تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
767 - قليلون جدا ً من المعلمين والمفكرين والقادة يعيشون ما يعلّمون به ويعملون بما يقولونه . لم يأتي المسيح ليرينا الطريق الى الخلاص بل ليخلّصنا . لم يأتي لينادي بالصليب بل ليحمل الصليب . وهم ملتفون حول مائدة العشاء وهو عالم ان هذا آخر عشاء له مع تلاميذه " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا " ( إنجيل يوحنا 13: 4 ) وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ وينشفها ، غسل ارجلهم ثم اخذ ثيابه وعاد يتكأ على المائدة ثم قال : " أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ . فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا." (إنجيل يوحنا 13: 12 - 15 ) كان مثالا ً كما كان معلّما ً ، علّم عن الطريق وكان هو الطريق ، علّم عن الحق وكان هو الحق ، علّم عن الحياة وكان هو الحياة ، علّم عن القداسة وكان هو القداسة ، كان مثالا ً . وضع لنا مثالا ً ، كما صنع بنا نصنع نحن ايضا ، امامنا جميعا ً المثال والقدوة الواجبة الاتباع . ويقول الرسول بولس لنا : " أَيُّهَا الرِّجَالُ ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ " (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 25 ) وضع الرسول امامنا وصية ومقياسا ً ، محبة ٌ من الرجل لزوجته بقدر محبة المسيح للكنيسة . ننظر الى المسيح ونقلد محبته ُ لكنيسته . الكنيسة لها مكانة ٌ خاصة في قلب المسيح وفكره ، والزوجة يجب ان تكون لها مكانة خاصة في قلب الرجل وفكره بنفس الطريقة ونفس القدر . رفع المسيح عينيه الى السماء وصلى لاجل الكنيسة وقال : " لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي ..... لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ ، لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ." الكنيسة هي المختارة من الله ، اكليل مجد المسيح ، مركز محبته وكل اهتمامه ورعايته وتفكيره . والزوجة هي المختارة من الله ، اكليل مجد الرجل ، مركز محبته وكل اهتمامه ورعايته وتفكيره . احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها . جاء من السماء وتألم ، صُلب وقام لأجلنا . والرجل ليحب زوجته على نفس منوال محبة المسيح للكنيسة ليسلّم نفسه لاجلها ويضحّي لها بكل شيء . ومحبة المسيح للكنيسة حب ٌ دائم ٌ قائم ٌ لا يتغير ولا يتبدل ،لا يهتز ولا ينقص ولا يُنقض . محبة الرجل لزوجته حب ٌ لا بد ان يكون دائما ً قائما ًًُ لا يتغير بالظروف والصعوبات والضعف والفقر . محبة الرجل لزوجته على مثال محبة المسيح للكنيسة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
768 - كل شخص اجرى عملية جراحية يعرف مدى الخوف المصاحب لذلك ، فرغم اننا نعرف ان الجراحين يقومون بالعمليات الجراحية كل يوم الا ان هذا لا يخفف من قلقنا وتوترنا ، فنحن ما نزال نشعر بالهلع والقلق حينما نفكر انه ستجرى لنا عملية حتى ولو كانت بسيطة ، ولولا التخدير لكانت العمليات مؤلمة بصورة لا توصف . وعلى الرغم من ذلك هناك عملية ليست جراحية تخيف البعض اكثر من العمليات الجراحية . وهنا يبين لنا كاتب الرسالة الى العبرانيين من هو الطبيب الذي سيجري هذه العملية وما هي الادوات التي سيستخدمها لاجراء هذه العملية ، لكن هذه العملية ليست بحاجة للتخدير بل هي تحتاج الى قلب ٍ متواضع ٍ ومستعد ٍ للتغيير .


رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4 : 1 – 13

1 فلنخف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه

2 لأننا نحن أيضا قد بشرنا كما أولئك، لكن لم تنفع كلمة الخبر أولئك. إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في الذين سمعوا

3 لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة، كما قال: حتى أقسمت في غضبي: لن يدخلوا راحتي مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم

4 لأنه قال في موضع عن السابع هكذا: واستراح الله في اليوم السابع من جميع أعماله

5 وفي هذا أيضا: لن يدخلوا راحتي

6 فإذ بقي أن قوما يدخلونها، والذين بشروا أولا لم يدخلوا لسبب العصيان

7 يعين أيضا يوما قائلا في داود: اليوم بعد زمان هذا مقداره، كما قيل: اليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم

8 لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر

9 إذا بقيت راحة لشعب الله

10 لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضا من أعماله، كما الله من أعماله

11 فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة، لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها

12 لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ، ومميزة أفكار القلب ونياته

13 وليست خليقة غير ظاهرة قدامه، بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا


