تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
535 - بينما الشعب يهرب امام فرعون ، وصلوا الى شاطئ البحر الممتد امامهم . ولحق بهم فرعون ، وصلت جيوشه ُ ومركباته عند مرمى البصر . بحر ٌ عميق لا يُعبر ، امامهم . وجيش ٌ كبير لا يُهزم ، خلفهم . ارتبكوا ، خافوا ، تذمروا ، صرخوا . وجائهم الصوت القوي يقول : " لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " ( خروج 14 : 13 ) ولم تبدو بادرة خلاص . اين الخلاص ؟ في البحر ام في الحرب ؟ الخلاص خلاص الرب . وشق الرب البحر واغرق الرب الجيش ، وتم خلاص الرب .
ونحن في مأزق بين حجري رحى وسط مشاكل لا حل لها ومواقف لا مفر منها ولا مهرب . تحاصرنا وتعصرنا من اليمين ومن الشمال . ماذا نفعل ؟ نهرب ؟ نهجم ؟ نفزع ؟ نيأس ؟ ماذا نفعل ؟ لا يوجد ما نستطيع ان نفعله . نقف وننظر وننتظر خلاص الرب . حين لا يوجد ما يمكن عمله ، هو يعمل . وحين يعمل ، يعمل بقدرة وبقوة وببأس . قبل حافة اليأس يأتي ، وعند الهزيع الرابع يُقبل . يأتي في آخر الليل ، وبمجيئه يكون الفجر والفرج والخلاص . حين نعجز عن العمل ونيأس ، ننظر اليه وننتظر خلاصه . " لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا " ( 2 اخبار 20 : 12 ) لما نتوقف وتتوقف ايدينا وتتجمد اقدامنا ، نرفع اعيننا ونرى الرب هناك فوق الموقف يعلو صوته : " لاَ تَخَافُوا " تمسكوا بايمانكم ، تمسكوا بي ، خلاصي امامكم . انظروه ، انتظروه . ويأتي الخلاص ، خلاص الرب ، عظيم ٌ عجيب ، تام ٌ كامل " قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " وفي وقت اليأس يأتي الخلاص ، يأتي من حيث لا نعلم ، لكن من عند من نعلم ونعرف من هو ، من المخلّص الذي يخلّص في وقت ٍ نحتاج اليه الى خلاص ٍ سريع . قف ، اطلب ، احصد خلاص الرب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
536 - حين نتأمل العالم حولنا نجد الكثير من الانحلال والمعاناة والتفكك والقبح . مع ان الله خلق العالم طاهرا ً رائعا ً متماسكا ً جميلا ً . كان كل شيء ٍ حسنا ً . ويعزو الباحثون امراض العالم ومساوئه الى مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية . بينما الحقيقة ان كل مشاكل العالم ومساوئه وامراضه اسبابها روحية . الانهيار الخارجي سببه انهيار ٌ داخلي . التصدع يحدث في الداخل وينعكس على الخارج . البثور والقروح الظاهرة نتيجة مرض ٍ باطني . ولا تشفى البثور والقروح بعلاج ٍ ظاهري بل بعلاج الباطن . مشكلة العالم والانسان مشكلة ٌ روحية . تشوهت الروح فتشوه الجسد . ابتعد الانسان عن الله فتردى في دوامة مشاكل لا تنتهي . قال المسيح : " اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُور َ." ( متى 12 : 35 ) فلا يمكن ان نصلح الخارج والداخل ملتو ٍ ، ولا يمكن ان نغير العالم وهو بعيد ٌ عن الرب . مريض القلب وجهه شاحب ٌ باهت . حين يصح القلب يعود للوجه رونقه وبهائه . إن شئنا علاجا ً وسلاما ً للعالم فبالرجوع الى الله . الله وحده القادر على ان يعيد للعالم صورته الاولى . قال داود النبي والالم يعتصر روحه : " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ ؟ " ووجد الحل في الله فقال : " ارْتَجِي اللهَ ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ " ( مزمور 42 : 5 ) إن شعرت بالوهن والتعب والارهاق والمرض ، لا تبحث عن السبب في الخارج ، السبب داخلي ٌ في القلب والروح . ولا تسعى الى العلاج الظاهري ، المرهم والدهان لا يفيد . العلاج يبدأ من الداخل . الداء داخل الاحشاء . ترجى الله ، اسعى اليه ، امتلئ به ، يصح خارجك وتعود لك نضارتك ويختفي شحوبك ، وترجع ضحكتك وابتسامتك وصحتك .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
كل رجانا فى الرب القادر على كل شئ شكرا لتعب محبتكم]
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
537 - كل ما حولنا يتقدم ، يتطور . الافكار والنظريات والفلسفات تتسابق . ويجد الانسان نفسه يلهث وراء المعرفة ، ويغرق وسط النظريات الجديدة . وما ان يصل الى رأي ٍ ومعلومة حتى يجد نفسه في اليوم التالي أمام رأي ٍ معارض ومعلومة ٍ مخالفة . ويتردى في الضباب ويتوه بين الطرق ويحتار بحثا ً عن الحق . عرّف احدهم الفلسفة قائلا ً انها كأعمى يبحث في غرفة مظلمة عن قطة سوداء لا اثر لها ولا امل في العثور عليها . الحق لا يكون في متناول اعمى في غرفة مظلمة ، لا بد من النور لنرى الحق ونعرف الطريق اليه . وكل المحاولات كسعي اعمى يبحث عن قطة ٍ سوداء في غرفة ٍ مظلمة . قال المسيح : " أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ." ( يوحنا 12 : 46 ) المسيح هو نور العالم ومن يتبعه يحيا في النور . وحين يحل المسيح في القلب تُفتح عيون العمي ، وأذان الصم تتفتح . ومفتوح العينين يرى الحق ، والمسيح النور هو الحق . والذي يسير في الظلام لا يعرف الى اين يذهب . والذي يمشي في النور يعرف الطريق ويسلك فيه . الله نور وليس فيه ظلمة البتة . وإن سلكنا في النور كما هو في النور ، فدم المسيح يطهرنا من كل خطية . والنور يسكن فينا ويشع منا ، فنرى الطريق ونرشد الناس للطريق . لو وجدت نفسك تائها ً في ضباب ٍ من الافكار والنظريات والفلسفات . وكلما ضاربت الضباب وصارعت الضياع تزداد ظلالا ً . ابحث عن النور واتبعه فسوف يقودك الى الطريق . لا تبحث عنه وسط الضباب ولا في مسالك العالم . الرب نور ٌ لك . المسيح فيك هو النور وهو الطريق ، وهو الحق وهو الحياة . افتح قلبك له ينبع في داخلك نور ، يضيء لك البصر والبصيرة ، فتعيش في النور دائما ً .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
538 - في وسط الليل والظلام يحيط بك ، حين تستسلم للخوف والحزن والقلق ، يسدد الليل طعناته اليك ويضغط الظلام باصابعه على عنقك ، وترى كل شيء قاتما ً ، قاتلا ً . ولو اصغت السمع جيدا ً لسمعت صوت غناء ، تعلو الاغاني في الليل ، فالله صانعك يأتي بالاغاني في الليل . في البلاد التي تنتج الزهور والورود والتي تُصنع منها الاطياب والعطور يقطفون الورود ويحصدون الزهور في اشد ساعات الليل ظلمة . ذلك لأن الليل هو الوقت الذي يفوح فيه العطر باعلى درجة . وكلما زاد الليل ظلمة زادت رائحة الزهور قوة . كما قال الوحي في سفر ايوب 35 : 10 " للهُ صَانِعِي ، مُؤْتِي الأَغَانِيِّ فِي اللَّيْلِ " وكما قال داود النبي في مزاميره : " أَذْكُرُ تَرَنُّمِي فِي اللَّيْلِ " ( مزمور 77 : 6 ) اجمل الحان الكروان تُسمع في ظلمة الليل . الله يجعل الظلمة لحنا ً واغنية ً ورائحة ً طيبة . هو لا يتدخل بالفرج وقت الضيق فقط بل هو يصنع الفرح من الضيق . فرح ٌ عناصره ظلمة الليل . في الليل اغاني ، في الليل ترنيم ، في الليل رائحة ٌ طيبة . لا تكره الظلمة ، لا ترفض الليل ، ففي طيات الظلمة فرح وفي اعماق الليل نغم . في منتصف الليل كان بولس وسيلا في السجن . الايدي مربوطة والارجل مقيدة والظلام شامل والليل بهيم . واصاغا السمع واكتشفا الاغاني في الليل والترنم في الظلام . وعلى الالحان التي اتتهما بدءا يرنمان ويسبحان ويصليان . وبعد ان كانا هما وحدهما يسمعان الاغاني في الليل ، اصبح المسجونون حولهما يسمعوا . وجاء خلاص الرب ، وتزلزل السجن وتزعزعت اساساته وانكسرت القيود وآمن حافظ السجن واهل بيته . وامتدت الاغاني الى الصباح والتسابيح طول العمر .
