تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
627 - احتار اليهود في يوحنا المعمدان وسألوه :
من انت ؟ حسبوه المسيح الذي ينتظرونه .
قال : " إِنِّي لَسْتُ أنا الْمَسِيحَ ".
فسألوه : " إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ ؟ "
قال : " لست ُ أنا ".
أَنبِيُّ أَنْتَ ؟
قال : لا
احتاروا اكثر وتحيروا والحوا عليه : فمن انت ؟ قال : " أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ " ( يوحنا 1 : 23 ) . وبرغم انه لم يكن الا صوت صارخ في البرية لكنه بقي يصرخ حتى اليوم . يصرخ ويعلن ويشهد للمسيح . حُفرت كلمته في التاريخ وبقيت خالدة ً دائما ً . قد لا تكون موهوبا ً متميزا ً لك المكانة الاولى والمكان المتقدم ولكنك تترك اثرا ً كبيرا ً وعلامة ً مميزة على وجه الاحداث . يوحنا المعمدان لم يفعل آية ً واحدة ولا آية ً خارقة ، لكنه تكلم ، تكلم عن خطية هيرودس فارهبه وارعبه . اقلقه وافزعه هو وهيروديا والقصر الملكي كله . وتصور الملك الشرير ان قتله ُ سوف يُسكت صوته فقتله . لكن كلمات يوحنا لم تضع في الهواء .. هزّت العرش واسقطته . وتكلم يوحنا ، لم يفعل آية ، تكلم ، وكل ما قاله يوحنا كان حقا ً . تكلم عن المسيح ، قال :
" هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ ".
" هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي ، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ . "
. لم يكن يوحنا هو المسيح لكنه شهد للمسيح . لم يكن يوحنا هو النور لكنه شهد للنور . وبرغم ذلك شهد المسيح عن يوحنا وقال عنه : " إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ " . قد لا تكون في المقدمة ، قد لا يكون مكانك على القمة . قد لا تكون الرأس لكنك الرقبة التي تحت الرأس ، والرقبة هامة جدا ً للرأس ، ليست هي الرأس لكنها هامة ٌ جدا ً للرأس . لا تستصغر نفسك ، لا تقلل من قيمة عملك . يوحنا لم يكن هو المسيح لكنه اعلن عن المسيح . وانت حين تُعلن عن الحق تكون مثل يوحنا في الاهمية . لك عمل هام اعدك الله له واعده الله لك . حين تفعله بكل القوة والقدرة والامانة يُسر الله بك ويكافئ عملك ويقدّر امانتك . قد لا تعمل ولا آية ً واحدة لكن كل ما تقوله وتعمله لا يقل شئنا ً عن الآية
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
نشكر الله على بركته علينا اشكرك

شكرااا sandymena31
الرب يباركك


312657_481552468550311_1435579279_n.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
628 - نواجه في حياتنا اختبارات ايمان ٍ عنيفة علينا ان نجاهد لكي نصمد فيها . والاختبارات تختلف وتتفاوت شدتها حسب قوة المؤمن أوضعفه . الله نفسه هو الذي يجرَب ويختبر وهو اله ٌ ورب ٌّ وأب ٌ لجميع المؤمنين . لكننا نراه يشدد التجربة على البعض احيانا ً ويرخي يده احيانا ً أخرى . لا لأنه يفرّق في معاملته بل لأنه يعرف حدود قوة كل مؤمن ٍ منا . فكلما زادت شدة التجربة وعنف الاختبار عليك كان ذلك الله اعلان من الله بقوة ايمانك . طلب الله من عبده ابراهيم ان يقدم ابنه وحيده اسحق محرقة له . لم يكن الله في ذلك قاسيا ً على ابراهيم ، ظالما ً له ، عنيفا ً معه . بل كان يعرف مدى تمسك ابراهيم بايمانه بالله وثقته فيه . كان ابراهيم قد اختبرالله وعرف امانته معه لسنوات ٍ طوال ، فما ان طلب الله منه ابنه فاطاع حالا ً وأخذ اسحق ووضعه على المذبح . وتدخل الله في اللحظة الاخيرة وانزل اسحق ورفع ابراهيم كأبرّ المؤمنين .