تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
637 - احيانا ً تهاجمنا الريح ، تهب وتعصف وتصخب بعنف ٍ وقوة ، تقتلع الاشجار وتهدم البيوت وتدفع كل شيء امامها وتحطمه . ونخاف ونصرخ ونحاول الاختفاء منها والاحتماء بعيدا ً عنها . ونشكو ونتذمرونعاتب الله ونصلي : يا رب الريح قاسية ٌ قاتلة . لكن الله يقول لك اليوم : لا ليست كل ريح قاسية وقاتلة . انا الله اسخّر الريح واستخدمها لنجاتك ولخلاصك . الا تذكر كيف ان الشعب كان محصورا ً بين البحر والصحراء ؟ . البحر ممتدا ًٌ امامهم بلا نهاية ، والصحراء تمتد خلفهم مغطاة بجيوش المصريين . وكل شيء كان ينذر بالموت والهلاك والفناء . في الامام بحر وفي الخلف جيش . بحر ٌ لا يُعبر وجيش ٌ لا يُهزم . وصرخ الشعب : المصريون علينا ، المصريون علينا . حصار ، كمين لا مفر منه ولا مهرب . وسمعت صراخ شعبي ورأيت معاناتهم وتدخلت ، ارسلت ُ ريحا ً شديدة ً عاصفة شقت البحر وجعلت مياهه سورا ً . وعبر الشعب البحر ، والماء سور ٌ على اليمين وسور ٌ على اليسار . شقت الريح البحر . وحين تبعهم المصريون وسط الماء ارجعت الريح البحر واغرقت جيش المصريين . ورنم الشعب وهلل لخلاص الرب ، قال : " نَفَخْتَ بِرِيحِكَ فَغَطَّاهُمُ الْبَحْرُ. غَاصُوا كَالرَّصَاصِ فِي مِيَاهٍ غَامِرَةٍ." ( خروج 15 : 10 ) هكذا استخدم الله الريح لخلاص شعبه . وحين غطى الجراد الارض . حين ضرب الرب المصريين بالجراد ، وبعد ان تراجع فرعون خوفا ً حين طلب من موسى وهارون ان ينقذاه ، وصليا للرب ، ورد ّ الرب ريحا ً غربية شديدة جدا ً حملت الجراد وطرحته في البحر . وانقذت الريح ارض مصر من الجراد ، القته في البحر ولم تبقى جرادة ٌ في الارض . قد لا تفهم سبب الريح التي تعصف حولك وتهاجمك . قد يمتلأ قلبك بالخوف منها ، قد تشكو وتتذمر وتندب . الريح إن ارسلها الله لا تكون قاسية ً قاتلة . الريح التي يرسلها الله لتعصف بحياتك رحيمة ٌ حانية . لا تفزع وهي تقلع الاشجار ، لا ترتعب وهي تهدم البيوت . فكما انها تقلع هي تُنبت . وكما انها تهدم هي تبني . الريح التي يرسلها الله قد تكون لخلاصك ونجاتك . . قد تشق امامك البحر ، قد تقيم الماء سورا ً عن يمينك وعن يسارك . قد تكون حافظة لك لا مهاجمة . قد لا تفهم الآن لكن حين تهدأ الريح سترى الاثر الذي تركته ُ خلاصا ورجاء .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
638 -الانسان حين يحل به خير يفرح ويسعد ويغني ويرنم . وحين يحل به شر ٌ يكتئب ويحزن ويبكي ويشكو ويتذمر . لكن المسيحية كسرت تلك القاعدة وقلبت تلك البديهية . المسيحية اتت بالترنيم وقت الضيق وبالاغاني عند حلول الشر . وسط الاضطهاد والمسيحيون يقادون الى القتل والموت والاستشهاد ، وهم يلقون للوحوش الكاسرة لتفترسهم اثناء اضطهاد الرومان . كانت تصعد اصواتهم وتعلو بالتسبيح والترنيم والغناء . كان صوت ترنيمهم يغطي صوت زئير الوحوش وصراخ الجماهير .والمسيحي حين يواجه العقبات والمشاكل والاضطهاد يرنم . يقول بولس الرسول : " لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ." الام من اجل المسيح اسمى من الايمان وحده . وحين كانت الاحجار تُلقى فوق جسد المسيحية الاول استفانوس ، والاحجار تتساقط على جسده تحطمه وتمزقه ارتفع وجهه وكان كأنه وجه ملاك . المؤمن وسط الضيق يرى المسيح مصلوبا ً لأجله فيسعد ويفرح . ويتشكل الالم داخله انغاما ً وموسيقى والحانا ً فيغني ويرنم . مرت باحد القديسين ضيقة ٌ وظلم ٌ واضطهاد وبينما هو في بيته وسط الظلام والبرد والوحدة اشعل نارا ً في مدفأته وجلس وادهشه انه والظلام يغطي المكان والبرد يملأ البيت سمع صوت موسيقى رتيبة جميلة ولم يكن حوله شيء تنبعث منه موسيقى هكذا . فحص المكان وبحث عن مصدر الموسيقى فوجد بالنار قطعة خشب تحترق وفي احتراقها يصدر منها صوت موسيقى شجية كانت فرعا ً من شجرة خاصة . وكانت تلك الشجرة كبيرة وارفة تعشعش فيها طيور ٌ مغردة واختزنت الشجرة وفروعها تلك الانغام ، فلما دخلت النار اخرجتها الحانا ً شجية جميلة رفعت روح الرجل وملئت قلبه تعزية وفرحة ، وشارك الخشب المحترق في الغناء ورنم وسبّح ونسى معاناته . قد تكون تمر في نار ٍ حامية تُحرق . النار تستطيع ان تُخرج من داخلك لحنا ً . التجربة تستطيع ان تعزف على قيثارتك فترنم . رنم للرب " رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ." ( مزمور 96 : 1 ) " يَحْمَدُكَ يَا رَبُّ كُلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ ، وَيُرَنِّمُونَ فِي طُرُقِ الرَّبِّ ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ عَظِيمٌ." ( مزمور 138 : 4 ، 5) الصدّيق كما يقول سليمان الحكيم : " الصِّدِّيقُ فَيَتَرَنَّمُ وَيَفْرَحُ." ( امثال 29 : 6 ) .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
