تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
444 - جاء المسيح الينا مخلصا ً ، اول اعلان عنه للرعاة الساهرين على مشارف بيت لحم ٍ كان " لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ " ( لوقا 2 : 10 ، 11 ) ، مخلّص ٌ هو المسيح الرب ، الفرح العظيم كان مجيء المخلّص . ولما ظهر الملاك ليوسف في الحلم قال له " يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ . فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ . لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ " ( متى 1 : 20 ، 21 ) . هكذا جاء المسيح مخلصا ً يخلص الشعب من خطاياه . قد نفهم انه مخلّص لنا أي يخلصنا من ان يكون مصيرنا جهنم النار ، يخلصنا منها وينقلنا الى ملكوت السماوات ، يأخذنا معه الى هناك ، خلاص ٌ من النار وحياة ٌ في السماء ، لكن لم يكن هذا فقط ما خلصنا منه ، المصير المحتوم المشؤوم ، خلصنا ايضا ً من خطايانا . جاء المسيح ليخلصنا من خطايانا ، جمع كل خطايا البشر ، كلها ، جمعها وحملها على كتفه ، اعتلى الصليب بها ، بخطايانا ، حملها معه على الصليب ومات بها عنا ودُفن بالقبر وقام ، انتفض من الموت ، خلع الموت ، خلع الخطايا والقى بها بعيدا ً عنه وعنا . قام منتصرا ً غالبا ً ، كسر شوكة الموت ، كسر اغلال الخطية ، حطم سلطانها وسطوتها ، خلصنا من الخطية ، كسر نابها وحطم مخالبها ، لم تعد للخطية انياب ٌ ولا مخالب ، لم تعد لها السيطرة علينا لا الخطية ُ نفسها ولا الميل الذي يجذبنا اليها . يصور بولس الرسول الصراع الذي يحياه المؤمن وبداخله قوتان تتقاتلان " النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. …….. مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟ " ( رومية 7 ) . حين خلصنا المسيح من الخطية وضع فينا كراهية ً لها ، رفضا ً لها ، وضع بداخلنا روحه ، وروح الله فينا يصارع الخطية الساكنة فينا ، لم تمت الخطية بعد ، لم يمت الشر ، الشر باق ٍ والخطية ُ حية ما دمنا في هذا الجسد تهاجمنا الخطية ويصارعنا الشر لكنها لا تسيطر علينا ، لا تستعبدنا ، لا تسلب ارادتنا ، لا تسودنا . كسر المسيح سطوتها ، نستطيع الآن ان نقاومها ، نستطيع ان نغلبها . المسيح المخلّص يحل في قلبك ويسكن حياتك ويسود ارادتك ويقويك فلا ترتمي تحت اقدام الخطية حين تظهر لك وتكشر عن انيابها وتشحذ مخالبها . لا تخف ، انيابها مكسورة ٌ ومخالبها مقطوعة ، صارعها بالروح تغلب وتنتصر فالمسيح قد خلصك منها .


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
445 - عندما تدخل الى محضر الله لتتعبد له وتصلي ، عندما تقترب من عرش نعمته ، تسجد امامه في خشوع ، تضم كفيك في ابتهال ، تُغمض عينيك في إجلال ، يلتفت اليك بكل وجهه ، ينظر اليك بكل عينيه ، عيناه ُمفتوحتان عليك . هل ترى وجهه ؟ هل تلاحظ عينيه ؟ قطعا ً تراه ُ حتى وانت مغمض العينين . وجهه يعكس ما بقلبه ِلك من حب ، عيناه ممتلئتان انتظارا ً لطلباتك ، وتسأل وتطلب وتقرع وانت واثق ٌ انك ستُعطى وتجد ويُفتح لك . الله يعرف ما تحتاج اليه ، يعرف احتياجك تماما ً ، يعرف طلباتك ، ويسمع الله ويستجيب ويوفر كل احتياجاتك ويهبك بسخاء ٍ ولا يعير . الرب يعدنا ويقول : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ . إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. " ( يوحنا 14 : 13 ، 14) . " إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. " ( يوحنا 15 : 7 ) . لهذا فانك تحصل على كل ما تطلب لنفسك لان " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا " ( يعقوب 5 : 16 ) . طلبتك مقتدرة قادرة ، وبعد ان تحصل على ما طلبت ، هل ترى وجه الله ؟ هل ما تزال ترى عينيه ؟ نعم ما تزال عيناه تتطلعان اليك َ في انتظار ، الله ينتظر منك طلبات . طلبتُ ما احتاج اليه ، حصلتُ على ما اريد ، حققت ُ ما اصبو اليه ، فقط ؟ هكذا تقولُ نظرات الله لك : انت فقط ؟ طلباتك انت فقط ؟ وتتذكر وصية الله ، تتذكر قوله : " صَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ " صلوا لبعض . آه نسيت ، نسيت ان اصلي من اجل اخي المحتاج ومن اجل اختي المحتاجة . انستني طلباتي طلبات اخي واختي ، اخفت عني احتياجاتي احتياجهما . الصلاة الشفاعية تصعد امام الله بخورا ً ابيض ذا رائحة محببة له . الصلاة الشفاعية سريعة الاستجابة ، وتصاحب الاستجابة بركة اضافية . يستجيب الرب طلبة البار لاجل اخوته ويسدد كل احتياجات الاخوة ويضيف على استجابته ِ بركة ، بركة ً خاصة لرافع الصلاة الشفاعية ، لك انت . عندما تصلي لاجل اخوتك تمتزج صلاتك باعلان محبتك لهم ، وقد اوصانا الرب بان نحب بعضنا البعض ، كما احبنا هو نحب بعضنا البعض ، وفي صلاتنا الشفاعية طاعة ٌ لوصيته هذه التي تركها لنا ويريدنا ان ننفذها . حين تصلي لا تركز على نفسك ، لا تنظر تحت قدميك فقط ، انظر بعيدا ً ، انظر الى اخوتك وارفع صلاة ً شفاعية لاجلهم بخور رضى للرب ، يستجيب لك ، قطعا ً يستجيب ، ويباركك ، قطعا ً يباركك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
446 - كانت شجرة التين مزروعة ً في الكرم ، نالت من الماء والغذاء ما نالته اشجار الكرم ، دائما ً مجراها مملوء ٌ بالماء ، الماء الرطب ، دائما ً ملقى ً حولها الزبل ، الطعام اللذيذ الشهي . امتدت فروعها وامتلئت بالورق الاخضر ، انتعشت اغصانها وطالت وانتشرت في المكان . وجاء صاحبها وتهلل لمرآها ، وأ ُعجب بشكلها ، مد يده بين فروعها واوراقها يبحث عن الثمار ، لم تُمسك يده ُ بثمر ولا بثمرة ٍ واحدة ، أين الثمار ؟ هل من ثمار ؟ لا توجد ثمار ، وغضب وتوعد وهدد ونادى الكرّام وقال في ثورة حق وقرار ٍ عادل : اِقْطَعْهَا فهي شجرة ٌ عاقر ، ناشز ، اقطعها فهي تُبَطِّلُ الأَرْضَ ، اقطعها الآن . نظر الكرام للشجرة ، هي فعلا ً شجرة غير مثمرة ، شجرة ٌ تستحق القطع بالفأس ، لكنه اخفض فأسه ، اخفاه ُ بين قدميه ونظر لصاحب الكرم وترجاه واستعطفه :
- " ً يَا سَيِّدُ ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا ، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. " ( لوقا 13 : 8 ) .
