تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
كلام رائع انشالله نقدر نحكي الكلمة الحلوة وين ما كنا لتشفي النفوس ولنخفف آلام الاخرين

شكرا rimonda
الرب يباركك


ربنا يبارك خدمتكم الجميلة
آميـــــــــــــــــن
شكرا ABOTARBO
الرب يبارك خدمتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
369 - غالبية الناس تشكو وتتذمر ، تتضجر من الاعمال التي يقومون بها ، البعض يرى ان اعمالهم مرهقة ، متعبة يبذلون فيها جهدا ً مضنيا ً ، والبعض يرى ان اعمالهم روتينية مملة تبعث على السأم كآلة تدور دائما ً ، وبعض الاعمال تُرهق ، ترهق والذهن والفكر والاعصاب بجوار الارهاق البدني طبعا ً ، وبعض الناس لا يجدون عملا ً ويعانون من البطالة ، الكل يشكو ، هكذا ألف الناس ان ينظروا الى العمل كمسؤولية ٍ ثقيلة ولعنة ٍ حلّت بهم . منذ آدم حين اصدر الله الحكم عليه وقال : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ . بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ . وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ . بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ " ( تكوين 3 : 17 – 19 ) . منذ ُ ذلك الوقت والعمل للبعض لعنة ، هذا لأن الانسان ينظر الى العمل كمصدر رزقه والطريق الى لقمة العيش . لقمة العيش سنحصل عليها فالله الذي يُطعم العصافير قادر ٌ أن يُطعمنا ايضا ً . العمل هو خطة الله للانسان ، لكل واحد منا رسالة اعدها الله لنا لنحملها ، والعمل رسالة ٌ لكل ٍ منا ، هد ف ٌ لوجودنا ومحقق ٌ لذواتنا وجزء ٌ من خطة الله للعالم ، ولكي تتلذذ بعملك وتُقبل عليه بحماس ٍ ونشاط إعلم ان لك دورا ً في قصد الله . أنت تعمل لا لنفسك فقط بل للغير ، للآخرين ، عملك يسدد احتياجات الغير و " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ " ، مغبوط ٌ من يعمل لاجل الغير وانت تعمل لأجل الناس ، تعمل لتُرضي الله لا لترضي الناس . ارضاء الناس فقط ليس هدفنا كمسيحيين . هدفنا ارضاء الله كما يقول بولس الرسول : " لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ ، خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَمَا لِلرَّبِّ ، لَيْسَ لِلنَّاسِ عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ " ( افسس 6 : 6 – 8 ) . مكافأة العمل من الرب ، انتظر الجزاء من الله هو صاحب العمل ، هو رب العمل ، اجرك من الرب . العمل كرامة ٌٌ للانسان ، الكسل خطية ، الكسل مرتع ٌ يصول فيه الشيطان ويجول . قال المسيح : " أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ " ( يوحنا 5 : 17 ) . العمل كرامة يحقق شخصية الانسان كي يخدم مجتمعه . في مثال الوزنات نرى السيد يوزع الوزنات على عبيده حسب طاقاتهم ، اعطى واحدا ً خمس وزنات والآخر وزنتين والثالث اعطاه وزنة ً واحدة وتاجر الأول وربح خمس وزنات اخرى والثاني ربح وزنتين اخريين اما الثالث فطمر وزنته ورقد فوقها وجاء السيد وأثاب الذين عملا وربحا اما العبد البطال فامرهم ان يطرحوه الى الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الاسنان . لذة العمل في الجهاد " لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ " ( عبرانيين 12 : 1 ، 2 ) .


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
370 - بعد اجيال ٍ وقرون ٍ من حروب ٍ بين الامم وصراعات ٍ دامية ومعارك ، يصبو العالم الآن الى السلام ، الكل يسعى الى السلام ويتمنى حلوله . كم من قتلى ماتوا تحت سنابك الخيول ومن طلقات المدافع وانفجارات القنابل . كم من نساء ٍ ترملت وكم من اطفال تيتمت وكم من جنود قُطعت اجزاء من اجسادهم . بعد ان تنتهي الحروب يلعق ُ كل فريق ٍ جروحه ويدفن موتاه ويبكي على خرابه لذلك الدعوة الان في العالم للسلام على كل لسان وفي كل بلد ٍ ومكان . ونسمع ُ بين الحين والآخر عن شهيد ٍ يسقط في معركة العمل على تحقيق السلام ، انما عدد قتلى السعي للسلام اقل بكثير جدا ً من قتلى الحروب والخصام . يقول بطرس الرسول : " لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً ..........لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ " ( 1 بطرس 3 : 10 ، 11 ) . والحروب لا تدور في ساحات المعارك بين الدول والبلدان فقط ، هناك حروب ايضا ً داخل جدران البيوت والمجتمعات ، حروب ٌ داخلية ، حروب ٌ بين الافراد في العمل ، في البيت في الطريق ، في المقهى ، في كل مكان . الناس يتصارعون لاسباب قوية ولاسباب تافهة ، حروب ٌ وخصام . يقول سليمان الحكيم : " لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ " ( امثال 17 : 1 ) . ولتحقيق السلام بين الناس نحتاج ان نسيطر على انفسنا وعلى غضبنا . يقول الحكيم : " اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخُصُومَةَ ، وَبَطِيءُ الْغَضَبِ يُسَكِّنُ الْخِصَامَ " ( امثال 15 : 18 ) . الغضب حيوان ٌ مفترس اذا انطلق هائجا ً يقتل ويهلك ويطرد السلام . ويقول بولس الرسول : " لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا " ( افسس 4 : 26 ، 27 ) . السلام لا يكون بلا تنازلات بلا تضحية بلا انكار ذات ، بهذا يتم الصفاء ، ثم نتعلم الصفح والغفران . يقول الرسول بولس : " مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا " ( كولوسي 3 : 13 ) . بنفس درجة مغفرة المسيح ، اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للآخرين ايضا ً ، هكذا نغفر . السلام الحقيقي هو الذي يصير داخل الانسان سلام الانسان المؤمن . يقول الوحي في سفر اشعياء : " أَمَّا الأَشْرَارُ فَكَالْبَحْرِ الْمُضْطَرِبِ لأَنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْدَأَ ، وَتَقْذِفُ مِيَاهُهُ حَمْأَةً وَطِينًا . لَيْسَ سَلاَمٌ ، قَالَ إِلهِي ، لِلأَشْرَارِ " ( اشعياء 57 : 20 ، 21 ) . اساس السلام الداخلي هو الصفاء في العلاقة بينك وبين الله . السلام الداخلي يتم حين تعترف بخطاياك وتلقي بنفسك بين ذراعي الرب " فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ " ( رومية 5 : 1 ) هذا السلام الداخلي هو الطريق للسلام بين الناس وللسلام بين الشعوب . سلم نفسك له تنل السلام .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
371 - في المحاكمة الطويلة للمسيح يسوع امام بيلاطس والتي تعتبر اكبر مهزلة ٍ في تاريخ القضاء ، اخذ بيلاطس المسيح وجلده وظفر الجند اكليل شوك ٍ ووضعوه على رأسه ، سخروا منه واستهزأوا به ، ولم يشكو المسيح او يصرخ او يحتج . احتار فيه بيلاطس وخرج الى الشعب وقال : " أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً " ( يوحنا 18 38 ) . لكن اليهود صرخوا طالبين ان يُصلب ، كانوا يصرخون : " اصْلِبْهُ اصْلِبْهُ " ( لوقا 23 : 21 ) . ومن خوفه سأل بيلاطس المسيح : " مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا " . وقال له بيلاطس : " أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ ؟ " واجاب يسوع : " لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ " . لا سلطان لبيلاطس ولا سلطان لابليس ولا سلطان لأي شر ٍ الا بارادة الله . كل النوازل التي تنزل بنا ، كل النوائب والمتاعب ، كل المعاناة بسماح ٍ من الله . هذا لا يدعو الى الدهشة بل يدعو الى الاطمئنان ، لا شيء يحدث لنا الا بمشيئته ، لن يصيبنا شيء ٌ مهما كان الا بارادته ، إن اشتدت الاحوال ، إن تأزمت الامور هو يعرفها ، يعرف ابعادها وشدتها ويعرف ايضا ً قدرتنا على الاحتمال ويسيطر عليها ، يسوسها ويحركها ويحولها لصالحنا للبر وللنعمة والخير . الا تشعر بالاطمئنان والتعزية وانت تعلم ُ ان كل شيء ٍ في يد الأب المحب ؟ الا تشعر بالراحة وسط المصائب والشدائد فهوم يُمسك بالزمام بيده الحنونة ؟ " كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ " ( رومية 8 : 28 ) . حين جاء الجند واليهود الى بستان جثسيماني التفوا حول المسيح ليمسكوه ، استل بطرس سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى وقال يسوع لبطرس : " اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا ؟ " . التجربة التي يسمح بها الآب الا تحتملها ؟ الالم الذي يحدث لك الا ترحب به ؟ الشدائد لا تخيفنا ، الآب السماوي يراها يعرف قدرها ويعرف قدرتنا عليها . الآلام التي تلم بنا وتهاجمنا لا تحبطنا ولا تفشلنا فهو يرى ويعمل . هجمات ابليس مهما اشتدت يد الآب تمتد وتعيننا وتقوينا وهو القادر في عنايته ورحمته ومحبته ان يحولها الى خيرات وبركات لنا . يا يسوع انت معنا طالما نحن هنا فالآلام والبلايا كلها خير ٌ لنا ، ليس من يصغي الينا وسط الهم الشديد الا انت يا يسوع يا حبيبنا الوحيد . الكروب والشدائد والعذاب اصابتنا بارادتك تحولت جميعها يا معين الى خيرٌ من لدنك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
372 - كثيرون لا يعبأون بمشاكل الآخرين ولا يثير اهتمامهم احتياجات الناس وكثيرون لا يفكرون الا في ذواتهم ، يهربون من التضحية من اجل الغير يظنون ان الراحة تكمن في الابتعاد عن المتاعب التي تجلبها خدمة الآخرين ، كثيرون يعيشون لانفسهم فقط لا يكترثون بما يصيب غيرهم من آلام ، يكتفون بتحليل المواقف وابداء الرأي والنقد وربما ينطقون ببضعة كلمات للمشاركة التي لا تكلفهم شيئا ً لكن الذي عرف حقا ًحب الرب يسوع لا يقدر ان يظل واحدا ً من اولئك لقد عرف حب الرب يسوع وسمح له ان يهيمن على كل حياته وهو بالفعل شخص مختلف لا يعرف الا ان يبذل ويبذل ويبذل من اجل خير الناس وراحتهم ، الرب يسوع في مركز حياته يشع فيها من نوره ليعكس حبه للناس والروح القدس الذي يسكن فيه يُعطه القدرة على العطاء بسخاء . كل مشكلة تواجه الناس و نساهم في حلها تحمل لنا غمرا ً من الفرح وكل دمعة نمسحها من عين باكية تعود لنا بفيض جديد من البهجة وكلما زاد عطائنا زادت افراحنا بالملك الذي علّمنا طريق الحب لهذا يقول الرسول بولس في غلاطية 6 : 2 " اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ " . " بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ : أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا ، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ ....... لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ " ( 1 يوحنا 3 : 16 ، 18 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