ابشر بالظلمة واسعد بالليل ، وانصت ، اسمع ، تمتع ، بالله مؤتي الاغاني ، ففي منتصف الليل ترى العريس مقبلا ً . وبقدومه يزداد الترنم وتعلو الاغاني .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
539 - كل يوم ٍ نسمع الدعوة ان نذهب ونتحدث عن المسيح ، ونعرّف العالم به ، ونجعل اسمه معروفا ً في كل المسكونة . تلقى الكثيرون الدعوة وقبل الالوف التحدي وخرجوا الى العالم . ولا يوجد مكان ٌ لم يُعلن فيه اسم المسيح ، ولا يوجد احد لم يسمع عنه . جميع سكان العالم تقريبا ً سمعوا عن يسوع المسيح ، وكل من سمع عنه اتخذ منه موقفا ً ، الكل اعترف به بشكل ٍ ما . إما اعترف به ربا ً تبعه أو اعترف به عدوا ً حاربه . إما اعترف به وهما ً نفاه أو اعترف به تاريخا ً مضى وانقضى . لكن كل فرد منذ عشرين قرنا ً وحتى اليوم كان له موقف ٌ منه . لم يستطع ولن يستطيع احد ان يلغي ويمحو تأثير المسيح عليه . هناك من يراه انسانا ً طيبا ً عاش طاهرا ً ومات شهيدا ً . وهناك من يراه معلما ً صالحا ً تكلم وعلّم ما لم يتكلم ويعلّم به احد ٌ آخر . وهناك من يراه نبيا ً متميزا ً جاء بالمحبة والتسامح والتواضع وانكار الذات . وهناك من يراه ابن الانسان كما دعى نفسه وابن الله كما اعلن في السماوات . وانت لا بد انك سمعت عنه ، لا بد انك قد اتخذت منه موقفا ً . لا بد انك تعترف به ، فقد جاء الى الارض منذ الفي عام وعاش اكثر من ثلاثين عاما ً . هل تجده عدوا ً تعارضه وترفضه وتحاربه ؟ كثيرون حاربوه وجرفهم الزمن وطواهم النسيان وهو باق ٍ دائم ٌ حتى آخر الايام . هل تجده انسانا ً طيبا ً ومعلما ً صالحا ً ونبيا ً خارق الاعمال والاقوال ؟ كثيرون تجاهلوه وعاشوا بعيدين ً عنه وخسروا حياتهم وآخرتهم . لا يمكن ان تعيش على الهامش متأرجحا ً على امواج اللامبالاة . لا بد من اتخاذ قرار إما معه أو عليه . تلتقي به اليوم ربا ً ومخلّصا ً وسيدا ً تتبعه ، او تلتقي به غدا ً ديانا ً يحاسب ويقضي ويعاقب . المسيح ليس انسانا ً ومعلما ًونبيا ً فقط . ليس ابن الانسان او ابن الله فقط . هو " اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " ( 1 تيموثاوس 3 : 16 ) الله نفسه ، الله الابن . المسيح هو الله الابن ، الله الذي كان منذ الازل والكائن حتى الابد ، ولا بد ان تعترف به وتتحمل تبعة هذا الاعتراف ، تعترف به ربا ً تخضع له او عدوا ً تحاربه . بولس الرسول يعترف بانه " صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً." ( 1 كورنثوس 1 : 30 ) واصبح الطريق الوحيد للحياة الابدية في حضرة الله في السماء .

[YOUTUBE]s9R-wD19Gs0[/YOUTUBE]
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
540 - اصعب ما يواجه الانسان منذ بداية الخليقة حتى الآن هو الاختيار . الانسان مخلوق ٌ بارادة ٍ حرة ، وله الحق والحرية الكاملة في الاختيار . وقف آدم وحواء امام شجرة معرفة الخير والشر ورأيا الشجرة جيدة ً للاكل ، بهجة ً للعيون شهية ً للنظر . وبينما هما ينظران ، همس صوت الله داخلهما يقول : لا تأكلا منها لانه يوم تأكلان منها موتا ً تموتا . وتنقلت ارادتهما ما بين الشجرة الشهية وتحذير الله . وترددا واحتارا ، وبعد فترة اختارا ، وكان اختيارا ً خاطئا ً جر عليهما وعلى البشرية جميعها عواقب وخيمة . والانسان يجني ثمار اختياره ، ويحصد ما تمليه عليه ارادته . إن إختار طريق الشر جنى شرا ً ، وإن اختار طريق الصلاح جنى خيرا ً . هذه هي عدالة الله ، لا بد ان تتم . فالانسان اسير اختياره ، وكل حر ٍ سيد قراره . قال المسيح : " مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. " ( يوحنا 5 : 24 )
" تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ ،
فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ." ( يوحنا 5 : 28 ، 29 ) هذا هو حصاد الاختيار . إن اردت الحياة آمن بابن الله ، تنتقل من الموت الى الحياة . وإن اردت الهلاك واخترت طريق الموت ، تصل الى الدينونة . الله يضع امامك الطريقين لتختار ، ثم يأتي بك الى الدينونة . يقول سليمان الحكيم : " اِفْرَحْ أَيُّهَا الشَّابُّ في حَدَاثَتِكَ ، وَلْيَسُرَّكَ قَلْبُكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ ، وَاسْلُكْ فِي طُرُقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى هذِهِ الأُمُورِ كُلِّهَا يَأْتِي بِكَ اللهُ إِلَى الدَّيْنُونَةِ. " ( جامعة 11 : 9 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
541 - اليوم وانت تبدأ طريقك ، لعلك سمعت من يقول لك : اذهب الله معك ، اذهب الرب يصحبك ، الله يقويك ، الروح القدس يشملك بقوته . وهذا يجعلك تخطو طريقك في تفاؤل واقدام وعزم ٍ وبهجة . شعورك بصحبة الله ورفقة الروح القدس يجعل الطريق سهلا ً والحياة رائعة . الروح القدس يصعب معرفته وفهمه وادراك اسراره على الكثيرين . كثيرون عاشوا بقوة الروح القدس ، وامتلئوا به واختبروه ، لكنهم لم يقدموا لنا تعريفا ً له أو شرحا ً لطبيعته او تحليلا ً لاعماله . لتعرف الروح القدس لا تحتاج الى وضعه في انبوبة اختبار او تحت المجهر . لتعرف الروح القدس لا تحتاج ان تفحصه وتحلله وتقيس ابعاده واعماقه . معرفة الروح القدس تكون بالاختبار ، بالتجربة ، بالمعايشة . الروح القدس ليس روحا ً من الله . ليس رسولا ً او مبعوثا ً او انبثاقا ً منه . الروح القدس هو ذات الله ، هو الله الروح القدس . امتلائك بالروح القدس امتلاء ٌ بالله ذاته . حصولك عليه يعني حياة الله فيك ، هو الله يوجد فيك ، يحيا فيك ، يتحرك فيك . الله الآب خلقك ، الله الابن فداك ، الله الروح القدس يحيا فيك . الله الخالق ، خلق الانسان ، الله المسيح حمل خطاياه وفداه ، الله الروح القدس يتصل بالانسان ويحيا فيه . وهو وحده الله . الله بذاته ، الآب والابن والروح القدس . ذات ٌ لا صفات او اعمال . الله الروح القدس فيك يحكّمك ، الله الروح القدس فيك يُرشدك ، الله الروح القدس فيك يقويك ، الله الروح القدس فيك يشهد بك ، الله الروح القدس فيك يُعين صلاتك ، الله الروح القدس فيك .

[YOUTUBE]agNrvSUyX4k[/YOUTUBE]
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
542 - وانت تسير في طريقك اليوم ، هل تعرف ماذا هناك عند منحنى الطريق ؟ المنحنى الذي امامك والذي ستنحرف فيه بعد قليل ، هل تعرف ماذا به ؟ قد تكون قد سرت هذا الطريق من قبل ، قد تعرف المباني على جانبيه وحوله . لكن هل تعرف ما به اليوم ؟ ماذا سيكون عليه هذه المرة ؟ هل الطريق خلف المنحنى مزدحم ٌ بالسيارات ؟ مكتظ ٌ بالمارة ؟ ماذا تعرف عنه وانت لم تره ؟ هل تعلم ، هل تعرف ؟ عدم العلم هذا قد يجعلك عاجزا ً عن معرفة ماذا سيحدث لك هناك عند المنحنى . عدم العلم هذا يجعلك تتردد في السير . تتباطأ وتضيق وتتثاقل خطواتك . قديما ً منذ مئات السنين واجه ابونا ابراهيم منحنى مجهولا كهذا ً في حياته . قال الله لابراهيم : " اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ." ( تكوين 12 : 1 ) واطاع ان يخرج الى المكان الذي يريده ان يذهب اليه . خرج وهو لا يعلم الى اين يأتي . هدم خيامه وحمل آثاث بيته ِ . جمع مواشه وجر خلفه اغنامه وخرج ، خرج من المعلوم الى غير المعلوم . لم يكن ابراهيم يعرف ، لكن الله كان يعرف ، وكان ابراهيم يعرف الله ، كان يعرف ان الله يعلم الى اين سيذهب به ، حتى ولو كان هو لا يعلم الى اين سيأتي . ودفعت ثقة ابراهيم في الله وايمانه ُ به ، دفعه ذلك الى ان يطيع الله ويترك ويخرج . معرفة ابراهيم وثقته وايمانه كان بالله لا بالمكان . وانت كمؤمن بالله تعرف الله ، تثق فيه ، تؤمن به . واستنادا ً على هذا الايمان تخرج . وكل مؤمن ٍ بالله لا يهم ان يعرف ما هو المجهول خلف المنحنى . المهم انه يعرف من هو موجود ٌ خلف المنحنى ، يعرف الله . هذه المعرفة تجعلك تطيع وتترك وتخرج . دعى الله التلاميذ ان يتبعوه في المهمة التي يريدها لهم . ودون معرفة بالمهمة التي تختفي خلف المنحنى تركوا شباكهم وقواربهم وخرجوا . لم يحددوا شروطا ً ، لم يطلبوا خريطة ، لم يحتاجوا الى تفسير . خرجوا ، خرجوا عن طريقهم ، خرجوا عن مهمتهم وتخصصهم ، خرجوا من صيد السمك . خرجوا مما يعرفون الى ما لايعرفون . تركوا صيد السمك واصبحوا صيادي ناس . وكم امتلئت شباكهم بالصيد لانهم لم يعرفوا اين لكنهم عرفوا من ، عرفوه . وانت تسمع دعوته ُ لك لا تسأل ما هي ، اخرج واتبعه .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
543 - نعيش في عالم ٍ كله صخب ٌ وضجة وسرعة وتسابق وحركة ونشاط ٌ محموم . الضجة تصدم الأذن وتسبب الصداع وتهدد بالصمم . والسرعة والحركة والنشاط يمزق الصبر ويهدد سلام القلب . والناس في حياتهم اليومية غارقون في الصخب ، محمولون على تيار الحركة السريعة . لا يستطيعون اسكات الضجيج مهما أغلقوا آذانهم ، ولا يستطيعون تخفيف سرعة الحركة مهما قاوموا التيار . ووسط الضجة لا نسمع حديث من يتحدث . ووسط سرعة الحركة لا نتمتع بما يجري حولنا . الاصوات العالية تمنع صوت الله من ان يصل الينا فلا نسمعه . الحركات السريعة تحملنا بعيدا ً وتحرمنا من رؤية الله وحضرته . فإن أردنا سماع صوت الله فلنسكت امامه . يقول زكريا النبي : " اُسْكُتُوا يَا كُلَّ الْبَشَرِ قُدَّامَ الرَّبِّ " ( زكريا 2 : 13 ) وإن شئنا رؤية مشيئة الله ، فلنتوقف ونهدأ . يقول الله على لسان داود النبي : " كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. " ( مزمور 46 : 10 ) حين نُصمت صوت العالم وضجيجه حولنا ، يتكلم الله معنا . حين نوقف الحركة السريعة الجارفة حولنا ، يمكننا رؤية الله . الصمت الذي يحيط بنا يتكلم ، والهدوء الذي يلف حولنا يتحرك . حين تُنصت للصمت تسمعه ، للصمت صوت . وحين تتأمل الهدوء تراه ، للهدوء حركة . تحتاج الى وقت ٍ تسكت فيه . يقول سليمان الحكيم : " لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ." ( جامعة 3 : 7 ) وتحتاج الى اوقات ٍ تكف فيها وتتوقف . قال الله لشعبه امام البحر : " قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " ( خروج 14 : 13 ) .
