تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
670 - اوقات الله تختلف عن اوقاتنا وازمانه تختلف عن ازماننا . الساعة التي في يدك تحصي الدقائق والثواني والساعات وهي تمر وتنقضي . الشمس تشرق وتغرب ، الارض تتحرك ، الليل يتبع النهار . الساعات تكون اليوم والايام تكوّن الشهر والشهور تكوّن السنين . هذا اقصى ما وصل اليه الانسان في تحديد الاوقات والازمان . يقول داود النبي : " لأَنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ مِثْلُ يَوْمِ أَمْسِ بَعْدَ مَا عَبَرَ، وَكَهَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ." ( مزمور 90 : 4 ) . الزمن منبسط امام الله ، مفرود ٌ ، مفروش ٌ لا حدود له ولا فواصل . لا بداية ولا نهاية ، الزمن مستمر ٌ ممتد متتابع ، لا شروق له ولا غروب . حين وعد الله ابراهيم بإبن ٍ كان الله يعرف متى يتم ذلك ويتحقق ، اما ابراهيم وساره فكانا ينتظران ، انتظرا ان يتم ذلك في السنة الاولى . ومرت الايام صباح ٌ ومساء ، نهار ٌ وليل ، شتاء ٌ ثم ربيع ٌ ثم صيف ٌ ثم خريف .وانتهى العام ولم يصل الابن ، لم يتحقق الوعد ، لم يصل ابن العهد . ومر العام الثاني والثالث والرابع والعاشر والعشرون ثم الثلاثون . كان ابراهيم وساره يخرجان في النهار وينظران الى الرمل ، وفي الليل ينظران الى النجوم . كم من مرة اهتز الرجاء وضعف الأمل . كم من مره هاجمهما الشك وغزا قلبيهما . وجاء الرب ، جاء يزورهما بعد ثلاثين سنة ، ثلاثين سنة كاملة . جاء حين حل الوقت وقال : " إِنِّي أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ " ( تكوين 18 : 10 ) وضحكت ساره في خيمتها وسمع الله ضحكتها وعاتب عدم تصديقها . اما ابراهيم فسمع وآمن وصدّق وانتظر ميعاد الله ، موعد الله ، وعد الله . انتظر ابراهيم حتى حل زمان الحياة حسب توقيت الله ونال ما تمناه . هل انت متكل ٌ على الله ؟ هل تنتظر وعد الله ؟ هل تنتظر ؟ هل تنتظر وانت تنظر الى الساعة والدقائق تمر والسنين تعبر ؟ ام تنتظر وانت لا تعد الايام وتتابع مرور الازمان ؟ اتكل على الله ، الله لن يخيّب انتظارك ولا يهمل اتكالك سيعطيك ما وعدك به ، سيعطيك سُؤل قلبك في حينه ، في وقته هو ، في توقيته ، يُسرع به ، يأتي به . وحين يتم ذلك يكلل انتظارك بالانتصار . وحين يحل ذلك يكلل ايمانك وصبرك بالفرح والبهجة . طلباتك وحاجاتك لا تتم في يوم واحد ، انتظر بصبر ، واليوم الواحد عند الله يختلف عن اليوم عندك . يقول لك ولي بطرس الرسول : " لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ. " ( 2 بطرس 3 : 8 ) لا يتباطأ الرب عن وعده لكنه يتأنى علينا .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
671 - خلق الله الانسان ووضعه في جنة عدن . صال وجال وعاش في الجنة . خلق الله آدم على صورته كشبهه ، كان آدم في صورة الله ، كان على صورة الله في كماله ، كان على صورة الله في قداسته ، كان على صورة الله في بِرّه . فعاش الانسان في جنة عدن في رفقة الله وصحبته يلتقي به ويتكلم معه ويراه . ومد آدم يده الى شجرة معرفة الخير والشر وقطف الثمرة المحرمة واكلها . وتدنس جوف الانسان ، دخلته الخطية ، وتشوهت الصورة التي كان عليها ، فقد كماله وقداسته وبره وتلوث ، تغيرت صورته وتبدلت ولم تعد على صورة الله ، وخرج آدم الى الارض مع حواء وتكاثر الانسان وملأ نسله ُ كل الأرض . امتلئت الارض بمخلوقات آدمية غريبة تختلف عن آدم الذي كان يرى الله ، ولأن به روح الله وفي تكوينه نفخة من الله جعلت فيه نسمة حياة ، لذلك كان يسعى دائما ً لأن يرى الله وتكون له شركة معه . لكن الكمال لا يلتقي مع النقص والقداسة لا تتواجد مع النجاسة والبر لا يصاحب الخطية ، لا اتصال ، لا لقاء لا شركة ، لا بقاء معا ً . وعلى مدى الزمن حاول الانسان ان يعرف صورة الله ، كيف يبدو الله ، بعد ان فقد صورته فقد معرفته بصورة الله ، كان ينظر الى نفسه فيرى الله ، لكن صورته الآن اختلفت عن صورة الله ، بحث عن صورة الله فيما حوله . الشمس والفلك والقمر والنجوم لا تعكس صورة الله ، لم يجد في الطبيعة صورة الله . الجبل والوادي والبحر والنهر والحيوان والطير ، السماء والارض لا تجعله يرى الله . اراد ان يرى الله ، اراد موسى ان يرى الله . قال الله : " الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ " ( خروج 33 : 20 ) القداسة تقتل النجاسة ، لا يمكن أن يُرى الله ، كل ما رآه موسى كان مجد الله . وفي ملء الزمان رأى الانسان الله ، رأى المسيح ، المسيح " بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ " ( عبرانيين 1 : 3 ) المسيح " الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ.
