تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
551 - يقول الكتاب المقدس : " وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ " ( تكوين 2 : 7 ) بعد ان خلق الله العالم ، اخذ الله من تراب الارض " وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً." . الانسان روح ٌ يسكن جسدا ً ، روح ٌ في جسد . ونحن نعيش على الارض ، تحيا ارواحنا في اجسادنا . الانسان الكامل روح ٌ في جسد . الروح يكمّل الجسد ويجعلك انت ، لكن الجسد لا يكمّل الروح . تترك الروح الجسد ولا يترك الجسد الروح . وحتى حين تترك الروح الجسد وينتهي الجسد تبقى الروح ، تبقى انت . تبقى انت كما كنت ، وكما تكون وكما ستكون . لا تنتهي ، لا تزول ، لا تنعدم ، لا تفنى . عند الوفاة تترك الروح الجسد ، ينتهي الجسد ، يزول ، ينعدم ، يفنى . أما الروح فيبقى ، لا يفقد شيئا ً ، يفقد الغلاف الخارجي فقط . أما الاصل الداخلي الخالد فيبقى . انت كروح ٍ باق ٍ كما كنت داخل الجسد ، تبقى حقيقيا ً بكل ما بك من ميول وافكار وارادة وذات . لا تتغير علاقتك بالله . الروح هو الذي له علاقة ٌ بالله لا الجسد . ويسكن في المؤمن روح الله . يقول بولس الرسول : " أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ ؟ " ( 1 كورنثوس 3 : 16 ) وبينما نحن في الجسد يتصارع الروح مع الجسد ، ويصرخ الرسول قائلا ً : " وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ ؟ " ( رومية 7 : 24 ) ونهاية ذلك الصراع تكون حين يتحرر الروح الحي من الجسد الميت . ونحن حين نخضع لرغبات الجسد نبتعد عن الله . الولاء للجسد وميوله ِ واهوائه ِ وشهواته ِ عدم ولاء ٍ لله . والولاء لله وطاعته ِ والسلوك بالروح يُقمع رغبات الجسد . يقول بولس الرسول بكل ثقة : " نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ ، فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ. " ( 2 كورنثوس 5 : 6 ) نعيش هنا في غربة ، بعيدين عن الوطن السماوي حيث الله يقيم " لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ . فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ." وهذا رجاء المؤمن ، ان لنا بيتا ً سماويا غير مصنوع بيد ، أبدي . فحين ينطلق الروح يترك التغرب ويستوطن عند الرب . هكذا خلقك الله ، روحا ً في جسد .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
552 - في البدء ، حين لم يكن هناك شيء عند اللاشيء ، خلق الله الاشياء . خلق العالم ، قال : " لِيَكُنْ نُورٌ، فَكَانَ نُورٌ " قال لتكن ارض فكانت ارض . واصبح بالعالم نبات واشجار وعشب ٌ وثمار . وخلق الطير والحيوان والاسماك . وصنع الله الفلك ، الشمس والقمر ، النجوم والكواكب تحكم الليل والنهار . وامتلأ العالم باشياء تُزهر وتُثمر ، ومخلوقات تتوالد وتتكاثر وتتزايد . ورأى الله ذلك انه حسن . ثم قال الله : " نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا ......... فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. " ووضع الله الانسان في جنة عدن ، وابتدأت علاقة الله بالانسان . نشأ بين الله والانسان اتصال ٌ ومشاركة ٌ وحوار . خلق الله الانسان على صورته وشبهه حتى يتم الاتصال والمشاركة . لم يكن بين الله وبين المخلوقات الاخرى نفس العلاقة . الله روح وخلق الانسان روحا ً ليتشاركا . وسعد الانسان بهذه العلاقة ، وسعد الله بها ايضا ً . يقول داود النبي في مزاميره : " الرَّبَّ رَاضٍ عَنْ شَعْبِهِ." سعيد ٌ به . واستمرت الشركة بين الله والانسان متصلة ً سلسة ، ثم انقطعت . انقطعت الشركة حين ابتعد الانسان عن الله وسلم نفسه للشيطان . تلوثت روحه وتغيرت صورته . لم يعد على صورة الله . والاتصال لا يتم الا بين شبيهين . بعد الخطية لم يعد الانسان يشبه الله . وكان لا بد ان تعود الصورة الى سابقتها ، ويرجع الشبه الى ما كان . وتجسد الله ، حل بالارض ، حمل على جسده ِ خطية الانسان . وقدم المسيح نفسه ذبيحة فداء على الصليب ليعيد العلاقة بين الله والانسان .