يستخدم الله كلمته للعمل في حياتنا كما يستخدم الجراح المشرط ، فكلمة الله تخترق جلدنا وتبحث عن الخطايا السرطانية التي تؤثر على شخصيتنا باكملها ، لهذا السبب تحديدا ًيخاف الكثيرون من الكتاب المقدس ، فهم يخشون الالم والعناء الذي تقتضيه مواجهة مشاكلهم الروحية والتعامل معها ، انهم يخشون التغييرات التي ستطرأ على شخصيتهم وحياتهم .
افسح المجال لله لأن يجري عملية تقويم ٍ لافكارك ومواقفك وسلوكياتك ، فرغم ان هذا سيكون مؤلما ً الآن الا ان النتائج النهائية تستحق العناء .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
769 - يفخر الانسان ويتباهى بما حققه من تقدم وما ادركه من حضارة وفهم ٍ وعلم . ينظر الى ما وصل اليه العلم حتى اصبح يسبح في الفضاء ويطأ بقدمه سطح القمر . نفذ نظره الى الكثير من الاسرار وطالت يده حتى كشفت المستور والخفي . يده قويت وقوته ُ عظمت حتى اصبح قادرا ً ان يقاوم الطبيعة ويصد هجماتها ، لكن الله يواجه ايوب بقوله : " أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَ ا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَارًا ؟ ...... هَلْ فِي أَيَّامِكَ أَمَرْتَ الصُّبْحَ ؟ هَلْ عَرَّفْتَ الْفَجْرَ مَوْضِعَهُ ........... «أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَى حَيْثُ يَسْكُنُ النُّورُ؟ وَالظُّلْمَةُ أَيْنَ مَقَامُهَا ، ..... هَلْ لِلْمَطَرِ أَبٌ ؟ وَمَنْ وَلَدَ مَآجِلَ الطَّلّ ِ؟ ....... هَلْ تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا ، أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ ؟ .... أَتُرْسِلُ الْبُرُوقَ فَتَذْهَبَ .... مَنْ يُحْصِي الْغُيُومَ " ( ايوب 38 ) مهما وصل علم الانسان ، مهما علا فهمه ، مهما تعالت قوته ، ما هو الا تراب الارض . الرائد الذي طار في الفضاء ، الذي دار حول الارض والكواكب ، الذي اخترق الجاذبية ، الذي ارتفع الى ابعد ما ارتفع اليه انسان مات ممزقا ً في طائرة شراعية كلعب الاطفال . الانسان الذي دفع الصواريخ لتصعد الى الفضاء وتدور حول الاجرام السماوية لا يستطيع مهما حاول ان يزيد على قامته ذراعا ً واحدة ولا شبرا ً واحدا ً ولا سنتمترا ً . قد يصل الى النجوم لكن هل يستطيع ان يزحزحها من اماكنها ؟ هل يستطيع ان يحركها ؟ قد يطأ سطح القمر لكن هل يستطيع ان يُطفأ نوره او يوقف دورانه وحركته ؟ يكشف اسرار الكون لكن هل يقدر بكل علمه وقوته ان يمنع شعاع الشمس من الوصول الينا ؟ قد يصعد الى السماء او يهبط الى قاع المحيط لكن هل يقوى على الفصول ويغير تتابعها ؟ يقول داود النبي : " إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ ؟ " (سفر المزامير 8: 3 ، 4 ) مهما تعظّم ، مهما تجبر مهما علا وتشامخ هو ٌ " بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. " (رسالة يعقوب 4: 14 ) الله اعظم في قدرته وقوته ، الله اسمى في فهمه وحكمته ، الله اكبر في نعمته ورحمته . ونحن نتمتع بعمق محبته وعظمة لطفه واتساع مغفرته وشمول خلاصه . حين يغطينا دمه ، حين تحتوينا رحمته ، حين يشملنا فدائه ، حين تصبغنا صبغته ، لا يقدر انسان ، أي انسان ٍ مهما ارتفع الى اعلى السماوات ان يحرمنا من محبة الله . لا يستطيع شيطان ٌ او سلطان ٌ شرير ٌ مهما تجبّر ان يمنع عنا ميراثنا في ملكوته . لا تخشى العالم ولا كل قوى العالم . لا تهتم بهجمات الشرير وجنوده وزبانيته .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
770 - يبدو ان كل شيء ٍ معرض ٌ للتغيير من حولنا ، فالصداقات والاشغال والابناء والعلاقات الزوجية والامور المالية كلها تتغير اما الى الاحسن او الى الاسوأ . فهل يمكننا أن نضمن بقاء الاشياء والاشخاص على حالهم دون تغيير ؟ اجل ، فالمقطع الكتابي التالي يدعونا لأن نتمسك بالاساس المتين لله . فإن كان هناك شيء يمكننا ان نعتمد عليه فهو الله . اثناء قرائتك اشعر بالراحة والطمأنينة في شخصه العظيم واسمح له ان يمدك بالقوة واسمح لكي تتقبل جميع التغييرات التي سيجريها فيك ومن حولك .

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 6 : 11 – 20

11ولكننا نشتهي أن كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية

12 لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد

13 فإنه لما وعد الله إبراهيم، إذ لم يكن له أعظم يقسم به، أقسم بنفسه

14 قائلا: إني لأباركنك بركة وأكثرنك تكثيرا

15 وهكذا إذ تأنى نال الموعد

16 فإن الناس يقسمون بالأعظم ، ونهاية كل مشاجرة عندهم لأجل التثبيت هي القسم

17 فلذلك إذ أراد الله أن يظهر أكثر كثيرا لورثة الموعد عدم تغير قضائه، توسط بقسم

18 حتى بأمرين عديمي التغير، لا يمكن أن الله يكذب فيهما، تكون لنا تعزية قوية، نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا

19 الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة، تدخل إلى ما داخل الحجاب

20 حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا، صائرا على رتبة ملكي صادق، رئيس كهنة إلى الأبد



ربما كان قرّاء هذه الرسالة يتسائلون كما هو حال بعض المؤمنين في وقتنا الحاضر : هل سيتراجع الله عن خلاصه ِ ؟ لكننا نستطيع واياهم ان نستريح ونطمئن بأن الاجابة هي : لا . فالله يفعل ما يقول بأنه سيفعله ، وقد وعد بأنه سيخلّص جميع من يدعونه كما ورد في الرسالة الى العبرانيين 6 : 18 . والله لا يغير خططه لمجرد تغييرنا نحن لخططنا .
اذا كنت قلقا ً بشأن خلاصك فاسأل نفسك عما اذا كنت قد طلبت من الله بكل اخلاص ٍ أن يخلّصك من خطاياك . فإن كنت قد فعلت ذلك فتأكد بانه قد استجاب لطلبتك ، اما اذا كنت تشك بين الحين والآخر فتذكر بان الله امين ٌ وهو لن يتركك ولن يهملك .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
771 - نحن نعلم جميعا ً ان الاطفال الصغار لديهم مقدرة ٌ محدودة ٌ على التركيز ، اما الشبيبة والكبار فيمكنهم ان يركزوا انتباههم على شيء ٍ ما لوقت ٍ اطول . هل جربت يوما ً ان تجعل فتى في العاشرة من عمره يترك لعبته المفضلة على الكومبيوتر ؟ وماذا عن محاولة منع احد عشاق الرياضة من مشاهدة مباراة الاسبوع ؟ .يقول كاتب الرسالة الى العبرانيين انه ينبغي علينا ان نركز انظارنا على المسيح بهذه الطريقة ، وخلافا ً للانشغال بالعاب الكومبيوتر او بمشاهدة المباريات الرياضية فإن تركيز انظارنا بالكامل على الرب يسوع المسيح يمكن ان يفيدنا من عدة جوانب ولا سيما في تعميق علاقتنا بالله

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12 : 1 – 9 ، 12 ، 13


1 لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل و الخطية المحيطة بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا

2 ناظرين الى رئيس الايمان و مكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله

3 فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا و تخوروا في نفوسكم

4 لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية

5 و قد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا ابني لا تحتقر تاديب الرب و لا تخر اذا وبخك

6 لان الذي يحبه الرب يؤدبه و يجلد كل ابن يقبله

7 ان كنتم تحتملون التاديب يعاملكم الله كالبنين فاي ابن لا يؤدبه ابوه

8 و لكن ان كنتم بلا تاديب قد صار الجميع شركاء فيه فانتم نغول لا بنون

9 ثم قد كان لنا اباء اجسادنا مؤدبين و كنا نهابهم افلا نخضع بالاولى جدا لابي الارواح فنحيا
.
.
.
.

