من هو المسيح عيسى إبن مريم ؟
يقول القرآن فى سورة آل عمران رقم 3 الآية رقم 49
" ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49) "
هذه الآية نقلت عن لسان السيد المسيح وهو يقول أنه أرسل إلى بنى إسرائيل وجاء إليهم بعده آيات أى معجزات ليؤمنوا به وهى :-
1- الــخلق ..2- شفاء الـمرضى ..3- إحـــيـاء الـمـوتــى .. 4-والـنبوة .
ولكن القرآن لم يذكر بالتفصيل كيف قام السيد المسيح بهذه المعجزات 0
والآن أسمح لى أخى المسلم أن أكتب عن واحدة منها ألا وهى
1- الخلق
أخى المسلم ..
من صفات الله الخلق , ونجد فى القرآن عدة آيات تقول :
أن صفة الخلق مقتصرة على الخالق فقط , ومن هذه الايات على سبيل المثال لا الحصر :-
فى سورة الأنعام رقم 6 والآية رقم 102
" ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل (102) "
وفى سورة الحجر رقم 15 والآية رقم 86
" إن ربك هو الخلاق العليم(86) "
وفى سورة الحج رقم 22 والآية رقم 73
" ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له (73) "
وفى سورة النحل رقم 16 والآية رقم 17
"أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون (17) "
الآيات السابقة تؤكد أن صفة الخلق ميزة لله وحده وتحدى واضح وصريح بين من يخلق ومن لا يخلق 0
وفى سورة آل عمران رقم 3 الآية رقم 49
"ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله (49) "
وفى سورة المائدة رقم 5 والآية رقم 110
" إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني ( 110 ) "
الآيات السابقة تؤكد أن المسيح عيسى إبن مريم خلق بنفس الطريقة التى خلق بها الله آدم , من طين ثم نفخ فيه من روحه 0
والآن أخى المسلم .. أدعوك أن تقرأ معى كيف خلق السيد المسيح لمولود أعمى عينين رأى بهما
فى إنجيل معلمنا يوحنا الرسول : " وفيما هو ( السيد المسيح ) مجتاز رأى إنساناً أعمى منذ ولادته فسأله تلاميذه قائلين : يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى ؟ أجاب يسوع : لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لكى تظهر اعمال الله فيه , ينبغى أن أعمل أعمال الذى أرسلنى ما دام نهار يأتى ليل حين لا يستطيع أن يعمل ما دمت فى العالم , فأنا نور العالم قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عينى الأعمى وقال له : " إذهب وإغتسل فى بركة سلوام , الذى تفسيره مرسل فمضى وإغتسل وأتى بصيراً والجيران والذين كانوا يرونه قبلاً أنه كان أعمى قالوا أليس هذا هو , وآخرون قالوا إنه يشبهه , أما هو فقال : إنى هو فقالوا له : كيف إنفتحت عيناك ؟ أجاب ذاك وقال إنسان يقال له يسوع صنع طيناً وطلى عينى وقال لى : إذهب إلى بركة سلوام وإغتسل فمضيت وإغتسلت فأبصرت " ( يوحنا 12: 1- 12)
أخى المسلم .. السيد المسيح خلق لهذا الإنسان المولود اعمى عينين من الطين الذى صنعه عندما تفل على الأرض وبعد أن طلى عينيه بالطين وإغتسل أبصر 0
أحبائى فى الإسلام .. الله توج المسيح عيسى إبن مريم بصفاته الإلهية الخاصة .. " إحياء الموتى " .. .. " الخلق " ..
لهذا يقول عنه القرآن فى سورة المؤمنون رقم 23 والآية 50
" وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين (50) "
2- شفاء المرضى
أخى المسلم ..
