تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
593 - «لَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ.» (يعقوب 2:4)

يثير مِثل هذا العدد سؤالاً مهماً. لا نملك لأننّا لا نطلب ، فما هي الأشياء العظيمة التي نفتقدها في الحياة لأننّا لا نطلبها بالصلاة.
سؤال شبيه بهذا يُثار في يعقوب 16:5، «طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا.» فإن لم يصلّي هذا البار، فهل نستغرب من قلّة الإنجازات بواسطته؟
المشكلة مع كل منّا هي أننّا لا نصلّي بما فيه الكفاية ، أو عندما نصلّي ، نطلب قليلاً. نحن ما يقول عنّا س. ت. ستاد «نأكل ما يمكننا من الفُتات بدل أن نقبض على المستحيل.» صلواتنا بسيطة ضعيفة الخيال بدل أن تكون جريئة وجسورة.
ينبغي أن نكرم الله بالصلاة لأجل أمور عظيمة. وبحسب كلمات جون نيوتن، أنت تقف أمام ملك ، فأحضر التماسات عظيمة ، لأنّ نعمته وقوّته تتّسع لمطالب كثيرة.
نكرم الله عندما نعمل هذا، نُغني أنفسنا روحياً. يحب أن يَفتح كنوز السماء ويُغدقها علينا، لكن عدد اليوم يقول لنا أنه يعمل هذا استجابة للصلاة.
يبدو لي أن هذا العدد يجيب على سؤال نسمعه دائماً. والسؤال هو: هل فعلاً تحرّك الصلاة الله ليعمل أشياء لا يعملها بطريقة أخرى ، أو هل تضعنا الصلاة بانسجام مع ما يشاء أن يعمل ؟ يبدو أنّ الجواب واضح: يعمل الله أشياء استجابة للصلاة لا يعملها في طريقة أخرى.
يهيم خيالنا في اتجاهين حين نتأمّل هذا الموضوع. أولاً، نتذكّر الإنجازات العظيمة التي جاءت نتيجة مباشرة للصلاة. نقتبس كلمات عبرانيين 33:11و34 متذكّرين هؤلاء «الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ.»
لكن يمكننا أن نتذكّر ما يمكن أن نكون قد أنجزنا نحن للمسيح لو طلبنا منه. نستطيع أن نتفكّر بالوعود الكتابية العديدة والثمينة التي فشلنا في المطالبة بها. كنّا ضعفاء حين كان من الممكن أن نكون أقوياء. لقد أثّرنا على القليلين لأجل الله ، بينما كان من الممكن أن نؤثّر على الآلاف أو حتّى على الملايين. لقد طلبنا دونمات بينما كان بإمكاننا أن نطلب قارّة بأكملها. كنّا فقراء روحيّاً بينما كان بإمكاننا أن نكون أقوياء أصحاب نفوذ. لا نملك لأننّا لا نطلب.
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
594 - يعلن لنا الله الحقائق من خلال الطبيعة وربما من خلال العاصفة الشديدة . في يوم ٍ من الايام أظلمت الشمس وهاجت رياح ٌ شديدة ظلت تُطيح بسرعة شديدة بكل ما على الارض امامها وكأنها تعلن الحرب المدمرة لكل من يقف في طريقها . انتهت العاصفة وبدأت الغيوم تتبدد وبدأ نسيم ٌ لطيف ٌ يعلن عن زرقة السماء الصافية من جديد ، ولكن مع عودة الطبيعة الجميلة ظهرت مناظر مؤلمة منها : الاشجار الضخمة العالية هوت على الارض مهزومة امام حرب العاصفة في حين توجد اخرى صغيرة قزمة تحملت وصمدت امام الرياح ، وهنا اعلنت العاصفة انها المحك والوسيلة الحقيقية التي تُعلن عن نوع وقوة الاشجار . هناك اشجار لها منظر القوة والضخامة وهي من الداخل فارغة وبلا جذور . توجد ايضا ً اشجار ٌ لها منظر التواضع ولكنها قوية بماء الحياة الذي يسري فيها ويمدها بالجذور العميقة القوية في تربة ٍ خصبة . وتوقفت ُ هنا لأتسائل : من انا امام الرياح وعواصف الحياة وضغوطها واوجاعها ؟ هل انا تلك الشجرة اللامعة وسط المجتمع الناصحة المرشدة المصلية الواعظة ، ولكني امام الرياح القوية أو التجارب اهوي واسقط ؟ ام انا تلك الشجيرة التي ترتوي بحب يسوع الذي يحييها وحضنه ِ الذي تعرف طريقه عند الشدائد فتزرع رأسها فيه وتأخذ قوتها منه ؟ هل انا نخلة عالية رأسي الى فوق حيث ربي يسوع وجذوري ثابته فيه ؟