12 لذلك قوموا الايادي المسترخية و الركب المخلعة

13 و اصنعوا لارجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف الاعرج بل بالحري يشفى



لقد عانى يسوع الكثير من الاذلال والظلم والالم الجسدي في سبيل تتميمه ِ لمشيئة الآب ، لكنه صار ذبيحة ً عن خطايانا ، فقد كان هذا هو الثمن الذي دفعه يسوع لكي يطيع اباه السماوي . إن صراعاتك التي تمر بها لاجل اتّباع المسيح هي صراعات حقيقية ، فهي تتطلب منك قوة ً والتزاما ً برفض كل الرغبات الخاطئة والقيام بالاعمال الصالحة التي هي ضد طبيعتك الخاطئة ، والزام نفسك بالصلاة ودراسة كلمة الله بصورة ٍ دائمة ومنتظمة .
حينما تشعر بالاحباط واليأس في حياتك المسيحية فكر في الرب يسوع وفي كل ما اجتاز فيه في سبيل تتميم مشيئة الله . لا تشك ابدا ً في انك تستطيع ان تفعل ما يطلبه الله منك إن استعنت بقوته ِ ونعمته ِ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
772 - تقدم المسيح صاعدا ً الى اورشليم ، وبالقرب من بيت فاجي وبيت عنيا عند جبل الزيتون ارسل واحضر جحشا ً وركبه وسار الطريق نحو اورشليم وبدأ التلاميذ يفرشون الثياب امامه . فرشوا الثياب في الطريق امامه فتجمع الناس حوله وبدأوا يفرشون الثياب وسعف النخل . وارتفعت الاصوات ترحب به وتهلل وتغني . كل الذين كانوا حوله رفعوا اصواتهم مسبحين . قالوا :
مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي .
أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي .
وانزعج الفريسييون وقالوا له ما هذا الذي يقولون يا معلم انتهر تلاميذك . نظر اليهم المسيح وقال لهم " «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!" ( إنجيل لوقا 19: 40)... وهل تصرخ الحجارة ؟ الحجارة لا تصرخ لكنه هو ، هو يستطيع ان يجعل الحجارة تصرخ . لقد جعل الابكم الذي تحجر لسانه يتكلم والحجارة البكماء يجعلها تصرخ . لو توقف الناس عن الصراخ والهتاف وتمجيد لله والترحيب بالمسيح والتهليل له لصرخت الحجارة ، لارتفعت من الحجارة اصوات الهتاف والتمجيد والتسبيح . الحجارة لو صرخت ونطقت لارتفعت اصواتها بالتسبيح . الحجر الذي رقد عليه اسحق ذبيحة ، هذا الحجر لو نطق لسبّح برحمة الله وقدرته وقد أُمر ابراهيم ان يرفع يده عن الغلام . الحجر الذي اسند يعقوب رأسه عليه ونام ، لو نطق هذا الحجر وتكلم لسبّح الرب ، سبّح الرب للسلم المنصوبة بين السماء والارض والملائكة صاعدة نازلة عليه . الحجر الذي سوّى ايليا ذبيحة ً عليه واغرقها بالماء وصلى يطلب نارا ً من السماء ، لو تكلم هذا الحجر لاعلن بصوت ٍ عال ٍ آيات التسبيح لله القادر الذي ارسل ناره واكلت الذبيحة . والحجر الذي كان في البستان وتساقطت عليه قطرات عرق الفادي كالدم ، الحجر الذي كان في الجلجثة قد شهد محبة الله المصلوبة تصرخ طالبة ً الغفران للقتلة ، والحجر الذي ارتعب حين تحرك المسيح داخل القبر وقام فابتعد مدحرجا ً عن الباب ، كل هذه الاحجار وغيرها لو نطقت لسبّحت الله ومجدته واعلنت ملكوته . المسيح حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون جعلنا احجارا ً حية في هيكله . اختارنا من صُلب الجبل الخشن وقطعنا منه واخذنا وسوّانا وأعدّنا لنصلح للبناء . ووضعنا في هيكله ، هيكل الله الحي ، في الاساس او الجدار او الواجهة اينما يشاء . جعلنا جزءا ً من بنائه مرصوصين مع باقي القديسين نكوّن هيكل الله . وانت حجر ٌ في بناء الله ، تشهد وتصرخ وتُعلن وتسبّح وتتحدث عن المسيح . ما اعظم الحجارة الناطقة التي تشهد بمحبة الله وغفرانه وتعلن مجد الله .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
773 - لقد قدمت افلام الغرب الامريكي انواعا ً جديدة ً من الابطال الذين يتمتعون بالقوة والشجاعة والصلابة ، فنحن نرى في هذه الافلام ان هؤلاء الابطال يغامرون بالذهاب الى بعض المدن الخطرة الواقعة على الحدود لكي يروضوا اهلها ، كما انهم يستطيعون القيام بامور ٍ وأشياء لا يستطيع احد سواهم ان يفعلها . بالاضافة الى هذا كله فهم لا يطيعون القوانين بل يضعونها . إن الحياة المسيحية ليست شبيهة ً بهذه الافلام ولا هي تتطلب ابطالا ً كهؤلاء بل هي حياة ٌ مقدسة ٌ لمن يحترم قدسيتها وحدودها .
إن كنت تريد ان تكون مبادرا ً في اظهار الايمان العامل فهذه نقطة ٌ جيدة ٌ يمكنك ان تنطلق منها

رسالة يعقوب 4 : 1 – 10

1 من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في أعضائكم

2 تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون ، لأنكم لا تطلبون

3 تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم

4 أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟ فمن أراد أن يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله

5 أم تظنون أن الكتاب يقول باطلا: الروح الذي حل فينا يشتاق إلى الحسد

6 ولكنه يعطي نعمة أعظم. لذلك يقول: يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة

7 فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم

8 اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم . نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين

9 اكتئبوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم إلى نوح، وفرحكم إلى غم