هل تريد ان تسمع صوت الله يتحدث اليك ؟ اسكت ، اصمت امامه .هل تريد ان تتمتع بخلاص الله ينجّيك وينقذك ؟ كُف ، قف ، انتظره . ما اجمل واروع صوت الله ، والعالم حولك صامت . ما اعظم وامجد عمل الله ، والعالم حولك جامد . الله يتكلم دائما ً وسط الضجيج وفي لحظات السكوت . والله يعمل دائما ً وسط الحركة وفي اوقات السكون . لكنك تسمع صوته افضل وانت ساكت ٌ امامه . وتستطيع ان تراه يتحرك اوضح وانت ساكن ٌ في حضرته . تعلم السكوت والصمت . حاول ان تقف وتنتظر .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
544 - حين خرجت اليوم ، خرجت قاصدا ً مكانا ً او عملا ً او مهمة ً تتوجه اليها . وفي الطريق اشياء كثيرة يمكن ان تبعدك عن قصدك وهدفك وطريقك ، لو استسلمت لها وتبعتها لوجدت نفسك منحرفا ً بعيدا ً عما خرجت اليوم لاجله . الاضواء والالوان ، الاصوات والالحان ، المغريات والمشهيات تصرخ ، تدعو ، تنادي ، تجذب . لكن الهدف ايضا ً يبرق امامك يشير الى الطريق ، يوحي ويوصي بالانتظام والالتزام . التفكير لازم ٌ للوصول . الاصرار يقود الى الهدف . التحديد والثبات يحفظ الارجل على الطريق . جياد السباق يوضع على وجهها قناع ٌ يوجه نظرها الى نقطة الوصول لتجري نحوها . لا يلتفتون يمنة او يسرة ، يركضون الى الامام ، الى نهاية السباق ، محطة الوصول ، الهدف . وانت تتجه اليوم ، اتجه الى هدفك ، لا تته يمنة او يسرة . اتبع هدفك ، اتجه نحوه . لا تبذل جهدا ً بلا طائل ، لا تضيّع وقتا ً بلا فائدة . لا تنحرف ، تقدم للامام . هكذا فعل بولس الرسول ، ركّز نظره نحو هدفه . حدد وسعى واصر على الوصول اليه . لم تعوّقه صعوبات ، لم تجرفه تيارات ، لم تجذبه اغراءات . يقول في رسالته الى فيلبي 1 : 20 " حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي أَنِّي لاَ أُخْزَى فِي شَيْءٍ ، بَلْ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ كَمَا فِي كُلِّ حِينٍ " هذا هدفه ، قصده الذي ينتظره ويسعى نحوه . لا يعطله او يفصله او يبعده عما يريد اي شيء بل دائما ً في كل وقت يتقدم " كَذلِكَ الآنَ ، يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي ، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ." تعظيم المسيح يجعله لا يدخر جهدا ً او يضيع وقتا ً أو يخشى شيئا ً . الحياة والموت لا يبعدانه عن هدفه ، بالعكس يدفعانه نحوه ، فيقول : " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ ."
هل حولك انوار تتلألأ تبعد عينيك عن هدفك ؟ هل بجوارك اصوات تتعالى تصم اذنيك عن دعوتك ؟ هل في حياتك اشياء تجذبك بعيدا ً عن تمجيد الله ؟ هل على طريقك عوائق تفصلك وتبعدك عن تعظيم المسيح ؟ الهدف الذي تسعى اليه يشير ان تتجه نحوه . قصد الله لحياتك أولى وأهم واعظم من كل ما حولك .




