عزيزي نيومان
اشكرك بداية على ردك لنتابع معا هل (انا كائن ) او ( انا هو ) هي من اسماء الله عند اليهود كما تدعي ، وهل قائلها يستحق ان يكون الها يُعبد؟
بالطبع انت تنقل بطريقة ( يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة .....)
او بطريقة ( فويل للمصلين ....)
لا يا عزيزي نيومان انا لا انقل ولا اقتطع كما تدعي ، فحوارنا قائم على جملتين وهما ( انا كائن ) و ( انا هو ) ، وبالتالي ليس من المنطق ان انسخ لك اصحاحات حتى ترضى عن الموضوع .
يا اخي الفاضل ، الامثلة التي كتبتها انت كلها استخدام ( انا هو ) جاء للرد على سؤال ( هل انت الفاعل ) فكان الرد طبيعيا لغويا ( انا هو ) ...
وهذا يختلف تماما عن سؤال المسيح :
فرده على الجنود جعلهم يردجعوا الى الخلف ويسقطوا ويقعوا الى الارض
يا عزيزي نيومان
من فمك ادينك ، انت تقول بان الامثلة التي وضعتها لك هي رد على سؤال ،وانا اتفق معك تماما ، ولكنك تقول بعدها ( وهذا يختلف تماما عن سؤال المسيح ) ، فالمسيح ايضا يا نيومان قال ( انا هو ) اي انا هو المسيح كرد على السؤال ، ولا يوجد فرقا بين الامرين.
فهل اجابة الاخرين الذين قالوا لغويا ( انا هو ) كان لها نفس التأثير ؟؟؟؟
انت تقول لغويا ، فبماذا تصنف رد المسيح باللغة العربية؟
ثم لا يعنينا التأثير من خلال الرد على الاخرين ، وقعوا على الارض او لم يقعوا هذا ليس بدليل على الوهية المسيح ونكران الوهية غيره ممن قالوا ( انا هو ).
فالنص لم يوضح ان وقوعهم على الارض بسبب الوهيته بل لانه قال لهم كرد على سؤالهم نعم انا هو ( اي انا هو المسيح ) .
اين قال المسيح انه اله ، او قال ان ( انا هو ) هي اسم من اسماء الله وبالتالي هو الله لانه قالها ، وان من يقولها غيره لا يعتبر اله ، ولماذا ؟
ما زلت بانتظار دليلك من كتابكم او من اي مصدر محايد سواء تاريخي او ديني يثبت لنا ان ( انا هو ) او ( انا كائن ) هي من اسماء الله عند اليهود.
لماذا اتهم اليهود المسيح انه بهذا يقول عن نفسه انه هو الله ؟؟؟
في حوار اليهود مع السيد المسيح ، فهموا جيدا ان المسيح قال عن نفسه انه هو الله
17 فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الآن وانا اعمل ، فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلون ، لانه لم ينقص السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله
( يوحنا 5: 17 - 18)
انا والآب واحد 31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه . 32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند ابي . بسبب اي عمل منها ترجمونني . 33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف . فانك وانت انسان تجعل نفسك الها
( يوحنا 10 :30 - 33 )
اذا فاليهود الشعب الوحيد في ذلك الوقت الذي يعرف الله وكانت لديهم الكتب المقدسة
فهموا كلام المسيح على انه اعلان لاهوته الكامل ...
فكلمته ( اناهو ) ايضا كان لها نفس القوة الالهية التي جعلت الجنود يسقطون الى الخلف ويقعون على الارض ....
هل حدث هذا مع الامثلة التي كتبتها ؟؟؟
ام هي رد لغوي عادي وطبيعي ؟؟؟
في انتظارك
دائما اراك تكتب ( فهموا اليهود ...) وهذا دليل واضح يا نيومان بان الفهم عند الانسان خاضع للخطأ والصواب ، والسبب ان المسيح لم يقل بلسانه انا الله ، والا انتهى الامر .
لقد انكر المسيح على اليهود فهمهم الخاطيء باعتباره انه الله ، ولكنك يا نيومان لم تكمل باقي الحوار بين المسيح واليهود لانه يدينك ، فانت من تكتب نصوصا ناقصة .
يقول انجيل يوحنا 10
30 انا و الاب واحد 31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه 32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة اريتكم من عند ابي بسبب اي عمل منها ترجمونني 33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف فانك و انت انسان تجعل نفسك الها 34 اجابهم يسوع اليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم الهة 35 ان قال الهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله و لا يمكن ان ينقض المكتوب 36 فالذي قدسه الاب و ارسله الى العالم اتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله.
عندما قال المسيح يا نيومان في العدد 30 (انا والاب واحد ) ، انكر عليه اليهود هذا الكلام وسارعوا لرجمه بالحجارة ، ولكن المسيح قام بتصحيح فهمهم الخاطيء في باقي الحوار يا نيومان والذي لم تضعه انت في مداخلتك ، وبين لهم المسيح في رده ان معنى هذا الكلام هو تعبير مجازي ولا يعني الوحدة الذاتية بينه وبين الله ، اي ان هدف المسيح هو نفسه هدف الله الاب وليس اكثر من ذلك ، والا لزم الامر منهم ان يكونوا كلهم آلهة.
من الواضح تماما يا نيومان ان اليهود فهموا قول المسيح بالخطأ بانه يدعي الالوهية ، ولهذا ارادوا رجمه بالحجارة ، ولكن المسيح رد عليهم خطأهم وسوء فهمهم للامر بان العبارة لا تعني بالوهيته ولا يدعي انه اله او ما شابه ذلك.
وكيف رد عليهم خطأهم يا نيومان ؟
الم تلاحظ يا نيومان ان المسيح قال لهم في العدد 34 ( اجابهم يسوع اليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم الهة ).
وكلمة ( مكتوبا في ناموسكم / مكتوبا / مكتوب ) يا نيومان تعني انها موجودة في العهد القديم ، واذا بحثنا عن النص في العهد القديم نجده في مزمور 82 : 6 ( مزمور اساف ) والذي نصه :
مزمور 82 : 6
انا قلت انكم الهة و بنو العلي كلكم
عن من كان لاساف يطلق لفظ آلهة يا نيومان ؟
لا بد وانك عرفت انه على القضاة ومعناه انهم اعطوا سلطانا ان يأمروا ويحكموا ويقضوا باسم الله ، وبالتالي هذا الكلام كما جاء في المزمور وكما جاء رد المسيح على اليهود في يوحنا 10 : 34 يثبت بانه ليس اله ولم ولن يدعي الالوهية عندما قال في العدد 30 ( انا والاب واحد ) ، وانما عبّر عن نفسه بمثل ما عبر به ( اساف ) عن اؤلئك القضاة الذين صارت اليهم كلمة الله.
وهذا بالطبع ينفي ان المسيح ادعى الالوهية.
وما يدل على صحة القول هو ما جاء في نفس المزمور العدد 1
( الله قائم في مجمع الله في وسط الالهة يقضي )
هل لك ان توضح لنا معنى هذا القول يا نيومان ؟
وما يدل اكثر على صحة قولي يا نيومان هو تكملة الحوار بين المسيح واليهود بعد ان قال لهم العدد 34 من يوحنا 10 .
يوحنا 10 : 36
فالذي قدسه الاب و ارسله الى العالم اتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله
حتى قول المسيح انه ابن الله لا تعني الوهيته ، وبالتالي لا يعتبر المسيح مجدفا لو قال عن نفسه انه ابن الله لانها لا تعني الوهيته ولا معادلته لله تعالى.
تحياتي