10 اتضعوا قدام الرب فيرفعكم


إن اردنا ان نلتصق بالرب اكثر فاكثر فينبغي علينا ان ننقل ملكية حياتنا اليه ، اي ان نخضع حياتنا له بكل تواضع كما ورد في رسالة يعقوب الاصحاح 4 :7 – 10 وحالما تتم هذه العملية يجب علينا ان نواصل مقاومة جميع القوى التي تحاول ابعادنا عن المسيح ، فيجب علينا ان نقاوم ابليس وأن نهرب منه ويجب علينا ان نعمل مشيئة الله وان نتخلى عن رغباتنا الشريرة ، فالصواب هو ان نحزن على خطايانا لا ان نبتهج بها ، كما انه يجب علينا ان نطهّر انفسنا .
إن كنت تسلّم حياتك للرب فهذا لن يجعلك بطلا ً في اعين غالبية الناس لكنه سيقودك الى علاقة ٍ حميمة ٍ مع الله ، كما ان هذا سيتيح لله ان يعمل فيك وان يرفعك كما ورد في الاصحاح 4 : 10 وهو امر ٌ لا يفعله الله مع اي شخص .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
774 - يجد غالبية الناس صعوبة ً في الترحيب بالدروس الصعبة في الحياة ، فهم يشتكون قائلين : لماذا يجب علي ً ان اتعلم هذا الامر بالطريقة الصعبة ، او : لماذا لا يتوفر كتاب ٌ جيد ٌ يمكنني ان اقرأه عن هذا الموضوع . يعقوب ، الذي خاض الكثير من التجارب بنفسه ، يحض القراء على اتخاذ اغرب موقف ٍ يمكن تخيله حينما تأتي المحن وتحل المصاعب . ورغم ان نصيحته هذه تبدو غريبة ً جدا ً للوهلة الاولى الا ان التزام المرء بها سيرتد عليه بالكثير من البركات الروحية . اثناء قرائتك فكر في الاشياء التي يمكنك ان تتعلمها من مشاكلك

رسالة يعقوب الرسول 1 : 2 – 12

1 احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة

3 عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا

4 وأما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء

5 وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير، فسيعطى له

6 ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة، لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه

7 فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب

8 رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه

9 وليفتخر الأخ المتضع بارتفاعه

10 وأما الغني فباتضاعه ، لأنه كزهر العشب يزول

11 لأن الشمس أشرقت بالحر، فيبست العشب، فسقط زهره وفني جمال منظره. هكذا يذبل الغني أيضا في طرقه

12 طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه .

يقول يعقوب هنا انه يجب علينا ان نفرح حينما نمر بيوم ٍ سيء ٍ وذلك لأن هذه التجربة التي سنجتاز فيها ستفيدنا وتنفعنا ، لكن يعقوب لا يعني بقوله هذا انه يجب علينا ان نستمتع بالمحن والتجارب ، بل هو يقول اننا يجب ان نفرح بسبب التأثيرات الايجابية التي يمكن ان تتركها هذه التجارب علينا وعلى حياتنا .قد ننظر الى المعاناة على انها لعنة لكنها قد تكون بركة ً لحياتنا ، فالمعاناة في التجارب تعلّم الكثير من الاشياء الجوهرية عن الحياة كالصبر والقدرة على التحمل . كما ان المرور في التجارب هو افضل طريقة ٍ لبناء الشخصية .
حينما تصادفك مصاعب الحياة رحّب بها باعتبارها دروسا ً مفيدة ً لك حتى ولو كانت من النوع المزعج . استفد من ظروفك السيئة بزيادة اتكالك على الله لاخراجك من الظروف العصيبة ، فالله لن يعتني بك فحسب بل سيجعل منك شخصا ً افضل واعمق ايمانا ً ايضا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
775 - تخيل نفسك جالسا ً في مقهى مع مجموعة من اصدقائك حيث تقضون وقتا ً ممتعا ً وتضحكون وتتحدثون وفجأة ترى شخصا ً يرتدي ملابس بالية يتجه نحوكم فتبدأ في التفكير قائلا ً : آه ، لا ، انه قادم ٌ الى هنا ، ماذا لو طلب ان ينضم الينا ؟ في هذا المقطع يواجه يعقوب المؤمنين في كنيسة اورشليم لأنهم كانوا ينظرون الى الفقراء بهذه الطريقة وهو يذكرهم بأن محاباة الاغنياء واهمال الفقراء هو سلوك ٌ خاطئ وكأنه يقول لهم هنا : لا يمكنكم ان تحكموا على جودة كتاب ما من غلافه ِ

رسالة يعقوب الرسول 2 : 1 – 13


1 يا إخوتي، لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح، رب المجد، في المحاباة

2 فإنه إن دخل إلى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهي ، ودخل أيضا فقير بلباس وسخ

3 فنظرتم إلى اللابس اللباس البهي وقلتم له: اجلس أنت هنا حسنا. وقلتم للفقير: قف أنت هناك أو: اجلس هنا تحت موطئ قدمي

4 فهل لا ترتابون في أنفسكم، وتصيرون قضاة أفكار شريرة

5 اسمعوا يا إخوتي الأحباء: أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان ، وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه

6 وأما أنتم فأهنتم الفقير. أليس الأغنياء يتسلطون عليكم وهم يجرونكم إلى المحاكم

7 أما هم يجدفون على الاسم الحسن الذي دعي به عليكم

8 فإن كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب: تحب قريبك كنفسك. فحسنا تفعلون

9 ولكن إن كنتم تحابون ، تفعلون خطية، موبخين من الناموس كمتعدين

10 لأن من حفظ كل الناموس، وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرما في الكل

11 لأن الذي قال: لا تزن، قال أيضا: لا تقتل. فإن لم تزن ولكن قتلت، فقد صرت متعديا الناموس

12 هكذا تكلموا وهكذا افعلوا كعتيدين أن تحاكموا بناموس الحرية

13 لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم

كان الناس في القديم يهتمون كثيرا ً بمقدار غنى المرء ومكانته الاجتماعية كما هو حال الكثير في وقتنا الحاضر ، كما ان بعض الاشخاص في الكنيسة كانوا يجاملون الاغنياء ويهتمون باحتياجاتهم في الوقت الذي كانوا فيه يتجاهلون الفقراء الذين يأتون الى الكنيسة ولا يعيروهم اي اهتمام ، لكن يعقوب بين ان المؤمنين الذين يفهمون ربهم يعيشون وفق معيار مختلف ، فهم لا يحابون الاغنياء بل يعاملون جميع الناس بذات الكيفية بصرف النظر عن غناهم او فقرهم . لم يكن الرب يسوع يظهر اي محاباة ٍ تجاه الاغنياء لذلك ينبغي علينا نحن ايضا ً ان نبتعد عن محاباة الناس ، اما إن حاولنا ان نرافق الاغنياء فقط فهذا دليل كافي على انانيتنا وعدم ايماننا وقلة اهتمامنا بالآخرين .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
776 - الصغير يقول للكبير انت من الجيل القديم ولا تفهم هذه الامور ، والكبير يقول للصغير : حسنا ً دعني اخبرك كيف كانت الامور حينما كنت في مثل عمرك . التواضع هي احدى الكلمات الرئيسية في الاصحاح الاخير من رسالة بطرس الاولى ، ومع ذلك فنادرا ً ما يكون التواضع هو الصفة المهيمنة على العلاقات بين الشباب والكبار، لذلك سواء كنت شابا ً او شيخا ً حاول ان تفحص نفسك وترى ما اذا كنت َ متواضعا ً أم لا


