تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
785 -

سفر الرؤيا 4 : 1 - 11
1 بعد هذا نظرت و اذا باب مفتوح في السماء و الصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فاريك ما لا بد ان يصير بعد هذا

2 و للوقت صرت في الروح و اذا عرش موضوع في السماء و على العرش جالس

3 و كان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب و العقيق و قوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد

4 و حول العرش اربعة و عشرون عرشا و رايت على العروش اربعة و عشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض و على رؤوسهم اكاليل من ذهب

5 و من العرش يخرج بروق و رعود و اصوات و امام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة ارواح الله

6 و قدام العرش بحر زجاج شبه البلور و في وسط العرش و حول العرش اربعة حيوانات مملوة عيونا من قدام و من وراء

7 و الحيوان الاول شبه اسد و الحيوان الثاني شبه عجل و الحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان و الحيوان الرابع شبه نسر طائر

8 و الاربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة اجنحة حولها و من داخل مملوة عيونا و لا تزال نهارا و ليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان و الكائن و الذي ياتي

9 و حينما تعطي الحيوانات مجدا و كرامة و شكرا للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين

10 يخر الاربعة و العشرون شيخا قدام الجالس على العرش و يسجدون للحي الى ابد الابدين و يطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين

11 انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد و الكرامة و القدرة لانك انت خلقت كل الاشياء و هي بارادتك كائنة و خلقت




في رؤيا الرسول يوحنا للعرش الذي في السماء شاهد يوحنا الشيوخ الاربعة والعشرين وهم يسجدون لله ويطرحون اكاليل الذهب التي كانت على رؤوسهم امامه ويعلنون ان الرب مستحق ٌ ان يأخذ المجد والاكرام والقدرة ، فبسبب عظمة الله وجد هؤلاء الشيوخ انفسهم يندفعون ويطرحون اكاليل الذهب خاصتهم عند قدمي الرب يسوع المسيح . وكيف لا يفعلون ذلك فما فعله الرب يسوع ليكون مستحقا ً للمجد والكرامة والقدرة يفوق استيعاب جميع البشر . اليست ولادة يسوع خير دليل وبرهان على ذلك حينما اخلى يسوع خالق الكل نفسه وجاء الى هذه الارض كطفل ٍ صغير يعيش في بيئة ٍ بسيطة مع حقيقة انتصاره ِ على الخطية والموت .
اعط ِ الله ما يستحقه من مجد ٍ واكرام . اسجد له واعبده بخشوع تماما ً كما فعل الاربعة والعشرون شيخا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
786 - بين الحين والآخر تعرض لنا نشرات الاخبار تقريرا ً عن شخص ٍ يتخذ موقفا ً معارضا ًلاحد اشكال العنف او الظلم ، ورغم ان محاولة هذا الشخص قد تبدو عديمة الجدوى الا انه يستمر في الوقوف بثبات ٍ دفاعا ً عن رأيه ِ وموقفه ، وفي بعض الاحيان فانه ينجح في تحقيق هدفه ُ

رؤيا يوحنا اللاهوتي 11 : 3 – 12
3 وسأعطي لشاهدي ، فيتنبآن ألفا ومئتين وستين يوما، لابسين مسوحا

4 هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض

5 وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما، تخرج نار من فمهما وتأكل أعداءهما. وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما، فهكذا لا بد أنه يقتل

6 هذان لهما السلطان أن يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في أيام نبوتهما، ولهما سلطان على المياه أن يحولاها إلى دم، وأن يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا

7 ومتى تمما شهادتهما ، فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما

8 وتكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التي تدعى روحيا سدوم ومصر، حيث صلب ربنا أيضا

9 وينظر أناس من الشعوب والقبائل والألسنة والأمم جثتيهما ثلاثة أيام ونصفا، ولا يدعون جثتيهما توضعان في قبور

10 ويشمت بهما الساكنون على الأرض ويتهللون ، ويرسلون هدايا بعضهم لبعض لأن هذين النبيين كانا قد عذبا الساكنين على الأرض

11 ثم بعد الثلاثة الأيام والنصف ، دخل فيهما روح حياة من الله ، فوقفا على أرجلهما. ووقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما

12 وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما: اصعدا إلى ههنا. فصعدا إلى السماء في السحابة، ونظرهما أعداؤهما



واجه هذان الشاهدان معارضة ً قوية ً لانهما كانا يخبران كل شخص ٍ عن الخطية والتوبة والدينونة القادمة ، وقد جائت المعارضة من كل شخص ٍ وليس فقط من الاغلبية الساحقة او الاقلية ذات النفوذ . كما ان هذه المعارضة اشتملت على العنف . وحالما رفع الله حمايته عن هذين الشاهدين ، قام الناس بقتلهما والاحتفال بموتهما . ورغم ان هذين الشاهدين كانا على صواب الا ان الناس لم يصغوا اليهما .
إن كنت الشخص الوحيد الذي يتمسك بوجهة نظر الله فهذا لا يعني على الاطلاق أن وجهة النظر هذه خاطئة ، فقد تكون الاغلبية هي المخطئة فردا ً فردا ً . وإن كان الامر كذلك فلن تستفيد من وجودك بينهم ، إن كانوا يعتبرونك على خطأ ويعتبرون انفسهم على صواب . أما إن حاولت البقاء مع امثال هؤلاء فلن تجني سوى الاحباط والفشل . وفي حالة هذين الشاهدين كان العالم كله على خطأ .
دافع عن الحق حتى ولو كانت هناك فئة ٌ قليلة ٌ تشاركك قناعاتك ، فالحق المتعلق بالله سيبقى ثابتا ً حتى ولو كنت انت الشخص الوحيد الذي تدافع عنه .









