تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
467 - احيانا ً نبحث عن الاشياء في غير مكانها ، ولا نجدها طبعا ً . كثيرا ً ما يبحث الناس عن المسيح في غير مكانه ولا يجدونه ، يظلون يبحثون عنه دون جدوى . حين وُلد جاء المجوس يبحثون عنه ، بحثوا عنه حيث يولد الملوك ، بحثوا عنه في القصر ، قصر هيرودس ولم يجدوه لأنه جاء ملكا ً روحيا ً على القلوب . وُلد في مذود بقر . وحين شب صبيا ً وذهب الى الهيكل في اورشليم وبقى بالهيكل واكتشفوا غيابه ، بحثوا عنه بين الاقرباء والمعارف ولم يجدوه . لم يكن وسط الزحام ، كان في الهيكل جالسا ً بين المعلمين يسمعهم ويسألهم ، ولما سألوه أين كان قال : " يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي " ( لوقا 2 : 49 ) . وحين كانوا في السفينة معذبين وسط العاصفة ، بحثوا عنه حولهم في السفينة ولم يجدوه ، كان في مكان آخر ، جائهم ماشيا ً على البحر . وحين حسبوه في القبر بعد ان صلبوه ، جائت المريمات يبحثن عنه في القبر ولم يكن بالقبر . القبر ليس مكان المسيح . قال الملاك : " لَيْسَ هُوَ ههُنَا ، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ " ( متى 28 : 6 ) . هل تعرف مكان المسيح بالنسبة لك ؟ أين مكانه في حياتك ؟ خارج القلب ، خارج الحياة ، أم داخل القلب وداخل الحياة ؟ إن عرفت مكانه بالنسبة لك الآن ، ستعرف مكانه بالنسبة لك في الابدية . إن كان في قلبك وفي حياتك ، ستكون في رفقته هناك ، وإن كان بعيدا ً عنك وعن حياتك الآن ، سيكون بعيدا ً عنك هناك . ابحث عنه جيدا ً واعرف مكانه الآن ، وافتح قلبك وحياتك له ، تكن معه هناك .
 

+بنت الكنيسة+

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 مايو 2011
المشاركات
8,777
مستوى التفاعل
1,939
النقاط
0
الإقامة
في حضن الكنيسة
هل تعرف مكان المسيح بالنسبة لك ؟ أين مكانه في حياتك ؟ خارج القلب ، خارج الحياة ، أم داخل القلب وداخل الحياة ؟ إن عرفت مكانه بالنسبة لك الآن ، ستعرف مكانه بالنسبة لك في الابدية . إن كان في قلبك وفي حياتك ، ستكون في رفقته هناك ، وإن كان بعيدا ً عنك وعن حياتك الآن ، سيكون بعيدا ً عنك هناك . ابحث عنه جيدا ً واعرف مكانه الآن ، وافتح قلبك وحياتك له ، تكن معه هناك .

جميييييييييييييييييل بجد
ميرسي كتيييييييير
ربنا يبارك خدمتك
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
يسوعى هو نبض القلب وضابطه ربنا يبارك تحب محبتكم
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
هل تعرف مكان المسيح بالنسبة لك ؟ أين مكانه في حياتك ؟ خارج القلب ، خارج الحياة ، أم داخل القلب وداخل الحياة ؟ إن عرفت مكانه بالنسبة لك الآن ، ستعرف مكانه بالنسبة لك في الابدية . إن كان في قلبك وفي حياتك ، ستكون في رفقته هناك ، وإن كان بعيدا ً عنك وعن حياتك الآن ، سيكون بعيدا ً عنك هناك . ابحث عنه جيدا ً واعرف مكانه الآن ، وافتح قلبك وحياتك له ، تكن معه هناك .

