تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
604 - يدعونا الله ان نعمل شيئا ً ، يأمرنا ويكلفنا بمهمة . ويكون صوت الله واضحا ًوكلماته جلية وعباراته مفهومة . وبرغم ذلك الوضوح كله نتكاسل في تنفيذ الامر ونتلكأ . ندعي عدم الفهم ، نتعلل بعدم التأكد من صوت الله ونبرات صوته . لا لأن المهمة صعبة ولا لأن الأمر عسير ولا لأن الدعوة ثقيلة ، بل لان قلوبنا جامدة ولأن اذهاننا مغلقة ولأن ارادتنا معاندة . ونؤجل ، والتأجيل الواعي للاستعداد للطاعة ليس شرا ً . ونتأنى ، والتأني الحكيم لأتقان العمل ليس عيبا ً أو عارا ً . العيب هو الاهمال ، الشر هو التصامم ، الخطر هو عدم الطاعة . عدم الطاعة يمنع عنا بركة الطاعة . اهمال الدعوة يحرمنا من نعمة التمتع بها . حين يدعونا الله لا بد من تلبية الدعوة . حين يأمرنا الله لا بد من الانصياع والطاعة . المؤمن الحقيقي يلبي الدعوة ويطيع الأمر . كلّف الله ابراهيم بمهمة ٍ جديدة لم يكن قد كلّف بها احدا ً قبله . كان الله يريد ان يؤكد عهده ُ لابراهيم وجميع اهل بيته . قال الله : " يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ ...... فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ." ( تكوين 17 : 10 ، 11 ) واطاع ابراهيم الله . اطاع " فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ كَمَا كَلَّمَهُ اللهُ." في ذلك اليوم عينه كما كلمه الرب . لم يؤجل الطاعة الى الغد . كان يعلم ان التأجيل سيحرمه من بركة تأكيد عهد الله له . حين نطيع الله بمجرد سماع صوته وفهم قوله نسعد لتنفيذ مشيئته . لتكن يا رب مشيئتك " فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ " في ذلك اليوم عينه . المؤمن لا يتسائل عن سبب الدعوة . لا يسأل عن هدف الأمر . المؤمن يطيع بلا سؤال . المؤمن يطيع لأنه مؤمن بمعطي الأمر . لا تتلكأ ، لا تتباطأ ، لا تؤجل ، لا تتأنى . اطع الله حالا ً . اطع امر الله في ذلك اليوم عينه كما يكلمك الله . الطاعة يجب ان تكون تامة ، ويجب ان تكون سريعة ً فورية . الطاعة الناقصة ليست طاعة ، والطاعة المؤجلة لا تمجد الله . أطع بالكامل ، أطع حالا ً . انجز العمل كله ، لبي الدعوة الآن ، تَنَل كل البركة وتنل البركة بسرعة . هكذا نتعامل مع الله ، وهكذا يسعد بك الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
605 - كثيرا ً ما نمد ايدينا الى الله بحذر ٍ ونقترب منه بتردد ونسعى اليه بحرص . نمد ايدينا في عدم استحقاق ونقترب منه في عدم ثقة ونسعى اليه في شك . نتعامل مع الله تعامل العبيد الذين يكتفون بالفتات الساقط من غناه . في مذلة ٍ نقترب ، في استجداء ٍ نطلب ، في فقر واحتياج ٍ نستعطي منه . والله لا ينظر الينا هكذا . الله لا يرانا عبيدا ً اذلاء منبوذين . الله يعتبرنا ابناء احباء . الله اختارنا خاصة ً له متميزين اصفياء . قال المسيح : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي ..... لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا ...... لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ " ( يوحنا 15 : 14 : 15 ) و كأبناء فلنا الحق أن نقترب الى الآب بدالة الابناء . وكأحباء فلنا الامتياز ان نتعامل مع الله تعامل الأحباء . لا نستجدي ، لا نستعطي بل نسأل بكرامة ٍ واستحقاق . لا نبقى في الظل نختبأ ونختفي في ظلام العبودية بل نظهر في النور نقف وننتصب في ثقة ٍ واطمئنان . وكأب ٍ يسعد بسداد احتياجات ابنائه يدعونا الله أن نسأل ، نسأل اي شيء . يقول : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ " ( يوحنا 14 : 13 ) إن سألتم شيئا ً ً بإسمي فإني افعله . سؤال الابن من الآب يختلف عن سؤال المتسول . عطاء الآب للابن يختلف عن عطاء المتصدق . الابن يسأل في استحقاق ٍ وثقة ويسر ٍ وسعادة ، والآب يُعطي في سخاء ٍ وإغداق ٍ وسرور ٍ ومحبة . فلماذا وانت ابن ٌ تتردد وتتراجع وتشك وتتوسل ؟ تقدم بحق البنوة مرفوع الرأس مصلوب العود . لا تقنع بالفتات ، اطلب الخبز ، خبز البنين . لا تقبع في الوادي ، ارتفع ، اعلو ، اصعد الجبل . قاع الوادي مظلم ٌ رطب ، بارد ٌ كئيب مليء ٌ بالهموم . قمة الجبل منيرة ٌ دافئة تغطيها الشمس والصحة والبهجة . لا تحيا كالعبيد حياة الفئران والحشرات والبوم والحيات ، بل عش حياة البنين ، حياة النسور والطيور ، حياة النور . لا تبقى في اعماق الهاوية المظلمة ، تسلق المرتفعات المشرقة . لا تزحف في الوادي بل اقفز نحو السماء ، الى الاسمى ، الى الارفع ، الى الانبل ، الى الأمجد ، الى حيث الله ، الى حضن الله ، الى حضرة الله .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
اشكر الله و اسكرك خوضوع رائع كله امل و رجاء
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
شكرا sandymena31
الرب يبارك حياتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
606 - في الفجر قبل طلوع الشمس اطلق فرعون الشعب فخرجوا مسرعين . جروا باقصى سرعة ٍ حاملين متاعهم على اكتافهم واولادهم بايديهم . ووصلوا الى الخلاء المتسع بعيدا ً عن ارض العبودية ووقفوا امام البحر ، واخذوا يتنسمون النسائم الرقيقة الرطبة التي جائتهم من ناحية الماء . وفجأة صرخ من ينادي بأن المصريين وجاؤوا خلفهم . جاؤوا بمركبات ٍ وخيل ٍ وسلاح ٍ كثير ، فزعوا جدا وصرخوا في غضب ٍ وخوف . قالوا لموسى : " هَلْ لأَنَّهُ لَيْسَتْ قُبُورٌ فِي مِصْرَ أَخَذْتَنَا لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ ؟ " ( خروج 14 : 11 ) والتفت موسى خلفه فوجد بحرا ً من الجند تُبرق اسلحتهم في اشعة الشمس ، ونظر امامه فوجد بحرا ً من الماء الازرق الداكن الزرقة يمتد امامهم . ورفع وجهه الى الله وصرخ للرب ثم قال للشعب : " (لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " ) وقال الرب لموسى : " «مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا." وقال موسى للشعب ان يرحلوا ولم يكن امامهم سبيل ٌ الا الطاعة ، اطاعوا ومدوا ارجلهم واندفعوا الى الامام ولمست اقدامهم الماء وغاصت فيه ، واذا بالماء يهرب من تحت اقدامهم ، انشق الماء ، ارتفع سورا ً عن يمينهم وعن يسار . وكان موسى قد مد عصاه على البحر وشقه ودخل شعب الله في اليابسة . اخذ الجميع يجري ويهرول بفرحة والاطفال يقفزون ويرقصون على صوت الهرج والمرح ارتفعت الضحكات والزغاريد ، تزاحموا يهربون ، اقترب الاولاد من السور المائي ولمسوه ، ابتلت اصابعهم وبقي الماء مرتفعا ً . مدت الامهات ايديهن وابعدن اولادهن ، وابتلت ثيابهن وترطبت وجوههن . امر الرجال النسوة والاولاد أن يصمتوا . زادوا صخبا ً وهم يتقافزون امامهم . خجل الشيوخ من انفسهم لتذمرهم على موسى واخفى الشباب وجوههم عنه لشكهم في قدرة الله . وانت تمر في ضيقة ٍ ، حين تشك و تتذمر وتشكو اذكر هذا المشهد ، مشهد عبور الشعب وسط الماء الذي خشوه وهو يحميهم . خافوا الغرق فجعلهم الله يمشون وسط ماء البحر . هل تخاف الضيقة امامك ؟ سينفخ الله فيها فتنشق وتتراجع وتبتعد الى يمينك والى يسارك ، بعيدة ً عنك ، وتسير على الارض اليابسة المعبدة امامك ، تسير وسط الضيقة ولا تبتل اقدامك . قال موسى للشعب : ارحلوا - ورحلوا سالمين . ويقول الله لك برغم الضيقة : ارحل ، تقدم ، سر بثبات .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