هل عادت صورتك الى ما كانت عليه قبل الخطية ؟ هل تشبه الله ؟ الله اتاح لك ولي ولكل انسان منذ آدم حتى اليوم فرصة العودة . العودة الى ان تكون على صورة الله وشبهه ، بالايمان بالمسيح يسوع . يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل رومية " إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ . لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ. " ( رومية 8 : 1 ، 2 ) هنا ، هنا فقط تستعيد صورتك ، صورة الله التي خلقك عليها .


[YOUTUBE]tf0tg3P_bwM[/YOUTUBE]
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
553 - بالطريق اشارات مرورنتبعها ونستجيب لها . الاشارة الحمراء للتوقف والصفراء للتمهل والخضراء للسير . وعلى كل سائر في الطريق ان يطيع الاشارات ليسلم طريقه ويأمن . بعض المستهترين يكسرون الاشارات ويهددون حياتهم وحياة الغير . وتعمد السلطات المختصة على معاقبة المخالفين لضمان سلامة الناس . العاقل من يدقق ويتبع الارشاد ، والجاهل من يرفض ويخالف . داخل كل انسان اشارات يصدرها الضمير الذي يربيه المجتمع وتنميه القوانين . وداخل كل مؤمن اشارات يصدرها الروح القدس الذي يحكم حياته ويسيرها . حين اقترب موعد انطلاق المسيح وتركه التلاميذ وحدهم في العالم ، حزن التلاميذ واكتئبوا وخافوا وانزعجوا لذلك جدا . فقال لهم : " أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ : إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي " ( يوحنا 16 : 7 ) كان يتكلم عن الروح القدس المزمع ان يرسله لهم ، وقال : " وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. " وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ ، رُوحُ الْحَقِّ ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ " الروح القدس هو الله ذاته ، الاقنوم الثالث ، والمسيح هو ابن الله ذاته الاقنوم الثاني . وحين انطلق الابن جاء الروح القدس . لما كان المسيح على الارض كان مع التلاميذ ، الله معهم . وانطلق المسيح وصعد الى السماء وجاء الروح القدس ، الله فيهم . وكما كان المسيح يرشدهم الى جميع الحق ، جاء الروح القدس ليرشدهم الى جميع الحق . وعد الله بأن يكون معنا دائما ً قائما ً . والروح القدس ( الله فينا ) دائم ٌ قائم . هو داخلنا يوجهنا ، يرشدنا ، يعلّمنا ، يقوينا . بدون الله لا تقدر ان تفعل شيئا ً ، الله هو كل شيء بالنسبة لك . بدون الروح القدس لا تستطيع شيئا ً ، الروح القدس هو كل شيء لك . وهو فيك ، داخلك يرسل ويوجه ارشاداته لك . إن ارادك ان تتوقف ، قف ، وإن ارادك ان تتمهل ، تمهل . وإن ارادك أن تنطلق ، انطلق . اتبع ارشاداته تسلم ويسلم من حولك " لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ." ( رومية 8 : 14 ) وكل من " تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ." ( يعقوب 1 : 5 ) .



[YOUTUBE]0fAqfSQkW2w[/YOUTUBE]
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
554 - حين بدأ الله عملية الخلق ، بدأ بأن خلق النور . قال الله : " لِيَكُنْ نُورٌ ، فَكَانَ نُورٌ. " ( تكوين 1 : 3 )
" وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً ، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ " .
لم يخلق الله النور ليتيح الرؤيا ، فلم تكن هناك مخلوقات بعد لترى . ولم يكن الله يحتاج للنور ليرى ، فالله يرى كل خفي ومظلم . خلق الله النور ليخلق الحياة . النور حياة لكل المخلوقات . لا يحيا النبات في الظلمة ، النور لازم لحياة النبات والحيوان والطير والانسان . النور لازم ٌ لكل الحياة . الله نور . يقول داود النبي : " اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي ، مِمَّنْ أَخَافُ ؟ " ( مزمور 27 : 1 ) والمسيح نور ، قال : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ ." ( يوحنا 8 : 12 ) والمؤمن نور ، قال المسيح للمؤمنين : " أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. " ( متى 5 : 14 ) واوصى : " فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ " ( متى 5 : 16 ) والنور كما انه حياة ، ينير ، يكشف الطريق ، يقود السير . حين نرى نتقدم الى الامام ، لا نخشى السقوط والتعثر والزلل . ونعرف الطريق ، نسير عالمين الى اين نذهب ، لا نخاف ان نتوه او نضل . الا اننا احيانا ً برغم النور نتعثر ونسقط ، ونتوه ونضل . وكأن النور لا ينير ولا يرشد ولا يكشف الطريق . النور دائما ً ينير ، دائما ً يرشد ، دائما ً يكشف الطريق . لكننا برغم النور لا نرى وكأن عيوننا لا تبصر . كأن عيوننا بلا نور ، عيون ٌ مظلمة . يقول سليمان الحكيم : " نُورُ الْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ الْقَلْبَ " ( امثال 15 : 30 ) ينير الله لنا ونحن لا نرى ، لا نعرف الطريق . يتحدث الله الينا ونحن لا نسمع ، لنا اذنان ولا نسمع . شموعنا مظلمة ، سُرجنا مطفئة ، مثل العذارى الجاهلات . نفذ الزيت ، انطفئت المصابيح ، حل الظلام . نور الله ينير لنا . لدى الله الكفاية من النور ، بنوره ِ نرى نورا ً . نوره يضيء مصابيحنا . يقول داود النبي : " لأَنَّكَ أَنْتَ تُضِيءُ سِرَاجِي . الرَّبُّ إِلهِي يُنِيرُ ظُلْمَتِي." ( مزمور 18 : 28 ) وسط الظلمة نور ، نوره يشرق في الظلمة ، هو حنان ٌ ورحيم . دقق النظر ، أمعن البصر ، نور الله حولك ينير الظلمة . يضيء سراجك ، يوقد مصباحك ، يُشعل شمعتك . هو يشير اليك ، يوجهك ، يقودك ، يرشدك .