جميييييييييييييييييل بجد
ميرسي كتيييييييير
ربنا يبارك خدمتك
شكرااا بنت الكنيسة ... الرب يباركك
يسوعى هو نبض القلب وضابطه ربنا يبارك تحب محبتكم
شكراااا sandymena31 ... الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
468 - الحياة الآن سريعة ، الناس تجري ، تتسابق . الوقت لا يسمح للناس بالتأني ، بالتروي ، بالتعمق . والناس ليس لديها صبر ، ليس لديها اهتمام للوصول الى العمق ، فيأخذون من الحياة ضحالتها ، رغوتها الفارغة ، اتفه وادنى ما بها . الصياد الماهر يدخل الى العمق يصطاد السمك الكبير . الزارع الماهر يلقي بذاره في ارض ٍ لها عمق تنبت شجرا ً كبيرا ً . خرج الزارع ليزرع وليلقي بذاره في الارض ، سقط بعضٌ على ارض لم تكن لها تربة كثيرة فنبت حالا ً إذ لم يكن له عمق ارض ، ولكن لما اشرقت الشمس احترق . وإذ لم يكن له اصل ٌ جف . هكذا قال المسيح في مثاله ليصور الانسان السطحي العاطفي الضحل ، سريعا ً يتأثر بما يرى ويسمع ويجري مندفعا ً خلف عواطفه الجامحة . وما ان تشتد حرارة الشمس وترتفع العقبات امامه حتى يتعثر ويسقط . أما الانسان المتعمق فهو كالبذرة التي سقطت على الارض الجيدة ، العميقة ، فاعطت ثمرا ً ، ثمرا ً كثيرا ً ، جذورها اخترقت عمق الارض فنمت . هكذا الانسان صاحب الهدف يعرف الى اين يذهب ، ويذهب . الذي يعرف اعماق الحياة ، مقاصد الله لنا في الحياة . يسعى لما هو ابعد من الحاضر ، يتطلع الى المستقبل . لا يحيا حياة ً بلا عمق بل يصبو الى الحياة الاعمق . لا يطلب رغوة حياة سرعان ما تخبو ، بل يطلب حياة ً ابدية باقية لا تنتهي . لهؤلاء يقول المسيح : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ " وكل ما عدا ذلك حياة ٌ وشهوات ٌ بلا عمق ارض . ادخل الى العمق ، ازرع في العمق ، تحصل على الغالي والثمين ، وتحصد الشهي الوفير .
A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

+بنت الكنيسة+

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 مايو 2011
المشاركات
8,777
مستوى التفاعل
1,939
النقاط
0
الإقامة
في حضن الكنيسة
الذي يعرف اعماق الحياة ، مقاصد الله لنا في الحياة . يسعى لما هو ابعد من الحاضر ، يتطلع الى المستقبل . لا يحيا حياة ً بلا عمق بل يصبو الى الحياة الاعمق . لا يطلب رغوة حياة سرعان ما تخبو ، بل يطلب حياة ً ابدية باقية لا تنتهي . لهؤلاء يقول المسيح : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ " وكل ما عدا ذلك حياة ٌ وشهوات ٌ بلا عمق ارض . ادخل الى العمق ، ازرع في العمق ، تحصل على الغالي والثمين ، وتحصد الشهي الوفير .

ميرسي كتيييييييير
ربنا يعوض تعب محبه حضرتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
الذي يعرف اعماق الحياة ، مقاصد الله لنا في الحياة . يسعى لما هو ابعد من الحاضر ، يتطلع الى المستقبل . لا يحيا حياة ً بلا عمق بل يصبو الى الحياة الاعمق . لا يطلب رغوة حياة سرعان ما تخبو ، بل يطلب حياة ً ابدية باقية لا تنتهي . لهؤلاء يقول المسيح : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ " وكل ما عدا ذلك حياة ٌ وشهوات ٌ بلا عمق ارض . ادخل الى العمق ، ازرع في العمق ، تحصل على الغالي والثمين ، وتحصد الشهي الوفير .

