7. فلما انصرف تلاميذ يوحنا، تحدث يسوع للجموع عن يوحنا فقال: ((ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟ أقصبة تهزها الريح؟
8. بل ماذا خرجتم ترون؟ أرجلا يلبس الثياب الناعمة؟ والذين يلبسون الثياب الناعمة هم في قصور الملوك!
9. قولوا لي: ماذا خرجتم تنظرون؟ أنبـيا؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبي.
10. فهو الذي يقول فيه الكتاب: أنا أرسل رسولي قدامك، ليهيّئ الطريق أمامك.
11. الحق أقول لكم: ما ظهر في الناس أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن أصغر الذين في ملكوت السماوات أعظم منه.
12. فمن أيام يوحنا المعمدان إلى اليوم، والناس يبذلون جهدهم لدخول ملكوت السماوات، والمجاهدون يدخلونه.
13. فإلى أن جاء يوحنا كان هناك نبوءات الأنبـياء وشريعة موسى.
14. فإذا شئتم أن تصدقوا، فاعلموا أن يوحنا هو إيليا المنتظر.
15. من كان له أذنان، فليسمع!
16. بمن أشبه أبناء هذا الجيل? هم مثل أولاد جالسين في الساحات يتصايحون:
17. زمرنا لكم فما رقصتم، وندبنا لكم فما بكيتم.
18. جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا: فيه شيطان.
19. وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فقالوا: هذا رجل أكول وسكير وصديق لجباة الضرائب والخاطئين. لكن الحكمة تبررها أعمالها)).
20. وأخذ يسوع يؤنب المدن التي أجرى فيها أكثر معجزاته وما تاب أهلها،
21. فقال: ((الويل لك يا كورزين! الويل لك يا بـيت صيدا! فلو كانت المعجزات التي جرت فيكما جرت في صور وصيدا، لتاب أهلها من زمن بعيد ولبسوا المسوح وقعدوا على الرماد.
22. لكني أقول لكم: سيكون مصير صور وصيدا يوم الحساب أكثر احتمالا من مصيركما.
23. وأنت يا كفرناحوم! أترتفعين إلى السماء؟ لا، إلى الجحيم ستهبطين. فلو جرى في سدوم ما جرى فيك من المعجزات، لبقيت إلى اليوم.
24. لكني أقول لكم: سيكون مصير سدوم يوم الحساب أكثر احتمالا من مصيرك)).
25. وتكلم يسوع في ذلك الوقت فقال: ((أحمدك يا أبـي، يا رب السماء والأرض، لأنك أظهرت للبسطاء ما أخفيته عن الحكماء والفهماء.
26. نعم، يا أبـي، هذه مشيئَــتك.
27. أبـي أعطاني كل شيء. ما من أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن شاء الابن أن يظهره له.
28. تعالوا إلي يا جميع المتعبـين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم.