ، البعض يريدون ظل صخرة ٍكبيرة ٍ في ارض الاعياء ، وهو الكل في الكل وهو كل الكل . لماذا تتلفت بحثا ً عن معين وهو القادر ان يعين المحتاجين للعون ؟ لماذا تترجى حليفا ً يسرع لنجدتك ؟ وهو الصديق الحليف القريب ؟ . سواعد البشر ضعيفة عاجزة رخوة مهما تشددت . سلاح الجنود هش ، سيوفهم سيوف نخل ، جيادهم كالجراد . الخراب يهدد المدينة التي تسلك بعيدا ً عن الله وتسير مستندة ً على اذرع بشرية " عَلَى أَرْضِ شَعْبِي يَطْلَعُ شَوْكٌ وَحَسَكٌ حَتَّى فِي كُلِّ بُيُوتِ الْفَرَحِ مِنَ الْمَدِينَةِ الْمُبْتَهِجَةِ. ..... إِلَى أَنْ يُسْكَبَ عَلَيْنَا رُوحٌ مِنَ الْعَلاَءِ، فَتَصِيرَ الْبَرِّيَّةُ بُسْتَانًا، وَيُحْسَبَ الْبُسْتَانُ وَعْرًا. فَيَسْكُنُ فِي الْبَرِّيَّةِ الْحَقُّ، وَالْعَدْلُ فِي الْبُسْتَانِ يُقِيمُ. " ( إشعياء 32: 13 ، 15 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
824 - لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً ؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ " (متى 7: 21 – 23 )
يتصور البعض ان في ايماننا الكفاية ، ليس علينا ان نعمل شيئا ً . الايمان يقودنا الى الحياة الجديدة ، والحياة الجديدة لها اعمال ٌ جديدة . يعقوب الرسول كان مدققا ً ، ، كان قديسا ً مشهودا ً له بالتقوى والقداسة . كما ركز بولس الرسول على العقائد ، ركز يعقوب الرسول على السلوك العملي . ويقول يعقوب : " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ." (رسالة يعقوب 2: 26 ) كثيرون يلبسون ملابس الايمان يختفون تحتها ، لا يعملون اعمال الايمان . المسيح نبه وأكد اننا ملح الارض واننا نور العالم " أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ "
المؤمن ملح الارض
" وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ."
" انتم نور العالم "
المؤمن نور العالم
" لاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ . فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. "
الايمان يتبعه الاعمال ، لا تفتخر باستقامة ايمانك وتمسكك بالقانون . لا تتباهى بقدرتك على التنبؤ ، على اخراج الشياطين ، على صناعة المعجزات . انت رسالة المسيح تسير على قدمين . انت تحمل شبه المسيح وصورته . من ثمارك تعرف . كل شجرة جيدة تصنع اثمارا ً جيدة ، الشجرة الردية تصنع اثمارا ً ردية . لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ً ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا ً جيدة . هل تستطيع ان تؤمن بالحب ولا تحب ؟ هل تؤمن بالخير وتعمل الشر ؟ هل تؤمن بغفران المسيح ولا تغفر لقريبك ؟ هل تعرف الحق ولا تمارسه ؟ " الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ " الثبات في الكرمة دون الاثمار مستحيل . تمتع برحمة الله بالايمان ومارس اعمال الرحمة مع الآخرين . عش قوة الله بالايمان واسند الضعفاء وكمّل قوتهم . لا يمكن ان نفصل علاقتنا بالله عن علاقتنا بالآخرين . لايمكن ان نحب الله ونتمتع بمحبته ولا نحب الاخ والقريب . محبة الاخ دليل من محبتنا لله ، كيف نحب الله ولا نحب اخوتنا ؟ من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره ؟ الايمان الحقيقي له اقدام ٌ تسعى وأيد ٍ تعمل وقلب ٌ يحب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
825 - هل سرت يوما ً في الصحراء وقت الظهيرة ؟ هل احترق جسدك بشمسها ؟ هل غاصت اقدامك في رمالها وصعب عليك السير في دروبها وطرقها ؟ الصحراء رمز ٌ للجفاف والعطش ، رمز ٌ للتيه والضلال والضياع . وحياتنا حين تجف وحين ندور في دوامة مشاكلها تكون سيرا ً في الصحراء . حين تجد قلبك وقد تشقق من جفاف الحياة واعتصرته الآلام . حين تجد روحك تحيا تيها ً لا تجد مستقرا ً تستريح عليه وتسكن ، تحتاج الى لقاء ٍ مع من يروي عطشك ويريح نفسك ، كالسامرية المرأة التي يتناول الناس ذكرها عشرين قرنا ً . وُلدت وعاشت في سوخار البلدة الصغيرة في سفح الجبل وعلى حافة الصحراء . كانت متفتحة ً للحياة تشتهي ان ترتشف من كل مباهجها ولذاتها وتنتشي . وصُدمت فالحب لم يُروها بل بالعكس زاد من جفاف حياتها فكفرت به . لجأت الى التعبد في الجبل ، مارست طقوس الدين ونفذت اركانه . كانت كأنها تطرق حديدا ً باردا ً وتضرب الصخر برأسها . لم تجد راحة ً في التدين . في يأسها واحباطها ، في ضيقها وفشلها ، حملت جرتها وذهبت الى البئر . بئر يعقوب التي شرب منها هو وبنوه ومواشيه ، سعت للارتواء منها . اختارت وقت الظهر ، وقت الحر ، وقت الجفاف والعطش بعيدا ً عن الناس ، ووجدت من ينتظرها على حافة البئر . تشاغلت عنه بملئ جرتها . بادرها بالقول : " أَعْطِينِي لأَشْرَبَ " ( يوحنا 4 : 7 ) كان يعرف ما بداخلها من عطش . تعللت بالقول : " كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّة ٌ؟ " حوّل المسيح نظرها الى الماء الحي الذي تحتاج اليه ..
" قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ " لم يكن في نظرها اعظم من يعقوب ، رجل ٌ يهودي على البئر . قال لها : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا . كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " وما ان طلبت منه ذلك الماء حتى اعطاها وتفجر بداخلها ينبوع حياة .
وسط الصحراء ، في الجفاف في متاعب ومتاهات الحياة نعطش ونبحث عن الارتواء في آبار العالم فنعطش ايضا ً حتى نلتقي به ونقبله . نقبل المسيح ربا ً ومخلّصا ً فينبع في داخلنا ينبوع حياة ابدية .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
826 - هل تذكر حبك الأول ؟ ربما انك اعتقدت آنذاك انه لا مثيل لهذا الشخص الخاص في العالم كله ، فقد حلمت كثيرا ً وتمنيت ، وتمنيت . كان شمشون خبيرا ً في العلاقات الغرامية ، وعلى الرغم من الفرص العديدة التي اتيحت له لكنه لم يتعلم درسا ً نافعا ً لحياته ِ أو ربما تعلّم . اثناء قرائتك ابحث عن اشياء تتعلمها عن العلاقات مع الجنس الآخر ، وعن ضرورة عدم ابعاد نظرك عن الرب
سفر القضاة 16
1 ثم ذهب شمشون إلى غزة، ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها

2 فقيل للغزيين: قد أتى شمشون إلى هنا. فأحاطوا به وكمنوا له الليل كله عند باب المدينة. فهدأوا الليل كله قائلين: عند ضوء الصباح نقتله

3 فاضطجع شمشون إلى نصف الليل، ثم قام في نصف الليل وأخذ مصراعي باب المدينة والقائمتين وقلعهما مع العارضة، ووضعها على كتفيه وصعد بها إلى رأس الجبل الذي مقابل حبرون

4 وكان بعد ذلك أنه أحب امرأة في وادي سورق اسمها دليلة

5 فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وقالوا لها: تملقيه وانظري بماذا قوته العظيمة، وبماذا نتمكن منه لكي نوثقه لإذلاله، فنعطيك كل واحد ألفا ومئة شاقل فضة

6 فقالت دليلة لشمشون : أخبرني بماذا قوتك العظيمة ؟ وبماذا توثق لإذلالك

7 فقال لها شمشون: إذا أوثقوني بسبعة أوتار طرية لم تجف، أضعف وأصير كواحد من الناس

8 فأصعد لها أقطاب الفلسطينيين سبعة أوتار طرية لم تجف، فأوثقته بها

9 والكمين لابث عندها في الحجرة. فقالت له: الفلسطينيون عليك يا شمشون. فقطع الأوتار كما يقطع فتيل المشاقة إذا شم النار، ولم تعلم قوته

10 فقالت دليلة لشمشون : ها قد ختلتني وكلمتني بالكذب، فأخبرني الآن بماذا توثق

11 فقال لها: إذا أوثقوني بحبال جديدة لم تستعمل، أضعف وأصير كواحد من الناس

12 فأخذت دليلة حبالا جديدة وأوثقته بها، وقالت له: الفلسطينيون عليك يا شمشون، والكمين لابث في الحجرة. فقطعها عن ذراعيه كخيط