639 - كثيرا ً ما ننظر فنجد اعدائنا قد انتصبوا اقوياء حولنا . زادوا طولا ً وعرضا ً وقوة ، ونحن كالأقزام صغار ٌ ضعفاء . حجبوا عنا الشمس ومنعوا عنا الخير وهددوا سلامنا وأمننا . ونخاف ونرتعب وننكمش رعبا ً منهم ونختبئ في جحورنا وننزوي . وكلمنا أمعنا النظر فيهم زادت قامتهم طولا ً وزادت اجسادنا قصرا ً . حين ارسل موسى رجالا ً يتجسسون ارض كنعان والشعب الساكن فيها ورأوا قوة الرجال ، رأوهم عمالقة جبابرة اشداء ، خافوا منهم وفزعوا ، وعادوا قائلين "وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ ، بَنِي عَنَاق مِنَ الْجَبَابِرَةِ. فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ " ( عدد 13 : 33 ) رأوا انفسهم جرادا ً صغار . هكذا كانوا في أعين انفسهم وأعين اعدائهم ، جراد ٌ ودود ٌ حقير . وهكذا رأى اخوة داود ورجال شاول الصبي داود ، فتى صغير بيده عصا راع ٍ ومقلاع صبي يلعب به ... جرادة ، دودة حقيرة . لكن الله جعل حصى مقلاع داود سهما ً حادا ً قويا ً ضرب جبهة جوليات . الحجر المرسل من مقلاع الفتى الصغير اسقط جوليات الجبار . وانتصر القزم وقُتل العملاق وغنت النساء قائلات : " ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رِبْوَاتِهِ." ( 1صموئيل 18 : 7 ) واختار الرب جدعون ليذهب ويخلص الشعب من اعدائه ، واعترض جدعون ... قال : " بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى ، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي " ( قضاة 6 : 15 ) فقال له الرب : " إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ " وانقذ جدعون الشعب وغلب اعدائه ، وتحقق فيه قول الملاك حين رآه : " الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ " الله يرانا على حقيقتنا حتى ولو كنا في أعين انفسنا جرادا ً أو دودا ً . الله لا يرانا بقدرتنا المحدودة وحجمنا الصغير بل بل بقوته هو وحجمه هو . ويقول الله لشعبه على لسان اشعياء النبي " لاَ تَخَفْ يَا دُودَةَ يَعْقُوبَ،....... . أَنَا أُعِينُكَ ، يَقُولُ الرَّبُّ ...... هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ نَوْرَجًا مُحَدَّدًا جَدِيدًا ذَا أَسْنَانٍ. تَدْرُسُ الْجِبَالَ وَتَسْحَقُهَا، وَتَجْعَلُ الآكَامَ كَالْعُصَافَةِ. تُذَرِّيهَا فَالرِّيحُ تَحْمِلُهَا وَالْعَاصِفُ تُبَدِّدُهَا، وَأَنْتَ تَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ " لا تنظر الى نفسك باحتقار ، لاتقلل من شأن ذاتك . لا ترى نفسك جرادة في مواجهة جبابرة أو دودة امام نورج . الله يجعل الجرادة جبار بأس والدودة نورجا ً باسنان حادة . الله قادر ان يقويك لتهزم كل القوى الظالمة التي تهاجمك . وتدوس جبال الشدائد والعقبات والهموم وتسحقها . تشدد في الرب وتشجع . تقوى في الرب واطمئن .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
640 - يواجهنا العالم احيانا ً بظلمه ويهاجمنا بقسوة ووحشية . ولا يكون لهجومه مبرر ، يهاجمنا لما نحن عليه لا لما نفعل . لا رد على عمل لم يعجبه قمنا به بل تهجم علينا لاننا لسنا منه . قال المسيح : " لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ ............ لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. " وقال ايضا : " إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. " ( يوحنا 15 : 18 ) ونغضب ، تمتلأ قلوبنا بشعور ٍ قاس ٍ بالظلم فتغضب ، ونحاول ان نرد الاعتداء بالدفاع ، ندافع عن انفسنا بقوة ، نصد الهجمات ، نتراشق بالسلاح . السلاح الغاشم لا بد ان يقابله سلاح ٌ يصده . هذاما فعله بطرس حين غزا الجند والخدم والجموع بستان جثسيماني . جاؤوا ليمسكون بيسوع ليصلبوه وواجههم بطرس بسيفه وضربهم . وقال له المسيح : " رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ " ( متى 26 : 52 ) ووقف المسيح مقيد اليدين مجروحا ً مهانا ً موثقا ً أمام بيلاطس الوالي ، وكان اليهود والكهنة والجموع يشتكون عليه ، يدعون ويشهدون كذبا ً عليه . وسأله بيلاطس : " أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟ " هذا الادعاء الصارخ حولك ؟ أتسمع ، أترى كل هؤلاء الذين حولك يطلبون صلبك ؟ أترى ذلك كله ؟ وكان المسيح يرى ويسمع لكنه لم يجب بشيء . الاصوات الصاخبة حوله تكذب وتتهم اكذب التهم واحقرها . والانظار حوله تطعن والايادي ترتفع وتتحرك وتهدد . كان المسيح يستطيع ان يدحض كل ادعائاتهم . كان يقدر ان يرد كل هجماتهم ويصد كل اقوالهم . نفخة ٌ منه تفنيهم . كلمة ٌ منه تهلكهم ، حركة ٌ منه تمحيهم من الوجود . في يده كل قوة ٍ في السماء وعلى الارض . تحت سلطانه جند السماء وملائكتها . وما يواجهه ظلم ، حقد ٌ بلا سبب ، كراهية ٌ وغل ٌ وبغضة فاجرة . لكنه واجه ذلك كله بصمت بسكون بصبر بوداعة بطول اناة . ولو تمعنا في ذلك المشهد لوجدنا الظالمين يرتجفون ويرتعبون ، والمظلوم يصمد بقوة بثبات وشجاعة وقوة وصلابة . حين يواجهك الظلم باسلحته الدامية أصمت . حين تتصايح حولك الاتهامات الكاذبة اسكت . صد الهجمات بالروح الساكن فيك . الروح الذي يثمر محبة ً فرحا ً سلاما ً طول اناة . لطفا صلاحا ً ايمانا ً وداعة ً تعففا ً . هكذا تدحر الظلم وتغلب كما دحر المسيح الظلم وغلب .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
641 - تمر بنا احداث ٌ صعبة ، تواجهنا تجارب متنوعة ، نحس بيد الله تمسك بنا ، تشدنا وتجذبنا ، تثنينا وتفردنا . وفي جذبه لنا نتألم ونتلوى وفي ثنينه نعاني ونتوجع ، لكننا نعلم انه يفعل ذلك لفائدتنا لصالحنا لخيرنا ، يريدنا ان نصل الى وضع ٍ خاص معين محدد لنخرج النغمة المطلوبة ، كما يفعل عازف الكمان وهو يجذب اوتاره ويشدها بقوة حتى تصل الى حال ٍ تصلح لتقدم درجة النغم المضبوطة . وهو يضبط نغمتنا عليه ، يحدد درجة النغم على سلمه الموسيقي ، فعازف الكمان يضبط انغام كمانه على الاصوات الصادرة من البيانو مثلا ً ، يصغي باذنه لصوت البيانو ويضع اذنه على صدر الكمان ويسمع أداء اوتاره ، ويشد ويرخي الوتر بعد الوتر ويجذبها او يمددها حتى تُخرج النغمة الصحيحة . هكذا الاحداث والتجارب المتنوعة التي يمررنا الله بها . حركة اصابع الله على اوتار حياتنا بجذب ٍ أو شد أو ارخاء ، يضبطنا بها عليه لنظهر الانغام المشابهة لانغامه ومعاييره ومقاييسه . وفي ذلك كله نشدو ونغني ونصدح ونرنم بالحان ٍ تعزف سمفونية ارادته . يقول بطرس الرسول لنا : " أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ ، بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ ، افْرَحُوا " ( 1 بطرس 4 : 12 ، 13 ) الجذب والشد ، التشكيل والضبط يؤلم ، المسيح ايضا ً تألم ، واللحن حين يعلو والموسيقى تملأ المكان ، نفرح فرح المسيح . كما في الألم كذلك الفرح . الفرح يخرج من شرنقة الألم . تعيش الفراشة في قلب الشرنقة الضيقة المظلمة وقتا ً من الزمن حتى تتكون اجنحتها وتتقوى وتمزق الشرنقة وتخرج طائرة ً في النور . مر ّ داود في طرق ٍ وعرة ، هرب طويلا ً من وجه شاول ، اختبأ في الكهوف والجحور ، جاع ، تعب ، عانى من البرد والحر ، واخرج من قلبه الحزين وحياته المشردة مزامير خالدة تعبر عن اتكاله على الرب واعتماده عليه . مزامير مشجعة معزية فرحة . الانتظار بين يدي الرب والاشتراك في آلامه يوحدك به . التسليم لاصابعه تتحرك في حياتك تشكلك على صورته . الله يعمل فيك دائما ً ليظهر صفاته فيك . تنعكس على مرآة حياتك محبته ُ ونعمته .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
462 - مات ابنها وحيدها ، دخل الموت بيتها للمرة الثانية بمنجله الحاد القاسي . حصد حياة زوجها وترك طفلا ً رخصا ً بين يديها تشقى في تربيته وحدها . واثمر جهادها وكبر ابنها وعبر مرحلة الطفولة الى الصبوّة الى الشباب . وفي وسط فرحها به ، في بداية جني تعب صبرها جاء الموت ليأخذ حياة وحيدها . وكانت الطعنة اعنف من الطعنة الاولى . تجمدت الدموع في مقلتيها ، كونت غلالة سوداء من الحزن صبغت الحياة والناس حولها باللون الاسود . كل ما حولها اسود ، كل من حولها باك ٍ ، هي ذاتها الحزن ، الحزن مجسما ً . وأخذوه من بين ذراعيها ولفوه باثواب رائحتها الموت فللموت رائحة . وامتلئت رئتاها برائحة الموت وعيناها بلونه الاسود ويداها بملمسه اللزج . وسارت خلف نعش ابنها وحيدها الميت تقودها النسوة . وتتحرك اقدامها بدفع الايدي الحانية التي تسندها بل تحملها . واخترق الظلام الاسود لسان برق ٍ ناصع البياض . امتدت يد لابس الرداء الابيض ولمست جدار النعش . ووقف الموت ، سكنت حركة النعش ، فزع الموت وارتعب . وبصوت ٍ كحد السيف مزق السكون وقال : " أَيُّهَا الشَّابُّ ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ " ( لوقا 7 : 14 ) وهرب الموت ، انظلق جاريا ً الى الهاوية وجلس ابنها في النعش ، جلس حيا ًُُ ، عاد لون الحياة يغزو البدن الشاحب ، عاد بهيا ً نظرا ً ، جلس حيا ً عادت نبضات القلب ، عادت بسمة الوجه ، عاد الصوت وتكلم ، وتمزق الصمت ، تغير اللون الاسود ، غزته الوان الطيف وصبغته . وارتفعت من القلوب ضحكات ، الفرحة قتلت الحزن وصرعت الالم .