ميرسي كتيييييييير
ربنا يعوض تعب محبه حضرتك
شكرااا بنت الكنيسة .. الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
469 - حين اعتلى الملك سليمان ملكه " تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلا ً، وَقَالَ اللهُ : اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ ." ( 1 ملوك 3 : 5 ) عرض ٌ خطير ، ماذا يطلب وهو يسمع الله يعرض عليه أي شيء ٍ يطلبه ؟ خطير ٌ ومحير . كان له الغِنى ، غِنى العالم كله لو طلبه . وكان له القوة والسلطان والقدرة ، كل العالم يصبح تحت قدميه . لكن سليمان ، سليمان الحكيم طلب من الله حكمة وفهما ً ومعرفة . واعطاه الله الحكمة والغِنى والقوة . والله يعرض على كل منا نفس العرض : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " ونتردد ونتحير ونرتبك ونسأل اشياء صغيــــرة ، زائلة ، حقيرة . والله لا يُسر بالطلبة الصغيرة ، الله يُسر بالطلبات الكبيرة . يقول الله لنا كما قال في سفر اشعياء النبي 7 : 11 " اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق " الطلبة العظيمة تعظيم ٌ لله العظيم . الطلبة الصغيرة تقليل من شأن الله . فاطلب ما هو عظيم وكبير . كأن نلجأ الى ملك أو رئيس أو أمير ونطلب منه قطعة حلوى . قطعة حلوى من الملك أو الرئيس ! قطعة الحلوى نجدها عند ادنى شخص أما العظائم فعند العظماء فقط . طلبتنا من الله العظيم نجعلها عظيمة تناسب عظمته . فحين يسألك الله : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " فعمق طلبك ، رفّعه الى فوق ليسمو مع سمو الله . نعيش حقراء والهنا غني لأننا لا نطلب منه ما يغنينا . نعيش ضعفاء والهنا قوي لأننا لا نطلب منه ما يقوينا . نعيش بؤساء والهنا يريدنا سعداء ، فرحين ، مبتهجين . الله يعطي " بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ " بغِنى ً ولا يقصّر . قال المسيح : " تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." ( يوحنا 15 : 7 ) .
 

+بنت الكنيسة+

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 مايو 2011
المشاركات
8,777
مستوى التفاعل
1,939
النقاط
0
الإقامة
في حضن الكنيسة
فحين يسألك الله : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " فعمق طلبك ، رفّعه الى فوق ليسمو مع سمو الله . نعيش حقراء والهنا غني لأننا لا نطلب منه ما يغنينا . نعيش ضعفاء والهنا قوي لأننا لا نطلب منه ما يقوينا . نعيش بؤساء والهنا يريدنا سعداء ، فرحين ، مبتهجين . الله يعطي " بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ " بغِنى ً ولا يقصّر . قال المسيح : " تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." ( يوحنا 15 : 7 ) .

جميييييييييييييل
ميرسي كتييييييير
انا لازم ادخل هنا كل يوم
ربنا يبارك خدمه حضرتك
 

rimonda

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
16 يونيو 2011
المشاركات
577
مستوى التفاعل
27
النقاط
0
الإقامة
سورية_دمشق
كلام رائع رائع رائع يدخل الى اعماق اعماق القلب الرب يبارك حياتك اخ فوزي انا استفيد كثيرا منك شكر الك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
فحين يسألك الله : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " فعمق طلبك ، رفّعه الى فوق ليسمو مع سمو الله . نعيش حقراء والهنا غني لأننا لا نطلب منه ما يغنينا . نعيش ضعفاء والهنا قوي لأننا لا نطلب منه ما يقوينا . نعيش بؤساء والهنا يريدنا سعداء ، فرحين ، مبتهجين . الله يعطي " بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ " بغِنى ً ولا يقصّر . قال المسيح : " تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." ( يوحنا 15 : 7 ) .

جميييييييييييييل
ميرسي كتييييييير
انا لازم ادخل هنا كل يوم
ربنا يبارك خدمه حضرتك
شكرااا بنت الكنيسة ... الرب يباركك

كلام رائع رائع رائع يدخل الى اعماق اعماق القلب الرب يبارك حياتك اخ فوزي انا استفيد كثيرا منك شكر الك