13 فقالت دليلة لشمشون : حتى الآن ختلتني وكلمتني بالكذب، فأخبرني بماذا توثق ؟. فقال لها: إذا ضفرت سبع خصل رأسي مع السدى

14 فمكنتها بالوتد. وقالت له: الفلسطينيون عليك يا شمشون. فانتبه من نومه وقلع وتد النسيج والسدى

15 فقالت له: كيف تقول أحبك، وقلبك ليس معي ؟ هوذا ثلاث مرات قد ختلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة

16 ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم وألحت عليه، ضاقت نفسه إلى الموت

17 فكشف لها كل قلبه، وقال لها: لم يعل موسى رأسي لأني نذير الله من بطن أمي، فإن حلقت تفارقني قوتي وأضعف وأصير كأحد الناس

18 ولما رأت دليلة أنه قد أخبرها بكل ما بقلبه، أرسلت فدعت أقطاب الفلسطينيين وقالت: اصعدوا هذه المرة فإنه قد كشف لي كل قلبه. فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وأصعدوا الفضة بيدهم

19 وأنامته على ركبتيها ودعت رجلا وحلقت سبع خصل رأسه، وابتدأت بإذلاله، وفارقته قوته

20 وقالت: الفلسطينيون عليك يا شمشون. فانتبه من نومه وقال: أخرج حسب كل مرة وأنتفض. ولم يعلم أن الرب قد فارقه

21 فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه، ونزلوا به إلى غزة وأوثقوه بسلاسل نحاس. وكان يطحن في بيت السجن

22 وابتدأ شعر رأسه ينبت بعد أن حلق

23 وأما أقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون إلههم ويفرحوا، وقالوا: قد دفع إلهنا ليدنا شمشون عدونا

24 ولما رآه الشعب مجدوا إلههم، لأنهم قالوا: قد دفع إلهنا ليدنا عدونا الذي خرب أرضنا وكثر قتلانا

25 وكان لما طابت قلوبهم أنهم قالوا: ادعوا شمشون ليلعب لنا. فدعوا شمشون من بيت السجن، فلعب أمامهم. وأوقفوه بين الأعمدة

26 فقال شمشون للغلام الماسك بيده: دعني ألمس الأعمدة التي البيت قائم عليها لأستند عليها

27 وكان البيت مملوءا رجالا ونساء، وكان هناك جميع أقطاب الفلسطينيين، وعلى السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة ينظرون لعب شمشون

28 فدعا شمشون الرب وقال: يا سيدي الرب، اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط، فأنتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين

29 وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائما عليهما، واستند عليهما الواحد بيمينه والآخر بيساره

30 وقال شمشون: لتمت نفسي مع الفلسطينيين. وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه، فكان الموتى الذين أماتهم في موته، أكثر من الذين أماتهم في حياته

31 فنزل إخوته وكل بيت أبيه وحملوه وصعدوا به ودفنوه بين صرعة وأشتأول ، في قبر منوح أبيه . وهو قضى لإسرائيل عشرين سنة



