عزيزي الصديق نيومان
لا اعرف لماذا تصر وتكرر نفس الموضوع ، فانا رددت عليك ولكنك غير مقتنع بما كتبته لك من ردود ، ولهذا من الافضل ان نترك هذا الامر للحكم عليه من القراء حتى نتمكن من متابعة الحوار في باقي النصوص .
واذا كنت مُصّر على الاعادة فاليك مقتطفات من مداخلاتي السابقة ، مع اجابتي على مداخلتك الاخيرة والتي وضعتها لك في الصفحات 3 + 4 ، وعدت تكررها عدة مرات.
في مداخلتي رقم 24 في الصفحة الثالثة ، اثبت لك بان ( انا كائن ) او ( انا هو ) تلفظ باليونانية ( ايجو ايمي ) وتكتب كما يلي
εγω ειμι
وهناك نصوص كثيرة في كتابكم وردت فيها هذه الكلمات على لسان الاخرين وقمت بوضعها لك ، والسؤال
هل كل من قال ايجو ايمي يكون الها وعلينا عبادته ؟
بالطبع هذا من المستحيل والا اصبح لدينا اعداد هائلة من الالهة ، وبالتالي هذه البداية هي التي تنفي ان من قال (انا هو) او قال (انا كائن) هو اله .
في مداخلتي رقم 26 في الصفحة الثالثة ، اثبت لك عدم ازلية المسيح لانه قال :( قبل ان يكون ابراهيم انا كائن ) .
ووضعت لك نصوصا من كتابكم تدل على ازلية اشخاص آخرين ، فهل نعتبرهم الهة ؟
في مداخلتي رقم 27 في الصفحة الثالثة ، وضعت لك النص في يوحنا 8 : 56 - 58 ، والذي وضعته انت ايضا وتستند عليه في ازلية المسيح والوهيته.
يوحنا 8
56 ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فراى و فرح 57 فقال له اليهود ليس لك خمسون سنة بعد افرايت ابراهيم 58 قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن
فاقول لك بان هذه النصوص لا تدل على ازليته وكما اوضحت لك سابقا .
اما المقصود بـ ( انا كائن ) والتي قالها المسيح ، ويستطيع اي شخص ان يقولها عن نفسه ، هو ليس الوجود الحقيقي للمسيح كشخص ، بل المقصود الوجود القدري والاصطفائي ، اي اختيار الله واصطفاؤه له ، وما يدل على ذلك هو قول بولس في رسالته الى افسس 1 : 4
كما اختارنا فيه قبل تاسيس العالم لنكون قديسين و بلا لوم قدامه في المحبة
اذا الاختيار والاصطفاء كان قبل تاسيس العالم يا نيومان ، وهذا ما اراد المسيح ان يقوله لليهود وليس كما فهمت انت باطلا بانه قال لهم انا الله .
فهل كلام بولس يا نيومان يعني وجودهم في ذاك الوقت ؟
بالطبع لا ، وهذا هو الاصطفاء الذي منحه الله للمسيح ، وهو المجد الذي طلبه المسيح من الله تعالى كما جاء في يوحنا 17 : 5
و الان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم
كما ان ابراهيم عرف المسيح قبل خلقه وكما جاء في يوحنا 8 : 56 ، لا بشخصه طبعا ، لانه لم يره قطعيا ، وبالتالي تكون الرؤية مجازية وهي المعرفة ، والا اصبحت يا نيومان مطالب باثبات ان ابراهيم قد راى المسيح حقا ، وهذا لا يمكن اثباته يا نيومان.
في مداخلتي 31 في الصفحة الرابعة اقتبست من كلامك وهو ما يلي :
لم يكن اثبات الوهية المسيح لقوله ( انا كائن ) او ( انا هو )
ولكن لان هذه هي اسماء الله الاولى في الديانة اليهودية ...
وكان ردي عليه يا نيومان :
وهذا الكلام ينقض كلامك حسب ما قلته سابقا وحسب المقتبس اعلاه ، وبالتالي لا معيار ولا مقياس في اثبات الوهية المسيح من يوحنا 8 والتي كتبتها بنفسك سوى بالاستنتاج بل بالاستنتاج الخاطيء ، ولا اعتقد لو اعتبرنا جدلا بان الجملتين هي من اسماء الله ، بان كل من ينطق بها يكون الها.