A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
545 - الله موجود ٌ منذ الأزل ، وهو باق ٍ الى الأبد . هو " الأَلِفُ وَالْيَاءُ ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ " . هو " الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ " . كلمته هي الأولى والأخيرة . لا تسبق كلمته كلمة ، ولا تلي كلمته كلمة . كلام الانسان مهما كانت حكمته ُ لا تتعدى كلام الله . واعمال الانسان مهما عَظُم عمله لا تعطّل عمل الله . الانسان لا يد له في موعد أو مكان مولده ِ ، وليس له أي قدرة في تحديد موعد أو مكان مماته . مهما انتفخ وتجبر وعلا وتشامخ ، مهما علا صوته وارتفع ضجيجه فهو بخار " بُخَارٌ ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ ." هو تراب يرفعه الهواء للحظة ثم سرعان ما يخبو ، وسرعان ما يهبط . الانسان يحيا بين قوسين من ارادة الله ومشيئته . لا يتعداهما ، لا يخرج منهما . لا يسبق لحظة مولده ِ ولا يبقى بعد موته . الله الذي أتى به الى الارض يأخذه اليه حين يشاء . وطوال وجوده ِ هنا فهو محصور ٌ بارادة الله وقصده . خلق الله آدم بقدرته ِ وحده ، دون تدخل غيره . ويأتي أبناء آدم بمشيئته وحده ، دون تدخل غيره . حين عصى آدم الله دمّر حياته وسلامه . وحين يُخطئ ابناء آدم الى الله يدمرون حياتهم وسلامهم . وكما كانت حياة آدم وسلامه ُ في يد الله ، ما تزال حياة ابناء وسلامهم في يد الله . لتعد حياتك الى الصورة التي يريدها الله لك ، ليعد سلام الله يملأ قلبك وعقلك ويضمن أبديتك ، عد الى حضرة الله واعترف بوجوده . سلم حياتك لله واخضع لمشيئته .
هو الله " الأَلِفُ وَالْيَاء ُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ " .
هو الله " الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ " .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
546 - هل ترى الطريق امامك ممتدا ً ، معبدا ً ، سهلا ً ، متسعا ً ؟ هل تشعر برغبة في السير فيه ، في الجري والركض والقفز ؟ احيانا ً نجد كل شيء ٍ يسمح بذلك . انظارنا ترى وعقولنا تصدّق وعواطفنا ترغب ، لكن الله يرفض ، يوقف ، يمنع . نظرته ُ لا تتفق مع نظرتنا . ارادته لا تخضع لارادتنا . قال المسيح لبطرس وهو في طريقه ٍ الى الصليب : " «حَيْثُ أَذْهَبُ لاَ تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي " ( يوحنا 13 : 36 ) كان بطرس يرى انه يقدر ، وكما منطقه ُ يقنعه بذلك ، وكانت عاطفته ملتهبة داخله ، وفي حماسه ِ قال : " يَا سَيِّدُ ، لِمَاذَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ الآنَ ؟ إِنِّي أَضَعُ نَفْسِي عَنْكَ " واجابه المسيح : " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ : لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. " هو... بطرس .... يفعل ذلك ؟ مستحيل ، لا يمكن ، كيف يمنعه المسيح من اتباعه ؟ دعاه منذ سنوات ، ترك كل شيء ٍ وتبعه ، تبعه ُ في الليل وفي النهار ، في الجوع وفي الشبع . وسط التأييد وفي مواجهة الاعتراضات لم يتخلى عنه ، لم يخيّب ظنه ، لم يتراجع لحظة . فكيف لا يريده ان يتبعه الآن ؟ كيف يترك مكانه ُ كأول تابع ٍ يلتصق به ؟ وقال له المسيح : " سَتَتْبَعُنِي أَخِيرًا " ستتبعني فيما بعد ، ليس الآن .
كثيرا ً ما نسابق الله ، نتسابق معه ، نجري امام مشيئته ِ وارادته ِ لنا ، نتعجل ، نسرع ، نقتحم الابواب ، نتدافع على الطريق ، بينما الوقت لم يحن لما نريد ان نفعله ، الوقت الذي يراه هو ، لا الوقت الذي نراه نحن ونختاره . حين تعجّل بطرس واندفع اهتز السيف في يده وقطع اذن عبد ٍ لا غير . وحين تبعه ، تبعه من بعيد ، وانزوى وسط الخدم وانكر سيده . لم يكن الوقت قد جاء ليتبع المسيح ، لم يكن مستعدا ً لذلك . لم يكن جاهزا ً لاتباع المسيح ، لم يكن الوقت الذي حدده المسيح قد حان . وحين حان الوقت ، ورغم سقوطه ِ وانكاره ، قال له المسيح " ارْعَ غَنَمِي " " اتْبَعْنِي " ( يوحنا 21) .