شكراااا rimonda على تقييمك الموضوع ..الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
470 - طريق الحياة احيانا ً سهل ٌ مستو ٍ تقفز خطواتنا عليه طروبة ً راقصة ، واحيانا ً يكون وعرا ً تتعثر اقدامنا في حفره وتصطدم بعقباته . ويلتوي منا الطريق ويطول ويتعرج . ونتسائل في حيرة : كيف ولماذا ؟ لماذا يا رب ؟ لماذا نعيش محمولين على تيار ٍ لا سلطان لنا عليه ؟ لماذا يا رب ، لماذا نعيش محوطين بغيوم مجهول ٍ لا معرفة لنا به ؟ ويثقل السؤال ويصعب الجواب ، وتصرخ الحيرة ويتصاعد الضباب . ووسط غبار الشك نسمع صوت الله يقول على لسان القديس بولس الرسول : " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ الله َ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. " ( رومية 8 : 28 ) كل الاشياء ، كلها الابيض منها والاسود ، الظاهر منها والخفي ، الكبير منها والصغير ، كلها تعمل معا ً في نسيج واحد ، مغزولة ً منسوجة ً معا ً كصناعة السجاد . الخيوط من كل لون وطول ٍ وسمك تتداخل معا ً في تكوين ٍ واحد لتصنع تصميما ً ورسما ً ولوحة ً فنية ً رائعة ً جميلة تُسعد وتُفرح وتُبهر . هكذا كل الاشياء تعمل معا ً ، تتداخل في تكوين ٍ واحد ، كلها للخير ، استواء الطريق ووعورته ، سهولته وصعوبته ، حفره ، عقباته ، التوائاته وتعرجه ، كلها للخير للذين يحبون الله . كل الاشياء بيده ، كل الخيوط في كفه ، لا يفلت من يده خيط ، يده كبيرة قادرة ، وقلبه متسع ٌ محب ، فيجعل الاشياء كلها تعمل معا ً لخيرنا ، لخيرك .
A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
471 - وسط الحياة والاحداث حولنا ، تحوطنا ، تعصرنا ، تعتصرنا ، ونحن نحارب ونصارع ونقاوم حين تزداد علينا الضغوط ، حين نشعر بالارهاق ، بالانهيار ، حين نبدأ نخور ونضعف ، نتصور ان الله قد تركنا ، نسينا ، لا يهتم بنا . نغوص وسط الصراع ، نضيع وسط العواصف ، تنهار مقاومتنا مع انهيار قوتنا ، نغرق وسط الامواج العاتية ، بينما هو معنا ، بجوارنا وسط العاصفة . مثل التلاميذ حين كانوا في السفينة وسط البحر وهاج البحر وارتفع الموج وامتلئت السفينة بالماء ، قاوموا ، صارعوا ، واجهوا العاصفة بكل قوتهم . وكان المسيح معهم في مؤخرة السفينة على وسادة ٍ نائما ً . ايقظوه وقالوا له : " يَا مُعَلِّمُ ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ ؟ " ( مرقس 4 : 38 ) طبعا ً يهمه . قام وانتهر الريح ، واسكت البحر " وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ . وَقَالَ لَهُمْ : مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا ؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ ؟ " كان معهم في نفس السفينة ، يواجه نفس المصير . لم يتذكروه ، لم يطلبوا معونته . لم يحسبوا انه يقدر ان يصنع شيئا ً أكثر مما هم صانعون . هم صيادون لهم خبرة ودراية وفهم بغدر البحر وعنف العاصفة ، لكنه هو ، له قدرة ٌ وقوة ٌ وسلطان على الريح والبحر والموج . وبعد ان قام وانتهر الريح واسكت البحر ، استيقظ ايمانهم ، أفاقوا ، رأوه شامخا ً اقوى من العواصف والبحر والموج . لا تحصر نظرك فيما حولك من عواصف ، ارفع نظرك اليه ، اسمع صوته يعلو فوق كل العواصف ويقول : لا تخف ، كيف لا ايمان لك ؟
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
472 - هل تشعر احيانا ً بالحزن ؟ ومن ينجو منه ، اشياء كثيرة تحل بنا تجر خلفها الحزن الاسود . رحيل عزيز لنا ، الاصابة بمرض ، خسارة مال ، فشل ٌ ، احباط ٌ ، ضياع أمل . ويغزو الحزن قلوبنا ويحتلها ، وتجف نضارة الحياة ويشيخ وجه الارض ويصمت تغريد الطيور ، تظلم اشعة الشمس ، يخبو الضوء ويحل الظلام ، تفيض الدموع ، تطفح العيون ، تتحول الى ينابيع لا تنضب ، يضغط على الانفاس جليد ، يسقط على الجسد جبل . الحزن قاس ٍ ، قاتل ، يُشعل النار في الضلوع . وسط ذلك الظلام الكريه يعلو صوت بولس الرسول ويقول : " اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ ، وَأَقُولُ أَيْضًا : افْرَحُوا." ( فيلبي 