هل راقبت يوما ً حدادا ً يعمل ؟ هو يمسك قطعة الحديد ويضعها في النار ويحمّي النار وينفخ فيها حتى يحمرّ الحديد ويلين ويكون طائعا ً تحت المطرقة ويشكّله كما يشاء . آلة أو إناء أو شيئا ً جديدا ً نافعا ً . وهو يطرق الحديد ، يختبر ليونته وامكانية تشكيله ، إن كان غير قابل ٍ للتشكيل والتكييف يُلقي به ، يلقي به بعيدا ً عنه على كومة ٍ من الحديد المهمل . حين يضعك الله في تجربة ٍ عنيفة ٍ شديدة فهو يختبر مدى ليونتك أو صلابتك . هل تستجيب لطرقاته وتشكيله وتكييفه أم تعاند ؟ . إن لم تكن صالحا ً لتكون مفيدا ً نافعا ً فمصيرك كومة المهملات . اذا شعرت بحرارة النار المحرقة أو التجربة المضنية اصبر بايمان ٍ وأناة كما صبر قبلك ابطال الايمان . تمثل بهم واتبع خطواتهم كما يقول كاتب رسالة العبرانيين : " مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ." ( عبرانيين 6 :12 ) انظر الى ايوب وهو يرقد في الرماد مطروحا ً صابرا ً ، وتمثل به إن مررت في تجربة ٍ مثل تجاربه ِ التي مرّ بها . واهتف معه في ثقة ٍ وقوة : " إِذَا جَرَّبَنِي أَخْرُجُ كَالذَّهَبِ." ( ايوب 23 : 10 ) الذهب لا يخرج صافيا ً الا بعد ساعات في بوتقة ٍ فوق النار
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
اذا جربتنى اخرج كالذهب ربنا يدينا قوه الصبر و الرجاء عاجزه عن الشكر
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
629 - تمر بنا في حياتنا لحظات ألم ٍ وحزن تلفنا بغلالة ٍ قاتمة ٍ سوداء . وتضغط علينا النوائب تمزق داخلنا وتطرد هنائنا وتقطع قلوبنا وتكسّر نفوسنا . يتفجر في جوفنا نبع مرارة تنتشر شعابه وتفيض أخاديده داخلنا . ونتكور في ركن ٍ بعيد نلوك أحزاننا وننظر في حسد ٍ وحقد للمستريحين حولنا . يأكلنا الحزن والألم كما تأكل الأحماض المواد وتذيبها وتحرقها . وكلما زاد اجترارنا كلما زادت آالامنا وتحطمت حياتنا وغرقنا في بالوعة اليأس . الله يسمح بالألم ، ليس أحد معصوما ً من الألم . والله يسمح بالحزن ، لا يوجد انسان لم يكتوي بلسعته . لكنه سبحانه لا يريد أن نقتل انفسنا في معصرة الألم ، وهو لا يحب أن نغرق في احزاننا ونغوص في حلكته . المسيح نفسه مر بأتون الألم وتقلب فيه . المسيح نفسه اعتصر قلبه الحزن ومزق نفسه . وكان رجل اوجاع ومختبر الحزن ، كل الأوجاع وكل الحزن . واحتمل ذلك كله عنا ، لم يكن له أن يتألم أو يحزن . الألم والحزن حصاد الخطية وهو لم يعرف خطية . لكنه حين رفع على كتفيه خطايانا حمل معها احزانها وأوجاعها . والآن بعد أن كسر لنا سلطان الخطية وحررنا من عبوديتها . الآن إن هاجمنا ألم أو اعترض طريق حياتنا حزن ، نقدر أن نغلب الألم وننفض الحزن به ، بالمسيح ، بالمسيح يتحول الألم الى هبة والحزن الى تسبيح " لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ." ( فيلبي 1 : 29 ) في اعماق السجن الداخلي وارجلهما في المقطرة وهما وسط ظلمة الاحزان ،كان بولس وسيلا في منتصف الليل يصليان ويسبحان الله . ويقول كاتب الرسالة الى العبرانيين : " فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ للهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ " ( عبرانيين 13 : 15 ) مهما كانت آلامك ، ومهما كانت أحزانك ، لا تتألم ولا تحزن ارفع وجهك اليه ، الى المسيح . انظر الى جروح يديه ، تأمل في آثار التعذيب على ظهره وجسده ووجهه واصلب عودك واعلو برأسك .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
