تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
398 - يصور الكتاب المقدس حياة المسيحي في هذا العالم بالسباق ، سباق ٍ كبير . والمؤمن في حياته على الارض يشارك في سباق مصيري هام ٍ عظيم . ويسميه كاتب الرسالة الى العبرانيين بالجهاد " الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا " وفي السباق الكل يجري كل ما حولك ومن حولك يدفعك الى الجري ، لا توقف ، إن توقفت تدوسك الاقدام التي تجري خلفك . لا تباطؤ ، إن تباطئت تراجعت َ وتأخرت وتخطاك الآخرون . لا خروج من السباق ، لا سبيل َ للخروج ، الطريق يسير الى الامام فقط . ويقول الوحي المقدس " لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ " . في السباق لا يتثقل الانسان بشيء ، لا يحمل جواهره ُ وحليه ُ وثروته وامواله . هذه تعوق ُ سرعتنا ، لا نحملها معنا . المتسابق يلبس ملابس خفيفة ، المتسابق يلقي عنه اثقاله واحماله ، المتسابق يلقي عنه حتى ملابسه ، وما حولنا من خطية ٍ تُغري ، تُبعد النظر عن الطريق والهدف ، تعطّل . المتسابق لا يلتفت حوله ، لا يتوه ُ بصره يمنة ويسرة ، الهدف امامه فقط ، ونحن في سباقنا تُحيط بنا الخطايا التي تُمسك بملابسنا وتعوق ُ تقدمنا ، لا بد ان ننفضها عنا ، نلقيها بعيدا ً الى اقصى ما تصل اليه ايدينا . سوف تحاول ان ترتمي تحت اقدامنا لنعثر ونسقط وتدوسنا الاقدام ، لكن الله وضع لنا اسلوبا ً نتخلص منها بسهولة ، قال : " إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." . ازفر خطاياك ، اخرجها من قلبك ، اعترف بها جميعها لربك ، تتخفف منها وتنطلق في السباق خفيفا ً ، نشطا ً ، قويا ً ، مثابرا ً للوصول . ويوصينا الكتاب المقدس " بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا "، الصبر في السباق . قد يطول السباق ، قد تتقطع الانفاس ، قد تُرهق العضلات ، لكن السباق لا بد ان يستمر ولن يساعدنا على الاستمرار الا الصبر ، الصبر الذي نراه في مثال الرب يسوع المسيح الذي جرى سباقنا هذا قبلنا . يقول الرسول بولس : " نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. " حيث نهاية السباق . كما صبر المسيح ، كما احتمل المسيح ، كما جاهد المسيح ، نصبر ونحتمل ونجاهد . جاهد في السباق ناظرا ً الى المسيح الذي يجري امامك ، بهذا تصل الى النهاية وتحصل على الاكليل .



A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
399 - كان شاول ( بولس ) يضطهد الكنيسة ويقتل التلاميذ ويهدد المؤمنين ، وفي الطريق الى دمشق ابرق نور الرب عليه واسقطه على الارض بقوة وسمع صوتا ً قويا ً يعنفه ويؤنبه ويضربه كسياط ٍ ، يقول : شَاوُل ُ، شَاوُلُ ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي ؟ " . لم يرى احد وسط النور لكن الصوت افزعه فقال في خوف : " مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ " وقال الصوت وكان صوت الرب : " أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ." وارشده الى ان يدخل المدينة . طلب الرب من حنانيا ان يذهب ليساعد شاول ، وتردد حنانيا فهو يعرف كم من شرور ٍ فعل شاول لكن الرب قال له ان يذهب اليه فهو يصلي ، وان الله قد اختاره ليكون اناء ً مختارا ً وسوف يريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمه ، وبدأت آلام بولس من ذلك الحين . عاش بولس الرسول حياة آلام ٍ لا مثيل لها ، رفضه التلاميذ ، لم يقبلوه في بداية اعلان توبته ، عاش متقشفا ً في البرية ، في كل مكان ٍ ذهب اليه واجه مقاومة ، هاجموه واتهموه وامسكوه وضربوه . رجموه وقيدوه واحضروه امام الحكام والولاة ليحاكموه وليسخروا منه . سجنوه ونقلوه مقيد اليدين والرجلين بين المدن والبلاد ومحاط ٌ بالجند والحرس . حياته كانت سلسلة من التعب والعذاب والمعاناة مما حوله ومن حوله ، وفي رحلة شاقة قاسية الى رومية اخذوه مع اسرى آخرين الى سفينة ٍ في البحر ، وهاج البحر وصخب وعلا الموج وصدم السفينة ، عاشوا اياما ً كثيرة معذبين . ونتسائل لماذا يا رب هذا الذي تسمح به يحدث لخدامك المخلصين الامناء ؟ لماذا يا رب تتراكم الشدائد هذه حول بولس عبدك ؟ لماذا كل هذا التعب ؟ أليس هو خادمك ؟ ألا تسهّل له طريق الخدمة ؟ ألا تُرسل له وسط البحر نجدة ؟ حين كان التلاميذ معذبين في البحر أتيت اليهم ماشيا ً على الماء وانقذتهم . ألا ترسل ملاكا ً من السماء يمد يده ويختطف بولس من وسط العاصفة ويرفعه ؟ يرفعه الى السماء وسط كل هؤلاء الشهود ؟ لو فعلت ذلك لآمنوا جميعهم بك . لكن الله لم يفعل ذلك . كانت حياة بولس مثالا ً للمسيحي الذي يتألم ، تألم لأجل اسم المسيح ، وحين صلى طالبا ً ان يرفع الرب عنه الشوكة التي في الجسد ، لم يرفعها بل وهبه نعمة ً فوق الألم وقال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي " . عاش بولس كما قال : " فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِد َ، فِي ضَرُورَاتٍ ، فِي ضِيقَاتٍ ، فِي ضَرَبَاتٍ ، فِي سُجُونٍ ، فِي اضْطِرَابَاتٍ ، فِي أَتْعَابٍ ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ " . حين تواجه الما ً انظر الى حيث يأتي العون . حين تهاجمك شوكة اغترف من النعمة التي عنده .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
شكرا ً rimonda لتقييمك الموضوع
الرب يبارك حياتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
