تأملات وحكم

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
بسم الصليب تأملات كلها نعمة وبركة وتعزية

+ ربنا يبارك خدمتك الجميلة يا أستاذنا


آميـــــــــــــــن
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
بسم الصليب تأملات كلها نعمة وبركة وتعزية

+ ربنا يبارك خدمتك الجميلة يا أستاذنا


آميـــــــــــــــن
شكرا ABOTARBO
الرب يبارك حياتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
463 - طريق الحياة شاق ٌ طال أم قصُر . الارض ملعونة ٌ مليئة ٌ بالتعب والشوك والحسك . منذ وطأت أقدام آدم وحواء الأرض والتعب والألم والوجع والمعاناة تغطي الطريق كله . عاش الانسان منذ خرج من حضرة الله في جنته سلسلة ً من التعاسة والشقاء ، فقد بهجة رفقة الله ، اضاع جمال التواجد مع الله ، حُرَم من نور الشركة مع الله ، حتى جاء المسيح ، سار في طريق الحياة ، وطأت قدماه الاشواك التي تملأ الارض ، عاش حياة الانسان ، عاش معاناة الانسان ، عاش ضياع الانسان وحرمانه من الله . ومده يده الى تلاميذه ِ وتابعيه ، مد يده ُ الى الانسان ، الى كل انسان ، الى كل الناس وقال : " اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ ........ أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَان " ( يوحنا 15 : 4 ، 5 ) . اثبتوا في ، تمسكوا بي ، أنا اثبت فيكم ، أنا اتمسك بكم ، أنا احيا معكم ، أحيا فيكم . الكرمة تحيا في الاغصان ما دامت الاغصان ثابتة ً في الكرمة لا تبتعد ولا تنفصل . الثبات في المسيح ، الحياة في المسيح ، الالتصاق بالمسيح ، الشركة مع المسيح تغير شكل الحياة . الثبات في المسيح والحياة فيه والشركة معه تقوي من كل ضعف ، تشفي من كل مرض . الثبات فيه يطرد كل حزن ، يُبعد كل شك ، يمنع كل فشل ٍ ومرارة ٍ ويأس . اذا عشت في المسيح تحيا السعادة والفرح والبهجة سواء أكنت على قمة جبل المجد أو وادي الاتضاع ، سوف تغطيك اجنحة الحب ، سوف ترفعك الاذرع الابدية ، ستكون في رفقته . لا تدع شيئا ً يعكر صفو الرفقة معه . لا تسمح ان يفصلك عنه فاصل ٌ أو عائق . في رفقته ِ سلام ، في صحبته ٍ أمان ، مهما احاطت بك مخاطر الحياة وشرور العالم . إن عبرت الأتون ، إن سرت في النار ، إن خطوت فوق الجمر هو هناك ، يطفئ الأتون ، يبرّد النار ، يجعل الجمر بساطا ً تحت قدميك وتحت قدميه . في رفقته ِ سعادة ، في صحبته ِ فرحة ، حتى لو سرت في وادي ظل الموت وسط الاحزان يفزع الموت منه ومنك ويهرب ، تتراجع الاحزان منك ومنه وترحل ، تجف الدموع . رفقته ُ دائمة ، صحبته ُ مستمرة ، الثبات فيه كل يوم ، مسيرتك معه لا تنتهي . لا تُفلت يدك من يده ، لا تُرخي قبضتك ، تمسك به ، تمسك به دائما ً واثبت فيه وهو فيك . في حياتك هنا التصق به ، انت في حاجة ٍ اليه . في طريقك الى الابدية أمسك بيده ، أنت في حاجة ٍ اليه
.


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
464 - لكل شيء ٍ في الوجود أكثر من جانب . لا يوجد شيء ٌ مهما دق وصَغُر له وجه ٌ واحد ، ولا يمكن لنا أن نحكم على شيء ٍ من جانب ٍ واحد ، لا بد من ان ننظر الى كل جوانبه . وقد يكون هناك جانب أبيض وآخر أسود وجوانب اخرى مختلفة الالوان ، والتفكير على جانب واحد فقط سيلون مزاجك وحكمك على الحياة بلون ذلك الجانب . إذا نظرت الى الجانب الاسود المظلم أظلمت حياتك وتلونت باللون الاسود فقط أما اذا حولت نظرك الى الجانب الابيض النير أضائت حياتك وتلونت باللون الابيض ، وافضل الحكم هو الذي ينظر الى الجوانب جميعها ويحتوي الشيء كله ثم يحكم فيه . هناك من يختار الجانب المظلم ويصر عليه ولا يحول النظر عنه فيحيا تعيسا ً بائسا ً ، وهناك من يختار الجانب المنير ولا يحول وجهه عنه فيخدع نفسه ويعيش وهما ً مستمر . الحق له جوانب متعددة ومعرفته تحتاج الى الالتفاف حوله والبحث عنه والوصول اليه كله . والله لا يسمح بشيء ٍ كله أسود ، لا شيء كل جوانبه ٍ سوداء ولا شيء كل جوانبه بيضاء . اذا ما صدمك الجانب الاسود ، اذا ما لطمك الجانب المظلم حول نظرك الى جانب آخر مضيء ، هكذا تستمر الحياة وهكذا تستقيم ، بجانبها الابيض ، بجوار جانبها الاسود ، كل ٌ يخفف لون الآخر . حين أخذ يعقوب زوجتيه واولاده عائدا ً من بيت خاله لابان وهم بعد على الطريق ولدت راحيل وتعسرت ولادتها وماتت عند ولادة الطفل أما الطفل فلم يمت لكنها قبل ان تخرج نفسها دعت ولدها بَنْ أُونِي أي ابن الاحزان اما يعقوب فدعاه بَنْيَامِينَ ومع نسل بنيامين بن يدي اليمنى وشتان بين ابن الاحزان وابن قوتي كما دعاه ابوه . نظرت راحيل في وجه ابنها الالم والحزن والموت والنهاية ، اما يعقوب فرآه قوة ً وفرحا ً وبداية ، ورغم ان ولادة طفله صاحبت موت زوجته الحبيبة راحيل التي كان مهرها 14 عاما ً عملا ً شاملا ً الا انه وجد الجانب المنير فيه ، نظر الى اللون الابيض . كم ينير الايمان ويضيء وسط الظلام . مهما كانت حلكة الظلام نور الايمان يمزق سواده ، الايمان يعلو وينتصر فوق التجارب والاحزان . هل ترى البحر الهائج الصاخب وامواجه العالية العاتية ؟ الاسماك الكبيرة الشهية الغنية تسبح فيه .؟ هل ترى السحب السوداء والغيوم المتراكمة تحجب الشمس ؟ المطر والخير يتربع فوقها ليروي عطش الارض . تطلع الى الجانب الآخر ، الجانب المشرق ، الجانب المنير ، الجانب الآخر أكثر اشراقا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
