تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
570 - اوصى الله الانسان ان يعبده ، وكانت عبادة الله أولى وصاياه . واكد المسيح ذلك بقوله : " لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ . " ( متى 4 : 10 ) ومنذ عرف الانسان الله واعترف بوجوده وهو يعبده . يعبد الله الواحد وحده . يعبد الله خالق السماوات والارض . وحين يفكر الانسان في الله ويتأمل في صفاته ، يخر ساجدا ً خاشعا ً يعبده . الله القادر الذي ليس لقدرته حدود . العالم الذي ليس لمعرفته حد . الله الحكيم الذي ليس لحكمته مثيل . الرحيم الذي ليس لرحمته حد . القدوس الطاهر الصالح الامين المحب الحنون البار العظيم . صفاته ُ ونعوته ُ لا تُعَد . بركاته ُ واحساناته ُ لا تُحصى . ليس لنا أن نحسب ونعد بل ان ننحني ونركع ونعبد . وعبّر الانسان عن عبادته ِ لله بوسائل كثيرة . صلّى وصام وتصدّق وخدم ونحر الذبائح . وكان في كل ذلك يسعى لارضاء الله والتقرب اليه . وقبل الله عبادة الانسان له احيانا ً ورفضها احيانا ً أخرى . جائت المرأة السامرية الى المسيح تسأله كيف واين نعبد الله ونسجد له . وقال المسيح لها إن " السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ ...... اَللهُ رُوحٌ . وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا " ( يوحنا 4 : 23 ، 24 ) وعبادتنا لله عبادة ٌ روحية . يقول بولس الرسول اننا " نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ " ( فيلبي 3 : 3 ) وبعد أن " تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ " يوصينا ان نعبد الله " بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ." ( رومية 7 : 6 ) نعبده ايضا ً بالجسد والعقل ، كل الجسد وكل العقل . ويطلب منا الرسول بولس ايضا ً أن نقدم اجسادنا " ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ " عبادتنا العقلية ( رومية 12 : 1 ) ونجدد اذهاننا لنختبر " مَا هِيَ إِرَادَةُ الله ِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. "
الله سبحانه ُ كامل وعبادتنا له تكون كاملة . نعبده بالروح وبالجسد وبالعقل ، بكل ما نحن عليه ، بكل ما فينا . كل نفحة ٍ في ارواحنا تعبده ، كل ذرة ٍ في اجسادنا تعبده ، كل رجفة ٍ في عقولنا تعبده . اعبد الله الكامل عبادة ً كاملة " لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ . " .
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
للرب المحج و العز و التقديس شكرا للموضوع الرائع
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
571 - برغم كثرة الحديث عن الايمان الا اننا كثيرا ً ما نتوه عنه ولا نفهمه . البعض يتصور الايمان قوة ً خارقة سابحة ً فوقنا نحصل عليه حين نشاء . والبعض يتصور الايمان هبة ً نادرة بعيدة ً عنا ، تحل علينا حين يشاء الله . يراه البعض في متناول اليد قريبا ً ، نقتنصه ونمسك به إن أردنا . ويراه البعض الآخر بعيد المنال ، ليس في قدرة الانسان بل في قبضة الله . حين يمتلئ القلب به تمتلئ الحياة بالفرح والسلام والراحة والاطمئنان . وحين يخلو القلب منه ، تخلو الحياة من كل بهجة ٍ وراحة وأمان ٍ ورجاء . وكل ً ينتج فهمه للايمان من واقع فكره وتجربته وادراكه ِ الشخصي ، بينما الكتاب المقدس يصفه بدقة ويحدد ملامحه بتفصيل . ويقول كاتب رسالة العبرانيين انه " الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى " ( عبرانيين 11 : 1 ) ويعطي من تاريخ وسيرة