607 - يقول الله لنا كما هو وارد ٌ في نبوة اشعياء النبي " مِنْ جِهَةِ عَمَلِ يَدِي أَوْصُونِي " ( اشعياء 45 : 11 ) يريدنا الله ان نطلب منه ، بل ان نوصيه بأن يعمل لنا عجائب وآيات ٍ خارقة . نعم فعمل يديه عجائب وآيات ، يقول : " أَنَا صَنَعْتُ الأَرْضَ وَخَلَقْتُ الإِنْسَانَ عَلَيْهَا . يَدَايَ أَنَا نَشَرَتَا السَّمَاوَاتِ ، وَكُلَّ جُنْدِهَاأَنَا أَمَرْتُ . ". عجيب ٌ وعظيم ٌ ومجيد ٌ عمل يدي الله خالق السماوات والارض . ويريدنا الله ان نوصيه من جهة عمل يديه . ادرك يشوع ذلك في وقت المعركة التي كان يقودها ، أمر الشمس والقمر ويقول بكل قوة " يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ " ( يشوع 10 : 12 ) كان يريد النصرة ، ودامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه . وعرف ذلك ايليا النبي ، وفي صراعه ِ مع الملك آخاب ، أمر السماء أن لا تمطر ، ولم تمطر السماء وجف مطرها ثلاث سنين وستة اشهر ، ثم امرها ان تمطر فامطرت . يعطي الله اولاده المؤمنين الحق في أن يوصوه ويطلبوا منه عمل اعظم الاعمال ، فيعملها ، كل اعمال الله الخارقة يعملها للمؤمن ايضا ً ، بل يعملها المؤمن بنفسه . قال المسيح : " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا " ( يوحنا 14 : 12 )
" وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ : يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ " ( مرقس 16 :17 ، 18 ) وقال المسيح : مهما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم . لا يصعب على الله شيء ، هو القادر على عمل كل مستحيل ويعمل ذلك لنا إن اوصيناه من جهة عمل يديه ، إن سألناه . حين صرخ الأعميان الى يسوع يطلبان ان يرحمهما ، وقف يسوع وسألهما : " مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا ؟ " ( متى 20 : 32 ) ماذا تريدان ؟ ماذا تريد ؟ ماذا تريدون ان يفعل الله ؟ اطلب ، اطلبوا منه ان يفعل ، اوصوه من جهة عمل يديه . وحين تحاجج مع المرأة الكنعانية التي جائت تطلب منه شفاء ابنتها ، احترم منطقها وعظم ايمانها ورضخ لارادتها وقال لها : " لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ " ( متى 15 : 28 ) وكلنا لا ندرك الطاقة التي وضعها الله في متناول ايدينا ، الله وضع بين ايدينا اعظم بل كل موارده بالايمان . تقدم ، اطلب ، اوصي ، خذ من الله ما تشاء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
608 - بعد ان قام المسيح من الموت ، ظهر لتلاميذه ِ مرات ٍ كثيرة . اقام في وسطهم ، تحدث اليهم ، تناول الطعام معهم ، وفرحوا جدا ً وتشجعوا وارادوا ان يذهبوا الى العالم اجمع ليعلنوا الاخبار السارة ويبشروا بملكوت السماوات ، وارادهم المسيح ان يقوموا بذلك ، لكنه دبر لهم قوة ً تؤهلهم لذلك ، دبّر لهم الروح القدس ، موعد الآب وطلب منهم أن يبقوا ويقيموا في اورشليم الى ان يُلبسوا قوة ً من الاعالي ، قوة الروح القدس الذي يجعلهم شهودا ً له الى اقصى الأرض . وكان الروح القدس يحرك التلاميذ ويرشدهم ويوجههم . احيانا ً يدعوهم للشهادة ويرسلهم ، واحيانا ً يمنعهم ويوقفهم عن الكلام . بينما كان فيلبس في السامرة يكرز بالمسيح وسط الآيات والفرح العظيم ، واذا بملاك الرب يطلب منه أن يترك السامرة والنفوس التي ربحها هناك ويذهب الى الجنوب ، الى غزة في البرية وسط الجفاف والرمال ، ووجد مركبة ً بها خصيٌّ حبشي ، وطلب الروح القدس من فيلبس أن يكلمه ، وفتح فيلبس فاه وابتدأ يكلم الرجل ويبشره بالمسيح ، وآمن الخصي واعلن ايمانه ُ بالمسيح يسوع ابن الله . ووقفت المركبة ونزلا منها وعمّد فيلبس الخصي بأمر الروح القدس . وفي أحيان أخرى كان الروح القدس يمنع الرسل من الكلام . بينما كان بولس الرسول ومرافقوه يجتازون البلاد ، يشددون الكنائس منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسية . ولم يكن ذلك لأن الله يمنع انتشار الكلمة هناك لكن الله كان في قلبه ان يدرّب التلاميذ والرسل على اتبّاع ارشاده . ولم يكن الوقت قد حان ليذهبوا الى هناك ، لم يحن الوقت بعد . لم يكن الحقل مهيأ ولا النفوس مستعدة فاقفل الروح القدس الباب . اسأل الرب دائما ً واطلب ارشاد الروح القدس لتعرف الى اين تسير . هل تدفع الباب وتدخل ؟ أم تتوقف وتتأنى أم تتراجع وتبتعد ؟ الروح القدس يغلق كل باب لا يتفق مع ارادة الله ويفتح كل باب ويمد كل طريق يوصّل الى مشيئة الله . سر في طريقك مطمئنا ً ما دام الروح القدس يقودك ، وتوقف عن السير وكف عن السعي إن أراد روح الله ذلك . كن حساسا ً لصوت الروح ، امتثل لأمره . لا تحزن إن أغلق الباب في وجهك وانتظر الباب الذي يفتحه لك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
609 - الشيطان يجول حولنا ويصول ، يلتف ويدور ، لا يمل ، لا يتعب ، لا ييأس ، في كل وقت ٍ يتواجد ويحاول ان يشوه جمال حياتنا ، يحزنه فرحنا ويضايقه نصرنا . في لحظة انتصارنا وتحقيقنا فوزا ً وسط هتاف النصر نسمع صرير اسنانه . في وقت خدمتنا وجهادنا وسط حصاد الرب نراه وقد كشّر عن انيابه . إن حولّنا وجوهنا عن فرحة النُصرة اليه فقدنا لذة الرضا . إن ابتعدت انظارنا عن العمل الذي نقوم به تعثرت اقدامنا . حين يضايقنا بهجومه ويقلقنا بتجاربه نلجأ الى الله يخلّصنا . حين يوجه ضرباته الينا نواجهه ونقاومه فيهرب منا . حذرنا المسيح منه وأكد لنا ان في العالم سيكون لنا ضيق لكنه في نفس الوقت طمأن قلوبنا وأكد لنا انه قد غلب العالم ، وبغلبته نغلب وبنصرته ننتصر وبقدرته نسحقه ونحطمه . ولا تخلو حياة المؤمن من اوقات ٍ يواجه فيها حروب ابليس ، لكن الله يسلحنا لنقاومه وندحره ونغلبه ونطرده بعيدا ً . وكلما زادت هجمات العدو كلما زادت تقوية الرب لنا وتعضيده ايانا . ويضاعف الله قدرتنا فكلما احتك الحديد تولّد تيار الطاقة ، ويجعل الله هجومه لنا بركة وحربه لنا بطولة وعزة ونصرة . البطولة ليست بالعزة والرفاهية والراحة بل بالجهاد والحرب والكفاح . في وسط المحن يُشق طريق الفوز ، في وسط الضيق يأتي الفرج . كلما ضاق الطريق وصعُب وامتلأ بالعقبات كلما رَحُبت نهايته واتسعت . الضيق شعار العظمة والجهاد والعذاب يقودان الى المجد . في طريق الشهد إبر النحل وفي سبيل الورد الاشواك الحادة . من اعماق السجن ووسط القيود تتصاعد التسابيح والترانيم . من ظلمة الاضطهاد وتحت لسعات السياط تعلو الاغاني والاناشيد . حول العرش ، وسط الهتاف والتمجيد يقف الذين اجتازوا الضيقة العظيمة . كل ابطال التاريخ ورسل الايمان عبروا الطريق على أسنّة الرماح واعتلوا سلم المجد على اشواك ٍ تُدمي وجمر نار ٍ يُحرق ويؤلم . الطريق الى العظمة ِ يمر بنفق ٍ ٍ مظلم من العذاب . وينفرج ويتسع ويمتد ويصفو ويُنير في نهاية السرداب . الوتر المشدود يُعطي اعذب الالحان ، وصرخة الألم تُصبح لحن الفرح .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