A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
555 - اخطر ما يهدد الحياة الجفاف . اذا انحبس المطر جفت الارض وتشققت وخرج من جوفها نار تحرق وتقتل العشب والزرع والنبات والشجر . اذا حل الجفاف ولم يجد الحيوان الماء ينفق ويموت ويسقط ويهلك . الجفاف يقتل الطفل ويميت الرجل ويفتك بالمرأة . عدم توفر الماء يجفف جوف الانسان ويجمد خلاياه ويحوله الى هيكل ٍ عظمي ٍ جاف . عند منتصف النهار والشمس تسلط اشعتها الحارقة على مدينة سوخار ، خرجت المرأة السامرية تحمل جرتها تسعى نحو الماء من بئر يعقوب ، وطلب منها المسيح جرعة ماء ليشرب ، وتعجبت المرأة من طلبه ! كيف يطلب منها ليشرب وهو يهودي وهي امرأة سامرية ، واليهود لا يعاملون السامريين ؟ وقال لها المسيح : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا " . وزاد عجبها وهو يقول ذلك وليس بيده دلو والبئر عميقة . وعرض عليها ماء ً غير ماء البئر : " كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَد ِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " ( يوحنا 4 ) وبعد ان اكتشفت من هو الذي يتحدث معها وبعد ان كشف كل حياتها ، وبعد ان دعت اهل مدينتها اليه ، تناولوا معها الماء الحي الذي يقدمه المسيح . وكما عرض المسيح على المرأة السامرية الماء الحي الذي ينبع الى حياة ابدية ، يعرض عليك الآن في هذه اللحظة نفس الماء ، الماء الحي الذي ينبع الى حياة ابدية . حين تتناوله ، حين تقبله ، حين تشربه ، ينفجر في داخلك حياة ، حياة ً جديدة ، حياة ً ابدية ، لا تتوقف ، لا تجف ابدا ً . حين تقبل المسيح تولد من الماء والروح . " اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ " ( يوحنا 3 : 6 ) ماء البئر يجف ولا يروي العطش ، ماء المسيح ينبع حياة ابدية . إن شئت حياة ً متدفقة تفيض ينابيع لا تجف ، حياة ً تفجر فرحا ً وسلاما ً وطمانا ً وضمانا ً لا يتوقف ، اقبل الماء الذي يعرضه المسيح عليك ، اقبله . اطلب الحياة التي يهبها المسيح لك ، اطلبها ، فيدخل حياتك وتولد من الروح القدس ، وتحيا للابد .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
556 - تمر بنا بعض المواقف نحتاج فيها الى اثبات شخصيتنا . نحتاج لأن نؤكد من نحن لاغراض ٍ قانونية أو رسمية . ونقدم اوراقا ً تثبت من نحن . شهادة الميلاد ، بطاقة الهوية ، واحيانا ً لا يكفي ذلك لاثبات شخصيتنا فنثبت ذلك بشهادة شهود . وانت وانا بعد ان نولد من الروح ونصبح اولاد الله ، يرى العالم حولنا اعمالنا ويعرف منها اننا ابناء الله فيمجد ابانا الذي في السماوات . الله نور ونحن ابناء النور . نحن نور العالم ، واشعاع نورنا يؤكد بنوتنا لله . لكن العدو ، عدو الخير ، عدونا وعدو كل خير يقف في مواجهتنا ويعوق حياتنا . والبعض يتعثر خاصة في اول حياته الجديدة ، تنحرف خطواته ويفقد طريقه . ويتدخل الله بروحه ، الروح الذي وضعه فينا وقت ميلادنا الروحي ، يقودنا روح الله " لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. " ( رومية 8 : 14 ) وكل الذين هم اولاد الله فاولئك الذين ينقادون بروح الله . قيادة روح الله لنا في حياتنا واعمالنا وسلوكنا دليل بنوتنا واثبات شخصيتنا . وشهادة روح الله عنا ، وشهادته حق مطلق دليل بنوتنا واثبات شخصيتنا . يقول بولس الرسول : " اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. " ( رومية 8 : 16 ) روح