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
595 - في خوفه ِ من اخيه عيسو وهو عائد ٌ من عند خاله ِ لابان ومعه ثروة ٌ كبيرة ، نام نوما ً قلقا ً وحده وفي الليل " صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ " . وفي مصارعته ضرب حق فخذه وانخلع حق فخذ يعقوب في الصراع ، وقال له مصارعه : " أَطْلِقْنِي " ، لكن يعقوب تشبث وتعلق به ورمى كل ثقله ِ عليه ، فقال : " لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي " . وباركه قائلا : لقد " جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ . " . واحيانا ً يرى الله ان نتصارع معه ، لا مصارعة ً جسدية كما حدث ليعقوب ، بل مصارعة ً في الصلاة ، الله يستحسن المصارعة في الصلاة . والعجيب ان الله في مصارعتنا له في الصلاة يسمح بأن نقدر ونغلب . نحن لا ننال ما نبتغيه ونطلبه اذا لم نتعلق بالله بقوة ونصارع ونجاهد . نُلقي بانفسنا عليه في الصلاة ، نرمي بثقلنا كله عليه ، نمسك به بقوة . احيانا نتسائل في تعجب : وهل يستطيع الانسان الضعيف ان يتحدى قوة الله ؟ هل نغتصب بركة الله اغتصابا ً بالقوة والمصارعة والعراك والجهاد واللجاجة ؟ في عراكنا وصراعنا وجهادنا ننال ما نريد من بركة اذا سلمنا لارادة الله . لا استسلام بل تسليم ٌ له وتعلق ٌ به ومثابرة ٌ على الايمان والصلاة . تسليم ارادتنا لارادته ومشيئتنا لمشيئته واهدافنا لاهدافه بلجاجة ٍ والحاح ٍ وصراع ٍ في الصلاة نطلب ارادته لا ارادتنا ومشيئته لا مشيئتنا وقصده لنا لا قصدنا لانفسنا وقصده لنا لا قصدنا لأنفسنا . الصراع والجهاد لا يعني المقاومة والتناحر والتقاتل . المصارعة لها وسائل واساليب فنية تصل بالمتصارعين الى النصر. حين تصارع في طلبتك للشفاء من مرض سلم نفسك لله ليحقق قصده فيك . حين تجاهد في صلاتك لطلب بركة خاصة افتح يدك لله لينفذ رغبته لك . والمصارعة والجهاد مع الله له مسحة رائعة ولذة كبيرة . حين تمسك يدك به وتقبض اصابعك عليه وتتلاحم معه تشعر بدفء محبته يملئك وحرارة نعمته ِ تغمرك . تُحس بقوته تحيط بك وقدرته تحرك جسدك . وتسعد بالصراع مع الله ويسعد الله بالصراع معك ، ويحقق مشيئته لك ويباركك ببركاته كثيرا ً ، وتنتفض وتغلب وتفوز في الصراع ويلبسك الله الاكليل ويطوقك بالبركات .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
أمين أمين ربنا يسمع و يستجيب شكرا شكرا

شكرا sandymena31
" تَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ " ( مزمور 37 : 4 )
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
596 - الله كلي ّ القدرة والقوة ، قادر ٌ وقوي . وهو مصدر كل قوة ٍ للانسان المؤمن ، يهبه ُ كل قوة . يقول داود النبي : " اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا." ( مزمور 46 :1 ) مهما بدوت في نظر نفسك ضعيفا ً وفي نظر الآخرين هزيلا ً عاجزا ً . الله يملئك بالقوة ، قوة ٍ لا حدود لها الا حاجتك لها ، فهو كلي ّ القوة . يمنحك قوة ً وعونا ً تذلل بها كل الصِعاب وتواجه بها كل المشقات . يمنحك قوة ً وعونا ً تقودك في طريقك وترشدك سبيلك . يقول كاتب المزامير : " قَدْ أَمَرَ إِلهُكَ بِعِزِّكَ" ( مزمور 68 : 28 ) والعزة هي القوة . قد امر الله بقوة ٍ لك . الرب قوتي وعزي وقسمتي ، يعطيني ارادة ً تفتت الصخر . الرب قوتي وعزمي وقسمتي يمنحني قدرة ً تقود طريقي . الرب قوتي وعزي وقسمتي يهبني عافية ً تغلب مرضي . الرب قوتي وعزي وقسمتي يملئني حكمة ً تميز الحق . الرب الهي يمد يده ويعينني ويدفعني لاتسلق الصعاب . الرب الهي يمد يده ويعينني ويرفعني أسمى الدرجات . الرب الهي