انخدع شمشون لأن دليلة تملقته واشبعت شهوته الجنسية ، ورغم ان شمشون كان قادرا ً على صرع اسد الا انه لم يتمكن من كبح شهواته الملتهبة واخماد غروره .
كيف يمكنك ان تمنع محبتك او متعتك الجنسية من خداعك ؟
اولا - حدد اي نوع ٍ من الاشخاص تحب قبل ان تغلبك عواطفك ، حدد ما اذا كنت معجبا ً بشخصية ذلك المرء وبايمانه ِ بالرب بقدر اعجابك بمظهره الخارجي
ثانيا ً – ابحث عن الجوانب الهامة حقا ً في شريك الحياة لأن الجزء الاكبر الذي ستقضيه مع شريك الحياة لن يقتصر على الجنس
ثالثا ً – يجب ان تتحلى بالصبر ، فغالبا ً ما يكشف الوقت ما يخفيه المظهر الجذاب واللمسة الحانية .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
827 - في نهاية المطاف ، بعد سنوات طوال قضاها نبي الله موسى في مصر وارض مديان والتيه في البرية . 120 عاما ً عاشاها موسى كليم الله ، يخدم الله ويعاين مجده ويقود شعبه . وها هو بعد كل السنوات يجلس وحيدا ً على الجبل بعد ان رأى ارض الموعد من بعيد . جلس يسترجع الاحداث العظيمة التي مرت به والعجائب التي صنعها الله بيده ِ وبعصاه . سرح بنظره ِ الى اول لقاء مع الله في جبل حوريب ، تذكر العليقة المحترقة بالنار . ومر شريط الذكريات ، مصر ، مذلة الشعب ، فرعون ، قسوته ، الضربات ثم الخروج . الخروج المتعجل والزحام والصراخ والجري والسقوط والقيام وعفار الصحراء يغطي الارض والسماء وقعقعة المركبات وصهيل الخيل وصياح جند فرعون خلفهم وانحباسهم بين البحر وجيش المصريين . الفزع على وجوه الجميع ، والبكاء ولطم الخدود ثم خلاص الرب . بضربة ٍ واحدة من عصاه انشق البحر ، وعبر الشعب وغرق جيش فرعون ، وتوالت معجزات الرب ، طعام المن والسلوى من السماء ، الماء الرطب يخرج من بطن الصخرة ، وها هو الله حتى هذه اللحظة معه كل الوقت وحتى نهاية الوقت . وقد جائت نهاية وقته . هو الآن على الجبل يرى غروب حياته وبداية انطلاقه ِ الى الابدية لينضم الى الله الابدي . سوف يتبع رفاق ايام شبابه ، وايام كفاحه الذين دُفنوا في رمال الصحراء فيرقد بجوارهم . طال عمره عنهم بعض الوقت ، لكن لكل عمر ٍ نهاية ولكل وقت ٍ زوال . حضر وقت الرحيل ، فيمضي موسى وتبقى الصحراء ، ويمضي موسى وتبقى الجبال ، فيمضي موسى وتبقى الانهار ، فيمضي موسى ويُدفن في التراب وتختلط ذراته ُ بذراته ِ ، ويبقى الله الازلي الأبدي . في تأملاته تلك رفع موسى صلاته ُ في المزمور التسعين : " إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ." حكمة ان نعرف ان للوقت نهاية ، حكمة ان نعرف ان للانسان نهاية . ومن الحكمة ان نفتدي الوقت ونستفيد بساعاته ِ ودقائقه ِ وحتى ثوانيه . وبعد ذلك كله تأتي النهاية ، نهاية الوقت ونهايتنا لنسمع الصوت : " نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. " (متى 25: 21 ) ونخطو الى الخلد مع الله الخالد ، نحو الابد مع الله الابدي ، آمين .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
828 - حينما تقع في مشكلة ٍ ما قد يكون من الصعب عليك ان ترى ما ينبغي عليك بالتحديد ، لكن بعد مرور بعض الوقت وتطلعك الى الوراء يمكنك عندها ان ترى الامور بوضوح ٍ كامل ، وكما نقول باللهجة الدارجة تصبح رؤيتك لما جرى 6 / 6
يمتلك سفر راعوث خاصية ً فريدة ً في اظهار تأثير ماضينا على حاضرنا ً ، فكيف كان باستطاعة نعمي وفي غمرة حزنها لفقدانها زوجها وابنيها أن ترى ان مستقبلها يحمل لها خيرا ً مضاعفا ً اكثر من عشر مرات ٍ عما مضى ؟ في الحقيقة لم تكن لترى ذلك لو لم تضع ثقتها في الله ، وهذا درس ٌ هام ٌ ينبغي علينا تعلمه

( القراءة من سفر راعوث من الاصحاح الاول الى الاصحاح الرابع )



بالنسبة للبعض يبدو سفر راعوث مجرد قصة ٍ جميلة ٍ عن إمرأة ٍ محظوظة ، لكن هذا السفر القصير يدون لنا مولد رجل ٍ يدعى عوبيد ، وقد كانت ولادته وبعض الاحداث الاخرى المدونة في سفر راعوث جزءا ً من اعداد الله لميلاد الملك داود والرب يسوع . لم يكن بمقدور راعوث ان تعرف ان تصرفاتها ستؤدي الى مثل هذا الحدث المستقبلي المجيد . كذلك فنحن لا نعرف كيف يمكن لحياتنا ان تؤثر في الآخرين بعد سنوات ٍ من اليوم .
عش امينا ً للرب عالما ً ان تأثير حياتك سيمتد لما بعد حياتك على الارض ، وكن واثقا ً بأن مكافآت الرب ستفوق أية تضحيات ٍ تقوم بها .




 
أعلى