373 - في هذه الحياة غالبا ً ما يعتمد شعورنا بالامان والنفوذ على مقدار ما لدينا من اموال فحينما نكون فقراء تجدنا نشعر بالضعف وحينما نكون اغنياء ترانا نشعر بالقوة لكن الثروة لا تجعلنا نتمتع بعلاقة صحيحة مع الله كما ان المال لايستطيع ان يشتري خلاصنا ولا ان يؤثر على مشيئة الله وحينما يأتي وقت الدينونة الاخيرة سوف نكتشف جميعنا بأن المال عديم القيمة . اذا كنت غنيا ً فاسأل الله ان يساعدك على ان تبقى متواضعا ً وان تستخدم ما لديك لمجده هو واذا كنت من الطبقة المتوسطة او الفقيرة فاسعى وراء القداسة عوضا ً عن السعي وراء الغنى فالقداسة هي الشيء الوحيد الذي يمكنك ان تأخذه حينما تموت .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
374 - الفرح يفرض نفسه ، يفرد جناحيه ، تعلو موسيقاه ، يرفع صوته ، أما الحزن فينزوي ، ينحني ويلتف حول نفسه لا تخرج منه انغام ٌ بل حشرجات ، فرق ٌ شاسعٌ بينهما الفرح زاه ٍ بالوان ٍ متعددة تتلألأ وتتموج أما الحزن فلا لون له الا السواد ، لون ٌ داكن يُطفئ كل الالوان . الفرح عالي الصوت الحانه مرتفعة ٌ وموسيقاه صاخبة وضحكاته مزغردة أما الحزن فصوته ُ منكسر ٌ ونبراته منخفضة وصرخاته ُ مكتومة متقطعة . نور الفرح ِ كنور الشمس بهي قوي حار عفي يلون كل ما يسقط عليه ، اما نور الحزن إن كان له نور ٌ فكأشعة القمر التي تخترق الفضاء باستحياء ، والانسان يحب رفقة الفرح يتلذذ بصحبته ويصبو الى عشرته لكنه يرفض الحزن ، يتحاشاه ، يهرب منه يتباعد عنه وعن طريقه ، لا يلتقيان ، لا يتصلان ، لا يتصافيان ، لا يسيران معا ً أبدا ً ، لكن بولس الرسول يقول لاهل كورنثوس " كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ " ( 2 كورنثوس 6 : 10 ) . عجيب ٌ لقاء الضدان ، عجيب ٌ لقاء الأضداد لكن الرسول يجمعها معا ً ، يقول : " كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا ، كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ ، كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ " ( 2 كورنثوس 6 : 9 ، 10) . الذي يجمع ذلك كله معا ً هو ذاك الذي اعتلى الصليب ليموت عليه ، مات ليميت الموت ويخرج من قلبه الحياة ، اخرج من الموت حياة . حمل العار على كتفيه ليجعل العار مجدا ً والصليب الملعون فخرا ً . فزع جلادوه ، خاف محاكموه ، ارتعب وارتجف الذي امسكوا به وقيدوه ، جعل الظلمة َ نورا ً والنور ظلمة ، مزق الأحجبة واخترق القبر ، وبه ، به وحده نستطيع ان نجمع الاضداد ونحول الحزن فرحا ً ، إن متنا معه نقوم ، إن صُلبنا معه ننتصر ، إن اتحدنا به نحيا دائما ً ، فالحياة كشعاع القمر يتسلل في سكون ٍ حزين ٍ بين فروع الشجر واوراقه ويسقط على الارض وكأنه بركا ً فضية تمتد باردة ضعيفة هزيلة واهنة . إن سلمته حياتك يملأ بالقوة والدفء كل ايامك وتسقط اشعتك حارة تخترق جدران الظلام والحزن والكآبة وتصدح الحان البهجة والفرحة والقوة . تعلو التسابيح ويعم الهتاف وتتعالى الترانيم " كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ " . مهما ضغطت عليك المشقات والمتاعب والتجارب والاحزان لن تمنع الفرح الذي يملأ قلبك ، اله الفرح هناك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
375 - في طريقنا نحن المؤمنين نجد امورا ً كثيرة تعوقنا وتعثرنا ، اشياء لم تكن في اليال ولا الخاطر تعيق سيرنا في حياتنا الروحية ، قد تبدو صغيرة كحبات الحصى لكنها على صفحة الطريق تجعل ارجلنا تنزلق وتسقط ، خطية ٌ صغيرة هكذا نسميها ولا توجد خطايا صغيرة كل الخطايا كبيرة . العائق الصغير يوقف التيار ، الذباب الميت ينتن ويخمر طيب العطار . برغم رائحة عطر العطار النفاذة ذبابة ٌ صغيرة ميتة تجعل رائحته نتنة " إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ " ( مزمور 66 : 18 ) . الهفوة ُ الصغيرة تقيد يد الله . اليأس والقنوط والشك مهما بدا صغيرا ً يقيد عمل الله . في وسط الخيمة المقدسة ، خيمة موسى تكلم هارون ومريم على موسى ، تكلما عن المرأة الكوشية التي اتخذها ، انتقدا وكان لديهما موضوع يستحق النقد ، قالا : الله كلمنا نحن ايضا ً ، ما الذي يميز موسى عنا ؟ كلام لوم ٍ للرب ، وسمع الرب واخرج الرب الاخوة الثلاثة ونزل في عمود سحاب عليهم ، " فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى " ولما ارتفعت السحابة ُ تركت مريم برصاء وصرخ موسى للرب ان يرحمها ويرفع غضبه عنها وسمع الرب ورحم ، لكن الشعب ، كل الشعب تأخر في مسيرته سبعة ايام ٍ حتى ترجع مريم . لا تستهن بأية خطية ، كل ُ خطية ٍ ثقيلة ، كل خطية ٍ مكروهة ٌ من الرب . " لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل ، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا " ( عبرانيين 12 : 1 ) . تذمر شعب الله على الله وولّد ذلك التذمر ثورة انتجت دمارا ًوهلاكا ً . لنثق بالله ومواعيده ، لا نفسح مجالا ً للشك يتسرب الى قلوبنا وافكارنا . الشك يُضعف الايمان ويخمد عمل الروح في قلوبنا ويرخي ايدينا من يد الله . إن طالت بنا تجربة ٌ لنتمسك بقوة ٍ بيده ونرفع قلوبنا بالايمان به ، لنتشدد ونتشجع ولنفرح وسط الشدائد ونبتهج وسط الضيقات . الله لن يتخلى عنا ، الله لن يتركنا . الشك سلاح ابليس الفتاك ، لا تسمح له ان ينخر في عظام علاقتنا بالله وثقتنا به واعتمادنا عليه . الشك يدمر حياتنا ، لا تستهن به . الشك يقطع عُرى ثقتنا بالله . وسط التجربة افرح . فرحك في التجربة طعنة ٌ لابليس في مقتل . لا يستطيع ان يقترب منك ما دام قلبك نقيا ً صافيا ً بالروح القدس . الفرح وسط التجربة يرفعك على جناحي العناية بعيدا ً عن الهموم والاحزان . الغم والحزن يكسران الجناحين ويعوقان مسيرتك في رفقة الرب . وانت تسير بالطريق انظر امامك واركل الاحجار المعثرة ، اطرد الشك ، ابعد الحزن ، تخلّص من الهم ، طهّر الطريق ، تسر في امان وطمأنينة طول حياتك الروحية .

 

rimonda

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
16 يونيو 2011
المشاركات
577
مستوى التفاعل
27
النقاط
0
الإقامة
سورية_دمشق
أمين يا رب ابقينا فرحين وسط التجارب ولا تدع قوانا تخور بل لنتمسك بك اكثر من السابق شكرا اخي فوزي كنت بحاجة كتير لهالكلام
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
أمين يا رب ابقينا فرحين وسط التجارب ولا تدع قوانا تخور بل لنتمسك بك اكثر من السابق شكرا اخي فوزي كنت بحاجة كتير لهالكلام
شكرا rimonda
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
376 - في رحلتهما التبشيرية ذهب بولس وسيلا الى لسترة وعملا معجزات كثيرة ، التف حولهما الكثير من اليهود واليونانيون وبعد ان آمن كثيرون هاج اليهود وهيجوا الجموع واقنعوهم فجرّوا بولس خارجا ً ورجموه وتركوه حاسبين انه قد مات لكنه بعد انصرافهم قام ودخل المدينة ثم رجع مع برنابا الى لسترة وايقونية وانطاكية يشددان التلاميذ وفي محاولتهما لحثهم على الايمان قالا " أَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ " . بضيقات كثيرة ندخل ملكوت الله . طريق الملكوت طريق صعب ليس مفروشا ً بالورود ، ليس رحبا ً ومتسعا ً ، ليس معبدا ً سهلا ً . طريق المجد هو طريق الجلجثة ، طريق المعاناة والاحزان ، طريق الآلام . كان لا بد ان يسير المسيح طريق الجلجثة ويدخل القبر ليخرج منه ً ممجدا ً منتصرا ً. اجمل الساعات هي الساعات التي تعقب الضيقات والعذاب والمشقات والالم . لكي نحصل على الدقيق الابيض الناعم لا بد ان يُطحن القمح بين احجار الرحى ويُسحق . لكي نشم رائحة البخور الزكية ونتمتع بشذاه الطيب لا بد ان يُحرق بالنار . لكي تخصب الارض وتُزرع لا بد ان يطعن قلبها سكين المحراث ويقلبها . لكي ترفع النبتة الخضراء رأسها وتتفتح لا بد ان تُدفن وتموت " الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ " ( مزمور 51 : 17 ) . الله لا يحتقر القلب المنكسر المنسحق بالعكس الله يسمح لقلوبنا ان تنكسر تحت الضربات وتنسحق تحت الملمات ثم يرفعنا من سقطتنا يحملنا على ذراعيه ، يمشينا على مرتفعاته . احيانا ً نتصور ان خدمة الله تكون وسط لفائف الحرير الناعمة الطرية ، احيانا ً نتصور ان الخدمة في عصرنا هذا المتحضر الحديث سهلة ٌ هينة . حولنا اعداء ٌ يحصون حركاتنا وسكناتنا يتحفزون للانقضاض علينا . حولنا ابليس يجول بكل جيوشه واسلحته يريد ان يبتلعنا ويسحقنا ، والاقارب اهل بيوتنا قد يسيئون الينا ، قد يصعبون الطريق امامنا ، يعيقون حركتنا ويثقلون همومنا ويرمون بالاحجار والصخور تحت اقدامنا " «اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ ، مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ " ( متى 7 : 13 ، 14 ) . بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله . إن اردت ان تعزي المحزونين وتُبهج البائسين ، ان اردت ان تفرّج عن المكروبين فاعبر اولا ً طريق الجلجثة متبعا ً خطوات سيدك متقبلا ً العذاب والآلام لتستطيع ان ترثي للآخرين .