الله نفسه يشهد لارواحنا فلا يهاجمنا شك . روح الله نفسه يشهد لنا ويثبت شخصيتنا للعالم . بذلك نصد هجمات العدو الذي يرمينا بسلاح الشك وعدم الثقة . يقودنا روح الله ونكون ابناء الله . يشهد لنا روح الله ويؤكد بنوتنا لله . حين دعوت المسيح لأن يدخل حياتك وقلبك بالايمان ، دخل واقام وغيّرك وجددك وجعلك ابنا ً لله . لا تسمح لهمسات الشك التي ينفثها الشيطان في داخلك . صم اذنيك عن كلماته ، لا تسلمه سمعك . دع روح الله داخلك يواجه هجماته ويصمته . فروح الله نفسه يشهد لروحك انك ابن الله . صدق ، تأكد ، تمسك ، اعلن : انت ابن الله . وهذه البنوة دائمة ، قائمة ، مستمرة لا تتغير ولا تتبدل . طبيعتها من طبيعة الله الدائم القائم الذي لا يتغير ولا يتبدل . دم المسيح يُعلن ويثبت شخصيتك بالوعد والعهد الصادق . روح الله يُعلن ويثبت شخصيتك بالشهادة والاعلان المستمر .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
557 - حين تكون وحدك هل تشعر بالوحدة ، هل تكون وحيدا ً ؟ هل تتضايق ، تتألم وتحزن ؟ تكتئب وتهرب من الوحدة ؟ وتندفع خارجا ً باحثا ً عن آخرين ينقذونك من وحدتك ؟ أم تتمتع بالوحدة ، تتمتع بأن تكون وحدك ، وحدك مع الله ؟ حين تكون وحدك مع الله لا تكون وحيدا ً معزولا ً وحدك . الوحدة مع الله خلوة ٌ واختلاء ٌ وصحبة ورفقة وشركة معه . حينئذ ٍ لا يكون للعالم كله وزنا ً او اهمية . انت والله معا ً . كان موسى وحده وسط البرية وجائه الله في العليقة المشتعلة بالنار ، وتحدث معه وكلفه باعظم مهمة ٍ ، وحقق موسى ما اراده الله . كان يعقوب وحده ، بقي وحده وصارعه انسان حتى طلوع الفجر . في وحدته ِ تقابل مع الله ، وخرج من خلوته ِ اميرا ً منتصرا . كان جدعون وحده وظهر له الله وطلب منه ان يخلّص شعبه . وتأكد جدعون من دعوة الله وحارب وانتصر واصبح جبار بأس . كان كرنيليوس يصلي وحده ، كان وحده مختليا ً بالله . وارسل الله له ملاكه يعلن ان صلواته صعدت امام الله . وكان بطرس على السطح وحده يصلي الى الله بعيدا ً عن الناس ، ورأى رؤيا وسمع صوتا ً وقبل مهمة من الله للذهاب الى الامم . وكان يوحنا الحبيب وحده معزولا ً وحيدا ً في جزيرة بطمس . وكشف الله له رؤياه واعلن له اعلاناته الخالدة العتيدة . ويدعوك المسيح الى ان تدخل مخدعك وتغلق بابك وتصلي ، حينئذ ٍ ترى الله وتسمع الله . في وحدتك في صحبة الله . حين تشعر بهزال روحي ، حين تضعف روحك ، اذهب وحدك الى الله ، اختلي به ، انفصل عن العالم . تنل قوة ً روحية وملئا ً روحيا ً يجدد علاقتك مع الله . حين تضغط الحياة عليك ، حين تشعر بالعجز والضعف والهزيمة . اهرب الى مكان ٍ هادئ ، ابتعد عن كل شيء ، ابق َ وحدك ، وادعو الله ليحضر اليك في خلوتك ، وامتلأ بالقوة والنصرة والفرحة . العيش وسط الزحام يحرمك من ان تكون مع الله . الله لا يظهر كثيرا ً في الزحام . الله لا يتكلم كثيرا ً في الضجيج ، ولو ظهر في الزحام قد لا تراه ، ولو تكلم في الضجيج قد لا تسمعه . اختلي به وحدك ، وحدك معه ، وحدك مع الله ، تره وتسمعه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