ينزل الموت ساحتنا ويدخل بيوتنا يصبغها بالسواد ، وتزكم رائحته الانوف وتلوث لزوجة ملمسه الايدي ، تئن نفوسنا وتنحني رؤوسنا وتتفتت وتنكسر قلوبنا ، ونصرخ ونستنجد ونستغيث ، ويسمع ويُسرع ويأتي ، يأتي صاحب الرداء الابيض الناصع ويمزق الستار الاسود . ويلمس نعش قلوبنا فنقوم ونجلس بقوة الايمان والرجاء . وتعود لنا البهجة . نصبح بالمسيح " كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ " ( 2 كورنثوس 6 : 10 ) .. حين يهاجمك الحزن ، حين يلقي بكل ثقله عليك ، ارفع صوتك اصرخ استنجد إستغث . الرب ينصت لك ، يسمع ، يُسرع ، يأتي ويحول حزنك الى فرح .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
463 - نأتي الى الله مصلين نسأله ونطلب منه احتياجا ً لنا . نجلس امامه او نسجد في حضرته ونرفع وجوهنا متردية ً اليه . نحرق بخور الايمان له ، نحن نؤمن به ، نعرف انه قادر . حاجتنا عنده ، مخازنه مملوءة بالبركات .، غني ٌّ هو وسخي . وتتابع انظارنا البخور الصاعد ، بياض دخانه ِ يشوبه سواد . سواد ٌ خفيف لكنه ظاهر . سواد ُ يشوه ويشين ويفسد البخور . شك ٌ يهاجم عقولنا ، شك ٌ يثقّل قلوبنا ، شك ٌ صغير في حجم كف اليد . هو الله القادر فعلا ً ، لديه احتياجنا وهو غني ُ جدا ً وسخي ، لكنه قد لا يجيب . يسمع ولكنه قد لا يستجيب . وتهتز طلبتنا ويخفت صوتنا وترتجف شفاهنا وترتعش ايدينا . ونلقي بمزيد ٍ من البخور في المبخرة . بخور اختباراتنا السابقة معه . كم من مرة ٍ جئنا اليه وسمع . كم من مرة ٍ سألنا فاعطانا . طلبنا ووجدنا ، قرعنا وفتح لنا ، لكن هذه المرة قد لا يُعطي . وتزداد مساحة البقعة السوداء ، تكبر وتزيد عن كف اليد ، ونلقي بمزيد من البخور في المبخرة ، نرجع الى مواعيد الله ، الى كتابه وكلامه . نتصفحه ، نجول فيه ، نبحر فيه ، نلتقي بابراهيم واسحق ويعقوب . نقابل نوح وموسى وصموئيل وداود ، نرى التلاميذ ، نشاهد معجزات المسيح . نسمعه وهو يقول للاعمى الذي صرخ اليه : " إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ " ( لوقا 18 : 42 ) وللمرأة نازفة الدم التي لمسته وسط الزحام الذي حوله : " إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ " ( متى 9 : 22 ) ويقول لنا : " وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ " ( متى 21 : 22 ) ويؤكد لك كما قال مؤكدا ً لمرثا : " إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ ؟ " ( يوحنا 11 : 40 ) حين كان مجتازا ً تبعه اعميان صرخا قائلين : " ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ " ( متى 9 : 27 ) وسألهما المسيح : " أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟ قَالاَ لَهُ : نَعَمْ ، يَا سَيِّدُ . حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: بِحَسَب إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا " ( متى 9 : 27 – 29 ) وكان ايمانهما كافيا ً " فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا " وابصرا ... حين نسترجع ذلك ونتذكره تختفي البقعة السوداء ويعود دخان البخور ابيضا ً ناصعا ً . ونصل الى درجة الايمان الكافي ليحقق طلباتنا من الله ويستجيب . بحسب ايمانك يكون لك على قدر ايمانك تحصل على طلبتك . عند خلق العالم قال فكان ، وحتى اليوم يقول فيكون .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
644 -يضع الله امامنا وعودا ً كثيرة رائعة في كتابه وبكلماته المقدسة ونفرح بها ونسعد ، ونقضي أوقاتا ً جميلة ونحن نتذكرها ونتلوها . وتأتي الاوقات التي نحتاج فيها الى الله ليعين ويعطي وليبارك . ونتقدم اليه ونرفع طلباتنا اليه ضعيفة ً هزيلة ً عاجزة . وترتفع اليه مرتعشة متخاذلة ، غير محدودة ، بلا هدف او قصد . وننتظر ونمل ونصد ونتباعد ونتصور ان الله لا يستجيب . كيف لا يستجيب وهو قد وعد . كيف ينسى وهو قد تكلم ؟ . في هروبه من بيته وارضه التقى يعقوب بالله ورأى سلم الله وملائكته . وقال له الله : " وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ " ( تكوين 28 : 15 ) وفي عودته الى ارضه وخوفه من لقاء عيسو اخيه رفع وجهه لله وصلى . قال : " يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ ، الرَّبَّ الَّذِي قَالَ لِيَ: ارْجعْ إِلَى أَرْضِكَ " ( تكوين 32 : 9 ) ذكّر يعقوب الله الرب بوعده وقوله وكلامه بأن يحسن اليه . اعترف بضعفه وعجزه وخوفه . قال : " صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ. فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ ، وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ. نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُوَ، لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي الأُمَّ مَعَ الْبَنِينَ. وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ لِلْكَثْرَةِ " ( تكوين 32 : 10 – 12 ) اعاد يعقوب في صلاته قول الله له ووعده بالاحسان اليه . أكد له تصديقه لكلامه واعتماده على امانته وتمسكه بقوله . واستجاب الرب لصلاة يعقوب ونجاه وباركه واحسن اليه . حين تأتي الى الله تعال اليه متسلحا ً بوعده متمسكا ً بعهده . الله لا يمكن ان ينكر قوله السابق او يغير كلامه الذي قاله . عندما يعدنا الله ويتكلم معنا فهو يضع نفسه تحت تصرفنا ، يصبح مستعدا ً لعمل ما وعد به وتكلم ، يكون جاهزا ً للاستجابة . بينما كان المسيح خارجا ً من اريحا مع تلاميذه ، كان بارتيماوس الاعمى جالسا ً . وسمع صوت يسوع وتلاميذه فابتدأ يصرخ ويقول : " يَا ابْنَ دَاوُدَ ، ارْحَمْنِي " وناذاه المسيح وسأله : " مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ " وبلا تردد وبلا تفكير قال : " يَا سَيِّدِي ، أَنْ أُبْصِرَ " وشفاه المسيح ، استجاب لطلبه " فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ " . حين تأتي الى المسيح حدد طلبتك وعينها .
