44. هم يقرضونكم وأنتم لا تقرضونهم، وهم يكونون رأسا وأنتم تكونون ذنبا،
45. وتحل بكم هذه اللعنات وتلازمكم وتلاحقكم حتى تهلكوا، لأنكم لم تطيعوا صوت الرب إلهكم لتحفظوا وصاياه وفرائضه التي أمركم بها،
46. فتكون فيكم وفي ذريتكم عبرة ونذيرا إلى الأبد.
47. ولأنكم لم تعبدوا الرب إلهكم بفرح وغبطة في زمن الازدهار والوفرة،
48. فإنكم تصبحون عبيدا لأعدائكم الذين يرسلهم الرب عليكم في أحوال الجوع والعطش والعري والفاقة، ويضع نير حديد على أعناقكم حتى يهلككم.
49. ويجلب الرب عليكم من بعيد، من أقصى الأرض، أمة لا تفهمون لغتها، فتنقض عليكم كالنسر.
50. أمة يثير منظرها الرعب، لا تهاب الشيخ ولا ترأف بالطفل،
51. فتستولي على نتاج بهائمكم، وتلتهم غلات أرضكم حتى تفنوا، ولا تبقي لكم قمحا ولا خمرا ولا زيتا ولا نتاج بقركم ونعاجكم حتى تهلككم.
52. وتحاصركم في جميع مدنكم حتى تتهدم أسواركم الشامخة الحصينة التي وثقتم بمناعتها في كل مدنكم. فتحاصركم في جميع مدنكم في كل أرضكم التي يهبها الرب إلهكم لكم.
53. فتأكلون في أثناء الحصار والضيقة التي يضايقكم بها عدوكم ثمار بطونكم، لحم أبنائكم وبناتكم الذين رزقكم بهم الرب إلهكم.
54. فيقسو قلب أكثركم رقة ورأفة على أخيه وامرأته التي في حضنه وسائر أبنائه الأحياء.
55. فلا يعطي أحدهم من لحم أبنائه، الذي يأكله، لأنه لم يبق لديه شيء سواه في الحصار والضيقة التي يضايقكم بها عدوكم في جميع مدنكم.
56. وكذلك فإن أكثر النساء رقة ورأفة، والتي لنعومتها وترفهها لا تجرؤ على لمس الأرض بباطن قدمها، تبخل على زوجها رجل حضنها وعلى ابنها وابنتها
57. بمشيمتها الساقطة منها، وبأولادها الذين تلدهم، لأنها تنوي أن تأكلهم سرا في أثناء الحصار، في الضيقة التي يضايقكم بها عدوكم في كل مدنكم.
58. فإن لم تحرصوا على العمل بجميع كلمات هذه الشريعة المكتوبة في هذا الكتاب، لتهابوا اسم الرب إلهكم الجليل المرهوب،
59. فإن الرب يجعل الضربات النازلة بكم وبذريتكم ضربات مخيفة وكوارث رهيبة دائمة وأمراضا خبيثة مزمنة،
60. ويرسل عليكم كل أمراض مصر التي فزعتم منها فتلازمكم،
61. ويسلط الرب عليكم أيضا كل داء وكل بلية لم ترد في كتاب الشريعة هذا، حتى تهلكوا.
62. فتصيرون قلة بعد أن كنتم في كثرة نجوم السماء، لأنكم لم تسمعوا صوت الرب إلهكم.
63. وكما سر الرب بكم فأحسن إليكم وكثركم، فإنه سيسر بأن يفنيكم ويهلككم فتنقرضون من الأرض التي أنتم ماضون إليها لامتلاكها.
64. ويشتتكم الرب بين جميع الأمم من أقصى الأرض إلى أقصاها، فتعبدون هناك آلهة أخرى من خشب أو حجر لم تعرفوها أنتم ولا آباؤكم،
65. ولا تجدون بين تلك الأمم اطمئنانا ولا مقرا لقدم، بل يعطيكم الرب قلبا هلعا، وعيونا أوهنها الترقب، ونفوسا يائسة.
66. وتعيشون حياة مفعمة دائما بالتوتر، مليئة بالرعب ليلا ونهارا.
67. وتقولون في الصباح: يا ليته المساء، وفي المساء: يا ليته الصباح، من فرط ارتعاب قلوبكم وما تشهده عيونكم من هول.
68. ويردكم الرب إلى ديار مصر في سفن في طريق وعدكم ألا تعودوا ترونها، فتباعون هناك لأعدائكم عبيدا وإماء، وليس من يشتري».