A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
377 - بعد ان اختار اتبّاع المسيح عاش بولس الرسول حياة مشقة ٍ وتعب وهموم ، رفضه التلاميذ ، خافوا من ماضيه ، لم يطمئنوا له وهو مضطهد الكنيسة ، هاجمه مستمعوه ، لم يقدروا على مواجهة حججه فقاوموه وحاربوه واضطهدوه . اشتكوا عليه وتآمروا ضده ، امسكوه ورجموه ، حاكموه وادعوا عليه وسجنوه ، اختلف معه زملاءه وتابعوه ، انفضوا عنه ولم يقبلوا فكره ، تخلوا عنه وتركوه . أُعطي شوكة ً في الجسد حتى لا يرتفع ، عاش تحت وخزها كل عمره . هذا الانسان الغارق في الهموم ، اول المهمومين يقول لا تهتموا بشيء " لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ " ( فيلبي 4 : 6 ) . كل من يعيش على ارض الشقاء والالم هذه له تجربة ٌ خاصة مع القلق ، خلف كل منحنى في الحياة شيءٌ يخيف خطر ٌ ، مجهول ، مرض ٌ ، فشل ٌ ، عجز ٌ ، موت . نسير حياتنا في قلق ، قلق ٍ مما قد يحدث بعد ساعة أو يوم أو عام ، قلق ٍ من المستقبل . القلق اعنف من الخوف ، القلق خوف مستمر يسري في قلوبنا ويعكر صفو حياتنا ، اضطراب ٌ في القلب ، يخفق القلب ويتوتر وتتصارع دقاته وتعلو وتضطرب ، اضطراب في الفكر ، يرتبك العقل وتتضارب اتجاهاته وتخطئ قراراته ولا تصيب ، اضطراب ٌ في المشاعر تتردى بين الانفعالات ، ارتفاع ٌ وانخفاض ٌ تضيع السيطرة وتفلت . في خضم ذلك كله يفزع الانسان من اقل صوت ٍ ويرى في كل شيء ٍ خطرا ً قاتلا ً . تعم الكراهيةُ وتغلف القلب بغلالة ٌ سوداء بغيضة من الحقد والعدوانية . ويأتي بولس الرسول ويقول : لا تهتموا حينئذ ٍ بشيء ، لا تهتموا بشيء ، صبوا كل اهتمامكم على الصلاة ، الصلاة والدعاء مع الشكر ، هذا اهتموا به . ابعدوا أعينكم عن الهموم ، ابعدوا الهموم عنكم ، انفضوها بين يدي الله ، تعالوا الى محضره والقوا بها تحت قدميه ، تقدموا اليه مصلين صلاة ً صحيحة . الصلاة الصحيحة ليس بشكل ٍ معين ولا بنموذج معين ولا بطول ٍ وقصر ٍ معين ، الصلاة الصحيحة ليست بكلمات مكررة ولا حركات مكررة ولا طقوس ٌ محددة . الصلاة ُ اتصال ٌ بالله ، خضوع ٌ له ، سجود ٌ وتعبد ٌ امامه وتأمل .حين تصلي لله أسكب نفسك بين يديه ، تأمل في شخص الله ، اظهر ولائك له ، الصلاة ليست فرضا ً ، الصلاة رغبة وشوق للتواجد مع الله والدعاء مع الشكر ، الشكر لوجود الله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
378 - اخطر سلاح ٍ في عصرنا الحاضر هو الاعلام الذي يهاجم الفكر والعقل . قديما ً كانت الحرب بالسلاح ، بالسيف والرمح ثم بالمدفع والدبابة والقنبلة وكان كلما تفتق الذهن القتّال عن سلاح فتاك اخترعوا سلاحا ً مضادا ً ، وتوالت الحروب وتوالت الانتصارات والهزائم ومن ينتصر اليوم يُهزم غدا ، اما اليوم فالسلاح يوجه لمحاربة العقل والاستيلاء عليه والسيطرة ايضا ً عليه ، واسر العقل اخطر وسائل الاسر والسيطرة عليه اسوأ وسائل الاستعمار ، وينبهنا الكتاب المقدس الى ذلك ويوصينا بأن يكون لنا فكر الله ، ويقول بولس الرسول : " أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا " ( فيلبي 4 : 8 ) . في هذه افتكروا . الفكر الصالح يقود ُ الى الصلاح ، الفكر ُ الشرير يقود ُ الى الشر ، الفكر المنقسم المهتز يقود ُ الى حياة ٍ منقسمة ٍمشوشة مهتزة ، اما الفكر الممكن فيحفظه الله سالما ً " ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا " ( اشعياء 26 : 3 ) . العقل مصدر الطاقة والحركة في الانسان ، هو الذي يشكل الخيوط كلها ، الشيطان يهاجم فكر الانسان ويضلله . جائت الحية الى حواء في الجنة وجدتها تحيا وترتع في سعادة الشركة مع الله ، جنة ٌ خارجية وجنة ٌ داخلية ، سلام ُ قلب ٍوعقل ٍ راحة ٌ واطمئنان وهدوء شرّعت فهمها واطلقته الى فكرها ، قالت لها تهاجم قناعتها : " أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ ؟ " أحقا ً قال الله ؟ شككتها في قول الله ، أتظنين ان ما قاله حق ؟ وارتبك تفكير حواء ، اهتز سكون عقلها ، تزلزل يقينها في الله ، وفي تعجب وتردد اجابت المرأة الحية في بطء ٍ يشوبه شك : " مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا " وبطلقة ٍ مباشرة ٍ موجهة ٍ الى فكر حواء قالت الحية : " لَنْ تَمُوتَا " وبررت ذلك بان الله يعلم انه حين يأكلان ينفتح ذهنهما ويصبحان كالله ، واصاب السهم مقتلا ً " كالله يعرفان الخير والشر ؟ تحرك العقل فتحركت اليد واخذت واكلت وتلوثت حياتها وحياة آدم وحياة البشرية جميعها حتى اليوم . العقل الانساني والحكمة الانسانية تدعو الى الذاتية ، الى الانقسام أما الفكر الالهي فيقود الى الحق ، يقول المسيح : " قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ " المسيح يحفظ قلبك ويحفظ فكرك ايضا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