610 - " رَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ " ، كل افكار قلبه ِ شر ، وكل اعماله خطأ وعار . " فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ" . شوهت الخطية الانسان وخربت قلبه . وكان لا بد ان يواجه الرب شر الانسان بحزم . واصطفى الله عبده نوحا ً واولاده الصالحين فبنوا فلكا ً . وقال الله لنوح : " نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي ........... ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ." وجاء الطوفان ... كان المطر على الارض اربعين يوما ً واربعين ليلة . وتكاثرت المياه وارتفع الفلك عن الارض ، ومات ذي كل جسد ٍ كان يدب على الارض .. وتعاظمت المياه على الارض مئة ً وخمسين يوما ً ، ثم ذكر الله نوحا ً ومن معه ، وهدأت المياه وانسدت ينابيع الغمر وطاقات السماء وامتنع المطر من السماء وظهرت رؤوس الجبال ، وارسل الغراب فخرج مترددا ً حتى نشفت المياه عن الارض . ثم ارسل الحمامة من عنده ليرى هل قلت المياه عن وجه الارض ؟ . وطارت الحمامة فوق جثث الغرقى ووجدت الموت يخيم على كل مكان . ولم تجد الحمامة مقرا ً لرجلها فرجعت اليه الى الفلك . وبعد سبعة ايام عاد نوح وارسل الحمامة من الفلك ، فاتت اليه الحمامة عند المساء واذا ورقة زيتون خضراء في فمها . وسط هدير المياه المنجرفة علت شجرة الزيتون مكللة ً بالخضرة واعلنت فروعها واوراقها انحسار غضب الله عن الانسان . وطارت الحمامة حول الشجرة وابتسمت الزيتونة للحمامة ورحبت بها . وحطت الحمامة على فرع ٍ رطب تأرجح بها وهلل لها ومد لها يده بورقة خضراء . وتناولت الحمامة الورقة الخضراء رسالة العفو والسلام والغفران وعادت الى صاحبها ، الى نوح ، الى الانسان تبشر بالسلام على الارض . وانفتحت كوى الفلك وخرج نوح الانسان الى رحابة عفو الله . ورأى نوح في السماء قوسا ً ملونا ً في السحاب ميثاقا ً مع الله . والله سبحانه برغم الطوفان حولك يعفو ويصفح ، إن جئت اليه معترفا ً بخطاياك مستغفرا ً نادما ً " فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ " ( 1 يوحنا 1 : 9 ) هذه هي الورقة الخضراء تحملها لك حمامة السلام تُعلن لك رحمة الله وميثاقه المنشور في السماء . قوس الله في السحاب يعلن لك عفوه ُ ومحبته ُ لأنه هو الله ، الله المحبة .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
611 - «لَمَّا تَكَلَّمَ أَفْرَايِمُ بِرَعْدَةٍ تَرَفَّعَ فِي إِسْرَائِيلَ. وَلَمَّا أَثِمَ بِبَعْلٍ مَاتَ.» (هوشع 1:13)

هنالك قوّة فعّالة هائلة وسُلطة في كلام الشخص البار. عندما يتكلّم، يؤثّر على حياة الآخرين. لكلماته وزن كبير. يحترمه البشر كمُستحق للاحترام والطاعة.
لكن إذا سقط نفس الشخص في خطية، يفقد كل تأثيره الإيجابي على الآخرين. النغمة السلطويّة التي كان يتكلّم بها تفسد. لا يعود الناس يطلبون مشورته. إذا حاول أن يقدّمها، يميلون إلى النظر إليها بعَين شبه ساخرة ويقولون، «أيها الطبيب إشف نفسك» أو «أخرج الخشبة التي في عينك أوّلاً، ثم أخرج القذى من عيني.» فتصمت شفتاه.
يؤكّد هذا على أهمية المحافظة على شهادة صادقة حتى النهاية. البداية الحسنة مهمّة لكن ليس كفاية. إن نتخلّى عن استعدادنا في أواخر عهدنا، يحتجب مجد الأيام الأولى في ضباب العار.
نعلم، طبعاً، أنه حين نفشل ، نستطيع أن نتوجّه إلى الله معترفين طالبين الصفح. نعلم أنه يستطيع أن يعيد السنوات التي أكلها الجراد أي يمكننا من التعويض عن الأيام التي أضعناها. لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أنه من الأفضل تجنُّب السقوط كلياً بدل الشفاء منه. من الأفضل عدم تهشيم شهادتنا ممّا أن نحاول إلصاق الأجزاء المهشّمة معاً ثانية. فدعونا نصلّي لكي ننهي مسيرتنا بفرح.

