619 - قال المسيح : " أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. " ( يوحنا 10 : 10 ) هذه ارادة الله لنا حياة ٌ افضل . وهو يريد ان يرانا نعيش هذه الحياة الأفضل . لكننا ننحرف احيانا ً ونبتعد عن ارادة الله ومشيئته ، ونجد انفسنا نعيش حياة لا تتفق وما يريد لنا الله ، ونشقى ونتعب ونيياس ونتذمر ونكره الحياة وننفر منها ، ويعمل الله على ان يعيدنا الى الحياة الأفضل التي أتى ليحققها لنا . وكعازف الكمان الذي يقضي الوقت يضبط اوتار كمانه قبل العرف ، هكذا يقضي الله الوقت ليضبط اوتار حياتنا لتتفق مع مشيئته . يشد الوتر ، يجذبه بقوة ، يسحبه ويلويه ويثنيه ويقسو عليه ، ويضع أذنه عليه ويُعمل أصابعه ُ فيه ، يشده ُ مرة ً ومرات ، وكلما لم تكن نغمته ُ مرضية يزيد الشد والجذب والضرب الى ان تصعد النغمة متفقة ً مع اللحن الذي يريد أن يعزفه . وقت الجذب يعلو صراخ الوتد ، يئن ، يعاني ، يتلوى . أما وقت اتفاق النغمة مع اللحن فيشدو ، يغني ، ينشد . هكذا نحن حين تختلف مشيئتنا مع مشيئة الله ، يجذبنا ويشدنا ، يسحبنا ويلوينا ، يثنينا ويقسو علينا حتى تتفق مشيئتنا مع قصده فيعزف علينا اجمل الألحان . الا انه وهو يوفّق النغمة في حياتنا مع لحن مشيئته ، فهو كالموسيقي يحتضن الكمان ويجذبه نحو قلبه . ونسمع في حضنه ِ دقات قلبه ِ الحنون وهو يؤكد محبته ُ لنا . مهما جذب اوتارنا لا يقطعها ، مهما شدها لن يمزقها . حين تكون نغمة حياتنا نشازا ً يهذبنا ويطوّعنا ويشد أوتار قلوبنا . قد يسمح ببعض الألم ، بعض الحزن ، بعض التجارب ليشد الأوتار . وتتفق النغمة مع اللحن ، وتتناسق ارادتنا مع مشيئته . ويعلو التسبيح ويُعلن : لتكن ارادتك لا ارادتي .... هل تشعر باصابع الله تشد اوتار قلبك ؟ هل تراه وهو يحرك حياتك يمنة ً ويسرة ؟ هو يوفّق النغمة التي بك مع اللحن الذي يريده منك . هو يحتضنك ويلف يده ُ حولك ويرعاك ويُحبك . ما اعظم اللحن الذي سيخرجه منك عنئذ ٍ .