تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
415 - عندما اقترب موعد الصليب ، عندما بدت صورة الجلجثة قريبة ، جلس المسيح وسط تلاميذه يشجعهم ، قريبا ً سيواجهون تجربة ً صعبة ، سوف يقبضون عليه ويأخذونه منهم ، سوف يرفعونه على الصليب ويقتلوه ، سيتركهم وحدهم ، ما اصعب الوحدة َ عليهم ، كيف يعيشون بدونه . انقبض قلب المسيح وهو يفكر فيهم ، تألم لهم وهو يتصور ما سيحدث لهم ووجه كلامه الى بطرس ، قال الرب : " سِمْعَانُ ، سِمْعَانُ ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. " ( لوقا 22 : 31 ، 32 ) . أنعم علينا الله بالكثير من البركات والنعم وأهم تلك البركات هو الايمان فلو فقدنا كلَ شيء ، لو خسرنا كل شيء ، لو ضاع منا كل شيء الا الايمان لما خسرنا شيئا ً .كل ُ شيء ٍ يضيع يضيع ، كل شيء يُفقد يُفقد ما عدا الايمان . أدرك المسيح ذلك ، أدرك الخطر الذي سيواجهونه ، خطر َ تركه ِ لتلاميذه ، سيهجرهم ويصعد ُ الى الآب وما أصعب الهجران عليهم ، ما اصعب الهجران ، المسيح يدرك قسوته يعرف مقدار الم الهجران حتى انه صرخ على الصليب : " لِمَاذَا تَرَكْتَنِي " ، ويدرك ان لا شيء يستطيع ان يصمد ضد الهجران الا الايمان لذلك طلبه المسيح له . قال بولس الرسول : " جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ " ( 2 تيموثتوس 4 : 7 ) حفظ الايمان ونال المكافأة ، فاز بالسباق ، وُضع َ له اكليل البر ، نال اكليل البر الذي يهبه له في ذلك اليوم الرب الديان العادل وهذا الاكليل ليس قاصرا ً عليه بل يهبه الله ليس لبولس الرسول وحده " بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا " . ما اعظم ان ندرك اهتمام الرب بأن لا يضعف ايماننا أو يفنى . الايمان اعظم ُ هبةٍ من الله للمؤمن والحفاظ على الايمان واجب المؤمن . مات بولس الرسول شهيدا ً ، قطعوا رأسه ، فقد رأسه ولم يفقد ايمانه . مهما تمادى العالم ضدنا ، مهما قاومونا واضطهدونا فنحن ُ نحفظ ايماننا . وبعد ان قال الرب ذلك لبطرس قال له : " وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ " وهذا واجب المؤمن يحفظ ُ ايمانه ويثبت ايمان اخوته . لكن بطرس في اندفاع قال له : " يَا رَبُّ ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ " . كان يثق ُ بنفسه ، يثق ُ بقوته ، يثق ُ بايمانه . لكن المسيح قال له : " لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي " وهذا ما حدث تماما ً . الايمان هبة ٌ من الله ونحن نعمل على ان نحفظه والايمان الذي من الله ينمو ويزيد ويقوى بالارتكان على الله ، على الله وحده .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

prayer heartily

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
7 سبتمبر 2011
المشاركات
500
مستوى التفاعل
22
النقاط
0
الإقامة
عند قدمي الرب
رائع بل الاروع :
رائع : مراعاة ظروف الآخرين وعدم إساءة الظن في أخطائهم .
الأروع :أن تسامحهم ولا تتصيد الأخطاء وترد السيئة بالحسنة سترى الخير كله .

حكم كلها جميله ودي بالاخص لو عملنا بيها هيعم الكره الارضيه الحب والسلام
شكرا
 

إلهنا إله قلوب

New member
عضو
إنضم
14 أكتوبر 2008
المشاركات
54
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
في محبة الرب
- احذر الحلول البشرية :
عندما يطول الأنتظار ويتسرب الإحباط اليك ، لا تتسرع وتندفع إلى حلول سريعة بشرية ، فقد تحل المشكلة بمشكلة اكبر . ولكن انتظر خلاص الرب ...
يا رب اشفني من الإحباط واملأ قلبي بالرجاء من جديد .

آمين

وسلام ونعمة الرب عليك ويبارك مجهودك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
حكم كلها جميله ودي بالاخص لو عملنا بيها هيعم الكره الارضيه الحب والسلام
شكرا
شكرا CopticG
الرب يباركك


- احذر الحلول البشرية :
عندما يطول الأنتظار ويتسرب الإحباط اليك ، لا تتسرع وتندفع إلى حلول سريعة بشرية ، فقد تحل المشكلة بمشكلة اكبر . ولكن انتظر خلاص الرب ...
يا رب اشفني من الإحباط واملأ قلبي بالرجاء من جديد .

آمين

وسلام ونعمة الرب عليك ويبارك مجهودك
شكرااا
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
416 - أحظروا المسيح مقيدا ً امام بيلاطس الوالي ، حاكمه واهانه وجلده وسخر به ولم يجد به علة لكنه خوفا من شغب الشعب اسلمه لليهود ليصلبوه . اخذوا المسيح مجروحا ً مجلودا مهانا ً متعبا ً وخرج وهو حاملٌ صليبه ليصلب . خرج وعلى كتفيه صليبٌ جامدٌ ثقيل ، خرج المسيح حاملا ً صليبه على كتفيه . قال المسيح للجميع : " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي " . هو سار حاملا ً صليبه ونحن ُ وراءه يحمل كل واحدٍ منا صليبه ويتبعه . لكل منا صليب ٌ يحمله وكل صليب ٍ يناسب حامله ، لا يحمّل الرب أحدا ً صليبا ً لا يقدر ُ على حمله ، مثل السيدة التي رزحت تحت ثقل صليبها وتصورت انها تحمل ُ أثقلَ صليب ، تمنت ان تستبدل صليبها بصليبٍ اخف ، في حلم ٍ وجدت نفسها في مكان به صلبان كثيرة ، صلبان كثيرة مختلفة الحجم والشكل والنوع ، وجدت صليبا ً صغيرا ً مرصعا ً بالاحجار الكريمة ، اسرعت نحوه ، رفعته بسهولة ووضعته على كتفها ، احرقت احجاره الملتهبة جسدها . القت به واختارت صليبا ً آخر مظفورا ً بالازهار والورود ، اخذته وحملته واذا تحت الزهور والورود اشواك ، مزقت الاشواك لحمها واسالت دمائها ، رمت به جانبا ً واختارت صليبا ً آخر لم يحرق جلدها ولم يمزق لحمها ، صليبا ً رقيقا ً ، صليبا ً رفيقا ً ، صليبا ً خفيفا ً استطاعت ان تسير به بسهولة ، فحصته ووجدته صليبها الاصلي ، صليبها القديم الذي تذمرت منه واشتكت من ثقله وطلبت وتمنت ان تستبدله . الله يعرف مقدرة كل واحد ٍ منا ، يعرف قوتنا ومدى احتمالنا ولا يسمح ُ بتجربة ٍ أقوى منا ، لا يسمح ان نمر في ضيقة ٍ لا نستطيع ُ أن نحتملها ولا آلام ٍ تفوق ُ قدرتنا عليها . نتلفت حولنا فنرى أغنياء مكتنزي الوجوه يتزينون بالحلي والجواهر والذهب ، لا تحسدهم ، لا تغر منهم فتحت ملابسهم الغالية نار ٌ تحرق وجمر ٌ يشوي . نرى بجوارنا من يحيا حياة ً ناعمة ، حياة ً ممتلئة ً بالزهور حافلة ً بالورود ، لا تحسدهم ، لا تغر منهم فتحت اوراق الورد اشواك وتحت الزهر دماء ٌ تسيل . لو مررت على كل الصلبان تجربها وتختار ، لو أردت صليبا ً صغيرا ً ، لو تمنيت وفتشت على انسب صليب ٍ لك لما وجدت انسب من الصليب الذي تحمله .
قابلاً حمل صليبي ، اتبعُ الفادى الأمينْ .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
417 - بعد ان عبر الشعب البحر ، بعد ان ساروا على قاعه ِ اليابس ونجوا من فرعون ، ارتحلوا " مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ شُورٍ. فَسَارُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً. " لم يجدوا ماء ً . من بعيد لمحوا لمعان ماء ساكن وسط الرمال لكنهم وجدوا ان الماء مر ، ماء ٌ مر غير صالح ٍ للشرب ، وأخذ العطش يهري اجوافهم ، تذمر الشعب ، صرخ الى موسى وصرخ موسى للرب ، العطش يكاد يقتلهم في البرية . وأرى الرب موسى شجرة ً طرحها في الماء فصار الماء عذبا ً . شرب الشعب وارتوى . بعد الارتواء جلسوا يستريحون ، وضع الله فريضة ً لموسى " وَهُنَاكَ امْتَحَنَهُ ، قال له الله : " إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ ، وَتَصْنَعُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيْهِ ، وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ ، فَمَرَضًا مَا مِمَّا وَضَعْتُهُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ " . هكذا امتحن الله موسى في البرية ، وضع امامه فرائضه ليسمعها ويطيعها ، والله يمتحن قديسيه ، يوفر لهم ما يحتاجون اليه ، الماء العذب في البرية ، ويضع امامهم فرائضه ُ وشرائعه ُ وقانونه ُ وناموسه ، من يسلك فيها يشفى . الله يمتحن رجاله الأقوياء الله يمتحن ابطاله الصامدين ، الله يمتحنهم . ابراهيم رجل الايمان ، بطل الايمان البار امتحن الله ايمانه وبره ، أمره ُ ان يأخذ ابنه وحيده الذي يحبه اسحق ويقدمه ذبيحة واطاع ابراهيم ونجح . ايوب البار التقي المستقيم الكامل كان يتقي الله ويحيد عن الشر ، مر في الامتحان وكان امتحان ايوب صعبا ً ، فقد ابنائه ُ وبناته ، فقد ممتلكاته ، فقد صحته وقوته ، وصمد ونجح وعوضه الله وطوبه . وعلى مدى العصور يمتحن الله اتقيائه ، الله يرى اتقيائهُ اقوياء لكنه يجعلهم يمرون في الامتحان ليعرف قوة احتمالهم كالحديد والفولاذ يمسكه الحداد بيده ، يمدده ، يلويه ويفتله ويدخله النار ويتعامل معه وهو في النار ، وهو خارج النار يبسطه ويثنيه ويطرقه ، يدقه بكل ما فيه من قوة ليعرف قوة احتماله ومدى صلاحيته ِ للمهمة التي عليه ، هل هذا الحديد يصلح ُ لبناء بيت ؟ أم لبناء سفينة ؟ هل يصلح ُ لبناء برج أو جسر ؟ وعلى قدر احتماله ِ وقت امتحانه يوجهه ُ للمكان المناسب له والدور الذي يقوم به . الاحتمال صفة ُ كل مؤمن ، الايمان العملي يحتمل ، يتقوى . يتقوى بالطرق ِ والضرب ، بالشد والجذب والدق .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