 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
787 - تمر بحياتنا ظروف ٌسعيدة وايام ٌ هنية واوقات راحة ٍ فرِحة . وتحل بحياتنا احداث صعبة وكوارث مؤلمة ولحظات تعاسة حزينة . نقبل الطيب بسعادة وفرح ، نرضى به ونعتبره مكافأة صلاح ٍ فينا نستحقها . ونواجه الردي برفض ٍ وثورة ، بتذمر ٍ وتمرد ، بدهشة ، فنحن لا نستحق ذلك . نتلفت حولنا لنلقي اللوم على الغير ونوجه الاتهام ونعلل اسباب المتاعب بعلل ٍ مختلفة ، ضغوط العمل وثقل الواجبات ، غياب المكافأة وحلول العقاب من رئيس ٍ ظالم ، المشاكل الاقتصادية وضيق ذات اليد وندرة الموارد بسبب سياسات ٍ حكومية . انحراف الابناء وسوء تصرفاتهم وافعالهم لانحراف المجتمع وسوء نظامه . حتى المرض والمشاكل الصحية والوعكات جلبتها التكنولوجيا الحديثة بتلوثاتها . سوء الاحوال الجوية ، البرد والحر ، الفيضان والعواصف من ثقب الاوزون . نتذمر ونشكو ونصرخ بالرفض للاسباب التي تجعل حياتنا صعبة . ننظر من وسط معاناتنا لمن حولنا ، نعاتبهم ونتهمهم ونتطاول عليهم وندينهم . تُصبح الحياة كراهية ً وحقدا ً ، صراعا ً وحربا ً وتزداد تعاسة ً وقسوة . واحيانا ً نتمادى في اتهاماتنا ونتطاول ونلوم الله نفسه عما يحل بنا . تتزايد شكوانا ونغرق في الشك في الله فيخبو ايماننا ونضعف . يعذرنا الناس احيانا ً ويجدون تبريرا ً وعلة ً لعصياننا ورفضنا : مظلوم رئيسه يضطهده ، والقوانين تنهشه ، مطحون ٌ الحياة تعتصره . فيخرج من داخلنا دخان ٌ وغبار ٌ اسود . دخان ٌ وغبار تمرد ٍ وعصيان وثورة . الظروف السعيدة تأتي الينا جميعا ً والاحداث السيئة تحل بنا بلا استثناء . الكل ، كل واحد ، كل انسان ٍ يواجهها ، لا مفر منها لمن يعيش حياتنا . لا تهم الاسباب ، الأسباب متباينة متعددة ، العبرة في كيفية التعامل معها ، هل نرفضها ونعترض عليها ونهاجم من نتصوره سببا ً فيها بحق ٍ او بباطل ؟ هل ننفث غلّنا فيهم ؟ هل ننشب اظافرنا في رقابهم ، نجرح ونمزق ونفترس ؟ ام نقبلها بصبر ٍ واحتمال ، نرفع وجوهنا الى الله نصلي مستنجدين شاكرين ونمد ايدينا الى من يمر في ظروف ٍ مماثلة ، نساعد ونجبر ونتعاطف ونتراحم ؟ هذا يتوقف عليك ، انت صاحب الاختيار و القرار ، في يدك المبادرة ، اما الحرب ومناطحة الصخور ورفس المناخس او الرضا والقبول والشكر . مواجهة العاصفة ومصارعتها او اختراقها والارتفاع فوق امواجها
" اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ. " (إنجيل متى 12: 35 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
788 - كان احد الاغنياء يبين لصديقه ِ اتساع املاكه ِ فأخذه الى سطح احدى عماراته ِ واشار نحو الشمال وقال : الى آخر ما ترى عينيك ، كل هذا ملكي .
فقال الصديق متعجبا ً : نعم ، نعم ...
ثم حوّله الى الجنوب وقال : والى آخر ما تراه عينيك هو ايضا ً ملكي .
فازداد تعجب الصديق وهز رأسه ُ موافقا ً ،
ثم قال الصديق : لم اكن اظن ان املاكك بهذا المقدار
فقال الغني : لا ، لا ليس هذا كل ما املك ، انظر الى الشرق والى آخر ما تراه عينيك كل هذا ملكي ، وكذلك انظر الى الغرب جميع ما تراه ملكي .
فصمت الصديق من كثرة الدهشة ثم اشار باصبعه ِ الى فوق نحو السماء وقال كلمات ٍ قليلة ، ويمكننا ان نخمّن انه كان يفكر في قصة الغني الغبي من العهد الجديد الذي وثق في امواله ِ ولم يأبه لنفسه ِ وروحه ِ ( لوقا 16 : 19 – 31 ) .
اننا لا نهاجم الغني ولا غناه سواء أكان في قصة الرب يسوع او في قصة الغني وصديقه ِ ، فقط نحاول ان نبين بأن لا يتكل المرء على امور الزمان وينسى الغِنى الأبدي ، في حين ان الغِنى الأبدي هو الشيء الحقيقي . وكما إن هذا الغِنى الابدي شيء ٌ حقيقي ، هكذا معرفة ابن الله كالمخلّص شيء ٌ حقيقي ٌ ايضا ً ، وكذلك صداقتنا بالرب يسوع شيء ٌ حقيقي وغفران الخطايا شيء ٌ حقيقي بل وبركة يجب ان نتمتع بها هنا على الأرض ، وكذلك قوة الرب يسوع التي تُعطي لنا النصرة على الخطية في كل يوم ، هذه شيء ٌ حقيقي ، وقوة الروح القدس التي تفتح اذهاننا لتفهم المكتوب شيء ٌ حقيقي ، والوسيلة التي يشكّل بها الله حياتنا ويستخدمنا في كَرمه ِ شيء ٌ حقيقي ، وكل هذه متوقفة على اعترافنا بخطايانا وقبولنا التطهير والغفران بدم المسيح ، ثم بتكريسنا حياتنا له والا فاننا نعرّض انفسنا لهلاك ٍ محتوم إن كنا نهمل " خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ " (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 3 ) وهذا ايضا ً وبكل يقين شيء ٌ حقيقي .
إن الرجل الحكيم هو الذي يعتبر الأشياء غير المنظورة كما يعتبرها الله ويعمل لها كل حساب ولهذا لا يُنسب له الله الغباء لأن الحكيم هو الذي يسلك بالايمان وليس بالعيان ، فإن الله غير المنظور كشف عن نفسه ِ في شخص الرب يسوع المسيح حتى قال الرب يسوع : " اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ " (إنجيل يوحنا 14: 9 ) ومن المسيح وصليبه ِ نتعلم ان الأله الذي نخافه ونرتعب منه بسبب خطايانا هو اله المحبة ، وان خطايانا التي ملئت الأرض لا نحتاج بسببها ان نتباعد عن الله وذلك لأن المسيح الذي مات على الجلجثة جعل القداسة والعدل يلتقيان في صليبه ِ ويتفقان على سعادتنا ، وهذا " الْمُبَارَكِ" الذي مات على الخشبة يحيا لنا هناك الى الابد ، وقد بين لنا الله محبته " لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. " ُ ( رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 8 )
واصبح" َدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. " (رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 7 )
" لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " (إنجيل يوحنا 3: 16 ) .
كم تساوي امور الزمان الحاضر في نظرك ؟ هل هي اثمن من امور الابدية ؟ إن امور الزمان تقدر ان تصل اليها بمجهودك أما الامور الابدية فهي عطية من الله . الاولى باقية ما بقيت على الارض تقريبا ً اما الثانية فابدية كالله الابدي . فما هو اختيارك . ثم لمن كل ما هو معك الآن ولمن انت ؟ إن ما معك ليس لك بل لغيرك لأنك ستموت وتتركه . وانت بالذات لمن تكون ، هل انت للسماء أم للجحيم ؟ انتبه وقرر فالابدية شيء ٌ حقيقي ٌ جدا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
789 - ما من شيء ٍ في هذا العالم اروع من يجني المرء ثمر تعبه ِ الشاق الطويل ، فالآباء والامهات يجنون ثمر تعبهم حينما يكبر اطفالهم ويصبحون اعضاء ً فاعلين ومنتجين في المجتمع . في يوم ٍ ما سوف نجني نحن ايضا ً ثمر ايماننا بالرب يسوع المسيح واتباعنا له


رؤيا يوحنا اللاهوتي 21 : 1 – 14

1 ثم رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد في ما بعد

2 وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها

3 وسمعت صوتا عظيما من السماء قائلا: هوذا مسكن الله مع الناس ، وهو سيسكن معهم ، وهم يكونون له شعبا، والله نفسه يكون معهم إلها لهم

4 وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم ، والموت لا يكون في ما بعد ، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد ، لأن الأمور الأولى قد مضت

5 وقال الجالس على العرش : ها أنا أصنع كل شيء جديدا . وقال لي : اكتب: فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة

6 ثم قال لي : قد تم أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية . أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا

7 من يغلب يرث كل شيء ، وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا

8 وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة ، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت ، الذي هو الموت الثاني

9 ثم جاء إلي واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوة من السبع الضربات الأخيرة ، وتكلم معي قائلا: هلم فأريك العروس امرأة الخروف

10 وذهب بي بالروح إلى جبل عظيم عال ، وأراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله

11 لها مجد الله ، ولمعانها شبه أكرم حجر كحجر يشب بلوري

12 وكان لها سور عظيم وعال ، وكان لها اثنا عشر بابا ، وعلى الأبواب اثنا عشر ملاكا ، وأسماء مكتوبة هي أسماء أسباط بني إسرائيل الاثني عشر

13 من الشرق ثلاثة أبواب ، ومن الشمال ثلاثة أبواب ، ومن الجنوب ثلاثة أبواب ، ومن الغرب ثلاثة أبواب