465 - في وسط متاعبك وآلامك ، في وسط الضيق والحزن والتجربة صرخ داود النبي ، قال : " اِلْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي ، لأَنِّي وَحْدٌ وَمِسْكِينٌ أَنَا. اُفْرُجْ ضِيقَاتِ قَلْبِي . مِنْ شَدَائِدِي أَخْرِجْنِي . انْظُرْ إِلَى ذُلِّي وَتَعَبِي ، وَاغْفِرْ جَمِيعَ خَطَايَايَ." ( مزمور 25 : 16 – 18 ) اثقاله كانت كثيرة ، اتعابه غطته بالكامل . ضيق ٌ وشدة ٌ وذل ٌ وتعب وخطايا ، خطايا كانت تتراكم فوق كل الاحمال التي على كتفيه ، متاعب ٌ وخطايا . وطلب داود من الرب ان يغفر جميع خطاياه ، كان يعرف ان هذا هو السبب ، السبب الذي جعل داود يشعر بالوحدة ويرى نفسه معذبا ً مسكينا ً ، السبب الذي جعل قلب داود مشحونا بالضيقات ويغرق في الشدائد . كل تعبه وكل المه ، كل حزنه وكل معاناته ويأسه كانت بسبب خطاياه لذلك ترجى الرب وطلب منه وسأله ان يغفر خطاياه . كثيرا ً ما نسقط تحت التجارب ، تحل بنا التجارب وتضغط علينا ، تحطمنا ، وتنزل بنا النوازل ، تحاصرنا الشدائد والآلام ونتصور خلاصنا في التخلص منها . عرف داود ان السبب الفعلي لكل ما ألم ّ به من ذل وتعب هو الخطايا ، خطاياه وادرك ان في غفران خطاياه نهاية ً لمتاعبه وشقائه وآلامه ومذلته وصرخ الى الرب يطلب منه ان ينظر الى ذله وتعبه ويغفر جميع خطاياه . المتاعب والمشاكل والتجارب تحتاج من الرب الى نظرة والخطايا تحتاج الى مغفرة . إن شعرت ان قلبك مكسور بسبب مغفرة أو اثم ٍ فاسرع اطلب من الرب ليغفر . وإن شعرت انك تمر بتجربة أو تواجه شدة اطلب من الرب ان ينظر . التجارب مواجهتها اقوى ، الآلام علاجها اسهل ، الخطية تحتاج لتدخل الله . قد تقدر ان تتحمل الالم ؟ قد تستطيع ان تعيش في الضيق ؟ لكنك لا تستطيع ان تعيش غارقا ً في خطاياك . لا يمكنك ان تحيا حياتك في الاثم ولا ينقذك منها الا غفران الله ، لا يرفعها عنك الا تدخل الله . مواجهة المسيحي للتجارب ايسر من معاناة المسيحي من حمل الخطايا . حين تُغفر خطاياك كل المتاعب تزول ، كل الآلام تختفي ، كل الامراض تُشفى . حين جاؤوا بالمفلوج ودلوه من السقف وانزلوه امام المسيح ليشفيه بدأ المسيح بأن غفر له خطاياه . بعد غفران الخطايا تم الشفاء ، اطلب من الرب غفرانه خطاياك تنل الغفران والشفاء والسلامة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
466 - كيف افقت هذا الصباح حين فتحت عينيك ونظرت الى الخارج ماذا رأيت ؟ هل رأيت الجو مظلما ً والشمس مختفية ؟ هل رأيت السحاب يملأ السماء ويغطيها ؟ هو الشتاء ، الشتاء ببرودته وامطاره وثلوجه ، الشتاء بعبوسه وظلامه ، الشتاء هو الوقت ، الوقت لطلب الرب حتى يأتي ، ويصحو الجو وتشرق الشمس . أم هل رأيت الجو صحوا ً والشمس ساطعة ؟ هل رأيت الشمس تتربع على عرش القمة ؟ هوالصيف ، الصيف بحرارته بعرقه واختناق جوه ، الصيف بجفافه واتون ناره . الصيف هو الوقت ، الوقت لطلب الرب حتى يأتي فيرطب الجو ويطفئ سعير الشمس . أم هل رأيت الجو مبتهجا ً فرحا ً ، هل رأيت الزهور تتفتح وتبتسم وترقص ؟ هو الربيع الربيع برونقه ، بالوانه ، برائحته الزكية ، الربيع بالحان وتغريد العصافير . الربيع هو الوقت ، الوقت لطلب الرب حتى يأتي وتتمتع بالربيع وتملأ قلبك به . أم هل رأيت الجو ساكنا ً هادئا ً ، هل رأيت الاشجار مصفرة الاوراق ؟ هو الخريف ، الخريف في الوانه المتعددة الذهبية ، الخريف وطقطقة الاوراق . الخريف هو الوقت ، الوقت لطلب الرب حتى يأتي ويحول سكون الخريف بهجة . كل الوقت هو وقت ٍ لطلب الرب . يقول الوحي على لسان هوشع النبي 10 : 12 " اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِالْبِرِّ. احْصُدُوا بِحَسَبِ الصَّلاَحِ . احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثًا ، فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ الْبِرَّ. " كل الوقت هو وقت ٍ لطلب الرب . وانت فتى ً في ريعان شبابك في عافيتك وقوتك ، في صحتك ، اطلب الرب . سنوات القوة مع الرب اجمل السنوات . اطلب الرب وعش له شابا ً فتيا ً . وانت في منتصف العمر والسنوات تركت آثارها على وجهك وشعرك وامتلأت بالخبرة والحنكة ، اطلب الرب . سنوات والمعرفة والحكمة مع الرب أجمل السنوات ، اطلب الرب . وانت في آخر الحياة والجسد قد وهن وترهل والعظام اصبحت ضعيفة ً وهشة ، سنوات التعب والمرض ، انت تحتاج الى الرب ، تحتاج الى قوته ، تحتاج الى صحبته ، اطلب الرب . اطلب الرب الآن ، الآن هو الوقت ، الوقت المقبول لطلب الرب ، هل طلبته ؟ ان لم تكن قد طلبته حتى الآن ، إن لم يكن قد جاء اليك ، إن لم يكن معك ، اطلبه حالا ً ، اطلب الرب الآن هو هناك ينتظرك ، ينتظر ان تطلبه . اطلبه ليأتي وتتمتع به صيفا ً وشتاء ً ، ربيعا ً وخريفا ً ، تتمتع به دائما ً . كل اوقات حياتك ، كل الزمن هو وقتٌ لطلب الرب ، اطلبه الآن .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