يمد يده ُ ويعينني ويغمرني برحمته ومحبته ِ . الرب الهي يمد يده ويعينني ويعطيني نصرة ً على الأعداء . حين اضعف ارفع نظري الى الله واطلب عونا ً في شيخوختي ، ويتلطف الله ويمد يده بالقوة فيجدد مثل النسر شبابي . حين اسقط صريع المرض ابسط يدي َّ طالبا ً قوة . ويتحنن الله وينهر المرض ويعيد لجسمي نظارته . حين اتخاذل وترتعش ركبتاي وقت الحرب استنجد بالهي فيحول المعركة لصالحي ويُصلب عودي ويحقق لي النصرة . الرب قوتي ، في الرب كفايتي ،عند الرب مخازن القدرة . الرب صخرتي ، في الرب معونتي ، عند الرب مصادر العزة . هل تنظر الى نفسك وتقيس قدراتك وتبتأس لضعفك ؟ قوة الله مِلكُك ، قدرة الله في متناول يدك . مد يدك واغترف ما تحتاج اليه . افتح صدرك واستقبل منه شجاعة . الرب قوتك ، في الرب كفايتك " قَدْ أَمَرَ إِلهُكَ بِعِزِّكَ " .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
597 - لو علم ايوب حين داهمته التجارب وألمّت به المصاعب وحلّت به المصائب ، لو علم ان حياة الألم التي عاشها ستخلّده كنموذج ٍ للصبر والايمان . لو علم ذلك وهو في اعماق المعاناة لازداد شجاعة وتعزية وصبرا ً . لا احد يحيا لذاته ، حياة ايوب ، حياتي وحياتك ، وحياة جميع الناس . وإن كنت تعيش اليوم بعض آلام ايوب من مرض ٍ وضعف ٍ وحزن فسوف تكون غدا ً مثالا ً لغيرك في الصبر في مواجهة الآلام والهموم . لذلك اصبر كما صبر ، وواجه التجارب كما واجهها بصمود ٍ وقوة . تشدد ، تقوّى في الرب وفي شدة قوته . لا تكل و تمل وتخور وتنهار . مهما برُد الشتاء ومهما طال الليل فلا بد ان تحمى الشمس ويطلع النهار . اجمل الاختبارات الروحية تأتينا اوقات في ايام الهموم والاحزان . ملحمة ايوب الشعرية كانت حصاد المعاناة والألام . الجسد الذي لا يجرب المرض لا يصحو والنفس التي لا تختبر الألم لا تنمو . هذه حقيقة مسيحية كتابية . حق ٌُ يعلنه الله للمتألمين . التجارب ترفع المتألم الى قمة الاختبار ، والآلام تغوص به الى اعماق نعمة الله . انظر الى النجوم في السماء تتلألأ وتتوهج وتتألق في ظلام ليالي الشتاء . تأمل زنابق الحقل تجد اجملها واطيبها في قمم الجبال الباردة وسط الثلوج . الله يحتفظ بوعوده ِ الى ساعات الضيق ، ويمد يد عونه ٍ ورحمته في اوقات الألم ، ويعلن نفسه لك كرجل الأوجاع ومختبر الحزن . فانت لا تدوس المعصرة وحدك ، هو يدوسها معك . يقول بولس الرسول : " لأَجْلِ ذلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ . " ( 2 تيموثاوس 2 : 10 ) الصبر يقود الى الخلاص ، خلاص ٍ لك ولخلاص الآخرين . التعزية ستملأ قلبك ثم تفيض منك الى قلوب غيرك . انظر الى الشمس فوقك ، هل تراها ؟ قد لا تراها الآن بسبب الغيوم ، لكنها هناك دائما ً هناك . تأمل تلك الغيمة المضيئة وسط سواد الغيوم ، هذه الغيمة المضيئة نعمة الله ، صبر الانسان ، تعلن وجود الشمس . الله دائما ً هناك في الشتاء والصيف ، في الليل والنهار ، في التعب والراحة ، الله معك
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
ربنا يزيدك نعمه و بركه و معونه قويه شكرا شكرا
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
598 - ايها الشبيبة اثبتوا في الرب بعزم القلب . اتكلوا عليه . توجد قوة ٌ في المسيح . فيه الكفاية لكل ما يريد منكم ان تعملوه ولكل حالة ٍ يريد ان تكونوا عليها . قد يسمح الله للبعض بفترة فرح ٍ طويلة في بداءة ايمانهم ، ولكن الله يعلم قلوبنا وكيف اننا سرعان ما نعتمد على فرحنا وليس على المسيح . المسيح غرضنا وليس الفرح . كلما تنمون في معرفة المسيح يزداد فرحكم الآن قدر الفرح فيه ِ في البداءة آلاف المرات .