400 - في جلسة ٍ خاصة مع تلاميذه سألهم : " مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ؟ " سؤال ٌ مباشر ٌ صريح . قالوا : قوم يقولون انك يوحنا المعمدان وقوم ٌ غيرهم يقولون ايليا وآخرون يقولون إرميا أو واحد ٌ من الانبياء . ثم وجه اليهم سؤالا ً أكثر صراحة ًومباشرة : " وَأَنْتُمْ ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا ؟ " صمت بعضهم واحتار بعضهم واجاب بطرس " «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ " . كان بطرس قريبا ً منه ، دائما ً في رفقته وصحبته ، عرفه جيدا ً . وانت من تقول ، من تقول انه هو ؟ من هو المسيح لك ؟ يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل كولوسي 1 : 15 ، 16 " هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ : مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى " هو اعلان الله ، هو خبر الله . هل هو جزء ٌ من الخليقة ؟ هل هو بكر الخليقة أي اول الخليقة ؟ بداية الخليقة ؟ أم هو رأس الخليقة ؟ أم مصدر الخليقة ؟ هل هو الرأس والمصدر لكل خليقة ؟ هو الله ، هو شخص الله ، صورة الله غير المنظور " فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا " ( كولوسي 2 : 9 ) المسيح " بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ " رأسها ورئيسها ومصدرها " فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ " خُلق الكل به ، به وله قد خُلق " الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ " . هو صاحب تصميم الخلق ، هو صاحب تنفيذ الخلق ، لمجده تم كل الخلق . هو البداية قبل كل شيء ٍ هو كائن وهو النهاية ليس بعده كائن . هو الخالق ، هو الاصل ، هو الرأس ، هو المصدر ، هو المصمم ، هو المنفّذ ، وهو الفادي ، هو " الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ " ( كولوسي 1 : 13 ) ، " الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا " ( افسس 1 : 7 ) . انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى سلطان النور ، حولنا من ابناء الظلمة الى ابناء النور . الخالق اعاد خلقنا كأبناء نور ، لهذا " أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ " ( كولوسي 1 : 12 ) هو النور ميراثنا ايضا ، خلق آدم بنسمة فيه وشوه آدم نفسه وسقط وأخطأ وهوى وجاء المسيح الخالق ، جاء الى العالم فاديا ً ليعيد خلق آدم من جديد . حمل على جسده آدم القديم على الصليب ، مات به ودُفن معه في القبر ، وقام آدم الجديد ليُصبح كل شيء جديد ويهب الابدية للانسان مرة ً اخرى . هذا هو المسيح الخالق الفادي . خلق الانسان ثم اعاد خلقه . هل تعرفه هكذا ؟ هل تريد ان تعرفه هكذا ؟ هل تريد ؟ إن أردت تقدر ، اقبله واعرفه . اعترف به وقل : انت هو المسيح ابن الله الحي .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
401 - كان شعب الله يعبرون الصحراء ، كانت الشمس حامية حارقة والجفاف يحيط بهم ، احترقت امعائهم عطشا ً ، كانوا عطشى ولم يكن هناك ماء ليشرب الشعب . تذمروا ، صرخوا ، خاصموا موسى ، هاجوا وقالوا : أعطونا ماءً لنشرب . وتدخل الله ووفر لهم الماء ، قال لموسى : هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ " ( خروج 17 : 6 ) . وضرب موسى الصخرة بعصاه ، وتفجرت الصخرة ، انفتح قلبها وجرى من الصخرة ماء وسط الصحراء . وفي عز النهار تحت اشعة الشمس الحارقة في قمة الجفاف أحست السامرية بالعطش وجائت تستقي ، جائت لتملأ جرتها من الماس الذي تحتويه بئر يعقوب ، وكان المسيح جالسا ً على البئر ، رأى عطش المرأة ، أحس بجفافها وحاجتها للماء . الماء الذي جائت اليه ليس فيه ارتواء ، لديه هو الماء الذي يروي كل عطش ، قال لها : " مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. " ( يوحنا 4 : 14 ) . الماء الذي يعطيه المسيح ماء أبدي الارتواء من يشرب منه لا يعطش أبدا ً ، وكما فجر الله الصخرة فاعطت ماء ً وسط الصحراء هكذا المسيح ينبوع ماء لنا وسط العالم ونسمع نداء : " أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا." ( اشعياء 55 : 1 ) . أرضنا يابسة ، أرضنا بلا ماء لن تروينا مياه العالم جميعها نحتاج الى مياه ٍ مروية ، والماء الحي الينبوع الذي لا ينضب ، المياه التي تحول الصحراء الى بستان يعرضها الله علينا مجانا ً ، بلا فضة ، بلا ثمن ، مياه ٌ لا تقدّر بفضة ولا تقدّر بثمن . لن نجد ذلك الماء الا عنده . قال المسيح للمرأة : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا." . لو كنت تعلم لطلبت منه فيعطيك ماء ً حيا ً . الله يوفر لك الماء الحي . الله يجعلك تفيض ، يغنيك ، سواقي الله ملآنة ٌ ماء ً . قل مع داود النبي : " يَا اَللهُ ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي ، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ " ( مزمور 63 : 1 ) اليك يا رب آتي ، تعال اليه ، اطلب منه ارتواء ً لنفسك وماء ً لجسدك وشبع ٍ لروحك ، سوف يوفر بوجوده فيك نبع ماء ٍ حي ، تفيض فيك أنهار ُ ماء ٍ حي فترتوي ، يجري الماء فيك فيرويك ثم تروي الآخرين حولك . النبع فياض ، النهر ُ مملوء ٌ بالماء . الماء فيك يجعلك قناة ً في العالم ، يملئك لترتوي وتروي .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
402 - كان نجما ً لامعا ًغير مألوف ذلك الذي امتطى قبة السماء وتربع في زرقتها . وتفاءل من شاهدوه ، أهذا نجم ٌ أم قمر ٌ أم شمس ؟ هذا شيء ٌ غريب ٌ وعجيب . لم يكن عجيبا ً عند المجوس الذين درسوا الفلك وادركوا انه علامات مولد ملك . نحم ٌ كبير ٌ في المشرق يعلن مولد َ ملك عظيم ، ملك لليهود يستحق السجود . وجاءوا كل من مملكته . جاءوا حاملين الهدايا يسعون نحو الملك المولود ليقدموها له . وفي وسط السكون علت طرقاتهم على باب الملك هيرودس في اورشليم . فُتحت الابواب ودخلوا ، وفي حضرة الملك سألوا : " أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ " اضطرب الملك واضطربت حاشيته . اضطربت الملكة واضطربت اورشليم ، لم يولد للملك هيرودس ابن ، فأي ملك هذا الذي لم يأتي من نسله ؟. لم يكن الملك المولود من نسل هيرودس بل من نسل داود ومن صلب يهوذا ، الملك المولود كان هو المسيح ، المسيح ابن داود ، ابن الله . سمع المجوس وذهبوا . ذهبوا يبحثون عن الملك ليسجدوا له ، سعوا وراء النجم ذاهبين اليه ، وسمع هيرودس وحاشيته ومن معه وخافوا واضطربوا ولم يذهبوا . وقادهم النجم الى المذود حيث الملك راقد ً ، سجدوا له وعبدوه ، وانتظر هيرودس وحاشيته ، ولم يعد المجوس ، خافوا وغضبوا ، ثم ارسلوا جندا ً بسيوف يقتلون الاطفال من ابن سنتين فما دون " صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ ، نَوْحٌ ، بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا ، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى " ( ارميا 31 : 15 ) . الذين رأوا النجم وعرفوا بمولد الملك ذهبوا اليه وقبلوه ملكا ً ، والذين انكروا النجم ورفضوا مولد الملك لوثوا أيديهم بدمه ورفضوه . وُلد ملكا ً ودام ملكا ً يجلس على كرسي داود الى الابد " وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ " وسيبقى ملكا ً ، ملكا ً اعترفوا به أو لم يعترفوا ، هو الملك ، ملك الملوك ورب الارباب ، اقامه الله ملكا ً ، اعلنه الله ملكا ً ابديا ً ، إن اعترفت به وقبلت ملكه سلمت وخلصت وتمتعت بملكه وخلاصه وسلامه وإن رفضته وتمردت على ملكه هلكت وصرت عرضة للعقاب والموت الابدي . كل العلامات تؤكد ملكوته . كل المخلوقات تعترف بانه الملك ، الملك المخلّص ، إن قبلته اليوم ملكا ً ومخلّصا ً نلت الحياة الأبدية والمجد الابدي معه وإن رفضته اليوم مخلّصا ً اخترته لنفسك ملكا ً ديانا ً لك عنده حساب . يوم يجيء ملكا ً يخلّص وحوله نور النجم العظيم ، غدا ً يجيء ملكا ً يدين ويحاسب . انتهز الفرصة ، فرصة النعمة واذهب اليه وقدم له الخضوع . لا تنتظر الى وقت ان تُغلق ابواب النعمة وتُفتح سجلات الحساب . اسمع صوته الآن وهو ينادي ويدعوا ويخلّص .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
403 - شجرة التين الخضراء مزروعة وسط الكرم محاطة بكل الحماية والاهتمام . الارض جيدة ، كرم ٌ خصب ٌ غني ، المياه متوفرة والكرام مجتهد ، وتمر الايام وصاحبها يحلم بالثمار ، يتوقع فروعا ً مثقلة بثمار التين ويأتي في موسم الحصاد ليقطف الثمر ، يأتي يطلب الثمر ولا يجد ويندهش ويسأل الكرّام : هل قصرت بالعناية بشجرة التين ؟ هل تكاسلت ؟ لم يتكاسل الكرّام ، بذل كل الجهد ، عزق وشذّب ونقب وروى ، ويقف الرجل غاضبا ً ثائرا ً : ماذا يُصنع ايضا ً وانا لم اصنعه ؟ ماذا يُصنع ؟ ويقول للكرّام : " ً هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا ؟ " لماذا تُبطل الارض ؟ اقطعها ، اقطعها حالا ً . وينظر الكرّام الى الشجرة غير المثمرة ويعطف عليها ، يتذكر كم رعاها واهتم بها ، كم انحنى تحت جذعها ، كم حفر حولها ، كم سال عرقه مع الماء يرويها ، كم سهر بجوارها ليلا ً يناجيها ويحدثها كأنها تفهم ، كم ربت على جذعها وفروعها . وفي رجاء ٍ قال : " ً يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. " . سنة ً اخرى ؟ سنة ً ثانية ؟ ماذا يمكن ان يُصنع لها اكثر مما صُنع لثلاث سنوات ؟ نعم نعم احاول ثانية سنة ً أخرى فقط لعلها تصنع ُ ثمرا ً " وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا " . يا لطول اناة الله ، يا لطول اناته علينا ، يا لطول اناته سنة ً وراء سنة . يوفر لنا كل شيء ، يوفر لنا ذاته ، جاء من هناك ، من بعيد ، من السماء ، " إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ " ، " أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ " وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." ، وفر لنا الروح القدس العامل فينا " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا " . ويوفر لنا كلمته ، كلمته الحية الفعالة القوية " اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ ". وفر لنا كنيسته الارض الخصبة التي تحيط بنا وتضعنا تحت جناحيها . ما الذي يمكن ان يُصنع لنا ولم يصنعه الله لنا ؟ ماذا هناك ؟ اعطانا الكثير ولا بد ان نعطي له الكثير أيضا ً " فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ ". اين الثمر ؟ الله يتوقع ان يجد فروعك محملة بالثمر . أُثبت فيه واثمر ، اثبت فيه تحمل ثمارا ً كثيرة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
404 - في الليل اثناء محاكمة المسيح أضرم الخدام نارا ً وسط الفناء والتفوا حولها ، ودفع البرد بطرس أن ينضم اليهم ويجلس وسطهم لعله يحس بالدفء معهم ، والتفت البعض اليه وقالوا : " أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟ " فانكر وقال :" لَسْتُ أَنَا " . وامعن آخر في وجهه و تفحص ملامحه وقال له : " أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ " رأيتك ، وتراجع بطرس زاحفا ً للخلف ، وقف بعيدا ً وانكر بشدة ذلك ، وصاح الديك ، " فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ " . صدمت النظرة وجهه " فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا " .
وبعد الغذاء التفت المسيح الى بطرس مرة ً اخرى بعد قيامته من الاموات وظهوره لتلاميذه ، نظرة ٌ جديدة حافلة ٌ بمعاني كثيرة عميقة ، سأله : " يَاسِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟ " لم يستطع بطرس أن يواجه نظرة المسيح ، أخفض عينيه وقال : " نَعَمْ يَارَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ " . انتظر المسيح برهة فرفع بطرس نظره يستطلع فواجهته نظرة المسيح القوية وقال : " ارْعَ غَنَمِي " ثلاث مرات والمسيح ينظر اليه ويسأله وثلاث مراتٍ يكلفه بأن يرعى غنمه . نظرة ُ تشجيع ٍ جديدة تختلف عن نظرة العتاب التي ارسلها اليه عندما انكره . نسي المسيح ضعف بطرس وتخاذله وخوفه وانكاره له وكلفه باعظم مهمة " ارْعَ غَنَمِي " انشر انجيلي ، احمل بشارتي ، اكرز بالانجيل للخليقة كلها . مراتٍ كثيرة نتخاذل مثل بطرس ، مرات ٍ كثيرة نضعف ونتراجع ونفشل لكن المسيح يوجه نظراته المشجعة لنا ويكلفنا باتمام مهمته ويقول : ارعوا غنمي . العالم ما يزال على قلب المسيح ، الخطاة يسكنون فكر المسيح واهتمام المسيح ونعمة المسيح ، وهو يريدنا ان نذهب الى العالم اجمع وننفذ مأمورية المسيح العظمى لنا . تفادى نظرة عتابه حين تضعف وتخور ، تفادى موقف العتاب والحساب ، تلقف نظرة دعوته وتكليفه ، اسمع قوله وامره ، تحرك نحو اتمام ارساليته . الكرازة ُ ارضاء الله ، الكرازة ُ اسعاد لله ، الكرازة تحقيق مشيئة الله . الموت سيف ٌ مسلول ٌعلى رقاب البشر ، الموت ُ حكم ٌ ابدي على العالم والمسيح جاء ليكسر السيف ويرفع الموت ن المسيح جاء بالرجاء والخلاص للانسان وانت طريق الله لتقديم فداء الله في المسيح يسوع للانسان ، لكل انسان .