630 - كثيرا ً ما نتصور أن الله يدفعنا نجو موقف ٍ حرج أو انه سمح أن تقودنا سحابته الى مأزق ٍ ضيق . ونجد أنفسنا في طريق ٍ مسدود في اخدود ٍ مظلم . الحجارة تتساقط حولنا ، تهددنا ، ترجمنا ، تهوي فوقنا . أو انزلقنا مدفوعين بحركة ارادته وإذا بنا على حافة هاوية ، هاوية ٍ سحيقة لا قرار لها محاطة بصخور كأنياب شيطان . في موقف ٍ ومأزق ٍ كهذا يهاجمنا اليأس والخوف والشك . لماذا يا رب ؟ ولا نسمع جوابا ً . اين أنت يا رب ؟ لا نجده . لا تيأس ، لا تخف ، لا تشك في الله . الهك لا بد سينقذك . تأكد واعرف وآمن وردد مع بولس الرسول بكل قوة ٍ وثقة : " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ " ( رومية 8 : 28 ) الله وضعك في ذلك المأزق ، الله أمامك على حافة الهاوية ، لا لكي يقتلك أو ليهلكك ويحطمك ويسقطك ويفتك بك ، بل لكي يتمجد فيك ويمجدّك ، ليعمل لك ويمارس قوته وقدرته ، وسوف ينتشلك ، سوف ينقذك ، سوف يرفعك ويخرجك من المأزق ، سوف ترى قدرته الخارقة ، ستختبر نعمته الوافرة . قد لا تراها الآن وانت في عمق التجربة وقلب الموقف ، لكنك لو نظرت اليه لأدركت وعرفت وتعلمت كيف تعتمد عليه . في ظلام المأزق عينا الله تريانك ، وفي وسط الخطر يد الله تحوطان بك . لا تخشى السقوط فاصابعه تلتف حولك . لا تشك وتتصور نسيانه لك فأنت مركز اهتمامه . يقول سليمان الحكيم : " اُنْظُرْ عَمَلَ اللهِ " ( جامعة 7 : 13 ) في يوم الخير كن بخير وفي يوم الشر اعتبر . إن الله جعل هذا مع ذاك لكي لا يجد الانسان شيئا ً بعده . في الضيق وفي الفرج ، في التعب وفي الراحة ، في الضعف وفي القوة ، في الوادي وفي الهضاب ، الله يعمل ، دائما يعمل لك ، لا يتوقف عن العمل . وكل اعمال الله عظيمة فهو الاعظم . وكل افعاله خارقة ٌ قادرة فهو الاقدر . لا تخف ، لا تيأس ، لا تشك إن ضاق طريقك ، لا تبحث عنه . إن وجدت نفسك في مأزق مُد يدك له تجد يده تمسك بك . ألق ِ بنفسك عليه يتلقفك في احضانه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
631 - المؤمن عرضة ٌ لهجمات شرسة من الشيطان . المؤمن ليس معصوما ً من الصراع مع الشر . بالعكس تماما ً فمنذ أن تؤمن وتصبح ابنا ً لله وتنضم الى جماعة المسيح فأنت قد صرت هدفا ً لعداوة ابليس . حلفاء الله اعداء ٌ للشيطان ، وهو يقاومك ويناوئك ويحاربك ويهاجمك بلا هوادة . ولا تستطيع ان تتحرر من الشر بسهولة ٍ ويسر ٍ وراحة . التحرر من الشر يكون بالجهاد والمعاناة والصراع والصراخ . بعد ظهور موسى وايليا مع المسيح أمام التلاميذ على جبل التجلي ، نزل المسيح مع بطرس ويعقوب ويوحنا الى باقي التلاميذ ، وهناك وجد جمعا ً كثيرا ً ملتفين حول شاب به روح ٌ أخرس . وكان الروح الشرير يصرعه كثيرا ً ويمزقه ويعذبه . ووقف المسيح أمام الشاب وانتهر الروح وامره أن يخرج منه ، وارتعب وارتجف وصرخ وصرعه ٌ شديدا ً وخرج . لم يكن خروج الروح الشرير سهلا ً ، لم يكن التحرر منه يسيرا ً . وانت وكل مؤمن حين تقاوم الشر تواجه روحا ً شريرا ً شرسا . وهو لا يتركك في راحة ٍ وهدوء ٍ وسلام . الشر يصرع ويمزق ويعذب . والتحرر منه ليس سهلا ً . التحرر من الشر صراع ٌ وصراخ ٌ شديد . لا تسئ الفهم ، الولادة الجديدة والحياة مع المسيح ليست سيرا ً على أرض ٍ مفروشة بالورود والزهور ، بعكس ذلك تماما ً ، السير مع المسيح سيرا ً على ارض تغطيها الاشواك والاحجار . قال المسيح : " في العالم سيكون لكم ضيق إن كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم . لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ، إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطدونكم . وطلب المسيح من الآب أن يحفظنا من الشرير ، قال : " أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كَلاَمَكَ ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ ، لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. " انت وكل مؤمن ليس من العالم ، لست في جانب الشرير ، وسيحاربك العالم ويحاربك الشرير وتقاوم بصراع ٍ وصراخ ٍ شديد لكنك ستغلب كما غلب هو الغالب ، ستغلب به قطعا ً وتنتصر وتصعد وترث الحياة الأبدية وملكوت الله لأنه " بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ." .( اعمال الرسل 14 : 22 )
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
632 - حين تكون وحدك هل تشعر بالوحدة ؟ هل تكون وحيدا ً هل تتضايق ، تتألم وتحزن ؟ تكتئب وتهرب من الوحدة ؟ وتندفع خارجا ً باحثا ً عن آخرين ينقذونك من وحدتك ؟ أم تتمتع بالوحدة ، تتمتع بأن تكون وحدك ، وحدك مع الله . حين تكون وحدك مع الله لا تكون وحيدا ً معزولا ً وحدك . الوحدة مع الله خلوة ٌ واختلاء ٌ وصحبة ورفقة وشركة معه . حينئذ ٍ لا يكون للعالم كله وزنا ً أو أهمية ، أنت والله معا ً . كان موسى وحده وسط البرية وجائه الله في العليقة المشتعلة بالنار . وتحدث معه ، وكلفه بأعظم مهمة وحقق موسى ما اراده الله . كان يعقوب وحده ، بقي وحده وصارعه انسان حتى طلوع الفجر . في وحدته تقابل مع الله وخرج من خلوته ِ أميرا ً منتصرا ً . كان جدعون وحده وظهر له الله وطلب منه أن يخلّص شعبه . وتأكد جدعون من دعوة الله وحارب وانتصر واصبح جبار بأس . كان كرنيليوس يصلي وحده ، كان وحده مختليا ً بالله ، وارسل الله له ملاكه يعلن له ان صلواته صعدت أمام الله . وكان بطرس على السطح وحده يصلي الى الله بعيدا ً عن الناس ورأى رؤيا وسمع صوتا ً وقبل مهمة من الله للذهاب الى الامم . وكان يوحنا الحبيب وحده معزولا ً وحيداً في جزيرة بطمس وكشف الله له رؤياه واعلن له اعلاناته الخالدة العتيدة . ويدعوك المسيح الى ان تدخل مخدعك وتغلق بابك وتصلي ، حيئذ ٍ ترى الله وتسمع الله ، في وحدتك في صحبة الله . حين تشعر بهزال ٍ روحي ، حين تضعف روحك ،اذهب وحدك الى الله ، اختلي به ، انفصل عن العالم تنل قوة ً روحية وملئا ً روحيا ً يجدد علاقتك مع الله . حين تضغط الحياة عليك ، حين تشعر بالضعف والعجز والهزيمة ، اهرب الى مكان ٍ هادئ ، ابتعد عن كل شيء ، ابقى وحدك ، وادعو الله ليحضر اليك في خلوتك وامتلئ بالقوة والنصرة والفرحة . العيش وسط الزحام يحرمك من ان تكون مع الله . الله لا يظهر كثيرا ً في الزحام ، الله لا يتكلم كثيرا ً في الضجيج ، ولو ظهر في الزحام قد لا تراه ، ولو تكلم في الضجيج قد لا تسمعه . اختلي به وحدك . وحدك معه . وحدك مع الله ، تره ُ وتسمعه .