418 - عندما نسير في الطريق ننظر ُ الى الامام ، نلقي بصرنا الى قدام ، نفحص الطريق الذي امامنا ، ندقق وننظر بحرص ٍ الى الطريق ، قد تكون على الطريق عثرة ، قد نجد امامنا عائقا ً أو سدا ً ، نسير ونحن نستعد لمواجهة ما سوف يقابلنا في تقدمنا للامام وهذا امر ٌ هام لضمان السلامة . حين نقود ُ سيارة ننظر للامام ، حين نسلك ُ سبيلا ً ننظر للامام ، حين نعبر شارعا ً ننظر ُ للامام ، لكن داود النبي في مزموره الشهير 23 يقول : " إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي " تلفت داود النبي الى الخلف ، نظر الى ما وراء ظهره ، نظر خلفه ، وجد من يتبعه ، وجد الخير َ يتبعه ، الخير َ بكل غناه وثرائه يتبعه ، وجد آخر يصاحبه ، وجد الرحمة َ تتبعه ، الرحمة ُ بكل رقتها وجمالها تتبعه . ما اجملها من صحبة ، ما الذها من رفقة ، الخير والرحمة يتبعانه . النظر الى الامام فقط ليس هو السبيل للشعور بالامان والراحة ، النظر الى الخلف ايضا ً يملأ القلب بالاطمئنان والسلام والرضا . تابعان لا ينحرفان يسيران خلفك بنفس سرعتك ونفس طريقك ، إن سرت َ يمينا ً سارا يمينا ً وإن انحرفت يسارا ً انحرفا خلفك ، إن أبطأت السير ابطئا معك ، إن اسرعت الخطوات اسرعا خلفك ، لا تحتاج ان تتأكد انهما خلفك فهما يتبعانك . ألا تسمع ُ صوت خطواتهما ؟ ألا تحس بانفاسهما وتسمع ُ أصواتهما ؟ هما يلتصقان بك ، يتبعانك ، هما حارسان امينان يحميان ظهرك ، يدافعان عنك من الخلف . لن يقترب منك خطر ٌ من الخلف غدرا ً ليضربك ويعوق ُ مسيرتك . هما كفيلان بحمايتك ، ملاكان حارسان يرافقانك الطريق والحياة ، لا يكلان ، لا يتعبان ، لا يملان ، لا يتراجعان ، لا يتخاذلان ، لا يكفان ، يستمران يوما ً بعد يوم كل ايام حياتك ، كل الايام . لا تنظر خلسة الى الخلف لتتأكد من وجودهما ورائك ، هما موجودان . لا تصغ السمع محاولا ً ان تطمأن لسيرهما معك ، هما يسيران ، مبعوثان من الله الذي يهتم بك الذي يرسلهما لاتباعك . الله لا يكف عن ارسال الخير لك ولا يبخل بالرحمة عليك ، الخير ُ كل الخير ، خير ُ الله لك ، لك انت ، والرحمة ُ كل الرحمة ، ورحمة ُ الله لك ، لك انت َ . سر طريقك مطمئنا ً فهناك من يتبعك ، خير الله ورحمته يتبعانك ، يتبعانك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
419 - أحدث صلب المسيح صدمة ً كبيرة ً لتلاميذه ، كيف يموت ُ هكذا ؟ كيف ينتهي الحلم العظيم ؟ واحدثت قيامته صدمة ً كبيرة اخرى . كيف يحدث هذا ؟ هذا فوق ادراك العقل . وكان اثنان منهم منطلقان في الطريق الى عمواس كانا متحيرين من كل ما حدث ، ظهر المسيح واقترب منهما سار بجوارهما ولم يعرفاه " أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ " ، وتحاوروا معا ً ، تكلموا ، بتردد وحيرة ٍ اخبراه بما رأته النسوة ولم يفهما . بدأ يشرح لهما ويفسر عن جميع ما تكلم به الانبياء عن موته وقيامته وصعوده . اعاد على مسامعهما النبوات ، استرجع معهما اقوال الاسفار المقدسة . برغم اقناع الكلمات لم يفهما أو يقبلا ، برغم وضوح التفسيرات لم يريا . وجلس معهما واخذ خبزا ً وكسر وناولهما " فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ " . كان قلباهما ملتهبين فيهما وهو يكلمهما في الطريق ويوضح لهما الكتب لكنهما عرفاه حين دخل اليهما واقام وكسر الخبز وناولهما وتعشى معهما . المسيح ليس معلما ً عاديا ً ، ليس استاذا ً ولا محاضرا ً ولا مدرسا ً مقنعا ً ، المسيح لا يتكلم بعلم العلماء ولا حكمة الحكماء ولا منطق الفهماء ، هو يتحدث الى القلب ، كلماته لا تصل الى عقولنا من خلال اذهاننا ، كلماته تدخل القلب ، تحل فيه وتسكن ، كلماته تنمو وتحيا في قلوبنا ، وبه ِ ، بهِ هو وحده بالروح القدس تنفتح عيوننا فنفهم ونعرفه . الروح القدس فينا يفك اسرار ملكوت الله ويجعله يحيا فينا . دخول المسيح لحياتنا وقلوبنا ، حلوله فينا ، عشائه معنا ونحن معه ، هذا فقط يفتح عيوننا فنراه ونعرفه ، لا تبقى عيوننا منفكة ٌ عن معرفته . كم من علماء قرأوا كلمات الله ، فحصوا وبحثوا وحللوها ولم يعرفوه . كم من افراد ٍ يواظبون على قراءة الكتاب المقدس ويحفظون كلماته غيبا ً ، يرددونها في كل مناسبة وبدون مناسبة لكنهم ايضا ً لا يعرفونه . لتعرف المسيح ، لتفهمه وتدرك مشيئته لا بد ان تنفتح عيناك ، وتنفتح عيناك حين يدخل ُ اليك ، حين تفتح ُ له الباب ليدخل . دخوله الى قلبك يمزق الحجاب الذي يحجب النظر عن عينيك ، يرفع الغمامة ، يُبعد الغلالة ، يأتي بالفهم والادراك والمعرفة . كلام الله وكتابه المقدس هو الحق لكن ليست كل العيون تراه . نعمة الله ورحمته ومجده هناك لكن ليست كل النفوس تتمتع بها . المسيح وحده بوجوده وحلوله في حياتك يجعل ُ عينيك تريان . الروح القدس وحده بسكناه فيك يغمر حياتك بالنعمة والرحمة . افتح عينيك بالروح القدس ، تريان ، سلم له عقلك ، يُدرك ويفهم .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
420 - حزينا ً مضروبا ً باعظم تجربة ٍ حلت بانسان ، كان ايوب جالسا ً وسط الرماد . سبعة ُ اولاد ٍ وسعة ُ بنات ٍ ماتوا جميعا ً ، كل مواشيه ِ هلكت وثروته ُ ضاعت ، سقط البيت على غلمانه وسكانه انسحقوا تحته ، كل شيء راح وضاع ، ضربه ُ قرح ٌ رديء من باطن ِ قدمه حتى هامته ، حطام ُ انسان ٍ ملقى في التراب . في ذلك كله يقول ايوب : " اما انا فقد علمت ان ولي حي " ولي حي وبعد ان يفنى جلدي هذا وبدون جسدي ارى الله ، ارى الله . لم يكن ينظر الى الخراب حوله ، لم يكن يريد املاكه تعود ُ له ، لم يتمنى ان يقوم بنوه وبناته ، لم يتمنى ان ينتصب بيته من جديد . وجد ان كل شيء ٍ لا قيمة له ، كل شيء ٍ زائل ، والزائل يزول ، الكل يزول وينتهي . عَلِم َ ان جلده المقروح ايضا ً سوف يفنى ، علم ان جسده ايضا ً سيزول . بعد ان ضاع المال ، بعد ان مات البنون والبنات ، بعد ان اعتل الجسد يبقى ان يفنى الجلد ، يبقى ان يذهب الجسد ، يفنى الفاني ويذهب فيرى الله ، الله الذي اراه كما يقول " الى ذلك تتوق كليتاي في جوفي ".