رسالة بطرس الرسول الأولى 5 : 1 – 11

1 أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح، وشريك المجد العتيد أن يعلن

2 ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط

3 ولا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية

4 ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى

5 كذلك أيها الأحداث ، اخضعوا للشيوخ، وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع، لأن: الله يقاوم المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة

6 فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه

7 ملقين كل همكم عليه ، لأنه هو يعتني بكم

8 اصحوا واسهروا. لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو

9 فقاوموه، راسخين في الإيمان ، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم

10 وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيرا، هو يكملكم، ويثبتكم، ويقويكم، ويمكنكم

11 له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين


كان اختلاف الاعمار بين المؤمنين في الكنيسة الاولى يشكل تحديا ً كبيرا ً للكنيسة ، فالمؤمنون الكبار يمتلكون حكمة ً يريدون ان يشاركوا بها الآخرين لكن الشباب لم يكونوا راغبين في سماعهم او اتبّاعهم ، لهذا يقول الرسول بطرس لقرائه انهم يستطيعون حل هذه المشكلة عن طريق تشجيع الكبار على المبادرة ، فالامر يتطلب تواضعا ً من كلا الطرفين فينبغي على الشباب ان يخضعوا للشيوخ ، وينبغي على الشيوخ ان يحترموا الشباب .. غالبا ً ما تكون خطوط الاتصال بين جيل الكبار وجيل الصغار مشوشة لكن تواضع الطرفين تجاه بعضهم البعض يعمل على ازالة هذا التشويش فتُصبح خطوط الاتصال واضحة ً ، فالكبرياء لا يفعل شيئا ً سوى تدمير الاتصال بين الطرفين ، اما التواضع فيفتح خطوط الاتصال بينهما . انظر الى من يكبرونك بالسن باعتبارهم قادة ً ومرشدين لك . اطلب رأيهم ونصيحتهم وخذ نصائحهم بعين الاعتبار ، واسمح لهم بالقيادة حيثما كان ذلك ممكنا ً ، في الوقت ذاته لا تنظر نظرة ازدراء ٍ او استخفاف لمن هم اصغر منك سنا ً بسبب افتقارهم للحكمة التي كنت انت نفسك تفتقر اليها ذات يوم .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
777 - تعتمد الفرق الرياضية في نجاحها على قواعد اللعبة الرياضية التي تلعبها فالمدربون يراجعون هذه القواعد مع اللاعبين بصورة منتظمة والرياضيون الجيدون يمارسونها مرارا ً وتكرارا ً والرياضيون المحترفون يناضلون في سبيل اتقانها ، وهكذا فالفائزون لا ينسون القواعد او الاسس بل هم يبنون لعبتهم عليها تماما ً كما يبني البناؤون البيت على الاساسات . في رسالة الرسول بطرس بدور المدرب ، فهو لا يريد للمؤمنين ان ينسوا اسس ايمانهم لهذا فهو يراجع معهم هذه الاسس :

رسالة الرسول بطرس الثانية 12 – 21
12لذلك لا أهمل أن أذكركم دائما بهذه الأمور، وإن كنتم عالمين ومثبتين في الحق الحاضر

13 ولكني أحسبه حقا - ما دمت في هذا المسكن - أن أنهضكم بالتذكرة

14 عالما أن خلع مسكني قريب، كما أعلن لي ربنا يسوع المسيح أيضا

15 فأجتهد أيضا أن تكونوا بعد خروجي، تتذكرون كل حين بهذه الأمور

16 لأننا لم نتبع خرافات مصنعة، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته

17 لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدا، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى : هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به

18 ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء، إذ كنا معه في الجبل المقدس

19 وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت، التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج منير في موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم

20 عالمين هذا أولا: أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص

21 لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس



كان الرسول بطرس قلقا ً على ايمان قرّائه على المدى الطويل ، وحيث انه كان يعرف انه سيستشهد قريبا ً فقد راح يراجع معهم اساسيات الايمان على امل ان ترسخ في ذهن كل واحد ٍ منهم ، فقد اراد الرسول بطرس من قرّائه أن يفهموا رسالة الانجيل الاساسية ، وهو هدف ٌ يتطلب اعادة ً وتكرارا ً من اجل تحقيقه ِ ، فقد ارادهم ان يسمعوا مرارا ً وتكرارا ً أن الرب يسوع قد جاء لكي يموت من اجل خطاياهم وانه قام في اليوم الثالث وانه اعطاهم حياة ً ابدية وانه سيرجع ذات يوم ٍ ليدين الارض . فمن شأن معرفتهم لهذه الحقائق الاساسية ان ترفعهم وتشدد ايمانهم .
من الجيد بين الحين والآخر ان نراجع اساسيات ايماننا بالمسيح ، فالقيام بذلك ينعش ذاكرتنا ويقوّي ايماننا ويخلّصنا من أية اكاذيب روحية بدأنا نصدّقها . هل تتذكر اساسيات الايمان ؟ سواء أكنت تذكرها ام لا ، احرص على مراجعة الكتاب المقدس بصورة منتظمة لكي تحافظ على لياقتك الروحية بصورة ٍ دائمة .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
778 - في كثير من الاحيان يكون التفسير المقنع لازما ً وضروريا ً ، فربما اساء احدهم فهم موقف ٍ ما وسألك قائلا ً : لماذا فعلت ذلك ؟ وربما كانت اجابتك معقولة جدا ً بالنسبة له ، فكل ما كنت تحتاج اليه هو ان تُطلع ذلك الشخص على طريقتك في التفكير . يقول الرسول بطرس هنا : استعدوا للقيام بذلك فبما انكم تؤمنون بالرب يسوع المسيح فربما سوء الفهم وربما الفضول احيانا ًسيجعل الاسئلة تنهال عليكم في كل مكان ٍ وزمان ، وعندها سوف يكون التفسير المقنع لازما ً وضروريا ً