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
كل سنه و انتم بخير و سلام سنه سعيده عليكم يا رب
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
633 - لا تخلو حياة المؤمن من الحزن والاكتآب . المؤمن ايضا ً يحزن ويكتئب . الحزن والأكتآب ليسا قاصرين فقط على نتاج الخطية والاثم والشر .يداهمنا الحزن احيانا ً ويزحف الاكتآب الى قلوبنا ونشعر بقبضة ٍ قاسية تعتصر القلب ، وطعنات تمزق الداخل . وينتشر الالم وتزحف المرارة ويتوتر الجسد ويتلوى الوجه . ونفقد البهجة والفرحة والرجاء والامل والراحة والسعادة . ويصل الحزن والإكتآب الى كل شيء . نكتئب في كل شيء . يقول بولس الرسول الى اهل كورنثوس : " لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ : مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ ، مِنْ دَاخِل مَخَاوِفُ." ( 2 كورنثوس 7 : 5 ) تعب وخصومات ومخاوف . هاجمهم الحزن والاكتآب حل بهم وطرد سلامهم وفرحهم . لكن الله لم يتركهم هكذا فالحياة المسيحية لا تسمح طويلا ً للحزن . لذلك يبادر بولس الرسول ويقول : " لكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا " في وسط الحزن والاكتآب ارسل الله ريحا ً معزية طردت الحزن والكآبة . في جثسيماني ابتعد المسيح قليلا ً عن التلاميذ وابتدأ يحزن ويكتئب . حتى المسيح وخطايانا تجثم على كاهله قال : " نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا " ( متى 26 : 38 ) ووسط الحزن والاكتآب الذي عاناه المسيح ارسل الله ملاكا ً من السماء يقويه . هل تحزن وتكتئب ؟ طبعا ً كلنا يحزن ويكتئب . إن حزنت فاحزن حسب مشيئة الله ، حزن ٌ حسب مشيئة الله . لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشأ توبة ً للخلاص . حزن العالم ينشأ موتا ً أما الحزن بحسب مشيئة الله فينشأ خلاصا ً . الله يشاء لك ان تحزن . الحزن على خطية وعلى عصيان حزن ٌ صحي . حين تحزن على فتور ٍ روحي ، حين تحزن على عدم طاعة فحزنك جيد ، حزنك حزن ٌ بحسب مشيئة الله ، حزن ٌ يقود الى توبة ٍ للخلاص ، والله حينئذ ٍ يرسل اليك ملائكة ً من السماء تقويك وتقودك الى التوبة والى الخلاص والى الفرح . يقول بولس الرسول انه بعد الحزن والاكتآب امتلأ بالتعزيات والفرح . يقول : " قَدِ امْتَلأْتُ تَعْزِيَةً وَازْدَدْتُ فَرَحًا جِدًّا فِي جَمِيعِ ضِيقَاتِنَا." ( 2 كورنثوس 7 : 4 ) في وسط دموع الحزن والاكتآب انظر الى المسيح ، اطلب تعزية ً وقوة ، يمسح الدموع ويطرد الحزن ، وتعود اليك بهجة خلاصك وفرحة الشركة مع المسيح .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
634 - نتقدم الى الله بطلبات ٍ ونسأله أن يستجيب ، ونجده احيانا ً لا يجيبنا . وحين نبحث الامر وندقق فيه نجد ان ما طلبناه ليس حسب قصد الله . وقد وعدنا الله في كتابه المقدس على لسان يوحنا الرسول الذي قال : " وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ : أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا." ( 1 يوحنا 5 : 14 ) لذلك فإن لم تتفق طلباتنا ومشيئة الله وقصده وارادته لا يستجيب لنا . الله يعلن لنا قصده ويوضح لنا مشيئته ويعطينا وعده وكلمته ، ويتعهد لنا ان