- إنضم
- 7 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 4,593
- مستوى التفاعل
- 192
- النقاط
- 63
637 - احيانا ً تهاجمنا الريح ، تهب وتعصف وتصخب بعنف ٍ وقوة ، تقتلع الاشجار وتهدم البيوت وتدفع كل شيء امامها وتحطمه . ونخاف ونصرخ ونحاول الاختفاء منها والاحتماء بعيدا ً عنها . ونشكو ونتذمرونعاتب الله ونصلي : يا رب الريح قاسية ٌ قاتلة . لكن الله يقول لك اليوم : لا ليست كل ريح قاسية وقاتلة . انا الله اسخّر الريح واستخدمها لنجاتك ولخلاصك . الا تذكر كيف ان الشعب كان محصورا ً بين البحر والصحراء ؟ . البحر ممتدا ًٌ امامهم بلا نهاية ، والصحراء تمتد خلفهم مغطاة بجيوش المصريين . وكل شيء كان ينذر بالموت والهلاك والفناء . في الامام بحر وفي الخلف جيش . بحر ٌ لا يُعبر وجيش ٌ لا يُهزم . وصرخ الشعب : المصريون علينا ، المصريون علينا . حصار ، كمين لا مفر منه ولا مهرب . وسمعت صراخ شعبي ورأيت معاناتهم وتدخلت ، ارسلت ُ ريحا ً شديدة ً عاصفة شقت البحر وجعلت مياهه سورا ً . وعبر الشعب البحر ، والماء سور ٌ على اليمين وسور ٌ على اليسار . شقت الريح البحر . وحين تبعهم المصريون وسط الماء ارجعت الريح البحر واغرقت جيش المصريين . ورنم الشعب وهلل لخلاص الرب ، قال : " نَفَخْتَ بِرِيحِكَ فَغَطَّاهُمُ الْبَحْرُ. غَاصُوا كَالرَّصَاصِ فِي مِيَاهٍ غَامِرَةٍ." ( خروج 15 : 10 ) هكذا استخدم الله الريح لخلاص شعبه . وحين غطى الجراد الارض . حين ضرب الرب المصريين بالجراد ، وبعد ان تراجع فرعون خوفا ً حين طلب من موسى وهارون ان ينقذاه ، وصليا للرب ، ورد ّ الرب ريحا ً غربية شديدة جدا ً حملت الجراد وطرحته في البحر . وانقذت الريح ارض مصر من الجراد ، القته في البحر ولم تبقى جرادة ٌ في الارض . قد لا تفهم سبب الريح التي تعصف حولك وتهاجمك . قد يمتلأ قلبك بالخوف منها ، قد تشكو وتتذمر وتندب . الريح إن ارسلها الله لا تكون قاسية ً قاتلة . الريح التي يرسلها الله لتعصف بحياتك رحيمة ٌ حانية . لا تفزع وهي تقلع الاشجار ، لا ترتعب وهي تهدم البيوت . فكما انها تقلع هي تُنبت . وكما انها تهدم هي تبني . الريح التي يرسلها الله قد تكون لخلاصك ونجاتك . . قد تشق امامك البحر ، قد تقيم الماء سورا ً عن يمينك وعن يسارك . قد تكون حافظة لك لا مهاجمة . قد لا تفهم الآن لكن حين تهدأ الريح سترى الاثر الذي تركته ُ خلاصا ورجاء .