أتحبني ؟ ارع َ غنمي .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
405 - كثير ٌ من الناس يعيشون حياتهم يشكون ، يتذمرون ، لا يكتفون ، مهما حققوا من نجاح يسعون الى نجاح أكبر ، النجاح الذي حققوه لا يكفي ، مهما نالوا من بركات ينظرون بتأففٍ ، يطالبون ببركات ٍ أوفر وأكثر ، لا يشبعون أبدا ً ، لا يرتوون ، لا يقنعون ، لا يستريحون ، لا يشكرون ، مثل الارض الصحراوية مهما القيتَ بها من ماء لا ترتوي ، لا تشبع ، لا تكتفي . دائما ً يطلبون المزيد ، إذا ربحوا الوفا ً طلبوا عشرات الالوف ، مئات . ينظرون الى ما بين ايديهم بعدم رضا ، يعيشون حياتهم يرثون انفسهم ويتحسرون ، دائما ً يتحسرون ، يشكون ويولولون : آه لا حصلنا على الأكثر ، على الافضل . ويحصلون على الاكثر ويصلون الى الافضل لكنهم لا يكتفون ، لا يقنعون . يقول بولس الرسول : " وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ " . دخلنا الى العالم بأكف ٍ خالية خاوية وسنخرج منه بأكف ٍ خالية خاوية . الكل يمضي ، الكل يزول ، الكل يجف ، الكل يذبل ، الكل يسقط . حياتنا لا تعتمد على اموالنا " مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ " . المسيحية ليست ضد المال ، المسيحية ضد محبة المال . الانسان يسود المادة ، المادة لا تسود الانسان . المسيحية ليست ضد التمتع ، الله اعطانا " كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ." . المسيجية تهتم بتوفير احتياجاتنا باطمئنان وثقة وشعور ٍ بالأمان " لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " . في هذا القول ضمان وامان . حياتنا ليست من اموالنا ، سنحيا كسبنا ام خسرنا . الكتاب المقدس ينادي بالاكتفاء ، ينادي بالقناعة . الاكتفاء ابن الايمان ، القناعة بنت الايمان . الاكتفاء ُ والقناعة توازن ٌ داخلي ناتج ٌ ونابع ٌ من الايمان بالله ، الايمان بالله الذي لا يهملنا ولا يتركنا ، الايمان بذلك اكتفاء واستفضال " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ........ لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ " . ولا نحصل على الإكتفاء والقناعة فجأة بل نحصل عليهما بالتدريب والتعليم . يقول بولس الرسول : " أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ " قد تعلمت " قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ." " قَدِ اسْتَوْفَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ وَاسْتَفْضَلْتُ " هكذا تعلّم بولس الرسول الاكتفاء بالارتكان على الله ، وهكذا تتعلم القناعة بالثقة والايمان به .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
406 - في حياتنا في العالم نتعثر ونسقط ، نُهزم ، نفشل ، لا نحقق انتظارات الله ، نسقط في خطايا لم نكن نتصور انه يمكن ان نسقط فيها ، يا للعار . نقترف شرورا ً واثاما ً كبيرة ً لا يقترفها أشر الاشرار ، يا للخجل . كيف لا نصمد ، كيف لا نقاوم ونغلب . الشيطان عدو ٌ خبيث ، لكننا نعرفه ، نعرف انه عدو ٌ وأنه خبيث ، كيف ننخدع به ونسقط ؟ نحن ابناء الله ، نحن نحمل اسمه ، قبلناه ونلنا الحياة الجديدة ، كيف يحدث هذا ؟ نعرف عار الخطية ، نعرف طريق البر ، نعرف الخير ونميز الشر . كيف نسقط ؟ وما اصعب موقفنا حين نسقط ، معاناة والم وشقاء لا حد له ، يزيده ويضخمه اننا نكره الشر ، لدينا حساسية ضده ، لا نحبه ولا نحتمله . يقول بولس الرسول : " فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. " ( رومية 7 : 14 ، 15 ) هذه المعرفة وهذا العجز برغم المعرفة يصعب الامر علينا فنتألم ونشقى به " فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ." . بولس الرسول يضع يده هنا على السر : الصراع الدائر فينا بين الروح والجسد ويضع امامنا ايضا ً الرجاء : " إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ." ( رومية 8 : 1 ، 2 ) . هنا في مستودع الحياة الابدية نجد الحل ، ندرك نمو الطفل الجسدي وتقدمه وهو يقفز حولنا ويلعب ويضحك . وندرك نمو العقل الثقافي وتقدمه وهو يزداد معرفة ً وفهما ً بالتعليم والتثقيف ، وندرك نمو الحياة الاخلاقية والمثاليات حين نراقب كيف يقاوم بارادته الشر ، فوق ذلك كله نرى كيف ان الحياة في المسيح يسوع تهبنا الحياة الروحية الابدية "
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " ( يوحنا 3 : 16 ) . " وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ : أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً ، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. " ( 1 يوحنا 5 : 11 ، 12 ) . هذه الحياة الابدية سلاحنا لمواجهة صراعات الجسد ومحاربات الشيطان ، هذه الحياة الابدية التي في المسيح يسوع حررتنا من عبودية الجسد والخطية ، ولكي تضمن ان تحيا في الروح هذه الحياة المنتصرة عِش تحت سلطان الروح القدس . حين تتحد بالمسيح أنت تتحد بالروح القدس .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