امسكوا استيفانوس حاوروه وجادلوه وبكل شجاعة اجابهم وافحمهم ، حنقوا بقلوبهم وصروا باسنانهم عليه ، القوا به وسط الدائرة ليرجموه . في الوسط والحجارة تنهال عليه والايدي تُلقي بها في صراخٍ مجنون معتوه كان وجهه ُ كوجه ملاك ، كانوا يرجمونه وهو يشخص بعينيه الى السماء ، شَخِصَ الى السماء وهو ممتليء من الروح القدس فرأى مجد الله ، رأى الله ، وصوت ٍ واهن ٍ واضح ٍ وهو يرى الله قال : " ايها الرب يسوع اقبل روحي " ثم جثى على ركبتيه وصرخ بصوت ٍ عظيم " يا رب لا تقم لهم هذه الخطية " .
رأى ايوب الله بعد ان فنى الجلد المقروح وذهب الجسد الترابي وراى استيفانوس مجد الله ويسوع قائما ً عن يمين الله وهو يشخص ُ للسماء . رأيا الله بالعيان ، رأياه رؤية العين ، رأياه حين لحقا به في المجد . ونحن نرى الله بالايمان ، الآن رؤية الايمان وسنراه حتما ً بالعيان فيما بعد ... المؤمنين جميعا ً في كل العصور من بعيد ننظر ونرى ونصدق ان لنا وطنا ً سماويا ً حيث يوجد الله وسنراه ، نرى الله . هناك سنرى الملك بكل بهائه ، سنرى ارضا ً بعيدة مجيدة يقيم فيها الله . نحن لا ننتظر السماء ونطلبها لما بها من بهاء ، لما بها من جمال وروعة خارقة ، نحن لا ننتظر السماء ونطلبها للقديسين هناك والاحباء للراحة والخلود والبقاء بل لاننا هناك سنرى الله ، نراهُ وجها ً لوجه ، دائما ً الى الابد .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
421 - في السبي في السنة الثانية عشرة منه في المساء كانت يد الرب على حزقيال . يقول النبي حزقيال : " وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيَّ مَسَاءً " . وسط ظلمة المساء ، وسط سكون المساء ، وسط الوحدة ، وسط الضياع كانت يد الرب هناك حلت وهبطت على كتفه يد الله في المساء . حين تصور ان لا احد حوله ، حين تصور انه منفي ٌ متروك ٌ وسط الليل كانت يد الله هناك ، جائت يد الله تؤنس وحدته ، جائت تقويه وتشجعه ، جائت تُعلن وجود الله . عندما ينفض الجميع تُعلن نور الله وسط ظلمة المساء . حين يحل الظلام ، حين تهبط الظلمة الى الارض ، حين تحتويك وتلفك ، تخترق يد الله الظلام ، تمزق يد الله ستار الظلمة ، تلمس كتفك ، تستقر عليه . إن كنت لا تراها تشعر بها . إن كنت لا تميزها تعرف انها بقربك فيفرح القلب وتسبّح النفس وتبتهج الروح وتعلو الحان الابتهاج . غير المرئي قريب ، غير المحدود موجود . الخالد الابدي بجوارك فيهرب الشيء المرئي ، يبتعد الخطر المحدود ، يتركك الظلام وينقشع . عندما يهاجم القلب ضعف ، عندما يحل بالنفس فتور ، حين تبرد الروح ، حالا ً تأتي اليد ، يد الله لتقوي وتحيي وتشجع وتعضّد وتعيد حرارة الحياة . عندما تشتعل النار داخلنا تحرق القلب ، حين تعلو السنة القلق داخل النفس حالا ً تأتي اليد ، يد الله لتطفئ اللهب ، ترطّب ، تهدّي ، تسكّن الروح . يد الله تطرد عنك الهم ، يد الله تصد عنك هجمات العدو . يقول داود النبي : " علَى غَضَبِ أَعْدَائِي تَمُدُّ يَدَكَ ، وَتُخَلِّصُنِي يَمِينُكَ. الرَّبُّ يُحَامِي عَنِّي " ( مزمور 138 : 7 ، 8 ) . يده قوية اقوى من كل شيء ، أقوى من كل بأس ، يده شديدة ٌ وذراعه ممدودة ورحمته الى الابد ، يد الله تصل اليك في أي مكان وفي كل وقت ، يد الله معك بقربك . يد الله تمتد لك حيثما تكون وحينما تحتاج ، يد الله عليك ، على كتفك . كان دانيال في ارض بابل عبدا ً مسلوب الارادة والحرية بعيدا ً عن وطنه ، وسط جنون الملك ومجونه ، وسط بلاطه وسجونه ، وسط ظلمة المساء فاذا بيد ٍ تلمسه ، إذا بيد ٍ ترفعه وتقيمه ، اقتحمت ذلك ورفعته واقامته . في وسط العاصفة ، الريح تهب غاضبة ، الامواج تعلو صاخبة ، الماء يزيد تحت قدمي بطرس وهو يسير عليه ، بدأ بطرس يغرق واذا بيد ٍ تمتد اليه ، اذا بيد ٍ تمسك بيده ، اذا بيد ٍ ترفعه وتنقذه . يد الله معك في كل ظرف ، يد الله بقربك في كل وقت ، يد الله تلمسك وتشفيك ، لا تخف ، لا تفزع امسك بها وتعلّق ، الله لك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