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ . وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. " ( فيلبي 2 : 6 – 8 ) الله اخذ هيئة انسان ، واظهر الله نفسه للانسان في الانسان يسوع المسيح ، الله الذي ظهر في الجسد . ولا يرى احد الله في هذه الصورة الا الانسان الذي عادت اليه صورته التي خُلق عليها ، الانسان الذي اصبح في المسيح خليقة جديدة الذي لا يحيا هو بل يحيا المسيح فيه . هذا فقط الذي يستطيع ان يرى الله كما كان آدم على صورة الله ويراه . هكذا انت إن كان ابن الله يحيا فيك ، بالمسيح تستطيع ايضا ً ان ترى الله
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
672 - منذ وطأ آدم الارض بقدمه وهو يحيا حياة كلها شقاء وتعب . قبل ان يطرد الله آدم قال له : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ." ( تكوين 3 : 17 ) وارتبطت الحياة بالتعب ، كل الحياة تعب ، تعب ٌ كلها الحياة . كل ما حولك تعب ، تستيقظ صباحا ً لتتعب ، تستلقي مساء ً من التعب . الحكيم هو من يقلل من قدر التعب والجاهل من يتردى في بالوعة التعب . والانسان يسعى نحو الراحة ، يبحث عنها ، يريدها ويتمناها ويترجاها . وما ان يجد مكانا ً مناسبا ً حتى يُلقي بجسده ِ عليه لكي يستريح . في وسط احتياجات الشعب والمسيح يكرز ويعلّم ويشفي ويُطعم ، نظر المسيح الى تلاميذه ووجد التعب قد تمكن منهم ، ناداهم وقال لهم : " تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً " ( مرقس 6 : 31 ) وتبعوه ، تبعوه حيث الراحة ، الراحة الحقيقية عنده . يقول المسيح لك ولي : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. " ( متى 11 : 28 ) مهما كانت متاعبك ، مهما كانت اثقالك ، مهما كانت احمالك ، هو الذي يريحك . لماذا تحمل اثقالك ؟ لماذا تتعب ؟ لماذا تحمل كل الهموم على رأسك وكتفك ؟ لماذا تحمل اثقال العالم ؟ لماذا تحمل هموم الدنيا ؟ لماذا هذا التعب كله ؟ انت لست المسؤول عن العالم ، ليس الهم همك ، لماذا تهتم وتقلق ؟ الله هو سيد العالم ، الله هو قبطان السفينة ، الله هو الربّان . كل الجلبة والضوضاء لا تزعجك ، كل الصخب والفوضى لا تفزعك . يد الله تقبض على كل شيء ، الله هو الذي يسيّر كل شيء ، هو القائد ، لا تتعب نفسك ، لا ترهق نفسك ، لا تهتم ولا تقلق ، استرح ، استرح . حين تلفت موسى خلفه ووجد ان الالوف من الناس تتبعه . حين فكر في سوف يعانيه في قيادة الشعب ، خين ثقل ذلك زادت صعوبته ، قال لله : " أَنْتَ قَائِلٌ لِي: أَصْعِدْ هذَا الشَّعْبَ " كيف اصعده ؟ " وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ، وَوَجَدْتَ أَيْضًا نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ........ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ" ( خروج 33 : 12 ، 13 ) ، قدني ، أعني . فقال له الله : " وَجْهِي يَسِيرُ فَأُرِيحُكَ " حين يسير وجه الله امامك تستريح ، هو الذي يقود ، هو القائد . حين يسير وجه الله امامك تستريح ، هو الذي يسيّر السفينة ، هو الربّان . في متاعب الحياة ،في همومها ومشاكلها وضغوطها واثقالها قل مع المرنم :
في الضعف قوي عزمي برحمتك فيستريح جسمي بنعمتك


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
673 - يصوّر يوحنا الرائي صورة ً رائعة في رؤياه تستحق التوقف عندها . الخروف واقف على جبل صهيون ومعه 144000يحملون اسم ابيه ، وصدح صوت من السماء ، صوت مياه ورعد عظيم ، صوت عازفين على القيثارات ، وارتفعت نغمات ترنيمة ، ترنيمة جديدة ليست معروفة ولا معلومة لأحد من قبل إلا لهؤلاء ال 144000 الفا ً ، هؤلاء فقط الذين يحملون اسم الآب مكتوبا ً على جباههم " خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ. " الذين اشْتُرُوا من الارض ، الاطهار الذين لم يتنجسوا ، الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب ، الذين لم يوجد في فمهم غش وبلا عيب ، استطاعوا هؤلاء ان يعرفوا الترنيمة ويشتركوا في اللحن لأنها تخرج من اعماق القلب وخفايا النفس والاختبار والتجارب . تتكون الترنيمة ويتشكل اللحن من انغام الماضي وعزف الامس . قد تكون انغام الماضي ثقيلة قاسية ، اليمة حزينة باكية . وقد يكون عزف الامس كئيبا ً رهيبا ً داميا ً مخيفا ً مميتا ً لكنه يخلق في القلب رقة ً تستطيع ان تتلقى الترنيمة وتحفظها ويخلق في النفس حسا ً يستطيع ان يستقبل اللحن ويردده . هذه الجوقة من المرنمين جاؤوا من الارض ، مروا في دروبها النجسة ، ساروا وسط آثامها وشرورها وخطاياها ، عبروا ولم يتنجسوا لأنهم تبعوا الخروف ، حمل الله ، آمنوا به واغتسلوا بدمه . تطهروا ، أشتروا ، خلصوا ، نجوا ، ماتوا معه وقاموا به ، هؤلاء فقط يستطيعوا ان يتقنوا انغام السماء . لا احد غيرهم يستطيع ان يقدر ان يتعلم ويردد الحان القلوب . الملائكة لا تتقنها ، انت وحدك تستطيع ان تتقنها . الملائكة لم يحييوا في الارض كما نحيا وكما تحيا انت وتعيش . انت اختبرت الشدائد ، انت مررت في التجارب . لا يعرف تلك الانغام الا ابناء البشر المخلّصون . لا يفهم تلك الالحان الا اولاد الله المرئيون . الصليب يخلق فينا اذنا ً موسيقية تعرف الترنيمة . دم المسيح يخلق صوتا ً مناسبا ً يعزف النشيد . المسيح هو معلّم الترنيمة . المسيح هو قائد الجوقة . المسيح ضمك للصليب ، تغني وتشدو وترنم . النغم يحيا في قلبك . الترنيمة تملأ نفسك . ارفع صوتك ، سبّح ، رنّم ، غنّي ، غنّي وانشد ، الترنيمة الجديدة ، الترنيمة الخالدة