رسالة بطرس الاولى 2 : 13 – 22

13فمن يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير

14 ولكن وإن تألمتم من أجل البر، فطوباكم. وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا

15 بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف

16 ولكم ضمير صالح، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح، يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر

17 لأن تألمكم إن شاءت مشيئة الله، وأنتم صانعون خيرا، أفضل منه وأنتم صانعون شرا

18 فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح

19 الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن

20 إذ عصت قديما، حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح، إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء

21 الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله، بقيامة يسوع المسيح

22 الذي هو في يمين الله، إذ قد مضى إلى السماء، وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له


إن فكرة اتّباع المسيح تصدم الناس مثل ما تفعل النظريات الجديدة المتطرفة ، فبالنسبة لهم فإن ايمان اي شخص ٍ بالمسيح هو شيء ٌ غريب ٌ ومستهجن ، لهذا فإن الرسول بطرس يقول لقرائه ٍِ ان يكونوا على اهبة الاستعداد لتقديم اجابات مقتعة عن الاسئلة التي تتعلق بايمانهم لكن للاسف الشديد فإن الكثير من المؤمنين يشعرون بانهم مقيدون بسبب الفكرة السائدة بانه ينبغي علينا ان نبتعد عن موضوع الايمان ، لكن لا يجدر بنا ان نتغاضى عن الموضوع بكامله ِفي سبيل الحفاظ على لطفنا وتهذيبنا في اعين الناس ، فيمكننا ان نشرح ايماننا لمن يسألنا دون ان نسبب اي خلاف لاسيما اذا ما دٌعينا الى القيام بذلك عن طريق التحاور بوداعة ٍ واحترام .
في المرة القادمة التي يسألك فيها احدهم عن سبب ايمانك اشعر بالحرية بالاجابة في وداعة ٍ واحترام . كن مستعدا ً لأن هذا السؤال سيٌطرح عليك إن عاجلا ً أم آجلا ً لا سيما اذا رآك الناس تفعل الخير والصلاح .



 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
779 - ما من شيء ٍ يمكن ان يكون محبطا ً اكثر من ان تشتري سلعة ً ذات نوعية ممتازة لتكتشف حال اخراجك لها من صندوقها الكارتوني بانها رديئة ، وحينما تنظر الى داخل الصندوق فانك تجد قصاصة صغيرة مكتوب عليها : تم فحصها والتحقق منها . لكن لو تم التحقق منها بصورة صحيحة لكانت السلعة بحالة سليمة ، ولما اصبت انت بخيبة الامل هذه .
في رسالة بطرس الاولى يحذرنا الرسول بطرس من خيبات الامل ويعلّمنا كيف نقترب منها وكيف نتعايش معها وكيف نستفيد منها ايضا ً ، فخيبات الامل هي مجرد اختبارات ٍ او فحوصات ٍ للتحقق من البشر

رسالة بطرس الاولى 1 : 4 – 12
4 لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم

5 أنتم الذين بقوة الله محروسون ، بإيمان ، لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير

6 الذي به تبتهجون ، مع أنكم الآن - إن كان يجب - تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة

7 لكي تكون تزكية إيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح

8 الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد

9 نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس

10 الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء، الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم

11 باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم، إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح، والأمجاد التي بعدها

12 الذين أعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أخبرتم بها أنتم الآن، بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء . التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها



كتب الرسول بطرس عن المعاناة عدة مرات ٍ في هذه الرسالة . فقد كان قرائه بحاجة الى هذا الحديث عن التجارب لأن المؤمنين تعرضوا لسوء الفهم والمضايقات والتعذيب البدني على ايدي غير المسيحيين ، وقد جائت بعض المعارضة من الرومان وبعضها الآخر من الافراد غير المؤمنين وبعضها الآخر من عائلات المؤمنين انفسهم ، لهذا فقد كتب الرسول بطرس الى المؤمنين المتألمين يقول : " به تبتهجون ، مع أنكم الآن - إن كان يجب - تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة " 1 بط 1 : 6
إن المؤمنين ليسوا من هذا العالم ، فاهدافنا وقيمنا تتعارض جميعها مع اهداف المجتمع وقيمه ، لهذا لا بد للمؤمنين في نهاية المطاف من ان يواجهوا تجارب الرفض بسبب قرارهم الذي اتخذوه بأن يتّبعوا المسيح .
اقبل الرفض والمعاناة الناجمين عن ايمانك وانظر الى مثل هذه الاشياء باعتبارها اختبارا ً لك ولايمانك ، فالله سينقيك ويطهرك من خلال هذه المحن والتجارب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
780 - يقول الكثير من الاطفال : حينما اكبر سوف افعل كل ما اريده ، وحينما يكبرون يحاول البعض منهم القيام بذلك بالفعل فهم ينظرون الى حريتهم في فعل اي شيء ٍ يريدونه كما لو انها شيء ٌ رائع ٌ يفوق الحدود . يعرف الرسول بطرس ان المظاهر يمكن ان تكون خادعة لذلك فهو يحذّر قرائه في رسالته الثانية من الانخداع بفكرة الحرية الكاملة ، وهذه الفكرة التي يحاربها الرسول بطرس انما جائت من المعلمين الكذبة الذين كانوا يروجون لفلسفة : افعل ما يحلو لك . لكن الرسول بطرس يقول : إن تعاليمهم تقيّد الانسان اكثر مما تحرره وهو يقدم بعض الارشادات التي تلائم عصرنا هذا كما كانت تلائم المؤمنين في ذلك الزمان عن علاقة العبد بالسيد


رسالة الرسول بطرس الثانية 12 – 22

12أما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة، طبيعية، مولودة للصيد والهلاك، يفترون على ما يجهلون ، فسيهلكون في فسادهم

13 آخذين أجرة الإثم. الذين يحسبون تنعم يوم لذة. أدناس وعيوب، يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم

14 لهم عيون مملوة فسقا ، لا تكف عن الخطية، خادعون النفوس غير الثابتة. لهم قلب متدرب في الطمع. أولاد اللعنة

15 قد تركوا الطريق المستقيم، فضلوا، تابعين طريق بلعام بن بصور الذي أحب أجرة الإثم

16 ولكنه حصل على توبيخ تعديه، إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقا بصوت إنسان

17 هؤلاء هم آبار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء. الذين قد حفظ لهم قتام الظلام إلى الأبد