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
عظيم و قدوس الله كثير الرحمه ربنا يبارك تعب محبتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
645 - بعض ايامنا سوداء ، ايام يأس ٍ وقنوط والم ومعاناة . ليس بها نقطة ٌ بيضاء ، داكنة ٌ قاسية ، حزينة ٌ مؤلمة ٌ كريهة . نحس وسط الظلام بالوحدة ، لا صوت ولا حركة ولا نور . وفي الظلام يتضخم حجم الألم وفي السكوت يتضاعف صوت الأنين . لكننا نعرف ان الله موجود . الايمان يفتح انظارنا في الظلام فنراه . وهو ينقذ ، ويسرع وينجد ، الايمان يسمعنا صوته بوضوح ٍ في السكون . الايام المظلمة السوداء مدرسة الله التي تقودنا الى النور . ايام السكون والوحدة والوحشة مدرسة الله التي توصلنا للشركة معه . مر ابراهيم وسارة بسنوات عجاف سوداء بلا ولد ٍ ولا ذرية ، وبعد سلسلة ٍ من الاختبارات والصمود جاء اسحق بعد أن شاخا . مر يوسف بسنوات جافة سوداء بعيدا ً عن ابيه وبيته وعبر جسورا ً كثيرة وتمسك بايمانه بالرب فاعتلى العرش . وكل رجال الله ونسائه احاطت بهم سنوات طويلة سوداء . والايمان الصامد وحده هو الذي يبدد الظلام ويطرد السواد . يقول كاتب الرسالة الى العبرانيين : " وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ." ( عبرانيين 11 : 6 ) وقف الفتية الثلاثة امام نبوخذ نصر متهمين بعصيان امر الملك . رفضوا السجود لتمثال الذهب حين علا صوت العزف والموسيقى .قابلوا غضب الملك بالصمود والثبات وهو يقول : " من هو الاله الذي ينقذكم من يدي " ( دانيال 1 : 15 ) وبايمان ٍ ومعرفة بذلك الاله قالوا : " هُوَذَا يُوجَدُ إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ." ( دانيال 3 : 17 ) ايمان قوي صامد يرضي الله لذلك نجاهم الرب من اتون النار ولم تمس النار شعرة ً من رؤوسهم ، واعترف نبوخذ نصر الملك بالله وقال : " تَبَارَكَ إِلهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، الَّذِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَ عَبِيدَهُ الَّذِينَ اتَّكَلُوا عَلَيْهِ " في جثسيماني رفع المسيح رأسه للآب وقال بايمان : " يَا أَبَتَاهُ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ . وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ " ( لوقا 22 : 42 ) هذا هو الايمان : إن شئت .. ولكن لتكن ارادتك . في وسط اللحظات السوداء في البستان في المعاناة وقطرات عرق المسيح تسيل كقطرات دم ٍ من جبينه ، يقول : إن شئت .. إن أردت فلتكن مشيئك وارادتك . هذا هو الايمان الذي يبدد سواد الايام واللحظات .
آمنت يا رب فقوي ايماني
شدد يقيني وزد فيك إركاني

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
646 - الهك غني ، غني ٌ جدا . خزائن السماوات حافلة ٌ بكل البركات . الله قادر ٌ قوي ، كل ما شاء صنع وكل ما قال فعل . وانت وانا وكل ابن لله له كل ما لله ، خزائن السماء وكنوز الارض " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) هل تؤمن بذلك ؟ هل تؤمن ؟ اطلب لنفسك آية من الرب الهك ، عمّق طلبك أو رفّعه ُ الى فوق " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ . إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً." أترى ؟ الله غني وغناه كله في متناول يدك ، اطلب ما شئت ، أطلب . هو قادر ٌ أن ينفذ طلبتك مهما عظمت ، حلّق بايمانك واطلب وطالب بما تشاء . كل ما تراه بالايمان هو لك . بوسع الله ان يهبك اياه . ارفع عينيك ، وسّع خيالك ، ثقّل طلباتك الزمنية والروحية . أقترب من الله ، ثق في كلمته ، اعتمد على امانته واطلب تنل . . خرج ابراهيم ولوط وسارا في الارض معا ً ، وحدثت مخاصمة بين رعاة ابراهيم ورعاة لوط . تشاحن الرعاة وهدد سلام الشركة بينهما فقال ابراهيم : " لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ. أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِينًا ، وَإِنْ يَمِينًا فَأَنَا شِمَالاً." ( تكوين 13 : 8 – 9 ) واختار لوط الارض الخضراء الخصبة وارتحل شرقا ً وقبل ابراهيم ارض كنعان وارتحل اليها . وبعد ان ذهب لوط قال الرب لابراهيم : " ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا ،لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ " كل الارض لا اليمين او الشمال فقط كما قال ابراهيم للوط ، بل كل الارض، كل الارض من جميع الاتجاهات اعطاها الله لابراهيم . هكذا الله يعطيك كل ما تستطيع ان تتخيله وتراه بعين ايمانك . احيانا ً نقلل من حجم الله حين نقلل من حجم طلباتنا منه . الله عظيم ، الأعظم . اجعل طلباتك عظيمة ، اعظم الطلبات . لا تهتم بما تأكل أو بما تشرب ، الأكل كله حولك ، الشراب كله حولك . الله يدبراكل الاسد ويدبر طعام النملة . الله يوفر شراب الفيل ويوفرشراب العصفور . اطلب ما هو اعظم ، اطلب ملكوت الله وهذه جميعها تزاد وتضاف وتُعطى لك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
647 - يقول الرب : يا ابني ليس من الضروري أن تعرف الكثير لتدخل السرور الى نفسي ، يكفي ان تحبني كثيرا ً . تعال وتحدث معي كما تتحدث مع امك عندما تضمك الى صدرها . هل عندك ما تريد ان تصلي لأجله ؟ كرر علي اسماء اقربائك واصدقائك وقل لي ما يحتاجون . اطلب كثيرا ً فاني احب النفوس السخية في الطلب التي تنسى نفسها في سبيل الآخرين . اخبرني عن الخطاة الذين يسرك ان اخلصهم ، عن المرضى الذين يقاسون الآلام ، وتذكر بأني وعدت بأن اسمع كل الصلوات الصادرة من القلب .