467 - تأتي علينا اوقات ٌ نحس فيها بالبرد ، نشعر باطرافنا مجمدة ً وأيدينا مثلجة . أصابع أقدامنا لا نحس بها ، لا دفء في اجسادنا ، تركتنا الحرارة وهجرتنا ، ماذا حدث ؟ حدث ان ابتعدنا عن مصدر الدفء وواهب الحرارة ، انفصلنا عن شمس حياتنا ، نتلفت حولنا نبحث عن ساتر يغطينا ، نفتش عن ملجأ يعيد الينا اطمئناننا . حين تركنا الله تركنا الامان ، حين خرجنا عن الطريق ضاع منا الطريق . الظلمة حولنا تكتنفنا ، الخطر يدور ويلف من كل اتجاه ، الخوف يطوينا ، يلفنا . كل همسة ريح ٍ تصرخ تُفزعنا ، كل سقوط ورقة شجر ٍ عاصفة تزلزل كياننا . وحدنا يدهمنا الضياع . بعدنا عن الله وحده جوع ٌ وعطشٌ وفناء ٌ وموت ، ماذا نفعل ؟ نفحص طرقنا نمتحنها ونرجع الى الرب . لنرفع قلوبنا وايدينا الى الله في السماوات وندرك اننا ابتعدنا ، نعرف اننا قد ضللنا ، نعترف اننا قد اخطئنا وانحرفنا . ثم نعود ، نعود نبحث عن الطريق ، نعود نفتش عن السبيل للرجوع ، نتوب ، نحول الاتجاه ، نعدّل الهدف ، نسترد الأمل ، نستعيد الأمان ، نرفع وجوهنا الى الرب ، نستنجد به ، نصرخ اليه ، نطلب يده ، وهو مهما ابتعدنا قريب ، وهو مهما ضللنا يبحث عنا ، ابدا ً لا يهملنا ولا يتركنا . حين يتشعب بنا الطريق ، حين يتلوى ويتعرج ويضيق ، حين نجد انفسنا على حافة الهاوية ، نتوقف ، نفحص طرقنا ، نمتحن مواطئ اقدامنا ، نجد اننا ضللنا فنرجع الى الرب ، وما ان نتلفت الى الخلف ونزمع العودة ، ما ان تستدير اجسامنا نحو طريق الرجوع حتى نراه خلفنا يمد ايديه نحونا ، يفتح ذراعيه لنا ، صدره وحضنه كله لنا . بعد ان نهوي الى اسفل ، الى قاع الهاوية ، بعد ان تلمس اقدامنا اسفل الجب ، عندما نرفع اعيننا سنرى انفسنا محاطين بانياب الصخور ، حين نكتشف اننا في القاع ندعو ، ندعو " دَعَوْتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ مِنَ الْجُبِّ الأَسْفَلِ . لِصَوْتِي سَمِعْتَ : لاَ تَسْتُرْ أُذُنَكَ عَنْ زَفْرَتِي ، عَنْ صِيَاحِي . دَنَوْتَ يَوْمَ دَعَوْتُكَ. قُلْتَ : لاَ تَخَفْ " ( مراثي إرميا 3 : 55 ) قبل ان يداهمنا الخوف ، قبل ان يسحقنا الحزن ، يأتي الله الينا ، لا يبطئ . في وسط روث الخنازير ، في خضم الرائحة الكريهة ، في القذارة والوسخ رفع الابن الضال قلبه ، ترجى الرجوع ، تمنى الدفء في بيت الاب وذهب ، وهو ما يزال على الطريق يسير متعثرا ُ بالخجل والعار وجد ذراعي الاب ممدوتين ، ارتمى في حضنه وشعر بالامان ، دقات قلب الاب رحبت به .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
468 - أحيانا ً نرفع صلواتنا الى الرب ونسأل ونطلب ونقرع باب السماء معتمدين على وعد الله : " اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ . لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ " ( متى 7 : 7 ، 8 ) هكذا وعدنا الله وهكذا نثق انه سوف يستجيب لصلواتنا وطلباتنا التي نرفعها له . وبعد ان تصعد الطلبة ننتظر ، ننظر الى فوق وننتظر ، ابواب السماء ما تزال مغلقة ، لا تبدو بادرة ٌ ان الله قد سمعنا ، لم يتحرك شيء كصدى لطلباتنا ، ضاع الصوت في الخلاء ، ونبدو كالفلاح الساذج البسيط الذي بيده عريضة يقدمها الى مكتب ٍ حكومي ولا احد يهتم به ، يذهب من مكان الى آخر يريد توقيعا ً بقبول الطلب وكل موظف ٍ يحوله الى الآخر بلا استجابة . أهكذا يفعل بنا الله ؟ أهكذا يفعل بطلباتنا ؟ كيف وهو الذي وعد : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) لا يمكن ان يصد الله أذنيه عنا ، لا يمكن ان يقفل باب السماء في وجوهنا . فلماذا لا يستجيب ؟ لماذا يصمت ولا يبدر بادرة ً بانه قد سمع صلواتنا ؟ هو يستجيب ، من قال انه لا يستجيب ؟ لكن استجابته في وقته ، في وقته ِ هو . نُلقي بالطلبة بكل قوتنا الى فوق لتصل في اسرع وقت ونتعجل وصول الرد . ليست هذه هي الصلاة ، الصلاة ثقة ٌ وايمان ٌ واعتماد ٌ وطاعة ٌ لله ، وهو يتجاوب معنا ، يتلذذ بالتجائنا اليه ، ويتقبل صلواتنا ويهتم بها ، لكنه يتأنى ، لا يتأخر ، هو يسمع طرقاتنا على ابواب السماء الذهبية ، والطرق على الابواب السماوية يُسمع ، الطرق على الذهب عالي الصوت ، لكننا في لهفتنا ، في تعجلنا ، في انتظارنا لا نصبر ، نتصور ان الله لا ولن يستجيب ، مثل إرميا في لوعته وعجلته ِ ، يقول لله : " الْتَحَفْتَ بِالسَّحَابِ حَتَّى لاَ تَنْفُذَ الصَّلاَةُ. " ( مراثي إرميا 3 : 44 ) تصور الله وقد تغطى بالسحاب واختبأ فيه ، سد به عينيه وأذنيه حتى لا يرى ولا يسمع . الله يصبر لا ليعذب ويُذل ويعتصر ويضغط علينا ، الله يصبر ليقوي ايماننا . قد نرفع طلبة ً ثم نقول لانفسنا : لو استجاب الله ، لو ، لو ، ايمان هزيل ٌ مهتز . الله يصبر عنئذ ٍ ليصفّي ويطرد الشوائب العالقة بايماننا . الله يحب اللجاجة في الصلاة . الاعمى الذي كان جالسا ً على طريق أريحا عرف ان المسيح قادم فاندفع نحوه صائحا : " يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ، ارْحَمْنِي " ولما انتهروه ازداد صراخا ً : يا يسوع ابن داود ارحمني . واستجاب الرب طلبته وفتح عينيه . لا تجعل صلاتك مهتزة ً ضعيفة هزيلة ، اطلب بقوة ٍ وايمان ٍ ولجاجة وانتظر الله ، لا بد ان يستجيب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