- والسنة الماضية الم تنقب حولها ؟ والسنة التي سبقتها الم تضع حولها زبلا ً ؟
- نعم يا سيد فعلت وفعلت ، لكن سنة ً اخرى ارجوك أفعل كما فعلت .
وخرج السيد ووقفت الشجرة تنظر الى الكرام بعيون ٍ مملوءة بالدموع ، أإلى هذا الحد تصبر علي ؟ أإلى هذا الحد تعطيني وقتك وجهدك وحبك ؟
هكذا يفعل معنا الرب ، هكذا يمد لنا الوقت ، هكذا يصبر ويتأنى ويعمل . يعمل فيك بكل قوته ، يتعامل معك بكل رحمته ، ينقب حولك ويضع نعمه . مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أحبك لذلك ادام لَكِ الرَّحْمَةَ ( إرميا 31 : 3 ) فرش امامك الفرصة . هذه السنة ايضا ً ، سنة ً اخرى ، هذه الفرصة ُ ايضا ً ، فرصة ٌ اخرى ، حتى تحمل ثمرا ً ، حتى تمتلئ اغصانك بالثمر ، حتى تُنتج ثمرا ً جيدا ً . اذا ثبت َ فيه ، اذا ثبت كلامه فيك تجري قوته حيويته امامك ( يوحنا 15 : 7 ) . نحن لا نثمر من ذواتنا ، ثمرنا يأتي من الكرمة الحقيقية ، اثبت فيها وتمسك بها . الكرام المحب ينقيك ، يشذب اطرافك ، يقص الجاف المعطل لاثمارك . انتهز الفرصة الجديدة ، استغل السنة الممتدة ، اظهر قدرتك على الاثمار . إن لم تُثمر هذه السنة ايضا ً ، يأتي بفأسه ِ ويقطعك ، يفصلك عن الكرمة ، يفصلك ويلقي بك خارجا ً وهناك يجمعونك ويطرحونك في النار ، نار لا تُطفأ . سنة ً أخرى ، فرصة ً أخرى ، ينقب الله حولك ويغذيك ، يضع الزبل حولك ، يوفر لك كل وسائط النعمة ، يتعهدك ويرعاك ويهتم بك ، يُغدق عليك محبته ، اثبت في محبته تأتي بثمر وبهذا يتمجد الله ، يتمجد الآب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
447 - احيانا ً نجد انفسنا غارقين في خطايانا ، نراها تغطينا تماما ً من الرأس للقدم ، نجد اننا محاصرون بها من كل جانب ٍ واتجاه وزاوية ، نجد اننا ملفوفون بها ، رؤوسنا محنية تحت ثقلها ، اجسادنا مصبوغة بصبغتها ، اكتافنا مكدودة من حملها ، ايدينا مرتعشة ، قلوبنا مهتزة ، عقولنا مشوشة ، ارجلنا ملتوية مخلعة . ويبكتنا روح الله ويُظهر لنا حقيقتنا التعسة وحياتنا البائسة ومصيرنا المحتوم . ومن قاع هاوية اليأس نصرخ ، ومن اعماق الحمأة العفنة نعترف فيتدخل الله بنعمته الفائضة فتنهمر رحمته علينا وتغسلنا وتطهرنا وتبررنا . والمسيح يقف وسط الجموع جاؤوا اليه بإمرأة زانية القوا بها تحت قدميه ، ارتمت المرأة في التراب ، تباعدت الجموع عنها متأسفة ، اشارت الاصابع اليها متهمة ، تكورت المسكينة وتغطت بعارها ، التف اثمها حولها وقيدها بسلاسله الثقيلة ، ونظر المسيح اليها ووجدها مغطاة بالكامل بخطيئتها ، كل ما عليها اثم ٌ وعار ، وجدها تذوب ندما ً ، رأى دموعها تسيل تحمل اعترافها بجريمتها البشعة . صبَّ عليها نعمته ، أغدق َ عليها رحمته ، غطاها وسترها بعطفه ِ وحنانه ِ وغفرانه وقال للمشتكين عليها : " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ" وسقطت الاحجار من ايديهم ، هربوا من نظرته ، فروا من دينونته ، جروا مبتعدين خجلين من خطاياهم وآثامهم . سألها :
- " أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ ؟ "
- " لاَ أَحَدَ "
- " وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا " ( يوحنا 8
حين تتراكم الخطايا ، حين تتزايد وتتعاظم وتَثقل يرسل لنا الله نعمته الغافرة ، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم ، غفرانه العظيم يمحو خطايانا العظيمة . في القديم كان حكم الشريعة على الابرص الذي افرخ المرض اللعين في جلده ، حين يغطي البرص كل جلد المريض المضروب بالبرص من رأسه الى قدمه ، حين تشمل كل جسده ، حين لا تبقى في جلد الابرص وجسمه كله بقعة ٌ واحدة صحيحة ، حين يحتوي البرص كل بدنه ، حينئذ ٍ وبعد ان يرى الكاهن ان البرص قد غطى الجسم كله ، يعلن الكاهن طهارة المضروب ، بعد ان لا يكون هناك أمل ٌ بالشفاء ، بعد ان يختفي كل رجاء واحتمال ٍ للخلاص يأتي اعلان الطهارة والبرء ، حين تفشل كل الجهود البشرية تأتي نعمة الله ورحمته . بعد ان دُفن لعازر ، بعد ان أنتن ، بعد أن فني جسده وتحلل جاء الشفاء والقيامة . حين تتراكم عليك خطاياك ، اندم واعترف وتب يأتك الخلاص .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
448 - رأى الرب شعب نينوى يقترفون الشر ويعصون الله ويتمادون في عمل الاثم ، واراد الله ان ينذرهم ويحذرهم ليحيدوا عن الشر وليفعلوا الخير فصار قول الرب الى يونان الذي اختاره ليذهب الى نينوى المدينة العظيمة وينادي عليها وعلى سكانها ليفيقوا من غيهم ويسمعوا صوت انذاره لهم ، وسمع يونان صوت الرب يدعوه ليذهب في المهمة ، فوقف جامدا ً مترددا ً ، تردد وخاف ، تردد ان لا يسمع اهل نينوى صوته فيعتبره الرب مسؤولا ً . خاف ان يواجهه الناس بالرفض والعصيان والاساءة اليه والصد ، فقام وحول وجهه الى الاتجاه الآخر ليهرب ، نزل الى يافا في طريقه الى ترشيش ، جرى بسرعة مبتعدا ً عن الله كأن الله موجود ٌ محصور ٌ في مكان ٍ واحد . ابتعد عن الله وحول وجهه عنه وجرى نحو سفينة ٍ راسية ٍ في يافا واستقلها . وابحرت السفينة ، انطلقت الى وسط البحر ، وتصور يونان انه في أمان بعيدا ً عن الله . السماء تغطيه من فوق بزرقتها والمياه تحمله وتحمل السفينة على صفحتها الزرقاء ، وهاج البحر وحلت العاصفة ، امتدت يد الله الى يونان والقت به في بطن الحوت ، اين يذهب ؟ أين يختبئ ؟ الى اين يهرب ؟ في السماء الرب هناك ، في الارض هو يقيم ، إن اختبأ في الهاوية الرب يوجد ، إن أخذ جناحي الصُبح لا يبتعد عن الله ، إن غاص في اعماق البحر ، إن تغطى بالسحاب ، إن التحف بالظلمة لا ينجو . الظُلمة لا تُظلم لدى الله ، الليل مثل النهار يضيء ، كالظُلمة هكذا النور . في بطن الحوت المظلم انزوى يونان والتف حول نفسه محاولا ً أن يهرب من الله ومهمته . تصور انه بذلك سيشعر بالهدوء والراحة والاطمئنان ، ما له هو وشعب نينوى ؟ واخرجه الرب من بطن الحوت ، لفظه والقى به على رمال الشاطئ ، وصفعته اشعة الشمس فافاق ليجد نفسه ملفوظا ً مبتلا ً ساقطا ً على وجهه مذلا ً . افاق ليجد نفسه محروما ً من رفقة الله هاربا ً الى لا مكان ، منزويا ً في الخلاء المتسع . رفع وجهه يبحث عن الله . بعد ان كان هاربا ً منه اصبح راغبا ً فيه باحثا ً عنه . ووجده الله ، وامتدت يد رحمته اليه ، واعاده الى طاعته فذهب ونادى ونجح في مهمته .