4 : 4 ) الفرح لا يحدده زمن ، لا يحصره وقت . في الفرح ننسى الزمن ، الزمن القبيح . الفرح لا يسببه حدث ، لا يجلبه شيء . في الفرح نغلب الظروف ، الظرف الاليم ، لأن الفرح في الرب ، لهذا نفرح ُ كل حين . نفرح بالرب الذي بداخلنا فيخرج الفرح من مسام ارواحنا . نفرح بالرب الذي يوجد معنا فيحوط الفرح حياتنا ووجودنا . ونمضي في الحياة لا يغزونا حزن ولا يسودنا ألم . يثبت فرحه ُ فينا ويكمل فرحنا . ويعود تغريد الطيور ، وتكون الشمس اكثر اشراقا ً ، وينفجر الضوء ويعلو . وتجف الدموع ، ويذوب الجليد ، ويصلب الجسد عوده . ونسير حياتنا بلا حزن ، بلا هموم ، بلا ضجر . لا يشوب فرحنا غمام ، لا يغلب الزمان فرحنا . ولا يشوه فرحنا مكان ، لا يغلب المكان فرحنا . لا يفرق فرحنا انسان ، لا يغلب انسان فرحنا . لأن فرحنا هو في الرب . والرب أقوى من الزمان ومن المكان ومن الانسان .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
473 - خلق الله آدم ووضعه بالجنة ليعملها ويحفظها . واحاطه بكل ما هو جميل ، بنبات وحيوان . ضباب ٌ يطلع من الارض ويسقي كل وجه الارض " وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ " ( تكوين 2 : 9 ) وامتلئت الجنة بكل انواع الحيوان والاسماك والطيور والدبابات . " وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. " وكان يسود الجنة حب ٌ غلفها بغلالة رقيقة رائعة . احب الله الانسان واحب الانسان الله . احب الانسان المخلوقات الاخرى واحبته المخلوقات الاخرى . حب ٌ جعل الجنة ، جنة . وكان ذلك في نظر الله حسنا ً جدا ً ، حتى دخلت الخطية الى الجنة فاوجدت معها العداوة . وكانت اقسى عداوة بين الانسان والشيطان ، الحية . قال الله للحية : " مَلْعُونَةٌ أَنْتِ .... عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ . " ولم يكن جو العداوة والكراهية مناسبا ً للجنة ، فخرج الانسان منها . واستمرت العداوة لكن محبة الله لم تتوقف للانسان . وعد الله الانسان ان نسل المرأة الرب يسوع المسيح يسحق رأس الحية . وجاء المسيح وبموته على الصليب وقيامته امات الموت وحطم رأس الحية . وما يزال الله حتى اليوم والى نهاية العالم يسحق الخطية والشيطان عنا . يقول بولس الرسول في رومية 16 : 20 " وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. " الله هو الذي يحارب عنا وبنا وفينا ويسحقه تحت اقدامنا . وكما يؤكد وعد الله لنا ( سريعا ً ) لا تأن ٍ ولا تأجيل . معركتنا مع الشيطان قصيرة مداها حياتنا هنا ، وهناك تكون النصرة مع اله السلام الى الابد .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
474 - الطريق امامنا مليء ٌ بالهضاب والمرتفعات . عوائق كثيرة تملأ الطريق . ويضع الله امامنا وعدا ً رائعا ً في سفر اشعياء النبي 45 : 2 " أَنَا أَسِيرُ قُدَّامَكَ وَالْهِضَابَ أُمَهِّدُ. أُكَسِّرُ مِصْرَاعَيِ النُّحَاسِ ، وَمَغَالِيقَ الْحَدِيدِ أَقْصِفُ." لا نحتاج لأن نقفز فوق الهضاب أو تلتوي اقدامنا تحتنا بسببها . لا نحتاج الى أن نشمّر سواعدنا ، نحفر ونحطم ونسوّي ونعبّد . هو نفسه يمهّد الهضاب ويسوّي الطريق ويمهّده ُ أمامنا . لا نحتاج الى ان نحاول فتح المصاريع وكسر المغاليق . نحاس ٌ وحديد ٌ قاس ٍ لا يلين تحت طرقات ايدينا . هو نفسه يكسّر المصاريع ويقصف المغاليق ويفتح المسدود ويُسقط الاسوار ويرفع العقبات . ما ان نخطو على اول الطريق ، ونرفع ابصارنا لنرى وعورته وهضابه ومغاليقه ، لا نتردد ، لا نتراجع ، لا نخاف ، لا نُحجم . فلنتقدم بكل الثقة فيه ، الهنا الذي وعدنا . هو يسير امامنا ، هكذا يعدنا ، يعبّد ويسوّي ويمهّد الطريق بمروره فيه قبلنا . خطواته تعبّد المكان لخطواتنا . اقدامه تمهد لمواطئ اقدامنا . بالايمان نسير خلفه وهو يسير امامنا ، بالثقة بوعده نخطو في طريقنا وهو يخطو قبلنا . لا تُصدم من ارتفاع الهضاب تملأ حياتك ، لا تخشى كثرة المنحنيات والالتوائات في العالم ، فهو قد سار الحياة ، حياتك قبلك ، وعاش في العالم ، هذا العالم ، مثلك ، ومهّد الهضاب وكسر المصاريع وحطّم المغاليق .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
