580 - الخلق معجزة ، معجزة ٌ نقف امامها مبهورين نمجد ونعظم الله الخالق . وتنوع الخلائق وتباينها معجزة . الاختلاف والتميز يملأ قلوبنا بالعجب والاعجاب . كيف يحدث انه لم يوجد ولا يوجد شخصان منذ آدم وحتى نهاية العالم متشابهين تماما ً . لم يوجد ولا يوجد ولن يوجد اثنان يتطابقان ويتشابهان في الشكل والمشاعر والطباع . وكأن الله يغير ويبدل والانسان حين يخلقه حتى تكون له ذات ٌ مختلفة عن اخيه الانسان . خلقنا الله بيضا ً وسودا ً ، حمرا ً وصفرا ً . خلقنا طوالا ً وقصارا ً . خلق فينا طباعا ً مختلفة . خلق الصبور والقلق . الصاخب والهادئ ، الكئيب والمرح . وكلنا عنده سواء . الله لا يحب ويكره ، لا يحاسب ويعتب ، لا يقبل ويرفض بناء على لون ٍ وجنس ٍ وشكل ٍ ومظهر . الله روح وينظر الى ارواحنا وانفسنا ، وارواحنا متشابهة لا تباين فيها ولا اختلاف . وحين يخطئ الانسان الى الله تفسد روحه وتتشوه نفسه ويحتاج ان يرجع ويتغير . ولا صلاح للنفس ، أي نفس ولا خلاص للروح ، اي روح الا في المسيح يسوع . قبول المسيح ربا ً ومخلصا ً وسيدا ً على النفس والروح يخلّص الانسان ويبرره . حين سأل سجان بولس وسيلا ماذا يفعل لكي يخلص ، اجاباه : " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ " لم يكن السجان يهوديا ً لكنه كان انسانا ً والمسيح يخلص الانسان ، أي انسان . يقول بولس الرسول : " إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ." ويؤكد قائلا ً : " لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ ، لأَنَّ رَبًّا وَاحِدًا لِلْجَمِيعِ ، غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ " ومرة اخرى يؤكد بطرس الرسول : " اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ. " المسيح هو رب الكل ، هل تدرك ذلك ؟ مهما كنت ، مهما كان جنسك او لونك او عنصرك . هو ربك ، هو مخلصك ، إن اتيت اليه يقبلك . يقبلك حالا ً اينما كنت ، مهما كنت .