ما اصعب ان تحاول ان تهرب من الله ، ما اقسى ان تسعى لتعصى امر الله . الانفصال عن الله صعب ، هل نستطيع ان ننفصل عنه ؟ هل تستطيع ان تعيش بدونه . ما اجمل واروع ان تحيا في طاعة الله ، ما اجمل واروع ان تقيم في حضرة الله .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
449 - في نبوة النبي زكريا نقرأ أن ملاك الرب رفع وجهه متوسلا ً متسائلا ً ، قال : " «يَا رَبَّ الْجُنُودِ ، إِلَى مَتَى أَنْتَ لاَ تَرْحَمُ أُورُشَلِيمَ وَمُدُنَ يَهُوذَا " الى متى ؟ فاجاب الرب الملاك ، اجابه بكلام طيب وكلام تعزية : غرت على اورشليم غيرة عظيمة . الرب يحب اورشليم كنيسته محبة ً ابدية ، محبة الله الابدي محبة ٌ ابدية من قلبه الابدي لذلك فهو لا يترك كنيسته ولا شعبه ُ في مهب المتاعب ولا وسط المعاناة . الله المحب هو لنا محبة ً ابدية يُسرع ويتدخل وينطق بكلام طيب ، كلام ِ تعزية . الله احيانا ً يؤدبنا ، لا يعاقبنا ، تأديبه اهتمام ٌ وحب ، عصا التأديب تُعلن حبه لنا . لا يرضى الله ان نشرد بعيدا ً عنه و نبتعد لذلك يمد يده وعصاه الينا ويستعيدنا لكنه لا يترك عصاه علينا طويلا ً ، ما ان نستجيب لصوته ونعود الى رفقته حتى يسحب عصاه ويرفعها نحو اعدائنا ، يصد بها عنا هجماتهم الشرسة وتعدياتهم الظالمة ، فالرب " مُجْرِي الْعَدْلِ وَالْقَضَاءِ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ......الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ . لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ . لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا.لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ."( مزمور 103 : 8 – 13 ) . الله لا يجعلنا نحتمل اكثر مما نحتمل . الله لا يسمح ان نجَرَّب فوق ما نطيق ان نجَرَّب به . الله لا يطيق ان يرى اعدائه ( اعدائنا ) يفترون علينا ويعتدون ، يتجبرون ويظلمون . قلبه الممتلئ ابدا ً بمحبته الابدية لنا يتحرك فتتحرك بمحبته يده وترتفع عصاه . عصا تأديبه ِ تُعلن محبته وعصا نقمته تؤكد محبته ، محبته العجيبة الابدية الخالدة .
حين تُحس بعصا التأديب على جسدك لا ترتعب ، افرح فطرفها الآخر في يد الله ، هو يحبك فمن يحبه الرب يؤدبه ، تأديبه رحمة ٌ وشفاء ، تأديبه ُ نعمة ٌ وهناء . وحين تجد الاعداء يحاصرونك بحقدهم وغلهم ، حين يوجهون سهامهم نحوك انظر ودقق النظر سترى عصا الله الحامية مرتفعة ً تصدهم وتدحرهم وتُهلكهم . الله يحبك ، الله يهتم بك ، الله يلف ذراعه حولك ، الله يوجه قبضته ليدافع عنك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
450 - كان المسيح يسير في طريقه ِ الى بيت يَايِرُسُ ليشفي ابنته المريضة ، وتزاحمت الجموع حوله ، الكل يتدافع ليجد له مكانا ً في ركب المسيح ، الكل يسعى ليقترب من المسيح ، كتلة ٌ من البشر تُحيط به ، ودخلت المرأة المريضة بنزف الدم ، دخلت الزحام ، حاولت الاقتراب من المسيح ، دفعتها الايدي والاجساد ، ظلت تقاوم وتصارع لتخترق الاجساد الملتصقة بشدة ، تسللت وتغلغلت داخل الزحام حتى اقتربت منه ، اصبح في متناول يدها ، تستطيع الآن ان تلمس ثيابه ، ومدت ذراعها ، لكن الجموع المتزاحمة أبعدتها مرة ً اخرى ، اطبق الزحام فكيه عليها ، مدت ذراعها ثانية ، وقفت على اطراف اصابعها لتصل الى المسيح ، كادت أن تسقط على الارض لولا ان الزحام رفعها . كل ما تريده ان تسرق الشفاء من خلف ظهر المسيح دون ان يعلم ، مجرد لمسة ، لمسة ٌ مسروقة ٌ منه ، واخيرا ً استطاعت اصابعها ان تلمس هُدب ثوبه ، لمسته ُ ووقفت ، ثبتت قدماها في الارض ، قاومت اندفاع الاجساد ، اختبئت وسط الجموع ، احست بالنزف يتوقف ، شُفيت ، توقف النزيف لكن السير ايضا ً توقف ، وقف الموكب ، كل شيء ٍ توقف ، الاقدام ، الاجسام ، الارجل المتحركة ، الايدي المتلاصقة ، الكل توقف ، واذا المسيح يسأل :
- " مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي ؟ " ( لوقا 8 : 45 )
- لمسك ؟ الكل يدفع ويتزاحم ويجذب ويضغط .
قد لمسني احد ، هكذا قال المسيح ، وتأكدت المرأة ان عملها قد انكشف ، عرف المسيح فعلتها ، عرف المسيح بسرقتها للشفاء . رفعت وجهها اليه واعترفت ، انشق الزحام عنها ، واجهت المسيح مرتعدة ً خائفة ، لا بد سيعاقبها على سرقتها ، لا بد سيسترد معجزته ، هو رحيم ورؤف وطيب وحنون لكنه لن يقبل السرقة ، هي سارقة ، لصة ، لم تعرفه ، لم تكن تعرفه ُ جيدا ً لذلك تحايلت لكي تحصل على الشفاء من ورائه . وفي وسط رعبها وخوفها من ان يسترد منها الشفاء الذي حصلت عليه في الخفاء خرّت امامه ، اخبرته بثقتها في قدرته ، في شفائه ، آمنت به وتسللت ورائه وخطفت الشفاء . الآن هي ترى وجهه لا ظهره ، الآن هي تواجهه ، نظرت اليه وعرفته ُ ، عرفته ُ الآن جيدا ً . امتلئت عيناه ُ بالشفقة والحنان ، طمأنها ، اعاد اليها ايمانها وقال :" ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ " ( لوقا 8 : 48 ) ، لم تكوني تعرفين فتسللت ٍ من ورائي ولمستني ، الآن تعرفينني ، ايمانك يمنحك الحق ان لا تختفي خلفي بل تقفي امامي .