كوكبة من المؤمنين امثلة ً له تظهره وتؤكده . كثيرون يؤمنون ، يؤمنون باشياء كثيرة . يمكن ان تؤمن ، تثق وتصدّق بالكثير . لا يكفي ان تؤمن بل يجب ان تؤمن ايمانا ً صحيحا ً . الايمان الصحيح هو ان تؤمن بالصحيح ، الايمان الصادق هو ان تؤمن بالصادق ، الايمان الحق هو ان تؤمن بالحق . الايمان الذي نتحدث عنه الآن هو الايمان بالله . والايمان الصحيح ليس هو ان تؤمن بان الله موجود . الايمان الصادق ليس هو ان تؤمن انه خلق العالم . الايمان الحق هو ان تؤمن بالطريق والحق والحياة . تؤمن بان كل من يؤمن بالابن لا يهلك بل تكون له الحياة الابدية ، تؤمن بأن الذي يؤمن بالابن ( المسيح ) له حياة ٌ أبدية ، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله ( يوحنا 3 : 36 ) . والايمان به ارادة الانسان " آمن بالرب يسوع فتخلص انت واهل بيتك " (اعمال 16 :31 ) وهو عطية ٌ من الله " لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ ، بِالإِيمَانِ ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ . هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. " ( افسس 2 : 8 ) يكتب بولس الرسول الى اهل رومية " وَلْيَمْلأْكُمْ إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ ، لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ . " ( رومية 15 : 13 ) لا يكفي ان تؤمن ، يجب تؤمن الايمان الحق ، والايمان الحق هو ان تؤمن بالحق .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
572 - ما اصعب الصلاة إن اعتبرتها فرضا ً عليك أن تتمه . وما اسهل الصلاة إن ادركت انها لقاء ٌ وشركة مع الله . راقب التلاميذ المسيح وهو يصلي ، وجدوا ان صلاته غير مألوفة . كانوا قد سمعوا الكثير عن الصلاة ، فالصلاة قديمة قدم العبادة . لكنهم وجدوا انفسهم بالمقارنة بصلاة المسيح لا يعرفون كيف يصلون ، فجاؤوا اليه والحوا عليه وقالوا له : " يَا رَبُّ ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ " ( لوقا 11 : 1 ) والناس اليوم يصلون ، دائما ً يصلون ، الكل يصلي . والبعض يبالغ في اظهار انهم مصلون . يصلون في دور الصلاة ، في المقدمة ، في الصفوف الاولى ، وفي زوايا الشوارع ، وفي الطرقات ، في الاماكن العامة . ويصرخون ويرفعون اصواتهم ويطيلون ويبالغون ، ويضعون علامات ٍ على جباههم ووجوههم ويتظاهرون لأنهم يتصورون ان الصلاة فرضا ً يجب الحفاظ عليه ليحصلوا على الثواب . فتكون الصلاة صعبة ، واجبا ً صعبا ً يهمله ويهرب منه غير المصلين . ونهى المسيح عن صلاة المرائين واوصى بالصلاة في الخفاء . الصلة بين الاسنان وبين الله ، الصلاة شركة بين الانسان والله . حديث ٌ مع الله ، والحديث مع الله لا يجب ان يكون على رؤوس الشهود . الله يعرف ما تحتاج اليه قبل ان تسأله لكنه يحبك ان تسأله لأنه يحب ان تتحدث اليه وتطلب ما تشاء منه . قال المسيح : " اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ . لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. " ( متى 7 : 7 ، 8 ) ويحب الله ان لا نمل ، لا نمل الحديث معه لأنه " يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ " ( لوقا 18 : 1 ) يقول داود النبي في مزاميره : " أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ " ( مزمور 109 : 4 ) الصلاة المستمرة الدائمة التي لا تتوقف ولا تنتهي . الحديث المستمر مع الله ، حديث ٌ متصل ٌ طول الحياة . حين تصلي ، صلي كما لو أنه لا يوجد أحد ٌ يصلي غيرك . لا تنتظر او تطلب من احد ان يصلي لأجلك ، صلي لأجل نفسك ولأجل الآخرين . الله لا يحتاج الى شفيع ٍ يصلي لاجلك . الله لا يسعد بالوساطة ، لا وساطة بينك وبينه . يقول المسيح : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) باسمه هو فقط . بذلك " يَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ " .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