407 - تأتي علينا اوقات نجد انفسنا في ظلام ، ظلام ٍ ثقيل كثيف ٍ حولنا . نفتح العيون على اتساعها لنرى ، لكن عيوننا لا ترى ، الظلام يملئها كلها . نفرك الجفون لعل العيب في العيون ، نقفلها ونفتحها عدة مرات ، لا يزال الظلام يسد كل شيء ، يملأ كل شيء ، لا شيء الا الظلام . الليل يحيط بنا يلفنا ، يحتوينا ، يغطينا بغلالته السوداء الثقيلة ، لا لون الا السواد ، والسواد يقتل كل الالوان يلون كل شيء بلونه ويضغط علينا بكل ثقله ، الظلام ثقيل ، السواد ثقيل ، يجثم علينا . ونقف حيارى ، هل سيبقى الليل ؟ هل سيدوم الظلام ؟ هل يسود السواد ؟ نعلم ان الفجر لا بد ان يبزغ ، الظلام لا بد ان ينجلي ، السواد لا بد ان يرحل فهناك شمس ، شمس ٌ قوية عظيمة ٌ آتية ، كرة ً هائلة من النار والنور ، نعلم قدرتها ، نؤمن بوجودها ، اختبرنا نورها ، عشنا في دفئها . قد لا نراها الآن فالظلام يملأ عيوننا ويعوق رؤيتنا لها . الليل يحل علينا بخيمته ويغطينا بدثاره ويلقي علينا برداءه ، لكننا نعلم ان النهار لا بد ان يطلع وضوءه سوف يمزق الاغطية . لا شيء مهما تجبّر وبغى يعوق طلوع النهار ، النهار قادم ٌ آت ٍ ، قد يتأنى ، قد يتأخر ، قد يتباطئ ، في لوعتنا نظنه ينسانا ، نتصور خطواته بطيئة ، نتخيل ان ساعاته متأخرة لكنه قطعا ً يجيء . السواد ثقيل ٌ سميك ، عرضه اميال لا تقدر انظارنا وايدينا أن تخترقه ، وتتوالى الساعات تتابع دقاتها ، تتحرك عقاربها نحو الامام ، نحو النور ، نحو النهار ، نحو انبلاج الفجر واشد الساعات ثقلا ً قبل الفجر . يتجبر الليل ويبغى ، يتراكم الظلام ويتكوم ، ينتشر السواد ويتمادى . وتشرق الشمس ، تأتي ، تحل تنزل بساحتنا ، تمد اذرعها القوية النيرة " وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا " ( ملاخي 4 : 2 ) . لم تخلف وعدها وموعدها ، لم تتأخر ، ولم تتباطأ ، ولم تتوانى . في موعدها تماما ً تجيء عند الفجر لحظة مجيء الشمس ، لحظة الانتصار . تأتي فيهرب الظلام ويركض فزعا ً أمام نورها ، يجري ويبتعد . تأتي فينتهي الليل ويلفظ انفاسه ويتحطم تحت أقدامها ، يموت الليل . تأتي فيختفي السواد ويلم أذيال ردائه وينحسر امامها يشحب ويختفي وتُشرق الشمس . نرى ، عيوننا ترى ، لا شيء يعوق ُ رؤيتنا . الشمس لا تتوقف عن الشروق .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
408 - شبّه المسيح نفسه بالكرمة ، قال : " أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ." والكرمة نبات ٌ معطاء ، شجرة ٌ كل ما فيها مفيد ٌ ونافع للكرّام وللناس ، ثمرها جيد ٌ للاكل ، العنب الطيب الحلو المذاق يغذي ويلذ اكله ، يؤكل طازجا ً ويؤكل جافا ً يؤكل جامدا ً ويشرب عصيرا ً كله فوائد وورقها يؤكل في بعض البلاد يطبخ ويشكّل ويؤكل كطبق ٍ شهي . وفروعها واوراقها توفر ظلا ً يحمي من حرارة الشمس وقسوتها وعادة ً ما ينبت بجوار الكرمة نباتاتُ أخرى تتغذى على غذائها ، ويدعونا المسيح ان نثبت فيه كأغصان متعددة تخرج من جذع الكرمة ، وثبات الاغصان بالكرمة يجعلها تحيا ويجعلها تحمل ثمار الكرمة ، وكما ان الغصن لا يقدر ان يأتي بثمر ِ من ذاته إن لم يثبت بالكرمة هكذا نحن لن نستطيع ان نأتي بثمر ٍ من ذواتنا ، لا بد ان نثبت في الكرمة والذي يثبت في المسيح يأتي بثمر ٍ كثير والذي لا يثبتُ فيه لا يحيا ولا يُثمر ، يجف ، يضعف ويذبل ويجف وينكسر ويسقط ويطرحونه في النار ، والذي يثبت في المسيح الكرمة تسري حياته فيه كما تسري حياة الكرمة ، يسري الغذاء والعصارة والحياة من قلب الكرمة الى قلوب الفروع ويسري الطعام الذي تمتصه الجذور من الارض الى اصغر غصن ٍ وأدق فرع وتمتد الاغصان وتكبر تُمسك في الكرمة من طرف ويمتد الطرف الآخر . وكلما ثبت الغصن بالكرمة كلما نما وكبر وانتشر وامتد الى الناس بالثمر . الثبات في المسيح يملئنا بالثمار ، يوفر الثمار للناس لتتناوله منا . كما ان علينا مسؤولية الثبات بالمسيح علينا مسؤولية العطاء للناس ، وكما نحب الله نحب الآخرين وكما نخدم الله نخدم الآخرين . قال المسيح : " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ." وكما قال : " بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي." قال ايضا : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ........ بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." . وطوال ثباتنا فيه فنحن نعمل اعماله وننفذ وصاياه ونستمد منه القوة . كما احب نُحب ، كما غفر نغفر ، كما تحنن نتحنن ، كما بذل نبذل فالغصن يشبه الكرمة في كل شيء ويحمل نفس الثمر الذي تحمله وسوف يأتي اليوم الذي سوف نقف جميعنا أمامه لنقدم حساباتنا ، سوف يقيمنا عن يمينه ويقول : " تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ ........ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي ............. بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. " .