يقول القرآن أن الله وحده هو الشافى
فى سورة الشعراء رقم 26 والآية رقم 80
"وإذا مرضت فهو يشفيني(80) (80) "
وأيضاً فى الحديث الصحيح يقول الرسول : " اللهم لا شفاء إلا شفاءك" ويقول القرآن فى سورة آل عمران رقم 3 الآية رقم 49عن لسان عيسى إبن مريم : " وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ (49) " أى أنه يشفى الأكمة ويطهر البرص , هذا بنص القرآن 0
وفى المسيحية فى الإنجيل العديد من معجزات الشفاء التى قام بها السيد المسيح أذكر منها على سبيل المثال معجزة شفاء المرأة المنحنية فى إنجيل معلمنا لوقا الرسول : " وإذا إمرأة كان بها ضعف ثمانى عشرة سنة وكانت منحنية ولم تقدر أن تنتصب البتة , فلما رآها يسوع دعاها وقال لها : يا إمرأة إنك محلولة من ضعفك , ووضع يده عليها ففى الحال إستقامت ومجدت الله " ( لوقا 13: 11- 13)
السيد المسيح شفى المرأة المنحنية منذ ثمانى عشرة سنة بمجرد وضع يده عليها 0
وأيضاً فى إنجيل معلمنا لوقا الرسول : " وفيما هو ( السيد المسيح) داخل إلى قرية إستقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد ورفعوا صوتاً قائلين يا يسوع يا معلم إرحمنا فنظر وقال لهم : إذهبوا أروا أنفسكم للكهنة وفيما هم منطلقون طهروا " ( لوقا 17: 12- 14)
فى هذه المعجزة طهر عشرة برص من مرضهم بكلمة " إذهبوا " دون أن يلمسهم فطهروا من البرص وهم ذاهبين 0
وفى إنجيل معلمنا متى الرسول : " ولما دخل كفر ناحوم جاء إليه قائد مئة يطلب إليه ويقول يا سيد غلامى مطروح فى البيت مفلوجا متعذبااً جداً فقال له يسوع : أنا آتى وأشفيه , فأجاب قائد المئة وقال يا سيد لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفى , لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامى لأنى أنا أيضاً إنسان تحت سلطان لى جند , أقول لهذا إذهب فيذهب ولآخر آآت فيأتى ولعبدى إفعل هذا فيفعل , ثم قال يسوع لقائد المئة : إذهب وكما آمنت ليكن لك فبرأ غلامه فى تلك الساعة " ( متى 8: 5- 13)
وأيضاً فى هذه المعجزة برأ الغلام بكلمة قالها السيد المسيح من بعد دون أن يرى الغلام أو يعرف أين هو ولكنه فى الحقيقة رآه وشفاة بكلمة قدرته 0
وفى إنجيل معلمنا مرقس الرسول : " وإمرأة تنزف دم منذ إثنتى عشرة سنة وقد تألمت كثيراً من اطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حال أردأ , ولما سمعت بيسوع جاءت فى الجمع من وراء ومست ثوبه لأنها قالت : إن مسست ولو ثيابه شفيت , فللوقت جف ينبوع دمها وعلمت فى جسمها أنها برئت من الداء "( مرقس5: 25- 29)
نعم برأت نازفة الدم لأن السيد المسيح أعطاها حسب إيمانها قال لها : " يا إبنه إيمانك قد شفاك , إذهبى بسلام وكونى صحيحة من دائك"
يقول الكتاب عن السيد المسيح فى إنجيل معلمنا متى الرسول : " فجاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وخرس وشل وآخرون كثيرون وطرحوهم عند قدمى يسوع فشفاهم حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمسون والعمى يبصرون ومجدوا إله إسرائيل " ( متى 10: 29- 31)
3- إحياء الموتى ..
يقول الكتاب المقدس فى إنجيل معلمنا لوقا : " فلما إقترب من باب المدينة إذا ميت محمول إبن وحيد لأمه وهى أرملة ومعها جمع كثير من المدينة فلما رآها تحنن عليها وقال لها : لا تبكى ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال : أيها الشاب لك أقول قم .. فجلس الميت وإبتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبى عظيم وإفتقد الله شعبه " ( لوقا 7: 13- 16)
هذا هو السيد المسيح عندما رأى أرملة تبكى على وحيدها الميت لم يتركها تتألم ولم يحتمل دموعها , أقام الميت بكلمة واحدة .. " قم " .. فقام
وفى إنجيل معلمنا متى : " وفيما هو يكلمهم بهذا إذا رئيس جند قد جاء فسجد له قائلاً إن إبنتى الآن ماتت لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه فلما أخرج الجمع دخل وأمسك بيدها فقامت الصبية " ( متى 9: 18)
ونجد فى هذه المعجزة أن السيد المسيح لم يرفض طلب والد الصبية لأنه طلب منه بإيمان وثقة : " ضع يدك عليها فتحيا " فقام فى الحال وفعل كما قال والد الصبية .. و : " أمسك بيدها فقامت الصبية " فى الحال
وفى إنجيل معلمنا يوحنا قصة إقامة السيد المسيح لعازر بعد موته بأربعة أيام : " كان إنسان مريضا وهو لعازر ... فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد إبن الله به ... فلما سمع انه مريض مكث فى الموضع الذى كان فيه يومين .. قال لتلاميذه لعازر مات فلما أتى يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام فى القبر , فلما رأى يسوع أخت لعازر تبكى واليهود الذين جاءوا معها يبكون .. قال يسوع : أين وضعتموه قالوا له ياسيد : تعال وأنظر.. بـــكـى يــسـوع
وجاء إلى القبر وكان مغارة قد وضع عليها حجر , فقال يسوع : إرفعوا الحجر .. قالت مرثا : ياسيد قد أنتن لأن له أربعة أيام .. قال لها يسوع إن آمنت ترين مجد الله , فرفعوا الحجر , ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال : أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لى وأنا علمت أنك فى كل حين تسمع لى , ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتنى , ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم : لعازر هلم خارجاً , فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل , فقال يسوع : حلوه ودعوه يذهب " ( يوحنا 11: 1- 44)
يقول معلمنا يوحنا الرسول .. وأشياء اخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحده واحده فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة 0
كتبت لك بإختصار شديد .. كيف اقام السيد المسيح الموتى ؟ .. بكلمة واحده " قم" .. بلمسة يده .. حتى لعازر الذى أنتن أقامه بعد مرور أربعة ايام.
هذا هو مسيحنا الذى قال : أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ السيد المسيح هو نفسه آية , هو حلول كلمة الله فى رحم مريم وصاغ من دمها السيد المسيح , وحضور كلمة الله الدائم فيه جعل له سلطان يقول: " أَنِّي أَخْلُق" فالخلق يستلزم وجود إلهى مُمَثلاً فى كلمة الله التى فى السيد المسيح
هذا هو مسيحنا الذى قال : " أحى الموتى بإذن الله " هذا الإذن معه وهذا التصريح مُمَثل فى الحضور الإلهى ( كلمه الله ) الدائم فى السيد المسيح كما قال فى سورة المائدة رقم 5 والآية رقم 110
" وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي " وحينما يتكلم المسيح ويقول كلمة الله " قم " يقوم الميت , هذا معناه ببساطة شديدة " أنا المسيح وبكلمة الله التى فىٌ أقول لك : " قم "
أخى المسلم .. أنت تعلم جيداً ان الله وحده هو القادر على إحياء الموتى كما قال القرآن فى سورة الحجر رقم 15 والآية رقم 23
" وإنا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون (23) "
4- السيد المسيح وعلم الغيب
الآن أكتب على صفة رابعة من صفات السيد المسيح ألا وهى
يقول القرآن فى سورة الأنعام رقم 6 والآية رقم 59
" وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (59) "
وفى سورة النمل رقم 27 الآية رقم 65
" قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون (65) "
الآيات السابقة فيها تأكيد أن الله وحده هو عالم الغيب ولا أحد غيره يعلم ما فى السموات والأرض والبحر , وعنده وحده مفاتيح الغيب 0
وفى سورة آل عمران رقم 3 والآية رقم 49
وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49) "
وفى هذه الآية المتكلم هو المسيح عيسى إبن مريم , والعجيب أنه إذا دققت النظر أخى المسلم فى كل الآيات القرآنية تجد أن الآيات كلها التى كتبت عن الله يسبقها كلمة " قل" ولكن هنا السيد المسيح يقول " أنبئكم " وهذا يعنى أن له قدرة ذاتية على معرفة الغيب , علم الغيب التى هى صفة الله وحده بشهادة القرآن .
وفى الإنجيل الكثير من الآيات التى تؤكد أن السيد المسيح عَلِم الغيب وكثير من النبؤات التى تحققت أذكر منها على سبيل المثال فى إنجيل معلمنا لوقا الرسول
" وإذا كان قوم يقولون عن الهيكل أنه مزين بحجارة حسنة وتحت ظل هذه التى ترونها ستأتى أيام لا يترك فيها حجر على حجر لا ينقض ( لوقا21: 5) "
وبالفعل تمت النبوة .. وهُدم الهيكل .. وأيضا السيد المسيح كان يعلم ما سيحدث لتلاميذه بعد صلبه وقيامته وصعوده إلى السماء وأوصاهم قائلاً : " وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون وتساقون أمام ملوك وولاه لأجل إسمى "
وفى إنجيل معلمنا متى الرسول : " قال السيد المسيح لتلاميذه حينئذ يسلمونكم إلى الضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمى " ( متى 24: 9)
فى إنجيل معلمنا يوحنا قال يسوع : " ولكن منكم قوم لا يؤمنون لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذى يسلمه " (يوحنا 6: 65)
السيد المسيح يعلم ما فى البحر
فى إنجيل معلمنا لوقا الرسول : " ولما فرغ ( السيد المسيح ) من الكلام قال لسمعان أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد فأجاب سمعان وقال له : يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم ناخذ شيئاً ولكن على كلمتك ألقى الشبكة ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيرا جداً فصارت شبكتهم تتخرق " ( لوقا 5: 4-6)
أخى المسلم .. عندما كنت أقرأ القرآن وألتقى مع الايات القرآنية التى تتحدث عن المسيح عيسى إبن مريم كان قلبى يذوب فى داخلى شوقاً إلى معرفة المزيد عنه وانا أقدم لك بكل أمانة ما أعرفه عنه ..