469 - في القديم كان على الشعب ان يقدموا الذبائح عن خطاياهم التي اقتروفها . كان على كل خاطئ ان يختارالذبيحة المناسبة كما نص عليها الناموس ويقدمها للرب ويضع الذبيحة بعد اجراءات معينة يقوم بها الكاهن على المذبح المعد لذلك أمام الرب ، وعند احتراق الذبيحة بالنار كما تنص الطقوس المعينة يرتفع اللهب والدخان الى اعلى فيرى الرب النار وهي تلتهم المحرقة وتتصاعد الابخرة والدخان رائحة سرور ٍ للرب فيغفر للخاطئ خطيئته . الذبيحة اعتراف ٌ بالخطية وافتداء ٌ بالدم ، دم الذبيحة التي قُدمت . من خلال الدم الذي سُفك والنار التي ارتفعت والدخان الذي صعد يتم الغفران . ونحن وقد تراكمت خطايانا جيلا ً بعد جيل ، عصينا الله واغضبناه ، أهناه بخطايانا ، ينظر الينا ، الى البشر جميعا ً ، يرانا مصبوغين بالخطية ، ملطخين بالاثم ، مشوهين بالعار ، يرى طرقنا معوجة ، سلوكنا شرير ، أفكار قلوبنا نجسة ، أفعال أيدينا آثمة . حتى جاء المسيح وحمل على كتفيه خطايانا . كل شرور الانسان وعصيانه وُضع على رأسه ، واعتلى بنفسه الصليب ، المذبح الذي نُصب ليقدم نفسه ذبيحة إثم ٍ عنا جميعا ً . ونزلت نار غضب الله عليه ، التهمت جسده ، أكلت عظامه ، افترسته ، وتصاعدت السنة العذاب الى السماء وتحشرج صوته يقول : " إِلهِي، إِلهِي ، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ؟ " وذاب قلبه تحت لسعات الاهانة والعار ، الخيانة والانكار ، وخرج منه دم ٌ وماء . بذل المسيح عنا ظهره ُ للضاربين. وجهه لم يستر عن العار والبصق . وتم الفداء ، قبل الله الذبيحة ، غُفرت الخطايا ، احترقت ، ذابت ، اختفت في الصليب ، وصعدت من الصليب رائحة سرور . قطرات العرق والدم في البستان تبخرت وصعدت . آهات الألم والعذاب ارتفعت الى فوق وصعدت . رُفعت ابتهالات الشفاعة وطلب الغفران . من فوق الصليب ، من بين ألسنة النار ، نار العذاب ، من وسط لسعات القهر والعار ارتفع الصوت يمزق السكون : " يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ " . اصبح الصليب ذبيحة المسيح ، رائحة سرور رضي الله بها عنا . يقول الوحي المقدس في سفر حزقيال النبي 20 : 41 : " بِرَائِحَةِ سُرُورِكُمْ أَرْضَى عَنْكُم ، ………. وَأَتَقَدَّسُ فِيكُمْ " . الآن لا ينظر الله الى خطيتك الا من خلال دم المسيح ، دم المسيح يخفيها . الآن لا يعاقب الله عصيانك ، دم المسيح قد اخفى خطيتك القديمة ، دم المسيح طهرك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
470 - الله عال ٍ عظيم ، الله مجيد ٌ رفيع المقام ، الله كبير ٌ مرتفع سامي المكانة عظيم القدرة ، والمؤمن به ينال عظمة ً من عظمته ، ينال رفعة ً من رفعته ، ينال مجدا ً من مجده . حين تسقط في معركة ، حين ترتمي على الارض ارفع وجهك اليه واطلب عونه ، قل له يا رب ، يا رب اقمني من سقطتي ارفعني اليك ، يرفعك ويوقفك على قدميك . حين تهوي في بالوعة الخطية ، حين تتخبط في الاثم ارفع وجهك اليه واطلب عونه ، قل له يا رب اقمني من زلتي ارفعني اليك يرفعك ويقمك ويطهرك . حين ترتمي في بوتقة التجربة ، حين تجذبك دوامة الالم ، ارفع وجهك اليه واطلب عونه ، قل له يا رب ارحمني من شدتي ، ارفعني اليك ، يرفعك وينقذك ويكافئك . الله دائما ً يرفع تقيّه ، المؤمن به ، المعتمد عليه ، الذي يتبعه ويسير في طريقه . داود النبي الذي اعتمد دائما ً عليه ، الذي اتكل عليه طول حياته يقول : " مُبَارَكٌ الرَّبُّ ، لأَنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي . الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي . عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي ، فَانْتَصَرْتُ " ( مزمور 28 : 6 ،7 ) . ويصلي لشعبه ويقول " الرَّبُّ عِزٌّ لَهُمْ ، وَحِصْنُ خَلاَصِ مَسِيحِهِ هُوَ " ( مزمور 28 : 8 ) . خلص شعبك يا رب ، بارك ميراثك وارعهم واحملهم الى الابد ، ارفعهم . ونحن شعبه نحتاج ان يرفعنا الله ، يرفعنا من وسط العالم ، يرفعنا الى فوق . نسمو ونتسامى عن المادية ، نرتفع فوق الصراعات ، نعلو بعيدا ً عن طموحات العالم ، لا نحيا في الوحل على الارض وسط التراب والقاذورات والوسخ والتفاهات ، نرتفع الى حيث الكرامة والطهارة الى حيث الشبع والارتواء ، الى حيث هو . ونحن المؤمنين نحتاج الى ان يرفعنا الله ، نرتفع فوق شهوات الجسد ، يرفعنا الى فوق ، لا نحيا عبيدا ً للغرائز ، مأسورين للشهوة ، منقادين نحو النجاسة ، نرتفع الى حيث القداسة والصلاح ، الى حيث النور والطُهر ، الى حيث هو . ونحن المنتظرين رجائه المبارك نحتاج ان يرفعنا الله ، يرفعنا الى فوق . نعلو برجائنا وانتظارنا الى الحياة الابدية الباقية الدائمة الخالدة الى حيث هو . لا تنظر الى كنوز العالم ولا الى امجاده ، هي تراب ٌ تذريه الرياح فيطير . لا تجري وراء الشهوات واللذات الحسية هي وميض برق ٍ سرعان ما ينطفئ . لا تتمسك بوجودك هنا ، لا تقبض على الحياة هي بخار ٌ زائل ٌ وقبض الريح . ارفع نفسك الى الله يرفعك ، ارفع رأسك نحو الله يعلو بك ويمجدك . ارفع نفسك الى الله يستقبلك ويجلسك على عرشه ويكللك باكاليل .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