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
409 - الزهورُ والورود ُ تحتاج ُ الى النور لتنمو وكلما زاد النور زادت الوانها ، الا ان هناك بعض الزهور تنمو في الظلام في اماكن لا تشرق عليها شمس والعجيب ان هذه الزهور من اجمل الزهور وابهاها واغلاها واكثرها رونقا ً . وهناك مؤمنون ينمون في الظلام يُزهرون ويثمرون وسط الظلمة ِ والألم ، وكلما زادت المعاناة والضغوط والشدائد حولهم زادوا بهاء ً وجمالا ً وثمارا ً . بولس الرسول عاش حياة كلها ألم وعذاب واضطهاد ٌ وظلم ٌ ومعاناة وكان في وسط ذلك ينمو ويعلو ، يرتفع صوته برسالة الاكتفاء والفرح . أمسكوه هو وسيلا وحاكموهما وضربوهما بالعصي والقوا بهما في السجن واوصوا حافظ السجن ان يحرسهما جيدا ً فالقى بهما في السجن الداخلي ، ضبط ارجلهما في المقطرة وسط الظلام وسط الآلام وسط السجن ، وفي نصف الليل ظهر رونق الزهور ، ظهر جمال وبهاء هذا النوع النادر من المؤمنين ، كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون والسجان يسمعون . المؤمن وسط الظلام تنفتح نوافذ نفسه ويتدفق نور الامل والرجاء حوله ، تُحدق امام ناظريه مواعيد الله وعهوده ، يرى نعمة الله المتفاضلة ، يدخل الفرح من بين قضبان السجون ، يغزو السلام ظلمة الاضطهاد ، يُشع ذلك كله ويتبلور قتزداد اوراق الزهرة وتزهو الوانها . الاضطهاد يضغط على جوانب قطعة الماس فيزداد لمعانها وبهائها ، الالم يصقل المؤمن ويشحذه ويسن سلاحه ويقوي ايمانه . حين تنظر الى وجه المؤمن الذي يُزهر وسط الظلام تجده نيرا ً ، حين تتكلم مع ذلك النوع النادر من البشر تسعد بابتسامته . يقول الرسول بولس : " ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ ، مَرَّةً رُجِمْتُ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ . بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً ، بِأَخْطَارِ سُيُول ، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي ، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً ، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً ، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ " ظلامٌ ظلام ٌ ظلام ، آلام ٌ آلام ٌ آلام ، مشقات ٌ واضطهادات ، هكذا كانت حياة بولس ، ويقول له الرب : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي " فيقول : " لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ . لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ." هكذا كان بولس يُزهر وينمو في الظلام . هل حولك ظلام ، ظلال ، متاعب ؟ الله يريدك ان تُزهر وسط الظلام . تكثر الظلال حيث تكثر الانوار .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
410 - يقول بولس الرسول : " فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ . وَلكِنِّي أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي ، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ " ( رومية 7 : 22 ، 23 ). قوتان تتجاذبان ، ناموسان يتصارعان ، قانوان متضادان مثل قانون الجاذبية حين نلقي شيء ٍ بقوة الى اعلى يواجه قوة الجاذبية ، قوة الدفعة ترفعه الى فوق وقوة الجاذبية تجذبه الى اسفل . وتختلف قوة الجذب حسب ثقل المادة ، يزداد ثقل الجذب بزيادة ثقل المادة ، هكذا تفعل قوة الجسد تجذب الروح الى اسفل إن استطاعت بقوة وكل مؤمن يُدرك هذه المشكلة ويعرف كيف يكون صراع الجسد وهو يجذبنا لاسفل ، وتزداد قوة الجذب في المركز ، مركز الجسد ، الذات ، النفس ، الأنا . أنا اريد ، أنا أحب ، أنا أرغب ، أنا أختار ، أنا أفضّل ، أنا ، أنا . وسقوط الروح دائما ً يكون نحو الذات وبسبب الذات ، نحو الأنا ، الا انه عندما يجذب الجسد الروح الى اسفل يتصدى له ناموس الحياة في المسيح "لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ." ( رومية 8 : 2 ) . هذا الناموس ، هذا القانون ، روح الحياة هذا يدفعني الى فوق الى أعلى . وطوال امتلائنا بالروح ، طوال سلوكنا بالروح ، طوال حياتنا بالروح نعلو ونعلو . مع اول خيوط الفجر نسمع العصافير تغني وتغرد وتشدو لنور الصباح لكن لا يمكن لأي قوة أن تُسكت تغريد الطيور وهي تستقبل ضوء النهار ، هكذا لا يمكن لأي قوة أن تغلب ارتفاع الروح الى أعلى ، لا يمكن . إذا سافرت بالبحر وبينما المركب تمخر المياه وتسير تشق البحر تجد الطيور تتبع السفينة تحوم حولها وتصاحبها رحلتها ومهما حاولت أن تبعدها لا تستطيع ، لا يمكن ان تطردها بعيدا ً . والروح يعمل حسب ناموس ٍ وقانون ، ناموس روح الحياة ، وكأي قانون له نظام ، نظام ٌ لطاعته ونظام لعصيانه ِ ، تعادلية نظامية . إن قاومت قانون الروح أحزنته واحزان الروح ليس بالامر الهين . ارجع وابحث عن السبب ، ابحث عن الخيط الذي اسقطته من يدك ، امسك بخيط الطاعة لله من جديد ، تمسك به بقوة واصرار ، اعترف بعصيانك وتب واندم وعد الى محبتك الاولى ، طاعتك الاولى . داوم على الصلاة ، على قراءة الكلمة ، على التمسك بوعود الله . داوم على التواجد في حضرة الله في خلوة ، في عبادة ، في كنيسة . استعد قوتك الروحية وقدرتك على مقاومة جاذبية قانون الجذب . ارتفع الى فوق باجنحة النسور الى اقصى ارتفاع .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
