370 - بعد اجيال ٍ وقرون ٍ من حروب ٍ بين الامم وصراعات ٍ دامية ومعارك ، يصبو العالم الآن الى السلام ، الكل يسعى الى السلام ويتمنى حلوله . كم من قتلى ماتوا تحت سنابك الخيول ومن طلقات المدافع وانفجارات القنابل . كم من نساء ٍ ترملت وكم من اطفال تيتمت وكم من جنود قُطعت اجزاء من اجسادهم . بعد ان تنتهي الحروب يلعق ُ كل فريق ٍ جروحه ويدفن موتاه ويبكي على خرابه لذلك الدعوة الان في العالم للسلام على كل لسان وفي كل بلد ٍ ومكان . ونسمع ُ بين الحين والآخر عن شهيد ٍ يسقط في معركة العمل على تحقيق السلام ، انما عدد قتلى السعي للسلام اقل بكثير جدا ً من قتلى الحروب والخصام . يقول بطرس الرسول : " لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً ..........لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ " ( 1 بطرس 3 : 10 ، 11 ) . والحروب لا تدور في ساحات المعارك بين الدول والبلدان فقط ، هناك حروب ايضا ً داخل جدران البيوت والمجتمعات ، حروب ٌ داخلية ، حروب ٌ بين الافراد في العمل ، في البيت في الطريق ، في المقهى ، في كل مكان . الناس يتصارعون لاسباب قوية ولاسباب تافهة ، حروب ٌ وخصام . يقول سليمان الحكيم : " لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ " ( امثال 17 : 1 ) . ولتحقيق السلام بين الناس نحتاج ان نسيطر على انفسنا وعلى غضبنا . يقول الحكيم : " اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخُصُومَةَ ، وَبَطِيءُ الْغَضَبِ يُسَكِّنُ الْخِصَامَ " ( امثال 15 : 18 ) . الغضب حيوان ٌ مفترس اذا انطلق هائجا ً يقتل ويهلك ويطرد السلام . ويقول بولس الرسول : " لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا " ( افسس 4 : 26 ، 27 ) . السلام لا يكون بلا تنازلات بلا تضحية بلا انكار ذات ، بهذا يتم الصفاء ، ثم نتعلم الصفح والغفران . يقول الرسول بولس : " مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا " ( كولوسي 3 : 13 ) . بنفس درجة مغفرة المسيح ، اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للآخرين ايضا ً ، هكذا نغفر . السلام الحقيقي هو الذي يصير داخل الانسان سلام الانسان المؤمن . يقول الوحي في سفر اشعياء : " أَمَّا الأَشْرَارُ فَكَالْبَحْرِ الْمُضْطَرِبِ لأَنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْدَأَ ، وَتَقْذِفُ مِيَاهُهُ حَمْأَةً وَطِينًا . لَيْسَ سَلاَمٌ ، قَالَ إِلهِي ، لِلأَشْرَارِ " ( اشعياء 57 : 20 ، 21 ) . اساس السلام الداخلي هو الصفاء في العلاقة بينك وبين الله . السلام الداخلي يتم حين تعترف بخطاياك وتلقي بنفسك بين ذراعي الرب " فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ " ( رومية 5 : 1 ) هذا السلام الداخلي هو الطريق للسلام بين الناس وللسلام بين الشعوب . سلم نفسك له تنل السلام .