كثيرا ً ما لا نفهم الله ، نخشاه ُ ونرتعب منه ، نختفي في الزحام ونبقى في الوراء " فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ " ( رومية 5 : 1 )
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
451 - بعد ان سقط آدم وعصى الله وطُرد من الجنة هام في الارض بعيدا ً عن الله . في الجنة ، جنة عدن ، كان يرى الله ، كان يسمعه ، كانت له علاقة ٌ وشركة ٌ حلوة مع الله ، لكنه بعد ان خرج من الجنة لم يعد يرى الله ، لم يعد يسمعه ، لم تعد له علاقة معه . وجاء من نسل آدم ابراهيم واسحق ويعقوب وآبائنا الصالحون الاولون . اعلن الله نفسه لهم ، كشف لهم عن نفسه ، كلمهم وباركهم وصنع عهودا ً معهم ، عبدوه واطاعوه ومجدوه وعاشوا في خوف الله . كانت علاقته بهم علاقة ً متينة . وجاء المسيح ليكون صورة الله غير المنظور " اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " ( 1 تيموثاوس 3 : 16 ) واعلن نفسه للانسان . البعض عانده ُ وقاومه ُ ولم يقبله لكن البعض الآخر آمن به وتبعه . وصعد المسيح الى السماء وارسل المعزي الروح القدس ليحل في الانسان المؤمن . في القديم كان الله يظهر لقديسيه في الصلاة حين يشاء وهو حال ٌ في السماء ، وجاء المسيح ، عمانوئيل ، الله معنا ليحيا ويعيش ويتجول في العالم وسطنا . ومنذ يوم الخمسين والروح القدس ( الله ) فينا ، يحل في المؤمنين ويسكن حياتهم . الله يحبنا ، يتلذذ ُ بان يُعلن ذاته ُ لنا ، يعمل على ان يُسمعنا صوته ويسمع صوتنا . يأتي الينا في كل وقت ويملأ حياتنا ويرطب ايامنا كقطرات الندى على ورق الشجر . يأتي الينا ويتعامل معنا ويقدس نفوسنا ويمسحنا بمسحة الزيت المقدسة دائما ً ، ويملئنا قوة ً خارقة ً تنزل علينا كألسنة نار تُدفئ قلوبنا وتنيرها . الله ليس بعيدا ً عنك ، لم يعد غير معروف ٍ للانسان ، الله معروف ٌ جيدا ً لك . الله لا يختفي عنك ، لا يُخفي وجهه عنك ، لا يفصل بينك وبينه فاصل " ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر " هكذا يقول الله . لا تذهب بعيدا ً لتفتش عنه ، هو قريب ٌ جدا ً منك ، هو فيك ، داخلك بالروح القدس . لا تكتفي بوجوده الدائم معك وفيك ، اجعله يتحرك فيك ويحركك ، سلم قيادة حياتك له ، اجعله يمسك الدفة ويجلس على عرش قلبك . الله فيك يصنع عجائب ، يحقق معجزات ، يعمل المستحيلات ، كل شيء ٍ مستطاع ٌ لديه . قال " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا ، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي . وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ " ( يوحنا 14 : 12 ، 13 ) . لا تهمل او تستهن بالقوة الخارقة التي بك . الروح القدس الله فيك ، لا هناك في السماء بعيدا ً جدا ً في الاعالي فقط ولا هو بجوارك يسير ويعلّم ويصنع الآيات فقط ، هو الآن فيك . تحيا لا انت بل المسيح يحيا فيك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
452 - دبر الله خطة خلاص الانسان منذ الازل ، كان صليب المسيح منصوبا ً بين السماء والارض ، ارتفع الصليب فوق الزمن ، قبل الزمن ، انتصب فوق التاريخ ، قبل التاريخ . كان المسيح فاديا ً ومخلصا ً قبل ان يكون كون . كانت محبة الله كائنة ً قبل ان يكون كائن ، قبل ان يُخلق مخلوق ، قبل ان يكون الانسان . احب الله الانسان منذ الازل . عجيبة ٌ هذه المحبة ، محبة ٌ منذ الازل ، وعظيمة ٌ هذه الخطة ، خطة فداء ٍ منذ الازل . وكما يقول الله على لسان ميخا النبي 5 : 2 " أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا ، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ " . المسيح كان منذ القديم ، منذ ايام الازل . المسيح قائم ٌ منذ القديم ، منذ ايام الازل ، المسيح ممثل ٌ للانسان منذ القديم ، منذ ايام الازل . منذ ايام الازل تعهد المسيح ان يحمل خطايانا . منذ ايام الازل قبل المسيح خطة الله لفدائنا . منذ ايام الازل ودم المسيح جاهز ٌ ليسفك عنا . منذ ايام الازل وهو مستعد ٌ ليموت عنا . قبل ان يكون الدم معروفا ً للعالم ، قبل ان يكون الموت ، قبل ان يحل الالم والمعاناة . قبل ذلك كله كان المسيح وكان عهده ُ من الآب لينفذ مشيئته لفداء العالم ، العالم الذي لم يكن قد خُلق ، الانسان الذي لم يكن قد وُجد احبه الله . احب الله العالم وأعد الله ابنه منذ ايام الازل ليجسد محبته للانسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية . منذ ايام الازل هذا كان . وحل الزمان ، وجائت الايام وبدأ التاريخ وتوالت الاحداث وتتابعت الاجيال . وفي ملء الزمان تجسدت محبة الله واذ وُجد المسيح في الهيئة كأنسان وحل بيننا اخلى نفسه اعطى نفسه وهب نفسه ليتمم خطة الله التي كانت منذ ايام الازل وبلا تردد ، بلا تمهل اطاع محبة الله الازلية للانسان ، اطاع حتى الموت ، موت الصليب . في ملحمة الالم فوق الصليب حمل خطايا البشرية منذ اولها حتى آخرها وتمم خطة الفداء . الله يحبك منذ ايام الازل قبل ان توجد على الارض ، محبة الله لك ازلية . الله دبر لفدائك واعد لغفران خطاياك منذ ايام الازل في صليب المسيح الازلي ومحبته لك ابدية وفدائه لك ابدي ويهب لك في المسيح الآن الحياة الابدية .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
453 - حلت المجاعة بالارض ، جف مطر السماء وتوقف نزول الطل ، عم الجفاف كل الارض . هكذا شاء الرب وهكذا قال ايليا النبي ، انطلق النبي واستقر في ضفاف نَهْرِ كَرِيثَ ، وكان النبي يشرب من مياه النهر ويتناول طعامه من الخبز واللحم محمولا ً اليه بالغربان . وجف النهر ، لم يكن هناك مطرٌ يغذي منابعه ُ فجفت ، وتوقف سريان الماء ووصوله الى ايليا ، وكلم الله ايليا ان يذهب الى صِرْفَةَ بصِيدُونَ يقيم هناك ، ووقف بباب المدينة ورأى امرأة ، طلب منها شربة ماء ٍ في اناء وكسرة خبز ٍ يأكلها ، ولم يكن للمرأة غير ملء كف ٍ من الدقيق ، ملء كف ٍ دقيق في الكوار وقليل ٍ من الزيت في الكوز وكانت تقش عودين لتعمل لنفسها وابنها كعكة ، كعكة ٌ صغيرة لهما ياكلاهما ثم يموتان وها هو النبي يأتي ويطلب ان يشاركهما في الكعكة . تضاعفت المشكلة امام المرأة وعظمت لكن النبي الح عليها ان تصنع كما قال لها ، واطاعت المرأة واستسلمت ، صنعت الكعكة وقدمت له اولا ً ليأكل ثم اكلت هي وابنها ، وحسب قول الرب إذا بكوار الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص كما قال الرب ( 1 ملوك 17 ) . وانت لديك احتياجات ٌ كثيرة ، احتياجات ٌ كثيرة وطلبات ٌ ثقيلة وظروف ٌ صعبة ، لا تتوقف الاحتياجات ولا تنتهي الطلبات ولا تكف الظروف الصعبة عن التراكم ، كيف تواجه ذلك الاستمرار في الحاجات ؟ كيف تواجه تدفق الطلبات المتوالية ؟ ماذا سيحدث عندما يفرغ الكوار من الدقيق ؟ ماذا يكون اذا ما نقص الزيت في الكوز ؟ استرح ، اطمأن ، ثق في قول الرب وكلامه ، تأكد من عناية الله ومحبته ورعايته . انظر جيدا ً الى الكوار ، أترى الدقيق يملأه ؟ انظر الى الكوز أترى الزيت يفيض منه ؟ حتى لو عشت مئات السنين ، حتى لو امتد بك العمر حتى لو بقيت كما بقي مَتُوشَالَحَ ، حتى لو زادت احتياجاتك ، حتى لو تضاعفت طلباتك ، حتى لو صعبت ظروفك ، لن تشعر بالنقص ، لن تواجه الحاجة ، لن يهاجمك الجفاف ، لن تحل بك المجاعة . نعمة الله اوفر من كل نقص ، رحمة الله اكبر من كل حاجة ، محبة الله اعظم من كل مجاعة . مرت بالارملة ثلاث سنوات جوع ، ثلاث سنوات مرت ايامها جافة خشنة ً قاسية . في الصباح لا طل ، السطوح جافة لم يرطبها ندى ، في الليل لا مطر ، السماء عاقر بلا سُحُب ، وكانت تذهب كل يوم الى الكوار فتجد به دقيقا ً وتفحص الكوز كل صباح فترى به زيتا ً . لم يفرغ الكوار ولم ينقص الزيت ، ولا يوم طوال الألف يوم ولم يكن ليفرغ ولا ألفُ سنة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
454 - الله في محبته الخارقة وفر لنا الخلاص بدم المسيح ، اصبح فداء ُ الله متاحا ً للانسان . جاء المسيح ، قدم نفسه ذبيحة فداء عنا ، اعتلى خشبة الصليب ومات واهبا ً للعالم الحياة الابدية ، والله في غناه وكماله وفر لنا بركات ٍ كثيرة ووفيرة ، اصبح غنى الله وبركاته طوع ايدينا . كل ما في السماء والارض ميراث ٌ متاح ٌ للانسان بالمسيح ، كل ما يرى وما لا يرى ، ما يحصى وما لا يحصى ، واختارنا الله لنخلص وننجو من الموت وننال الحياة الابدية واختارنا الله لنسبح في غناه وعطاياه . قد لا نعرف ذلك ، قد لا نرى هبة الله لنا ، قد لا ندرك ما لنا من حقوق وميراث وهبات ، لكن هيهات فنحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله . هل اخذت الروح الذي من الله ؟ هل اخذت روح الله ؟ هل اخذت الروح القدس ؟ لو لم تكن قد اخذته فكل ما فعله المسيح على الصليب لاجلك سيكون بلا فائدة لك . خطة الله الازلية لخلاص الانسان نزول المسيح متجسدا ً ، وحياته وآالامه وموته لا طائل منه لك . خلاص الله لن يفيدك إن لم يكشف روح الله لك عنه ، إن لم يدخلك الروح القدس ويُقم فيك . خلاص الله لن يصل اليك إن لم يتحرك الروح القدس فيك ويحركك لتمد يدك وتحصل عليه . لا بد ان تتلقف يد الروح القدس الممتدة نحوك ، تمسكها ليجذبك من الظلمة الى النور . لا بد ان تسمع دعوة الروح القدس لك وتعرف انك المقصود بالفداء ، المختار للفداء ، هنا وهنا فقط تعرف ان الخلاص موهوب ٌ لك من الله ، وحين تعرف ذلك تحصل عليه . لقد اختارك الله لتكون ابنا ً له ، اختارك لتنال الحياة الابدية ، اختار اسمك ليُكتب في سفر الحياة ، هل تعرف ذلك ؟ هل تعرف هذه الاشياء الموهوبة لك من الله ؟ الروح القدس يكشفها لك . الله وعدنا ببركات كثيرة . كل ما في مخازن الله من بركات في متناول ايدينا ، حق ٌ لنا . لكن ما فائدة وعد الله إن لم نعرفه ؟ ما قيمة تلك الحقوق إن لم نسمع بها ؟ الروح القدس يُعلن ذلك لنا ، الروح القدس يكشف عنها ويفتح عيوننا لنراها ، وعندما نعرف اننا موعودون بذلك ، عندما نفهم ان كل تلك البركات موهوبة ٌ لنا من الله ، عنئذ ٍ نمد ايدينا ونحصل عليها ونتمتع بها ونحيا في بركات الله ونعمه وغناه . المن والسلوى ****ان في السماء . الطعام الإلهي موجود ٌ بكثرة خلف السحاب . روح الله ، الروح القدس يفتح كوى السماء ويجعل بركات الله تنهمر .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
455 - كل بهجة ٍ هنا في الحياة ، كل رجاء ٍ هناك بعد الوفاة ، كل فرحة ٍ وقتية وابدية هي في المسيح . المسيح لذة ُ كل مؤمن ، المسيح سعادة كل انسان ، في المسيح كل متعة حاضرة ومستقبلة . كما تجري الانهار نازلة ً من الجبال مخترقة ً الوديان قاطعة ً المسافات لتصب كلها في البحر هكذا كل مباهج الحياة ، كل آمال الأبدية ، كل افراح الارض والسماء تصب في المسيح . ومضة عينيه أقوى من نور الشمس ، جمال طلعته اروع من كل زهور الحقل ، بهاء مجده ِ أغلى من كل كنوز الارض والبحر ، محبته ُ اعمق من المحيطات . هو المسيح الابرع جمالا ً من بني البشر ، هو المسيح حجر الزاوية المختار الكريم منذ الازل . كيف نصف جماله ونتحدث عن كماله . كل بلاغة البشر تتوارى عجزا ً ، كل اقلام الكتاب تتراجع خجلا ً . لا يمكن لانسان احتواء محبته ِ ولا يستطيع بشر ٌ ان يحسب ويصور قدر مكانته . الكلمات مهما أُحسن إختيارها لا تقدر ان تصف قيمة المسيح لشعبه الذي اختاره واصطفاه ، كل افكار العقل ونبض القلب كل خلجات النفس وانبثاق الروح لا يمكن ان تصل الى قدر المسيح للمؤمن . هل تشعر بالحزن وانت تحيا مع المسيح كل ابعاد الفرح والسعادة والراحة والاطمئنان والسلام ؟ هل تشعر بالاحتياج وانت تحيا مع المسيح كل غنى السماء والارض كل الشبع المذخّر في خزائن الله ؟ هل تعيش في الظلام وانت تحيا مع المسيح حتى ولو انطفأ نور الشمس وسقطت النجوم والاقمار ؟ ماذا يكون شكل العالم لو اخفى المسيح وجهه عنك ؟ كيف يبدو وماذا تكون ملامحه ؟ كيف يمكن ان تتصور العالم بدون المسيح ؟ هل ينبت نبات ؟ وهل تحمل الاشجار ثمارا ً ؟ هل يُزهر غصن ؟ هل يصدح طير ؟ هل يقفز حيوان ؟ هل تطلع شمس ؟ هل تسقط امطار ؟ والانسان من غير المسيح كيف يعيش ؟ هل يخفق قلبه بأمل ؟ هل يحيا بقلبه ٍ رجاء ؟ هل يكون له مستقبل ؟ هل ينتظر رحمة ً ومحبة ونعمة ً وغفرانا ً ؟ هل تنفرج له السماء ؟ ماذا يمكنك ان تفعل لو لم يكن المسيح ؟ هل تستطيع ان تواجه التجارب والصعوبات ؟ هل تقدر ان تقاوم الشيطان وهو يسدد اليك ضرباته ؟ هل تقوى ان تقف امام الضربات ؟ كيف توجه يومك في الصباح بدون المسيح ؟ هل تستطيع الصمود لتتابع الدقائق والساعات ؟ كيف تذهب الى فراشك في الليل هل تستريح ؟ هل هناك نصرة ؟ هل هناك عزة ٌ وكرامة هل هناك طعم ٌ لحياة لا يملئها المسيح ؟ هل هناك رجاء ٌ لأبدية لا يوفرها المسيح ؟ المسيح كل حياتك هنا ، والمسيح كل حياتك هناك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