اثبتوا في الرب بعزم القلب .إن القلب المتحير هو اكثر الاشياء اضرارا ً بالمؤمنين . عندما يتجه القلب نحو شيء ٍ غير المسيح فإن المؤمن يبتعد عن مصدر القوة . عندما تمتلئ نفسي بالمسيح لا يكون لي شيء ٍ من الدنيويات التافهة قيمة ٌ امام قلبي او عيني ، مهما عظم الشيء امام اهل العالم . إن كان المسيح يسكن في قلبك بالايمان فلا تعود تسأل نفسك ما هو الضرر في هذا الأمر أو ذاك الأمر ، بل بالحري تقول : هل أنا افعل هذا لأجل المسيح ؟ هل يستطيع المسيح أن يسير معي في هذا الأمر ؟ . لا تسمح للعالم أن يدخل قلبك ويأتي بالحيرة الى افكارك . إن الذين قضوا في الحياة سنين كثيرة اختبروها اكثر منا ويعرفون اكثر ماذا تساوي ولكن العالم يلمع امامنا قصد اجتذابنا . إن ابتساماته ِ خادعة ويستمر يبتسم . يُعطي وعودا ً لا يمكنه تحقيقها ويستمر مع ذلك يُعطيها . إن قلوبكم اكبر من ان يملئها للفيضان . اثبتوا في الرب بعزم القلب . عيشوا مع الله وان تتعلمون ما هو في قلوبكم معه وبنعمته ِ لا تسمحوا للشيطان ان يدخل بينكم وبين نعمة الله . ومهما تكن المسافة التي قطعتها في البعد عنه ، استندوا على محبته ِ التي لا تُحَد . إن فرحه ُ أن يراكم قد رجعتم . انظروا الى الخطية برعب ولكن لا تخطئوا البتة الى الله بأن تشكّوا في محبته ِ . لقد احبكم وسيحبكم الى النهاية . تحدثوا كثيرا ً مع يسوع . لا تقنعوا بحالة ٍ لا تستطيعون فيها أن تسيروا مع يسوع وتتكلموا معه كما مع صديق ٍ عزيز . احرصوا دائما على الشركة القوية مع من احبكم وقد غسلكم من خطاياكم بدمه .