حين يبدو لك الطريق ممتدا ً معبدا ً ، سهلا ً ، متسعا ً ، لا تتعجل ، لا تندفع . انتظر الوقت الذي يحدده الله لك لتتقدم ، لتعبر ، لتنطلق . لا تسابق الله ، لا تجري امام مشيئته ِ وارادته ِ ، انتظر . لا تقدر الآن ، لا تقدر . لا تقل لماذا لا اقدر الآن ، ستقدر فيما بعد ، ستقدر اخيرا ً . دعه يحدد لك الوقت فهو يعرف الوقت ، ويعرفك ، يعرف قدرتك ، يعرف متى تقدر .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
547 - في القديم حين اعطى الله وصاياه العشر للشعب ، حل في جبل سيناء . كان جبل سيناء كله يدخن ، وصعد دخانه كدخان الاتون . وارتجف كل الجبل . فارتجف الجبل وارتجف الشعب لأن الرب نزل عليه بالنار . رأى الشعب الرعود والبروق والدخان والنار فارتعدوا ، ووقفوا من بعيد . قالوا لنبي الله موسى : " «تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ . وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ ....... فَوَقَفَ الشَّعْبُ مِنْ بَعِيد ٍ، وَأَمَّا مُوسَى فَاقْتَرَبَ إِلَى الضَّبَابِ حَيْثُ كَانَ اللهُ." ( خروج 20 : 19 ، 21 ) واعطى الله لموسى وصاياه ، ونقل موسى وصايا الله الى الشعب . الشعب من بعيد وموسى في الضباب والدخان مع الله . وبعد ذلك بآلاف السنين " لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ " ، حل الله بيننا . جاء " مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ " ( غلاطية 4 : 4 ، 5 ) وتغيرت علاقتك بالله : " إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا ، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ للهِ بِالْمَسِيحِ " لا تقف من بعيد ، لا تحتاج لمن يذهب عنك الى الله . الطريق نحو الله الآن مفتوح ، لا رعود وبروق ودخان ونار . صوت ٌ رقيق هادئ حنون ينادي : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." ( متى 11 : 28 )
" مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا " ( يوحنا 6 : 37 ) .
وحين يتحدث الله اليك ، لا يتحدث من جبل ٍ ملتهب ٍ بالنار . هو يتحدث اليك في كتابه ِ المقدس ، في اقوال خدامه ِ حولك . يتحدث اليك بكل الحنان واللطف ، صوته الرقيق يهمس داخلك ، يدعوك لأن تبدأ علاقة ً معه ، علاقة ً جديدة خاصة ، علاقة بنوة . " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ . " ( يوحنا 1 : 12 ) المؤمنون هم اولاد الله في المسيح يسوع . المؤمنون وُلدوا ، ليس من دم ، ولا من مشيئة جسد ، ولا من مشيئة رجل بل من الله ، مولودين من الله في المسيح يسوع . لا تخشى الاقتراب من الله ، هو ليس بعيدا ً . ليست هناك رعود ٌ وبروق ٌ ونار ، هناك ذراعين ممتدان نحوك وقلب ٌ يخفق بالحب لك ، محبة ابدية احبك " مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ " هو الله ، الله المحبة " لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ " ، ومحبته لك ولجميع الناس . ودعوته لك ولجميع الناس .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
548 - حين يحل الشتاء تختفي الشمس وتخف حدة حرارتها . تفصلنا عنها سحب ٌ قاتمة داكنة ٌ سوداء تُخفي نورها ودفئها ، وتتزايد السحب وتتراكم وتتجمع وتتكاثف وتثقل ، وتنهمر مطرا ً غزيرا ً يغرق الارض ويهدم الجسور وتفيض الانهار ، أو تسقط ثلجا ً ثقيلا ً يغطي الشجر والبيوت والشوارع ، وتُجمّد الحياة . يحل البرد وترتجف الاجساد وتنتشر الامراض . ونرفع عيوننا الى فوق ، ويصدمنا السحاب المتراكم الاسود ومن خلفه ِ الشمس ضعيفة ، عاجزة ، هامدة ، تظهر وتختفي . حين تظهر تلقي باشعتها فوق السحاب تحاول ان تخترقه . فإن عجزت حرارتها أن تطرد السحاب وتذيبه وتدفعه بعيدا ً ، فهي تهاجم سواده وتخفف ظلاله وترسم حوله اطارا ً فضيا ً . وتبدو في السماء لوحة ٌ رائعة من اعجاز الله في خلقه .
حين تتلبد الغيوم لا تركز نظرك في قلبها الاسود . انظر الى اطارها الفضي ، تأكد ان الشمس هناك خلفها ، وستتغلب عليها ، ستطردها ، ستذيبها ، ستبعدها . وسيأتي الربيع ، ينتهي الشتاء ويحل الربيع . مهما اجتمعت سحب المتاعب والمشاكل واظلمت الدنيا حولك ، فالله هناك ، موجود ٌ ، ممجد ٌ ، قائم ٌ ، حي . لا تغرق نفسك في ظلمة اليأس والفشل ، وحتى حين لا ترى الله ظاهرا ً ملموسا ً ، فاعماله ُ حولك اطار ٌ فضي ٌ رائع . في وسط البرية والشعب يسير تائها ، يائسا ً ، عاجزا ً ، حين صرخ شعب الله مهاجمين موسى وهارون ، والتفت الشعب نحو البرية " وَإِذَا مَجْدُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي السَّحَابِ." ( خروج 16 : 10 ) وامطر الله من السحاب طعاما ً اشبع الجياع واحياهم . وتبدل الحزن الى فرح ، والشكوى الى تمجيد ٍ لله .