يا ابني هل توجد بركات ٌ ونِعم ٌ تسألها لنفسك ؟ أو اخبرني كم انت محب ٌ للتفاخر أو كم انت حساس ٌ أو كسول ٌ لا هم لك الا التفكير بنفسك .. اسألني لأعطيك الغلبة على هذه الخطايا ولا تخجل فإن عندي في السماء قديسين كثيرين كانت لهم نفس هذه الاخطاء وصلوا لأجلها . يا ابني ماذا تريد اليوم ؟ . كم انا متشوق أن اصنع لك خيرا ً ، فهل لديك مشروعات خاصة ؟ ضعها كلها امامي . اخبرني عن مواضيع اهتمامك وعن الدوافع التي تواجهك وعن الوسائل التي تريد استخدامها وسأجعل لك كل الظروف التي اراها لازمة لك ، فكن هادئا ً .
يا ابني هل لديك بعض المخاوف التي تعذبك ؟ سلّم نفسك بالكامل لعنايتي ... أنا الله الموجود ، أنا الكل في الكل ، لا اتركك . هل حولك من البعض الذين اصبحوا اقل عطفا ً عليك أو أقل حبا ً ؟ صلي الي ّ ذاكرا ً اياهم وانا اضمن عودتهم اليك . أليس لديك افراح ٌ تريد ان تخبرني بها ؟ لماذا لا تجعلني اشاركك في سعادتك ؟ هل لديك تعهدات تقدمها لي ؟ أنا استطيع ان اقرأ اعماق قلبك فكن مخلصا ً في تعهداتك .
حسنا ً يا ابني اذهب الآن واستمر في عملك . كن صامتا ً ومتواضعا ً خاضعا ً شفوقا ً وتعال في الغد وقدم لي قلبا ً أكثر حبا ً واكثر تكريسا ً ، وغدا ً ستجد عندي الكثير من البركات .

 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
كل المجد والكرامه لك يا رب ـ شكرا لتعب محبتكم ربنا يبارك حياتكم و يزيدكم بركات
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
كل المجد والكرامه لك يا رب ـ شكرا لتعب محبتكم ربنا يبارك حياتكم و يزيدكم بركات

شكراا sandymena31
الرب يبارك حياتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
648 - أمر الرب يشوع ان يعبر مع الشعب للحرب الى عربات اريحا . وكان نهر الاردن العظيم فاصلا ً بين الشعب وبين اريحا . لا بد من عبور النهر وعبور الشعب كله في النهر مستحيل . مياه النهر عميقة ، تياراته قوية ، المياه تنحدر من اعلى تكتسح كل شيء ، لكن يشوع كان يعرف الهه جيدا ً وعبر بقوته بحر سوف . وكلم الرب يشوع وكلفه بأن يجعل الكهنة يحملون تابوت الرب على اكتافهم ويتقدمون وهم يحملون التابوت امام الشعب الى نهر الاردن . وقال يشوع للشعب : " تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَدًا فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ ......... بِهذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ الْحَيَّ فِي وَسَطِكُمْ ...... هُوَذَا تَابُوتُ عَهْدِ سَيِّدِ كُلِّ الأَرْضِ عَابِرٌ أَمَامَكُمْ فِي الأُرْدُنِّ ..... وَيَكُونُ حِينَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا فِي مِيَاهِ الأُرْدُنِّ، أَنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ، المِيْاهَ الْمُنْحَدِرَةَ مِنْ فَوْقُ ، تَنْفَلِقُ وَتَقِفُ نَدًّا وَاحِدًا " وتقدم الكهنة والتابوت على اكتافهم وايديهم ممسكة به بقوة واخذوا يخطون نحو النهر خطوة وراء خطوة . خطوا ببطء وحرص وتردد ، سمعوا قول يشوع وعرفوا قدرة الله لكنهم ترددوا . المسؤولية عليهم ثقيلة ، ماذا لو لم يحدث كما قال لهم يشوع ؟ ماذا يفعلون ؟ سيتصور الشعب ان عدم انشقاق ماء النهر بسببهم هم السبب ، فالله قوي قادر يعرفون مدى قدرته تماما ً ، ويشوع قائد ٌ عظيم لا تقل عظمته عن عظمة موسى نفسه ، والتابوت هو تابوت الرب سيد الارض كلها . لا مجال للفشل الا فيهم هم وفي اقدامهم الخائرة الضعيفة العاجزة . وخطوا خطوة اخرى وخطوة ً اخرى وزاد بطء الخطوات وضيقها ووصلوا الى حافة النهر الى الماء ، نظروا الى مياه النهر العميقة . ماذا لو لم ينفلق النهر وينشق ؟ يغرقون ويغرق التابوت ويتراجع الشعب وتتوقف المسيرة . اختلسوا النظر الى الخلف ، الشعب يراقبهم يراقب تقدمهم ، ودفعتهم النظرات المتلهفة الى التقدم . لمست اقدامهم الارض الرطبة ثم المياه الجارية وعاصت اصابع اقدامهم في الماء ثم امشاطها ثم غاصت بطون اقدامهم في ماء النهر . وما ان استقرت بطون اقدامهم في المياه حتى توقفت المياه ، وقفت تماما ً ثم انسحبت على الجانبين وظهرت اليابسة ، قاع النهر تحت اقدامهم جاف ٌ يابس ،وامتلئت اقدامهم وسيقانهم بالقوة والجرأة والثقة واتسعت الخطوات وقويت ، وعبروا النهر وتابوت عهد الرب سيد الارض كلها على اكتافهم وعبر كل الشعب خلفهم ... وانت تستطيع ان تعبر انهار الحياة الصاخبة . الهك هو الرب سيد الارض كلها . اعبر بسلام ومع السلامة ، اعبر بسلام في رعاية الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