573 - بعض المظاهر تخدع ، تغش وتعمي وتخفي الحقيقة ، تُظهر عكسها تماما ً . قد ترى بجوارك شخصا ً يسير بكل هدوء ويتصرف بكل رقة وداخله بركان نار ، وقد تجد انسانا ً يبتسم ويضحك لك ويحييك بحرارة وقلبه ممتلئ بالحقد عليك ، احيانا ً يختار الناس ان يخفوا باطنهم فينخدع من حولهم فيهم ، يصدقون الباطل الذي يرونه ولا يعرفون الحق الذي يخفونه . هؤلاء هم المراؤون ، يتبعون الصلاح وهم ابعد الناس عنه ، يظهرون البر والتقوى والصدق والرحمة وهم اشر خلق الله واسوأهم . واجه المسيح الكتبة والفريسيين وكشف خداعهم وفضح ريائهم . ادانهم وهم يعشرون النعنع والكمون ويتركون الحق والرحمة والايمان . لعنهم لانهم ينقّون خارج الكأس وهي من الداخل مملوءة نجاسة . قال لهم : " وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً ، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ." ( متى 23 : 27 ) ومهما انخدع الناس بالمرائين فالله الذي يعرف الخارج والداخل ، يعرفهم . ومهما عاشوا في العالم يغشون ويخدعون فسوف ينالون في النهاية عقابا ً مخيفا ً ، سوف يقطعون ( كما قال المسيح عن العبد الرديء ) ويلقون حيث البكاء وصرير الاسنان . طهارة الخارج تبدأ من الداخل . نقاوة المظهر تنتج من نقاء الجوهر . يقول المسيح : " اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ." ( متى 12 : 35 ) وانت وانا وكل انسان مهما كان قدره لا يستطيع ان ينقي داخله . هذا عمل الله حين يحل في القلب بالروح القدس ، يقدس داخلك . لا تتصور نفسك طاهر القلب نقيا ً بسبب ما تظهره من صلاح ٍ وتقوى . الشعور بالصلاح ليس صلاحا ً ، الشعور بالتقوى ليس تقوى . الصلاح والتقوى والنقاء انعكاس ٌ لقلب ٍ صالح ٍ تقي نقي واظهار ٌ لعمل الله كلي الصلاح وكلي القداسة في قلب الانسان . افتح قلبك لله ليحل فيه ، سلمه حياتك ليسود عليها ، حينئذ ٍ ، وحينئذ ٍ فقط يكون ظاهرك في نقاء باطنك ، وتحيا حياة ً واضحة امينة حقيقية داخلها مثل خارجها بلا غش ٍ أو مراءاة .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
574 - كل ما حولك يتغير ويتطور ويتقدم . النبات الذي ينبت في ارضنا اليوم غير ما نبت في ارض اجدادنا الاقدمين . الحيوان الذي يجري في ارضنا اليوم غير الحيوان الذي جرى في القديم . حتى الطبيعة تغيرت ، الجبل اصبح واد ٍ واليابس ماء ً والصخر رملا ً وترابا ً . والجو تغير . ثقب الاوزون جعل الصيف باردا ً والشتاء حارا ً وقلب الاعتدالين . العالم كله يتغير . كل ما بالعالم تغير ، إلا الانسان . الانسان لا يتغير بدرجة تغير العالم . خلق الله الانسان على صورته ِ كشبهه طاهرا ً ، بارا ً ، صالحا ً . وعصى الانسان الله وابتلع الثمرة المحرمة فتغير شكله وصورته . تشوه ، تبدل ، انحرف ، سقط ، انفصل عن الله . طُرد من الجنة وعاش في ارض ٍ جافة ٍ مملوءةً شوكا ً وحسكا ً . وبدأ يصارع الطبيعة والحياة بعد ان كان سيد الطبيعة صار عبدا ً لها . بعقله وعلمه صنع الآلة وتحكم في حركتها لكنها كبرت وتضخمت وتحكمت في حياته . بعقله ِ وعلمه فتت الذرة واطلق الطاقة لكنها تمادت وتجبرت وهددت وجوده . عرف الخير والشر واتبع الشر وعمل الخطية فاصبح عبدا ً لها وللشيطان . واصبح لازما ً للانسان ان يتغير ، يعود الى الصورة التي خلقه الله عليها . ولا يمكن ان يغير الانسان نفسه ، الله وحده الذي خلقه هو الذي يغيره . وليعود الى صورة الله وشبهه لا بد ان يحل الله فيه ليعكس صورته عليه " لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً ، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا. " ( رومية 5 : 19 ) في المسيح الواحد فقط يتغير الانسان . إن شئت ان تتغير الى صورة الله وشبهه ، اسمع الدعوة الآن واقبل المسيح لك ربا ً ومخلّصا ً " لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ " ( المسيح يسوع ) رومية 8 : 29 . انظر الى نفسك بمرآة الروح القدس ،على أية صورة انت الصورة القديمة أم تغيرت ؟ لن تستطيع ان تغير نفسك ، الله هو الذي يغيرك . اطلب منه ان يغيرك الآن . ادعوه ليغيرك ، ليغيرك الى صورتك التي ارادها لك ، طاهرة ً بارة ً صالحة فتعكس صورة المسيح التي بداخلك .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
575 - بعد ان اخرج الله شعبه من أرض مصر بذراع ٍ قوية ، وبعد ان قادهم الى الصحراء ، حل ّ بالجبل واعطاهم شريعته . القانون والناموس الذي عليهم ان يتبعوه ليبقوا شعبا ً له . حدد الله علاقته بشعبه وعلاقة شعبه به بقانون ٍ وشريعة ٍ وناموس ، وحسب عدالة الله فكل من يطيع الوصايا يخلص ومن يعصاها ينال العقاب . وعلى مدى العصور وتحقيقا ً لعدالة الله كان الشعب يطبقون الناموس بدقة . إلا ان الله العادل هو ايضا ً الرحيم المحب محقق العدل وواهب النعمة ، ومنذ القديم نعمة الله تصاحب عدالته ، لم تفترقا ابدا ً . كثر شر الانسان في الارض وغضب الله عليه " وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ." ( تكوين 6 : 8 ) يحاسب الله ويعاقب بدافع عدالته ، ويغفر الله ويعفو بدافع نعمته ومحبته . والانسان وهو يعيش في حدود العدل يتحرك ايضا ً في نطاق النعمة . وكل معاملات الله مع الانسان مزيج ٌ دقيق ٌ من العدل والمحبة . بالناموس والوصايا نعرف الصواب والخطأ ، الخير والشر . يقول بولس الرسول : " إِذًا النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ. فَهَلْ صَارَ لِي الصَّالِحُ مَوْتًا؟ حَاشَا! بَلِ الْخَطِيَّةُ. لِكَيْ تَظْهَرَ خَطِيَّةً مُنْشِئَةً لِي بِالصَّالِحِ مَوْتًا، لِكَيْ تَصِيرَ الْخَطِيَّةُ خَاطِئَةً جِدًّا بِالْوَصِيَّةِ." ( رومية 7 : 12 ، 13 ) الناموس يُظهر خطأ الخطية ويرسم ابعادها ويحدد فسادها ، هكذا العدالة . ويسعى الانسان ويحاول ان يحفظ الناموس ويطيع الوصايا لكنه يعجز . ويشرح بولس الرسول ذلك بقوله : " فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ.......... لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ." رومية 7 : 14 ، 19 ) وتتدخل نعمة الله ورحمته ومحبته ُ في المسيح يسوع ويستمر الرسول بولس يقول : " إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. " ( رومية 8 : 1 ) نعمة الله ومحبته شمس ٌ ساطعة لا يمكن اخفائها أو الاختفاء منها . نعمة الله ومحبته متاحة ٌ لك دائما ً لا تغيب ولا تغرب ولا يعوقها عائق . وتفاضلت نعمة ربنا جدا ً مع الايمان والمحبة التي في المسيح يسوع . نعمة الله متفاضلة ، فائقة شاملة كاملة . تمتع بنعمته ورحمته ومحبته كما تخضع لعدالته .