379 - جاء المسيح الى العالم ليقترب من الانسان الذي جاء ليخلّصه ، جاء وعاش بين الناس ليروه ويعرفوه ويسمعوا تعليمه ، وجال ليبشر ويتكلم ويضع اساس ملكوت الله على الارض ، لم يدخر وقتا ً أو جهدا ً الا وتكلم فيه وعلّم وبشّر . كان يتكلم جهارا ً ليسمع الناس وكان يعيش ظاهرا ً ليراه الناس . لم يعلّم من فوق َ منبر ٍ ولا تحت الاضواء ، علّم َ وهو وسط الناس . لم يكن بعيدا ً عنهم بل كان يحيا حياتهم ويعيش بينهم بالقرب منهم . تكلم وعلّم وعمل بما علّم . كان يعمل ما يقول ويفعل ُ ما يبشر به . يبدأ سفر اعمال الرسل بالكلمات : " اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ " . يفعله ويعلّم به ، قبل عيد الفصح وهو عالم ٌ ان ساعته قد جائت " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل ، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا " غسل ارجل التلاميذ جميعا ً ومسحها بالمنشفة ، وتعجب التلاميذ مما يفعل واعترض بطرس على ما فعل لكنه بعدما فعل علّم َ ، قال : " أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا ..... فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " سهل ٌ ان نعلّم ونعظ ونوصي وننصح ونتكلم ونبشر ، صعب ٌ ان نصنع ما نعلّمه . المسيح كان مثالا ً، تكلم وعلّم وفعل وعمل وصنع ، عمل قبل ان يعلّم ولما رأوا ما صنع صنعوه هم ايضا ً بعضهم لبعض ، رأوا وفعلوا ، ويقول بولس الرسول : " وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ ، وَسَمِعْتُمُوهُ ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ ، فَهذَا افْعَلُوا ، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ " ( فيلبي 4 : 9 ) . بولس لم يعلّم فقط بل عمل بما علّم . لا يكفي فقط ان نسمع الكلمة بل أن نعمل بها ، عاملين بها لا سامعين فقط ، هذه هي الحياة المسيحية أن تعمل بما سمعت وتعمل بما تعلّم ، هنا فقط يكون اله السلام معك ، يكون سلام الله معك ، سلام الله ذاته معك ، سلام الله الذي لا سلام مثيل له يكون معك ، فيك ، داخلك ، وحين يسكن سلام الله فيك يشع بعد ذلك منك فما يخرج سلام النعمة فقط من فمك بل تشع النعمة منك . سلام الله يحفظك . اله السلام يكون معك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
380 - نعيش عصر العلم والتكنولوجيا ، عصر التفكير والفلسفة والمعرفة ، ويتسابق الناس ويعرفوا ويدركوا ويكشفوا اسرار العالم ومغلقاته ، وكلما وصل عالم الى كشف ٍ جديد شمخ بانفه وتعالى وتكبر على الآخرين ، هاجم من سبقوه واتهمهم بالعجز والجهل . العلم متكبر والعلماء مغرورون ، يعرفون بعض المعرفة ويفهمون بعض الفهم ويدركون بعض الادراك لهذا يشمخون ويتكبرون ويتصورون انهم كشفوا الاسرار ووجدوا الطريق . عرّف احدهم الفلسفة بانها : كأعمى يبحث في غرفة ٍ مظلمة عن قطة ٍ سوداء لا وجود لها . ويقول بولس الرسول : " أَيْنَ الْحَكِيمُ ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ ؟ لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ ، اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ " ( 1 كورنثوس 1 20 ، 21 ) " كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ " " لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ " . الى اين وصل الانسان بعلمه ؟ الى اي طريق ٍ قاد الانسان نفسه بفلسفته ؟ أعمى وسط غرفة ٍ مظلمة سوداء يبحث عن قطة ٍ حالكة السواد لا وجود لها . ويتطاول بعض هؤلاء مدعي العلم على الله وكلمة الله وعبيد الله ويتهمونهم بالجهل ، " مَكْتُوبٌ: سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ " ماذا يفعل مجهر العالم اذا اراد ان يكتشف مدى عمق حكمة الله ؟ هل يستطيع مبضع الجراح ان يدرك ويحلل ويشرح نعمة الله ؟ كيف يصل عقل الفيلسوف الى فداء الله وغفرانه لخطايا الانسان . كل مظاهر الطبيعة وكل اسرارها وخباياها في متناول ايدي العلماء . الخليقة ُ بكل خوارقها ، الفلك بكل ابعاده ، كل ذلك يستطيع العقل البشري ادراكه الا الله ، الله لا يدركه عقل ُ بشري ، لن تعرف الله الا بالمسيح يسوع . إن اردت ان تعرف الله انظر اليه في نور المسيح ، تعرفه في المسيح . إن اردت ان تتمتع بمحبة الله تعال اليه بالايمان بصليب المسيح . إن شئت ان تختبر نعمة الله اغترف منها بالمواعيد الالهية في المسيح . إن ثَقُلت عليك خطاياك واردت التحرر من عبوديتها تعال بها الى المسيح . المسيح وحده النور ، النور النازل من السماء ، هو الخبز الحي النازل من السماء ، هو الطريق ، هو الحق ، هو الحياة ، لا يأتي أحد الى الآب الا به ، هو كلمة الله ، الكلمة الذي كان عند الآب من البدء ، هو كان في البدء عند الله " فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ " به ترى وتعرف الله ، به تحيا وتعيش لله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
381 - وانت تستعد للخروج من البيت والذهاب الى عملك خلعت ملابس البيت ولبست ملابس العمل . لا تصلح ملابس البيت للعمل ولا تصلح ملابس العمل للبيت . نشعر بالحرج حين نلبس ملابس غير مناسبة للمكان الذي نذهب اليه ونعمل ما استطعنا لتكون ارديتنا وملابسنا لائقة ً بنا وبمن حولنا . ونحن نعيش في الخطية كانت تصرفاتنا واقوالنا وافعالنا تتفق وحياة الخطية ، وحين تحولنا الى حياة البر فان تصرفاتنا واقوالنا وافعالنا هي كلها للبر ، لا نستطيع ان نعود فنلبس ملابس الخطية ونحن نعيش حياة البر ، لقد خلعناها والقينا بها بعيدا ً حين اتبعنا المسيح واصبحنا اولاد الله ، خلعنا الانسان القديم ، خلعنا القديم ولبسنا الجديد ، تجددنا . يقول بولس الرسول : " أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ .... وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ " ( افسس 4 : 22 – 24 ) . إن نظرت الى نفسك في المرآة ووجدت على بدنك جزءا ً من الملابس القديمة ، اخلعها ، اخلعها حالا ً ، القديم لا يستوي مع الجديد والفاسد لا يتفق مع المقدس . قد تكون قد نسيت ان تخلع عنك عادة ً قديمة كانت تتفق وحياتك القديمة . قد تكون تظن ان بعض الملابس القديمة لن تضر في بقائها عليك مع الجديد . افضل جزء ٍ من الملابس القديمة يشوه الرداء الجديد ويجعل الشكل قبيحا ً . لن يكلفك وقتا ً أو جهدا ً ان مددت يدك بقوة الله وخلعت القديم الباقي . الشحاذ يُلقي بكل ملابسه القديمة حين تقدم له حلة ً جديدة أنيقة ، يخجل من القديم ، يرفضه ، ينفضه ، يلقي به ابعد ما يمكن ان يلقي به ، وحين يلبس الجديد لا يستسيغ القديم ، حين نلبس المسيح لا بد ان نخلع ابليس . يقول بولس الرسول : " الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ " ( رومية 13 : 14 ) . لا يتفق تدبير الجسد مع تدبير المسيح . لا يمكن ان يبقى القديم مع الجديد . انظر الى نفسك كل يوم ٍ في مرآة نور الله ، تأمل نفسك جيدا ً ، هل ترى ملابس قديمة ً ما تزال عليك ؟ هل ترى كذبا ، غضبا ً ، حسدا ً ؟ هل تلمس في سلوكك خصاما ً ؟ هل تجد على كتفيك رداء ً قديما ً ؟ القي به بعيدا ً على طول يدك وسوي الرداء الجديد على جسدك ، اجعله يغطي كل عقلك وكل قلبك وكل فكرك وكل ارادتك . البس المسيح ، البس الروح القدس ، امتلأ بالروح القدس اليوم ، امتلأ بالروح القدس كل يوم ، كل اليوم ، لا تحزنه بالملابس القديمة سوف يشير اليك عليها ، سوف يجعلك تكرهها وترفضها . اخلع القديم والبس الجديد .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
382 - الانسان بطبيعته ينظر الى نفسه ، يركز في ذاته وينشغل بها ، يرى نفسه افضل من كثيرين مهما كانت درجة تواضعه لكن نفسه تأتي أولا ً ، اقرب الناس له مكانهم بعده ، احب الناس اليه درجتهم اقل وبسبب ذلك يسعى ليرفع من قدره ويعمل على تحقيق الخير لنفسه . ويوصينا بولس الرسول ويقول : " لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا " ( فيلبي 2 : 4 ) . الله لم يخلق العالم لك وحدك ، الله خلق العالم لآخرين أيضا ً . الشمس لا تشرق لك وحدك ، الشمس تُشرق للآخرين أيضا ً . الخير الذي حولك ليس لك وحدك ، الخير للجميع ايضا ً . العالم ليس لك ، انت للعالم ، الجميع ليسوا لك ، انت للجميع . إن ركزت في ذاتك فقط وعشت لذاتك فقط فقدت روعة الحياة . لو وجهت كل نظرك لنفسك حرمت نفسك من جمال الآخرين حولك . لو وضعت كل جهدك لمصالحك فقط فقدت جهود الآخرين لك . كل العظماء عاشوا للغير ، كل