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
612 - ما ان نسلم للرب حياتنا ونسلك في طريقه حتى تتراكم امامنا الصعاب . احيانا ً نتصور العكس ونتوقع ان الله سوف يطرد بقوته الشدائد من امامنا . سار الشعب في البرية سنوات وما ان وصلوا الى مشارف ارض كنعان حتى واجهوا العمالقة ، وقفوا في طريقهم واعترضوا طريقهم ، طريق التقدم . بولس الرسول حين كان بعيدا ً عن طريق الرب سار حياته بسهولة ٍ ويسر لكنه في الدقيقة التي قبل فيها الرب تسرب الصراع الى حياته ، صراع ٌ دائم ٌ مستمر . نبتت الاشواك الحادة القاسية امامه ، تجمعت الشدائد والاخطار وعظمت . ما ان بدأ المسيرة مع الرب حتى بدأ الكفاح والصراع الذي لم يتوقف ابدا ً . ما ان خطا الطريق لحمل رسالة الخلاص للأمم حتى قام عليه اليهود ليقتلوه . هاج البحر وكاد ان يبتلعه لولا ان ارسل اليه الرب قطعة خشب لينقذه . ومن محاكمة ٍ الى جلد ٍ الى ضرب الى اهانة الى اتهام ٍ ظالم ٍ الى شوكة ٍ في الجسد . ويكتب الرسول الذي يصارع التجارب والاضطهاد بضراوة ٍ وعنف ٍ ويقول : " مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. " ( 2 كورنثوس 4 : 8 ) التجربة تسبب الاكتئاب للوهلة الاولى لكن سرعان ما يدرك المؤمن انه يصارع بسبب ايمانه فيختفي الضيق والتذمر " مُتَحَيِّرِينَ ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ " وهذه مرحلة ٌ اخرى للصراع مرحلة التحير . الحيرة ليست لعدم فهم ارادة الله بل الحيرة لمعرفة الطريق الذي تسير فيه . ويظهر نور الرب وسط ظلام الحيرة يرشد ويقود الى الطريق المستقيم . ثم يقول : " مُضْطَهَدِينَ ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ." وفي هذه المرحلة يجثم الاضطهاد علينا ، يضغط ويثقل وتتصاعد حدته ، لكننا وسط الاضطهاد نرى وجه الله وسط الأتون يسير معنا فلا تحارق شعرة ٌ من رؤوسنا ، هو لا يتركنا . والمؤمن المضطهد وحده هو الذي يرى الرب يسير بجواره يعضده ويسانده . ويتوالى الصراع ويتمادى العدو في هجومه ، لكننا نكون " مَطْرُوحِينَ ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. " حتى لو صُرعنا والقى بنا العدو وملأ جسدنا بالطعنات وغطت الجروح صدورنا لا نهلك أبدا ً لا نهلك . الضربات ليست الأخيرة ، الطعنات ليست القاضية . نعمة ٌ من الله تلحق بنا وتغلّف حياتنا ، قوة الله تكفينا وتحمينا وتحيينا . ويصل المؤمن الى الذروة فيقول الرسول المضطهد : " حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ " الموت يتحول الى حياة ، الهزيمة تتحول الى نصرة ، الجلجثة تقودنا الى القيامة ، وتعود الينا قوة المسيح .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
613 - الله يعرفنا جيدا ً ، هو صانعنا ، هو الذي نسجنا في بطون امهاتنا . وهو يعدّنا لقصد ٍ خاص . وهو يعينّنا لأعمال ٍ محددة . لم يخلق أحد منا عبثا ً أو لتحصيل حاصل أو بلا سبب . يقول اشعياء النبي : " الرَّبُّ مِنَ الْبَطْنِ دَعَانِي. مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّي ذَكَرَ اسْمِي " ( اشعياء 49 : 1 ) الانسان والامم يدعوهم ويذكرهم لمهمة ٍ خاصة وتكليف ٍ معين وأمر ٍ بذاته . ويستمر اشعياء النبي فيقول : " وَجَعَلَ فَمِي كَسَيْفٍ حَادٍّ " لأنه كلفه ُ بأن يحمل كلامه ُ للشعب ، كلاما ً قويا ً حادا ً حازما ً " فِي ظِلِّ يَدِهِ خَبَّأَنِي وَجَعَلَنِي سَهْمًا مَبْرِيًّا. فِي كِنَانَتِهِ أَخْفَانِي . " في الظل حيث لا ضوء ، لا نور ، لا شمس أو قمر . كل واحد ٍ منا يغشاه الظل في فترة ٍ من فترات الحياة ، وهذه الفترة ضرورية قبل ان يبهر نور الشمس عيوننا . نحتاج الى الظل ، الى الراحة من الوهج لنرى جمال الالوان وروعة النور ، وهذا الظل في يده ، في يد الله ... يخبئني في ظل يده .. لا ظلمة ً داكنة ً قاسية قاتلة سوداء تعيسة ، بل ظل ً هادئ ٌ رقيق ، اعتى التجارب ، ظل ٌ هادئ رقيق في ظل يده يحتضننا فيه ، يعلّمنا ، يدرّبنا ، يعدّنا ، يجهّزنا ، يعتني بنا . واثناء ذلك يجعلنا سهام ً مبرية ، سهاما ً حادة ً قوية ً قادرة .. قادرة ً على تنفيذ المهمة والقيام بالتكليف