- إنضم
- 7 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 4,593
- مستوى التفاعل
- 192
- النقاط
- 63
604 - يدعونا الله ان نعمل شيئا ً ، يأمرنا ويكلفنا بمهمة . ويكون صوت الله واضحا ًوكلماته جلية وعباراته مفهومة . وبرغم ذلك الوضوح كله نتكاسل في تنفيذ الامر ونتلكأ . ندعي عدم الفهم ، نتعلل بعدم التأكد من صوت الله ونبرات صوته . لا لأن المهمة صعبة ولا لأن الأمر عسير ولا لأن الدعوة ثقيلة ، بل لان قلوبنا جامدة ولأن اذهاننا مغلقة ولأن ارادتنا معاندة . ونؤجل ، والتأجيل الواعي للاستعداد للطاعة ليس شرا ً . ونتأنى ، والتأني الحكيم لأتقان العمل ليس عيبا ً أو عارا ً . العيب هو الاهمال ، الشر هو التصامم ، الخطر هو عدم الطاعة . عدم الطاعة يمنع عنا بركة الطاعة . اهمال الدعوة يحرمنا من نعمة التمتع بها . حين يدعونا الله لا بد من تلبية الدعوة . حين يأمرنا الله لا بد من الانصياع والطاعة . المؤمن الحقيقي يلبي الدعوة ويطيع الأمر . كلّف الله ابراهيم بمهمة ٍ جديدة لم يكن قد كلّف بها احدا ً قبله . كان الله يريد ان يؤكد عهده ُ لابراهيم وجميع اهل بيته . قال الله : " يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ ...... فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ." ( تكوين 17 : 10 ، 11 ) واطاع ابراهيم الله . اطاع " فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ كَمَا كَلَّمَهُ اللهُ." في ذلك اليوم عينه كما كلمه الرب . لم يؤجل الطاعة الى الغد . كان يعلم ان التأجيل سيحرمه من بركة تأكيد عهد الله له . حين نطيع الله بمجرد سماع صوته وفهم قوله نسعد لتنفيذ مشيئته . لتكن يا رب مشيئتك " فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ " في ذلك اليوم عينه . المؤمن لا يتسائل عن سبب الدعوة . لا يسأل عن هدف الأمر . المؤمن يطيع بلا سؤال . المؤمن يطيع لأنه مؤمن بمعطي الأمر . لا تتلكأ ، لا تتباطأ ، لا تؤجل ، لا تتأنى . اطع الله حالا ً . اطع امر الله في ذلك اليوم عينه كما يكلمك الله . الطاعة يجب ان تكون تامة ، ويجب ان تكون سريعة ً فورية . الطاعة الناقصة ليست طاعة ، والطاعة المؤجلة لا تمجد الله . أطع بالكامل ، أطع حالا ً . انجز العمل كله ، لبي الدعوة الآن ، تَنَل كل البركة وتنل البركة بسرعة . هكذا نتعامل مع الله ، وهكذا يسعد بك الله .