14 وسور المدينة كان له اثنا عشر أساسا ، وعليها أسماء رسل الخروف الاثني عشر


في نهاية التاريخ سوف يدمر الله السماء القديمة والارض القديمة ويخلق سماء ً وارضا ً جديدتين وكاملتين ، وسوف يكون مصير الناس الذين ماتوا في خطاياهم هو البحيرة الملتهبة بالنار والكبريت ، وعلى النقيض من ذلك تماما ً فإن الاشخاص الذين غًُسلوا بدم المسيح سيدخلون مدينة الله المقدسة لكي يعيشوا معه في فرح ٍ ابدي . من المؤكد ان كل شخص ٍ يتوق للعيش في عالم ٍ كامل يخلو من المعاناة والموت والحزن ، كما اننا نتوق ايضا ً لرؤية المحبة ِ والعدالة يسودان في هذا العالم الكامل ، ورغم ان هذا يبدو حلما ً مستحيلا ً الا ان هناك حقيقة ً رائعة ً تقول بأن الله وعد جميع الذين يحبونه بمستقبل ٍ رائع .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
790 - ما ان دخلت الثمرة المحرمة جوف الانسان حتى دخلته الخطية ولوثت داخله . احدثت الخطية فيه ما لم يحدث له من قبل . ناداه الرب فخاف منه واختبأ . لم يعرف الخوف الا بعد ان اقترف الخطية . ملئه الخوف واحتواه بجناحيه السوداوين . منذ ذلك الوقت ولا ينجو انسان من الشعور بالخوف ، الخوف الذي يحصره ويعصره . ونحن نعيش الخوف كل ساعات اليوم ، لا تخلو ساعة من هجمات الخوف علينا . في كل ركن ٍ مظلم نتوقع خطرا ً ونخاف ، وخلف كل منحنى ً في الطريق مجهول ٌ خفي فنرتعب . ترتعش اوصالنا وتتلوى امعائنا وترتجف ركبنا وتتمزق عقولنا من الخوف . لا ينجو احد ٌ من الخوف ، اشجع الشجعان يخاف ، الشجاعة حسن مواجهة الخوف . من حقنا ان نخاف ، لنا الحق ان نخاف فنحن بشر لكن ليس لنا ان نستسلم للخوف . عاش داود النبي هاربا ً من الملك شاول ، كان ينام مفتوح العينين خائفا ً . كان يتصور انعكاس ضوء القمر على ورق الشجر نصلا ً موجها ً نحوه لقتله . صوت دبيب الحشرة بجوار اذنه اقدام جنود شاول جاؤوا يفتكون به . وفي وسط خوفه كان يرفع وجهه الى الله يصلي : " طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي ، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي." ( سفر المزامير 34: 4 ) كان يستدعي الله ليكون معه وسط خوفه . لم يشعر بالامان الا والله معه " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. " (سفر المزامير 23: 4 ) وسط العاصفة في منتصف الليل والظلام يغطي البحر والسفينة والتلاميذ ، صارعوا الامواج وصارعتهم الامواج ، قاوموا الريح وكسّرت الريح شراعهم . وسط هدير الموج ، وسط زئير الرعد ، وسط طعنات البرق ، وسط الزوبعة جاء المسيح ماشيا ً على الموج ، فوق البحر ، فوق العاصفة ، فزاد فزعهم وخوفهم . هدر صوته وعلا فوق كل صوت ، قال لهم : " أَنَا هُوَ، لاَ تَخَافُوا " (إنجيل يوحنا 6: 20 ) وهرب الخوف بحلوله ، جمع اذيال ثوبه وجرى واختفى حين رأوا المسيح .
وسط العواصف التي تحل بك يأتي المسيح ويقول : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " (إنجيل مرقس 5: 36 ) في اعماق الهاوية التي لا قرار لها واقدامك لا تجد موطئا ًلها ، يقول : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " وسط المعركة الروحية الرهيبة حولك والاسلحة مشرعة ٌ ضدك تسمع : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " وانت ملقى ً ضعيفا ً عاجزا ً والموت يحوم حولك يقول لك : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " كن شجاعا ً ، الشجاعة ستأتي اليك حين تراه بعين الايمان معك . لا تخاف الخوف ، الخوف ليس قاتلا ً . لن يقتلك الخوف ابدا ً ، واجه الخوف بالايمان .
انتظره تجده بجوارك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
791 - كثيرا ً ما نسمع البعض يقولون : إن نهاية العالم باتت وشيكة ً وانه من الافضل لنا ان نغير طرقنا . إن كل يوم ٍ جديد ٍ يجعل مجيء الرب ثانية ً اقرب من اليوم السابق . ولا يخفى علينا ان كل اسبوع ٍ جديد يحمل معه العديد من التحذيرات من انصار البيئة واخصائيي التغذية ورجال الدين والسياسة وغيرهم ، لكن للاسف الشديد فقد توقف الناس منذ زمن ٍ بعيد عن الاصغاء الى تحذيرات أمثال هؤلاء الاشخاص بحجة انهم متشددون او متطرفون في هذه المواضيع . من المرجّح ان الناس تجاوبوا بالطريقة نفسها مع نوح ، ومع ذلك فقد كان نوح هو الشخص الوحيد البار في نظر الله . لا يذكر لنا الكتاب المقدس ان الناس سخروا من نوح لكنه يبين لنا بوضوح انهم لم يصغوا اليه او الى كلام الله


سفر التكوين 6 : 9 – 22
9هذه مواليد نوح: كان نوح رجلا بارا كاملا في أجياله. وسار نوح مع الله

10 وولد نوح ثلاثة بنين : ساما، وحاما، ويافث

11 وفسدت الأرض أمام الله، وامتلأت الأرض ظلما

12 ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت، إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض

13 فقال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلما منهم. فها أنا مهلكهم مع الأرض

14 اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر. تجعل الفلك مساكن، وتطليه من داخل ومن خارج بالقار

15 وهكذا تصنعه: ثلاث مئة ذراع يكون طول الفلك، وخمسين ذراعا عرضه، وثلاثين ذراعا ارتفاعه

16 وتصنع كوا للفلك، وتكمله إلى حد ذراع من فوق. وتضع باب الفلك في جانبه. مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية تجعله

17 فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الأرض يموت

18 ولكن أقيم عهدي معك ، فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك

19 ومن كل حي من كل ذي جسد، اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرا وأنثى

20 من الطيور كأجناسها ، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها. اثنين من كل تدخل إليك لاستبقائها

21 وأنت، فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك، فيكون لك ولها طعاما

22 ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. هكذا فعل


لقد شرع نوح في بناء السفينة حالما امره ُ الله بذلك
، ويبدو ان الله حذر أناس آخرين من قرب وقوع الكارثة لكنهم على ما يبدو لم يتوقعوا حدوثها ، ففي كل يوم يسمع آلاف الناس عن دينونة الله الحتمية ومع ذلك لا يؤمن الغالبية منهم بأن ذلك سيحدث بالفعل . لا تتوقع ان يتقبل الناس او أن يقبلوا رسالتك عن دينونة الله القادمة على الخطاة ، فالاشخاص الذين لا يؤمنون بالله سيسخرون من دينونة الله ويحاولون اقناعك بانكار الله ايضا ً .
لاحظ عهد الله مع نوح بأن يحفظه سالما ً ، بعد ذلك اعقد العزم على فعل كل ما يطلبه الله منك رغم المعارضات وثق بأن الله قادر ٌ على ان ينجّيك من الطوفان .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
792 - نحن نقيم نصبا ً تذكارية احتفاء ً باللحظات العظيمة او الاشخاص العظماء ، لكن النصب التذكارية ليست مجرد وسيلة لتذكيرنا ، فحينما نقيمها فنحن نريد بالدرجة الاولى ان نمجّد شيئا ً ما او ان نكرم شخصا ً ما او ان نجعل من حدث ٍ ما نموذجا ً يُحتذى . بعد الطوفان بوقت ٍ قصير اقام الله عهدا ً مع نوح ونسله ، لكن سرعان ما نسي الناس الله وصلاحه وتحريره ُ ودينونته ووعده ، وصاروا مفتونين بانفسهم الى درجة انهم قرروا تشييد نصب ٍ تذكاري لانفسهم ، وهكذا فقد بنى هؤلاء برجا ً لتمجيد عظمتهم ، لكن عوضا ً عن ذلك اصبح ذلك البرج نصبا ً تذكاريا ً لغباوة الانسان وغطرسته

سفر التكوين 11 : 1 – 9
1 وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة

2 وحدث في ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار وسكنوا هناك

3 وقال بعضهم لبعض : هلم نصنع لبنا ونشويه شيا. فكان لهم اللبن مكان الحجر، وكان لهم الحمر مكان الطين