اما المقتبس سابقا من كلامك والذي أشرت اليه في ردي هو :
لماذا أراد اليهود أن يرجموا المسيح بعد كلامه ؟؟
ما هي التهمة التي وجهوها اليه وتستحق الرجم ؟؟
قال المسيح بشكل واضح وصريح انه هو الله
قالها لليهود ، بلغتهم وبعلومهم عن الله واسمائهم ولذلك فقد فهمها اليهود
وحاولوا ان يرجموه بتهمة التجديف
قال المسيح انه هو ( الله ) بالاسم الذي يعرفه اليهود بالعبرية
قال ( انا كائن ) ... قبل ابراهيم انا كائن
لم يقل المسيح قبل ابراهيم ( انا كنت ) ، بل انا كائن ..
وهو نفس الاسم العبري القديم الذي اعلن الله به عن نفسه لموسى
( انا هو ) ، انا الكائن ..
ولهذا اعود واطلب منك الدليل من كتابك او من اي مصدر محايد يثبت ان ( انا كائن ) او ( انا هو ) هي من اسماء الله عند اليهود .
اين قال المسيح ان هاتين الجملتين هي من اسماء الله عند اليهود ؟
انت تقول ان اثبات الوهية المسيح ليس لانه قالها ( انا كائن ) او ( انا هو ) ، وهذا بالطبع حتى تنفي الوهية من قالها غير المسيح ، واكملت كلامك بل لانها من اسماء الله ، فما علاقة ان ( انا كائن ) او ( انا هو ) باعتبارها من اسماء الله عند اليهود كما تدعي في اثبات الوهية المسيح وليس لانه نطق بها ؟
وفي نفس المداخلة يا نيومان ذهبت الى اثبات الوهية المسيح من خلال المقتبس من كلامك التالي :
اذا كنت قرأت الموضوع جيدا ، لوجدت انني اشرت الى ظهور الله الى موسى واعلانه اسمه له قائلا ( أهيه الذي أهيه ) او
i Am
وهذا هو اسم الله الاول الذي اعلنه لموسى
بمعنى ( انا الكائن ) ليس ( انا كنت ) او ( سوف اكون ) بل في كل وقت ( انا كائن )
بمعنى ان الله ازلي سرمدي لا تجوز عليه ازمنة الافعال التي تجوز على غيره ....
اعتقد اننا متفقون حتى الان ...
فرددت عليك حينها بما يلي :
وبناء على ما ذكرته لك ، فاننا لم نتفق ولن نتفق ، ما لم تعطينا دليل كلامك والذي ينقض كلامي او يؤيده.
اهيه الذي اهيه
انك في السابق كتبت ان المترجم وضع هذا النص العبري كما هو ولكن بالاحرف العربية ، للاسف كلامك هذا غير صحيح ، لان النص الصحيح وحتى يتماشى مع ما كتبته انت يا نيومان يجب ان يكون كما يلي :
اهيه اشير اهيه
ولكن لا باس فهذا ليس بمهم ، المهم هو ترجمته الى العربية .
ترجمته الى العربية تكون : ( اكون الذي اكون ) وليس ( انا هو الذي انا هو ) ، وبجميع الاحوال ذلك لا يدل على انه من اسماء الله .
فانت مطالب بما انك تؤمن بانه من اسماء الله عند اليهود بان تاتينا بدليلك المحايد ، خاصة ان الترجمة الى العربية غير صحيحة ، وبالتالي عليك ان تعتمد على النص العبري كما تعتمد على النص اليوناني عند الترجمة الخاطئة نتيجة خطأ النساخ.
القضاة 13 : 11
فقام منوح و سار وراء امراته و جاء الى الرجل و قال له اانت الرجل الذي تكلم مع المراة فقال أنا هو
هل هذا يعني انه اله لانه قال (انا هو) ، او قال كما تعتقد انت بان ( انا هو ) هي من اسماء الله عند اليهود ؟
هذا كلام يحتاج الى دليل قاطع وانت لا تملكه لانه غير صحيح نهائيا.