471 - عندما يواجهنا اضطهاد ٌ ، عندما يهاجمنا عدو ، عندما يعتدي علينا معتد ٍ ، حين ننظر امامنا فنجد سيوفا ً مشرعة ورماحا ً موجهة وسهاما ً منطلقة ً نحونا ، حين نرى عيونا ً ممتلئة ً بالحقد تحملق فينا وأنيابا ً ومخالب حمراء تسعى الينا ، حين يتركنا الصديق ويتخلى عنا الرفيق ، حين نجد أنفسنا وحدنا على الطريق " قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ " ( اشعياء 3 : 10 ) لا تخشى ايها الصديق الاضطهاد ، لا تفزع ولا ترتعب من عدو ٍ ينقض عليك ، لا تخف فالرب يقول لك خير . نعم خير ، ليس الخير في الاضطهاد لكن الخير في قدرتك على مواجهة الاضطهاد والصمود له . عندما تحل بك مشكلة ، عندما تنزل بساحتك مصيبة ، عندما تمر في ضيقة ٍ وتجربة ، حين ترى السواد الحالك يلتف حولك ، حين يلفك المرض ويعتصرك الالم ، يقول لك الرب : خير . نعم خير ، ليس الخير في المشكلة والمصيبة والضيقة ، الخير ان الله معك وسط الظلام ، الله نجمة الصباح التي تنير لك الطريق . في كل حياتك ، في كل ظروفك ، في كل امورك ، في كل احوالك ، في كل شيء ٍ لك خير . كل شيء ٍ للصدّيق خير ، الله يقوتك ويطعمك ، الله يعتني بك ويوفر لك احتياجاتك ، الله يجعل الشمس تُشرق لك ، الله يجعل النهر يمتلئ بالماء لك ، الله يُنبت الزرع لك . الذي يعتني بالعصفور ، الذي يهتم بزنابق الحقل ، الذي يُطعم الطير ، يُطعمك خير . الله يُعد لك مسكنا ً تُقيم فيه ، الله يبني لك سقفا ً تستظل فيه ، الله يُعد لك عشك . حين تهب الرياح بعنف ، حين تسقط الامطار بغزارة ، حين تهتز الارض وتزلزل ، انت آمن في بيتك ، انت تحتمي بمسكنك ، الله يبني اسواره حولك ، خير . الرب يملأ جسدك بالصحة والعافية ، الرب يملأ جسمك بالقوة والحيوية ، الرب يجعل الهواء يدخل رئتيك ، الرب يرعى وينظم ضربات قلبك ، الرب خالق السماوات والارض بكل الغازها وعجائبها خلق جسدك ، خير . الله أعد لك حياة ابدية في المسيح يسوع ، الله فتح ابواب السماء والخلود لك ، الله قبل تأسيس العالم دبّر خلاصك ، الله جعل المسيح ذبيحة فداء عنك ، وجعل هذا كله متاحا ً لك ، لم يعد عليك دين ، لن تدخل في الدينونة ، خير . الايمان بالله خير ، الاعتماد عليه خير ، الارتماء بين ذراعيه خير . هلل وسبح مع داود النبي ، قل " الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. …….. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي ....... إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي ، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ." ( مزمور 23 ) .


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
472 - هل رأيت قطيع غنم ٍ يرعى في سفح جبل ٍ أو برية ِ واد ٍ من الوديان ؟ هل تأملت الغنم وكيف تتصرف ؟ هل لاحظت تحركاتها في المرعى ؟ لو تأملت لظننت انها بلا عقل تفكر به ، بلا فهم ٍ أو ادراك البتة ، تسير على هواها أو على هوى الغير ، على هوى الخراف الاخرى أو على هوى كلاب الحراسة أو على هوى الراعي ، تسير حسب صوته وعصاه . قد ترى العشب امامها ولا تأكل الا بدعوة من الراعي أو بدفعة ٍ من يده ، وقد ترى الماء تحت اقدامها ولا تشرب الا بضربة من عصاه وصرخة قوية . سقوط حصوة رفستها قدم احدهم تجعلها تجفل وتفزع وتجري وتهرب . بينما عواء الذئب لا يجعلها تبعد عنه فاذا سقط خروف ٌ سقط القطيع كله فوقه ، لهذا يشبّه الله الانسان الخاطئ بالغنم الذي يسير بجهالة وعدم فهم . يقول الوحي المقدس في نبوءة اشعياء 53 : 6 " كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ " اعتراف بضلال جماعي ، الكل غنم ٌ ضال ، وضلال فردي ، مال كل واحد الى طريقه . ولا يوجد سبب ٌ لهذا الضلال ، لا عذر ، ضلال كالغنم ، ليس للغنم عذر ، هي الطبيعة الداخلية التي تدفع الغنم للضلال ولا علاج ولا اصلاح ولا خلاص . ثم يأتي الأمل ، الامل في القول : " وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا " هناك من سيحمل إثم الجميع . وسط اليأس ، وسط الضلال ، وسط الميل الخاطئ نحو الطريق الخاطئ يأتي الأمل . هناك رجاء ، رجاء في ذاك الذي سيحمل الاثم ، في المسيح يسوع الذي هو رجائنا ، الراعي الصالح هو رجائنا ، الراعي الذي حمل اثم جميعنا وصعد به الى الصليب " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا " كما تساق الشاة الى الذبح بدون احتجاج ، بدون مقاومة و صراع دون ان تفتح فاها ، هكذا ارتقى الصليب ليقدم نفسه ذبيحة ً عن ضلالنا ، عن ميولنا ، عن آثامنا . وقدم عنا نفسه ليغير طبيعتنا الفاسدة التي قادتنا الى الضلال ، فيه اصبحنا بطبيعة جديدة ، فيه صرنا خليقة جديدة ، فيه نلنا حياة جديدة . أصبحنا ونحن الغنم الضال ، خاصته . اصبحت ميولنا الخاطئة ميلا ً لاتباعه وهو ينادينا ويرعانا ، يطعمنا ويسقينا ، يقودنا ويقوتنا ، يعرفنا باسمائنا . لم نعد غنم ضالة ، انت في رعاية الراعي الصالح الذي يعرف طبيعتك ويتعامل معك ويرحمك ، الذي فداك وخلصك وجعلك غنم مرعاه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
473 - بعد موت داود تولى الحكم ابنه سليمان . كان داود ملكا ً عظيما ً مهوبا ً . كان قد ارسى قواعد مملكة ً كبيرة ، وترك لسليمان شعبا ً كثيرا ً ليحكمه . وترائى الرب لسليمان يوما ً في حلم وقال الله لسليمان اسأل ماذا أعطيك . فرصة ٌ نادرة لا تتاح لانسان ، ها هو الله بكل ما لديه يسأل سليمان ماذا يطلب . اعترف سليمان بعجزه لله وقال له : انت ملّكت عبدك مكان داود أبي وأنا فتى صغير لا اعلم الخروج والدخول اعطي عبدك قلبا ً فهيما ً لاحكم على شعبي ، وحسن الكلام في عيني ّ الرب لان سليمان لم يطلب طول ايام او غنى ً او انفس اعدائه ، طلب سليمان الحكمة ، طلب حكمة ً من الله واعطاه الله ما طلبه ، الحكمة ، واعطاه ايضا ً ما لم يطلب غنى وكرامة ، قوة وثروة ، مجدا ً وعظمة لم تكن لاحد مثله . الحكمة مطلب هام ، اهم مطلب ٍ للانسان . الحكمة اغلى من كل كنوز العالم . ويقول سليمان الحكيم : " الْفَطِنُ مِنْ جِهَةِ أَمْرٍ يَجِدُ خَيْرًا ، وَمَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ فَطُوبَى لَهُ " ( امثال 