وتحقيق الأمر . يُجلسك الله في الظل ليعدّك لما أعدّه لك وما اعدّك له . يضعك في يده ٍ ويخفيك الى ان تنمو وتنضج ويصلب عودك ، ثم يطلقك سهما ً مبريا ً ينطلق الى ابعد ما يريدك ان تصل اليه وتحقق اسمى واعظم و اقصى وامجد مقاصده ٍ وأهدافه . لا تحزن لوجودك في الظل ، ظل يده ِ يضلك . لا تيأس إن طال بقائك في الظل فلم يحن وقت انطلاقك بعد . لا تتعجل الانطلاق فالوقت ملك ٌ له . لا تخشى النسيان في الظل فيده ُ تحيط بك . وحين يُطلقك يتبعك بنظره ِ بعنايته ِ بمحبته ِ . انت له ، في الظل في يده . وانت له في الخلاء منطلقا ً من يده . يرعاك بين اصابعه ويرعاك مرسلا ً من قِبله .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
614 - نأتي الى الرب بطلبة ، نرفع قلوبنا له بسؤال ، نقدم امام عرشه ِ احتياجا ً . ويتلقى الرب الطلب ويصل اليه السؤال ويعرف الاحتياج ما دمنا طلبنا بايمان . ويغد ّ الله استجابة الطلب ويجهّز الجواب ويوفر الاحتياج ويحضّر البركة . وننتظر كما يقول حبقوق النبي : " عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ ، وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ ، وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي ، وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ." ( حبقوق 2 : 1 ) ينتظر ويراقب كما ننتظر . يقف على مرصد ٍ عال ٍ ويعتلي حصنا ً مرتفعا ً حتى تسهل الرؤيا ويمكن المراقبة . وينفذ صبر البعض ويزداد التوتر وتخبّط الاقدام في تعجّل ٍ وقلق . ويتأنى الرب ويمل البعض الانتظار ، ويتعبون ويتركون المرصد وينزلون من الحصن . يتصورون التأني رفضا ً والتأجيل عدم قبول والتواني غلقا ً للابواب . واجاب الرب حبقوق وقال : " اكْتُبِ الرُّؤْيَا وَانْقُشْهَا عَلَى الأَلْوَاحِ لِكَيْ يَرْكُضَ قَارِئُهَا ، لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ." التأجيل لا يعني الرفض ، التأجيل لأن الله يختار الوقت المناسب للاستجابة . افكار الله ليست افكارك ، طُرُق الله ليست طُرُقك ، أوقات الله ليست اوقاتك . حين تتسرع انت يتأنى الله ويصبر ، هو يعلم قدرتك واستعدادك لقبول بركته ِ ونعمته ِ " وَلِذلِكَ يَنْتَظِرُ الرَّبُّ لِيَتَرَاءَفَ عَلَيْكُمْ. وَلِذلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ حَقّ. " ( اشعياء 30 : 18 ) انتظار الرب له حكمة ٌ وهدف . قد تكون الاستجابة لم تنضج ، ما تزال فجّة . وحصولك عليها الآن قد يضر معدتك ، لا يفيدك بل يسبب ضرر . وقد تكون انت ليس مستعدا ً بعد لتلقي البركة والنعمة والجواب . احيانا ً نطلب ما نشتاق اليه ونرغبه لا ما نحتاج اليه ونفتقده . الله يعرف قدر الاحتياج وقدرة الانتظار وقوة الايمان . كم من بركات يُعدّها الله لطالبيه وحين يأتي وقت العطاء لا تجد من ينتظر . حين تطلب انتظر " الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ " ما يزال الوقت المناسب لم يحل . انتظر وراقب ، الله يُعدّها لك " إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ " التأني ليس تأخيرا ً والتواني ليس رفضا ً . الله يعرف احتياجك ، هو يعرفه . الله يعرف قوة انتظارك ، هو يعرفك . انتظر ، راقب ، لا تيأس ولا تفشل . هو يسمع وهو يستجيب في حينه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
615 - لقد أخطأ من قال ان المسيحية دين ذل ٍ وخنوع ، فالمسيحي لا يثور على السلطة ولا يخرج على القانون لأنه بشهادته ِ لعمل المسيح في قلبه ِ الشجاع وبحياته ِ البعيدة عن الخضوع لأبليس هو بطل . أن تسمح لمن اساء اليك من الناس ليس بذلٍٍّ ، وأن تصفح عمن شتمك ليس بخنوع ، وأن تدير خدك الأيسر لمن يضربك على الأيمن ليس بضعف . المسيحية دين محبة ٍ لا بغضاء ، دين فداء ٍ وبذل ٍ وغيرة لا دين أنانية ٍ وشح ٍ واحقاد . دين تسامح ٍ وغفران ٍ لا دين اعتداء ٍ وانتقام . المسيحي يتحمل الأذى والاحتقار والاساءة من أجل اسم سيده ِ ويصفح عن كل ذلك لأن المسيح نفسه ُ خُذِل َوأُحتُقَر وأهين ومات من أجلنا .. فهل كان المسيح ذليلا ً ؟ وهل لم تكن لديه القدرة على رد الضربة ضربتين والسن سنين .