وفي مداخلتي رقم 32 في نفس الصفحة الرابعة اثبت لك وبالنص العبري وهو النص معتمد لديكم للعهد القديم بان اهيه اشير اهيه لا تدل على شيء من الالوهية للمسيح او غيره وانما معناها اكون الذي اكون وليس انا هو الذي انا هو ، وهي كما يلي :
יד ויאמר אלהים אל משה
אהיה אשר אהיה ויאמר כה תאמר לבני ישראל אהיה שלחני אליכם
اهيه الذي اهيه
اهيه اشير اهيه
فطلبت مني حينها ان اقرأ الترجمة بالانجليزية ، وهذا ما رفضته لك يا نيومان لانها ليست الاصل ، بل النص العبري هو الاصل والمرجع والفاصل بيننا في هذا الحوار.
في مداخلتي 34 في نفس الصفحة الرابعة رددت عليك قولك في الوهية المسيح وبطريقة ثالثة مختلفة وهي كما يلي :
الدليل على قول المسيح ( انا هو ) قائمها بذاتها كاملة ولا تحتاج فعل مكملا لها
واضح انه استخدم اسم الله ، وليس كقول اي انسان آخر ( انا هو ) يتبعها فعل
رددت عليك بما يلي :
يوحنا 9 : 8 - 9
فالجيران و الذين كانوا يرونه قبلا انه كان اعمى قالوا اليس هذا هو الذي كان يجلس و يستعطي 9 اخرون قالوا هذا هو و اخرون انه يشبهه و اما هو فقال اني انا هو.
الاعمى قال ( انا هو ) وهي قائمة بذاتها كاملة ولا تحتاج فعل مكملا لها ، اذا هو اله ايضا.
القضاة 13 : 11
فقام منوح و سار وراء امراته و جاء الى الرجل و قال له اانت الرجل الذي تكلم مع المراة فقال انا هو
منوح قال ( انا هو ) وهي قائمة بذاتها كاملة ولا تحتاج فعل مكملا لها ، اذا هو اله ايضا.
يكفيك الهين بنصين يا نيومان لنقض كلامك واثبات بطلانه وبالتالي بطلان الوهية المسيح لانه قال ( انا هو ).
فرددت علي يا نيومان بما يلي :
نعم الملاك الذي ظهر لمنوح كان هو احدى ظهورات الابن في الجسد
اذا قرأت بقية قصة منوح
سوف ترى اعترافه انه قد رأي الله ...
ها انت كما في كل مرة
تكتب الدليل بيدك ، لانك لم تقرأ الى النهاية ...
وكان ردي هو :
هناك عدة نقاط يا نيومان وللاسف جميعها ضدك لانك لا تعرف نصوص كتابك ولا تفسيرها بل تكتب ما يمليه عليك الاخرين وبدون تفكير.
1- انا لم اتكلم عن الملاك الذي ظهر لمنوح ، وليس هذا هو موضوع حوارنا.
2- منوح قال ( انا هو ) وتفصيل الموضوع اعلاه.
3- لست بحاجة لقراءة قصة منوح ولا غيره لان ما يعنيني هو ( انا هو ).
4- بداية انت كتبت بان الملاك ظهر لمنوح وهذا الامر حقيقة ولا اخالفك عليه ، اما ان تناقض نفسك في تفسير كلمة الله بانها تعني الاله المعبود فهذا دليل على عدم فهمك بان الله في النص هو نفسه الملاك ، لانك تجهل بان هناك الكثير ممن قيل لهم الله في العهد القديم ولكنهم ليسوا الله المعبود.
اذا اردت تفصيل الموضوح اطرح موضوعا مستقلا.
وبعد كل ذلك ، اجدك عاجز فعلا عن اثبات صحة ادعاءك ، وسانتظرك في مداخلتك القادمة لتاتيني بجديد ، والا سانتقل الى النص التالي في موضوعك مع ترك هذا الامر للحكم عليه من القراء.
فهل سنترك الموضوع الان للحكم عليه من القراء وننتقل الى النصوص الجديدة التي وضعتها لك في مداخلتي السابقة ؟
انتظر ردك
تحياتي