558 - احيانا ً نقف في مفترق الطرق في حيرة ٍ وتردد . أي طريق ٍ نسلك ؟ نتلفت حولنا فنرى طريقا ً رحبا ً متسعا ً معبدا ً يغري بأن نسير فيه ، أو نرى طريقا ً قصيرا ً مختصرا ً خاليا ً من العقبات والعوائق ، طريقا ً سهلا ً . ونجد انظارنا زائغة واقدامنا متحيرة تضرب الارض في توتر ٍ وقلق . ولأننا اولاد الله ، ولأننا نريد ارشاده ُ وتوجيهه ُ ، نصلي ونطلب . نطلب من الله ان يرشدنا ، أن يقودنا ، أن يوجهنا ، ونلح في الطلب ، وهذا حسن لكننا في حيرتنا وترددنا ، في قلقنا وتوترنا نطلب علامة ، نطلب آية ، نطلب خارقة ، نطلب اصبعا ً من نور يشير الى الطريق . نطلب كتابة ً على السحاب ترشدنا وتكلمنا وتعلن لنا ارادة الله . ويقول الله لنا كما قال لداود النبي في مزموره 32 : 8 " أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ. " وهذا ايضا ً حسن . الله يعلّم ويرشد الطريق ، ينصح وعينه ُ علينا . لكنه يقول : " لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْل بِلاَ فَهْمٍ . بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ " ( مزمور 32 : 9 ) الله يريد عقلا ً وفهما ً لا انقيادا ً اعمى واستسلاما ً للجام وزمام . خلق الله الانسان ووضع فيه روحه ليسمع ويفهم وبارادته يسلك . الهنا عقلاني ، يريدنا عقلانيين . طاعة الفرس طاعة ٌ يجذبها لجام ، طاعة الانسان طاعة ارادة وعقل . الله لا يجذبنا لطاعته بلجام ٍ من جلد ٍ وحديد . الله يعلّمنا ، يتعامل مع عقولنا ، يرشدنا الطريق . ينصح ، يوجه . عينه علينا ، يراقب ، يرعى ، يحرس . وضع فينا ارادة ً حرة ويريد ارادتنا ان تبقى حرة . لا تسلم ارادتك لمن يمسك بيده لجاما ً أو زماما ً . قد يغريك العالم او الشيطان بلجام ٍ مذهب او زمام ٍ مزين . لا تقبل الوانا ً أو اشكالا ً تُبهر ولا اجراسا ً معلقة ً تصدح . اللجام لجام ٌ مهما تلون او تشكل او تعلقت به الاجراس . لا تسمح بقيد فقد حررك المسيح ورد لك كرامتك ، ووضع فيك روحه ليتعامل معك ويعلّمك وينصحك ويرشدك الى الطريق التي تسلكها . الطريق التي تسلكها بارادتك الحرة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
559 - تحدثنا عن الانسان في ابعاده الثلاثة ، الروح والنفس والجسد ، وقلنا ان الله حين يحل في الانسان يحل فيه بالكامل . قبل ان يسقط آدم في الخطية كانت له شركة وعلاقة مع الله . كانت روحه التي وضعها الله فيه تتصل بالله في تناغم وانسجام . فلما سقط آدم تشوهت روحه وتشوشت علاقته بالله ، ونشأ في كل انسان وُلد من آدم جوع ٌ وعطش ٌ روحي . الروح التي تشوهت تشعر بضياعها وبعدها عن الله ، تتمزق جوعا ً وتتشقق عطشا ً الى الله . ويقول المسيح لكل انسان مولود من آدم يمزق داخله ُ جوع ُ ويشقق روحه ُ عطش ، يقول " أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا. " ( يوحنا 6 : 35 ) والروح ، روح الانسان التي فقدت اتصالها بالله منذ خطية آدم وهي في قسوة الجوع والعطش ، حين تسمع هذه الدعوة تتجه الى المسيح وتخلص لأن " كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ " ( يوحنا 6 : 40 ) وكل من يؤمن به لا يهلك بل تكون له الحياة الابدية . والروح الابدي الذي وضعه الله في الانسان حين خلقه يسعى نحو الحياة الابدية . ولا يجد تلك الحياة الابدية الا في المسيح ابن الله الابدي . وحين يحل المسيح الابدي في حياة الانسان يجعل حياته ابدية . فما ان يتجه الروح الى المسيح حتى يعود الى ما كان عليه في بدء الخليقة " لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. " ( رومية 6 : 23 ) ويتغير الروح ، يتجدد ، يُصبح خليقة جديدة ، روحا ً جديدة . هكذا يتعامل الله مع روح الانسان بالولادة الجديدة والحياة الجديدة . وهذه اعظم معجزة ٍ تحدث للانسان ، الميلاد الثاني . يقول بولس الرسول " إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا . " ( 2 كورنثوس 5 : 17 ) الروح الذي تشوه يعود الى طبيعة الله ، صورة الله وشبه الله من جديد . هذه الولادة الجديدة ، الخليقة الجديدة تكون لروحك ، للروح لا للنفس ولا للجسد .. للروح . البعد الروحي فيك . حين تقبل المسيح ربا ً وسيدا ً ومخلصا ً تولد من جديد ويعود روحك خليقة ً جديدة كما خلقه الله منذ القديم .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
560 - النفس ، البعد الثاني في الانسان بعد الروح . هل تتجدد النفس ، تتغير ، تخلص ؟ لا بد ، النفس جزء ٌ في الانسان ولا بد ان الله قادر ان يخلّصها . النفس هي الفكر والعقل والذهن والادراك والارادة . وهي جزء ٌ هام ٌ في الانسان . والحصول على الحياة الابدية والولادة الروحية الجديدة تختلف عن خلاص النفس . بعض المؤمنين الذين حصلوا على الحياة الابدية والولادة الجديدة ما زالت نفوسهم لم تخلص بعد ، فالولادة الجديدة ، الميلاد الثاني هبة ٌ خالصة صالحة من الله . يقول يعقوب الرسول : " كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ . شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ." ( يعقوب 1 : 17 ، 18 ) أما عن النفس فيقول يعقوب الرسول : " لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ . " فالبعض ، بعض المولودين بالروح ، نفوسهم ليست مخلّصة . ويوصيهم يعقوب الرسول ان يعملوا على خلاص نفوسهم ، ويرسم لهم الطريق في كلمة الله القادرة ان تخلّص النفس . الروح عاد الى طبيعته الاولى بالميلاد الثانية ، لكن النفس ، العقل والعواطف والادراك والارادة لم تخلص . وكلمة الله ، الكتاب المقدس ، تعليم الوحي وارشاده هو الطريق . يكتب بولس الرسول الى تلميذه ِ تيموثاوس ينصحه ويوصيه بذلك ، يقول : " وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ . وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ . كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ الله ِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً ، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ. " ( 2 تيموثاوس 3 : 15 – 17 ) هكذا تخلص النفس ، بالحياة في كلمة الله واقواله ِ وتعاليمه ِ . اعكف على قراءة كلمة الله ، تخلّص نفسك . الميلاد الثاني اعطاك روحا ً جديدا ً وضمن لك الحياة الابدية مع المسيح حين تلتقي به في المجد . اما خلاص النفس ففي كلمة الله المقدسة ، لتكون انسانا ً كاملا ً متأهبا ً لكل عمل ٍ صالح .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
561 - الروح يولد من جديد ويحصل على الحياة الابدية . والنفس تخلص من جديد في كلمة الله المقدسة . والجسد ، هل يتغير ؟ حين يحل الله في الانسان هل يغير جسده ؟ الجسد لا تتغير ملامحه ، لا لونه او شكله او طوله او قصره . الجسد كشكل لا يتغير ، لكن بولس الرسول يقول في رسالته الى رومية 12 : 1، 2 " فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. " يطلب الرسول من المؤمن ان يقدم جسده ذبيحة ً حية ً مقدسة . ويطلب ان يتغير ولا يشبه اهل العالم بل يتجدد . الذبيحة تقدمة ٌ يقدمها الانسان على مذبح الله . ويريدنا الرسول ان نضع اجسادنا على مذبح الله ، ويطالبنا بان نتغير في ميولنا وسلوكنا فلا نشابه غير