- إنضم
- 7 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 4,593
- مستوى التفاعل
- 192
- النقاط
- 63
653 - حين يحل الظلام تصعب الرؤيا . نظرة العين لا تقدر على اختراق الظلام . ونرتعب ، نخاف . كلما امعنا النظر نرى خيالات مفزعة تتحرك وتعمل في الظلمة ، ونغمض عيوننا فلا فائدة منها . انتفت القدرة على البصر ، عيوننا لا تبصر . وتتحرك قلوبنا وعقولنا ونستعيض بها عن البصر ، نرى ببصائرنا ، نرى في الظلمة نورا ً ، نرى وسط الظلام نور الله ، نرى الله . الظلام لا يخفي الله عن عقولنا وقلوبنا حتى ولو لم تره عيوننا . هو دائما ً هناك ، هو يظهر نوره ابهى وسط الظلام ، هو دائما ً هناك ويرسل قدرته لنا وقت الضعف . حين تحيط بنا التجارب وتشل حركتنا يرفعنا بجناحيه فنطير . حين يحل بنا الحزن والمرض والالم ينزل الينا ويرافقنا . وسط حمأة اليأس والشك والفشل نرى مجده . وسط ظلمة الموت ورائحته الكريهة نجده قائما ً . مات الملك عُزِّيَّا الملك الطيب الصالح . مات الملك ، مات . وفي مواجهة موت الملك وقف اشعياء النبي حزينا ً يائسا ً ، لكنه في لوعته وانهياره رأى السيد ، رأى سيده ، وسيد الملك عُزِّيَّا . رآه ، رأى السيد جالسا ً على العرش ، رأه على كرسي ٍّ عال ٍ ومرتفع . كان عُزِّيَّا الملك سندا ً لاشعياء النبي ولما مات ضاع السند ، لكن الله ملك الملوك جاء واصبح سندا ً له . سندا ً لا يعادله سند . كان عُزِّيَّا الملك يحتل كرسي المملكة ويجلس على عرشها . لكن الله يحتل كرسي الارض والسماء ويجلس على عرشهما . مات الملك ليرى اشعياء الله الحي قائما ً حيا ً الى الأبد . في حياة الملك كان اشعياء يركز اعتماده على انسان محدود القدرة والسلطان ، وفي موت الملك استطاع اشعياء ان يرى الله اللامحدود القدرة والسلطان . رأى السرافيم واقفين ينادون : " قُدُّوسٌ ، قُدُّوسٌ ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ . " ( اشعياء 6 : 3 ) اعظم واعلى وابهى من من كل امجاد الملوك . حين يحل بك الموت لا تفزع فالله هناك ، والله حي . لو مات كل من نعتمد عليهم لا تخف ، الله هناك ، الله لا يموت . انظر بعينيك مخترقا ً الظلام الاسود ، لا تنظر بعينيك ، انظر بعقلك وقلبك وايمانك تره يطرد الظلام ، تره جالسا ً على كرسي ٍّ عال ، كرسي ٍّ مجيد ومرتفع . الله لا يسمح بالظلام ليعمي عينيك . الله يريد\ك في الظلام ان تفتح عينيك لتراه . الله لا يسمح بالموت ليكسر قلبك ، الله يقودك لأن تعرفه حيا ً الى الابد .