- إنضم
- 7 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 4,593
- مستوى التفاعل
- 192
- النقاط
- 63
486 - بعض الناس تقبل صحبتنا وتبقى معنا وقت الراحة والهناء . ويهجروننا ويتركوننا ويبتعدون عنا حين يحل التعب والشقاء . ما الذي يدعوهم لتحمل اثقال الحياة معنا ؟ لا شيء يجعلهم يضحون براحتهم من اجلنا . حتى اقرب الناس يتركوننا ويهملوننا وقت الضيق والاحتياج . الاخوة والاهل والاقارب والاصدقاء واحيانا ً الاب والام . هكذا الحياة ، خصوصا ً في هذا العصر الصعب . وكل انسان ٍ معذور ٌ في ذلك ، يكفيه قسوة حياته . الا الله ، ابانا ، ليس مثل الناس ، كل الناس ، هو ابدا ً لا يهملنا ولا يتركنا . بعد موت موسى النبي ، وشعب الله الكثير بحمله الثقيل ، تائه ٌ في الصحراء ، يختار الله يشوع خادم موسى ليحمل الراية بعده . ويعده الله ويقول له : " كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ . لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ " ( يشوع 1 : 5 ، 6 ) مهما تركوك ، لا اتركك ، ومهما قاوموك لن ينالوا منك " لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. " ونحن نقف تائهين وحدنا وسط صحراء ضحلة واسعة قاتلة ، وعلى اكتافنا اطنان من المشاكل تُحني هامتنا ، يعلو صوت الله : أنا معك ، لا اهملك ولا اتركك . حين نتصور ان لا احد معنا ، الكل يبتعد عنا ، ولا نرى الا ظل عودنا الهزيل . خطٌ داكن ٌ شاحب ٌ وسط الصحراء . يتدخل الله ، ويحول وجوده الصحراء جنة ً خضراء ، ويملأ حضوره الكون كله حولنا ، فتشدو ترانيم محبته . ونعيش لحن ثقة ٍ وايمان ويقين ٍ وامان . ومع ان الخطر والحزن والالم والموت ، يطرد الاصدقاء ، الا انها بكل ما بها من اسباب الهجر ، تُسرع بحضور الله . تلفت حولك وسط ظلام العاصفة . ابحث عن الله داخل ظلال الغيوم ، تجده يُقبل مع ضوء الفجر ، تره ُ يأتي مع سحاب الصباح . هو امين وامانته ُ دائمة ًٌ الى الابد ، وهو لا يهملك ولا يتركك .