4 وقالوا: هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء. ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض

5 فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما

6 وقال الرب: هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل. والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه

7 هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض

8 فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض ، فكفوا عن بنيان المدينة

9 لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض. ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض



قام الاشخاص في هذه القصة ببناء برج بابل كي يراه العالم اجمع ، ومن المرجح ان هذا البرج كان هيكلا ً هرمي الشكل من النمط السائد في بابل انذاك . قد لا يقوم الناس في يومنا هذا ببناء تماثيل او معابد او اهرامات لكنهم ما يزالون يقيمون نصبا ً تذكارية كالملابس الباهظة الثمن ، المنازل الكبيرة ، السيارات الفارهة ، الوظائف المرموقة كي يجلبوا الانظار الى انفسهم . قد لا تكون هذه الممارسات خاطئة في حد ذاتها لكن حينما نستخدمها لاظهار هويتنا وقيمتنا فانها تحتل مكان الله في حياتنا . إن الله يعطينا الحرية في النمو في العديد من المجالات لكنه لا يمنحنا حرية استبداله .
عند قرائتك للآيات افحص مواقف عمال البناء في القصة وفكر : ما هي الابراج التي تقوم ببنائها في حياتك ؟ اهدم اي شيء ٍ من شأنه ِ أن يحتل مكان الله في حياتك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
793 - لا يمكن لاي علاقة ٍ وثيقة ٍ بين اثنين ان تستمر بدون ثقة ، وكما هو حال الماسة الكبيرة فإن الثقة هي اعظم واثمن واندر عنصر ٍ في كل علاقة ، فما اصعب بناء الثقة وما اسهل فقدانها . يبدأ هذا المقطع الكتابي بواحد ٍ من ابرز الأحداث في الكتاب المقدس ، ابرام يتلقى دعوة ً من الله . إن دعوة ابرام هي التي انشأت العهد الذي اختار الله بموجبه الشعب العبراني القديم ليكون شاهدا ً له في كل الارض . وقد ادى انتقال ابرام الى كنعان والتحديات التي واجهها هناك اثناء عيشه مع ابن اخيه لوط الى زيادة ايمانه بذات الطريقة التي تعمل فيها تحديات الحياة على صقل ايماننا ، ومع هذه الدعوة جاء سؤال الله لابرام : هل تثق بي ؟


سفر التكوين 12 : 1 – 9
1وقال الرب لأبرام : اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك

2 فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة

3 وأبارك مباركيك ، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض

4 فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط . وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران

5 فأخذ أبرام ساراي امرأته ، ولوطا ابن أخيه ، وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكا في حاران. وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى أرض كنعان

6 واجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض

7 وظهر الرب لأبرام وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض. فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له

8 ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته . وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق . فبنى هناك مذبحا للرب ودعا باسم الرب

9 ثم ارتحل أبرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب



قطع الله وعدا ً لابرام بان يباركه ويجعله عظيما ً لكن بشرط ٍ واحد : أن يفعل ابرام ما يأمره الله به . وكان هذا يعني ان يترك ابرام ارضه ُ وعشيرته ُ واصدقائه ، وان يرتحل الى ارض ٍ جديدة حيث وعده الله ان ينشئ امة ً عظيمة ً من نسله ِ . وهكذا اطاع ابرام امر الله وترك بيته ُ ومكان راحته ِ وصدّق وعد الله له بالمزيد من البركات في المستقبل . لقد آمن ابرام بالله وعبّر عن ايمانه ِ هذا من خلال اعماله ِ .
من الصعب ان يحيا المرء بالايمان . نحن نعرف الماضي ويمكننا ان نشعر بنوع ٍ من الأمان في الحاضر أما المستقبل فيبقى مجهولا ً ومحفوفا ً بالمخاطر . ومع ذلك حينما يسير الله امامنا فيمكننا ان نسير خلفه ُ واثقين كل الثقة بأن طريقه ُ هي الأفضل
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
794 - كثيرة هي الاشياء التي تدل على مقدار انزعاجنا من الانتظار ، فنحن نكره الوقوف على الاشارة الضوئية الحمراء ، وفي اغلب الاحيان حينما يقول لنا احدهم : انتظر قليلا ً فاننا نميل الى الاعتذار قائلين : لا استطيع شكرا ً . لا عجب اذن ان رجل الله ابرام وزوجته ساراي توقفا عن انتظار الرب ، فنحن نرى في هذه الآيات ان ايمانهما ضعف وسقط حينما اتفقا على اقحام الجارية هاجر في عملية تكوين اسرة لهما . لكن على الرغم من هذا القرار المندفع لابرام وساراي الا ان الله اعاد تأكيد وعده ِ لهما وابرم عهد الختان الذي كان بمثابة علامة دائمة على علاقته مع نسل ابرام



سفر التكوين 16 : 1 – 6
1 وأما ساراي امرأة أبرام فلم تلد له. وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر

2 فقالت ساراي لأبرام : هوذا الرب قد أمسكني عن الولادة . ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين . فسمع أبرام لقول ساراي

3 فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها، من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان ، وأعطتها لأبرام رجلها زوجة له

4 فدخل على هاجر فحبلت . ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها

5 فقالت ساراي لأبرام : ظلمي عليك أنا دفعت جاريتي إلى حضنك ، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها . يقضي الرب بيني وبينك

6 فقال أبرام لساراي : هوذا جاريتك في يدك . افعلي بها ما يحسن في عينيك. فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها


سفر التكوين 17 : 15 – 19
وقال الله لإبراهيم : ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي ، بل اسمها سارة

16 وأباركها وأعطيك أيضا منها ابنا. أباركها فتكون أمما، وملوك شعوب منها يكونون

17 فسقط إبراهيم على وجهه وضحك ، وقال في قلبه : هل يولد لابن مئة سنة ؟ وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة

18 وقال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش أمامك

19 فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق . وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده



حينما وهبت ساراي جاريتها هاجر الى زوجها ابرام كان كلاهما يفعل ذلك بحكم الاعراف والتقاليد السائدة آنذاك ، وما من شك ان هذا التصرف يكشف عن ضعف ايمانهما بأن الله سيتمم وعده ، وبسبب هذا القرار المتهور بدأت بعض المشاكل في الظهور . والشيء نفسه يحدث حينما نحاول القيام بعمل الله بانفسنا . كان الوقت بمثابة اختبار ٍ حقيقي ٍ لايمان ابرام وساراي ولمدى استعدادهما للسماح لله بلعمل في حياتهما . وفي كثير ٍ من الاحيان ينبغي علينا نحن ايضا ً ان ننتظر ، فحينما نطلب شيئا ً ما من الله ويكون الانتظار امرا ً لا مفر منه فاننا نميل الى القيام بالامر بانفسنا والتدخل في خطط الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
795 - متى كانت آخر مرة سمعت فيها احدهم يقول : - هذا ليس عدلا ً - قد تكون هذه العبارة قد صدرت عن صبي ٍ صغير ٍ منذ بضعة دقائق او ربما تذكر انك قلتها بنقسك منذ زمن ليس ببعيد . يعاني الكثيرون من حساسية ٍ تجاه مقاييس العدالة لا سيما حينما نعتقد باننا قد ظُلمنا . لقد واجه ابراهيم وسارة صعوبة في تصديق الملائكة الثلاثة وهم يكررون احد وعود الله المحددة لهما . من جهة ٍ أخرى كان عدم ايمان سدوم وعمورة قاطعا ً لدرجة ان الله اهلك السكان جميعا ً . بين الحالتين يأتي لوط الذي كان على ما يبدو يفكر في نفسه ِ بالدرجة الاولى

سفر التكوين 19 : 15 – 29
15ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين: قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة

16 ولما توانى، أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة

17 وكان لما أخرجاهم إلى خارج أنه قال: اهرب لحياتك. لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة. اهرب إلى الجبل لئلا تهلك