يحفظ كلمته وينفذ وعده . فحين نصلي نطالبه بمواعيده . دخل داود النبي وجلس امام الرب وشكره لأنه اوصله الى مكان ٍ ومكانة سامية . ثم ذكّر داود الرب بوعوده وعهوده وكلامه الذي تكلم به عنه وعن بيته وقال : " وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ، لِيَثْبُتْ إِلَى الأَبَدِ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ عَنْ عَبْدِكَ وَعَنْ بَيْتِهِ " ( 1 اخبار 17 :23 ) وطالب الله ان ينفذ ذلك الكلام ، قال : " وَافْعَلْ كَمَا نَطَقْتَ." أي افعل كما قلت ، كما وعدت . وضع داود امام الله طلبته عالما ً تماما ً أن الله سوف يوفي بوعده ، سوف يسمع طلبته التي تتفق ومشيئته . ونحن ايضا ً مثل داود النبي نطلب من الله ان يفعل ما وعدنا به . فلنتأكد اولا من قول الله وكلامه الينا ثم نسأله أن ينفذ كلامه . الله لا يخدعنا ، لا يتخلى عن وعوده ، لا يغير او يبدل كلامه . هو أمين ٌ يحفظ عهوده ، قادر ٌ أن ينفذ ويحقق ويتمم ما وعد وقال . يقول بولس الرسول في رسالته الى رومية وهو يذكرنا بايمان ابراهيم . يقول : " وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا." الله امين ٌ في قوله ، صادق ٌ في وعوده وقادر ٌ أن يفعل ما قاله . وقول الله ووعوده موجودة في الكتاب المقدس ، كلامه . وكلامه لك يثبت الى الابد . الكلام الذي تكلم به يثبت الى الابد . ويثبت اسم الله ويتعظم الى الابد لأنه الرب هو الله . فعدم امانتنا لا يُبطل امانة الله . فلنتقدم في ثقة ٍ واطمئنان ٍ بكلامه ونذكره بوعده لنا ونصلي حسب مشيئته فيسمع لنا . لا تتردد ، لا تقف امام باب الله بخوف ٍ وشك . هو امين ٌ وقدوس ٌ وعادل . هو رحيم ُ محب ٌ كريم ٌ عطوف .

 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
نشكر الله و هو امين و عادل لا ينسى تعب المحبه و يعطينا الصالح لنا
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
635 - على كتف كل انسان ٍ احمال ٌ ثقيلة كثيرة تُتعب الكتفين وتثقّل القدمين . ويسير كل منا يصعد جبل الحياة اليومية وهو يئن وينوء تحت احماله . والكثير من تلك الاحمال يصعب التخلص منها والقائها بعيدا ً عن اكتافنا . هموم ٌ ومتاعب ، آلام ٌ ومصائب . المرض الذي اعاني منه منذ زمن . مسؤوليات الاسرة واحتياجاتها الكثيرة ، الضغوط المادية الثقيلة . الوحدة وغياب الاهل والاصحاب . الأضطراب والبعد عن البلد والوطن ، انتقال الاحباء ولوعة الفراق وقسوة الترمل أو اليُتم . أثقال ٌ واحمال ٌ لا ينجو منها انسان تؤلم الكتف وتوهن الجسد . ونسير نجر الاقدام زاحفين في معاناة ٍ وأنين وتثاقل صاعدين الجبل . وننظر حولنا في استنجاد واسترحام نبحث عن معين فنجد الكل يحتاج الى العون . ثم نسمع الصوت ، صوتا ً قويا ً فتيا ً عفيا ً يقول : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. " ( متى 11 : 28 ) وما ان يطرق القول آذاننا حتى تهتز قلوبنا فرحا ً وترتخي اجسادنا طربا ً . نُسرع الخطى ونتقدم نحو ذاك الذي يدعونا نذهب اليه . نجده ُ يقف فاتحا ً ذراعيه لنا ، ثم يمد يديه ويرفع عنا احمالنا الثقيلة . يأخذ الاثقال جميعها ليحملها ثم يقدم لنا بدلا ً منها نيرا ً خفيفا ً . وبوجهه الباسم يقول : " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ " خذوا نيري " فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ " البعض يتردد ويتسائل : لماذا نحمل النير كفانا احمال ؟ النير ليس حملا ً ، النير على الكتف لا يُثقّلك ، لا يُتعبك . النير لا يُحمل ، النير يَحمل ، النير لا يُثقّل ، النير يرفع الثقل . النير على الكتف كالجناحين على كتف الطائر ترفعان الطائر الى اعلى . نير الرب يستقر على كتفك لا ليثقّلك بل ليحمل ثقلك . حين تتبادل مع الرب ، حين تلقي عليه اثقالك وتأخذ نيره ، يحمل احمالك على كتفيه ويسوّي على كتفيك نيره . فيحملك النير الى اعلى ، تطير ، تسبح في سماء الشركة مع الله . تخف وتضعف جاذبية الارض عليك وترتفع . يرفعك نير الرب الى فوق حيث لا اثقال ولا احمال ." أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ " ( مزمور 55 : 22 ) استلم من الرب نيره وهو يرفعك فيكون لديك جناحي حمامة تطير وتستريح .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
636 - المسيحية ليست ديانة شعور واحساس . المسيحية ليست ديانة مرئيات ومحسوسات . المسيحية ديانة ايمان " أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا. " ( رومية 1 : 17 ) المؤمن ، البار المسيحي يحيا بالايمان لا بالشعور . المؤمن ، البار المسيحي يحيا بالايمان لا الحس . الايمان لا يعتمد على عواطف ومشاعر وخيال ٍ وسراب . والايمان لا يعتمد على المنظور والمرئي المحسوس والملموس " الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." ( عبرانيين 11 : 1 ) تأكد ٌ وتيقن بما سوف سيكون . معرفة ٌ واعتماد على ماذا يُرى . والمسيحي لا يعيش احلاما ً وخيالا ً وآمالا ً خاوية ً هلامية . المسيحي يعيش مرتكزا ً على صخر ٍ صلب ، على يقين ٍ ثابت . حين تشتد حرارة الشمس ويعم الجفاف لا يرتمي المسيحي يحلم بالمطر بل ينظر الى الشمس والجفاف ويقف متحفزا ً ينتظر المطر بثقة ٍ ويقين . لا يرى سحابة ً في السماء تبشر بمجيء المطر ، لكنه يرى الها ً في السماء سوف يرسله قطعا ً . الايمان لا يعتمد على اختبارات احداث ٍ ماضية . الايمان يعتمد على شخص الله الامين دائما ً . لا تعتمد على المشاعر لتؤمن . الايمان حين يأتي يجيء بالمشاعر . حين تؤمن تملأ قلبك مشاعر الفرح والسعادة والبهجة . لا تعتمد على حواسك لتؤمن ، الايمان اقوى من الحواس . رأت مريم ومرثا لعازر في القبر ، اربعة ايام ٍ في القبر . ورغم مشاعر الالم والحزن ، رغم مرأى القبر ورائحة العفن ، قال لهما المسيح : سيقوم اخوكما ، وآمنتا . وقام لعازر من الموت . المسيح هو القيامة والحياة ، من آمن به ولو مات فسيحيا ، آمن به ، آمن بقدرته ، آمن بقوته ، هو الله القادر القوي . لا تغرق في دوامة الشعور والاحساس ، لاتتخدر بالعواطف وتترنح . هو صخرتك والصخرة تصمد بقوة لا تلين ، إرم ٍ بنفسك عليه بايمان يسندك ويحملك بقدرة ٍ بين ذراعيه القويتين . لا تقيد نفسك بقيود حواسك الجامدة المحدودة . هو الله الذي يفتح الطريق امامك ، مهما بدا مسدودا ً مغلقا ً . اتبع الرب ، سر ورائه ، امتد لما هو قدّام " نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ " ( عبرانيين 12 : 2 )
 
أعلى