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
599 - احيانا ً نشعر بحياتنا فارغة من الخير والفرح والراحة ، ويدوي الفراغ حولنا . ونقول في يأس ٍ وحزن : ليس لنا خير ، ليس عندنا شيء . وتقفز انظارنا فوق ما نملكه ونتصوره بلا قيمة ، لا يشبع ، لا يكفي . هكذا ظنت الأرملة التي جائت الى اليشع النبي تشكو عدم وجود شيء ٍ لها . كان عليها دين ٌ للمرابي الذي جاء ليأخذ ولديها عبدين سدادا ً للدين . وسألها النبي اليشع : " مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ ؟ " ونظرت حولها في حيرة وقالت في يأس : لا شيء " إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ " وطلب منها ان تأتي بكل الفارغ من اوعية بيتها وبيوت جيرانها . وقال لها : "لاَ تُقَلِّلِي " هاتي الكثير الفارغ ، كل اللاشيء عندك . وجائت بالفوارغ فملئها الله لها زيتا ً باعته وسددت دينها . سددت كل الدين من دهنة الزيت وامتلأ كل فراغ واحتياج ٍ لها . ... ووقف المسيح امام الجموع الكثيرة الجائعة ، اشفق عليهم وسأل عما لدى التلاميذ من طعام .. قالوا : ليس عندنا شيء الا خمسة ارغفة وسمكتين ، وما قيمة هذا اللاشيء لألوف الجياع . ومد المسيح يده واخذ الارغفة الخمسة والسمكتين وبارك وكسّر واعطى ، واصبح اللاشيء شيئا ً كبيرا ً ، بل اشياء ملئت البطون الفارغة واشبعتها . اكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثني عشر قفة ً مملوءة . هل حياتك فارغة ؟ هل اوعيتك فارغة ؟ هل داخلك فارغ ؟ إإتي به للمسيح ، تعال بفوارغك الى المسيح ، يملأ ويشبع ويفيض . يقول بولس الرسول : " فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. " ( فيلبي 4 : 19 ) الهي ، الهك واله بولس الرسول غني ويملأ احتياجك بحسب غناه . ما أعظم المنبع ، الله ما اكثر ما لديه ، غناه في المجد . ما اسمى السبيل ، المسيح يسوع . ضع احتياجك امام ذلك المنبع ، الله . ضع فوارغك امام ما لديه ، غناه في المجد . اسأل ذلك بواسطة الطريق لذلك ، المسيح يسوع . لا تعتمد على نفسك ، لاتلجأ الى الغير من البشر . آبارهم مشققة ، ايديهم شحيحة ، نحيلة ، أنانية . أما هو فغني ُ وسخي ٌ ومحب . الله سميع ٌ مجيب يملأ كل فارغ ٍ لديك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
600 - هل سبق وفكرت في قيمة قلم الرصاص ؟ تصور كيف يكون العالم من غير اقلام الرصاص .. التلاميذ والرسامون والمهندسون والتجار وكل الناس يستعملون قلم الرصاص ... لطالما افادنا القلم ولكننا اليوم نسمعه بصفة ٍ خاصة يُلقي علينا بعض الدروس الهامة .. إن قيمة القلم تتوقف بالاكثر على عنصره ِ الداخلي . اهم جزء ٍ في القلم ليس خشبه ُ الخارجي من حيث النوع واللون وانما يهمنا كثيرا ً جودة رصاصه ِ ، وكذلك الأمر مع الناس ، لا يهم كثيرا ً الشكل أو اللون الخارجي لكن المهم النفس الداخلية .
ثانيا ً يجب أن يًضحّى بالجزء الخارجي من القلم حتى يمكن الاستفادة منه . قال المسيح : " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي " ( متى 16 : 24 ) أي لينكر نفسه . وكما يُبرى القلم كذلك يجب أن نبري الانانية والكبرياء قبل أن نكون ذوي نفع ، ولو أن القلم يشعر لتألم من المبراة ولكن المبراة نافعة ٌ له .. هذه هي التجربة بالنسبة لنا .
توجد في كثير ٍ من اقلام الرصاص ممحاة لمحو الاغلاط "هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. " ( اشعياء 1 : 18 ) نعم الغفران لنا من الله ، لا يصلح القلم الا في يد ٍ ذات اهلية ولا يمكن ان تكون حياتنا في يد ٍ ذات كفاية الا اذا كانت في يد السيد ، ولا يستطيع احد ان يخطفه من يده ِ .. شكرا ً لله الذي يعلّمنا كل امور ٍ نافعة لنا من كل شيء ، فلنشكره هذا اليوم من اجل قلم الرصاص .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