18 فقال لهما لوط: لا يا سيد

19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك، وعظمت لطفك الذي صنعت إلي باستبقاء نفسي، وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل لعل الشر يدركني فأموت

20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها وهي صغيرة. أهرب إلى هناك. أليست هي صغيرة ؟ فتحيا نفسي

21 فقال له: إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضا، أن لا أقلب المدينة التي تكلمت عنها

22 أسرع اهرب إلى هناك لأني لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى تجيء إلى هناك. لذلك دعي اسم المدينة صوغر

23 وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر

24 فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء

25 وقلب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض

26 ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح

27 وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب

28 وتطلع نحو سدوم وعمورة، ونحو كل أرض الدائرة، ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون

29 وحدث لما أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم، وأرسل لوطا من وسط الانقلاب. حين قلب المدن التي سكن فيها لوط

هل كان الله ظالما ً لاهل سدوم وعمورة ؟ في الحقيقة ان عدل الله واضحا ً وضوح الشمس ، فقد وافق اولا ً ً على ان يصفح عنهم في حالة وجود عشرة اشخاص ابرار ، وثانيا ً اظهر رحمة ً عظيمة تجاه لوط الذي كان على ما يبدو الرجل الوحيد في المدينتين الذي له علاقة ٌ بالله ، وثالثا ً اظهر صبرا ً عظيما ً مع لوط الى درحة انه ارغمه على ترك سدوم قبل ان يهلكها . تذكّر طول اناة الرب حينما تبدأ في التفكير بانه اله ٌ ظالم ، فجميع الناس بمن فيهم الاتقياء يستحقون قصاصه ُ .
اثناء نمونا الروحي ينبغي علينا ان نزيد من عمق احترامنا لله بسبب غضبه ِ من الخطية وان نزيد من عمق محبتنا له بسبب صبره وطول اناته علينا حينما نخطئ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
796 - كم مرة ً احسست بالظلم في العمل ؟ كم مرة ميّز رئيسك زميلك الأقل منك خبرة ً أو كفاءة ً عنك ، او استاذك الذي لم يعطيك حقك الكافي من التقدير العلمي الذي تستحقه او تخطاك في وظيفة ٍ في السلك الجامعي ، فقط لأنك تحمل اسم المسيح ؟ يمتلئ الكتاب بكثير ٍ من الآيات التي تدعو احباء المسيح الى الصبر وانتظار الرب إذ يقول : " انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ. " (سفر المزامير 27: 14 ) ويقول : " إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ. " ( سفر حبقوق 2: 3 ) ويقول ايضا ًُُ : " وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ. " (سفر إشعياء 40: 31 )
" انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ " (سفر المزامير 37: 7 ) وغيرها الكثير . كما ان الله يكره الاعتماد على غيره ِ إذ يقول : " لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. " (سفر المزامير 146: 3 )
" الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ. " (سفر المزامير 118: 9 )
ففي من تضع ثقتك او من تنتظر ليرد لك المسلوب ؟ اقول لك : " انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ " فانه وان تأنى يستجيب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
797 - ما الذي يخطر ببالك حينما تسمع كلمة ابناء ؟ يستطيع احبائنا الصغار ان يستنفذوا كل ما لدينا كما انهم يمتلكون المقدرة على ادخال السرور الى قلوبنا وحياتنا بمجرد حركة ٍ بسيطة ٍ او ابتسامة ٍ رقيقة ٍ او كلمة ٍ عذبة . بعد سنوات ٍ من الانتظار وبعد العديد من اختبارات الايمان حبلت سارة وانجبت طفلا ً دعته اسحق او ضحك ، وكان الطفل الموعود ، لكن كان ما يزال هناك اختبار ٌ واحد ٌ لايمان ابراهيم


سفر التكوين 22 : 1 – 14
1وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم ، فقال له: يا إبراهيم. فقال :هأنذا

2 فقال: خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك

3 فبكر إبراهيم صباحا وشد على حماره، وأخذ اثنين من غلمانه معه، وإسحاق ابنه، وشقق حطبا لمحرقة، وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله

4 وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد

5 فقال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما

6 فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحاق ابنه، وأخذ بيده النار والسكين. فذهبا كلاهما معا

7 وكلم إسحاق إبراهيم أباه وقال: يا أبي. فقال: هأنذا يا ابني. فقال: هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة

8 فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني. فذهبا كلاهما معا

9 فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله، بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب

10 ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه

11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم. فقال: هأنذا

12 فقال: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عني

13 فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه

14 فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه . حتى إنه يقال اليوم: في جبل الرب يرى


حاول ان تتخيل شعور ابراهيم حينما صعد مع ابنه ِ الى الجبل ، وحينما كانت كل خطوة تقربه اكثر فاكثر من ذلك الحزن الذي لا يوصف ، ومع ذلك اطاع ابراهيم الله فكافأه الله على ايمانه ِ.
غالبا ً ما نجد صعوبة ً في طاعة الله لانها قد تتطلب التخلي عن شيء ٍ نريده ُ بالفعل ، فكما ان النار تنقّي المعدن الخام لاخراج المعادن النفيسة منه كذلك فإن الله يمحّصنا من خلال الظروف الصعبة . ما هي خطوات الايمان التي تحتاج لاتخاذها اليوم كي تطيعه ُ ؟

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
798 - هل سبق لك وأن سمحت لاحد مندوبي المبيعات ان يقنعك بشراء شيء ٍ لست مقتنعا ً به تماما ً ؟ وهل سبق لك ان تخلصت من شيء ٍ قيّم ٍ ثم ندمت على ذلك ؟ حينما تنظر الى تلك الخبرات لعلك تذكر انك اتخذت تلك القرارات تحت الضغط . نرى في قرائتنا اليوم ان اسحق قد كبر وتزوج وسرعان ما انجب هو ورفقة توأمين الا وهما عيسو ويعقوب . لقد قال الله لابراهيم انه سيجعله امة ً عظيمة ، وهنا نرى استمرار هذا الوعد ، لكن وصمة الخطية ما تزال موجودة ، ففي هذه العائلة المختارة المؤلفة من اربعة افراد نجد شخصا ً عجولا ً لا يدرك ابعاد الامور ونرى شخصين بارعين في الكذب . والآن لنركز انظارنا على عيسو في لحظات ضعفه ِ :


سفر التكوين 25 : 27 – 34
27فكبر الغلامان، وكان عيسو إنسانا يعرف الصيد، إنسان البرية، ويعقوب إنسانا كاملا يسكن الخيام

28 فأحب إسحاق عيسو لأن في فمه صيدا، وأما رفقة فكانت تحب يعقوب

29 وطبخ يعقوب طبيخا، فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا

30 فقال عيسو ليعقوب: أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت. لذلك دعي اسمه أدوم

31 فقال يعقوب: بعني اليوم بكوريتك

32 فقال عيسو: ها أنا ماض إلى الموت، فلماذا لي بكورية

33 فقال يعقوب: احلف لي اليوم. فحلف له، فباع بكوريته ليعقوب

34 فأعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس، فأكل وشرب وقام ومضى. فاحتقر عيسو البكورية