16 : 20 ) الحكمة قوة للانسان ، الحكمة غنى ً للانسان ، الحكمة رفعة ٌ للانسان ، الحكمة اعظم هدف . الحكيم يحيا كل مباهج الحياة . الحكيم يسير طريقه بيقين ونجاح وسلام . الفطن يجد خيرا ً ، الحكيم يحصد بركات لا تحصى ، اذا كان فطنا ً ينجح ويفلح . الجاهل الذي تعوزه الحكمة والفطنة مثل جواد ٍ جامح ٍ يدور حول نفسه بلا هدف . الحكيم هو الذي يطوّع عقله وظروفه ومواهبه وقدراته ليعمل وينجح ، الحكيم بداخله عقل ٌ يقوده الى الصواب ، الحكيم لا يسقط في الخطأ بسهولة . حين تواجهه ازمة يعرف كيف يتعامل معها ، لا يعسر عليه شيء ، لديه حل لكل صعب . وسط الظلام والعواصف تقوده حكمته الى الامام ، الى الطريق الصحيح . كل انسان عاقل يشتهي الحكمة لكن ليس كل من يطلبها يجدها بسهولة . الحكمة من الله ، الحكمة عند الله ، عند الرب " مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ فَطُوبَى لَهُ " . يقول يعقوب الرسول : " وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ " يعقوب 1 : 5 ) هو مصدر الحكمة ، الله كلي الحكمة ، الله لديه الحكمة ، هل تعوزك حكمة ؟ اذهب اليه ، اسأل ، هو يقول لك : اسأل ماذا أعطيك ؟ هل تريد مني حكمة ؟ اسأل ، اسأل فهو قادر ان يعطيك . اسأل فهو يريد ان يعطيك ما تسأل . لتكن الحكمة مطلبك وسؤالك من الله و " مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ فَطُوبَى لَهُ " .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
474 - بعد سنوات غربة ٍ وكفاح ٍ في بيت خاله ِ لابان ، اتخذ يعقوب طريقه عائدا ً الى اهله وبيته . كان سعيدا ً فرحا ً لا لانه حقق مكاسب مادية كثيرة ، غنما ً وبقرا ً وعبيدا ً وزوجتين واولادا ً ، بل لانه كان عائدا ً لارضه وعشيرته ، لم يكن يعكر صفو فرحته الا انتظاره لقاء عيسو أخيه . كان خائفا ً من لقاء أخيه ، كان يتوقع نقمته وانتقامه ، كان يخشى على حياته وحياة اولاده منه . وتفتق ذهنه عن حيلة ، أعد هدية لعيسو أخيه ليستميل قلبه ، أعد قطعانا ً من المواشي له وأرسلها قطيعا ً خلف قطيع وأوصى عبيده حين يلتقي بهم عيسو ويسأل : " لِمَنْ أَنْتَ ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ " ( تكوين 32 : 17 ) أن يجيبوه انهم ليعقوب ذاهبين اليك حاملين هدايا مرسلة ً من أخيه يعقوب اليك . ونجحت الحيلة ونجى . وفي حربه مع العمالقة ومطاردته لهم وجد داود رجلا ً مصريا ً هاربا ً ، سأله : " لِمَنْ أَنْتَ ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ " ( 1 صموئيل 30 : 13 ) . وأنا اضع امامك نفس السؤال : لمن انت ؟ لا يوجد حياد ٌ في المسيحية ، لا حياد ، اما للمسيح أو لابليس . وقف ايليا النبي امام الشعب فوق جبل الكرمل ووضعهم امام الاختيار ، قال : " حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْن ِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ " ( 1 ملوك 18 : 21 ) لا يمكن ان تقف معلقا ً بين الاختيارين ، لمن انت ؟ هل انت للمسيح ؟ هل وُلدت الولادة الجديدة ؟ قال المسيح لنيقوديموس عندما جاء ليسأله : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ " ( يوحنا 3 : 3 ) بمن تؤمن ؟ بمن تؤمنين ؟ هل تضع ايمانك في المسيح ؟ هل تضعين ايمانك في المسيح ؟ حين سأل حافظ السجن : " مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ ؟ " قال له بولس وسيلا : " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ " ( اعمال الرسل 16 : 30 ، 31 ) . أي عمل تقومين به ؟ أي عمل تقوم به ؟ هل تعملين في كرم الرب يسوع ؟ هل تعمل في كرم الرب يسوع ؟ مكتوب ٌ في الكتاب المقدس قول الرجل لابنه : " يَا ابْنِي ، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي " ( متى 21 : 28 ) العمل في كرم المسيح . من هم جماعتك التي تنتمي اليها ؟ أي شركة ٍ تنضم اليها ؟ من هم رفاقك واصحابك ؟ " إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ " ( 1 يوحنا 1 : 7 ) ما هي لغتك ، كلامك ، اقوال فمك ؟ في أي الموضوعات تتحدث وتتحاور وتتكلم وتتجادل ؟ يصلي داود النبي ويقول : " لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي " ( مزمور 19 : 14 ) هل انت للمسيح ؟ إن كان كذلك فاخرج من ابليس واخرج من مملكته . نحن لا ننتمي الى سلطان ابليس لأن الرب " أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ " ( كولوسي 1 : 13 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
475 - كان كل طموح زكا العشار وشهوة قلبه أن يسقط نظره ُ حتى من بعيد على المسيح . ركض الرجل القصير ، أمسك بذيل ردائه ِ باسنانه وجرى ، جرى بخطواته القصيرة السريعة . وصل الى شجرة الجميز الباسقة المرتفعة على جانب الطريق وتسلقها بجهد ٍ وعزم ، ركب أحد فروعها وباعد بين أوراقها وأعد لنفسه ِ فتحة ً يستطيع أن يختلس النظر منها . وجاء المسيح محاطا ً بجموع ٍ كثيرة يعوقون سيره ويزحمونه من كل جانب ، ثم وقف ، وقف تحت الجميزة ورفع نظره ُ الى فوق يبحث عنه بين الاوراق والفروع والاغصان ورآه ، وجده يختبئ في الشجرة . ناداه باسمه وقال : " يَا زَكَّا ، أَسْرِعْ وَانْزِلْ ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ " ( لوقا 19 : 5 ) وهرول الرجل نازلا ً . أسرع ونزل وقبله فرحا ً ، أعطى نصف أمواله ورد ما أخذه أربعة أضعاف . وقال يسوع : " الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ ......... لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ " . الله يبحث ويطلب ويسعى وينادي ويدعو ويذهب الى الخاطيء لكي ينجيه ويخلصه وينقذه . يقول الرب بلسان اشعياء النبي : " قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ : «هُوَذَا مُخَلِّصُكِ آتٍ. هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجِزَاؤُهُ أَمَامَهُ وَيُسَمُّونَهُمْ : «شَعْبًا مُقَدَّسًا»، «مَفْدِيِّي الرَّبِّ». وَأَنْتِ تُسَمَّيْنَ : «الْمَطْلُوبَةَ» ، «الْمَدِينَةَ غَيْرَ الْمَهْجُورَةِ» اشعياء 62 : 11 ، 12 ) المطلوبة ، الله لا يبحث فقط بل في نعمته يبحث ويطلب . جاء ليطلب ويخلّص . حين يطلب الباحث عن الذهب ذهبا ً ، يذهب الى منجمه ويحطم ويجمع الحطام والتراب ، يضعها في صفحته وينبش باصابعه ويفتش ويبحث بعينيه وقلبه يطلب الذهب . عند الغروب والراعي يقود خرافه آخر اليوم الى الحظيرة اكتشف ان خروفا ً ناقص ، أعاد عد الخرفان مرة ً أخرى واحد اثنان ثلاثة ، تسعة وتسعين ، تسعة ٌ وتسعين خروفا ً فقط ، وما ان اكتشف ان هناك خروفا ً قد ضل حتى ترك التسعة والتسعين خروفا ً ورائه وذهب ، ذهب الى الحقول والجبال ، الى الوديان والكهوف ، الى النهر ، الى نبع الماء ، الى البرية . كانت الشمس قد غربت ولف المكان كله ظلام ، أخذ ينادي ويدعو ويرفع صوته ويصرخ . كان يطلب الخروف الضال ، ذهب الى كل ظل ٍ حسبه خروفه ، دخل كل كهف ٍ توقع وجوده فيه . وبعد أن تمزقت أطرافه وتهرأت وجد خروفه الذي كان يطلبه ، ودعا الاصدقاء والجيران وفرحوا معه بعودة الضال ( لوقا 15 ) . ما أعظم أن تكون مطلوبا ً من الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
476 - كل انسان في الارض عرضة للتجارب والمحن والشدائد ، لا أحد معصوم من الحزن والالم . احيانا ً نتصور انفسنا فوق المتاعب لنا وضع خاص وحصانة خاصة ما دمنا مؤمنين . نتمسك بقول داود النبي : " يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ . إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. " ( مزمور 91 : 7 ) . كأن حولنا ساتر ٌ يحوطنا ويصد عنا كل الآلام أو جدارا ً نعيش في ظله آمنين ، وفي تصورنا ذلك نطمئن ونسترخي ونستمريء الراحة " وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي : لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ " ( مزمور 30 : 6 ) هذا الشعور الخاطئ يجعلنا نعمق جذورنا في العالم ونثبت اقدامنا في هذه الارض ، نتصور اننا في طريق نزهة نسير نحو الحياة الابدية في روضة ٍ يانعة ٍ خضراء هانئة ٍ آمنة . لو عشنا هذه الخدعة لصدمتنا تجارب الحياة صدمة ً قاسية وجرتنا الى احباطات مُرة . كل شجرة ٍ على سطح الارض عرضة ٌ لفأس قاطع الاشجار في كل لحظة ، لا تبني عشك عليها . كل جبل ٍ مهما شمخ ، كل واد ٍ مهما رَحُب واتسع ، كل بيت ٍ مهما ارتفع وعلا عرضة ٌ للزوال . لا تبني عشك على شجرة ٍ عرضة للقطع . لا تعلي بنائك على أرض عرضة للفناء . كل ما لدينا من بركات ٍ وديعة من الرب قابلة للاسترداد ، الثروة ُ والصحة والأهل والاصدقاء . المال مهما كَثُر له جناحان سريعا الطيران ، فجأة وبدون انذار يفقدهما ويرحل عنا . الصحة مهما بدت مستقرة والقوة مهما ظهرت ثابتة ، فجأة تهاجمنا جرثومة تنخر العظام وتفترس الاجسام ، حتى الاهل والاصدقاء معنا لحين ثم يرحلون . كلنا زهور ٌ رقيقة ضعيفة نابتة في حقل الحياة . لن نبقى الى الابد ، لن نُزهر الى ما لانهاية ، لا بد ان نذهب ونضمحل ونسقط وننتهي . يقول ايوب من عمق تجربته : " اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا. يَخْرُجُ كَالزَّهْرِ ثُمَّ يَنْحَسِمُ وَيَبْرَحُ كَالظِّلِّ وَلاَ يَقِفُ. ............... إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً ، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ ، فَأَقْصِرْ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحْ ، إِلَى أَنْ يُسَرَّ كَالأَجِيرِ بِانْتِهَاءِ يَوْمِهِ. " ( ايوب 14 : 1 – 6 ) الأجير الذي يعمل في الحقل كلما زاد تعبه وسال عرقه ، كلما نظر الى الشمس يراقب حركتها ، يراها ويعجّلها أن تتجه نحو الغروب حتى ينتهي يوم شقائه وتعبه ليستريح من العناء . لا يمكن لانسان مهما علا قدره وعظمت قوته وصلحت حياته أن يهرب من الألم والوجع لأن الألم والوجع يسكن الارض ، الشقاء والتعب ظل لحياة الانسان في العالم . ارفع وجهك الى السماء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
477 - دخل المسيح اريحا وكان يسير في طرقاتها ، كانت الجموع تتزاحم حوله ، الكل يريد أن يراه ، الكل يريد أن يسمعه ، الكل يريد أن يحصل على الشفاء منه . لم يكن ظاهرا ً وسط الزحام ، وأراد زكا القصير أن يرى يسوع ، الملتفون حوله يخفونه عنه ، المتزاحمون يدفعونه فلا يستطيع الاقتراب منه ، فلما لم يقدر ركض وتقدم الى الامام وصعد الى جميزة ينتظره أن يمر ويراه . وجاء المسيح وتوقف ووقفت الاجساد المتزاحمة أيضا ً ، كتلة ٌ صماء من البشر ، ونظر الى فوق ورأى زكا يخفي نفسه وسط اوراق شجرة الجميز وفروعها ، وناداه الرب ودعاه للنزول لانه مزمع ٌ أن يمكث في بيته ، ونزل بسرعة . ودخل المسيح بيت زكا وحدث تغيير ٌ في الرجل وفي البيت ، حصل خلاص ٌ لهما .
" وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ : يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ " ( يوحنا 12 : 20 ، 21 ) . نريد ان نرى يسوع . ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم والجميع يريدون ان يروا يسوع . سمعوا عنه ويسمعون لكنهم يريدون ان يقتربوا منه ، يريدون ان يعرفوه . في اريحا لم يستطيع زكا ان يراه من الجمع الملتف حوله بسبب تلاميذه وتابعيه . أحيانا ً يكون تابعوا المسيح وتلاميذه سبب عدم معرفة الناس للمسيح . اقوالنا واعمالنا وتصرفاتنا تعوق رؤيتهم له . لا يرون المسيح فينا ، تحجبه عنهم . تُرى هل انت عائق ٌ يحجب المسيح عن الناس ؟ هل انت عثرة ٌ لهم ؟ المسيح يريدنا سبيلا ً ليعرفه الناس لا سورا ً يبعده عنهم ويمنع رؤيته . العالم في شوق ٍ ولهفة ليعرف المسيح ، ليراه وليعرفه ، وانت وانا الطريق اليه . الناس في عطش لمعرفة المسيح ، يريدونه ، يسعون اليه ، يبحثون عنه . البعض يخدع نفسه ويصدق كذب الشيطان وادعاءه ان الناس لا تريد المسيح . يقول لنا ان احتياج الناس الى المال والسلطة والنجاح والشهرة . ومن وسط اكوام الذهب نسمع الاغنياء يصرخون يريدون ان يروا يسوع . ومن فوق العروش والسطوة نرى اصحاب السلطان يبحثون عن يسوع . ومن قمم النجاح وتحت اضواء الشهرة نجد الناجحين المشهورين يسعون اليه .
هل تعرف المسيح ؟ هل رأيته وجها ً لوجه ؟ هل عرفته ؟ هل احببته ؟ فيه كل الشبع ، فيه كل الارتواء ، فيه كل الراحة والسلام .
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
478 - واجه الشعب عماليق في حرب ٍ في رَفِيدِيمَ . اخذ يشوع رجاله وخرج يحارب عماليق . كان العدو عملاقا ً ورجاله عمالقة ، عدو ٌ قوي يحتاج الى جيش ٍ قوي ليحارب . وارسل موسى يشوع ليدخل المعركة ضد العدو ، ونزل يشوع برجاله الى الساحة ، ووقف موسى على رأس التلة من بعيد وكانت عصا الله معه ، وقف يراقب المعركة ، وكان اذا رفع موسى يده ان الشعب يغلب واذا اخفض يده ان عماليق يغلب . استمر موسى يرفع يده الى السماء لكي يغلب الشعب وتعب موسى من الوقوف فاحضر هارون وحور له حجرا ً ووضعوه تحته وجلس عليه ليريح جسده ، ولما صارت يدي موسى ثقيلتين دعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك ، وكانت يداه ثابتتين مرفوعتين الى غروب الشمس ، يدا موسى متضرعتان . ونحن يلزم علينا ان نرفع ايدينا الى السماء ونظل نرفعهما الى غروب شمس الحياة للشعب . صلاتنا للآخرين هامة ٌٌ فعالة . صلواتنا الشفاعية للغير واجبة ونافعة . حين واجه الشعب في القديم غضب الله طلبوا من صموئيل ان يصلي من أجلهم واستجاب صموئيل وقال : " وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ " ( 1 صموئيل 12 : 23 )
. عدم الصلاة لاجل الغير خطأ ، خطية ٌ كما قال صموئيل النبي العظيم . ويوصينا يعقوب الرسول ايضا ً أن نصلي ، يقول : " صَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ " ( يعقوب 5 : 16 ) . كان يشوع يحارب ، كان شجاعا ً ومقداما ً وقويا ً ومعه رجال اشداء واقوياء ، لكنه احتاج الى يدين ، يدي موسى المرفوعتين على رأس التلة من بعيد لأجله . لم يتعب يشوع ، لم يكل ، لم ترتخي يداه لكن موسى تعب من الصلاة . الصلاة عمل ٌ هام ، عمل ٌ شاق . الصلاة تستدعي قوة الله وتدخل الله . الشجاعة لا تكفي ، لا بد من الصلاة . القوة لا تحقق النصرة وحدها ، لا بد من الصلاة . في حربنا الروحية في العالم ، الحماس والقوة والبسالة تحتاج الى المواظبة على الصلاة . ارفع يديك واسأل الرب نصرة ً لك وغلبة ً لاخوتك واحبائك . لا تكل ، استمر رافعا ً يديك الى غروب الشمس ، لا تتوقف عن الصلاة . ظل المسيح يصلي في جثسيماني طول الليل حتى انبلاج ضوء النهار . في حياتك تواجه الحروب ، انزل الى المعركة واستخدم سلاح الله واعرف ان هناك على رأس التلة من يرفع يديه لأجلك طول اليوم . وانت ايضا ً ارفع يديك الى السماء لأجل الآخرين المحاربين مثلك .
 
أعلى