411 - حين حان الوقت ليبدأ المسيح ارساليته على الارض بدأ يجمع تلاميذا ً حوله وذهب الى بحر الجليل ودعى سمعان واندراوس أن يتبعاه ليصبحا صيادي ناس ، ثم يعقوب ويوحنا كانا يصلحان الشباك ناداهما ، تركا السفينة وأباهما وتبعاه ، وهكذا جمع المسيح تلاميذه ، أقام اثني عشر ليكونوا معه ليرسلهم ليكرزوا . لم يُرد ان يكونوا بطانة ً له ، لم يُردهم زحاما ً حوله ، لم يخترهم عزة ً وعزوة ، ارادهم ان يكونوا معه يرون ما يعمل ويسمعون ما يقول حتى يرسلهم ليشهدوا ، وفي نهاية ايامه على الارض بعد قيامته من الاموات ، عند صعوده الى السماء وقف وسطهم وقال لهم : " لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ " . وهكذا ارسلهم المسيح الى العالم ليشهدوا به عما سمعوه ورأوه معه . وعلى الطريق الى دمشق ظهر المسيح لشاول واختاره ودعاه ليشهد له . جعله يحول اختياره ويحول حياته ويسمع ُ لصوت الله ويطيع اختيار الله . رأى الله فيه اناء ً مختارا ً ليحمل اسمه امام امم وملوك وبني اسرائيل ، وقال له حنانيا : " إِلهُ آبَائِنَا انْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ ، وَتُبْصِرَ الْبَارَّ، وَتَسْمَعَ صَوْتًا مِنْ فَمِهِ.لأَنَّكَ سَتَكُونُ لَهُ شَاهِدًا لِجَمِيعِ النَّاسِ بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ. " لجميع الناس . وكما انتقى الله تلاميذه ليشهدوا وبولس ليعلن ما رأى وسمع ، هو اليوم ينادينا ويختارنا ان نشهد له " أَنْتُمْ شُهُودِي ، يَقُولُ الرَّبُّ "
، وما زال صوته يعلو : " اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا " . الشهادة مسؤولية ٌ كبيرة على الشاهد . الشهادة اعلان شيء ٌٍ تم رؤيته ويجب اعلانه . الشهادة ُ واجبة ٌ على الشاهد وعدم اذاعتها جريمة ٌ يعاقب عليها القانون . ويقول بولس الرسول : " الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. ". العالم ُ حولنا ، الخليقة كلها ، الحقول كلها مبْيَضة وجاهزة ٌ للحصاد . العالم يعاني ، العالم يصرخ : إني معذب ٌ في هذا اللهيب ارحمني ، ارحمني ، ويسمع الله الصوت ، صوت الصراخ ويتوجه الينا نحن شهوده ويقول ، يقول لكل واحدٍ منا من شهوده : اذهب ، اذهب وحدّث " كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ ". الله يريد شهوده ان يشهدوا ، الله يهبك الروح القدس لتشهد له ، الناس حولك اشهد ، اشهد به ، إشهد له .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
412 - ارسل الله موسى الى فرعون ليأمره بأن يُطلق شعبه من مصر ، وتقسى قلب فرعون ، تكبر على الله وعصاه ، عاند وقاوم ورفض وتوالت ضربات الله عليه ضربة ٌ وراء ضربة ولم يخضع فرعون للرب . ضرب الله ضربته الاخيرة ، ارسل الله الموت ليحصد كل الابكار ، كان على ملاك الموت ان ينزل الى الارض ويحصد حياة كل بكر ٍ فيها وفرق الله بين ابكار شعبه وابكار فرعون ، اراد ان ينقذهم من الموت فأمر موسى أن يوصي الشعب بأن يذبحوا الذبائح و يأخذوا من الدم المسكوب . هم ياخذون الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا علامة ً من دم وقال الله " فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ " ، يموت ُ كل بكر ، كل فاتح ِ رحم ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها . حين يجتاز الموت ليحصد الابكار " وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا ، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ ". ياتي الموت يتجول في الارض يمد منجله ويحصد النفوس ، يمد ذراعه ُ ليخطف كل بكر يخطفه ويقتله كأمر الرب الا الابكار الساكنين في بيوت ٍ على قوائمها واعتابها علامة ُ دم ، الذي يختفي خلف الدم ينجو ، دم الذبيحة ينقذه من الموت ، انتشرت رائحة الموت في الخارج ، حصد المحكوم عليهم في عبائته ، علا الصراخ فالموتُ حل بالارض ، الموت ُ يقوم بمهماته الا ان كل بكر بداخل البيت الذي يحمل الدم كان في منجاة ٍ منه وأمان ، الدم وقف ستارا ً بين الموت وبين الناس الذين يحتمون بالدم . كل صرخة ٍ تعلو إثر موت أحد كانت تهز ُ قلوب الناس فزعا ً لكن النظر الى الدم الموضوع الى الابواب كان يعيد الامان اليهم ، كان يرى الدم فيعبر ، كان الدم يُبعد الموت َ عنهم .
هل تختفي خلف الدم ؟ هل تحتمي في دم المسيح ؟ هل هو علامةٌ على قلبك ؟ هل اخذتَ من دم الذبيحة الخالدة وجعلته على قوائم حياتك ؟ إن كنت قد فعلت َ ذلك فأنت في أمان ٍ من الموت ، لن يقترب الموت منك ، لا يقدر ، لا يستطيع ، لا يصل اليك ، أنت في أمان تحت حصانة الدم . مهما علا الصراخ في الخارج ، صراخ الانتقام والعقاب ، مهما ارتفعت السنة اللهيب في الخارج ، لهيب غضب الله ، أنت في أمان ، الانتقام والغضب سيرى الدم ويعبر ، لا دينونة ، لا موت ، في دم المسيح خلاص تام لك وأمان . عش في أمان فعلامة الدم عليك .احيا في طمأنينة فالقصاص سيعبر عنك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
413 - في وسط ِ ضجيج التجارب والمتاعب تصخب حولنا وتهدر ُ وترعد وتتصايح ، حين تلطمنا الخطوب من كل جانب ، حين نسقط تحت أقدام الضيقات ، حين لا يملأ آذاننا الا الصراخ ، حين لا ترى عيوننا الا العواصف ، لما تضغظ ُ علينا المتاعب تدوسنا وتحطمنا ، حين يعتصرنا الألم والمعاناة ، في فشل ٍ مطروحين ، في فراش ٍ عاجزين ، في ظلم ٍ متردين . أيدينا عاجزة ، قلوبنا حزينة ، أرجلنا مشلولة ، نفوسنا مكسورة ، نستنجد بمن حولنا ، أين الأخ والاخت ؟ أين الأب والأم ؟ أين الصديق ؟ تحولوا عنا ، ابتعدوا ، اشاحوا بوجوههم ، أنصرفوا ، تركونا . لكننا نعلم أن الله هناك في العاصفة موجود ٌ وسط التجربة لا يتحول أبدا ً عنا لا يبتعد لا يهملنا ولا يتركنا ، هو هناك . ونرفع اصواتنا نرفعها قوية أو ضعيفة في صراخ ٍ أو في همس ، يسمعنا أذناه حساستان لصوتنا تلتقطان الصراخ وتسمعانه ، ويُسرع لنجدتنا . الرب يميّز التقي ، الرب يسمع عندما ادعوه . حين صرخ الشعب وبكوا سمع صوتهم وأسرع ينجّيهم ويرفع ُ عنهم الظلم . حين رفع المسيح وجهه اليه في جثسيماني في معاناة ٍ في صمت أرسل من يقويه . قل مع ميخا النبي : " وَلكِنَّنِي أُرَاقِبُ الرَّبَّ ، أَصْبِرُ لإِلهِ خَلاَصِي. يَسْمَعُنِي إِلهِي." ( يسمعني الهي ) " لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي ، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي " . لا تجاهد وتصارع العاصفة ، لا تستدعي الناس العاجزين مثلك ، اطلب الرب ، ابكي ونُح واصرخ وادعوه ، يأتي قطعا ً ويستجيب . الرب يسمعك ، الهك يسمعك ، اذناه وقلبه متجهون نحوك ، هو يُصغي لصراخك خصوصا ً حين يقسو العالم عليك ويتجبر . حين يحل بك الظلم ، حين يتعسفون " لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي " لا تشمتي . الهي حي ، الهي يهتم ، الهي يبالي ، الهي يستجيب ، الهي يسمعني ، الهي يحفظ العهد ، الهي ينفذ الوعد ، الهي يسرع بالانقاذ والنجدة . قال : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. " وأنا ارفع المعاناة عنكم وأنا احمل الاثقال عن كواهلكم "فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي ، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ." . قف بثقة وسط العاصفة ، انفض الخوف عنك ، لا تهتز وترتعب من صوت الرعد حولك ، لا تفزع ، الهك يسمعك ، الهك يُسرع اليك ، الهك ينقذك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
