8. ورجع بعد أيام ليتزوجها، فحاد ليرى جثة الأسد، فإذا في جوف الأسد عسل وسرب من النحل.
9. فأخذ منه على كفيه ومضى وهو يأكله، وجاء إلى أبـيه وأمه وأعطاهما منه فأكلا، ولم يخبرهما أنه أخذ العسل من جوف الأسد.
10. ونزل أبوه إلى المرأة الفلسطية، وهناك أقام شمشون وليمة كعادة جميع الفتيان.
11. فلما رآه الفلسطيون خافوا، فأحضروا ثلاثين رجلا ليلازموه.
12. فقال لهم شمشون: ((سألقي عليكم لغزا، فإذا حللتموه لي في سبعة أيام الوليمة وكشفتموه أعطيتكم ثلاثين قميصا وثلاثين حلة من الثياب.
13. وإذا لم تقدروا تعطونني ثلاثين قميصا وثلاثين حلة من الثياب)). فقالوا له: ((هات لغزك لنسمعه)).
14. فقال لهم: ((خرج من الآكل أكل، ومن القوي حلاوة)). ومرت ثلاثة أيام دون أن يحلوا اللغز.
15. فلما كان اليوم الرابع قالوا لامرأة شمشون: ((خادعي زوجك حتـى يحل لنا اللغز لئلا نحرقك مع أهلك بالنار. هل دعوتمونا كي تسلبونا؟))
16. فبكت امرأة شمشون لديه وقالت: ((إنما أنت تبغضني ولا تحبني، لأنك ألقيت على بني شعبـي لغزا ولم تطلعني عليه)). فقال لها: ((لم أطلع عليه أبـي وأمي، فكيف أطلعك أنت عليه؟))
17. فبكت لديه سبعة أيام الوليمة، فلما كان اليوم السابع أطلعها عليه بعد أن ضايقته كثيرا، فأطلعت شعبها على اللغز.
18. ففي اليوم السابع، وقبل غروب الشمس، قال رجال المدينة لشمشون: ((أي شيء أحلى من العسل، وأي شيء أقوى من الأسد؟)) فقال لهم شمشون: ((لولا أنكم حرثتم على عجلتي لم تكشفوا لغزي)).
19. وحل عليه روح الرب، فنزل إلى أشقلون وقتل من الفلسطيين ثلاثين رجلا، وأخذ ثيابهم وأعطى الحلل لكاشفي اللغز. وبعد ذلك عاد إلى بيت أبـيه غاضبا مما حدث.