كان حق البكورية امتيازا ً خاصا ً للابن البكر حيث يحصل على نصيب ٍ مضاعف من ميراث العائلة ، وهكذا فقد كان حق البكورية لا يقدّر بثمن . كان حق البكورية لعيسو ، لكن بسبب قصر نظر عيسو فهو لم يتمسك بحقه هذا . لقد تصرف عيسو باندفاع ٍ ليشبع رغباته الوقتية دون ان يتوقف قليلا ً للتفكير في العواقب البعيدة المدى لما سيفعله . لم يكن عيسو مضطرا ً لتناول ذلك الطعام لكن ضغط اللحظة ادى الى تشويش نظرته وجعل قراره ُ يبدو ملحا ً . كثيرا ً ما يواجه الناس ضغوطا ً وقرارات ٍ مشابهة ، فعلى سبيل المثال حينما يواجه المرء اغواء ً جنسيا ً ما فقد يشعر بعدم اهمية عهد الزواج فيفقد نظرته ُ السليمة للامور . يمكنك تجنب ارتكاب نفس الخطأ الذي اقترفه عيسو عن طريق مقارنة رضاك الوقتي عن العمل الذي ستقوم به مع العواقب طويلة المدى التي قد تنجم عن ذلك ، وغالبا ً ما يكون في تلك اللحظات القصيرة المليئة بالضغوط هو الجزء الاصعب والأهم في التغلب على التجربة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
799 - هل سبق وان ارتدت افعالك السيئة على رأسك ؟ ومن لم يعاني من ذلك ؟ فما من احد يؤذي المرء اكثر من نفسه ِ لقد قام الله بتجديد عهده مع نسل ابراهيم من خلال حلم حلمه يعقوب . وهكذا فقد توجه يعقوب الى منزل خاله ِ لابان . كانت تلك خطوة ً اضطرارية من صنع يدي يعقوب نفسه . كان يعقوب داهية ، وقد برهن على ذلك . لنرى ما ستقوله الكلمة المقدسة :


سفر التكوين 29 : 15 – 27
15ثم قال لابان ليعقوب : ألأنك أخي تخدمني مجانا ؟ أخبرني ما أجرتك

16 وكان للابان ابنتان ، اسم الكبرى ليئة واسم الصغرى راحيل

17 وكانت عينا ليئة ضعيفتين، وأما راحيل فكانت حسنة الصورة وحسنة المنظر

18 وأحب يعقوب راحيل، فقال: أخدمك سبع سنين براحيل ابنتك الصغرى

19 فقال لابان: أن أعطيك إياها أحسن من أن أعطيها لرجل آخر. أقم عندي

20 فخدم يعقوب براحيل سبع سنين، وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها

21 ثم قال يعقوب للابان : أعطني امرأتي لأن أيامي قد كملت، فأدخل عليها

22 فجمع لابان جميع أهل المكان وصنع وليمة

23 وكان في المساء أنه أخذ ليئة ابنته وأتى بها إليه، فدخل عليها

24 وأعطى لابان زلفة جاريته لليئة ابنته جارية

25 وفي الصباح إذا هي ليئة، فقال للابان: ما هذا الذي صنعت بي ؟ أليس براحيل خدمت عندك ؟ فلماذا خدعتني

26 فقال لابان: لا يفعل هكذا في مكاننا أن تعطى الصغيرة قبل البكر

27 أكمل أسبوع هذه، فنعطيك تلك أيضا، بالخدمة التي تخدمني أيضا سبع سنين أخر


كان العرف السائد آنذاك ان يقدم الرجل مهرا ً أو هدية ً قيمة ً الى عائلة الفتاة التي يعتزم الزواج منها ، لكن مهر يعقوب لم يكن شيئا ً ماديا ً لأنه لم يكن يمتلك شيئا ً يقدمه فقد وافق يعقوب على ان يعمل سبع سنوات ٍ عند لابان مقابل زواجه بابنته ِ لكن كان هناك عرف ٌ آخر في تلك الارض لم يقم لابان باطلاع يعقوب عليه الا وهو انه ينبغي تزويج الابنة الكبرى اولا ً وهكذا فقد قام لابان بخداع يعقوب وزوجه من ليئة عوضا ً عن راحيل ثم جعله يقطع وعدا ً آخر للعمل لديه سبع سنين اخرى مقابل زواجه ِ من راحيل . وهكذا فإن الشخص الذي خدع عيسو قد خُدع هو ايضا ً .
ما اسرع ما ننزعج حينما يظلمنا شخص ٌ ما لكننا غالبا ً ما نحاول ايجاد الاعذار والمبررات للظلم الذي نلحقه بالآخرين . لهذا احرص على كيفية معاملة الآخرين لأن افعالك الشريرة قد ترتد على رأسك في يوم ٍ ما .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
800 - ما هي بعض الاعمال الوضيعة بالنسبة لك . لا بد ان هناك مسؤوليات يتوجب عليك القيام بها رغما ً عنك . لقد حلم يوسف بانه سيكون حاكما ً على الجميع لكنه بيع عبدا ً وتم القائه في السجن ، وبعد ان قام بتفسير احلام فرعون رفع فرعون من شأنه وجعله صاحب سلطان في مصر


سفر التكوين 39
1 وأما يوسف فأنزل إلى مصر، واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط، رجل مصري، من يد الإسماعيليين الذين أنزلوه إلى هناك

2 وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا، وكان في بيت سيده المصري

3 ورأى سيده أن الرب معه، وأن كل ما يصنع كان الرب ينجحه بيده

4 فوجد يوسف نعمة في عينيه، وخدمه، فوكله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له

5 وكان من حين وكله على بيته، وعلى كل ما كان له، أن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف . وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل

6 فترك كل ما كان له في يد يوسف. ولم يكن معه يعرف شيئا إلا الخبز الذي يأكل. وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر

7 وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سيده رفعت عينيها إلى يوسف وقالت: اضطجع معي

8 فأبى وقال لامرأة سيده: هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت، وكل ما له قد دفعه إلى يدي

9 ليس هو في هذا البيت أعظم مني. ولم يمسك عني شيئا غيرك، لأنك امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله

10 وكان إذ كلمت يوسف يوما فيوما أنه لم يسمع لها أن يضطجع بجانبها ليكون معها

11 ثم حدث نحو هذا الوقت أنه دخل البيت ليعمل عمله، ولم يكن إنسان من أهل البيت هناك في البيت

12 فأمسكته بثوبه قائلة : اضطجع معي. فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج إلى خارج

13 وكان لما رأت أنه ترك ثوبه في يدها وهرب إلى خارج

14 أنها نادت أهل بيتها ، وكلمتهم قائلة: انظروا قد جاء إلينا برجل عبراني ليداعبنا دخل إلي ليضطجع معي، فصرخت بصوت عظيم

15 وكان لما سمع أني رفعت صوتي وصرخت، أنه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج إلى خارج

16 فوضعت ثوبه بجانبها حتى جاء سيده إلى بيته

17 فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة: دخل إلي العبد العبراني الذي جئت به إلينا ليداعبني

18 وكان لما رفعت صوتي وصرخت، أنه ترك ثوبه بجانبي وهرب إلى خارج

19 فكان لما سمع سيده كلام امرأته الذي كلمته به قائلة: بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك، أن غضبه حمي

20 فأخذ يوسف سيده ووضعه في بيت السجن، المكان الذي كان أسرى الملك محبوسين فيه. وكان هناك في بيت السجن

21 ولكن الرب كان مع يوسف، وبسط إليه لطفا، وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن

22 فدفع رئيس بيت السجن إلى يد يوسف جميع الأسرى الذين في بيت السجن. وكل ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل

23 ولم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئا البتة مما في يده، لأن الرب كان معه، ومهما صنع كان الرب ينجحه


كانت اوضاع السجون في ذلك الوقت رديئة ً للغاية . كانت المرأة التي اتهمت يوسف تتمتع بمكانة ٍ مرموقة ٍ في المجتمع مما يمنحها مصداقية ً في نظر الجميع اعلى من مصداقية يوسف الذي لم يكن سوى عبد ، وهكذا فقد توافرت جميع الاسباب لدى يوسف كي يشعر باليأس . لكن عوضا ً عن ذلك بذل يوسف كل جهد ٍ ممكن في كل عمل ٍ صغير ٍ أوكل اليه ، وسرعان ما لاحظ رئيس السجن اجتهاد يوسف فعهد اليه بادارة السجن ، وفي نهاية المطاف ارتقى يوسف الى اعلى السلم . من عفونة السجن الى فخامة قصر فرعون .
اتبع مثال يوسف وابذل كل جهد لديك حتى في ابسط الاعمال . اعتبر ذلك جزءا ً من تدريبك لخدمة الرب . كن واثقا ً بأن الله يرى جهودك وتذكر بأنه قادر ٌ على قلب الظروف والاحوال لما فيه خيرك ومصلحتك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
801 - وسط صخب العالم وموسيقى الشر تعزف وطبول الإثم تطرق وتصم الآذان ، وانياب الشيطان ومخالبه تحيط بنا والشرار الاحمر يخرج من عينيه وسط ضحكات ٍ شامتة . وسط الصراخ العالي ، وسط ابواق الجحيم ، وسط الانين والبكاء والنحيب ، يأتي . يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي . يهمس احيانا ً ويعلو صوته احيانا ً :
" هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. "
هل تسمع ؟
" إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. " (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 20 "