A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
576 - المسيحية ليست فكرا ً او عقيدة او ديانة . والمسيحي ليس صاحب فكر او معتنق عقيدة او تابع ديانة . المسيحي هو الذي يحيا فيه المسيح " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ " ( غلاطية 2 : 20 ) المسيح هو الذي يكون . يكون المسيح فيه . والذي يعمل ، يعمل اعمال المسيح . المسيحي تجسيد ٌ للمسيح على الارض . كما ان المسيح هو تجسد الله ، المسيحي هو تجسد المسيح . والمسيحية ليست مبادئ ومثلا ً واخلاقيات ٍ وبرا ً وصلاحا ً وتقوى ، المسيحية تحقيق تلك المبادئ والمُثل والاخلاقيات وعمل البر والصلاح والتقوى . والمسيحي هو الذي يمارس المسيحية ، والذي يجسد المسيح في العالم . ليس في كمال تجسد الله في المسيح فليس في الانسان هذا الكمال . تجسد المسيح سر ٌ الهي لا يدركه عقل ٌ بشري . - الله في الجسد - سر ٌ عظيم ٌ اسمى من كل ادراك . نؤمن به ونصدقه لأننا نؤمن بالله ونصدق كلامه في الكتاب المقدس . كما نؤمن بان المسيحي الحقيقي هو الذي يحمل في طبيعته طبيعة المسيح . وكما ان المسيح الله المتجسد عاش انسانا ً له طبيعة الله ، هكذا المسيحي الحقيقي يعيش انسانا ً عاديا ً له طبيعة المسيح . الايمان بالمسيح ليس نهاية المطاف للانسان . الايمان بالمسيح هو بداية سلوك المسيح في الانسان في العالم . نعيش في العالم ونتصرف ونتحرك ونعمل اعمال المسيح . وكما ان المسيح هو نور العالم هكذا المسيحي هو نور العالم . ويريد الله ان يضيء نورنا قدام الناس ليروا اعمالنا الحسنة وليمجدوا ابانا الذي في السماوات . الايمان يسبق الاعمال الصالحة والاعمال الصالحة تتبع الايمان . لا نستغني بالايمان عن الاعمال ولا بالاعمال عن الايمان . يقول يعقوب الرسول : " الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ " ( يعقوب 2 : 20 ) ويقول : " أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي " لا الايمان او الاعمال ؟ ما المنفعة في الايمان بلا اعمال ؟ وماذا تفعل الأعمال بدون ايمان . يتجسد المسيح فيك حين يحيا في حياتك ويسلك في سلوكك . يحب بقلبك ، يفكر بعقلك ، يسعى بقدميك ، يعمل الصلاح بيديك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
577 - بعد ان انكر بطرس المسيح والتقت عيناه بعينيه " ً فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا." ( متى 26 : 75 ) كان الحزن يملأ قلبه ، لا على موت المسيح وآلامه فقط بل على انكاره له . لم يكن يتوقع بطرس ان يرى المسيح مرة ً أخرى وكان سيعيش كل حياته يبكي خيانته له . ثم التقى به المسيح ، قام من الموت وظهر لتلاميذه وتحدث معهم عدة مرات . وفي آخر لقاء جلس بطرس بجواره وقت الغذاء ، قريبا ً جدا ً منه ليؤكد له ندمه وتوبته وتلامست ايديهما وهما يأكلان معا ً وتقاربت انفاسهما ونظر المسيح بكل عينيه الى بطرس وسأله ، قال : " يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟ "واغتنم بطرس الفرصة واكد له " قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ " فقال له المسيح : " ارْعَ خِرَافِي " وسأله مرة ثانية وقال : " يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي " واجابه مرة ثانية : " نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ " ومرة ثانية قال له " ارْعَ غَنَمِي " واعاد المسيح السؤال مرة ثالثة وحزن بطرس لتكرار السؤال . قال بكل ما به من لوعة وحماس