الانبياء جاءوا للعالم . ويقول الرسول بولس ايضا ً : " فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ " ( فيلبي 2 : 5 ، 6) . المسيح بكل جلاله ، بكل مجده ، بكل عظمته ، بكل بهائه وجماله " أَخْلَى نَفْسَهُ ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ " . تخلى عن جلاله ومجده وعظمته وبهائه وجماله وتشبه بالناس " وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ " لم يتشبه بالانسان فقط بل حمل كل عار الانسان ، حمل الصليب ، لم يبقى انسانا ً متميزا ، لم يعش انسانا ً مكرما ً ، لم يسعى لرفعة . وُلد َ ولم يكن له مكان ٌ كريم ٌ يولد فيه ، عاش ولم يكن له أين يسند رأسه " إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ " رفضته واخيرا ً صلبته " لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا ، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ " اسما ً لا يدانيه اسم " لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ " المسيح ، الرب . هل لك هذا الفكر ، الفكر الذي في المسيح يسوع ؟ هل تحيا لنفسك فقط ؟ هل تعيش للغير ؟ هل لا ترفع نفسك بل ترفع الآخرين ؟ هل تضع نفسك هل تُخلي نفسك ؟ اذا ً فانت لك فكر المسيح .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
383 - جاء المسيح الى العالم ملكا ً وربا ً وسيدا ً مخلّصا ً ، هو الله ظهر في الجسد ، وحين عاش في العالم لم يفقد طبيعته الالهية ، هو الله حل بالعالم ونحن عبيد الله ، الله سيدنا ونحن عبيده ، سيد ُ في السماء وسيد ٌ على الارض ، لكنه قال لتلاميذه الذين التفوا حوله يستمعون الى تعاليمه واقواله ، قال : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي .... لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا ...... لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ " . كلام ٌ عجيب ٌ خطير ، نحن العبيد أحباء ؟ نحن احباء له واصدقاء ؟ هو قال ذلك ، انتم احبائي ، هكذا قال لنا ، انتم احبائي واصدقائي " لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ ....... لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي " يا لها من مكانة ، انا وانت ، نحن جميعا ً احباء المسيح واصدقاءه وللصديق حقوق ٌ عند الصديق ، انت حبيب المسيح وانت صديقه فلك الحق كل الحق ان تعرفه ، العبد يرى السيد من بعيد ، بين العبد والسيد مسافة كبيرة يراه في جلاله وعظمته وبهائه وروعته ، كلامه اليه اوامر وتعليمات كلمات تنزل اليه من اعلى من السيد اما الصديق فقريب ٌ من صديقه ، الحبيب يقيم بجوار من حبيبه ويجلس معه بالقرب جدا ً منه ويتحدثان معا ً في ود ٍ .ومصالح الصديق تتفق مع مصالح صديقه شريكان في كل شيء ، شريكان في النجاح وشريكان في الفشل ، شريكان في الفرح وشريكان في الحزن ، قلب الصديق ينبض مع قلب صديقه ، الشريكان والصديقان والحبيبان يسيران معا ً نفس الاتجاه والطريق ، خطواتهما معا في نفس الاتساع والتناسق والتناغم ، الصديقان يسعيان نحو هدف ٍ واحد وقصد ٍ واحد ، إن ابتعد احدهما عن الآخر مد يده وجذبه اليه الى رفقته وصحبته . ما اعظم واروع ان تكون حبيبا ً للمسيح وصديقا ً له ، هو جاء لذلك ويدعوك الى ذلك " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ " هل تفعل مشيئه ؟ هل تحيا ارادته ؟ هل تعيش في اتفاق معه ومع قصده ؟ إن فعلت ذلك فانت صديقه وحبيبه وصداقته ومحبته لك دائما ً . صداقته ومحبته لك لن تتغير لانه " هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ " . هل انت صديق ٌ للمسيح ؟ إن لم تكن كذلك اسمع طرقاته على بابك ، اسمع وافتح وادعوه ليدخل اليك ، يدخل ويتعشى معك وانت معه .
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
تأملات حلوة ومفيدة لحياتنا الروحية
المهم مش نقرأ وننسى لكن نطلب من الرب أن يعطينا النعمة والقوة ويمدنا بروحه القدس حتى نعمل بها في حياتنا العملية
ربنا يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
تأملات حلوة ومفيدة لحياتنا الروحية
المهم مش نقرأ وننسى لكن نطلب من الرب أن يعطينا النعمة والقوة ويمدنا بروحه القدس حتى نعمل بها في حياتنا العملية
ربنا يباركك
لن ننسى اذا استمرينا على القراءة اليومية في الكتاب المقدس وقراءة المواضيع الروحية وسماع الترانيم بصورة يومية .
شكرا اني بل
الرب يباركك
 
أعلى