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
674 - قد يضيق بك الوادي ولا تكفيك الوهاد ، فقد تجد الارض قد ضاقت . الوادي امتلأ بالاعداء ، الفلول يهاجمون ، يعتدون ويحاربون ، وانت وسط الوادي محصور بينهم ، وفي الوهاد ِ هدف لهجومهم ، تجري يمينا ً فتجدهم هناك ، يسارا ً يسدون الطريق عليك . تتقدم الى الامام يصدونك ، الى الخلف يتبعونك ، أعداء في كل مكان لا مفر لا طريق لا منفذ . قد يضيق بك الوادي ولا تكفيك الوهاد ، الارض ضاقت بك ، تحيط بك المسؤوليات ، تتراكم حولك الواجبات ، تضغط عليك الهموم ، تغرق وسط الالتزامات ، تجد نفسك محصورا ً ، محاصرا ً من اليمين واليسار وكل اتجاه . تحاول الهروب بلا جدوى ، لا مخرج لا طريق لا منفذ . الى اين تذهب ؟ الى اي طريق تخرج ؟ الى اين ؟ الى الجبل ، الى المرتفعات ، الى الاعالي ، الى فوق ؟ كل الاتجاهات مغلقة الا الجبل ، الا الاعالي ، الا فوق . هناك السماء مفتوحة ، هناك النور والملجأ والخلاص . قد يبدو الوادي سهلا ً والوهاد مرتفعة والارض منبسطة لكن الاعداء يتراكمون فيها والمسؤوليات تشغلها كلها . الجبل رغم وعورته يقود الى العلو والسمو والرفعة ، الجبل رغم ارتفاعه ِ يرتفع بك الى السحاب والى النقاء والى السلام . اصعد الجبل واعط ِ ظهرك للوادي المزدحم الصاخب . تسلق الجبل وارتفع الى حيث العون والقوة والعضد . لاتخشى كثافة الاشجار ، الايمان بالله يقلع الاشجار . لا تخشى سنون الاحجار ، الايمان بالله يكسر الاحجار . الاشجار الكثيفة المتشابكة مليئة ٌ بالثمار . الصخور والاحجار الصلبة حافلة ٌ بالكنوز . الحروب والاعداء في الوادي والوهاد تقود الى الجبل حيث السلام . الهموم والمتاعب والمسؤوليات هناك تقود الى الجبل حيث الراحة . قد يبدو الجبل صعبا ً وتسلقه ُ مستحيلا ً ، لكن لا شيء مستحيل ، لا شيء ، كل شيء مستطاع " كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " ( مرقس 9 : 23 ) كل شيء مستطاع . صعود الجبل مستطاع ، اصعد اليه وعش في سلام .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
675 - تمر بنا في حياتنا لحظات الم وحزن ، تلفنا بغلالة قاتمة سوداء . وتضغط علينا النوائب تمزق داخلنا وتطرد هنائنا وتقطّع قلوبنا وتكسر نفوسنا . ويتفجر في نفسنا نبع مرارة تنتشر شعابه وتفيض اخاديده داخلنا . ونتكور في ركن ٍ بعيد نلوك احزاننا وننظر في حسرة وحقد الفرحين حولنا . يأكلنا الحزن والالم كما تأكل الاحماض المواد وتذيبها وتحرقها . وكلما زاد اجترارنا كلما زادت آلامنا وتحطمت حياتنا وغرقنا في بالوعة اليأس . الله يسمح بالألم ، ليس احد معصوم من الالم . الله يسمح بالحزن . لا يوجد انسان لم يكتوي بلسعته ، لكنه سبحانه لا يريد ان نقتل انفسنا في معصرة الالم ، وهو لا يحب ان نغرق في احزاننا ونغوص في حلكتها . المسيح نفسه مر بأتون الألم وتقلب فيه . المسيح نفسه اعتصر قلبه الحزن ومزق نفسه ، وكان رجل اوجاع ومختبر الحزن ، كل الاوجاع وكل الحزن . واحتمل ذلك كله عنا . لم يكن له ان يتألم او يحزن . الالم والحزن حصاد الخطية وهو لم يعرف خطية ، لكنه حين رفع على كتفيه خطايانا حمل معه احزاننا واوجاعها . والآن بعد ان كسر لنا سلطان الخطية وحررنا من عبوديتها . الآن إن هاجمنا الألم أو اعترض طريق حياتنا حزن نقدر ان نغلب الألم بالمسيح . بالمسيح يتحول الالم الى هبة والحزن الى تسبيحة " لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. " ( فيلبي 1 : 29 ) في اعماق السجن الداخلي وارجلهما في المقطرة وهما وسط ذروة الاحزان كان بولس وسيلا في منتصف الليل يصليان ويسبحان الله . ويقول كاتب الرسالة الى العبرانيين : " فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ للهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ " ( عبرانيين 13 : 15 ) مهما كانت آلامك ومهما كانت احزانك لا تتألم ولا تحزن . ارفع وجهك اليه ، الى المسيح ، انظر الى جروح يديه ، تأمل في آثار التعذيب على ظهره وجسده ووجهه . اصلب عودك واعلو برأسك وسبح مع بولس الرسول ، قل معه : " كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا، كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ ، كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ." ( 2 كورنثوس 6: 9 ، 10 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
676 - توافينا وسائل الاعلام كل يوم باخبار ٍ واحداث ٍ مثيرة .. فيروس جديد يهاجم الانسان لم يجد العلماء له علاجا ً .. جفاف ٌ في افريقيا ، مئات الالوف يموتون جوعا ً في أقل من اسبوع ... انقلاب عسكري في بلد ٍ ، حرب ٌ اهلية تحصد الآلاف كل يوم . ارتفاع نسبة البطالة في العالم والتضخم يصل الى اعلى معدل منذ عشرين سنة . وغير ذلك من اخبار ٍ مفزعة ٍ تجعل الناس تعيش في حالة قلق وتوتر ٍ وخوف . الكآبة تعلو الوجوه ، والخوف يملأ القلوب والتشاؤم يلون الحياة . ماذا لو اصابنا مرض لا علاج له ؟ أو حل بنا وباء ٌ افترس الملايين ؟ ماذا لو فقد البعض عقولهم وبدأوا يتقاتلون ويتصارعون ويفنون بعضهم بعضا ً ؟ ماذا لو اعتدى علينا جيراننا وغزوا بلادنا وقتلوا شبابنا وحرقوا ديارنا ؟ ماذا لو فقدنا وظائفنا وانقطعت بنا سبل العيش واستغنوا عن خدماتنا ؟ ويعيش الكثيرون قسوة هذا ال ( لو ) لو . و (لو) .. و ( لو ) .. قلق ٌ وتوتر وخوف . وفي غمرة تلك الاخبار المشؤومة لا نسمع الصوت " أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " ( متى 14 : 27 ) انا هو الممسك بزمام الحياة ، لا يهاجمكم فيروس ٌ قاتل ٌ لا يوقفه علاج . انا هو المعطي المطر ، المحرك الافلاك المتحكم في الارض والشمس والنجوم جميعها . لا تجف الارض ولا يموت الزرع ولا يندر الطعام . ابوكم السماوي يقوتنا كلنا . لا تخاف رصاصة قاتلة ، لا تخشى طعنة غادرة " الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ ؟ " ( عبرانيين 13 : 6 . مهما علا صراخ الاحداث ، مهما ارتجت الارض بالمصائب ، مهما سقط حولك الالوف ، مهما اظلمت الحياة وامتلئت بالشقاء ، الرب معين ٌ لك ، ماذا يستطيع الانسان ان يصنع بك ؟ الرب راع ٍ لك ، الرب راعيك ، يرد نفسك يهديك الى سبل البر من اجل اسمه . ايضا ً اذا سرت في وادي ظل الموت ، حتى وادي ظل الموت ، لا تخف ، الرب نفسه معك . وسط الامراض القاتلة التي تحصد الناس ، وسط أنّات وتوجعات المرض ، وسط الجفاف والجوع والفقر الذي يقتل الالوف ، وسط حشرجات الجياع . وسط طلقات الرصاص ، وسط نزيف الدم ونشاط منجل الموت الاسود ، وسط ذلك كله نجد الرب . خير الرب ورحمته يتبعانك كل ايام حياتك . ارفع وجهك الى فوق ، الى الله عونك ومعينك . الجأ الى ينبوع القوة الى الرب قوتك ومقويك ، تحيا في السلام برغم انعدام السلام على الارض . ترتع في الراحة برغم ندرة الراحة على الارض .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
677 - الزم المسيح تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر . كان يعرف ان بالبحر عاصفة عاتية ، موج ٌ وريح ٌ وبرق ٌ ورعد ، وبرغم ذلك الزمهم بل هو لذلك الزمهم ان يدخلوا السفينة . يدخلوا السفينة ويسيروا قُدما ً نحو العاصفة القاتلة ، واحاطت بهم العاصفة وتقاذفت بهم الريح وتلاعبت بهم الامواج أذلتهم ، زلزلتهم ، اعتصرتهم وعصرتهم . ويحدث ذلك احيانا ً معنا ، يلزمنا الله ان ندخل سفينة التجربة ، يسلط علينا الريح والموج ، يدفع بنا الى العاصفة الهادرة ونُذل ، نتزلزل ، نشعر ان الله يذلنا ، يذلنا الى حين ، بعض الوقت ثم يأتي ، يأتي ماشيا ً على البحر ، يدوس الموج ويخترق الريح . وتصمت العاصفة وتهرب ويخفت الرعد ويختفي البرق . ويحدث سكوت ، سكوت عظيم وراحة ٌ ونصرة . هناك حد ٌ للذل ، حدود ٌ للإذلال . يقول الله : " أَذْلَلْتُكِ. لاَ أُذِلُّكِ ثَانِيَةً. " ( ناحوم : 12 ) يؤدب الله المؤمن وحين يحقق ارادته يرفع عنه عصا التأديب . نعاني ونتألم وقد نشكو ونتذمر حتى يرفع عصاه بعد اتمام قصده . يهدف التأديب احيانا ً الى مجد الله ويستمر الى ان يتمجد الله . ويهدف التأديب كثيرا ً الى تصفية وتنقية الأنسان ويستمر حتى يتم ذلك . ولا يصعب على من يدفع الى العاصفة ان يأتي ماشيا ً على البحر ، ولا من يأتي بالحزن ان يأتي بالفرح " عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ. " ( مزمور 30 : 5 ) التجارب تُظهر ما بك من معدن ثمين مختف ٍ تحت التراب . ينفض الله التراب ويحطّّم الحواجز ليلمع الماس ويتلألأ . قد لا تعرف مقدار ما بك من كنز ٍ لكن الله يعرف فيقطع ويصقل ويُظهر كنزك . الم القطع والصقل لا يقاس بالمجد الذي سيستعلن فيك . مجد يستعلنه الله امام جميع الملائكة والقديسين ، هناك في السماء . افرح بالتجارب ، التجارب تكشف وتُظهر كنوزك . لا ترفض التأديب ، التأديب يعتصرك ويظهر رائحتك الزكية . اقبل الدخول الى السفينة فسوف تسير على البحر . لا تحزن ولا تيأس من العاصفة التي تهاجمك وتذلك . الله هو الذي أذلك ولا يذلك ثانية ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
678 - بعد ان مات موسى النبي نقل الله قيادة شعبه الى يشوع . وسار يشوع بالشعب الى الأرض التي وعد الله شعبه بها . وعلى مشارف الارض وصلوا الى ضفة نهر الاردن العظيم . وكان النهر ممتلئ ً بالمياه فالوقت وقت حصاد والمياه تنحدر من فوق . من اعالي الارض تجري المياه غزيرة فائضة ً بكل قوة . ووقف الشعب خائفين ، بعد كل ذلك السير والسعي وقفوا عاجزين . نسوا وقفة ً مماثلة امام البحر والمصريين يتبعونهم لكي يفتكو ابهم . نسوا خلاص الرب الذي صنعه ذلك اليوم ، نسوا ما عمل ، نسوا ذلك كله ، نسوا كيف سخّر الله البحر ليحميهم من اعدائهم ويخلصهم منهم ، نسوا ذلك كله وصرخوا كما صرخوا لموسى . خافوا ووقفوا ، أما يشوع فلم ينسى شيئا ً . هو يعرف الله ويعبده كما عبده موسى قبله . وقال يشوع للشعب : " تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَدًا فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ " ( يشوع 3 : 5 ) كما عمل امسا ً لكم عجائب يعمل اليوم ويعمل غدا ً ايضا ً عجائب . وامر يشوع الشعب ان يرتحلوا ويسيروا ويتقدموا الى المياه . حمل الكهنة تابوت عهد الرب على اكتافهم وساروا الى النهر وقال يشوع للشعب : " اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ ................... وَيَكُونُ حِينَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا فِي مِيَاهِ الأُرْدُنِّ، أَنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ، المِيْاهَ الْمُنْحَدِرَةَ مِنْ فَوْقُ، تَنْفَلِقُ وَتَقِفُ نَدًّا وَاحِدًا " وحدث ذلك تماما ً ، تقدم الكهنة وهم