414 - قد لا ترى الله ، " اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ " لا تحصره ُ عين لا يعاينه ُ بصر لا تحدده ُ أوصاف لا يحتويه نظر لكننا وإن كنا لا نراه نعرفه ، نعرف الله من كلامه ، يوفّر الله لنا كلامه الذي يكشف لنا عن ذاته . في كلام الله نور ٌ يُرينا الله . في كلام الله حق ٌ يقربنا منه . كلام الله لنا حياة . في كلام الله وعود ٌ تحيينا . في كلام الله بركات ٌ تشفينا . في كلام الله وصايا تقودنا . ويوصينا الله بكلامه فيقول : " اِحْفَظْ وَاسْمَعْ جَمِيعَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا لِكَيْ يَكُونَ لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ خَيْرٌ إِلَى الأَبَد ِ، إِذَا عَمِلْتَ الصَّالِحَ وَالْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ " ( تثنية 12 : 28 ) . نرى الله ونرى الطريق ونعرف السبيل حين نعرف كلام الله ونعمل به . نسمع الله ونتبع وصاياه فيحل ُ بنا خير ٌ وتنزل ُ علينا بركاتٌ وفيرة . قال المسيح : " إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ " . تكلم المسيح مع الناس وما يزال يتكلم ُ في كتابه المقدس كلامه المقدس . وكلام الله متاح ٌ لكل الناس ، بين ايديهم ، بين ايدينا . كلام الله ليس حروفا ً مكتوبة . كلام الله ليس صوتا ً ناطقا ً مسموعا ً . كلام الله حي " كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ " . كلام الله قادر ٌ قوي سيف ٌ ذو حدين ، كلمته ُ خارقة . " إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ " . كلام الله به قوة الله . كلمة الله فيها كل صفات الله أزلية ٌ أبدية ، قوية ٌ قادرة تعمل ُ كل شيء . يقول الله : " لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ ، هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي . لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً ، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ. " ( اشعياء 55 : 10 ، 11 ) . كلام الله ، كلمة الله بها حياة ٌ تنبض . كلام الله ، كلمة الله بها قوة ٌ تغلب ، استخدمها المسيح ليغلب بها الشيطان ويدحره ونحن بها نحيا ونغلب . يقول المسيح : " إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." ( يوحنا 15 : 7 ) . هل تُدرك الكنز الذي بين يديك ، كلام الله ، كتاب الله المقدس ؟ هل تقرأه ، تلهج ُ فيه ؟ تحيا فيه وبه ؟ هل تطيعه ُ وتسير على هداه . تمسك بكلمة الله ، اقرأها واسمعها واحياها وطعها . كلام الله حق ، كلام الله قوة ، كلام الله حياه .
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
408 - شبّه المسيح نفسه بالكرمة ، قال : " أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ." والكرمة نبات ٌ معطاء ، شجرة ٌ كل ما فيها مفيد ٌ ونافع للكرّام وللناس ، ثمرها جيد ٌ للاكل ، العنب الطيب الحلو المذاق يغذي ويلذ اكله ، يؤكل طازجا ً ويؤكل جافا ً يؤكل جامدا ً ويشرب عصيرا ً كله فوائد وورقها يؤكل في بعض البلاد يطبخ ويشكّل ويؤكل كطبق ٍ شهي . وفروعها واوراقها توفر ظلا ً يحمي من حرارة الشمس وقسوتها وعادة ً ما ينبت بجوار الكرمة نباتاتُ أخرى تتغذى على غذائها ، ويدعونا المسيح ان نثبت فيه كأغصان متعددة تخرج من جذع الكرمة ، وثبات الاغصان بالكرمة يجعلها تحيا ويجعلها تحمل ثمار الكرمة ، وكما ان الغصن لا يقدر ان يأتي بثمر ِ من ذاته إن لم يثبت بالكرمة هكذا نحن لن نستطيع ان نأتي بثمر ٍ من ذواتنا ، لا بد ان نثبت في الكرمة والذي يثبت في المسيح يأتي بثمر ٍ كثير والذي لا يثبتُ فيه لا يحيا ولا يُثمر ، يجف ، يضعف ويذبل ويجف وينكسر ويسقط ويطرحونه في النار ، والذي يثبت في المسيح الكرمة تسري حياته فيه كما تسري حياة الكرمة ، يسري الغذاء والعصارة والحياة من قلب الكرمة الى قلوب الفروع ويسري الطعام الذي تمتصه الجذور من الارض الى اصغر غصن ٍ وأدق فرع وتمتد الاغصان وتكبر تُمسك في الكرمة من طرف ويمتد الطرف الآخر . وكلما ثبت الغصن بالكرمة كلما نما وكبر وانتشر وامتد الى الناس بالثمر . الثبات في المسيح يملئنا بالثمار ، يوفر الثمار للناس لتتناوله منا . كما ان علينا مسؤولية الثبات بالمسيح علينا مسؤولية العطاء للناس ، وكما نحب الله نحب الآخرين وكما نخدم الله نخدم الآخرين . قال المسيح : " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ." وكما قال : " بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي." قال ايضا : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ........ بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." . وطوال ثباتنا فيه فنحن نعمل اعماله وننفذ وصاياه ونستمد منه القوة . كما احب نُحب ، كما غفر نغفر ، كما تحنن نتحنن ، كما بذل نبذل فالغصن يثبه الكرمة في كل شيء ويحمل نفس الثمر الذي تحمله وسوف يأتي اليوم الذي سوف نقف جميعنا أمامه لنقدم حساباتنا ، سوف يقيمنا عن يمينه ويقول : " تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ ........ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي ............. بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. " .
ميرسى تامل رااااائع جدااا
ربنا يفرح قلبك
 
أعلى