المؤمنين . هكذا يتغير الجسد ويتجدد ، لا شكله بل ميوله وسلوكه . الجسد يبقى بملامحه وبنيانه وطوله وعرضه ِ كما هو . التغيير والتجديد يكون في معاملاته وسلوكياته . حين تكون لدينا تحفة ٌ غالية وثمينة يؤثر فيها الزمن ويطفئ جمالها ، نتناولها بالاصلاح والترميم والتجديد لنعيد لها رونقها . خلق الله اجسادنا تحفة ً غالية ً ثمينة ً رائعة ، مستها الخطية وشوهتها . وتجديد اجسادنا يكون بأن نسمح لله بأن يتعامل معها ويرممها ويصلحها . قدم جسدك لله ، ضعه على مذبحه ذبيحة ً حية مقدسة . وتنزل نار الله على الذبيحة تطهرها ، تقدسها ، تغسلها . ويتجدد جسدك وذهنك ويتفتح ويدرك ارادة الله . وتسعى لتحقيق ارادته ، تفهم قصده لك وتنفذه . تتغير ميول جسدك وليست ميول الجسد دائما ً نجسة ، لكن الله يجدد ويعدّل ويرمم ويُصلح كل ما لا يتفق مع موقفك الجديد . بعد ان تُصبح ابنا ً لله بالميلاد الثاني ، بعد ان تخلص نفسك بفهم كلام الله يتجدد جسدك ويسمو ويتعدل سلوكه ، وتصبح انسانا ً كاملا ً ، روحا ً ونفسا ً وجسدا ً في المسيح يسوع .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
562 - نحن نحيا في العالم ، نعيش وسط الناس في الحياة التي حولنا . احداث العالم تؤثر فينا ، الناس تتعامل معنا ، الحياة تحيط بنا . والعالم والناس والحياة تتطلع الينا وتراقبنا كمسيحيين نحيا بينهم . ونخطئ احيانا ً ونحن نحاول ان نجامل ونسالم ونشابه ونذوب وسطها . في صلاة المسيح قبل ان ينطلق قال : " لَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ ....... حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ ، ........... أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كَلاَمَكَ ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ ، لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ." ( يوحنا 17 ) فالمسيح لا يريدنا ان نترك العالم أو نؤخذ منه بل ان نبقى في العالم . بالعكس اعطانا المسيح مهمة ً وتكليفا ً وارسالية ً عظمى أن نذهب الى العالم اجمع ونكرز به وبصليبه ِ للخليقة جميعها ، فنحن في العالم حسب مشيئة الله وقصده ِ . وتنفيذا ً لقصده ِ وتحقيقا ً لمشيئته ِ علينا ان نقدم للعالم المسيح والصليب . والمسيح لم يأتي مصلحا ً اجتماعيا ً أو معلما ً لمبادئ واخلاقيات لتعديل العالم . المسيح جاء ليخلّص العالم ويغيّر الانسان ، جاء ليفدي ويبدّل . وعلينا ان نتبع طريقه ونقدم رسالته بكل وضوح ٍ وامانة ٍ وصدق . بعضنا يخشى ان يرفض العالم الصليب فيحاول ان يخفف من معناه وهدفه . الصليب موت ٌ عن العالم وحياة ٌ جديدة لله في المسيح يسوع . حمل المسيح الصليب وسار طريق الالم والعار الى الجلجثة مباشرة ً . ونحن مثل بولس الرسول نفتخر بهذا الصليب الذي به خلصنا . يقول بولس الرسول : " وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي ، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ." ( غلاطية 6 : 14 ) الصليب الذي نقدمه هو نفس صليب المسيح الذي تسمر عليه ، صليب ٌ جاف ٌ حاد نقدمه للعالم كما هو ، لا نجمّله او نزيّنه . الصليب رمز الموت به صُلب العالم لنا ونحن للعالم . لا تخشى ان تقدم الصليب ، لا تساير العالم واهل العالم وتخفف من معناه وقصده . لا بد ان يموت الانسان مع المسيح ليحيا ايضا ً معه . هكذا بلا مواربة . بهذه الطريقة وحدها ، بالصليب ، يخلص العالم .
 
أعلى