يسكت الصخب ، يوقف الشر ، يطرد الشيطان ، يُلقه ِ بعيدا ً ويملأ القلب والحياة بخلاصه . وسط عواصف المعاناة ، وسط زوبعة التجربة ، وسط السنة النار الحارقة ، في الجزر عندما ينحسر المد والماء ، في الظلام والسحب القاتمة تحجب ضوء الشمس ، والبرد يفترس الاطراف ويزحف نحو القلب ، والخوف يزلزل النفس ويمزقها ، يأتي ، يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي ، يأتي وينادي :
" هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. "
هل تسمع ؟ هل تسمع طرقاتي ؟ إن سمعت صوتي افتح الباب لادخل اليك واتعشى معك وانت معي .
فيهرب الخطر ويبعد الخوف ، ويحل السلام والامان ويمتلئ القلب بفرحته .
وسط المياه الراكدة ، وسط شحوب النور ، وسط اللون الرمادي . حين تفتر حياتنا ، حين تتأرجح عواطفنا ، حين تتعثر اقدامنا وتخور قوانا . لما نجد انفسنا متأرجحين بين البينين ، لا حرارة فينا ولا برودة ، يأتي ، يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي . يأتي ويوقظنا :
" هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ . "
افتح عينيك ، افتح اذنيك واسمع لادخل اليك لأتعشى واقيم معك ، لأملأ حياتك بوجودي ، فتعود الحرارة ، تغلي الدماء ، تعلو الامواج ، يتفجر النور القوي المبهر .
في آخر الطريق عندما تصل الى نهاية الحياة ، حين يقف الزمن وتنتهي الايام ، عندما تصل الدعوة للعودة ، للانطلاق الى السماء ، حين ينادي المنادي بالذهاب . ونحن نسير في الوادي المظلم ويقودنا الموت بوشاحه ِ الاسود للنهاية ، يأتي ، يأتي ويطرق بجوارنا ، يأتي ويقرع ابواب ارادتنا ووعينا لنفتح . نفتح عيوننا وقلوبنا له ، نفتح له الطريق ليصاحبنا ، ليرافقنا ويسير معنا . ويتقدمنا ، يخطو امامنا ، يعبد الطريق ويسهّله لنا ، يفتح كل الابواب امامنا . في كل وقت ، في كل موقف ، في كل منحنى ً في حياتك ، عند كل منعطف دائما ً يقف .
هل تسمع طرقاته ؟


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
802 - قد يكون لقاء المرء باصدقائه وزملاء دراسته القدامى امرا ً ملفتا ً للنظر وباعثا ً على التفاؤل . هل نجح احد هؤلاء في تحقيق طموحاته واحلامه ؟ إن الناس يتغيرون بصورة جذرية وقد تكون هذه التغيرات مفاجئة ٍ لنا . في هذا الجزء من قصة يوسف تحققت احلام يوسف حرفيا ً ، وقد تبين ليوسف ان اخوته قد تغيروا ولا سيما يهوذا كما هو حاله ايضا ً . لنستمع معا ً لما تقوله كلمة الرب

سفر التكوين 44 : 18 – 34
18 ثم تقدم إليه يهوذا وقال: استمع يا سيدي. ليتكلم عبدك كلمة في أذني سيدي ولا يحم غضبك على عبدك، لأنك مثل فرعون

19 سيدي سأل عبيده قائلا: هل لكم أب أوأخ

20 فقلنا لسيدي: لنا أب شيخ، وابن شيخوخة صغير، مات أخوه وبقي هو وحده لأمه، وأبوه يحبه

21 فقلت لعبيدك: انزلوا به إلي فأجعل نظري عليه

22 فقلنا لسيدي: لايقدر الغلام أن يترك أباه، وإن ترك أباه يموت

23 فقلت لعبيدك: إن لم ينزل أخوكم الصغير معكم لا تعودوا تنظرون وجهي

24 فكان لما صعدنا إلى عبدك أبي أننا أخبرناه بكلام سيدي

25 ثم قال أبونا: ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام

26 فقلنا: لا نقدر أن ننزل، وإنما إذا كان أخونا الصغير معنا ننزل، لأننا لا نقدر أن ننظر وجه الرجل وأخونا الصغير ليس معنا

27 فقال لنا عبدك أبي: أنتم تعلمون أن امرأتي ولدت لي اثنين

28 فخرج الواحد من عندي ، وقلت: إنما هو قد افترس افتراسا، ولم أنظره إلى الآن

29 فإذا أخذتم هذا أيضا من أمام وجهي وأصابته أذية، تنزلون شيبتي بشر إلى الهاوية

30 فالآن متى جئت إلى عبدك أبي، والغلام ليس معنا، ونفسه مرتبطة بنفسه

31 يكون متى رأى أن الغلام مفقود، أنه يموت، فينزل عبيدك شيبة عبدك أبينا بحزن إلى الهاوية

32 لأن عبدك ضمن الغلام لأبي قائلا: إن لم أجئ به إليك أصر مذنبا إلى أبي كل الأيام

33 فالآن ليمكث عبدك عوضا عن الغلام، عبدا لسيدي، ويصعد الغلام مع إخوته

34 لأني كيف أصعد إلى أبي والغلام ليس معي ؟ لئلا أنظر الشر الذي يصيب أبي


سفر التكوين 45 : 1 – 15
1 فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ: أخرجوا كل إنسان عني. فلم يقف أحد عنده حين عرف يوسف إخوته بنفسه

2 فأطلق صوته بالبكاء ، فسمع المصريون وسمع بيت فرعون

3 وقال يوسف لإخوته: أنا يوسف. أحي أبي بعد ؟ فلم يستطع إخوته أن يجيبوه، لأنهم ارتاعوا منه

4 فقال يوسف لإخوته: تقدموا إلي. فتقدموا. فقال: أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر

5 والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم

6 لأن للجوع في الأرض الآن سنتين. وخمس سنين أيضا لا تكون فيها فلاحة ولا حصاد

7 فقد أرسلني الله قدامكم ليجعل لكم بقية في الأرض وليستبقي لكم نجاة عظيمة

8 فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله. وهو قد جعلني أبا لفرعون وسيدا لكل بيته ومتسلطا على كل أرض مصر

9 أسرعوا واصعدوا إلى أبي وقولوا له: هكذا يقول ابنك يوسف: قد جعلني الله سيدا لكل مصر . انزل إلي. لا تقف

10 فتسكن في أرض جاسان وتكون قريبا مني، أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل مالك