649 - حدث قديما ً أن راهبا ً ناسكا ًً كان يعيش بعيدا ً وسط الصحراء المتسعة القاحلة ولم يكن له الا النزر القليل يأكل منه ويحيا ، يتعبد الى الله بعيدا ً عن الناس . ولما لم يكن لديه زيت يأكل منه أخذ شجرة زيتون وغرسها امام صومعته ثم رفع وجهه الى الله وصلى قائلا ً : ربي ارسل الي المطر لتنمو زيتونتي . وارسل الله المطر استجابة لطلبة الراهب . ونزل المطر وانتعشت الزيتونة ونمت . وبعد قليل صلى لله وقال : ربي ان زيتونتي الآن تحتاج الى لشمس ، ارسل لها الشمس . واجاب الله سؤال الراهب مرة اخرى وارسل الشمس وتبددت الغيوم وغطت الشمس الزيتونة ، واستفئدت وانتشت ومدت فروعها واوراقها ، نشرتها تحت الاشعة الدافئة . ومرة ثالثة صلى لله وقال : والآن يا الهي زيتونتي تحتاج الى البرد والصقيع . واعطاه الله بردا ً وصقيعا ً حل بالزيتونة ودبت القوة في جذع الشجرة واغصانها . ونمت الزيتونة وعلت وكثرت فروعها وامتلئت بالاوراق وثمرات الزيتون الصغيرة . الا انها عندما حل المساء ذبلت الزيتونة ويبست وتخاذلت وسقطت وماتت . وحزن الراهب جدا ً وتألم ، كل هذا طلبه واعطاه الله طلبته ، ثم تموت الزيتونة . وربت راهب عجوز على كتفه وقال له : لا تحزن فانت اردت ان تقوم بعمل الله ، طلبت ما ظننته لازما ً لنمو الزيتونة وتقويتها ، تصورت نفسك قادرا ً على احيائها .وانا مثلك احتجت للزيت فاحضرت شجرة زيتون صغيرة وغرستها في الارض ايضا ً ، لكنني استودعتها عناية الله وطلبت مه ان يزودها بما تحتاج اليه وان يرعاها . هو الذي خلقها وهو يعرف ما تحتاج اليه من هواء ٍ ومن شمس ٍ ومن مطر ٍ ومن ثلج وهو قادر ان يوفرذلك لها . لن يسمح بأن تجف او تيبس او تسقط وتموت ، وانبتها الله واحاط بها بعنايته ورعايته فاثمرت وامتلئت بالزيتون الكبير . وهذا ما يفعله الله بكل خلائقه التي خلقها النبات والحيوان والانسان . وقال المسيح : " تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو" ( متى 6 : 28 ) إن تأملنا فيها ودققنا النظر عن قرب وراقبناها وهي تنمو نرى العجب . نرى النبتة تشق التربة وترتفع الى اعلى ويعلو ساقها الهش الى فوق ثم تخرج الفروع من جذعها وتنمو وتكبر وتخرج الاوراق وتغطيها . وانت ، الست اغلى عند الله من زنابق الحقل ، انت اغلى بكثير وهو القادران يوفرلك كل شيء لتنمو وتُزهر وتحيا وتُعطي ثمرا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
650 - ونحن نعمل يهاجمنا التعب ، نتألم ، نتوجع ونشكو ونتضرر ونتذمر . تتخاذل ايدينا وتثقل حركتنا ويتضائل نشاطنا وتخبو حيويتنا . ومن اعماق الارهاق والتعب نصرخ ونشكو وننعي حظنا . ما الذي جلب علينا هذه اللعنة ؟ لعنة العمل ، لماذا نشقى هكذا ؟ ونتذكر أبانا آدم وهو يقف منكّس الرأس أمام الله وهو يقول له : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ." ( تكوين 3 : 17 ) بعرق وجهك تأكل خبزا ً حتى تعود الى الارض التي أُخذت منها . ويزيد من شعورنا بالتعب تصورنا ان كل ما نعانيه ليس لنا يد ٌ فيه . واذا بنا نرى في العمل لعنة ، لعنة ً لعن بها الله آدم وذريته من بعده . العمل نعمة ، بركة ، هبة من الله لنا ولكل من يؤمن به ويعبده . عرق الوجه ، حبات لؤلؤ تنير الجبين وتتربع عليه تاجا ً ثمينا ً غاليا ً . العمل عمل الله ونحن لسنا عبيدا ً مسخّرين بل اولاد نعمل في مال ابينا . يقول الله : " يَا ابْنِي ، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي." ( متى 21 : 28 ) العمل كرم الله وانت ابن الله ، تعمل في كرمه الذي هو كرمك " وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ. " ( كولوسي 3 : 23 ، 24 ) الراحة لازمة لتجديد النشاط ، لشحن الطاقة ، لاستعادة القوة ، لكن الاستسلام للراحة ، الاسترخاء والنوم والرقاد كسل . يقول سليمان الحكيم : " اَلْكَسَلُ يُلْقِي فِي السُّبَاتِ، وَالنَّفْسُ الْمُتَرَاخِيَةُ تَجُوعُ." ( أمثال 19 : 15 ) ويقول ايضا ً : " بِالْكَسَلِ الْكَثِيرِ يَهْبِطُ السَّقْفُ ، وَبِتَدَلِّي الْيَدَيْنِ يَكِفُ الْبَيْتُ. " ( جامعة 10 : 18 ) وقال المسيح عن نفسه : " يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ." ( يوحنا 9 : 4 ) ... وانت يجب ان تعمل . لا فرضا ً ، لا سخرة ً و اذلالا ً . لا تحت سياط الفرض والسخرة بل لتحصد فرحا ً وبهجة ً ، رضى ً وسعادة لترى ثمار تعبك فتفرح وتسعد . ما اجمل الاشجار المثمرة . الثمر يزينها ويجملها ويبهج الناظرين اليها . واجمل الاعمال هي الاعمال التي لله ، للآب الذي احبك والذي يرسلك . العمل لمجد الله ، العمل لنشر ملكوته ، العمل لانقاذ الهالكين حولك ، العمل للحياة الابدية ، لملكوت الله . غرقت السفينة عند القطب الشمالي ، حطمها جبل ٌ ثلجي وتناثر الناجون في مياه ٍ شديدة البرودة . الذي استسلم لمصيره وتوقف تجمد ومات ، والذي تحرك نحو السابحين حوله لينقذهم عاش . انقذ غيره وانقذ نفسه وعاشا معا ً . العمل بركة والعمل لمجد الله اعظم بركة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