18 لأنهم إذ ينطقون بعظائم البطل ، يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة، من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال

19 واعدين إياهم بالحرية، وهم أنفسهم عبيد الفساد. لأن ما انغلب منه أحد، فهو له مستعبد أيضا

20 لأنه إذا كانوا، بعدما هربوا من نجاسات العالم، بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتبكون أيضا فيها، فينغلبون ، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل

21 لأنه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من أنهم بعدما عرفوا، يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم

22 قد أصابهم ما في المثل الصادق: كلب قد عاد إلى قيئه ، وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة



تتناول رسالة بطرس الثانية موضوع الهرطقات التي كانت تحض المسيحيين على اقتراف الخطايا ، فقد كان المعلمون الكذبة يقولون باننا نستطيع ان نفعل اي شيء ٍ لأن الله سيغفر لنا ، وقد دعوا هذه حرية ، لكن الرسول بطرس يقول بان الله يحررنا من الخطية لكي نتمكن من اطاعته هو لا اطاعة رغباتنا الخاطئة ، فالله لا يحررنا من قيود عمل الصلاح والخير بل يحررنا من هيمنة شهواتنا ورغباتنا .
من هو سيدك الحقيقي ؟ هل ستتبع رغباتك وشهواتك وتكون عبدا ً للخطية ام انك ستطيع رغبات الله وتتحرر من قيود الخطية ؟ الخيار يرجع لك وحدك ، لكن كن حكيما ً في اختيارك .



 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
781 - افترض إن احد اصدقائك يعاني من ازمة ٍ مالية ٍ صعبة ، ما الذي يمكنك فعله له ؟ هل ستساعده على الخروج من هذه الازمة أم انك ستكتفي بتقديم بعض النصائح المالية له ؟ وماذا لو كانت مشكلة صديقك صحية ؟ والأسوأ من هذا ماذا لو كانت مشكلة صديقك قانونية ؟ الى اي مدى ً يمكنك ان تمضي في مساعدة هذا الصديق ؟ في هذه القراءة من الكتاب المقدس يوضح لنا الرسول يوحنا المدى الذي قطعه الرب يسوع في سبيل تخليصنا من مشكلتنا الروحية العويصة : الخطية

رسالة يوحنا الاولى 3 : 11 – 24

11لأن هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء: أن يحب بعضنا بعضا

12 ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة، وأعمال أخيه بارة

13 لا تتعجبوا يا إخوتي إن كان العالم يبغضكم

14 نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الإخوة. من لا يحب أخاه يبق في الموت

15 كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس ، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه

16 بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة

17 وأما من كان له معيشة العالم، ونظر أخاه محتاجا، وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه

18 يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق

19 وبهذا نعرف أننا من الحق ونسكن قلوبنا قدامه

20 لأنه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا، ويعلم كل شيء

21 أيها الأحباء، إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله

22 ومهما سألنا ننال منه، لأننا نحفظ وصاياه، ونعمل الأعمال المرضية أمامه

23 وهذه هي وصيته: أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية

24 ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه. وبهذا نعرف أنه يثبت فينا: من الروح الذي أعطانا



لقد احبنا المسيح محبة ً عظيمة ً جدا ً الى درجة انه بذل حياته ُ لاجلنا ، فقد مات المسيح على الصليب لكي يدفع اجرة خطايانا وذلك بدافع محبته ِ العظيمة لنا . وهكذا يجب ان يكون عطاؤه الباذل والمضحي هذا مثالا ً لنا على كيف يجب علينا نحن ايضا ً أن نحب بعضنا بعضا ً . ان تحب شخصا ً ما يعني ان تكون مثل يسوع بالنسبة له ، اي ان تنكر نفسك و تضحي لاجله ، والمحبة بهذه الطريقة تتجاهل كل المغريات التي تدفعنا عادة ً الى التصرف بلطف ٍ مع الآخرين في سبيل المنافع الشخصية التي يمكننا ان نجنيها ، فهذه المحبة تضع مصلحة الآخرين فوق مصلحتنا وقد يكون ثمنها باهظا ً احيانا ً ، الكبرياء ، الممتلكات ، الوقت والمال . أجل فقد تكلّفنا هذه المحبة كل شيء .
إن اردت بالفعل ان تصل الى الآخرين فقدم لهم ما قدمه الله لك : محبة ً غير مشروطة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
782 - بعض الناس يعيشون الحياة حزانى بائسين يلفهم حزن ٌ ويغطيهم بؤس . يجرون اقدامهم على الطريق منكسي الرؤوس ، منكسري القلوب ، ضعفاء . حين يرفعون انظارهم يرون السماء ملبدة ً بالغيوم تخفي نور الشمس . اذا اصاغوا السمع المريض تصوروا تغريد الطيور بكاء ً وعويلا ً . اعصابهم متوترة ، عضلاتهم مشدودة ، عيونهم دامعة ، ارواحهم حزينة . يجدون في كل شيء ٍ سببا ً للاكتئاب ، يصرخون كل الوقت بالتذمر والشكوى . ينفثون دخانا ً اسود من اجوافهم يملأ الجو ظلاما ً وسوادا ً واكتئابا ً . اذا حل بهم شر صرخوا وولولوا ، واذا حل بهم خير لا يحسون به . اذا هبت عليهم ريح ضجوا واشتكوا ، واذا مرت بهم نسمة ٌ تشائموا . بعكس هؤلاء هناك من يسيرون في الحياة هاشين فرحين ، حولهم سعادة ٌ وبهجة ، يقفزون في سيرهم ، يرقصون ، اصوات اقدامهم موسيقى ، اقوال افواههم غناء . وجوههم تشع بشاشة وملامحهم تعكس السعادة ، عيونهم تُطلق نظرات نيرة . بسمات شفاههم تبعث اضواء ً مبهرة مبهجة ترطب القلوب وتسعد النفوس . الفرح يملأ النفس قوة ، قوة ً تواجه مشاكل الحياة وتطردها وتغلبها . الفرح يخلق جوا ً مريحا ً رطبا ً يفيض حولك فتشع محبة ً وسلاما ً . الذي يواجه الحياة بقلب ٍ متشائم ٍ حزين تبتلعه دوامات الحياة السوداء . والذي يخترق الحياة بقلب ٍ متفائل مبتهج يمتطي قمم الحياة وينجح . الله مصدر الفرح ، الله يريدنا دائما ً أن نفرح " افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. " (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 16 ) حين يحل روحه القدوس في القلب ينتج ويثمر محبة وفرحا ً وسلاما ً وراحة . الطبل والزمر لن يجلب الفرح ، الملذات والشهوات لن تحقق السعادة " فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ . كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، " (سفر إشعياء 61: 10 ) وينمو الفرح ويكبر بالشكر . الشكر كل حين يأتي بفرح كل حين ، الشكر وقود الفرح . حين تواجه تجربة قاسية ، اشكر ، يتحول حزنها الى فرح ونصرة وغلبة . اذا حل بساحتك حزن ، اشكر ، يخف الحزن ويزول ويختفي ويهرب . حين ينزل بك مرض ، اشكر ، يتقوى الجسم ويصح . الشكر يخلق قوة . اذا هاجمك عدو ٌ غاضب ، اشكر وارفع سلاحك بوجه ٍ مبتسم ، تغلب . داخلك يلون خارجك . الحزن والشكوى يجعلان حياتك مرة . الله داخلك يسعد خارجك . الفرح والشكر يجعلان حياتك ترنيمة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
783 - كانت منى متشوقة كثيرا ً للحصول على رخصة قيادة ، فحالما تبلغ سن 18 سوف يصطحبها والدها او والدتها الى دائرة فحص السياقة لكي تخضع لفحص القيادة ، وان اجتازت الفحص فسوف تحصل على رخصة قيادة ٍ سارية المفعول ، وهذا يعني مزيدا ً من الحرية ومزيدا ً من المسؤولية . كما ان قيادة السيارة هي امتياز كذلك فان الحرية في المسيح هي امتياز ٌ للمؤمنين ايضا ً . في هذه الرسالة يخاطب الرسول يهوذا المؤمنين الذين تجاوزوا حدودهم في الحرية ، فهو لا يطيق اساءة استخدام هؤلاء لهذا الامتياز الممنوح لهم لانهم تعدوا عن قصد ٍ على قوانين الطريق التي يعرفونها جيدا ً