11 وأعولك هناك، لأنه يكون أيضا خمس سنين جوعا. لئلا تفتقر أنت وبيتك وكل ما لك

12 وهوذا عيونكم ترى، وعينا أخي بنيامين، أن فمي هو الذي يكلمكم

13 وتخبرون أبي بكل مجدي في مصر وبكل مارأيتم، وتستعجلون وتنزلون بأبي إلى هنا

14 ثم وقع على عنق بنيامين أخيه وبكى، وبكى بنيامين على عنقه

15 وقبل جميع إخوته وبكى عليهم. وبعد ذلك تكلم إخوته معه



اراد يوسف ان يرى ما ذا كانت مواقف اخوته قد تغيرت نحو الافضل ام لا لهذا فقد اخضعهم لاختبار ٍ يرى فيه كيفية تعاملهم مع بعضهم البعض ، فحينما كان يهوذا اصغر سنا ً لم بكن يبدي ادنى اهتمام باخيه يوسف او بابيه يعقوب لكن يا للتغيير الذي طرأ على هذا الرجل الذي باع اخاه الصغير عبدا ً ذات يوم ٍ يعرض على يوسف ان يصبح هو عبدا ً من اجل انقاذ بنيامين المحبوب .
تذكر ان الله يستطيع ان يجري تغييرا ً كاملا ً حتى في اكثر الاشخاص انانية . فكر ايضا ً في تمحورك انت شخصيا ً حول ذاتك واسأل الله ان يغفر لك وأن يغيرك انت ايضا ً . كن متيقنا ً بأن الله قادر ٌ على تغيير حياة الاشخاص .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
803 - لا يمكن للاخبار السيئة ان تأتي في وقت ٍ مناسب ، فسواء انفجر اطار سيارتك او مات قريب ٌ لك ، فالاحداث السيئة والمفجعة تحدث كثيرا ً ، لكن هل يمكن ان يخرج شيء ٌ صالح ٌ من هذه الاحداث المؤلمة ؟ . تجري الاحداث الأخيرة في حياة يعقوب في هذا القسم الاخير من سفر التكوين . لقد علمنا عن ارتحال عائلته الى مصر ، وعلمنا عن استمرار المجاعة في مصر ، وقد اصبح ليوسف ابنان : مَنَسَّى وَأَفْرَايِم ، وقد باركهما يعقوب قبل مماته ِ . وهكذا فقد اثبتت الايام ان يوسف كان على صواب . والآن ماذا ؟ دعنا نقرأ كلمة الله :


سفر التكوين 50 : 14 – 21
14 ثُمَّ رَجَعَ يُوسُفُ إِلَى مِصْرَ هُوَ وَإِخْوَتُهُ وَجَمِيعُ الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ لِدَفْنِ أَبِيهِ بَعْدَ مَا دَفَنَ أَبَاهُ.
15 وَلَمَّا رَأَى إِخْوَةُ يُوسُفَ أَنَّ أَبَاهُمْ قَدْ مَاتَ، قَالُوا: «لَعَلَّ يُوسُفَ يَضْطَهِدُنَا وَيَرُدُّ عَلَيْنَا جَمِيعَ الشَّرِّ الَّذِي صَنَعْنَا بِهِ».
16 فَأَوَصَوْا إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَبُوكَ أَوْصَى قَبْلَ مَوْتِهِ قَائِلاً:
17 هكَذَا تَقُولُونَ لِيُوسُفَ: آهِ! اصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ إِخْوَتِكَ وَخَطِيَّتِهِمْ، فَإِنَّهُمْ صَنَعُوا بِكَ شَرًّا. فَالآنَ اصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ عَبِيدِ إِلهِ أَبِيكَ». فَبَكَى يُوسُفُ حِينَ كَلَّمُوهُ.
18 وَأَتَى إِخْوَتُهُ أَيْضًا وَوَقَعُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: «هَا نَحْنُ عَبِيدُكَ».
19 فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ ؟
20 أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا.
21 فَالآنَ لاَ تَخَافُوا. أَنَا أَعُولُكُمْ وَأَوْلاَدَكُمْ». فَعَزَّاهُمْ وَطَيَّبَ قُلُوبَهُمْ.


حينما اصبح يوسف عبدا ً اعتقد يعقوب انه مات وبكى بكاء ً مرا ً من شدة اليأس . لكن في نهاية المطاف سمحت مشيئة الله له لا باسترجاع ابنه فحسب بل واحفاده ايضا ً . وهكذا لا يمكن للظروف السيئة ان تكون اكبر من مقدرة الله على تقديم يد العون لنا . لقد استعاد يعقوب ابنه ُ ، كذلك فقد استرجع ايوب عائلته ُ كما ورد في سفر ايوب الاصحاح 42 ، كما استرجعت مريم اخاها لعازر كما ورد في يوحنا الاصحاح 11 ، لهذا لا ينبغي علينا ان نيأس مطلقا ً لاننا ننتمي لاله ٍ محب . لقد اخرج الله خيرا ً من الكثير من الظروف السيئة في حياة يوسف من الاعمال الشريرة التي قام بها اخوته ُ ومن الاتهامات الباطلة لزوجة فوطيفار ومن اهمال ساقي الملك ومن سنوات المجاعة السبع . وهكذا فقد تعلم يوسف من خلال هذه التجارب التي مر بها ان الله قادر ٌ على تحويل الشر الى خير في حياة من يثقون به .
ما هي الظروف السيئة التي تمر بها ؟ يمكنك ان تضع ثقتك في الله لانه يستطيع كما تعلّم يوسف ان يهيمن على مقاصد الناس الشريرة ويحولها الى مقاصده ِ الصالحة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
804 - لاكثر من ثلاث سنوات صاحبوه ، تبعوه في كل مكان ذهب اليه . لم يفارقوه نهارا ً وليلا ً ، التفوا جميعا ً حوله . منذ دعاهم ليتبعوه وهم معه . كان التلاميذ دائما ً مع المسيح ، لم يغب عنهم الا لحظات ٍ قصيرة ٍ قليلة . اكلوا وشربوا معه ، عاصروا اعماله وشاركوه في معجزاته . وقفوا بجواره . سمعوا كلامه وارتشفوا بلذة ٍ تعاليمه . شرح لهم ما لم يفهموا وتعلموا . تبعوه حتى جثسيماني ، رأوه وهو على الصليب ، بعضهم عن قرب وبعضهم من بعيد . رأوا جروحه ، سمعوا أناته وصراخه ، عاينوا موته ودفنه في القبر ، هاجمهم اليأس والاحباط والفشل والايدي تضعه في القبر وتدحرج عليه الحجر . ثم لفظه الموت ، لم يستطع ان يحفظه ، سلمه لهم مرة ً اخرى مقاما ً منتصرا ً . وظهر لهم ، الابواب مغلقة . وسط الخوف من اليهود وشعور اليأس القاتل . حين حسبوا ان النهاية قد حلّت والفرحة قد ماتت والصحبة قد انفرطت . جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم : " سَلاَمٌ لَكُمْ " ( إنجيل يوحنا 20: 26) وفرحوا جدا ً إذ رأوه . تهللو به لكنه فارقهم . بعد ان قضى وقتا ً معهم ذهب ، اختفى كما جاء . وانتظروا ، ملوا الانتظار ، لم يستطيعوا الصبر ، ماذا يفعلون الآن . قفز بطرس ووقف . نفض التراب عن ملابسه وقال : " أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ " فكوا الشباك وفردوا القلاع والقوا شباكهم للصيد بأيد ٍ متخاذلة هزيلة . ضاع حماسهم ، خبت حيويتهم ، فقدوا رجائهم ، بعيون ٍ دامعة سهروا الليل كله . اين السمك الذي اعتادوا ان يمسكوه . نسوا كيف يصطادون ، لم يعودوا يعرفون . اختفت خبرتهم ، فقدت اصابعهم قوتها وليونتها ورشاقتها ، هجرتهم مهارتهم ، لم يعودوا صيادين بارعين ، لم يعودوا شيئا ً بالمرة . لموا شباكهم وجمعوها . وفي الفجر عند مجيء الصباح والشمس تصحو وترتفع في الافق ، رأوه . " وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ" جاء اليهم ، لما كان الصبح وقف المسيح امامهم . قفزت قلوبهم فرحا ً عندما عرفوه ، صرخوا في نشوة " هُوَ الرَّبُّ " هو الرب . لن يتصيدوا سمكا ً بعد اليوم ، سيكونون صيادي ناس كما وعدهم . لن يمتهنوا الصيد بعد اليوم ، سيكونون رعاة ً ورسلا ً لرعية الله .
الا تشعر احيانا ً بالاحباط والفشل حين تتلبد الغيوم فوق رأسك ؟ الا تفكر احيانا ً في أن تهجر ارسالية الله وتطوي ذراعيك وتسند رأسك حزينا ً ؟ انظر هو هناك ، حين يأتي الصبح ستجده ، يقف ينتظرك على الشاطئ .
 
التعديل الأخير:
أعلى