- إنضم
- 7 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 4,593
- مستوى التفاعل
- 192
- النقاط
- 63
670 - اوقات الله تختلف عن اوقاتنا وازمانه تختلف عن ازماننا . الساعة التي في يدك تحصي الدقائق والثواني والساعات وهي تمر وتنقضي . الشمس تشرق وتغرب ، الارض تتحرك ، الليل يتبع النهار . الساعات تكون اليوم والايام تكوّن الشهر والشهور تكوّن السنين . هذا اقصى ما وصل اليه الانسان في تحديد الاوقات والازمان . يقول داود النبي : " لأَنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ مِثْلُ يَوْمِ أَمْسِ بَعْدَ مَا عَبَرَ، وَكَهَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ." ( مزمور 90 : 4 ) . الزمن منبسط امام الله ، مفرود ٌ ، مفروش ٌ لا حدود له ولا فواصل . لا بداية ولا نهاية ، الزمن مستمر ٌ ممتد متتابع ، لا شروق له ولا غروب . حين وعد الله ابراهيم بإبن ٍ كان الله يعرف متى يتم ذلك ويتحقق ، اما ابراهيم وساره فكانا ينتظران ، انتظرا ان يتم ذلك في السنة الاولى . ومرت الايام صباح ٌ ومساء ، نهار ٌ وليل ، شتاء ٌ ثم ربيع ٌ ثم صيف ٌ ثم خريف .وانتهى العام ولم يصل الابن ، لم يتحقق الوعد ، لم يصل ابن العهد . ومر العام الثاني والثالث والرابع والعاشر والعشرون ثم الثلاثون . كان ابراهيم وساره يخرجان في النهار وينظران الى الرمل ، وفي الليل ينظران الى النجوم . كم من مرة اهتز الرجاء وضعف الأمل . كم من مره هاجمهما الشك وغزا قلبيهما . وجاء الرب ، جاء يزورهما بعد ثلاثين سنة ، ثلاثين سنة كاملة . جاء حين حل الوقت وقال : " إِنِّي أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ " ( تكوين 18 : 10 ) وضحكت ساره في خيمتها وسمع الله ضحكتها وعاتب عدم تصديقها . اما ابراهيم فسمع وآمن وصدّق وانتظر ميعاد الله ، موعد الله ، وعد الله . انتظر ابراهيم حتى حل زمان الحياة حسب توقيت الله ونال ما تمناه . هل انت متكل ٌ على الله ؟ هل تنتظر وعد الله ؟ هل تنتظر ؟ هل تنتظر وانت تنظر الى الساعة والدقائق تمر والسنين تعبر ؟ ام تنتظر وانت لا تعد الايام وتتابع مرور الازمان ؟ اتكل على الله ، الله لن يخيّب انتظارك ولا يهمل اتكالك سيعطيك ما وعدك به ، سيعطيك سُؤل قلبك في حينه ، في وقته هو ، في توقيته ، يُسرع به ، يأتي به . وحين يتم ذلك يكلل انتظارك بالانتصار . وحين يحل ذلك يكلل ايمانك وصبرك بالفرح والبهجة . طلباتك وحاجاتك لا تتم في يوم واحد ، انتظر بصبر ، واليوم الواحد عند الله يختلف عن اليوم عندك . يقول لك ولي بطرس الرسول : " لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ. " ( 2 بطرس 3 : 8 ) لا يتباطأ الرب عن وعده لكنه يتأنى علينا .