يحملون التابوت على اكتافهم وتحركت اقدامهم واستقرت بطون اقدامهم في المياه ، فوقفت المياه المنحدرة من فوق وقامت ندا ً وسدا ً وعبر الشعب النهر . ساروا وراء التابوت مباشرة ً ، لم ينتظروا اندحار الماء ، ساروا فاندحر الماء ، وقف النهر ، احنى التيار رأسه لأقدام الكهنة ، توقف جريان الماء ، خاف ، تجمد ، ابتعد وافسح الطريق ، افسَح الطريق لاقدام الكهنة واقدام الشعب ، افسح الطريق أمامهم . حين تواجه بحر الصعوبات ، حين تقترب من شواطئ نهر التجارب ، انظر الى الله ، الى سيد الأرض كلها وتقدم الى الأمام . لا تنتظر اندحار الصعوبات والتجارب ، تقدم ، سر ، اعبر ، فما ان تستقر بطون اقدامك في المياه حتى تنفلق المياه ، تهرب العقبات والتجارب ، تقف ، تبتعد ، تنحسر ، تتجمد ، تُفسح الطريق فتسير على ارض ٍ مستوية يابسة جافة رطبة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
679 - يأتي الحارث الى الارض المستوية الخضراء وقد تناثرت بعض الزهور البرية عليها ، ويعتلي محراثه ويديره ويقتحم الارض ويغوص نصل محراثه في قلبها يشقها . وتختفي الاعشاب الخضراء وتتمزق الزهور وتُقتلع وتبتلعها اسنان المحراث ، ويظهر قلب الارض الاسود يغطي كل مظاهر الحياة في الارض ، تبدو مشوهة ، الحراث لا يعبث ، المحراث لا يُهلك ، نصله لا يقتل واسنانه لا تفتك ، هو يمهد الارض ، يقلّبها ويحرك تربتها لتزداد خصوبة وتصلح للزراعة . ثم يأتي الزارع الى الارض السوداء الممزقة الاوصال ، المقلوبة الباطن ويلقي ببذاره الى الافواه المتسعة المفتوحة ، وتبتلع الارض البذور بداخلها . ثم يأتي الساقي الى الأرض العطشى فيرويها ويصب مائه الغزير في جوفها . وتُلقي الشمس ضوئها وحرارتها وحياتها الى الأرض ويرف الريح بنسماته عليها ، ويحل السكون ويعم الهدوء على سطح الارض وتتحرك الحياة في اعماقها وتنبض ، وتتكون أجنّة القمح وتتطور وتشرأب باوراقها وتخترق السطح وتعلو الى الفضاء وتتنفس . تغطي الخضرة الكثيفة الأرض ، تنمو للاوراق سيقان وللسيقان سنابل . تتمايل عيدان القمح تحت ثِقل السنابل الممتلئة التي لوّنها النضج بلونه الذهبي . وتصدح الطيور وتغني وهي تطير فوق السنابل ، تتغذى وهي تعزف الحان الخير . وهكذا تستمر الحياة . تملأ الحياة الأرض وتغذي الانسان والحيوان . يقول الله على لسان اشعياء النبي : ": " اُصْغُوا وَاسْمَعُوا صَوْتِي. انْصُتُوا وَاسْمَعُوا قَوْلِي : هَلْ يَحْرُثُ الْحَارِثُ كُلَّ يَوْمٍ لِيَزْرَعَ ، وَيَشُقُّ أَرْضَهُ وَيُمَهِّدُهَا؟ أَلَيْسَ أَنَّهُ إِذَا سَوَّى وَجْهَهَا يَبْذُرُ الشُّونِيزَ وَيُذَرِّي الْكَمُّونَ، وَيَضَعُ الْحِنْطَةَ فِي أَتْلاَمٍ، وَالشَّعِيرَ فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ، وَالْقَطَانِيَّ فِي حُدُودِهَا ؟ " ( اشعياء 28 : 23 – 25 ) اذا شق المحراث ارضك لاتكتئب وتحزن وتتصور ان الله يمزّق سلامك . اذا اختفت الاعشاب الصغيرة الخضراء ، اذا تمزقت الزهور تحت اسنان المحراث ، الحرّاث لا يعبث ، الحرّاث لا يطعن ويقتل ويهلك ويمحو ويزيل ويفتك .... الله يعمل في حياتك ليزيد خصبك ويوسّع تخومك ويكثّر ثمارك . لا تنظر الى ما حدث الآن ، انظر الى المستقبل بعين الايمان . إن بدا نصل المحراث حادا ً في اشعة الشمس فلا ترتعب ولا تيأس . بعد نصل المحراث تأتي البذور ، ترقد في الشقوق ثم المياه تُروي وتُشبع . وتُرسل الشمس اشعتها الدافئة الى حياتك وتربت نسمات الريح على صدرك ، وتمتلئ حياتك بالحصاد الوفير الذهبي لاشباع الجياع حولك . اقبل الحارث اليوم فالحصاد سيغطي ارضك وحياتك في الغد



 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
680 - تواجهنا في الحياة مواقف وتحديات وظروف تقف في وجوهنا شامخة جبارة عاتية تملأ الفضاء وتخفي السماء وتحجب الشمس وتسد الطريق وتزلزل الارض . ننظر اليها فنفزع ونرتعب ونغوص في احذيتنا ونختفي في ملابسنا خوفا ً وعجزا ً . ظهر الله لموسى في البرية وتكلم معه من العليقة المتقدة بالنار ولم تحترق . قال له : " أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ " ( خروج 3 : 6 ) اذهب الى مصر الى فرعون . ورأى موسى فرعون وحشا ً كاسرا ً مخيفا ً ورأى نفسه راعي غنم ضئيلا ً حقيرا ً .فقال وجسده كله يرتعش رعبا ً : " مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ " وحتى اخرج الشعب ؟ دخل الرجال ارض كنعان ليتجسسون ورأوا الارض تفيض لبنا ً وعسلا ً ، لكنهم رأوا سكان الارض عمالقة ً اقوياء أشداء ورأوا انفسهم كالجراد . وهرب شعب الرب من المديانيين واختفوا في الكهوف خوفا وفزعا ً وعجزا ً . واتى ملاك الرب الى جدعون وقال له : اذهب بقوتك وخلّص الشعب من كف مديان ... قضاة 6 : 14. كان جدعون يعرف قوة وكثرة وبأس المديانيين فقال : بماذا اخلّص الشعب " هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي " ( قضاة 6 : 15 ) كيف اخلّص الشعب . مواقف وتحديات وظروف كبيرة في مواجهة افراد ٍ ضعاف ٍ صغار ٍ بسطاء . الله كان يعرف هؤلاء الرجال وأعدهم لمواجهة التحديات والقيام بالواجبات . راعي الغنم وقف في وجه فرعون وانتصر عليه واخرج الشعب من ارض مصر . الرجال الذين كانوا يرون انفسهم كالجراد دخلوا الارض وهزموا العمالقة . الاصغر في بيت ابيه اصبح جبار باس س نكذل بالمديانيين وخلّص الشعب منهم لأن الرب كان معهم . قوة الله عوضت ضعفهم وجعلتهم اقوياء .