المسيحية هي المسيح ، والمسيح يطلب منا الكمال على الرغم من استحالته ِ علينا نحن البشر الضعفاء . المسيحية لا ترضى بانصاف الحلول لأنها بذلك تنزع عن المسيح صفة القدسية الكاملة . وعندما يُطلب منا أن نحب أعدائنا ونبارك لاعنينا ونحوّل لمن يلطمنا على خدنا الأيمن خدنا الأيسر ، فيُراد أن نسمو الى الذروة .. نعم ... تكسر المسيحية اجنحة البغضاء والحقد بقوة المحبة والتسامح فيُصبح المسيحي بهما بطلا ً وشجاع .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
616 - نقف امام الله ونرفع له احتياجاتنا ونطلب ، وبعد ان نطلب ننتظر الاستجابة وسداد الاحتياج . ونمد ايدينا في تعجّل ونفتحها في توتر وعدم صبر . وتتوتر اصابعنا وتهتز وتمل وتتحرك وتبتعد . تنقبض وتُقفل وتتشاغل بأشياء أخرى بعيدا ً عن عطاء الله . وحين تأتي الاستجابة تجد الكف مغلقة ً والأيدي بعيدة ، ولا تصلنا بركات الله وعطاياه التي طلبناها وسألناها منه . نُتلف صلواتنا بالتعجل وعدم التروي وعدم الانتظار ، لا نصبر حتى تنضج الثمار ونحاول أن نقطفها فجة . الله يريدنا ان نسير الطريق معه ويسير احيانا ً ببطء ، ونحن نتقافز امامه ، نُسرع السير ، نريده ُ أن يجري معنا ، وهو يريدنا أن نتبعه لا يتبعنا نحن ، نحن نتبعه هو ، هو يريدنا أن نلحق به ، لا يلحق بنا هو ، نحن نسير معه . وتختلف سرعتنا عن سرعته ونفقد الطريق وننحرف . يسير في طريق ونسير نحن في طريق ٍ آخر . واحيانا ً يريدنا الله أن نسرع ،ونحن نتباطأ ونتكاسل ، وتختلف سرعتنا ايضا ً عن سرعته ونفقد الطريق وننحرف ، يسير في طريق ونسير نحن في طريق ٍ آخر . نفقد الطريق بالتسرع الأهوج ، ونفقد الطريق بالتباطؤ الكسول . الله يريدنا ان نسير في طريقه . يطلب داود النبي أن يعرف الطريق ، يقول " عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ" ( مزمور 27 : 11 ) ويقول ايضا ً " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ." ( مزمور 37 : 23 ) سر في طريق الله ، الله يرشدك الى الطريق . لا تنحرف عنه ، اعرفه ُ وثبّت خطواتك فيه تَسر في سرور وسعادة واطمئنان وامان . لا تسرع السير إن ارادك الله أن تبطئ ، ولا تبطئ السير إن ارادك الله أن تُسرع . سر بخطوات تتفق وخطوات الله . اتبعه هو يسير الطريق أمامك .


 

legend 2012

New member
إنضم
3 مارس 2012
المشاركات
29
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
رائع يا فوزي
اذا ما بقرأ كل يوم تأملاتك بحس في اشي غلط
 
أعلى