601 - احيانا نحتاج لأن نعرف ارادة الله في شأن ٍ من شؤون حياتنا ونسعى لكي نسمع صوته يحدثنا ويوجهنا ويرشدنا ويرينا الطريق ويرينا الطريق . وننتظر... ننتظر ان نسمع صوتا ً عاليا ً واضحا ً متميزا ً يملأ السمع ، او نرى ارادته في علامة ٍ أو صورة ٍ أو اسلوب ٍ بشكل ٍ صارخ . ولا نسمع صوت ولا نرى العلامة ، ونحزن ونبتأس ونتحير ، ونتصور ان الله سكت عن الكلام معنا او توقف عن اظهار مشيئته لنا . لكن الله لا يتحدث دائما ً بصوت ٍ عال ولا يظهر ارادته بعلامة ٍ صارخة . الله احيانا ً يتكلم بصوت منخفض ويظهر ارادته بطريقة ٍ رقيقة ، كما يذكر الكتاب المقدس في اقوال احد اصدقاء ايوب النبي منذ ىالاف السنين . يقول : " فَمَرَّتْ رُوحٌ عَلَى وَجْهِي ، اقْشَعَرَّ شَعْرُ جَسَدِي ........ سَمِعْتُ صَوْتًا مُنْخَفِضًا " ( ايوب 4 : 15 ، 16 ) وهكذا يتحدث الله بصوت ٍ منخفض ، بهمس ٍ هادئ لتسمع انت وحدك صوته . لا تنتظر ان يتحدث معك الله وسط ضجيج الاصدقاء والاصحاب الملتفين حولك . لا تنتظر ان يتحدث معك الله وسط ضجيج الافكار والآراء والهواجس تملأ عقلك . لا تنتظر ان يتحدث معك الله وسط ضجيج النصائح والتوجيهات من الناس بجانبك . لا تنتظر ان يتحدث معك الله وسط ضجيج الاهتمامات والانشغالات الأخرى لك . إن حدث ذلك فسوف تسمع صوت الله يعلو ويقول : " كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ " ( مزمور 46 : 10 ) إن حاولت ان تفكر وحدك وتدبر امرك بدونه ستسمعه يأمرك أن تصمت . اصمت امام الله ، فالله يريد ان يحدثك . ابعد الاصحاب والناصحين ، الله يتحدث اليك . اطرد الهموم ، ابعد القلق وابعد الشك . الله يومئ اليك لتسكت حتى يستطيع ان يتكلم . ارفع كل انتباهك له وافتح بصرك وبصيرتك لتراه وكل اذنيك لتسمعه . وحالا ً يتحدث ، يتحدث في صوت ٍ منخفض ، يتحدث حديثا ً خاصا ً يهمك . حين تصمت امام الله وتسكن تستطيع ان تميز صوته . حين تهدأ امام الله وتنصت تستطيع ان تعرف ارادته . الله يحب ان ينفرد بك ، لا يريدك في زحام ٍ وضجيج . الله يوجه كلامه اليك . لا يريد كلامه ُ أن يتوه منك . الآن في هذه اللحظة الله يريد ان يتكلم معك . اخفض الاسواط الاخرى حولك ، اجعل الكل يسكت ، هذا صوت الله ، هو الله يكشف لك ارادته . اسمع وطع وعش مشيئته الآن وكل آن .
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
يتمحجد و يتبارك اسم الرب اشكرك ربنا يبارك خدمتك
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
يتمحجد و يتبارك اسم الرب اشكرك ربنا يبارك خدمتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
602 - في مزاد ٍ غريب عُرض حطام مركب شراعي قديم ٍ للغاية . وتهافت المتنافسون يعرضون اسعارا ً غالية ثمنا ً للخشب ، ورسى المزاد على احد الاثرياء الذي بنى من خشب المركب مكتبة ً جميلة ثمينة . ان الخشب الذي تُبنى منه المركب حين يبقى في البحر طويلا ً يتشبع بالماء ويواجه العواصف ويصارع الامواج فيزداد قوة ً وصلابة ويصبح من اغلى واحلى واجمل انواع الخشب . وهكذا حصل الرجل على صفقة طيبة من الخشب القديم . الماء يشد ويجذب الواح الخشب . الامواج تضغط وتصدم وتلاطم الخشب ، فيتقوى ويصلب من الصدمات وتتقارب لوحاته وتتلاصق من حمل الاثقال . وهكذا انت وانا والناس جميعا ً . هناك فرق ٌ بين من يحيا حياة الراحة والرفاهية ومن