هل ترى نفسك اصغر من التحديات والمواقف والظروف التي حولك ؟ هل تجد نفسك صغيرا ً ؟ هل تخشى الاعداء الذي يحيطون بك ، جبابرة ً عتاة ؟ لا تخف ، لا ترتعب ، لا تتردد وتهتز . الذي معك اقوى منهم واعظم . يقول الله لنا : " قوموالايادي المسترخية والركب المخلعة ط ما دام الله معك ، يدك قوية ، ليست مسترخية ، وركبك عفية ، ليست مخلّعة . الرب معك يا جبار البأس ، لا تتردد ، تقدم . الرب معك يا رجل الله . لا تخف ، تقوّى
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
653 - في البدء كانت الظلمة ، ظلام ٌ يلف الأرض ، ظلام ٌ على وجه الغمر . لكن الله كان يرى النور ، الله ذاته ُ نور ، لذلك رأى الله في الظلمة نورا ً . وفي وسط الظلمة قال الله : " ليكن نور فكان نور " ( تكوين 1 – 3 ) ورأى الله ان النور حسن . انبثق النور من داخل الظلمة ، خرج النور من قلب الظلام . قال الله ليكن نور فكان نور ٌ . هو النور والنور يضيء في الظلمة ... حين تحتويك الظلمة ، حين يلتف حولك الظلام ، حين يكون كل شيء سواء ، حين لا ترى بصيص ضوء ، حين لا ترى النور ، الله يرى النور . والتجربة حولك تخفي ضوء الشمس ، والصعوبات تمنع عنك الرؤيا . يرى الله النور وسط الظلام ، يُشرق بوجهه فيشق النور الظلام حولك . في وسط الليل ، في اعماق الظلمة يبزغ نور الفجر فيمزق ظلام حياتك . .. ورأى الله ان النور حسن ، الله يريد لنا الحسن ، يريد لنا النور ، لكننا في جهالتنا نوقع انفسنا في المشاكل ، نبعد عن الله النور فيحل الظلام . ونحاول أن نضيء لانفسنا الظلمة ، وكيف للظلمة ان تكون الا ظلمة . الظلام يلد ظلاما ً ، السواد ينتج سوادا ً ، الليل يبقى ليلا ً حتى ندرك ان الله نور فنسرع اليه فيطرد كل ظلام ... في وسط تجربتك وانت لا ترى شعاع نور ، شعاع امل ٍ ورجاء دقق بنظرك ، التفت اليه ، ادعوه يحل ويأتي اليك بالنور . قد يراك الناس حولك انسانا ً بسيطا ً عاديا ً واحدا ً وسط الجموع ، يقللون من شأنك ، يزدرون بك ، يخفضون قدرك ، لكن الله يرى النور الذي فيك ، نور الايمان به ، يرى الله النور ، يرى الله انه حسن . الذي يتبع النور يحيى في النور وهذا حسن . الله يضع فيك نوره ، نوره فيك مهما حلّت بك التجارب وتراكمت عليك الغيوم . الغيوم الداكنة السوداء لا تخفي نور الله فيك ، أبدا ً لا تخفيه . والله الذي يرى نوره فيك يحفظه دائما ً ساطعا ً منيرا ً ظاهرا ً مبهرا ً . يضعه فيك ويحافظ عليه . انعكاس نوره عليك يبقى ويستمر . يستمر النور فيك ، يبقى ويشع حولك ، يضيء للناس وينير لك الى ان يحل اليوم الذي تعيش النور الخالد نفسه ن اليوم الذي تعاين فيه النور الأبدي الذي لا ينتهي . هناك لا ظلام ، لا آلام ، لا تجارب ولا دموع
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
654 - وانت تستقبل اول اضواء صباح هذا اليوم ماذا كان اول خاطر مر بك ؟ هل تمنيت أن يكون الجو صحوا ً ؟ السماء صافية والشمس رقيقة حانية ً حولك ؟ هل رجوت ان يكون الطريق ممهدا ً ً سهلا ً لا زحام لا صراع ولا تسابق أو صدام ؟ ام فكرت في العمل الذي ستقوم به والجهد الذي سوف تبذله و العرق الذي ستنزفه ؟ أم عظّمت الله ومجدته وابتهجت روحك به ؟ أهكذا بدأت يومك ؟ هذه كلمات صدرت من العذراء القديسة مريم ، الام المباركة ، أفضل نساء العالمين .. لو اقتربنا منها لرأينا وجهها تلفه هالة من النور وهي في زيارتها لاليصابات ، وسمعناها تقول : " تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي " ( لوقا 1 : 46 ، 47 ) ما اعظم ان نعظّم الرب . لا نعطي الرب عظمة ً فهو الأعظم ، هو العظيم ، بل نعترف بعظمته ، بسموه ، بجلاله ، هو فوق السماوات والأرض ، ونبتهج به ، تبتهج ارواحنا به ، نبتهج به الها ً وربا ً عظيما ً ومخلّصا ً . كما تغنت العذراء المباركة ، تعظّم الله وتُعلن بهجتها به .. هكذا نغني معظمين اياه ُ معلنين بهجتنا به لأنه صاحب العظائم . قالت أعظم النساء : " لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوس ٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ . أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ." هو يستحق التعظيم . اعظم ما تستقبل به يومك ، أعظم شيء ٍ هو أن تعظّم الله وتهتف له ، ترفع صوتك بالحمد لله ، ترفع قلبك بالتسبيح باسمه ِ العظيم الكريم . كل ما حولك يعظّم الله ، كل شيء يمجّده ويعلّيه ويسبّح له ويرنّم . السماء فوقك تشدو ، الشمس ترنّم ، الطيور تغرّد : ما أعظمك .. الأشجار تعزف ، الأزهار تنغّم ، كل شيء يغنّي : ما أعظمك .
اترك قلبك يفرح ويبتهج بالرب ، اطلقه يرتفع بهتاف التمجيد . الله العلي ، الله العظيم ، الله الولي ، الله المجيد يستحق التعظيم . كل الامم يأتون ويسجدون امامه ، كل الأمم يمجّدون اسمه ، يمجّدونه لأنه عظيم ، هو عظيم لأنه صانع العجائب ، هو صانع العجائب ، هو الله ، عظيم هو الرب ، حميد ٌ جدا ً ، ليس لعظمته استقصاء " تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي " .
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
تعظم نفسى الرب و تبتهج روحى بالله مخلصى ربنا يذيدكم نعمه و بركه
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
655 - نجد انفسنا نهبط منزلقين نحو خطر مندفعين اتجاه مصير تعس ، ساقطين في هاوية ، او نرى حولنا السنة نار ترتفع ومتاعب تهاجم ومشقات وتجارب تضرب وتحارب . او يكون لدينا احتياج لشيء ينقصنا وعائق يعجّزنا ، او نحيا في عناء وفقر وعوز . او نتمنى ان نحصل على طلبة نهفو اليها او تتحقق لنا رغبة نحيا على امل الحصول عليها . ونرفع قلوبنا وطلباتنا الى فوق ، الى من يقدر ان يحمينا ويشفينا ويسدد احتياجنا ويوفر رغباتنا . وتصعد صلواتنا الى اعلى ، الى حيث مخازن الله عامرة ، عامرة بالخيروالبركة والقدرة والقوة . وننتظر ويطول انتظارنا ، ونتعجب ونتحير ثم نشك ونتألم ثم نشكو ونتذمر : لماذا يا رب ألا ترى الخطر يحيق بنا ؟ الا يهمك ان نسقط ونضيع ونهلك ؟ لماذا يا رب الا تسمع العاصفة تصخب حولنا ؟ الا يزعجك عذابنا ؟ ألا ترحم معاناتنا ؟ لماذ يا رب الا تشاهد فقرنا ؟ الا تراقب فاقاتنا ؟ الا تسد جوعنا وتروي عطشنا ؟ لماذا يا رب الا تلاحظ اشواقنا وتلمس انتظاراتنا ؟ الا تحب ان تحقق تطلعاتنا ؟ واذا بالسماء ساكتة . واذا بصدى اصواتنا كانه اصطدم بابواب نحاس موصدة . ولا نرى وجه الله ، لا نحس بوجوده ، كأنه ابتعد عنا واختفى ، ادار رأسه بعيدا ً عنا . لماذا ؟ اين هو ؟ الا يسمع ؟ او كما قال ارميا النبي : " الْتَحَفْتَ بِالسَّحَابِ حَتَّى لاَ تَنْفُذَ الصَّلاَةُ. " ( ارميا 3 : 44 ) هل هذا الهنا الذي نعرفه ُ يلف نفسه وسط السحاب بعيدا ً ولا يجيبنا ؟ أم ذلك كله بسببنا نحن ؟ هل صلاتنا فاترة ؟ هل اصواتنا خفيفة خافتة ؟ او بسبب ايمان ضعيف عاجز ؟ هل لضعف ايماننا او لشر كامن في قلوبنا ؟ قد يكون ذلك بعض الاسباب لعدم سماع الله لنا وتحول نظره عنا . وقد يكون لا لذلك ابدا ، قد يكون لان ايماننا قوي ويريد الله ان يمتحنه . كان ايمان ايوب قويا ً وقبل الله ان يجعله يمر في تجارب عنيفة ليؤكده ...
حين يداهمك خطر وتصرخ ولا تجد لصراخك فائدة . حين تحيط بك آلام وتستنجد ولا تجد منجدا ً أو معينا ً . حين يلح عليك احتياج ٌ وتدعو ولا تجد من يسمع ويجيب . حين تهفو الى رغبة وبركة وتمد يدك وتبقى فارغة . لا تتصور ان الله لا يسمع ولا يبالي . هو يسمع وهو يبالي . الله لا يرفض صلاة ، الله لا يخيّب رجاء . قل له : لتكن مشيئتك يا الله ، إذ يليق بك أن تتصرف بخليقتك كما تشاء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
656 - احيانا ً نجد انفسنا وحدنا لا أحد حولنا وتهاجمنا الوحدة وتعتصرنا الوحشة .نرسل النظر فيضيع في الظلام . نحدّق وندقق فلا نصل الا الى سواد ٍ مظلم . نصيغ اسماعنا فيملأ السكون آذاننا . نكتم انفاسنا ونتسمّع فلا نسمع الا الصمت . الظلام يزحف من خارج ٍ الى داخل نفوسنا فنظلم من الداخل كما يظلم في الخارج . الصمت يلفنا والظلمة تغطينا ، يضعف صوت تنفسنا ويعلو نبض قلوبنا . ونخاف ، نشعر بالخوف . نخاف شرا ً يحل بنا ، نخشى عدوا ً يعتدي علينا وحدنا . ولا نجد منقذا ً او مجيبا ً او نصيرا ً. الوحدة وحدها تخيف ، الوحدة مفزعة ، الوحدة تعني ان الكل قد هجرنا ، الكل قد تركنا ، الكل ابتعد عنا . المسيحي لا يخاف الوحدة ن لا يخاف شرا ً يحل به ولا يكون وحده أبدا ً . لا يدنو منه شر ٌ فالله معه ، لا يتركه ولا يهمله ، الله دائما ً معه . قال المسيح لتلاميذه في ايامه الاخيرة على الارض : " هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ، وَقَدْ أَتَتِ الآنَ، تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي." ( يوحنا 16 : 32 ) قد تكون وحيدا ً لأنك في سبيل الايمان المسيحي فد تضحي باهل ٍ او اصدقاء لكن ذلك قد يقودك الى الرفعة والنصرة والتسامي عما هو ارضي الى ما هو سماوي . النسر ، ملك الطيور يطير منفردا ً ، يبتعد عن الارض ويصعد الى الاعالي لا يصحبه ُ طائر ٌ آخر ولا نسر ٌ آخر ، يعلو ويسمو ويقترب من السحاب بعيدا ً عن التراب . المسيحي الذي يتركه الاصدقاء والزملاء يعلو ويرتفع ويتمتع بالرفقة الالهية . لا يستطيع الانسان ان يختبر بهاء الله وعظمته الا وهو على انفراد معه . ابراهيم كان مع الله وحده في حوريب ، موسى اختلى مع الله اربعين سنة في البرية ، داود كان يختلي مع الله في الوديان ، بولس انفرد بالله وحده في صحراء العربية . عندما تخلو مع الله عندما تكون معه وحدك تنفرد به وتتعلم منه . عندما تختلي به ، عندما تجلس عند قدميه تسمع صوته ُ جيدا ً ، تتدرب على يديه . حين تبتعد عن كل مساعدة ٍ بشرية تجد الكفاءة والكفاية في الله . حين تتقدم الى عرش الله وحدك دون وساطة او شفاعة تجده ينتظرك . تقدم بشجاعة وجرأة ، اخطو نحوه ، تقدم اليه تجده فاتحا ً ذراعيه لك . لا تخشى الوحدة ، الوحدة مع الله تعطي الكثير . في وحدة يعقوب مع الله رآه ونال بركته . في وحدة دانيال مع الله انفتحت بصيرته وتنبأ . في وحدة يوحنا مع الله كتب رؤياه في المنفى . انت لست وحدك ، الله معك . الله معك كل الايام والى انقضاء الدهر
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