لا تنظر الى السحاب ، بل انظر لمن هو فوق السحاب . لا تحيا ظلام الشتاء وبرودته ، عش الربيع القادم عليك . مجد الله هناك ، في السحاب . ابدا ً لن يسود السحاب ، ابدا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
549 - هل تشعر اليوم بتعب ؟ هل تحس بتعب ٍ وخمول وضعف ؟ مهما كانت قدرة اجسادنا وخفة حركتنا ، ينتابها احيانا ً عجز ٌ ووهن . الزمن يترك بصماته علينا ، الايام تضغط علينا وتثقّل حركتنا . الطفل يقفز بكل نشاط وشقاوة ، الشاب يجري بكل قدرة وقوة . وتتراكم الايام والسنون فتقلل النشاط وتضعف القوة . ويشيخ الانسان ، ويبطئ في الحركة ، ويخمد النشاط الى ان يسكن تماما ً . هذه طبيعة الجسد الذي نسكنه . أما الروح الذي يسكننا فمختلف . الجسد يخبو أما الروح فيتجدد وينشط ويتقوى يوما ً بعد يوم . يقول بولس الرسول : " لاَ نَفْشَلُ ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى ، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا." ( 2 كورنثوس 4 : 16 ) الجسد الخارجي يتعب ، يمرض ، يفنى ، يموت . أما الروح الداخلي فينشط ، يصحو ، يتجدد ، يحيا . اجسادنا بالية وارواحنا باقية . الايام تُضعف الجسد الخارجي وتجدد الروح الداخلي . توالي السنين وبذل الجهد يُرهق الجسد ويضعفه ويستهلكه . أما توالي السنين وبذل الجهد فيُعطي الروح خبرة ومعرفة وفهما ً وتجربة . كم من عباقرة وعلماء وافراد هزوا التاريخ واجسادهم عاجزة . السواعد والعضلات وقوة الجسد لا تحرّك التاريخ . العقل والنفس والروح والرؤيا هي التي تحركه . الانسان الخارجي محدود ٌ مقيد ، والانسان الداخلي منطلق ٌ حر . الجسد يتعامل مع الاجساد ، المادة ، الملموس ، الزائل . أما الروح فيتصل بالله ، الروح ، الباقي ، الابدي . حين تتعب أو تمرض أو تضعف فلا تفشل . الخارجي يفنى . ارفع قلبك وعقلك وروحك الى الله ، يتجدد روحك . الضيقة التي تمر بها وانت الجسد وقتية ٌ زمنية . الضيقة الوقتية لا تهدد روحك ، لا تخشى شيئا ً ، بالعكس بل كما يقول بولس الرسول هي " تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. " لا تنظر الى الاشياء التي تُرى ، بل الى التي لا تُرى . لأن التي تُرى وقتية ، أما التي لا تُرى فابدية .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
550 - هل تعرف الناس الذين حولك ، الذين تعيش معهم وبينهم ؟ هل تعرفهم جيدا ً ؟ هل تعرف طباعهم وميولهم ورغباتهم وافكارهم ؟ قد تعرف اشكالهم الخارجية ، مظاهرهم ، ملامحهم ، ملابسهم وزينتهم . وقد تعرف معتقداتهم وافكارهم ، مبادئهم وفلسفتهم وقناعاتهم . تعرف ذلك مما تراه وتسمعه منهم وعنهم . وهل يعرفك الناس هكذا مما يرونه ويسمعونه منك وعنك ؟ هل هذا هو انت ؟ ما يرونه ويسمعونه ، انت ؟ أم هذا هو أنت الظاهر المعلن ، لا أنت الخفي الغامض ؟ الحق انه لا يوجد احد ٌ يعرف الآخر على حقيقته ِ كما هو أبدا ً . ما تبدو عليه ليس هو انت تماما ً ، بداخلك انت الخفي ، غير الظاهر . ومقدرة الناس على معرفتك لا تتعدى ما يرونه ويسمعونه ويلمسونه فيك . قد تعرف نفسك اكثر مما يعرفك الناس ، وقطعا ً يعرفك الله اكثر مما يعرفك الناس واكثر مما تعرف نفسك . الله كاشف القلوب ، قلوب الانسان الخفية . يقول بطرس الرسول : " إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ " ( 1 بطرس 3 : 4 ) ويوصي بطرس الرسول ، النساء والرجال ايضا ً ، الابتعاد عن الزينة الخارجية ، وينادي بزينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن . لا احد يعرفك جيدا ً . لا يعرف أحد ٌ داخلك ، قلبك وروحك . وانت لا تعرف اقرب الاقربين اليك جيدا ً . لا تعرف داخله ، قلبه وروحه . الانسان روح ٌ ونفس ٌ تسكن جسده . ولا احد يستطيع ان يرى الروح والنفس الا الله . كل مظاهرنا جسدية أما دواخلنا فروحية . وتتعامل مع الناس ، مع الآخرين بجسدك ، مظهرك الخارجي . وتتعامل مع الله ، مع الله تتعامل بداخلك ، روحك ونفسك . الداخل يؤثر في الخارج ، يشكله ويلونه ويحركه . فإن كان الداخل مقدسا ً يكون الخارج كذلك . وإن كان الداخل نجسا ً يكون الخارج ايضا ً . اعمل على ان يتقدس داخلك . بهذا فقط يتقدس خارجك ، مظهرك واقوالك واعمالك " وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ . وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ " ( 1 تسالونيكي 5 : 23 ) .
 
أعلى