456 - كان شاول الطرسوسي رجلا ً ذا شأن له مكانته ُ ومكانه ُ المتميز دينيا ً واجتماعيا ً وثقافيا ً . كان بالنسبة لمقاييس البشر متقدما ً عن الكل ، من جهة الختان مختون ٌ في اليوم الثامن . من جنس اسرائيل ، من سبط بنيامين ، عبراني ٌ من العبرانيين . من جهة الناموس فريسي . من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة . من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم . كل ما به يدعو للفخر . كان متعلما ً ، تلميذا لغَمَالاَئِيلُ ، وكان غنيا ً لديه ثروة ٌ كبيرة ، وكان صاحب نفوذ ٍ وقوة ٍ وسلطان . وفي الطريق الى دمشق ابرق حوله ُ نور ٌ من السماء وسقط ، سقط على الارض وسط التراب ، وتعامل الرب معه ُ ورفعه ُ من على الارض ليُصبح اعظم رسول ٍ مبعوث ٍ من الله الى الأمم . وبعد سنوات ٍ عظيمة ٍ من الخدمة ِ المتميزة ِ له ، بعد نجاح ٍ رائع ٍ لمهمته ، يكتب الرسول العظيم ويقول " لِي أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ ، أُعْطِيَتْ هذِهِ النِّعْمَةُ ، أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى " ( افسس 3 : 8 ) أصغر جميع القديسين هكذا يقول بولس الرسول عن نفسه ، أصغر من الصيادين والبسطاء وعامة الناس . لم يكن بولس يفتخر في حياته بشيء ، لا غناه ولا سلطانه ولا ثقافته ولا علمه . كان دائما ً يقول : " حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ " ( غلاطية 6 : 14 ) هذا فقط كان مصدر فخر الرسول ، يفتخر بانه اصغر جميع القديسين ، برغم ذلك اعطاه الله نعمة ً عظيمة وبركة ً كبيرة ، أعطاه الله أن يبشر بين الامم ، أن يحمل رسالة الله اليهم يبشرهم بغنى المسيح ، غنى المسيح الذي بلا حدود الذي جعله هو أصغر الرسل رسولا ً للأمم وللعالم . غنى المسيح الذي بلا حدود الذي جعله ُ يحمل رسالة الخلاص والغفران للامم البعيدين . لم يرى بولس الرسول في الخدمة ضعة بل فخر ، لم يجد في معاناته شكوى بل شكرا . وزاد نجاحه في خدمته اتضاعه ، الاتضاع الحقيقي هو ثمرة النجاح والنصرة . النهر الفائض بالماء لا يصعد الى اعلى بل يجري الى اسفل حاملا ً الماء والارتواء . الدفء ُ اسفل الجبل والصقيع ُ والبرد ُ أعلاه . الاتضاع ُ شيمة العظماء . المسيح " إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ . لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ . وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ . لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا ، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ " ( فيلبي 2 : 6 – 9 ) .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
شكرا zezza لتقييمك الموضوع
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
457 - نعم هناك آلام حولنا ، آلام تعتصر نفوسنا وتُدمي قلوبنا ، نعم هناك مشكلات تقلق مضاجعنا ، هناك تجارب وصعوبات تضغط علينا ، فكيف وسط ذلك كله نفرح ؟ كيف نبتسم ؟ كيف نغني أو نرنم ؟ الفرح بعيد المنال في عالم شقائنا ، الابتسام عملة ٌ نادرة ٌ في واقع حياتنا . أحيانا ً ندفن رؤوسنا في آلامنا فتتضخم ونغمس عيوننا في مشكلاتنا فتكبر . الله اعطانا القدرة على ان نتخطى الحاضر المؤلم بالرجاء بالمستقبل المبهر ، سلحنا الله بالامل والرجاء والتفاؤل . هذه القوة تُبهج حاضرنا وتُسعد مستقبلنا . هذا الرجاء وهذا التفاؤل هبة ٌ من الله تنقلنا من الواقع الحزين الى المستقبل الفرِح . يكتب بولس الرسول ويقول : " فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ " ( رومية 12 : 15 ) نور ٌ مبهج يدفع الحزن ويطرده ويِأتي بالسلام والراحة والاطمئنان . ويقول يعقوب الرسول : " اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ " ( يعقوب 1 : 2 – 4 ) . " اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ " ( 2 تيموثاوس 1 : 7 ) . هذه هي الصورة التي يريدنا الله ان نكون عليها ، اعطانا الله القدرة على التخيل وتخيل الخير وتوقعه ، تخيل النجاح وتوقعه والتفاؤل ، وللمؤمن فوق هذه القدرة على التفاؤل نعمة الايمان وبركة الرجاء . يقول داود النبي : " الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي . أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي حِبَالٌ وَقَعَتْ لِيفِي النُّعَمَاءِ ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي. " ( مزمور 16 : 5 ، 6 ) إن كنت تبحث عن الفرح وتفتش عن السعادة وتسعى الى الابتهاج ، لن تجد ذلك في الثروة فالثروة تنضب وينضب معها كل فرح وسعادة . لن تجدها في القوة والسلطة ، القوة تزول والسلطة تنتهي وينتهي كل شيء معها . لن تعثر عليها في الصحة والعافية ، جرثومة صغيرة ترقدك في الفراش ، لن تجدها في متعة حسية ، كل المتع الحسية زائلة ، كلها لها وقت وتنتهي . الله يعطينا بركات حسية ظاهرة كثيرة لكن البركات تضيع وتضيع السعادة لكن الله يعطينا بركات ، صبرا ً وايمانا ً ورجاء وفضائل وقدرات بغنى للتمتع وهذه البركات ان فقدناها لن نفقد السعادة . تعلم كيف تداوي نفسك بالرجاء والايمان ، داوي نفسك بالابتسام . تعلم كيف تتكيف مع الواقع بالتفاؤل ، حلق في مباهج التفاؤل . اذا نظرت الى الاشياء حولك بابتسامة جميلة تُصبح الاشياء جميلة اما اذا نظرت الى من حولك وما حولك بعبوس ٍ وتشاؤم اصبحت قبيحة . الفرح الذي فيك ينبع فرح ٌ والرجاء الذي فيك يفيض سعادة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