رسالة يهوذا 1 : 16 – 25
16 هؤلاء هم مدمدمون متشكون ، سالكون بحسب شهواتهم، وفمهم يتكلم بعظائم، يحابون بالوجوه من أجل المنفعة

17 وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح

18 فإنهم قالوا لكم: إنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات فجورهم

19 هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم، نفسانيون لا روح لهم

20 وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس ، مصلين في الروح القدس

21 واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية

22 وارحموا البعض مميزين

23 وخلصوا البعض بالخوف ، مختطفين من النار، مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد

24 والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج

25 الإله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدهور . آمين


كتب يهوذا هذه الرسالة الموجزة لتوبيخ المعلمين الكذبة ، فقد كان هؤلاء المعلمون الكذبة يعلمون المؤمنين انهم باستطاعتهم ان يعيشوا حياة لا اخلاقية لأن الله قد سامحهم ، لكن هؤلاء المعلمين الكذبة كانوا مخطئين في ذلك وسوف يعاقبهم الله على تعليمهم المضل هذا كما ورد في الاعداد 5 – 11 والاعداد 14 – 16
ما تزال الهرطقة التي كانت منتشرة في زمن يهوذا شائعة ً في يومنا هذا ايضا ً ، فالكثيرون يحاولون تبرير خطاياهم وافعالهم الخاطئة عن طريق اللجوء الى غفران الله ، لكن الله لم يغفر لنا لكي نستمر في فعل الخطية دون حساب فقد مات المسيح لكي يحررنا من الخطية لا لكي يمنحنا الحرية لعمل الخطية
احترس من نظرتك الى حريتك في المسيح ، لا تقترف الخطية عن قصد ٍ وتستخف بغفران الله بعد اشباعك لرغباتك ، فهذه الحرية هي امتياز ٌ يرافقه مسؤولية عظيمة ، لذلك عش حياتك بحكمة ٍ وقداسة ٍ امام الله .




 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
784 - عندما بدأ يسوع المسيح ارساليته على الارض ابتدأ يجمع التلاميذ حوله . اختارهم من عند بحر الجليل وناداهم ليتبعوه فتركوا قواربهم وشباكهم خلفهم وساروا خلفه . وتجمع حوله اثنا عشر رجلا ً سمعوا دعوته وجاؤوا ليصبحوا صيادي ناس خلفه . زاد الملتفون حوله ، سمعوا تعاليمه ورأوا اعماله وعاينوا معجزاته . ارادوا ان يتبعوه ويكونوا ضمن تلاميذه ، فوضع المسيح شروطا ً لتلمذته . وبينما هم يتزاحمون بكثرة حوله وهم يقتربون منه ليكونوا في رفقته وصحبته ، قال لهم : " «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِه ِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. .......... كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا." (إنجيل لوقا 14: 26 ، 27 ، 34 ) . شروط صعبة وتضحيات ٌ كبيرة واختيار ٌ صعب ًوقرار ٌ كبير ان تكون للمسيح تلميذا ً . تكون للمسيح تلميذا ً . كم من مرة ٍ جائه من يظن نفسه قادرا ً ان يتبع المسيح فيُصدم ويفهم ويُحجم . بينما هم سائرون في الطريق جائه من يقول : " يَا سَيِّدُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي " نظر اليه المسيح وقال : " لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ " ( إنجيل لوقا 9: 58 ) ليس في اتّباع المسيح راحة وليس له مكان اقامة . وقال لآخر اتبعني . فوجئ الرجل وتردد ، قال " يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي»." رأى المسيح تردده فقال له :" دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ . وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ ، وَلكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي . فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ : «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ»." اتّباع المسيح مكلّف ، ليس نزهة او لهوا ً او ارتخاء عزيمة او نعومة يد . السير خلف المسيح اولوية ، لم ينادي بالبغضة ، هو لا يريدك ان تبغض احدا ً لكنه يريدك ان تحسب النفقة جيدا ً ، اتّباع المسيح اول الاهتمامات . بجواره لا منافسة . محبته واتّباعه يتقدمان كل شيء وكل شخص وكل ارتباط . اتّباع المسيح حمل الصليب ، الصليب خشن ٌ ، قاس ٍ ، ثقيل ٌ ، طريقه وعر . العضلات الرخوة تنوء تحت ثقله ، الايدي الناعمة تُجرح وتنزف دما ً . الصليب ليس حملا ً فقط بل هو طريق ٌ للالم والمعاناة والاستشهاد . التلمذة للمسيح تنازل ٌ عن كل الحقوق . احسب النفقة والتكلفة جيدا ً لتتبعه وتسير خلفه .
 
أعلى