475 - تتراكم السُحب وتُخفي زرقة السماء وتجعلها داكنة ًَ سوداء . تُخفي وجه الشمس وتحجب نورها . الا ان ّ الشمس تعود تفرض سيطرتها . السُحب الداكنة لا تقتل الشمس ، تخفيها الى حين ، ثم تستعيد الشمس قوتها وتُرسل اشعتها القوية فتذيب السحب وتسقطها مطرا ً . وتسيل دموع السحب المهزومة وتسقط على الارض منسحقة ً صريعة . ويتحول قتامها خيرا ً وبركة على الارض وخيرا ً للانسان . يقول الله في سفر الجامعة 11 : 3 " إِذَا امْتَلأَتِ السُّحُبُ مَطَرًا تُرِيقُهُ عَلَى الأَرْضِ." السحب السوداء القاتمة تأتي بالخير والبركة ، يحول الله لونها الاسود الى خضرة ٍ وثمر ٍ متعدد الالوان ، ومهما اختفت الشمس خلف السحاب وغابت ، لا بد أن تعود بكل القوة وتُسقط منها المطر ، وتتربع في السماء ، تُرسل اشعتها الدافئة ونورها الساطع ليعم الارض . السحب السوداء تحمل لنا مطرا ً وخيرا ً ، والمتاعب السوداء تجلب لنا بركة ً ونعمة . فحين ترى السحاب يتجمع ويتراكم لا تفزع بل افرح . فالشمس خلف الغيوم والسحاب قوية ٌ مشرقة ٌ قادرة ، تحول السحب مطرا ً . وحين ترى غيوم المتاعب وسحبها تتجمع وتتراكم لا تجزع بل افرح ، فالله يمسك بزمام الاحداث بقوة ٍ وقدرة ٍ وسلطان ، ويحول المتاعب رحمة . فاهلا ً بالسحب فهي تحمل المطر ، واهلا ً بالمتاعب ففي اعماقها رحمة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
476 - في عصرنا هذا ، الغني المملوء بكل مباهج الحياة ومتعها وحضارتها ، ما نزال نجد الفقر والجوع والمرض يفتك بالالوف . ويدعونا الله ويوصينا ان نهتم بالمساكين ، فيقول داود النبي في مزمور 41 : 1 " طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ . فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. " ويحفّزنا الله على مساعدة المساكين ، ويعدنا أن ينجّينا ويساعدنا عند احتياجنا للمساعدة . يقول يعقوب الرسول : " اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ : افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ " ( يعقوب 1 : 27 ) ويقول القديس يوحنا الرسول في رسالته الاولى 3 : 17 " مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا ، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ ؟ " كيف تجد للطعام مذاقا ً وبجوارك جائع ٌ يتلوى جوفه ؟ كيف تتمتع بالحياة ونعمها وامامك بائس ٌ محروم ٌ تعس ؟ يُعلن المسيح ان المساكين اخوته الأصاغر ، ويصور يوم الحساب عند مكافئة الابرار ومعاقبة الاشرار ، يقول في انجيل متى 25 ان الله سيضع الابرار عن يمينه ويقول لهم : " تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ . لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي . عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي . كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي . عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي . مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي . مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ . " وحين يسألونه : متى يا رب ؟ فيجيبهم : " بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ . " ويضع الاشرار عن يساره ويقول لهم : " اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ ، لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي . كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي . عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي . مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي." وحين يسألونه : متى رأيناك كذلك ؟ ويجيبهم قائلا ً : " بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. " هكذا يكافئ الله من يساعد المسكين ، وهكذا يعاقب من لا يساعده . ما تفعله بالمحتاجين هنا له عقاب ٌ أو ثواب ٌ هناك ، فهم اخوة الرب الاصاغر .
 
أعلى