458 - كان نبوخذ نصر الملك عظيما ً جدا ً ، كان قويا ً غنيا ً ناجحا ً في كل اعماله التي عملها في بابل ، وفي لحظة ثقة واعجاب ٍ بالنفس خرج يتمشى على قصر مملكة بابل ، القى بصره من فوق السور رأى مدينة ً قوية تحيطها اسوار ٌ عالية ، رأى حقولا ً خصبة وتجارة رابحة وسلاما ً سائدا ً ، رأى الشعب يرتفع في رفاه وهناء ، رأى الأمن مستتبا ً والناس سعداء مسرورين . تهلل قلبه وارتفع رأسه وقال مفتخرا ً : هذه بابل العظيمة التي بنيتها بقوة اقتداري ولجلال مجدي . وسط غروره وشموخه وكبريائه جائه صوت ٌ من السماء يقول :" إِنَّ الْمُلْكَ قَدْ زَالَ عَنْكَ " ( دانيال 4 : 31 ) . طُرد نبوخذ نصر العظيم من قصره ومملكته ، طُرد من أن يكون انسانا ً مثل باقي الناس . القي به في الخلاء وسط الحيوانات ، " وَأَكَلَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ، وَابْتَلَّ جِسْمُهُ بِنَدَى السَّمَاءِ حَتَّى طَالَ شَعْرُهُ مِثْلَ النُّسُورِ، وَأَظْفَارُهُ مِثْلَ الطُّيُورِ " الى ان رفع عينيه الى السماء فرجع اليه عقله . بارك الرب واعترف بسلطانه وقال : " أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ." . يقول سليمان الحكيم : " قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ " ( امثال 18 : 12 ) . قبل ان تحل بنا الاحداث يسبقها ظل ٌ يُنبئ عنها . قبل ان تكسرنا الخطية يسبقها التكبر . الكبرياء تسبق الانهيار والهلاك والسقوط ، هكذا سقط ملاك الرب واصبح شيطانا ً مهلكا ً . " كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ ؟ " " قُلْتَ فِي قَلْبِكَ : أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ " " أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ " ( اشعياء 14 : 12 - 15 ) . سهام الله كلها موجهة الى القلوب المتجبرة المغرورة المتشامخة المتعالية . الغرور لا يهاجم القلوب الخاطئة فقط ، الغرور ايضا ً يغزو قلوب المؤمنين والقديسين . قد يسوقك الغرور لأن تقول : " إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ …… فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ. " ( رؤيا 3 : 17 - 19) . حتى في بيت الله وهيكل الله وانت في حضرة الله تصلي قد يسعى الى قلبك الغرور . كما وقف الفريسي في الهيكل يتشامخ ويفتخر بتقواه وبره وصلاحه . هل تفتخر بصلاحك ؟ حذاري ، الله لا يُسر بتكبر المتكبرين ، حذاري ، الشيطان يجر الابرار والقديسين الى خطية الكبرياء و " قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ "
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
459 - تكاتف الاعداء معا واتفقوا وتجمعوا ضد داود ، نظر حوله فاذا بهم يحيطون به ، يحيطون به من كل جانب ، حاصروه وبنوا متاريسهم واقاموا اسوارهم واخفوا الشمس عنه ، وجهوا سهامهم نحوه ، شرعوا سيوفهم ، رفعوا قسيّهم ورماحهم ، استعدوا للحرب . خاف داود وارتعب . ارتجف قلبه وهو يجد نفسه محاطا ً بتلك القوة ، اهتز ايمانه وضاع رجائه ، اقترب منه الاعداء ، سقطت ظلالهم عليه ، نفحت انفاسهم وجهه ، انكمش في خوف ٍ وشك ، وارتفعت صلاته ُ ضعيفة ً متخاذلة ً مرتجفة . خرجت من قلبه طلبة تصاعدت الى السماء في تردد : " خَاصِمْ يَا رَبُّ مُخَاصِمِيَّ . قَاتِلْ مُقَاتِلِيَّ .
أَمْسِكْ مِجَنًّا وَتُرْسًا وَانْهَضْ إِلَى مَعُونَتِي ، وَأَشْرِعْ رُمْحًا وَصُدَّ تِلْقَاءَ مُطَارِدِيَّ . قُلْ لِنَفْسِي : خَلاَصُكِ أَنَا " ( مزمور 25 : 1 – 3 ) . يا رب قل لنفسي خلاصك انا ، صلاة ٌ يلفها الشك ، طلبة ٌ مشحونة ٌ بعدم الثقة ، صلاة ٌ بائسة ، يائسة ، ضعيفة ، عاجزة . كلنا يمر في طريق الشك والضعف والعجز عندما يلتف حولنا الاعداء وتتكاثر حولنا الاعداء . نحن لسنا افضل من داود النبي ، لسنا اقوى من داود الملك ، لسنا اصلب من داود الشجاع ، داود الذي كان قلبه حسب فلب الله ، داود الذي انتصر في معارك كثيرة ، داود قاتل جُليات الجبار ، خاف وارتعب وارتجف وملأ قلبه شك . الشك يهاجم كل انسان مهما كان ايمانه . بطرس التلميذ المقرب من المسيح الذي عاين مجده على جبل التجلي ، الذي عايش قوته ومعجزاته ، بطرس وهو يرى الرب سائرا ً على الماء يخطو فوق الامواج ويتقدم رغم العاصفة العاتية الهوجاء ، وهو يقفز من السفينة الى الماء حسب أمر سيده وهو يحس بصلابة الماء تحت قدميه يحمله ، شك ، نظر حوله فهاجمه الشك وبدأ يغرق . ونحن لسنا افضل من داود وبطرس ، نحن عرضة ٌ للشك . لا تتصور الشك بعيدا ً عنك ، لا تصدق الشيطان وهو يضحك ساخرا ً من ايمانك . لم تفقد ايمانك . الايمان لا يضيع لشك . الايمان لا يُفقد وينتهي بهجمة عدم ثقة . كان داود قلقا ً تعسا ً لشكه . لم يسترح للحالة التي وصل اليها ، ادرك واسرع الى الله ، عرف اين يجد القوة ، اين يجد السند ، اين يجد التعضيد والتشجيع ، صلى الى الله ، ذهب الى مصدر القوة ، الى مركز الايمان ، ذهب اليه صارخا ً : " قُلْ لِنَفْسِي : خَلاَصُكِ أَنَا " كان يعرف ان خلاصه هو الله فصرخ الى الله والى نفسه ليؤكد ذلك ويُقر به ويُعلنه . حين ينزل الشك ساحة ايمانك لا تُغرق نفسك فيه ، إرمه ِ بعيدا ً ، أدر وجهك الى الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
460 - حين نواجه مشاكل او صعوبات في حياتنا ، والحياة مليئة ٌ بالمشاكل والصعوبات ، الى من نتوجه ؟ الى من ننظر نبحث عن العون ؟ الى من نلجأ سعيا ً للحل ؟ الى اصحاب القدرة على تقديم المساعدة والعون ، الى من لديهم الرغبة في تقديم الحل . نذهب الى هؤلاء بحثا ً عن العون ، واحيانا ً نجد واحيانا ً لا نجد عندهم العون ونعود خالي اليدين ، ذلك ان من نبحث لديه عن العون قد يكون هو يحتاج الى العون . جئتك يا عبد المعين تُعين فوجدتك يا عبد المعين تُعان . أليس هذا ما يحدث غالبا ً ؟ من نلجأ اليه لينجدنا لا يُنجِد فهو محتاج ٌ للنجدة . وقد نواجه احتياجا ً ، عُسرا ً ماديا ً ، احتياجا ً ماليا ً ، خزينة خاوية أو بيتا ً بلا طعام . ونمد ايدينا للناس ، نطلب ان يعطونا مما لديهم ، قد يقبلون العطاء وقد يُحجمون . الاعتماد على انسان الاعتماد ٌ على رمل ، قد يخور ُ البناء كله ُ ويسقط وينهار . اعتمادنا على البشر دون الله تقزيم ٌ لصورة الله وتحجيم ٌ لقدرته وتشويه ٌ لمحبته . يقول داود النبي : " مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ . الرَّبُّ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ ؟ الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ . الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ. " ( مزمور 118 : 5 – 9 ) . هل يقلقك احتياج ٌ مادي ؟ هل يخيفك عدو ؟ هل تمر بك شدة ٌ وتجربة ومشكلة ؟ لماذا تلجأ الى الانسان ؟ الا يُجدي الالتجاء الى الله ؟ هل لا تثق ُ به ؟ الا تأتمنه على مشكلتك ؟ اذا كنت قد أئتمنته ُ على حياتك الروحية ألا تأتمنه على حياتك المادية ؟ في ايمان ٍ وثقة سلمته نفسك وقلبك وروحك الا تسلمه ُ في ايمان ٍ وثقة احتياجك ؟ " أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ " ( مزمور 55 : 22 ) ، أبدا ً " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ....... وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً ؟ ...... اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ . فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. " ( متى 5 ) . كيف لا يكون الله مقصدك حين تبحث عن عون ٍ أو تعضيد أو تقوية او نصح ٍ أو ارشاد أو احتياج ؟ الله كلي ّ الغِنى ، في مخازنه ما تحتاج اليه . الله كلي ّ القوة والقدرة ، ساعده يعضدك . الله كلي ّ الحكمة في جعبته التوجيه والارشاد . الله كلي ّ المحبة والرحمة يده ُ ترعاك . كل اهتمام الناس سراب . كل مجاملات البشر تراب . كل عمار العالم خراب . لا تبني بيتك وتحفر اساسه وتنصبه ُعلى الرمال ، ابني بيتك على صخر الدهور .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
461 - كانت المرأة الكنعانية تعيش حياة ألم ٍ ومعاناة وهي ترى ابنتها مجنونة . كانت لا تحتمل رؤيتها وهي مثل الزهرة في جمالها لكنها مصابة بلوثة في عقلها . لم تكن تستطيع أن تتكلم معها وتعبر لها عن حبها لها فهي لا تفهم ولا تعي ، وكلما اقتربت منها تحاول ان تحتضنها تراها تصدها او تعتدي عليها أو تبكي . عذاب ٌ يومي تعيشه المرأة التعسة ، عذاب ٌ طويل ٌ مستمر لا يخف ولا ينتهي ، حتى سمعت عن المسيح وعن قدرته على شفاء كل الامراض مهما استعصت . اغلقت الباب على ابنتها واحكمت الرتاج حتى لا تخرج وربطتها في الفراش وخرجت . خرجت تبحث عن المسيح حتى وجدته . ما ان لمحته من بعيد حتى صرخت ، صرخت بكل لوعتها ، صرخت بكل صوتها : " ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا " ( متى 15 : 22 ) . ولم يجبها المسيح ، لم يلتفت اليها . عاودت الصراخ ، كررت الاستنجاد به ، زادت من علو صوتها وندائها واستغاثتها . ولم يجبها بكلمة . اقتربت منه ، اختلطت بتلاميذه ، استمرت تنادي وتصرخ : ابنتي مجنونة ٌ جدا ً . طلب التلاميذ منه أن يرحمها ويصرفها ، انها لن تكف عن الصراخ ، لن ترجع ، لن تتوقف . قال المسيح انه لم يأتي لها ، جاء " إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ "، هي ليست ضمن هؤلاء . ارتمت تحت قدميه ، سجدت له ، رفعت وجهها اليه ، نظرت اليه بكل عينيها . قالت له بعينيها : نعم انت ابن داود ، جئت لعشيرة داود ، جئت لخاصتك ، لكن ابنتي مجنونة ، مجنونة ٌ جدا ً ، اتعذب لها كل يوم ، انت السيد ، انت القادر ، انت الغني . وقال لها المسيح : " لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب " ( متى 15 : 26 ) ولم يثني ذلك الكلام عزمها ، لم يهز ايمانها . كانت له عندها صورة ٌ عظيمة . كان له في قلبها ايمان متسع كبير . قالت عيناها : مائدتك يا رب متسعة ، طعامك يا رب وفير ، خيرات رحمتك كثيرة . الخبز يغطي مائدة نعمتك ويعلو فوقها يكفي البنين ويكفي الكلاب الرابضة ، وقالت بكل قلبها وصوتها : " نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا! " نظر اليها بعد ان سمع كلامها فاعجبه منطقها والحاحها واصرارها وايمانها . رآها تطلب الفُتات ، مجرد الفُتات يكفيها ، يحل مشكلتها ، يشفي ابنتها ، يكفيها الفُتات . قال لها : " «يَا امْرَأَةُ ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ " . هل لديك هذا الايمان ؟ هل لديك هذا الاصرار ؟ هل لديك هذا التمسك بالرب ؟
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
462 - قبل ميلاده بمئات السنين أعلن الوحي المقدس عن المسيح بلسان اشعياء النبي 9 : 6 قال: " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا ، إِلهًا قَدِيرًا ، أَبًا أَبَدِيًّا ، رَئِيسَ السَّلاَمِ " عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيسا السلام وقبل مولده بشهور ٍ قليلة أرسل جبرائيل الملاك الى مريم العذراء وقال لها : " هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ . هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى ، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ " ( لوقا 1 : 31 ، 32 ) عظيم ، ابن العلي ، ابن داود ، هكذا دعاه جبرائيل ملاك الله . وبعد مولده وقف ملاك الرب امام الرعاة واعلن ميلاد المخلّص ، المسيح الرب . مخلّص ٌ هو المسيح الرب . وتبع المجوس نجمه الذي اعلن مولد ملك اليهود . واثناء حياته على الارض كان كل من يسمعه ويرى اعماله ومعجزاته يصرخ ويعترف انه هو الآتي من الله ، وشهد بطرس انه هو المسيح ابن الله الحي . كل هذه اسماء والقاب المسيح ، عجيب ٌ ، مشير ٌ ، الهٌ قدير ٌ رئيس السلام ، ابن العلي ، عظيم ، ابن داود ، المخلّص ، المسيح الرب ، ابن الله الحي . لكن المسيح كان كثيرا ً ما يدعو نفسه ابن الانسان . كان يحب ان يعرف الناس انه ابن الانسان . في اتضاعه فضّل ان يدعو نفسه ابن الانسان . في محبته للانسانية اختار لقب ابن الانسان . كان من حقه ان يكون ابن الله ، ابن العلي ، الله ظهر في الجسد ، الله نفسه ، لكن في تواضع اختار ان يكون انسانا ً ، مجرد انسان ٍ بسيط ٍ عادي ، انسان . وفي محبة ، محبة ٍ للانسان ارتدى جسد انسان واتخذ ملامح انسان وعاش انسانا ً . أراد ان يكرّم الانسان وأن يضع على رأس الانسان مجدا ً وفخرا ً فاصبح انسانا ً . أحب ابن آدم الانسان وفي محبته تجسد انسانا ً مثل باقي اولاد آدم . بعد ان كان الانسان مكروها ً ، ملعونا ً ، مطرودا ً ، خاطئا ً منبوذا ً من الله ، جعله المسيح محبوبا ً ، مباركا ً ، بارا ً ، مفتقدا ً ، جعله ممجدا ً . الانسان ابن الانسان . ترك مجده في السماء ليأتي على الارض ويحل بمجده في الانسان . رفع قدر الانسان ، رفع رأس الانسان ، رفع قيمة الانسان . ايها الانسان ، المسيح ابن الانسان ضمك الى مجده وجعلك ابنا ً لله . ايها الانسان ، المسيح الله ابن الله اصبح ابن الانسان ليعيدك الى عائلة الله .
 
أعلى