يحيا حياة الكفاح والصراع والمقاومة والجهاد ، حياة الخشونة والقوة . الاول يعيش لينا ً رخوا ً ينهار لأقل ضغط ٍ غير عادي يواجهه والثاني يعيش صلبا ً راسخا ً يواجه كل صعوبة ويتغلب على كل عقبة ، لهذا الزم المسيح تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويواجهوا العاصفة . ورآهم وهو على الجبل يصارعون الريح والموج وايديهم تمسك بالمجداف . تركهم بعض الوقت يقاومون ويصارعون ويستخدمون قواهم . ثم جائهم .. جائهم ليكلل جهادهم ماشيا ً على الموج . كان يعرف ان العالم سيصارعهم بعد ذهابه فاعدهم للصراع والجهاد والمقاومة . وعلم انهم سوف يواجهون الحروب والمؤامرات والاضطهاد والظلم فدربهم على مواجهة ذلك كله . حين تواجهك تجربة تحسّب لها وواجهها ، تماسك معها وقاومها ، واجهها ولا تخف . الله يراقب ويعرف انك في ذلك ستزداد قوة ، ولن يتركك تُهزم أو تسقط أو تخور في التجربة . التجربة تقويك وتُعدك لتواجه تجربة ً أعلى . الصراع اليوم يؤهلك لأن تنتصر اليوم وتغلب . حياتك كمؤمن على الارض صراع ٌ مع قوى الشر . خشونة يدك وشدة قبضتك وقوة روحك لازمة ، وستغلب وتنتصر ، هذا وعد الله . تأكد ان الله يراقبك ويشجعك ويقويك ويعضدك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
603 - في وسط زحام الحياة وضجيج العمل ونحن نسعى ونجري ونلهث ، نسمع صوته ، صوت الله ، يعلو فوق كل صوت ويقول : تعالوا .. تعالوا الى موضع ٍ خلاء .. تعالوا الى الخلاء واستريحوا قليلا ً ( مرقس 6 : 31 ) وننظر الى المسؤوليات حولنا ونتلفت ونتردد ونتوانى ونؤجل ، لكن الله يظل ينادي ويشير ويدعو ويؤكد : " اسْتَرِيحُوا قَلِيلاً " الراحة ُ ليست كسلا ً ، الراحة تجديد للنشاط ، استرجاع ٌ للقوة . ويدعونا الله للخروج من الزحام والتوقف عن الجري ليكلفنا بعمل ٍ آخر ، عمل ٍ أهم ، عمل ٍ يحتاج الى كل الحيوية وكل النشاط وكل القوة . بعد أن رأى المسيح وجوه تلاميذه ِ معفّرة وعيونهم مرهقة . حين وجد ايديهم مرتخية وارجلهم متعفّرة واجسادهم متعبة ، أخذهم الى موضع ٍ خلاء ليستريحوا ويستعدوا لمعجزة ٍ كبيرة ، معجزة اشباع خمسة ِ آلاف نفس من خمسة خبزات ٍ وسمكتين . كان عليهم ان يشاركوا في التدبير والاعداد والتوزيع والجمع . وشاهد التاريخ وشهد كيف تحنن الرب وكيف اشبع الجياع . وموسى النبي بعد ان تربى في بيت فرعون ، بعد ان كَبُر وصلُب َ عوده ، بعد أن نمى وتأهل واكتمل استعداده لم يرسله الله حالا ًُُ ليخرج الشعب من مصر . دفعه الله أن يهرب الى البرية ، جعله ُ راعيا ً للغنم وسط السكون وسط الجبال " وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً " اربعون سنة كاملة في الخلاء في البرية في جبل حوريب ظهرله ملاك الرب بلهيب نار وسط عُليقة ، عليقة ٍ صغيرة . واذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق . وقال الرب : اني قد رأيت مذلة شعبي الذين في مصر وسمعت انينهم ، علمت اوجاعهم فنزلت لأنقذهم ، فالآن هلم ّ فأرسلك الى فرعون وتُخرج شعبي من مصر . حصل موسى على كل حكمة المصريين في قصر فرعون وبين حكمائه ومعلميه ، وانسحب من القصر وذهب الى البرية وبقي في الخلاء اربعين سنة ، ثم دعاه الله وناداه وارسله ُ في مهمة ٍ عظيمة ٍ ثقيلة ٍ هامة . والله يسحبك جانبا ً من اعمالك ومسؤولياتك وواجباتك الى موضع ٍ خلاء للاستراحة والتأني والاستعداد لخدمة ٍ أعظم . اصغي الى صوته ، ميّز دعوته ، اسمع كلامه ، مهما كان الزحام ، مهما كان الضجيج ، مهما زاد العمل ، واخرج الى الخلاء ، استرح ، استعد فالله الآن يرسلك الى مهمة ٍ جديدة .
 
أعلى