واندفاع : " يَا رَبُّ ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ " وقال له المسيح بكل ثبات ٍ ووضوح ٍ واصرار : " ارْعَ غَنَمِي " كرر المسيح سؤاله ُ لبطرس ثلاث مرات وكرر وصيته له برعاية غنمه ثلاث مرات ٍ أيضا ً . كان يريد ان يتأكد من محبته له ، وكان هذا آخر اختبار ٍ له . على مدى ثلاث سنوات واكثر والمسيح يعد تلاميذه ليحملوا رسالته الى العالم . وقبل ان يوصيهم بذلك اراد ان يتأكد من محبتهم له وبالتالي طاعتهم لوصيته . وكان قد سبق ان قال لهم وبطرس معهم ، قال : " اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي ، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي . " ( يوحنا 14 : 21 ) لا يحتاج المسيح الى من يتغنى بمحبته باحلى الكلمات واجمل الالحان . لا يحتاج المسيح الى اقوال المحبة بل الى اعمال المحبة . التعبير عن الحب لا يكون باظهار المشاعر او الاستعداد للتضحية او اظهار الحماس . التعبير الحقيقي عن الحب هو بالطاعة : ( أتحبني ؟ إرع َ غنمي ) ( الذي يحبني يحفظ وصاياي ) هل تحب المسيح حقا ً ؟ هل تحبه ؟ اسرع بالطاعة ، نفذ وصاياه .
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
شرح و تفسير قوى و حل استفسارات كثيره لكم كل الشكر
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
578 - اكل آدم الثمرة المحرمة وعرف الخير والشر . دخلت الثمرة جوفه ونبتت الخطية داخله . ونمت فيه مشاعر واحاسيس لم يكن يعرفها من قبل . جلبت الخطية الى قلبه الالم والحزن والخجل والخوف . لم يكن يعرف الخوف من قبل لكنه ما ان سمع صوت الله حتى خاف . كان صوت الله يجلب له قبل ذلك السعادة والفرح والسلام والأمان . لكنه ما ان سمع صوت الله وهو يناديه : آدم " أَيْنَ أَنْتَ ؟ " حتى اجاب : " سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ " ( تكوين 3 : 10 ) والانسان يخاف الله ويخشاه . كان الله قديما ً حين يحل في مكان يزعزعه . حين غضب الله اسودت السماء وزمجر السحاب وحل الطوفان واغرق الارض . وحين اتى الله بوصاياه تسلمها موسى من على جبل يهتز ويشتعل بالنار والدخان . حتى حين اعلن الله عن مجيئه ومولد المخلّص ظهر جند السماء وافزع الرعاة . ورغم ان الاعلان كان عن المجد لله والسلام للارض والمسرة للناس ، لكن حضور الله اضاء الليل كله وزلزل قلوب البشر واخافهم . وحتى اليوم حين نتأمل قوة الله وهي تحرك الارض والشمس والقمر نخاف . وحين نرى البرق او نسمع الرعد وتتفجر البراكين وتصرخ الأعاصير نرتعب . وخوف الله فضيلة أما الخوف من الله رذيلة . خوف الله تمجبد ٌ له واعلاء ٌ لشأنه واعتراف بقدرته وقوته . والخوف من الله انكار ٌ لرحمته وجهل ٌ لمحبته وعد ادراك ٍ لنعمته . الحكيم الصالح يخاف الله والجاهل الخاطئ يخاف من الله . يقول سليمان الحكيم في امثاله : " مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ " لا يمكن ان يختبر الانسان نعمة الله إن لم يختبر اولا ً مخافة الله . مخافة الله تكبيير ٌ له وتمجيد ٌ لعظمته وعبادة ٌ له . الذي لا يخاف الله يتكبر عليه ويتجبر ويعصى ويقاوم ويعاند . اما الذي يخاف الله فهو يحبه ويطيعه ويؤمن بوجوده ويعترف بسيادته . هل تخشى الله ؟ انظر الى معجزة الخلق حولك تدرك مهابته . هل تحب الله ؟ انظر الى عناية الله لمخلوقاته تذب حبا ً له . إن احببت الله فانت تخافه ، وإن خفت الله فانت تحبه . مخافة الله حكمة . مخافة الله رأس المعرفة .

 
أعلى