422 - تواجهنا في الحياة مواقف غريبة متعددة نجد انفسنا عاجزين عن الحكم عليها . ننظر الى الامور ونحن نحاول اتخاذ القرار ونتحير ، لا نعرف كيف نتصرف ، كيف نختار ؟ ونمعن الفكر ونشحذ العقل ، ندقق ونفحص ومهما طال الوقت لا بد ان نختار ، واصعب ما يواجه الانسان في حياته هو قرار الاختيار ، قرار اتخاذ القرار ، الاختيار الجيد يؤدي الى النجاح والانتصار والاخنيار السيء يقود الى الفشل والانهيار . الاختيار الجيد يؤثر على حياة الانسان ويمتد اثره الى حياة من حوله . ونحاول قبل ان نختار ونتخذ القرار ان نجمع كل ما يمكن جمعه من معلومات . المعرفة تساعد على حسن الاختيار ، المعلومات الدقيقة تحكّم القرار ، لكننا كثيرا ً ما ننساق ُ في اختيارنا الى الشعور والاحساس ، الى الاهواء والعواطف . نجد انفسنا في اختيارنا مدفوعين بعواطفنا واحاسيسنا نميل لهذا ونرفض ذاك ، وفي ميلنا او رفضنا لا نجد ُ سببا ً مقنعا ً أو مبررا ً مبنيا ً على منطق ٍ أو حق . واخطر ما يُتخذ من قرار هو ان يسير الانسان حياته مدفوعا ً بالاحاسيس ، والمسيحي في حياته وسلوكه في هذا العالم الذي نعيشه يعتمد على الايمان ، الايمانُ ليس احساسا ً ، الايمان ُ ليس عاطفة ، الايمان ُ ليس شعورا ً ، الايمان ثقة والثقة تُبنى على معرفة ، الايمان يقين واليقين ُ يقوم على الفهم " وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. " ( عبرانيين 11 : 1 ) رجاء ٌ واثق ويقين ٌ مدرك ، ثقة ٌ في موضوع الايمان الذي نضع َ ايماننا فيه ونوجهه اليه - الله - يقين ٌ بما يقوله ُ لنا ويعدنا به ، يقين ٌ بكلامه وبمواعيده ، يقين ٌ في اقواله . وهذا الايمان لا يأتي من فراغ بل من تجربة ٍ وخبرة ٍ وتاريخ علاقة بالله . نعرف الله لذلك نثق به ، اختبرنا محبته لذلك نؤمن به ، مررنا بظروف ٍ رافقنا فيها ، سرنا في طرق ٍ طويلة وعرة متكئين على ذراعه ، لذلك نؤمن به ونثق فيه ونعتمد عليه ونأتي اليه عندما نحتاج ُ للاختيار . لا نتردى في تيه ٍ من المشاعر المتضاربة الرعناء والاحاسيس المخادعة الجوفاء ، لكن نعتمد ُ على صخرة ٍ قوية ، على جبل ٍ شامخ ، على ارض ٍ صلبة . يقول يعقوب الرسول : " وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ " ( يعقوب 1 : 5 ، 6 ) .
مولاي اني مؤمن ٌ زدني عزما ً يقوي بالفدا أمني
واجعل يقيني ثابت الركن ِ واشدد بروحك مولاي ايماني
آمنت يا ربي فقوي ايماني شدد يقيني وزِد فيك َ إركاني


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
423 - بعد العشاء والمسيح يجلس وسط تلاميذه يتحدث معهم التفت المسيح الى بطرس ، كان اقرب التلاميذ اليه ، دائما ً كان بالقرب منه ، منذ تبعه وهو يحرص على ان يكون بجواره . نظر الى عينيه الممتلئتين بالحماس والغيرة ، ادرك ما بقلبه من اخلاص ٍ واقدام ، كان يعلم امانته وصدقه لكنه ايضا ً كان يعرف اندفاعه الذي كثيرا ً ما كان يوقعه في مشاكل . قال له : " سِمْعَانُ ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ " ولعل بطرس واجه قول المسيح هذا بالتحدي ، كان ايمانه وثقته بنفسه كبيرين ، ولعله قال في نفسه : وماذا يستطيع ان يفعل الشيطان بي ، يغربلني كالحنطة ؟ مستحيل . فقال المسيح له : " وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ " . لم يكن الشيطان قد بدأ هجومه بعد ولكن المسيح كان قد بدأ يصلي لبطرس . لم ينتظر المسيح حتى يبدأ الشيطان ويوجه ضرباته ، بدأ هو بالدفاع لصد الضربات . لو كان المسيح قد قال لبطرس : اذهب وصلي لاجل نفسك لتكون في مأمن ، لو فعل ذلك لكان قد قدم لبطرس نصيحة ً غالية وتحذيرا ً نافعا ً مفيدا ً له . ولو كان المسيح قد قال لبطرس : لا تخف أنا بجوارك سوف ادافع عنك ، لو فعل ذلك لكان قد وهب بطرس وعدا ً بالحماية ومنحه بركة ً عظيمة ًُ كبيرة ، لكنه قال : انا اعرف عنف التجربة واعرف قوتك الحقيقية لذلك صليت لك ، طلبت لاجلك ، طلبت من مصدر القوة ان يقويك فلا يفنى ايمانك . المسيح يطلب ُ لاجل بطرس ، يصلي المسيح ، يطلب لاجلك ، يصلي . نعرف المسيح مخلّصا ً جاء الى الارض وحمل خطايانا عنا ، فدانا ، خلصنا . نعرف المسيح ربا ً وسيدا ً حررنا من يد الشيطان وضمنا الى مملكته . نعرف انه عاش على الارض لاجلنا ومات على الصليب وقام أيضا ً لاجلنا . لكننا ننسى احيانا ً انه حي ٌ قائم ٌ في السماء يصلي لنا ويشفع فينا امام عرش الله . ننسى انه بعد ان بررنا وحمل آثامنا ، بعد ان سكب للموت نفسه ، هوشفيعنا . يقول عنه الرسول بولس : " فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ " ( عبرانيين 7 : 24 ، 25 ) كاهن ٌ " عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ " يشفع فينا . المسيح يطلب لاجلك ، يصلي لاجلك ، يشفع فيك دائما ً .
حين تضعف امام التجربة ، حين تخور ، حين تتخاذل ولا تقوى على الصمود ، حينئذ ٍ وبمجرد ان ترفع عينيك وقلبك تستنجد به يُسرع لينقذك ويصلي ويطلب لاجلك حتى لا يفنى ايمانك ، هو الوحيد ، هو الشفيع .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
424 - ايوب وقد اصابته الخطوب وحلت به المصائب الواحدة بعد الاخرى ، وهو ملقى ً خارجا ً في الرماد بلا مأوى ، فقد سقط البيت وانهدم ، بلا ابناء فقد ماتوا جميعا ً ، بلا مواشي او ثروة فقد ضاع كل شيء . جاء اليه اصدقاءٌ يعزونه ، يتكلمون معه ، يتحاورون ويتحدثون ، وفي لحظات ٍ كثيرة كانوا معزين متعبين وكان كلامهم بلا جدوى ، الا ان أَلِيهُو صديقه قال له يوما ً : " اصْبِرْ ...... أَنَّهُ بَعْدُ لأَجْلِ اللهِ كَلاَمٌ. " . لأجل الله كلام ، كانوا يتكلمون معه ويعزونه لانه لأجل الله كلام . كلمات أَلِيهُو هذه ما تزال ُ ترن في آذاننا حتى الآن لانه لأجل الله كلام . هل نتكلم لأجل الله ؟ هل لأجل الله لدينا كلام ؟ . الله اوجدنا لنتكلم لأجله . قال لتلاميذه ولنا : " اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. " فلدينا لأجل الله كلام . المسيح كسر قيودك وحررك من سلطة الخطية ، المسيح بررك ، اطلقك مبررا ً بارا ً ، المسيح مات لاجلك وقام ، المسيح فداك ، فهل تعيش حريتك لنفسك ؟ هل تعيش برّك وحدك ؟ هل تتمتع وحدك ؟ ام تذهب وتحدّث ب " كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ ". ؟ لأجل الله كلام . اخفاء كلام الله حرام ، اخفاء كلام الله عصيان ، اخفاء كلام الله خطية . لا يمكننا ان لا نتكلم بما رأينا وسمعنا ، الذي رأيناه وسمعناه نتكلم به ، نحن شهود ٌ له ، كيف لا يتكلم الشهود " فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. " ( 1 كورنثوس 9 : 16 ) .كيف نحجب عن العالم كلام الله ؟ كيف نخفيه ، كيف ؟ فلأجل الله كلام . قال المسيح لتلاميذه ولنا : " أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ ....... أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ . لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل ، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ . فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا " . لأجل الله كلام . قد لا تكون قسا ً أو كاهنا ً أو واعظا ً على منبر لكن لديك لأجل الله كلام . قد لا تكون كاتبا ً أو اديبا ً أو شاعرا ً يستخدم القلم لكن لديك لأجل الله كلام . قد تتصور ان ليس لديك موهبة ٌ او وزنة ٌ تستخدمها لكي تخدم الله . قد تظن ان يدك فارغة وقدمك عاجزة ولسانك مقيد لكن قلبك عامر ٌ بمحبة الله . اعمل كما عمل بطرس ويوحنا وقل : " لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ " ( اعمال الرسل 3 : 6 ) .لديك لأجل الله كلام ، تكلم به . تكلم عند البئر ، تكلم على الطريق ، تكلم في البيت ، في العمل ، لديك لأجل الله كلام . تكلم في الصباح ، في المساء ، في الليل ، في النهار ، لديك لأجل الله كلام .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
فهل تعيش حريتك لنفسك ؟ هل تعيش برّك وحدك ؟ هل تتمتع وحدك ؟ ام تذهب وتحدّث بكَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ ". ؟

مجهود فوق الممتاز وبستفاد خالص من التاملات الجميلة دى
اذكرنى فى صلواتك يا استاذنا
آمين
سلام ونعمه
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63


مجهود فوق الممتاز وبستفاد خالص من التاملات الجميلة دى
اذكرنى فى صلواتك يا استاذنا
آمين
سلام ونعمه
شكراااااااا ABOTARBO
الرب يبارك حياتك وخدمتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
425 - تجمع بنو الانبياء حول اليشع النبي ، زمرة ٌ من رجال الله الاتقياء ، مجموعة ٌ من الابرار عاشوا معا ً ومع النبي في مكان ٍ ضيق لم يعد يكفيهم ، وقالوا لاليشع : الموضع ضيق فلنذهب الى الاردن نقطع الاشجار ونبني لانفسنا ولك موضعا ً مناسبا ً لنقيم فيه . وافق النبي على قولهم ، ذهبوا واستعار احدهم فأسا ً حديديا ً من صديق ٍ ليقطع به الخشب ، وبينما الكل منهمك في القطع والبناء سقط الفأس الحديدي في الماء ، غاص حالا ً في الاعماق وصرخ الرجل للنبي يطلب العون فالفأس معارة ، وذهب رجل الله الى حيث سقط الفأس " فَقَطَعَ عُودًا وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ ، فَطَفَا الْحَدِيدُ. " ( 2 ملوك 6 : 6 ) . طفا الحديد وظهرت الفأس وتناولها الرجل وعاد يعمل في القطع والبناء ، وهل يطفو الحديد ؟ نعم بأمر الله وقدرته يطفو ، يطفو الحديد . ننظر الى المشكلة فنراها مستحيلة ، لا يمكن ليد ٍ بشرية ان تعالجها ، لا يطفو الحديد لكن اصبع الله تتدخل ويصبح المستحيل ممكنا ً . " غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ " ( لوقا 18 : 27 ) . عمل ٌ صعب تُكّلف به ، اصعب مما تستطيع القيام به ، مستحيل ، وهل يطفو الحديد . وحين تلجأ الى الله يصبح الصعب سهلا ً وتقوم بالعمل خير قيام ويطفو الحديد . تمر في أزمة ٍ مالية عنيفة ، الابواب مغلقة ، السبل مسدودة ، كيف السبيل ؟ وترفع وجهك لله وتمد يدك له وحده وتنفرج الأزمة وتُحل ، ويطفو الحديد . تستعبدك عادة ٌ سيئة ، تجثم فوقك خطية ثقيلة ، لا مفر لك ، لا خلاص . وتستنجد بالله القوي يحررك ويكسر قيودك وينجّيك منها ، ويطفو الحديد . يستبد بك ظالم يًشهر سلاحه ضدك ، يغرز مخالبه في جلدك ، يضطهدك ، وتصرخ لله ، تضع جروحك امامه ، تستصرخه ان يعينك ، ويتدخل ، ويطفو الحديد . ما الذي تواجهه الآن ويصعب عليك التعامل معه ؟ احضره امام الله . ما الذي تقاسيه وتعاني منه وتحزن له وتتألم ؟ قدّمه ، قدّمه لله . لا تنظر الى لحديد وهو يسقط في الماء وتتحسر وتيأس وتفشل . لا تتصور ان حياتك مستحيلة ٌ ومتاعبك ثقيلة اثقل ُ من الماء ، حتى لو كانت كذلك فالله يجعل المستحيل مستطاعا ً ، كل شيء ٍ عنده مستطاع وسوفَ يطفو الحديد ، سوف تُرفع الاثقال ، سوف تختفي الصعوبات . إن آمنت ترى مجد الله . الجسد الميت النتن خرج من القبر وقام .( يوحنا 11 ) على قدر ايمانك يكون لك ، حسب ايمانك ، بحجم ثقتك بالله . اصبع الله تتحرك ، يد الله تعمل ، تعمل الاشياء العادية والخارقة . ثق به ، اعتمد عليه ، أقبِل بثقلك اليه ، لا تشك في قدرته فهو الذي يجعل الجو الملبد يصفو وهو الذي يجعل الحديد يطفو .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
426 - كان داود نبيا ً ، نبيا ً عظيما ً للرب ، كان قلبه حسب قلب الله ، يا له ُ من نبي . وكان ملكا ً ، ملكا ً عظيما ً لاسرائيل ، كان الشعب يحبه ُ ويخضع ُ له ، يا له من ملك . وكان غنيا ً ، كانت لديه ِ اموال ٌ كثيرة ، قصوره ُ مملوءة ٌ بالخير ، يا له من غني . وكان قويا ً ، في صباه قتل أسدا ً ودبا ً ، في فتوته قتل جُلْيَاتُ الجبار ، يا له من قوي . لكنه امسك قيثارته ُ وعزف عليها يقول : " حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي. " ( مزمور 119 : 37 ) .وجد ان كل ما لديه باطل إن لم يسر في طريق الرب ، بعيدا ً عنه موت . النبوة إن لم تكن في طريق الله " نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ " ، الملك إن لم يكن حسب طريق الرب مظهر ٌ كاذب وعرش ٌ حقير . الغِنى إن لم يكن لمجد الرب وبِره تراب ٌ زائل ورماد ٌ باطل . القوة ُ إن لم تكن لخدمة الله جبارة ٌ غاشمة ، ظالمة ، سفاحة آثمة ، حَوِّلْ يا رب عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي . الباطل ُ حولي ، يدور ُ حولي ، الباطل ُ خلفي وامامي ، الباطل ُ يحيط بي . طلبتي يا رب وصلاتي ، طلبتي ان تساعدني لاحول عيني عن النظر الى الباطل ، الباطل يشملني ويلفني أغرق ُ فيه ِ واغوص كالغريق وسط الماء ، اضرب ُ ذراعي ّ لابتعد َ عنه ُ ، أغوص ُ اكثر ، ارفسهُ ، ابعده ُ ، يقترب مني اكثر ، لا قدرة لي عليه ، لا فِكاك َ لي منه ُ ، استنشقه ُ مع الهواء ، اشربه ُ مع الماء . شهوات العالم حولي باطلة ، ملذاته واطاييبه ُ ومباهجه ُ باطلة ، اهتمامات العالم واهدافه ُ باطلة ، تطلعاته ُ وطموحاته ُ باطلة ، غرور العالم باطل ، مجد العالم باطل ، نجاح العالم باطل وغناه باطل " بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ ، الْكُلُّ بَاطِلٌ. ....... الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ. " حول يا رب عيني ّ عن الباطل ، كل ما في العالم قبض الريح لا يبقى في كفي ، لا آخذ ُ شيئا ً معي ، ماذا انتفع ؟ ماذا انتفع لو ربحت ُ العالم كله ؟ الكل باطل ، احيني يا رب في طريقك ، طريقك حياه ، لا حياة الا عندك . كما لم يجد داود حياة ً في مُلكه وغناه وقوته ِ ونبوته هكذا انا يا رب ميت ٌ بدونك . انت لي الطريق والحق والحياة ، مهما حصلت ُ في هذا العالم من اباطيل ، مهما امسكت ُ بها وتمسكت ستسقط من قبضتي حين ترتخي قبضتي وتنفتح حين ارحل ، وسأقف امام العرش بأيدٍ خاوية فالباطل ُ باطل ٌ لا يبقى معي ، الحياة ُ فقط في طريقك ، الباقي فقط خوفك ، الدائم فقط اتبّاعك . حين تقف امام صليب المسيح مقررا ً قبوله ربا ً وسيدا ً ، تحيا . حين تُعلن ايمانك َ به وخضوعك له ، يحيا المسيح فيك . هذا هو الطريق الوحيد للحياة الابدية وكل ما دونه ُ باطل .
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
427 - كان ايوب رجلا ً كاملا ً مستقيما ً يتقي الله ويحيد عن الشر ، كان رجلا ً بارا ً امام الله ، وجاء الشيطان ، جاء الشيطان ليحاربه ويجربه وقال : هل مجانا ً يتقي ايوب الله ؟ وكان تعليل الشيطان ان الله قد وهب ايوب بركات ٍ كثيرة ونعما ً عديدة فكيف لا يتقيه ؟ طوال ما تُغدق عليه البركات ، طوال ما تنهمر عليه الثروات والمكافآت فهو يعبد الله ، لكن بمجرد ان يقبض الله يده عنه ، بمجرد ان يكف عن هباته فسوف يحول وجهه عنه . وسمح الله بان يمر ايوب بسلسلة ٍ من التجارب ، مات ابنائه وضاعت ثروته وصحته . وصمد ايوب للتجربة وقال : " عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا " واستمر الرجل في محنته يتقي الله . هناك كثيرون يعبدون الله و يتقونه ، وقت الرخاء والراحة ، وسط النعم والبركات ، وما ان تبدأ المحن وتحل الخطوب ، ما ان تصعب الحياة وتحل الكروب حتى يبدأ التذمر ويتعالى العتاب وينكر محبة الله واهتمامه ومبالاته . يحبون الله وهو يبسط يده اليهم ويعطي ويديرون وجوههم له حين ينضب العطاء . يتّبعون المسيح وهو يفتح عيونهم ويشفي مرضاهم ويقيم موتاهم ويشبع بطونهم ويتراجعون حين يواجهون معه مقاومة الفريسيين ومضايقات الكهنة والكتبة . يسرون خلفه بين الزهور وسط الحقول ، يتزاحمون حوله وهو يخطو فوق الماء . يرتدون عنه وهو يعبر طريق الجلجثة ويتصايحون ضده وهو معلق ٌ على الخشبة . أي عبادة ٍ تلك ؟ أي اتباع ؟ أي محبة وأي اقتناع ؟ عبادة منفعة ومحبة الانتفاع ، عبادة اليوم الصحو والطريق المعبد ، الطريق الرحب والباب الواسع ، نعم . اما عبادة اليوم الملبد بالغيوم الطريق الوعر ، الطريق الكرب والباب الضيق ، لا ، " اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ . مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ " ( متى 7 : 13 ، 14 ) هؤلاء يسعون نحو العطية لا العاطي ، يترجون الهبة لا الواهب ، عيونهم مركزة على ما بيد الله لا على وجه الله وعلى قلب الله . يسوع يسير امامك فان اردت ان تتبعه فاحمل صليبك وسر خلفه . قد يسير امامك في طريق سهل وتجد الصليب خفيفا ً سهلا ً ، سر ورائه . وقد يسير امامك في طريق ٍ صعب وتجد الصليب ثقيلا ً مرهقا ً ، سر ورائه . علاقتك بالله ليست علاقة عبد ٍ أجير ، علاقة مصلحة ٍ زائلة ، علاقتك بالله علاقة ابن ٍ بأب ، علاقة ُ حب ، رابطة دم ٍ دائمة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
428 - دخل المسيح القرية ، ارادَ أن يستريح ، وكان يجد دائما ً في بيت لعازر ومرثا ومريم راحته . وهبّت الاختان مرثا ومريم تحتفلان به . جلست مريم تحت قدميه تحتفي به وهرعت مرثا الى داخل البيت تعمل وتشتغل وتعد الطعام . قامت مرثا وجلست مريم . كان على مرثا طهي الطعام وتوفير الشراب ، اشياء ٌ كثيرة ، كانت مرتبكة ً في خدمة ٍ كثيرة ، اما مريم فجلست ترحب بالضيف وتكون معه ، تستمع الى اقواله وتتعلم منه ، ولعل مرثا نادت اختها سرا ً أو اشارت اليها لتلحق َ بها تساعدها فلم تنتبه فدخلت الى حيث المسيح وقالت له عاتبة ً : " يَا رَبُّ ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي ؟ " قال لها " مَرْثَا ، مَرْثَا ، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ " . لم يكن عيب مرثا انها تخدم ، الخدمة هامة ٌ جدا ً ولازمة ، واجبنا ان نخدم ، ولك يكن عيب مرثا ان خدمتها كانت كثيرة فعلينا ان نكون مكثرين في عمل الرب . العمل ُ كثير ، الحصاد ُ كبير ، واجبنا ان نعمل ُ بجد ٍ وأن نشتغل َ بجهد . ولم يكن عيب ُ مرثا انها كانت مشغولة ً بالخدمة فكلنا يجب ان ننشغل بما للرب لكن العيب ، عيب مرثا انها كانت مرتبكة ً في خدمة ٍ كثيرة ، كانت مرتبكة . حين وجّه المسيح نظرها لم يُنكر عليها خدمتها ولا كثرة ِ خدمتها وانشغالها لكنه انكر عليها اضطرابها وارتباكها " أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ " والارتباك والاضطراب ابعدها عن الضيف ، عن الاحتفاء بالضيف ، والاحتفاء بالضيف لا يكون فقط بتقديم الاكل والشراب له بل بالتواجد معه ، بالجلوس تحت قدميه ، بالاستماع اليه ، بالتأمل في وجهه ، بالبقاء في صحبته ، هذا هو الواحد الذي نحتاج ُ اليه ، النصيب الصالح الذي لن ينزع ُ منا . عمل ُ مرثا هام وعمل ُ مريم هام وعلينا ان نقوم بعمل ِ مرثا وعمل مريم معا ً ، علينا ان نقدم خدمة ً كثيرة وعلينا ان نقدم شركة ً عميقة مع السيد . احيانا ً يكون من السهل ان نخدم كثيرا ً ومن الصعب ان نجلس مع الرب . كثيرون اكفاء في مجالات الخدمة المتنوعة ، قادرون على حمل اعباء الخدمة لكن حياتهم الروحية ضعيفة ، خلواتهم قصيرة ، صلواتهم محدودة ٌ مبتورة . حين كان الشعب يحارب عماليق كان يشوع يجول ويصول ويحارب في الوادي وموسى فوق الجبل امام الله يتشفع رافعا ً يديه ِ الى الله يترجى النصر . لم يحتاج يشوع في خدمته الى عون واحتاج موسى في عبادته الى مساعدين . الخدمات الارضية هينة مهما صَعُبَت والخدمات الروحية صعبة . لا تستهن بالجالسين تحت اقدام السيد يسمعون كلامه ويسمعونه صوتهم ، هذا هو النصيب الصالح عليك ان تهتم به كما تهتم ُ بالخدمة ، الاثنان ِ معا ً .
 
أعلى