657 - يقول الله في سفر اشعياء النبي " هأَنَذَا قَدْ نَقَّيْتُكَ وَلَيْسَ بِفِضَّةٍ. اخْتَرْتُكَ فِي كُورِ الْمَشَقَّةِ." ( اشعياء 48 : 10 ) اخترتك ... ما اجملها من كلمة وما اروعها من حقيقة . هو ينظر ويختار وينتقي . ويقول المسيح : " لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُم ْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ " ( يوحنا 15 : 16 ) اخترتكم ، مرة اخرى نفس الكلمة . ما اجملها واروعها ، ينظر ويختار وينتقي . وهو لا يختار الافضل والاحسن والاعظم . هو يختار ليجعل الافضل والاحسن والاعظم . بل هو يختار جهال العالم ليخزي الحكماء ، وضعفاء العالم ليخزي الاقوياء ، وادنياء العالم ليبطل الموجود ( 1 كورنثوس 1 : 27 ) ويجعل الجهال احكم الحكماء والضعفاء اقوى الاقوياء والادنياء اعظم العظماء . واختياره هذا لا يعتمد على فضل ٍ فينا ولا على عمل ٍ قمنا به في وقت ٍ من الاوقات . هو اختارنا فيه قبل تاسيس العالم ( افسس 1 : 4 ) قبل ان يكون هناك عدد يختار منهم . اختارنا لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة . اختارنا ليقدسنا وليطهرنا ويبررنا " إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ " ( افسس 1 : 5 ) فاذا ما مررت في تجربة ٍ مريرة حين تجد نفسك في وسط اتون الشدة والالم . واذا ما حلت عليك الاحزان والمحن ، حين تتراكم البلايا ، حين يربض عليك الكرب . اعلم ان الله قد اختارك واطمئن انك ضمن مختاريه المقدسين المفروزين . تمسك بوعده ولا تعبأ بالحزن والبلوى. لا تهتم بالتجارب ولا تهتز للشدائد . ليحل الفقر ما شاء ، لتجف الارض ، ليتوقف المطر ، لتأتي الفاقة والعوز . انت مختار الله ، ومختار الله لا يحل به جوع ولا عطش ولا فقر . ليأتي المرض إن أراد ، ليهزل البدن ، ليعجز الجسد ، ليخر العود وينهار . انت مختار الله ، ومختار الله لا يخاف الوهن والمرض والعجز والموت . ربما يحوم الموت ويصول ويجول ، لتنهمر الدموع وترتجف القلوب . انت مختار الله ، ومختار الله إن سار في وادي ظل الموت لا يخاف شرا ً ( مزمور 23 : 4 ) إن خلا البيت من الطعام لا تخشى شيئا ً ، الله اختار بيتك لسكناه . إن مس جسدك مرض لا تخشى شيئا ً ، الله اختار جسدك ليقدسه . إن هاجمك الموت لا تخشى شيئا ً ، الله الحي يحيا فيك ويحييك . هو معك ، هو يعزيك ، هو فيك ، هو يقويك ، هو حولك يحميك . اسمع صوته وهو يقول لك : " لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ " ( تكوين 26 : 24 ) .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
658 - عصرنا عصر السرعة ، كل شيء يجري ، الناس حولنا تجري ، الاشياء تجري ، الاحداث تجري ، الكل يجري ، الكل يتسابق ، الكل يلهث ، الصدور ترتفع وتنخفض ، القلوب تنبض بعنف . الحياة تفرض على الجميع السرعة ، الارض تدور بسرعة ، الايام تمر بسرعة . عقارب الساعة تلف بسرعة . ويجد الانسان نفسه وسط كل ذلك يجري بسرعة ، لو تباطأ تدوسه الاقدام ويسبقه الجارون ، ويندفع بعمله يعمل بجد وجهد . لو وقف ليلتقط انفاسه يضيع ويجد نفسه ملقى عاطلا ً . في علاقاته باخوته من البشر يتحرك بسرعة . ما ان يلقي بنظره على غيره ، تتحول نظراته بسرعه . ما ان يبدأ الحديث بعجل ٍ وكلمات ٍ قليلة مبتورة حتى يسرع بالابتعاد حتى قبل ان يسمع جواب . وفي السرعة والجري كثيرون لا يعرفون لماذا يجرون والى اين يذهبون ولماذا يتسابقون . قد يمر هذا السؤال في اذهانهم : لماذا يجرون ؟ الى اين يذهبون ؟ لكن السرعة تقتل السؤال ، يموت قبل ان يولد . يموت السؤال جنينا ً في ذهن ٍ تدور تروسه في دوامة ٍ متعجلة ، ويفقد الانسان لذة التمتع بالحياة ، لا يرى الجمال حوله ، لا يتلقى نعمة الله وبركاته في خليقته ..
ارسل ابراهيم عبده ليبحث عن زوجة لاسحق ابنه في أرض آبائه ، وذهب العبد الى ناحور . وقف عند البشر الذي تستقي منها بنات آرام ، وصلى للرب ووضع علامة ليستدل على الفتاة التي يريدها الله لاسحق .. قال : " فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ، فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا، هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحَاقَ. (تكوين 24 : 14 ) : وهكذا فعلت رفقة فدخل بيتها وخطبها من اسرتها واخذها معه عائدا ً الى ارض سيده . وكان اسحق ينتظر ، خرج في المساء ليتأمل في الحقل حين هدأ ضوء الشمس ، تأمل في الحقل . في هدوء ، وضوء النهار ينسحب نحو الافق ويذوب في الليل ، والطيور تعود مغردة ً الى اعشاشها ، والاشجار ترخي اغصانها وتطوي فروعها والحيوان يزحف نحو بيته يغمض عينيه وينام ، وقوافل العاملين ومواشيهم تسير في مواكب العودة والراحة بعد يوم عمل ٍ شاق . خرج اسحق وتأمل ، يتأمل السماء وضوء الشمس الذهبية يخبو واشعة القمر الفضية تظهر . التقى اسحق برفقة هدية الله له وزوجته التي اختارها له وارسلها مع عبده ...
لا تدع السرعة تجرفك معها وتحملك على جناحيها فيذوب نظرك ويتشتت . لا تسمح للجري ان يلهيك عن التأمل الهادئ في لله وفي بركاته لك . اختلي بالله ، اسكن ، اسكت ، اهدأ ، تأمل واسترح في حظرته . عش هدوء ً رائعا ً مع الله ، استرح وتمتع به .
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
فعلا الحياه اصبحت سريعه جدا ربنا يعيننا على القرب من وصاياه و تعاليمه ربنا يبارك تعب محبتكم
 
أعلى