651 - تواجهنا الضيقات وتحيط بنا وتضيّق الخناق علينا وتحاصرنا وتعصرنا . ونحاول ان نواجهها ونصارعها ونتغلب عليها ونزيحها من الطريق وحدنا . نعتمد على قوتنا وقدرتنا ، على ذكائنا وخبرتنا ، على اذرعنا وسواعدنا . ونجد صعوبة كبيرة في ذلك ، احيانا ً استحالة كأننا ندفع الجبال بأيدينا ونحركها . وننسى الله او نعفيه أونستبعده كلية ً أو نصلي لكن لا نصبر حتى يعمل . وينظر الله الينا ونحن نفشل ونخور ونحن نصارع بلا فائدة وبلا نتيجة . الله نور ونحن نقاوم وحدنا الظلام . الله قادر ونحن نتكل على ايدينا الهزيلة . يقول الله بلسان اشعياء النبي : " مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ ؟ فَلْيَتَّكِلْ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلهِهِ." ( اشعياء 50 : 10 ) اما الذين يهملون الاعتماد على الله فيقول لهم : " يَا هؤُلاَءِ جَمِيعُكُمُ ، الْقَادِحِينَ نَارًا، الْمُتَنَطِّقِينَ بِشَرَارٍ، اسْلُكُوا بِنُورِ نَارِكُمْ وَبِالشَّرَارِ الَّذِي أَوْقَدْتُمُوهُ." يحاولون ان يستنيروا لا بنور الله بل بشرار نارهم . النار تحرق ولا تنير والشرار يطير ثم يسقط ويخبو وينطفئ . لا تتعجل فتوقد نارا ً ضعيفة النور شديدة الخطر ، انتظر الرب . لا تسرع وتحاول ان تعبر الضيقة وحدك فتتعثر وتسقط ، انتظر الرب ، في وقته يسرع هو به ، في وقته يأتي ويخرجك من الضيق ويقودك الى النور ، اصبر انتظر لا تيأس ، تمسك بالرجاء والايمان . تعلم الصبر والاتكال على الله . لا تسابق الله ، مهما جريت يسبقك . لا تجري باقدام ٍ عاجزة ، انتظر مجيئه وتدخله . لا تبذل محاولات ومجهودات واعمالا ً وتصرفات قد تعوق اعمال الله وتعطل فعل يديه . واجه الضيقات بطلب الرب وانتظار خلاصه ، ابق مكانك ، اسمو ، انتتظر . عبور الضيق مع الله خير من محاولات ٍ فاشلة ٍ بدونه . الظلمة معه افضل من النور بدونه . لا تتدخل في شؤون الله وتفسد قصده . قد تغير عقارب الساعة لكنك بذلك لا تغير الوقت . قد تتعجل وتفتح برعم الزهرة باصابعك لأنك بذلك لا تسرع بانفتاحها بل تفسدها وتقتلها . لا تستعجل ارادة الرب فقد يكون في ذلك شر ٌ لك . اترك الامر له ، اترك وقت التدخل له ، لا تستعجله ، ألق ٍ عليه اثقالك ، افرد امامه ضيقاتك ، ضع تحت قدميه همومك ، هو وحده ، هو لا أحد غيره يخلّصك ، ينجيك ويخرجك الى النور ، نوره ِ الحقيقي .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
652 - خلق الله الانسان وابدع في خلقه فاصبح اسمى كل الخليقة . وخلق جسد الانسان بدقة وحكمة وقدرة ، وكل عضو ٍ فيه خلقه ليعمل . العقل ليفكر ويحرك الوعي . القلب لينبض ويضمن الحياة . وكل عضو ٍ في الجسد له عمل ٌ هام خلقه الله لكي يعمله ، والجميع يعمل لصالح الجسد . وتوج الانسان بحرية الارادة ، ارادة ٌ حرة واختيار ٌ مطلق السراح . ويستطيع اي انسان ان يستخدم اعضاء جسده للخير او للشر . اليد يستخدمها الانسان لاعمال صالحة او اعمال ٍ شريرة . الرجل يمكن ان تذهب الى الضلال او تركع وتعبد الله . والعين لترى وتنظر ، والنظر يمكن ان يكون نعمة او نقمة . نظرت حواء بعينيها الى الثمرة المحرمة وامعنت النظر فرأت الشجرة جيدة ً للأكل ، بهجة ً للعيون ، شهية ً للنظر ، وقطعت واكلت واعطت آدم فأكل وعصي الله واقترف الشر وجلب اللعنة للانسان . والقى داود النبي بصره على امرأة غيره واشتهاها واخطأ وكانت خطيئته نقطة ً سوداء في حياته جلبت الموت والحزن والبكاء . وقال المسيح : " سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا " ( متى 6 : 22 )
" فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ." ( متى 5 : 29 ) العين الشريرة تركز نظرها في الارض ، في التراب ، في النجاسة . والعين الصالحة ترسل نظرها الى السماء الى الله الى القداسة . يرنم داود النبي ويقول : " إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِنًا فِي السَّمَاوَاتِ." ( مزمور 123 : 1 ) يرفع داود النبي عينيه الى السماء متأملا ًجمال الله وصلاحه ، ويسبّح في عبادة الله ويمجده ويحيا في شركة قداسة ٍ معه ، ويرفع عينيه الى الله يترجاه ويستنزل رحمته وعطفه واحسانه عليه ، ويحيا في خيرات الله وبركاته ونعمه واحساناته وغناه . ويرفع داود النبي عينيه الى اعلى ويقول : " أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي ! مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ..... الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. " ( مزمور 121 ) الله يريدك ان ترفع عينيك اليه ، خلقهما لكي تراه بهما ، الله يسعد بأن يرى عينيك متجهتين نحوه في العلاء ، في السماء . ارفع عينيك اليه حيث البهاء والخير والعون . ابعد عينيك عن التراب حيث النجاسة والشر والعثرة . ما اروع ان ترى الله دائما ً فهو دائما ً يراك ، دائما ً .
 
أعلى